❞ حواري مع مجلة حكايات الفن :
الاسم : خلود أيمن
السن : ٢٩ عاماً
المحافظة : الدقهلية
الموهبة : الكتابة
أهم الإنجازات :
بدأت نشر أُولى مقالاتي عام ٢٠٢٠ وكانت بعنوان ˝ الفارق بين الحب والاحتياج ˝ وقد كانت أول انطلاق لي في عالم النشر ومن ثَم توالت نشر المقالات في شتى المجالات على المواقع الإلكترونية المختلفة ، ثم بدأت أُمهِّد لنشر أول كتاب الذي أخذ مني المزيد من الوقت والجَهد وقد نُشر بالفعل عام ٢٠٢١ وكان يحمل عنوان ˝ جرعات تنفس ˝ وهو كتاب في التنمية الذاتية يحث على نشر طاقة الأمل في قلوب البشر ويدفعهم للعمل الجاد المُكثَّف الذي يسوقهم لطريق النجاح الخاص بهم الذي يتميزون به ذات يوم دون أنْ يدعوا أنفسهم لأي عوامل دخيلة أو مُحبِطات قد تجعلهم يتعثرون عن إيجاد الطريق المناسب لهم ، ثم نشرت كتابي الثاني في معرض القاهرة لهذا العام ٢٠٢٣ والذي يحمل عنوان ˝ على مشارف الحلم ˝ والذي يناقش العديد من القضايا الإجتماعية التي تمس كل مواطني الدولة والذي يهدف إلى التكاتف والاتحاد فيما بينهم من أجل تحقيق النهضة والتقدم في شتى المجالات والنواحي الحياتية ، ويعالج مشكلة البطالة فهو يُسلِّط الضوء على تمويل المشروعات التي قامت بها الدولة على أكمل وجه ممكن من أجل توفير فرص عمل للشباب تُدِّر عليهم المزيد من الدخول التي تساعدهم على بدء حياتهم ، يطرح أيضاً دور وسائل التواصل في حياتنا وكيف يمكن التركيز على الجانب الإيجابي لها فالأمر يعتمد في المقام الأول على عقلية المستخدم الذي قد يستفيد من أي مستجدات في التطوير وخدمة المجتمع وقد يُحيلها إلى وسيلة للتدمير والتخريب وإفساد العقول ، ويتناول أيضاً قضية تطوير التعليم فيما يتناسب مع عقليات الطلاب الذين اعتادوا السير على نهج معين طوال سنوات الدراسة السابقة ومن الصعب تغييره بتلك السرعة والبساطة فعلينا بدء تنفيذ تلك الخُطط التعليمية الحديثة مع الصِغار في مراحل التعليم الأولى حتى تؤتي ثمارها حينما تُطبَّق بشكل صحيح ويتمكن الطالب من تحقيق النجاح الساحق اعتماداً عليها واجتياز الاختبارات بسهولة ويُسر ...
* شاركت في لقاء إذاعى قبل معرض القاهرة لهذا العام والذي وضَّحت فيه الكثير من الموضوعات التي يضمها كتابي ˝ على مشارف الحلم ˝ وقد كان تمهيداً وعرضاً للمزيد من الأفكار قبل بداية المعرض ...
* كما شاركت أيضاً في برنامج مباشر على الهواء على شاشة التلفزيون المصري ( القناة الثانية ) وقد كان نقلة مختلفة لإظهار موهبتي للعديد من المشاهدين وبث المزيد من الطاقة في نفوسهم ...
نص من كتاباتك :
بصيص الأمل :
وغدا الأمل يُنير سماء حياتي كما القمر الساطع في تمامه وقت الظلام الحالك الذي عمَّ بحُلول الليل ولكن ذهني ما زال شارداً في تلك الأحداث التي ولَّت ، في تلك الليالي التي انقَضت ، في تلك الذكريات التي تجول بمخيلتي ، في تلك الأمنيات التي أردت تحقيقها ولكن هذا المشهد المَهيب كان له الفضل الأعظم في النسيان ، في رؤية بصيص الأمل الذي يومض كل لحظة فينتشلني من سُكاتي ويُعيد لي اتزاني ورغبتي في استكمال الحياة ، ولولاه لكان الصبر قد نفد وانتهى منذ زمن بعيد ، فليت للآخرين نفس النظرة التي أملُكها حينما أراقب ذاك المشهد المُميَّز من شرفتي الرائعة المُطلَّة عليه بكل شوق وشغف ، فبه ما عاد الخوف يتملكني ويشهد على حزني ، ما عاد القلق يساورني ولو للحظات ، لقد تغيَّرت حياتي في بضع لحظات رغم علمي أنها فانية تتلاشى بسرعة فائقة أكثر مما هو متوقع ولكني حاولت أنْ أُثبِّت عيني عليها حتى يستقر داخلي الأمل بلا رحيل ...
منذ متى بدأت الكتابة ؟
* بدأت الكتابة في مراحل الجامعة الأولى حيث كنت أُدوِّن بعض الخواطر الناجمة عن شعور معين في موقف ما ، فقد كانت وما زالت الوسيلة الوحيدة القادرة على إخراج الطاقة المكبوتة داخلي وتوظيفها بشكل مناسب يحقق لي قدراً كبيراً من النجاح والثقة بالنفس ويُضفي على حياتي قيمة ومعنى ويُزيد من شغفي وإقبالي على الحياة حينما أشعر بأي إحباط ذات لحظة ...
* كانت أمى أول داعمة لي وبعض الأصدقاء المقربين حينما كنت أعرض عليهم بعض النصوص القصيرة التي كنت أكتبها في بداياتي ...
* أتمنى أنْ أترك البصمة التي أبغاها في قلوب الجميع وأنْ تحقق مقالاتي الصدى الذي أتمناه وأنْ تكون ردود الأفعال دائماً مُرضيَّة تمنحني مزيداً من الدعم والطاقة للاستكمال في تلك المسيرة الأدبية ...
كيف بدأت رحلة مشوارك ؟
كنت أُفرِّغ ما يجول بخاطري على بعض الأوراق في الدفاتر الخاصة بي وبالتدريج تطور الأمر إلى حب لهذه المهمة التي تُخرج ما بداخلي من مشاعر وكذلك الطاقة في أمر مفيد ، فهذا الأمر يُشعرني بالراحة حينما أقوم به وتغمرني سعادة عارمة أيضاً ...
كيف اكتشفت تلك الموهبة ؟
* اكتشفت تلك الموهبة حينما علمت أنها السبيل الوحيد للحديث حينما لا أتمكن من البوح عما يقبع بجُعبتي وطورت منها وأصقلتها بالقراءة في شتى المجالات لمُختلف الكتَّاب القدامى أمثال نجيب محفوظ ودكتور مصطفى محمود والشعراوي وأحاول القراءة أيضاً للكثير من الكتاب المعاصرين حينما تلفتني طريقة الكتابة الخاصة بأحدهم .
هل شاركت في أي مسابقات ؟
شاركت في الكثير من المسابقات ولم أحظَ بالنتيجة المرتقبة أو بالرد سواء بالرفض أو القبول .
ما هو حلمك ؟
حلمي ،
أنْ أظل أجتهد وأكافح حتى أُحوِّل تلك المهمة إلى مهنة ويكون لدىّ الصرح الثقافي الخاص الذي أساهم من خلاله في نشر الوعي والقيم والثقافة عن طريق دمج خبرات السابقين بالكتَّاب المعاصرين وتحبيب الجميع في القراءة فهي أول أمر نزل في القرآن الكريم ويجب تخصيص وقت لها كل يوم حتى نشعر بتحقيق الإفادة من هذا الوقت الذي يهدره الأغلب هباءً وكذلك أحلم أنْ أكون سيدة مجتمع أُقدِّم المزيد من المحاضرات والمناوشات في مجال التنمية البشرية التي تساعد الآخرين على اكتشاف أنفسهم وتحديد أهدافهم التي تعطي حياتهم معنى قبل أنْ تضيع دون تحقيق أي إنجاز يُذكَر وأنْ يكون لي صوت مسموع ورأي سديد وقدرة على تقديم حلول لأغلب المشكلات التي يمر بها الجميع من آن لآخر وأنْ تساهم كلماتي في التغيير والتقدم الفوري في كافة المجالات وكذلك التأثير الفعال في المجتمع بشكل عام ...
مَنْ مثلك الأعلى؟
أعتقد أن تلك الكلمة تحمل معنىً عميقاً فلا يصح منحه لأي شخص لأنه لا يوجد مَنْ هو مكتمل في كل شيء ، لا يُخطئ ، يُصيب هدفه طيلة الوقت ، يسير على النهج الصحيح والصراط المستقيم ، فيجب أنْ يضع كل شخص لنفسه خطاً مستقيماً يحاول السير عليه كيفما استطاع ولو حاد عنه فلا يعتبر أنه سيصبح قدوةً لغيره ذات يوم ووقتها سيُدرك يقيناً أنه لا يوجد مَنْ هو جدير بتلك الكلمة سوى أولياء الله الصالحين والأنبياء الذين كانوا قدوةً يُحتذى بها في القول والفعل على حد سواء ، فعلى كل امرئ أنْ يحاول جاهداً الحفاظ على سلوكياته القويمة طوال الوقت حتى يجد فيه الآخرون المثال أو النمودج الذي يحاولون تقليده والسير على خُطاه واقتفاء أثره وليس مثلاً أعلى على الإطلاق فهي كلمة شاملة لا يستحقها أحد البتة مهما بلغت درجة صلاحه. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ حواري مع مجلة حكايات الفن :
الاسم : خلود أيمن
السن : ٢٩ عاماً
المحافظة : الدقهلية
الموهبة : الكتابة
أهم الإنجازات :
بدأت نشر أُولى مقالاتي عام ٢٠٢٠ وكانت بعنوان ˝ الفارق بين الحب والاحتياج ˝ وقد كانت أول انطلاق لي في عالم النشر ومن ثَم توالت نشر المقالات في شتى المجالات على المواقع الإلكترونية المختلفة ، ثم بدأت أُمهِّد لنشر أول كتاب الذي أخذ مني المزيد من الوقت والجَهد وقد نُشر بالفعل عام ٢٠٢١ وكان يحمل عنوان ˝ جرعات تنفس ˝ وهو كتاب في التنمية الذاتية يحث على نشر طاقة الأمل في قلوب البشر ويدفعهم للعمل الجاد المُكثَّف الذي يسوقهم لطريق النجاح الخاص بهم الذي يتميزون به ذات يوم دون أنْ يدعوا أنفسهم لأي عوامل دخيلة أو مُحبِطات قد تجعلهم يتعثرون عن إيجاد الطريق المناسب لهم ، ثم نشرت كتابي الثاني في معرض القاهرة لهذا العام ٢٠٢٣ والذي يحمل عنوان ˝ على مشارف الحلم ˝ والذي يناقش العديد من القضايا الإجتماعية التي تمس كل مواطني الدولة والذي يهدف إلى التكاتف والاتحاد فيما بينهم من أجل تحقيق النهضة والتقدم في شتى المجالات والنواحي الحياتية ، ويعالج مشكلة البطالة فهو يُسلِّط الضوء على تمويل المشروعات التي قامت بها الدولة على أكمل وجه ممكن من أجل توفير فرص عمل للشباب تُدِّر عليهم المزيد من الدخول التي تساعدهم على بدء حياتهم ، يطرح أيضاً دور وسائل التواصل في حياتنا وكيف يمكن التركيز على الجانب الإيجابي لها فالأمر يعتمد في المقام الأول على عقلية المستخدم الذي قد يستفيد من أي مستجدات في التطوير وخدمة المجتمع وقد يُحيلها إلى وسيلة للتدمير والتخريب وإفساد العقول ، ويتناول أيضاً قضية تطوير التعليم فيما يتناسب مع عقليات الطلاب الذين اعتادوا السير على نهج معين طوال سنوات الدراسة السابقة ومن الصعب تغييره بتلك السرعة والبساطة فعلينا بدء تنفيذ تلك الخُطط التعليمية الحديثة مع الصِغار في مراحل التعليم الأولى حتى تؤتي ثمارها حينما تُطبَّق بشكل صحيح ويتمكن الطالب من تحقيق النجاح الساحق اعتماداً عليها واجتياز الاختبارات بسهولة ويُسر ...
شاركت في لقاء إذاعى قبل معرض القاهرة لهذا العام والذي وضَّحت فيه الكثير من الموضوعات التي يضمها كتابي ˝ على مشارف الحلم ˝ وقد كان تمهيداً وعرضاً للمزيد من الأفكار قبل بداية المعرض ...
كما شاركت أيضاً في برنامج مباشر على الهواء على شاشة التلفزيون المصري ( القناة الثانية ) وقد كان نقلة مختلفة لإظهار موهبتي للعديد من المشاهدين وبث المزيد من الطاقة في نفوسهم ...
نص من كتاباتك :
بصيص الأمل :
وغدا الأمل يُنير سماء حياتي كما القمر الساطع في تمامه وقت الظلام الحالك الذي عمَّ بحُلول الليل ولكن ذهني ما زال شارداً في تلك الأحداث التي ولَّت ، في تلك الليالي التي انقَضت ، في تلك الذكريات التي تجول بمخيلتي ، في تلك الأمنيات التي أردت تحقيقها ولكن هذا المشهد المَهيب كان له الفضل الأعظم في النسيان ، في رؤية بصيص الأمل الذي يومض كل لحظة فينتشلني من سُكاتي ويُعيد لي اتزاني ورغبتي في استكمال الحياة ، ولولاه لكان الصبر قد نفد وانتهى منذ زمن بعيد ، فليت للآخرين نفس النظرة التي أملُكها حينما أراقب ذاك المشهد المُميَّز من شرفتي الرائعة المُطلَّة عليه بكل شوق وشغف ، فبه ما عاد الخوف يتملكني ويشهد على حزني ، ما عاد القلق يساورني ولو للحظات ، لقد تغيَّرت حياتي في بضع لحظات رغم علمي أنها فانية تتلاشى بسرعة فائقة أكثر مما هو متوقع ولكني حاولت أنْ أُثبِّت عيني عليها حتى يستقر داخلي الأمل بلا رحيل ...
منذ متى بدأت الكتابة ؟
بدأت الكتابة في مراحل الجامعة الأولى حيث كنت أُدوِّن بعض الخواطر الناجمة عن شعور معين في موقف ما ، فقد كانت وما زالت الوسيلة الوحيدة القادرة على إخراج الطاقة المكبوتة داخلي وتوظيفها بشكل مناسب يحقق لي قدراً كبيراً من النجاح والثقة بالنفس ويُضفي على حياتي قيمة ومعنى ويُزيد من شغفي وإقبالي على الحياة حينما أشعر بأي إحباط ذات لحظة ...
كانت أمى أول داعمة لي وبعض الأصدقاء المقربين حينما كنت أعرض عليهم بعض النصوص القصيرة التي كنت أكتبها في بداياتي ...
أتمنى أنْ أترك البصمة التي أبغاها في قلوب الجميع وأنْ تحقق مقالاتي الصدى الذي أتمناه وأنْ تكون ردود الأفعال دائماً مُرضيَّة تمنحني مزيداً من الدعم والطاقة للاستكمال في تلك المسيرة الأدبية ...
كيف بدأت رحلة مشوارك ؟
كنت أُفرِّغ ما يجول بخاطري على بعض الأوراق في الدفاتر الخاصة بي وبالتدريج تطور الأمر إلى حب لهذه المهمة التي تُخرج ما بداخلي من مشاعر وكذلك الطاقة في أمر مفيد ، فهذا الأمر يُشعرني بالراحة حينما أقوم به وتغمرني سعادة عارمة أيضاً ...
كيف اكتشفت تلك الموهبة ؟
اكتشفت تلك الموهبة حينما علمت أنها السبيل الوحيد للحديث حينما لا أتمكن من البوح عما يقبع بجُعبتي وطورت منها وأصقلتها بالقراءة في شتى المجالات لمُختلف الكتَّاب القدامى أمثال نجيب محفوظ ودكتور مصطفى محمود والشعراوي وأحاول القراءة أيضاً للكثير من الكتاب المعاصرين حينما تلفتني طريقة الكتابة الخاصة بأحدهم .
هل شاركت في أي مسابقات ؟
شاركت في الكثير من المسابقات ولم أحظَ بالنتيجة المرتقبة أو بالرد سواء بالرفض أو القبول .
ما هو حلمك ؟
حلمي ،
أنْ أظل أجتهد وأكافح حتى أُحوِّل تلك المهمة إلى مهنة ويكون لدىّ الصرح الثقافي الخاص الذي أساهم من خلاله في نشر الوعي والقيم والثقافة عن طريق دمج خبرات السابقين بالكتَّاب المعاصرين وتحبيب الجميع في القراءة فهي أول أمر نزل في القرآن الكريم ويجب تخصيص وقت لها كل يوم حتى نشعر بتحقيق الإفادة من هذا الوقت الذي يهدره الأغلب هباءً وكذلك أحلم أنْ أكون سيدة مجتمع أُقدِّم المزيد من المحاضرات والمناوشات في مجال التنمية البشرية التي تساعد الآخرين على اكتشاف أنفسهم وتحديد أهدافهم التي تعطي حياتهم معنى قبل أنْ تضيع دون تحقيق أي إنجاز يُذكَر وأنْ يكون لي صوت مسموع ورأي سديد وقدرة على تقديم حلول لأغلب المشكلات التي يمر بها الجميع من آن لآخر وأنْ تساهم كلماتي في التغيير والتقدم الفوري في كافة المجالات وكذلك التأثير الفعال في المجتمع بشكل عام ...
مَنْ مثلك الأعلى؟
أعتقد أن تلك الكلمة تحمل معنىً عميقاً فلا يصح منحه لأي شخص لأنه لا يوجد مَنْ هو مكتمل في كل شيء ، لا يُخطئ ، يُصيب هدفه طيلة الوقت ، يسير على النهج الصحيح والصراط المستقيم ، فيجب أنْ يضع كل شخص لنفسه خطاً مستقيماً يحاول السير عليه كيفما استطاع ولو حاد عنه فلا يعتبر أنه سيصبح قدوةً لغيره ذات يوم ووقتها سيُدرك يقيناً أنه لا يوجد مَنْ هو جدير بتلك الكلمة سوى أولياء الله الصالحين والأنبياء الذين كانوا قدوةً يُحتذى بها في القول والفعل على حد سواء ، فعلى كل امرئ أنْ يحاول جاهداً الحفاظ على سلوكياته القويمة طوال الوقت حتى يجد فيه الآخرون المثال أو النمودج الذي يحاولون تقليده والسير على خُطاه واقتفاء أثره وليس مثلاً أعلى على الإطلاق فهي كلمة شاملة لا يستحقها أحد البتة مهما بلغت درجة صلاحه . ❝
❞ حوار صحفي مع الكاتبة ˝ خلود أيمن ˝
الاسم : خلود أيمن
عُمرك : ٢٩ عاماً
الموهبة: الكتابة
بلدك : المنصورة
المحافظة : الدقهلية
مؤهلك الدراسي : تخرجت من كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية/ قسم محاسبة عام ٢٠١٦ بتقدير عام جيد .
موهبتك : كتابة المقالات والخواطر .
كيف اكتشفت موهبتك؟
كنت أُفرِّغ بعض الأفكار والخواطر على الدفاتر الخاصة بي وحينها وجدت أن تلك الموهبة هي السبيل الوحيد الذي يُمكِّنني من التعبير عمَّا يجول بذهني أو ما أشعر أو أحلم به ، فهي الطريق الذي يُحقِّق لي ذاتي ويُشعرني بالنجاح ويُكسبني مزيداً من الثقة بالنفس ...
وكيف قُمت بتطويرها؟
بالقراءة الجمَّة في كافة المجالات لمُختلف الكتَّاب القُدامى الذين يملُكون حصيلة لغوية غزيرة ووفيرة وتعلَّمت من كل منهم المزيد مما زادني قدرة على التعبير والتَخيُّل ومن بينهم دكتور مصطفى محمود بمقالاته الخالدة إلى وقتنا هذا والتي تتسم بمزيد من السلاسة والبراعة في الوصف وإيصال المعنى ونجيب محفوظ برواياته المنوعة التي كانت تناقش ما يدور في كل حقبة زمنية عاصرها وكذلك الشيخ الشعراوي بقدرته الفائقة على تبسيط أمور الدين وتحبيبك في تنفيذ تعاليمه ومبادئه بحذافيرها دون أي تكاسل أو تراخٍ ...
ما أهم أعمالك؟
نُشر لي العديد من المقالات في شتى المجالات على المواقع الإلكترونية المختلفة ،
نُشر لي كتاب جرعات تنفس عام ٢٠٢١ وهو كتاب في التنمية الذاتية يحث على تطوير الذات واكتشاف المرء لقدراته واستغلال مَلكاته في تحقيق النجاح الخاص به فتلك المواهب التي حباه الله إياها هي الرزق الوفير الذي سوف يؤجر عليه إنْ أَحسَن استخدامه في إفادة نفسه ونفع الجميع من خلاله ، ويطرح العديد من المسائل التي يمر بها الجميع والمشاعر التي تُحرِّكهم وتُعَد الدافع لهم في اتخاذ ردود أفعال مختلفة في المواقف المتباينة ، وقضايا أخرى من بينها مفهوم الحرية وكيف يمكن وضع حد لها في إطار الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع ، كيفية اتخاذ القرار السليم اعتماداً على النفس بعد أخذ مشورة الجميع من أجل تخفيف وطأة الحيرة التي تجعلنا مذبذين غير واثقين من نتيجة ذاك القرار فيجب أنْ يكون قراراً محضاً في نهاية الأمر حتى لا يضع المرء المسئولية كاملةً على الغير إنْ لم يُحقِّق له هذا القرار مُبتغاه أو يتوافق مع رغباته الشخصية والكثير من الموضوعات التي تنتهي بنا إلى الرضا والقناعة بما نملك وعدم التطلع لما في حيازة الغير حتى لا نُصاب بالتبطر أو الضجر على الحال ولنعلم أننا قد حصلنا على نصيبنا من تلك الحياة أربعة وعشرين قيراطاً غير منقوص منه شيء وأن الرضا سوف يجلب إلينا تلك الأمور الأخرى التي نتمناها ، فالحياة قد لا تمنح كل شيء فالاهم أنْ نكون قانعين بما لدينا ولا نَعقد المقارنات مع الغير ...
كتاب ˝ على مشارف الحلم ˝ الذي نُشر هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يهدف إلى الاتحاد والتكاتف بين مواطني الدولة من أجل تحقيق التقدم والنهضة في شتى النواحي الحياتية التي ترفع من شأن البلاد ، فهو يُسلِّط الضوء على العديد من القضايا الإجتماعية في محاولة إيجاد الحلول كمشكلة البطالة وكيف موَّلت الدولة بعض المشروعات الصغيرة للشباب التي تُدِّر عليهم المزيد من الأموال التى تساعدهم على بدء حياتهم ، وكذلك قضية الإنفاق ومنذ متى يجب تَعلُّمه ؟ ، وكيف يمكن تحديد قدر المال اللازم الذي يكفي احتياجاتنا الأساسية؟ ، وعلى مَنْ تقع تلك المسئولية ومَنْ القادر على ضبط المنظومة المالية في الأسرة عقب الزواج ؟ ، وكيف يمكن تحجيم الإنفاق بحيث لا يصل لدرجة البذخ أو الشح والتقتير؟ ، وماهية التوازن الإجتماعي وكيف يمكن تطبيقه وفقاً لما أمرنا الله به في إخراج حق الله في تلك الأموال الفائضة الزائدة عن الحاجة الشخصية ؟ والكثير من القضايا الأخرى التي تمس كل فرد في المجتمع ...
كيف تتأكد أن عملك دقيق وواقعي؟
حينما أجد رد الفعل المتوقع الذي يكون بمثابة الدافع الذي يحمسني نحو استكمال الطريق بنفس الشغف والطاقة ...
ما الذي تحبه بنفسك؟
اعتقد أنه ليس من الصواب أنْ يحب المرء ذاته بالقدر الكبير حتى لا يصل لدرجة الغرور ولكني أحاول الوصول لما يمس قلوب البشر محاولة حل أبسط مشكلاتهم والنبش وراء ما يُؤرِّق حياتهم ومساعدتهم على الخروج من أي نوبات إحباط حتى لا تزيد عن الوقت المطلوب وتصبح حالة عامة تُعطِّلهم عن الإنجاز أو التقدم أو اتخاذ أي خطوات جديَّة في حياتهم ، أحاول بث طاقة الأمل داخل نفوسهم من خلال تلك المقالات التي أكتبها بين الفينة والأخرى والتي تحقق الصدى المنشود بالفعل وقد تُغيِّر من نظرة البعض للحياة بشكل عام ...
ما هي البيئة المناسبة للعمل بالنسبة ليك؟
الجو الهادئ يُزيد من تركيزي في أغلب الوقت وأنْ تكون مزاجيتي على ما يُرام أما بخلاف ذلك تذهب الأفكار في أدراج الريح وكأنها تبخرت بغير عودة ...
هل لديك مواهب أخرى ؟
القراءة فهي ما تُزيد من حصيلتي اللغوية وتمنحني قدرة على التعبير ببلاغة أكثر وتمنحنى رؤى مختلفة أيضاً لكثير من الأمور وتفتح لي المجال وتُوسِّع أفقي حينما أُنوِّع في القراءات سواء روايات أو قصص قصيرة أو مقالات أو خلافها من ألوان الأدب الممتع الذي يُضفي قيمة للحياة ويُكسِبها معنى مميزاً ...
ما هي إنجازاتك؟
* النشر الإلكتروني، الذي كان بداية معرفتي بذاك الطريق الذي حقق لي النجاح حيث نشرت أول مقال عام ٢٠٢١ وكان بعنوان ˝ الفارق بين الحب والاحتياج ˝ ، ومن ثَم توالت نشر المقالات في شتى المجالات على المواقع المختلفة .
* نشرت كتابين( جرعات تنفس عام ٢٠٢١ ، على مشارف الحلم عام ٢٠٣٢ ) .
* شاركت في لقاء إذاعي هذا العام قبل معرض القاهرة وقد شرحت فيه بعض الموضوعات التي تناولتها في كتاب على مشارف الحلم .
* شاركت في لقاء على الهواء على شاشة القناة الثانية بالتلفزيون المصري والذي كان نقلة مختلفة في حياتي حيث أظهر موهبتي للكثير من المشاهدين .
ما الإنجاز الذي تفخر به؟
كل تلك الإنجازات السالف ذكرها وبالأخص اللقاء التلفزيوني الذي حلمت به طويلاً ولم أكن أصدق أنه وصل لأرض الواقع بالفعل ...
ما آخر كتاب قرأته؟
في الحب والحياة لدكتور مصطفى محمود .
مَنْ هم قدوتك في الحياة؟
إن كلمة قدوة هي كلمة شاملة وعظيمة لا يصح أن نَصِف بها أحد ، فلا يوجد مَنْ يسير على النهج السليم أو الصراط المستقيم طوال الوقت ، فلو ركزت هدفك في اتباع خُطى سليمة في حياتك سيجد فيك الآخرون النموذج المُشرِّف الذي يحبون تقليده ولن تصل لمرحلة القدوة أيضاً فلم يتصف بها سواء الأنبياء وعباد الله الصالحين الذين لم تطأ أقدامهم الخطأ كما هو سائد تلك الأيام أو يقعوا في الزلل ، فيجب أنْ نضع لحياتنا إطاراً نلتزم بحدوده غير متخطين إياها حتى نجد ذاك المثال الذي نحاول السير على نهجه واقتفاء أثره في محاولة ترك البصمة التي تُخلَّد في أذهان الآخرين فيما بَعْد ...
هل واجهت صعوبات؟
بالطبع يواجه الجميع العديد من الصعوبات في بداية مشواره وأهمها إيجاد مَنْ يؤمن به وبموهبته وقد كان لأمي الفضل الكبير في هذا ...
وكيف تغلبت عليها؟
كنت مصرةً على ممارسة مهمتي بكل شغف وحماس وهِمة دون الاستسلام لأي محبطات أو أي عوامل دخيلة مُثبِطة حتى لا أفقد الأمل في بداية الطريق وأعجز عن تحقيق أي نجاح أو إنجاز يُنسَب إلىّ ويكون إضافة لحياتي يُخلِّد أثري سواء في حياتي أو عقب رحيلي ...
لمَن توجه الشكر؟
لكل مَنْ ساهم في مدِّي بأي كلمة مدح أو دعم في بداية المشوار وحتى يومي هذا ...
ما هي طموحاتك في المستقبل؟
أنْ أكون سيدة مجتمع ويكون لي المزيد من المحاضرات في مجال التنمية البشرية التي تساعد الغير على اكتشاف مواهبهم وحثهم على العمل الدؤوب المُكثَّف الذي يحقق لهم ذواتهم ، أنْ أساهم في نشر الوعي والثقافة من خلال كتاباتي التي أرغب أنُ يطَّلع عليها المزيد ، أنْ أُحقِّق التأثير الفعال الذي أبغاه دوماً وأنْ تصل كلماتي لقلوب الآلاف من البشر مُساعِدة في تغيير حياتهم نحو الأفضل ورفع مستوى الإرادة الكامنة داخل نفوسهم وإفاقتها من غفلتها قبل أنْ تفنى حياتهم بلا جدوى أو إنجاز يُذكَر ...
قم بتوجيه رسالة للمواهب المبتدئه ؟
التشبث بما يملُكون من مواهب وألا يدعوا الوقت يمر دون استغلال تلك المَلكات قبل أنْ تنفد طاقتهم غير قادرين على الاستفادة منها بشتى الطرق ، فالعمر المُهدَر لا يعود ولن يُصاب بالندم سواهم ...
#مؤسس_الجريدة_النجوم. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ حوار صحفي مع الكاتبة ˝ خلود أيمن ˝
الاسم : خلود أيمن
عُمرك : ٢٩ عاماً
الموهبة: الكتابة
بلدك : المنصورة
المحافظة : الدقهلية
مؤهلك الدراسي : تخرجت من كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية/ قسم محاسبة عام ٢٠١٦ بتقدير عام جيد .
موهبتك : كتابة المقالات والخواطر .
كيف اكتشفت موهبتك؟
كنت أُفرِّغ بعض الأفكار والخواطر على الدفاتر الخاصة بي وحينها وجدت أن تلك الموهبة هي السبيل الوحيد الذي يُمكِّنني من التعبير عمَّا يجول بذهني أو ما أشعر أو أحلم به ، فهي الطريق الذي يُحقِّق لي ذاتي ويُشعرني بالنجاح ويُكسبني مزيداً من الثقة بالنفس ...
وكيف قُمت بتطويرها؟
بالقراءة الجمَّة في كافة المجالات لمُختلف الكتَّاب القُدامى الذين يملُكون حصيلة لغوية غزيرة ووفيرة وتعلَّمت من كل منهم المزيد مما زادني قدرة على التعبير والتَخيُّل ومن بينهم دكتور مصطفى محمود بمقالاته الخالدة إلى وقتنا هذا والتي تتسم بمزيد من السلاسة والبراعة في الوصف وإيصال المعنى ونجيب محفوظ برواياته المنوعة التي كانت تناقش ما يدور في كل حقبة زمنية عاصرها وكذلك الشيخ الشعراوي بقدرته الفائقة على تبسيط أمور الدين وتحبيبك في تنفيذ تعاليمه ومبادئه بحذافيرها دون أي تكاسل أو تراخٍ ...
ما أهم أعمالك؟
نُشر لي العديد من المقالات في شتى المجالات على المواقع الإلكترونية المختلفة ،
نُشر لي كتاب جرعات تنفس عام ٢٠٢١ وهو كتاب في التنمية الذاتية يحث على تطوير الذات واكتشاف المرء لقدراته واستغلال مَلكاته في تحقيق النجاح الخاص به فتلك المواهب التي حباه الله إياها هي الرزق الوفير الذي سوف يؤجر عليه إنْ أَحسَن استخدامه في إفادة نفسه ونفع الجميع من خلاله ، ويطرح العديد من المسائل التي يمر بها الجميع والمشاعر التي تُحرِّكهم وتُعَد الدافع لهم في اتخاذ ردود أفعال مختلفة في المواقف المتباينة ، وقضايا أخرى من بينها مفهوم الحرية وكيف يمكن وضع حد لها في إطار الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع ، كيفية اتخاذ القرار السليم اعتماداً على النفس بعد أخذ مشورة الجميع من أجل تخفيف وطأة الحيرة التي تجعلنا مذبذين غير واثقين من نتيجة ذاك القرار فيجب أنْ يكون قراراً محضاً في نهاية الأمر حتى لا يضع المرء المسئولية كاملةً على الغير إنْ لم يُحقِّق له هذا القرار مُبتغاه أو يتوافق مع رغباته الشخصية والكثير من الموضوعات التي تنتهي بنا إلى الرضا والقناعة بما نملك وعدم التطلع لما في حيازة الغير حتى لا نُصاب بالتبطر أو الضجر على الحال ولنعلم أننا قد حصلنا على نصيبنا من تلك الحياة أربعة وعشرين قيراطاً غير منقوص منه شيء وأن الرضا سوف يجلب إلينا تلك الأمور الأخرى التي نتمناها ، فالحياة قد لا تمنح كل شيء فالاهم أنْ نكون قانعين بما لدينا ولا نَعقد المقارنات مع الغير ...
كتاب ˝ على مشارف الحلم ˝ الذي نُشر هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يهدف إلى الاتحاد والتكاتف بين مواطني الدولة من أجل تحقيق التقدم والنهضة في شتى النواحي الحياتية التي ترفع من شأن البلاد ، فهو يُسلِّط الضوء على العديد من القضايا الإجتماعية في محاولة إيجاد الحلول كمشكلة البطالة وكيف موَّلت الدولة بعض المشروعات الصغيرة للشباب التي تُدِّر عليهم المزيد من الأموال التى تساعدهم على بدء حياتهم ، وكذلك قضية الإنفاق ومنذ متى يجب تَعلُّمه ؟ ، وكيف يمكن تحديد قدر المال اللازم الذي يكفي احتياجاتنا الأساسية؟ ، وعلى مَنْ تقع تلك المسئولية ومَنْ القادر على ضبط المنظومة المالية في الأسرة عقب الزواج ؟ ، وكيف يمكن تحجيم الإنفاق بحيث لا يصل لدرجة البذخ أو الشح والتقتير؟ ، وماهية التوازن الإجتماعي وكيف يمكن تطبيقه وفقاً لما أمرنا الله به في إخراج حق الله في تلك الأموال الفائضة الزائدة عن الحاجة الشخصية ؟ والكثير من القضايا الأخرى التي تمس كل فرد في المجتمع ...
كيف تتأكد أن عملك دقيق وواقعي؟
حينما أجد رد الفعل المتوقع الذي يكون بمثابة الدافع الذي يحمسني نحو استكمال الطريق بنفس الشغف والطاقة ...
ما الذي تحبه بنفسك؟
اعتقد أنه ليس من الصواب أنْ يحب المرء ذاته بالقدر الكبير حتى لا يصل لدرجة الغرور ولكني أحاول الوصول لما يمس قلوب البشر محاولة حل أبسط مشكلاتهم والنبش وراء ما يُؤرِّق حياتهم ومساعدتهم على الخروج من أي نوبات إحباط حتى لا تزيد عن الوقت المطلوب وتصبح حالة عامة تُعطِّلهم عن الإنجاز أو التقدم أو اتخاذ أي خطوات جديَّة في حياتهم ، أحاول بث طاقة الأمل داخل نفوسهم من خلال تلك المقالات التي أكتبها بين الفينة والأخرى والتي تحقق الصدى المنشود بالفعل وقد تُغيِّر من نظرة البعض للحياة بشكل عام ...
ما هي البيئة المناسبة للعمل بالنسبة ليك؟
الجو الهادئ يُزيد من تركيزي في أغلب الوقت وأنْ تكون مزاجيتي على ما يُرام أما بخلاف ذلك تذهب الأفكار في أدراج الريح وكأنها تبخرت بغير عودة ...
هل لديك مواهب أخرى ؟
القراءة فهي ما تُزيد من حصيلتي اللغوية وتمنحني قدرة على التعبير ببلاغة أكثر وتمنحنى رؤى مختلفة أيضاً لكثير من الأمور وتفتح لي المجال وتُوسِّع أفقي حينما أُنوِّع في القراءات سواء روايات أو قصص قصيرة أو مقالات أو خلافها من ألوان الأدب الممتع الذي يُضفي قيمة للحياة ويُكسِبها معنى مميزاً ...
ما هي إنجازاتك؟
النشر الإلكتروني، الذي كان بداية معرفتي بذاك الطريق الذي حقق لي النجاح حيث نشرت أول مقال عام ٢٠٢١ وكان بعنوان ˝ الفارق بين الحب والاحتياج ˝ ، ومن ثَم توالت نشر المقالات في شتى المجالات على المواقع المختلفة .
نشرت كتابين( جرعات تنفس عام ٢٠٢١ ، على مشارف الحلم عام ٢٠٣٢ ) .
شاركت في لقاء إذاعي هذا العام قبل معرض القاهرة وقد شرحت فيه بعض الموضوعات التي تناولتها في كتاب على مشارف الحلم .
شاركت في لقاء على الهواء على شاشة القناة الثانية بالتلفزيون المصري والذي كان نقلة مختلفة في حياتي حيث أظهر موهبتي للكثير من المشاهدين .
ما الإنجاز الذي تفخر به؟
كل تلك الإنجازات السالف ذكرها وبالأخص اللقاء التلفزيوني الذي حلمت به طويلاً ولم أكن أصدق أنه وصل لأرض الواقع بالفعل ...
ما آخر كتاب قرأته؟
في الحب والحياة لدكتور مصطفى محمود .
مَنْ هم قدوتك في الحياة؟
إن كلمة قدوة هي كلمة شاملة وعظيمة لا يصح أن نَصِف بها أحد ، فلا يوجد مَنْ يسير على النهج السليم أو الصراط المستقيم طوال الوقت ، فلو ركزت هدفك في اتباع خُطى سليمة في حياتك سيجد فيك الآخرون النموذج المُشرِّف الذي يحبون تقليده ولن تصل لمرحلة القدوة أيضاً فلم يتصف بها سواء الأنبياء وعباد الله الصالحين الذين لم تطأ أقدامهم الخطأ كما هو سائد تلك الأيام أو يقعوا في الزلل ، فيجب أنْ نضع لحياتنا إطاراً نلتزم بحدوده غير متخطين إياها حتى نجد ذاك المثال الذي نحاول السير على نهجه واقتفاء أثره في محاولة ترك البصمة التي تُخلَّد في أذهان الآخرين فيما بَعْد ...
هل واجهت صعوبات؟
بالطبع يواجه الجميع العديد من الصعوبات في بداية مشواره وأهمها إيجاد مَنْ يؤمن به وبموهبته وقد كان لأمي الفضل الكبير في هذا ...
وكيف تغلبت عليها؟
كنت مصرةً على ممارسة مهمتي بكل شغف وحماس وهِمة دون الاستسلام لأي محبطات أو أي عوامل دخيلة مُثبِطة حتى لا أفقد الأمل في بداية الطريق وأعجز عن تحقيق أي نجاح أو إنجاز يُنسَب إلىّ ويكون إضافة لحياتي يُخلِّد أثري سواء في حياتي أو عقب رحيلي ...
لمَن توجه الشكر؟
لكل مَنْ ساهم في مدِّي بأي كلمة مدح أو دعم في بداية المشوار وحتى يومي هذا ...
ما هي طموحاتك في المستقبل؟
أنْ أكون سيدة مجتمع ويكون لي المزيد من المحاضرات في مجال التنمية البشرية التي تساعد الغير على اكتشاف مواهبهم وحثهم على العمل الدؤوب المُكثَّف الذي يحقق لهم ذواتهم ، أنْ أساهم في نشر الوعي والثقافة من خلال كتاباتي التي أرغب أنُ يطَّلع عليها المزيد ، أنْ أُحقِّق التأثير الفعال الذي أبغاه دوماً وأنْ تصل كلماتي لقلوب الآلاف من البشر مُساعِدة في تغيير حياتهم نحو الأفضل ورفع مستوى الإرادة الكامنة داخل نفوسهم وإفاقتها من غفلتها قبل أنْ تفنى حياتهم بلا جدوى أو إنجاز يُذكَر ...
قم بتوجيه رسالة للمواهب المبتدئه ؟
التشبث بما يملُكون من مواهب وألا يدعوا الوقت يمر دون استغلال تلك المَلكات قبل أنْ تنفد طاقتهم غير قادرين على الاستفادة منها بشتى الطرق ، فالعمر المُهدَر لا يعود ولن يُصاب بالندم سواهم ...
❞ الملك محمد إدريس الأول (12 مارس 1890 م - 25 مايو 1983 م) هو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وعن قوات الحلفاء في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951 م وحتى 1969 م. وهو من العائلة السنوسية، من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية. وورث موقع جده.
نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها.
قد التحق إدريس السنوسي بالكتاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية ˝الكفرة˝، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة سنة (1320 هـ - 1902م)، وتوفي في ذات العام والده ˝السيد المهدي˝ بعد أن بلغت الدعوة في عهده الذروة والانتشار، ووصل عدد ˝الزوايا˝ إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب، وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته. قاد أحمد الشريف السنوسي في فترة من فترات إمارته للحركة السنوسية المجاهدين الليبيين وبعد هزيمته في المعركة التي قادها ضد الإنجليز في مصر تنازل لابن عمه محمد إدريس السنوسي.
وبعد قيام الحرب العالمية الأولى سحبت إيطاليا كثيرا من قواتها بليبيا بسبب اشتراكها في هذه الحرب، وفي الوقت نفسه رأى السنوسيون أن يساعدوا الدولة العثمانية التي دخلت الحرب أيضا، فقام السيد أحمد الشريف بحملة عسكرية على مصر منها معركة وادي الماجد، كان الغرض منها إرغام بريطانيا على القتال في حدود مصر الغربية، ومن ثم شغلها عن الحملة التركية الألمانية على قناة السويس، غير أن هذه الحملة فشلت، وعاد السيد أحمد شريف إلى بلاده منهزما، تاركا مهمة قيادة الدعوة السنوسية إلى ابن عمه محمد إدريس السنوسي وتحت إلحاح مشايخ وزعماء برقة، فاستطاع أن يقبض على الأمور بيد قوية ويضرب على أيدي المفسدين فأنقذ البلاد من خطر التشرذم والحرب الاهلية _ وبعد أن أفنت الحرب والاوبئة ثلث سكان برقة _، واتخذ من مدينة اجدابيا مقرا لإمارته الناشئة، وأخذ يشن الغارات على معسكرات الإيطاليين.
تولى إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسيّة في عام 1916م من ابن عمه السيد أحمد الشريف. دخل إدريس بن المهدي السنوسي في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي في مفاوضات مع إيطاليا. منها مفاوضات الزويتينة (من يوليو إلى سبتمبر 1916م).. مفاوضات في ضواحي مدينة طبرق منطقة عكرمة (من يناير إلى أبريل 1917م)، مفاوضات الرجمة (1914) وكان أهم شروطها هو الاعتراف بالسيد/ إدريس السنوسي كأمير سنوسي لإدارة الحكم الذاتي بحيث يشمل نطاقها واحات: الجغبوب وجالو والكفرة ويكون مقرها في إجدابيا، واتفاقية أبو مريم واجتماع إدريس السنوسي بوزير المستعمرات الإيطالية أمندولا في عام 1922 م في منطقة غوط الساس بالقرب من جردس العبيد. لم تستمر حكومة إجدابيا طويلاً لأنّ إيطاليا أرادت التخلص من اتفاقاتهاوذلك بعد زحف ارتال الفاشيين على روما. فقرر إدريس السنوسي الرحيل إلى مصر وكلف شقيقه الأصغر محمّد الرضا السنوسي وكيلاً عنه على شؤون الحركة السنوسيّة في برقة، وعين عمر المختار نائباً له وقائداً للجهاد العسكري في شهر نوفمبر 1922م
لما قامت الحرب العالمية الثانية في عام 1939م راهن الأمير إدريس السنوسي على الحلفاء وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم وعقد اتفاقا مع البريطانيين. ودخل إلى ليبيا بجيش أسسه في المنفى (الجيش السنوسي) في 9 أغسطس 1940م متحالفاً مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين. ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في (شعبان 1364 هـ الموافق يوليو 1944 م)، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانيّة والفرنسية (الحلفاء). تحصلَ في نوفمبر 1920م على حكم ذاتي (حكومة إجدابيا)، ثم أعلن استقلال ولاية برقة في 11 أكتوبر 1949م، وانتقلت سلطات الإدارة العسكريّة البريطانية إلى حكومة برقة،
مفاوضات بين إدريس وإيطاليا
ولما أوشكت الحرب العالمية الأولى على الانتهاء، ولم تكن المعارك بين الليبيين والإيطاليين حاسمة، لجأ الطرفان إلى مائدة المفاوضات، وعقدا هدنة في سنة (1336 هـ/ 1917 م) يعلنان فيها أنهما راغبان في وقف القتال والامتناع عن الحرب. وتضمنت هذه الهدنة عدة بنود، منها أن يقف الإيطاليون عند النقط التي كانوا يحتلونها، وأن يبقى على المحاكم الشرعية، وأن تفتح المدارس العملية والمهنية في برقة، وأن تعيد إيطاليا الزوايا السنوسية والأراضي التابعة لها، وأن تعفى من الضرائب، وفي مقابل ذلك يتعهد السنوسيون بتسريح جنودهم وتجريد القبائل من السلاح.
غير أن بنود هذه الهدنة لم تجد من ينفذها، فعاود الطرفان المفاوضات من جديد وعقدا اتفاقا جديدا سنة (1339 هـ/ 1920 م) عرف باتفاق ˝الرجمة˝ بموجبه قسمت برقة إلى قسمين: شمالي، وفيه السواحل وبعض الجبل الأخضر، ويخضع للسيادة الإيطالية، وجنوبي، ويشمل: الجغبوب، وأوجلة، وجالوا، والكفرة، ويكون إدارة مستقلة هي الإمارة السنوسية، ويتمتع محمد إدريس بلقب ˝أمير˝ مع حفظ حقه في التجول في جميع أنحاء برقة، ويتدخل في إدارة المنطقة الإيطالية متى شعر أن مصلحة أهالي البلاد تتطلب ذلك، وفي الوقت نفسه تعهد الأمير بأن يحل قواته العسكرية، على أن يحتفظ بألف جندي فقط يستخدمهم في شئون الإدارة وحفظ النظام.
إدريس زعيما للبلاد
محمد إدريس السنوسي.
لم تنجح هذه الاتفاقيات في تهدئة الأوضاع في البلاد وتوفير الاستقرار، وكانت أصابع إيطاليا وراء زرع بذور الشقاق في البلاد، وأدرك العقلاء أنه لا بد من توحيد الصف لمواجهة الغازي المحتل فعقد مؤتمر في ˝غريان˝ حضره زعماء الحركة الوطنية من قادة الجهاد في طرابلس، وذلك في (ربيع الأول 1339 هـ=نوفمبر 1920 م)، واتخذ فيه القرار التالي: ˝إن الحالة التي آلت إليها البلاد لا يمكن تحسينها إلا بإقامة حكومة قادرة ومؤسسة على ما يحقق الشرع الإسلامي من الأصول بزعامة رجل مسلم منتخب من الأمة، لا يعزل إلا بحجة شرعية وإقرار مجلس النواب، وتكون له السلطة الدينية والمدنية والعسكرية بأكملها بموجب دستور تقره الأمة بواسطة نوابها، وأن يشمل حكمه جميع البلاد بحدودها المعروفة˝.
وقد انبثق عن هذا المؤتمر هيئة الإصلاح المركزية، قامت سنة (1341 هـ= 1922) بمبايعة إدريس السنوسي أميرا للقطرين طرابلس وبرقة، وذلك من أجل توحيد العمل في الدفاع عن البلاد، والجهاد ضد المحتلين.
وكان قبول السنوسي لهذه البيعة وتوحيد الجهود هو ما تخشاه إيطاليا، وأدرك السنوسي بقبوله هذا أن إيطاليا لا بد أن تضمر الشر، وأنه صار هدفا، فذهب إلى مصر لمواصلة الجهاد من هناك، تاركا عمر المختار يقود حركة المقاومة فوق الأراضي الليبية، وكانت القضية الليبية تلقى عونا وتعاطفا من جانب المصريين.
وبعد أن استولى الفاشيون على الحكم في إيطاليا سنة (1341 هـ / 1922 م) اشتدت وطأة الاحتلال في ليبيا، وعادت المذابح البشرية تطل من جديد، واستولى المحتلون على الزوايا السنوسية وأعلنوا إلغاء جميع الاتفاقات التي عقدتها الحكومة الإيطالية مع السنوسيين، وكان من نتيجة ذلك أن اشتعلت حركة الجهاد، وكلما عجز المحتلون على وقف المقاومة أمعنوا في أساليب الإبادة، والإفناء ومحاربة اللغة العربية والإسلام، والعمل على تنصير المسلمين.
السنوسي في مصر
وبعد أن استقر إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركته محدودة بعد أن فرض عليه الاحتلال البريطاني في مصر عدم الاشتغال بالسياسة، وكان من حين إلى آخر يكتب في الصحف المصرية حول قضية بلاده.
ولم اشتعلت الحرب العالمية الثانية نشط إدريس السنوسي وعقد اجتماعا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخا من المهاجرين الليبيين، وذلك في (6 من رمضان 1359 هـ / 20 أكتوبر 1939 م) وانتهى الحاضرون إلى تفويض الأمير في أن يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوين جيش سنوسي، يشترك في استرجاع الوطن بمجرد دخول إيطاليا الحرب ضد الحلفاء.
وبدأ الأمير في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب، وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة بمصر بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي وكانو من الليبيين المهاجرين بمصر من أبناء القبائل الليبية المهاجرة بمصر من الرماح وأولاد علي والسننة والحرابي وبدعم من الجبالية بمصر والبراعصة أولاد خضرة والجوازي وعيت فايد والزعيرات (العبيدات) والسمالوس والجبيهات وحبون والإشراف وغيرهم من قبائل برقة المهاجرة الي مصر من ظلم الاتراك العثمانيين ومن ثم الإيطاليين لتشكيل ˝الجيش السنوسي˝ بمعونة الجنرال الإنجليزي ˝ميتلاند ولسون˝ وكانوا فيما بعد عونا كبيرا للحلفاء في حملاتهم ضد قوى ˝المحور˝ في شمال أفريقيا، وساهموا مساهمة فعلية في الحرب، بالإضافة إلى ما قدمه المدنيون في ليبيا والقبائل الليبية بمصر من خدمات كبيرة للجيوش المحاربة ضد إيطاليا لتحرير ليبيا من إيطاليا ولاحقا بعد وقوع الالاف من الليبين بالاسر وتم نقلهم الي شرق قناة السويس قام بزيارتهم الأمير ادريس ويرافقة اعيان القبائل الليبية المهاجرة بمصر وانضم البرقاويين الي جيش السنوسي اما الاخرين فقد اثروا السلامة وتغير اسم الجيش الي جيش التحرير.
...
السيّد عُمر بن مُختار بن عُمر المنفي الهلالي (20 أغسطس 1858-الموافق 10 محرم 1275هـ - 16 سبتمبر 1931- الموافق 3 جمادى الأولى 1350هـ)، الشهير بعُمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المُجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين. ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.
حارب عُمر المُختار الطليان ˝الإيطاليين˝ مذ كان عمره 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأُجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبير السن ومريضًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.
حصد عُمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يُقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من نير الاحتلال الأوروبي في حينها، وحثّت المقاومين على التحرّك، وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّقٌ على حبل المشنقة تعاطف أشخاص أكثر، من العالَمَين الشرقي والغربي على حد سواء، فَكَبُرَ المُختار في أذهان الناس وأصبح بطلًا شهيدًا. رثا عدد من الشُعراء المُختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد من عام 1981 حمل عنوان ˝أسد الصحراء˝، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي - الأمريكي أنطوني كوين دور عُمر المُختار.
في الساعة الخامسة مساءً في 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار التي أعد لها الطليان مكان بناء برلمان برقة القديم، وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعًا، إذ كان الطليان قد أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار، ويبدو ذلك جليًّا من خلال حديث غراتسياني مع المختار خلال مقابلتهما، حين قال له: «إني لأرجو أن تظل شجاعًا مهما حدث لك أو نزل بك»، فأجابه المختار: «إن شاء الله».
جيء بعمر المختار إلى قاعة الجلسة مكبلًا بالحديد، وحوله الحرس من كل جانب، وأُحضر أحد التراجمة الرسميين ليتولّى الترجمة للمختار وللقضاة، فلمَّا افتتحت الجلسة وبدأ استجواب المختار، بلغ التأثر بالترجمان، حدًا جعله لايستطيع إخفاء تأثره وظهر عليه الارتباك، فأمر رئيس المحكمة باستبعاده وإحضار ترجمان آخر فوقع الاختيار على أحد اليهود من بين الحاضرين في الجلسة، فقام بدور المترجم، وكان عمر المختار جريئًا صريحًا، يصحح للمحكمة بعض الوقائع، خصوصًا حادث الطيارين الإيطاليين أوبر وبياتي، الذين أسرهما المجاهدون قبل ذلك. وبعد استجواب المختار ومناقشته، وقف المدعي العام بيدندو، فطلب الحكم على عمر المختار بالإعدام. وكان لحضور المختار في المحكمة أمام خصومه أثرٌ في نفوسهم، فرؤية شيخ طاعن في السن مُكبَّل بالسلاسل، صريحٌ وشجاع عندما يتكلم، كان لها وقعٌ على الكثير من الحاضرين، ولعلَّ أبرز ما يُظهر ذلك هو أنه عندما جاء دور المحامي المعهود إليه بالدفاع عن المختار، وكان ضابطًا إيطاليًّا شابًا من رتبة نقيب يُدعى روبرتو لونتانو، حاول أن يُبقي على حياة المختار، فطالب بالحكم عليه بالسجن المؤبَّد نظرًا لشيخوخته وكِبر سنّه، متحججًا بأنَّ هذا عقاب أشد قساوةً من الإعدام. غير أنَّ المدعي العام، تدخل وقطع الحديث على المحامي وطلب من رئيس المحكمة أن يمنعه من إتمام مرافعته مستندًا في طلبه هذا إلى أنَّ الدفاع خرج عن الموضوع، وليس من حقه أن يتكلم عن كبر سن عمر المختار وشيخوخته ووافقت المحكمة. عندئذٍ وقف المحامي وقال: «إنَّ هذا المُتهم الذي انتدبت للدفاع عنه: إنما يُدافع عن حقيقة كلّنا نعرفها، وهي الوطن الذي طالما ضحينا نحن في سبيل تحريره، إنَّ هذا الرجل هو ابن لهذه الأرض قبل أن تطأها أقدامكم، وهو يعتبر كل من احتلها عنوة عدوًا له، ومن حقه أن يُقاومه بكل ما يملك من قوَّة، حتى يُخرجه منها أو يهلك دونها، إن هذا حق منحته إياه الطبيعة والإنسانية.. إنَّ العدالة الحقة لا تخضع للغوغاء وإني آمل أن تحذروا حكم التاريخ، فهو لا يرحم، إنَّ عجلته تدور وتسجّل ما يحدث في هذا العالم المضطرب». وهنا كثر الضجيج ضدَّ المحامي ودفاعه، لكنه استمر بالكلام والدفاع عن المختار، فقام النائب العام ليحتج، فقاطعه القاضي برفع الجلسة للمداولة، وبعد مضي فترة قصيرة من الانتظار دخل القاضي والمستشاران والمدعي العام بينما المحامي لم يحضر لتلاوة الحكم القاضي بإعدام عمر المختار شنقًا حتى الموت، وعندما تُرجم الحكم إلى عمر المختار اكتفى بالقول: «إنَّ الحكم إلّا لله.. لا لحكمكم المُزيَّف.. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».
في صباح اليوم التالي للمحاكمة، أي الأربعاء في 16 سبتمبر 1931، اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يؤذن في صوت خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية: Ra bracket.png يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ Aya-27.png ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً Aya-28.png La bracket.png، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة.
سبق إعدام المختار أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أو يظهر البكاء عند تنفيذ الحكم، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضربًا مبرحًا بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العباريَّة وندبت فجيعة الوطن عندما علا المختار مشنوقًا، ووصفها الطليان ˝بالمرأة التي كسرت جدار الصمت˝. يقول الدكتور العنيزي: «لقد أرغم الطليان الأهالي والأعيان المُعتقلين في معسكرات الاعتقال والنازلين في بنغازي على حضور المحاكمة، وحضور التنفيذ وكنت أحد أولئك الذين أرغمهم الطليان على المحاكمة، ولكني وقد استبد بي الحزن شأني في ذلك شأن سائر أبناء جلدتي، لم أكن أستطيع رؤية البطل المجاهد على حبل المشنقة فمرضت، ولم يعفني الطليان من حضور التنفيذ في ذلك اليوم المشؤوم، إلا عندما تيقنوا من مرضي وعجزي عن الحضور».
حاولت إيطاليا الاستفادة من مقتل عمر المختار، فعملت على استمالة المجاهدين إليها وإقناعهم إنَّ المقاومة لا فائدة تُرجى منها بعد أن سقط الرأس المُدبّر، لكن المجاهدين أبوا واجتمعوا وانتخبوا الشيخ يوسف بورحيل المسماري قائدًا للجهاد الإسلامي ووكيلًا عامًا للجهاد. وعلى أثر هذا التنصيب كلَّف الشيخ عبد الحميد العبَّار بالرحيل نحو شرق البلاد للقيام بحث الناس على الانخراط في جيش المجاهدين وحمل السلاح لمكافحة الجيوش والجهاد في سبيل العقيدة الإسلامية والدين. ولم يكن لمقتل المختار الأثر الذي توقعه الطليان، فلم يخف عزمهم أو يتلاشى، بل ازدادوا تصميمًا على القتال وتحرير البلاد من المحتل الأجنبي، فواصلت الحكومة الإيطالية حملات الانتقام ضدهم، حتى كانت الموقعة الحاسمة عند الحدود المصريَّة قرب الأسلاك الشائكة، فاجتاز الأسلاك بعض المجاهدين وقتل منهم عدد وأُسر عدد آخر، ولم يبقى إلّا الشيوخ القادة الأربعة، وهم: عبد الحميد العبَّار ويوسف بورحيل وعصمان الشامي وحمد بوخير الله. فقُتل الأخير ويوسف بورحيل وجُرح عصمان الشامي فأخذ أسيرًا، وأما عبد الحميد العبَّار فاستطاع أن يجتاز الأسلاك الشائكة بجواده نحو مصر. وبهذه النهاية انكسرت شوكة المجاهدين وتعثرت خطواتهم وأخمدت حركة الجهاد في ليبيا، واستتب الأمر لإيطاليا حتى حين، فعملت على خلق هويَّة جديدة للبلاد وحاربت الإسلام بعدة وسائل طيلة 11 عامًا، لكنها سرعان ما انشغلت بنشوب الحرب العالمية الثانية، التي خرجت منها خاسرة بعد بضع سنوات، وانسحبت كليًّا من ليبيا بتاريخ 7 أبريل عام 1943. ❝ ⏤علي محمد الصلابي
❞ الملك محمد إدريس الأول (12 مارس 1890 م 25 مايو 1983 م) هو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وعن قوات الحلفاء في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951 م وحتى 1969 م. وهو من العائلة السنوسية، من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية. وورث موقع جده.
نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها.
قد التحق إدريس السنوسي بالكتاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية ˝الكفرة˝، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة سنة (1320 هـ 1902م)، وتوفي في ذات العام والده ˝السيد المهدي˝ بعد أن بلغت الدعوة في عهده الذروة والانتشار، ووصل عدد ˝الزوايا˝ إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب، وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته. قاد أحمد الشريف السنوسي في فترة من فترات إمارته للحركة السنوسية المجاهدين الليبيين وبعد هزيمته في المعركة التي قادها ضد الإنجليز في مصر تنازل لابن عمه محمد إدريس السنوسي.
وبعد قيام الحرب العالمية الأولى سحبت إيطاليا كثيرا من قواتها بليبيا بسبب اشتراكها في هذه الحرب، وفي الوقت نفسه رأى السنوسيون أن يساعدوا الدولة العثمانية التي دخلت الحرب أيضا، فقام السيد أحمد الشريف بحملة عسكرية على مصر منها معركة وادي الماجد، كان الغرض منها إرغام بريطانيا على القتال في حدود مصر الغربية، ومن ثم شغلها عن الحملة التركية الألمانية على قناة السويس، غير أن هذه الحملة فشلت، وعاد السيد أحمد شريف إلى بلاده منهزما، تاركا مهمة قيادة الدعوة السنوسية إلى ابن عمه محمد إدريس السنوسي وتحت إلحاح مشايخ وزعماء برقة، فاستطاع أن يقبض على الأمور بيد قوية ويضرب على أيدي المفسدين فأنقذ البلاد من خطر التشرذم والحرب الاهلية _ وبعد أن أفنت الحرب والاوبئة ثلث سكان برقة _، واتخذ من مدينة اجدابيا مقرا لإمارته الناشئة، وأخذ يشن الغارات على معسكرات الإيطاليين.
تولى إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسيّة في عام 1916م من ابن عمه السيد أحمد الشريف. دخل إدريس بن المهدي السنوسي في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي في مفاوضات مع إيطاليا. منها مفاوضات الزويتينة (من يوليو إلى سبتمبر 1916م).. مفاوضات في ضواحي مدينة طبرق منطقة عكرمة (من يناير إلى أبريل 1917م)، مفاوضات الرجمة (1914) وكان أهم شروطها هو الاعتراف بالسيد/ إدريس السنوسي كأمير سنوسي لإدارة الحكم الذاتي بحيث يشمل نطاقها واحات: الجغبوب وجالو والكفرة ويكون مقرها في إجدابيا، واتفاقية أبو مريم واجتماع إدريس السنوسي بوزير المستعمرات الإيطالية أمندولا في عام 1922 م في منطقة غوط الساس بالقرب من جردس العبيد. لم تستمر حكومة إجدابيا طويلاً لأنّ إيطاليا أرادت التخلص من اتفاقاتهاوذلك بعد زحف ارتال الفاشيين على روما. فقرر إدريس السنوسي الرحيل إلى مصر وكلف شقيقه الأصغر محمّد الرضا السنوسي وكيلاً عنه على شؤون الحركة السنوسيّة في برقة، وعين عمر المختار نائباً له وقائداً للجهاد العسكري في شهر نوفمبر 1922م
لما قامت الحرب العالمية الثانية في عام 1939م راهن الأمير إدريس السنوسي على الحلفاء وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم وعقد اتفاقا مع البريطانيين. ودخل إلى ليبيا بجيش أسسه في المنفى (الجيش السنوسي) في 9 أغسطس 1940م متحالفاً مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين. ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في (شعبان 1364 هـ الموافق يوليو 1944 م)، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانيّة والفرنسية (الحلفاء). تحصلَ في نوفمبر 1920م على حكم ذاتي (حكومة إجدابيا)، ثم أعلن استقلال ولاية برقة في 11 أكتوبر 1949م، وانتقلت سلطات الإدارة العسكريّة البريطانية إلى حكومة برقة،
مفاوضات بين إدريس وإيطاليا
ولما أوشكت الحرب العالمية الأولى على الانتهاء، ولم تكن المعارك بين الليبيين والإيطاليين حاسمة، لجأ الطرفان إلى مائدة المفاوضات، وعقدا هدنة في سنة (1336 هـ/ 1917 م) يعلنان فيها أنهما راغبان في وقف القتال والامتناع عن الحرب. وتضمنت هذه الهدنة عدة بنود، منها أن يقف الإيطاليون عند النقط التي كانوا يحتلونها، وأن يبقى على المحاكم الشرعية، وأن تفتح المدارس العملية والمهنية في برقة، وأن تعيد إيطاليا الزوايا السنوسية والأراضي التابعة لها، وأن تعفى من الضرائب، وفي مقابل ذلك يتعهد السنوسيون بتسريح جنودهم وتجريد القبائل من السلاح.
غير أن بنود هذه الهدنة لم تجد من ينفذها، فعاود الطرفان المفاوضات من جديد وعقدا اتفاقا جديدا سنة (1339 هـ/ 1920 م) عرف باتفاق ˝الرجمة˝ بموجبه قسمت برقة إلى قسمين: شمالي، وفيه السواحل وبعض الجبل الأخضر، ويخضع للسيادة الإيطالية، وجنوبي، ويشمل: الجغبوب، وأوجلة، وجالوا، والكفرة، ويكون إدارة مستقلة هي الإمارة السنوسية، ويتمتع محمد إدريس بلقب ˝أمير˝ مع حفظ حقه في التجول في جميع أنحاء برقة، ويتدخل في إدارة المنطقة الإيطالية متى شعر أن مصلحة أهالي البلاد تتطلب ذلك، وفي الوقت نفسه تعهد الأمير بأن يحل قواته العسكرية، على أن يحتفظ بألف جندي فقط يستخدمهم في شئون الإدارة وحفظ النظام.
إدريس زعيما للبلاد
محمد إدريس السنوسي.
لم تنجح هذه الاتفاقيات في تهدئة الأوضاع في البلاد وتوفير الاستقرار، وكانت أصابع إيطاليا وراء زرع بذور الشقاق في البلاد، وأدرك العقلاء أنه لا بد من توحيد الصف لمواجهة الغازي المحتل فعقد مؤتمر في ˝غريان˝ حضره زعماء الحركة الوطنية من قادة الجهاد في طرابلس، وذلك في (ربيع الأول 1339 هـ=نوفمبر 1920 م)، واتخذ فيه القرار التالي: ˝إن الحالة التي آلت إليها البلاد لا يمكن تحسينها إلا بإقامة حكومة قادرة ومؤسسة على ما يحقق الشرع الإسلامي من الأصول بزعامة رجل مسلم منتخب من الأمة، لا يعزل إلا بحجة شرعية وإقرار مجلس النواب، وتكون له السلطة الدينية والمدنية والعسكرية بأكملها بموجب دستور تقره الأمة بواسطة نوابها، وأن يشمل حكمه جميع البلاد بحدودها المعروفة˝.
وقد انبثق عن هذا المؤتمر هيئة الإصلاح المركزية، قامت سنة (1341 هـ= 1922) بمبايعة إدريس السنوسي أميرا للقطرين طرابلس وبرقة، وذلك من أجل توحيد العمل في الدفاع عن البلاد، والجهاد ضد المحتلين.
وكان قبول السنوسي لهذه البيعة وتوحيد الجهود هو ما تخشاه إيطاليا، وأدرك السنوسي بقبوله هذا أن إيطاليا لا بد أن تضمر الشر، وأنه صار هدفا، فذهب إلى مصر لمواصلة الجهاد من هناك، تاركا عمر المختار يقود حركة المقاومة فوق الأراضي الليبية، وكانت القضية الليبية تلقى عونا وتعاطفا من جانب المصريين.
وبعد أن استولى الفاشيون على الحكم في إيطاليا سنة (1341 هـ / 1922 م) اشتدت وطأة الاحتلال في ليبيا، وعادت المذابح البشرية تطل من جديد، واستولى المحتلون على الزوايا السنوسية وأعلنوا إلغاء جميع الاتفاقات التي عقدتها الحكومة الإيطالية مع السنوسيين، وكان من نتيجة ذلك أن اشتعلت حركة الجهاد، وكلما عجز المحتلون على وقف المقاومة أمعنوا في أساليب الإبادة، والإفناء ومحاربة اللغة العربية والإسلام، والعمل على تنصير المسلمين.
السنوسي في مصر
وبعد أن استقر إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركته محدودة بعد أن فرض عليه الاحتلال البريطاني في مصر عدم الاشتغال بالسياسة، وكان من حين إلى آخر يكتب في الصحف المصرية حول قضية بلاده.
ولم اشتعلت الحرب العالمية الثانية نشط إدريس السنوسي وعقد اجتماعا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخا من المهاجرين الليبيين، وذلك في (6 من رمضان 1359 هـ / 20 أكتوبر 1939 م) وانتهى الحاضرون إلى تفويض الأمير في أن يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوين جيش سنوسي، يشترك في استرجاع الوطن بمجرد دخول إيطاليا الحرب ضد الحلفاء.
وبدأ الأمير في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب، وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة بمصر بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي وكانو من الليبيين المهاجرين بمصر من أبناء القبائل الليبية المهاجرة بمصر من الرماح وأولاد علي والسننة والحرابي وبدعم من الجبالية بمصر والبراعصة أولاد خضرة والجوازي وعيت فايد والزعيرات (العبيدات) والسمالوس والجبيهات وحبون والإشراف وغيرهم من قبائل برقة المهاجرة الي مصر من ظلم الاتراك العثمانيين ومن ثم الإيطاليين لتشكيل ˝الجيش السنوسي˝ بمعونة الجنرال الإنجليزي ˝ميتلاند ولسون˝ وكانوا فيما بعد عونا كبيرا للحلفاء في حملاتهم ضد قوى ˝المحور˝ في شمال أفريقيا، وساهموا مساهمة فعلية في الحرب، بالإضافة إلى ما قدمه المدنيون في ليبيا والقبائل الليبية بمصر من خدمات كبيرة للجيوش المحاربة ضد إيطاليا لتحرير ليبيا من إيطاليا ولاحقا بعد وقوع الالاف من الليبين بالاسر وتم نقلهم الي شرق قناة السويس قام بزيارتهم الأمير ادريس ويرافقة اعيان القبائل الليبية المهاجرة بمصر وانضم البرقاويين الي جيش السنوسي اما الاخرين فقد اثروا السلامة وتغير اسم الجيش الي جيش التحرير.
...
السيّد عُمر بن مُختار بن عُمر المنفي الهلالي (20 أغسطس 1858الموافق 10 محرم 1275هـ 16 سبتمبر 1931 الموافق 3 جمادى الأولى 1350هـ)، الشهير بعُمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المُجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين. ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.
حارب عُمر المُختار الطليان ˝الإيطاليين˝ مذ كان عمره 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأُجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبير السن ومريضًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.
حصد عُمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يُقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من نير الاحتلال الأوروبي في حينها، وحثّت المقاومين على التحرّك، وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّقٌ على حبل المشنقة تعاطف أشخاص أكثر، من العالَمَين الشرقي والغربي على حد سواء، فَكَبُرَ المُختار في أذهان الناس وأصبح بطلًا شهيدًا. رثا عدد من الشُعراء المُختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد من عام 1981 حمل عنوان ˝أسد الصحراء˝، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي الأمريكي أنطوني كوين دور عُمر المُختار.
في الساعة الخامسة مساءً في 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار التي أعد لها الطليان مكان بناء برلمان برقة القديم، وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعًا، إذ كان الطليان قد أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار، ويبدو ذلك جليًّا من خلال حديث غراتسياني مع المختار خلال مقابلتهما، حين قال له: «إني لأرجو أن تظل شجاعًا مهما حدث لك أو نزل بك»، فأجابه المختار: «إن شاء الله».
جيء بعمر المختار إلى قاعة الجلسة مكبلًا بالحديد، وحوله الحرس من كل جانب، وأُحضر أحد التراجمة الرسميين ليتولّى الترجمة للمختار وللقضاة، فلمَّا افتتحت الجلسة وبدأ استجواب المختار، بلغ التأثر بالترجمان، حدًا جعله لايستطيع إخفاء تأثره وظهر عليه الارتباك، فأمر رئيس المحكمة باستبعاده وإحضار ترجمان آخر فوقع الاختيار على أحد اليهود من بين الحاضرين في الجلسة، فقام بدور المترجم، وكان عمر المختار جريئًا صريحًا، يصحح للمحكمة بعض الوقائع، خصوصًا حادث الطيارين الإيطاليين أوبر وبياتي، الذين أسرهما المجاهدون قبل ذلك. وبعد استجواب المختار ومناقشته، وقف المدعي العام بيدندو، فطلب الحكم على عمر المختار بالإعدام. وكان لحضور المختار في المحكمة أمام خصومه أثرٌ في نفوسهم، فرؤية شيخ طاعن في السن مُكبَّل بالسلاسل، صريحٌ وشجاع عندما يتكلم، كان لها وقعٌ على الكثير من الحاضرين، ولعلَّ أبرز ما يُظهر ذلك هو أنه عندما جاء دور المحامي المعهود إليه بالدفاع عن المختار، وكان ضابطًا إيطاليًّا شابًا من رتبة نقيب يُدعى روبرتو لونتانو، حاول أن يُبقي على حياة المختار، فطالب بالحكم عليه بالسجن المؤبَّد نظرًا لشيخوخته وكِبر سنّه، متحججًا بأنَّ هذا عقاب أشد قساوةً من الإعدام. غير أنَّ المدعي العام، تدخل وقطع الحديث على المحامي وطلب من رئيس المحكمة أن يمنعه من إتمام مرافعته مستندًا في طلبه هذا إلى أنَّ الدفاع خرج عن الموضوع، وليس من حقه أن يتكلم عن كبر سن عمر المختار وشيخوخته ووافقت المحكمة. عندئذٍ وقف المحامي وقال: «إنَّ هذا المُتهم الذي انتدبت للدفاع عنه: إنما يُدافع عن حقيقة كلّنا نعرفها، وهي الوطن الذي طالما ضحينا نحن في سبيل تحريره، إنَّ هذا الرجل هو ابن لهذه الأرض قبل أن تطأها أقدامكم، وهو يعتبر كل من احتلها عنوة عدوًا له، ومن حقه أن يُقاومه بكل ما يملك من قوَّة، حتى يُخرجه منها أو يهلك دونها، إن هذا حق منحته إياه الطبيعة والإنسانية.. إنَّ العدالة الحقة لا تخضع للغوغاء وإني آمل أن تحذروا حكم التاريخ، فهو لا يرحم، إنَّ عجلته تدور وتسجّل ما يحدث في هذا العالم المضطرب». وهنا كثر الضجيج ضدَّ المحامي ودفاعه، لكنه استمر بالكلام والدفاع عن المختار، فقام النائب العام ليحتج، فقاطعه القاضي برفع الجلسة للمداولة، وبعد مضي فترة قصيرة من الانتظار دخل القاضي والمستشاران والمدعي العام بينما المحامي لم يحضر لتلاوة الحكم القاضي بإعدام عمر المختار شنقًا حتى الموت، وعندما تُرجم الحكم إلى عمر المختار اكتفى بالقول: «إنَّ الحكم إلّا لله.. لا لحكمكم المُزيَّف.. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».
في صباح اليوم التالي للمحاكمة، أي الأربعاء في 16 سبتمبر 1931، اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يؤذن في صوت خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية: Ra bracket.png يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ Aya27.png ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً Aya28.png La bracket.png، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة.
سبق إعدام المختار أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أو يظهر البكاء عند تنفيذ الحكم، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضربًا مبرحًا بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العباريَّة وندبت فجيعة الوطن عندما علا المختار مشنوقًا، ووصفها الطليان ˝بالمرأة التي كسرت جدار الصمت˝. يقول الدكتور العنيزي: «لقد أرغم الطليان الأهالي والأعيان المُعتقلين في معسكرات الاعتقال والنازلين في بنغازي على حضور المحاكمة، وحضور التنفيذ وكنت أحد أولئك الذين أرغمهم الطليان على المحاكمة، ولكني وقد استبد بي الحزن شأني في ذلك شأن سائر أبناء جلدتي، لم أكن أستطيع رؤية البطل المجاهد على حبل المشنقة فمرضت، ولم يعفني الطليان من حضور التنفيذ في ذلك اليوم المشؤوم، إلا عندما تيقنوا من مرضي وعجزي عن الحضور».
حاولت إيطاليا الاستفادة من مقتل عمر المختار، فعملت على استمالة المجاهدين إليها وإقناعهم إنَّ المقاومة لا فائدة تُرجى منها بعد أن سقط الرأس المُدبّر، لكن المجاهدين أبوا واجتمعوا وانتخبوا الشيخ يوسف بورحيل المسماري قائدًا للجهاد الإسلامي ووكيلًا عامًا للجهاد. وعلى أثر هذا التنصيب كلَّف الشيخ عبد الحميد العبَّار بالرحيل نحو شرق البلاد للقيام بحث الناس على الانخراط في جيش المجاهدين وحمل السلاح لمكافحة الجيوش والجهاد في سبيل العقيدة الإسلامية والدين. ولم يكن لمقتل المختار الأثر الذي توقعه الطليان، فلم يخف عزمهم أو يتلاشى، بل ازدادوا تصميمًا على القتال وتحرير البلاد من المحتل الأجنبي، فواصلت الحكومة الإيطالية حملات الانتقام ضدهم، حتى كانت الموقعة الحاسمة عند الحدود المصريَّة قرب الأسلاك الشائكة، فاجتاز الأسلاك بعض المجاهدين وقتل منهم عدد وأُسر عدد آخر، ولم يبقى إلّا الشيوخ القادة الأربعة، وهم: عبد الحميد العبَّار ويوسف بورحيل وعصمان الشامي وحمد بوخير الله. فقُتل الأخير ويوسف بورحيل وجُرح عصمان الشامي فأخذ أسيرًا، وأما عبد الحميد العبَّار فاستطاع أن يجتاز الأسلاك الشائكة بجواده نحو مصر. وبهذه النهاية انكسرت شوكة المجاهدين وتعثرت خطواتهم وأخمدت حركة الجهاد في ليبيا، واستتب الأمر لإيطاليا حتى حين، فعملت على خلق هويَّة جديدة للبلاد وحاربت الإسلام بعدة وسائل طيلة 11 عامًا، لكنها سرعان ما انشغلت بنشوب الحرب العالمية الثانية، التي خرجت منها خاسرة بعد بضع سنوات، وانسحبت كليًّا من ليبيا بتاريخ 7 أبريل عام 1943 . ❝
❞ ((المكر الإلهي)) للدكتور مصطفى محمود
بطل الحادث (( سليمة إبراهيم )) 801 جنايات الصف، اشتركت مع أخيها – 17 سنة – في قتل زوجها ضربا و خنقا، ثم هجمت عليه و أكلت أعضاءه و هو ميت.. هكذا تقول اعترافاتها المفصلة أمام وكيل النيابة و القاضي.. و هكذا شهدت الوقائع كما تشهد الجثة.
قرأت الحادث مع الألوف الذين قرأوه، و شعرت معهم بتلك القشعريرة الباردة، و الفضول إلى معرفة هذا الحادث الغريب في وحشيته.
هل يمكن أن يبلغ الغل بإمرأة إلى هذا المدى.
و ماذا يمكن أن تكون صورة هذا الوجه الذي يأكل الميتة.
طالعتني في سجن النساء بالقناطر إمرأة وسيمة، دقيقة الملامح، أسنانها جميلة كصفين من لؤلؤ.. على وجهها سكينة و طمأنينة.. تصلي و تصوم، و تنام نوما هادئا عميقا.. و كلامها كله عن رحمة الله و أمر الله و حكمة الله..
أيمكن أن يخالف الظاهر الباطن إلى هذا الحد؟
أيمكن أن تخدع الصور، و تكذب العين و اليد و اللسان؟
أيمكن أن تصبح الحياة كلها تمويها؟
و كيف يخلق الله للحقائق البشعة وجوها جميلة؟
و ما الدافع الذي أخرج من الباطن كل هذا الشر المخفي؟
و ما الذي هتك الحجاب و كشف النفس على ما هي عليه.
الزوج تزوج عليها..
هذا أمر عادي في البدو..
و هو يتكرر في تلك البيئة دون أن تأكل النساء أزواجهن.
الزوج طلق الزوجة ثم ردها..
كان يسيء معاملتها أمام الزوجة الجديدة.
أهي غضبة للنفس و للكرامة؟!
و لكن الزوجة اعترفت بأنها كانت على علاقات متعددة مع رجال متعددين أثناء الطلاق فهي لم تحفظ لنفسها كرامة..
كيف لا يبدو كل هذا الخراب النفسي على ذلك الوجه الجميل السمح الوديع، المطمئن الهادئ كأنه وجه قديس.
تذكرت رجلا جميلا رأيته ذات مرة.. كان جميلا فاتنا مفتول العضل، جذاب الصورة كأنه نجم سينما.. و كان مهذبا يتكلم بنبرة خفيضة.. و كان يجفل بنظراته في حياء.. ثم تبين لي فيما بعد أنه مجنون يعالج بالصدمات الكهربائية.
كان باطن الرجل خرابا مطلقا..
و كانت حقيقته الخواء.
و كان فارغا تماما و مجوفا من الداخل.. إلى هذا المدى يمكن أن تكذب الصور و تخدع الأشكال.
(( إن الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أشكالكم و إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم )).
في ليلة الجريمة عاد الزوج إلى زوجته بهدية من الحلوى ليصالحها (( لم يكن يدري برغم سنوات المعاشرة الطويلة أنه ينام كل ليلة مع ضبع )).. قتلته في لحظة غزل.. كيف واتتها الشجاعة؟
نفس السؤال يلح علي باستمرار.
كيف تتنكر الحقائق في غير ثيابها؟
و يلبس الباطل الحق..
و يلبس القبح الجمال..
و تلبس الجريمة الحب.
و كيف يخلق الخالق هذه العبوات الجميلة لهذه النفوس البشعة؟ كيف يضع السم في وردة و يضع العسل في عقرب، و يخفي المتفجرات في أقنعة من حرير؟
أهذا مصداق الآية:
(( و الله مخرج ما كنتم تكتمون )) (72– البقرة).
أهو المكر الإلهي الذي يستدرج به الله النفوس، و يمتحنها بعضها ببعض ليفضح خباياها و مكتوماتها، و ليخرج حقائقها و يكشف بشاعتها، فإذا بالمرأة الجميلة جلادا و إذا بالرجل الدميم ملاكا..
هي لا تشعر بندم أو تأنيب ضمير.. و يقينها أنها على الحق.
أيمكن ألا يعرف الواحد منا نفسه؟
لقد قال أبوبكر أنه لا يطمئن إلى أنه صار إلى الجنة حتى و لو دخلت إحدى رجليه الجنة، مادامت الرجل الثانية لم تدخل بعد.. و ذلك خوفا من مكر الله.. خوفا من أن يكشف الله في اللحظة الأخيرة شرا مكتوما في نفسه يدخله به النار الأبدية.. شرا كان يكتمه أبوبكر في نفسه دون أن يدري به أو يدري عنه.
و تلك هي ذروة التقوى..
خوف الله..
و التواضع و عدم الإطمئنان إلى براءة النفس و نقائها، و خلوها من الشوائب..
و عدم الغرور بصالح الأعمال..
و خوف المكتوم الذي يمكن أن يفتضح فجأة بالامتحان..
لم يكن أبوبكر من أهل الدعاوي..
لم يكن يدعي لنفسه منزلة أو صلاحا..
و إنما كان من أهل الحقائق..
و أهل الحقائق في خوف دائما من أن تظهر فيهم حقيقة مكتومة لا يعلمون عنها شيئا تؤدي بهم إلى المهالك، فهم أمام نفوسهم في رجفة..
و أمام الله في رجفة..
و ذلك هو العلم الحق بالنفس و بالله..
فالنفس هي(( السر الأعظم )).. و هي الغيب المطلسم..
هي غيب حتى عن صاحبها.. لا تنكشف له إلا من خلال المعاناة.. و هي في مكر دائم تظهر وجها من وجوهها، و تخفي ألف وجه..
~
من كتاب (القرآن كائن حي). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ((المكر الإلهي)) للدكتور مصطفى محمود
بطل الحادث (( سليمة إبراهيم )) 801 جنايات الصف، اشتركت مع أخيها – 17 سنة – في قتل زوجها ضربا و خنقا، ثم هجمت عليه و أكلت أعضاءه و هو ميت.. هكذا تقول اعترافاتها المفصلة أمام وكيل النيابة و القاضي.. و هكذا شهدت الوقائع كما تشهد الجثة.
قرأت الحادث مع الألوف الذين قرأوه، و شعرت معهم بتلك القشعريرة الباردة، و الفضول إلى معرفة هذا الحادث الغريب في وحشيته.
هل يمكن أن يبلغ الغل بإمرأة إلى هذا المدى.
و ماذا يمكن أن تكون صورة هذا الوجه الذي يأكل الميتة.
طالعتني في سجن النساء بالقناطر إمرأة وسيمة، دقيقة الملامح، أسنانها جميلة كصفين من لؤلؤ.. على وجهها سكينة و طمأنينة.. تصلي و تصوم، و تنام نوما هادئا عميقا.. و كلامها كله عن رحمة الله و أمر الله و حكمة الله..
أيمكن أن يخالف الظاهر الباطن إلى هذا الحد؟
أيمكن أن تخدع الصور، و تكذب العين و اليد و اللسان؟
أيمكن أن تصبح الحياة كلها تمويها؟
و كيف يخلق الله للحقائق البشعة وجوها جميلة؟
و ما الدافع الذي أخرج من الباطن كل هذا الشر المخفي؟
و ما الذي هتك الحجاب و كشف النفس على ما هي عليه.
الزوج تزوج عليها..
هذا أمر عادي في البدو..
و هو يتكرر في تلك البيئة دون أن تأكل النساء أزواجهن.
الزوج طلق الزوجة ثم ردها..
كان يسيء معاملتها أمام الزوجة الجديدة.
أهي غضبة للنفس و للكرامة؟!
و لكن الزوجة اعترفت بأنها كانت على علاقات متعددة مع رجال متعددين أثناء الطلاق فهي لم تحفظ لنفسها كرامة..
كيف لا يبدو كل هذا الخراب النفسي على ذلك الوجه الجميل السمح الوديع، المطمئن الهادئ كأنه وجه قديس.
تذكرت رجلا جميلا رأيته ذات مرة.. كان جميلا فاتنا مفتول العضل، جذاب الصورة كأنه نجم سينما.. و كان مهذبا يتكلم بنبرة خفيضة.. و كان يجفل بنظراته في حياء.. ثم تبين لي فيما بعد أنه مجنون يعالج بالصدمات الكهربائية.
كان باطن الرجل خرابا مطلقا..
و كانت حقيقته الخواء.
و كان فارغا تماما و مجوفا من الداخل.. إلى هذا المدى يمكن أن تكذب الصور و تخدع الأشكال.
(( إن الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أشكالكم و إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم )).
في ليلة الجريمة عاد الزوج إلى زوجته بهدية من الحلوى ليصالحها (( لم يكن يدري برغم سنوات المعاشرة الطويلة أنه ينام كل ليلة مع ضبع )).. قتلته في لحظة غزل.. كيف واتتها الشجاعة؟
نفس السؤال يلح علي باستمرار.
كيف تتنكر الحقائق في غير ثيابها؟
و يلبس الباطل الحق..
و يلبس القبح الجمال..
و تلبس الجريمة الحب.
و كيف يخلق الخالق هذه العبوات الجميلة لهذه النفوس البشعة؟ كيف يضع السم في وردة و يضع العسل في عقرب، و يخفي المتفجرات في أقنعة من حرير؟
أهذا مصداق الآية:
(( و الله مخرج ما كنتم تكتمون )) (72– البقرة).
أهو المكر الإلهي الذي يستدرج به الله النفوس، و يمتحنها بعضها ببعض ليفضح خباياها و مكتوماتها، و ليخرج حقائقها و يكشف بشاعتها، فإذا بالمرأة الجميلة جلادا و إذا بالرجل الدميم ملاكا..
هي لا تشعر بندم أو تأنيب ضمير.. و يقينها أنها على الحق.
أيمكن ألا يعرف الواحد منا نفسه؟
لقد قال أبوبكر أنه لا يطمئن إلى أنه صار إلى الجنة حتى و لو دخلت إحدى رجليه الجنة، مادامت الرجل الثانية لم تدخل بعد.. و ذلك خوفا من مكر الله.. خوفا من أن يكشف الله في اللحظة الأخيرة شرا مكتوما في نفسه يدخله به النار الأبدية.. شرا كان يكتمه أبوبكر في نفسه دون أن يدري به أو يدري عنه.
و تلك هي ذروة التقوى..
خوف الله..
و التواضع و عدم الإطمئنان إلى براءة النفس و نقائها، و خلوها من الشوائب..
و عدم الغرور بصالح الأعمال..
و خوف المكتوم الذي يمكن أن يفتضح فجأة بالامتحان..
لم يكن أبوبكر من أهل الدعاوي..
لم يكن يدعي لنفسه منزلة أو صلاحا..
و إنما كان من أهل الحقائق..
و أهل الحقائق في خوف دائما من أن تظهر فيهم حقيقة مكتومة لا يعلمون عنها شيئا تؤدي بهم إلى المهالك، فهم أمام نفوسهم في رجفة..
و أمام الله في رجفة..
و ذلك هو العلم الحق بالنفس و بالله..
فالنفس هي(( السر الأعظم )).. و هي الغيب المطلسم..
هي غيب حتى عن صاحبها.. لا تنكشف له إلا من خلال المعاناة.. و هي في مكر دائم تظهر وجها من وجوهها، و تخفي ألف وجه..
~
من كتاب (القرآن كائن حي) . ❝
❞ هل تعلمين حين يقول البعض إن الله نجاه بأعجوبة من موتٍ محتم لماذا ينطق البشر بذلك؟
باختصار لأن الصالحين ينقذهم الله نتيجة أفعالهم الصالحة السابقة و المستقبليةالتي يعلمها في نفوسهم سبحانه.
لذلك نحن نُعاقب و نُحاسب ونُكافى حسب توجهاتنا للنصف بداخلنا،إما أن نغذي الخير ونلقى الخير،و إما نغذي الشر ونلقى ما تصنعه أيدينا و النفوس و النوايا. ❝ ⏤منى الغضبان
❞ هل تعلمين حين يقول البعض إن الله نجاه بأعجوبة من موتٍ محتم لماذا ينطق البشر بذلك؟
باختصار لأن الصالحين ينقذهم الله نتيجة أفعالهم الصالحة السابقة و المستقبليةالتي يعلمها في نفوسهم سبحانه.
لذلك نحن نُعاقب و نُحاسب ونُكافى حسب توجهاتنا للنصف بداخلنا،إما أن نغذي الخير ونلقى الخير،و إما نغذي الشر ونلقى ما تصنعه أيدينا و النفوس و النوايا . ❝