❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا"ماما خنان"- مصر الجديدة
استيقظت "ماما حنان" التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل "أمير" والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب...حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ....فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال "ماما حنان" وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ...وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت "ماما حنان" على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط "احمد" الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان...كيف حالك؟
على ما يرام...خير
لا عليكي ..كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ...الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر"ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..." وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ...ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها "مرسيدس سوداء" و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين...ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير...ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد "بلاعيمو" أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم...اشعر ان نهايتي قادمة...أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك...الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا...كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية ..شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني....أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ...وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ...وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها...ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر ..يسألها"ما بك؟"
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا...وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا..ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد"ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا...اتركيها لي ...ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب "أمير" على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل...وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع"ارجعي من الشارع التي اتيتي منه"
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة"ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟"وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ...وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة ..فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج ..لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا"وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء"
من والدك؟
انا لا اعرف....كنت اعيش مع "ماما حنان" وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ...
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها"لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟.....هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط "وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة"شيفروليه حمراء" تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود"سواريه"وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل...وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد"كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب...كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة...فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل"هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟"والكل في صمت تام ورأسه في الارض...ثم يغضب الدكتور مهيب"انصرفوا من وجهي"
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب"الم يراها أحد؟"
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ....فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر"كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه...."
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية"الدنيا ربيع والجو بديع"للسندريللا سعاد حسني...دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب"حسام" حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله...وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ....وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه..وظل يصرخ.."أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها...ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك"وتمسك بالحافظة"؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت"ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود"....
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق....
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ...ماذا تشربي؟
أريد أن آكل...هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا"ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام"...أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل...
خادمة؟
شيء مثل ذلك....
سمعاً وطاعة...ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ...وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب...وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ...دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة...فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت...اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل...ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ...نادى عليها "اجلسي يا أمل"وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه...وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله....واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه ..فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة...فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب" ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن...ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول"كيف ذلك؟من من؟"
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك...ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي...وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان...استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ...ماذا افعل الآن؟"
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ...تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت...انت طبيب ...خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ...فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ....ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل...
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي...لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني....
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع.....
تمت بحمد الله. ❝ ⏤Yassmin magdy abdou
❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا˝ماما خنان˝- مصر الجديدة
استيقظت ˝ماما حنان˝ التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل ˝أمير˝ والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب..حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ..فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال ˝ماما حنان˝ وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ..وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت ˝ماما حنان˝ على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط ˝احمد˝ الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان..كيف حالك؟
على ما يرام..خير
لا عليكي .كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ..الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر˝ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..˝ وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ..ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها ˝مرسيدس سوداء˝ و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين..ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير..ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد ˝بلاعيمو˝ أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم..اشعر ان نهايتي قادمة..أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك..الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا..كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية .شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني..أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ..وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ..وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها..ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر .يسألها˝ما بك؟˝
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا..وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا.ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد˝ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا..اتركيها لي ..ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب ˝أمير˝ على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل..وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع˝ارجعي من الشارع التي اتيتي منه˝
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة˝ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟˝وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ..وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة .فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج .لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا˝وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء˝
من والدك؟
انا لا اعرف..كنت اعيش مع ˝ماما حنان˝ وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ..
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها˝لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟...هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط ˝وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة˝شيفروليه حمراء˝ تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود˝سواريه˝وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل..وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد˝كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب..كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة..فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل˝هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟˝والكل في صمت تام ورأسه في الارض..ثم يغضب الدكتور مهيب˝انصرفوا من وجهي˝
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب˝الم يراها أحد؟˝
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ..فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر˝كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه..˝
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية˝الدنيا ربيع والجو بديع˝للسندريللا سعاد حسني..دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب˝حسام˝ حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله..وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ..وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه.وظل يصرخ.˝أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها..ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك˝وتمسك بالحافظة˝؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت˝ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود˝..
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق..
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ..ماذا تشربي؟
أريد أن آكل..هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا˝ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام˝..أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل..
خادمة؟
شيء مثل ذلك..
سمعاً وطاعة..ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ..وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب..وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ..دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة..فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت..اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل..ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ..نادى عليها ˝اجلسي يا أمل˝وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه..وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله..واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه .فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة..فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب˝ ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن..ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول˝كيف ذلك؟من من؟˝
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك..ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي..وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان..استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ..ماذا افعل الآن؟˝
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ..تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت..انت طبيب ..خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ..فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ..ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل..
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي..لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني..
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع...
❞ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
قوله تعالى : فلما أسلما أي انقادا لأمر الله . وقرأ ابن مسعود وابن عباس وعلي رضوان الله عليهم " فلما سلما " أي : فوضا أمرهما إلى الله . وقال ابن عباس : استسلما . وقال قتادة : أسلم أحدهما نفسه لله - عز وجل - وأسلم الآخر ابنه .
وتله للجبين قال قتادة : كبه وحول وجهه إلى القبلة . وجواب " لما " محذوف عند البصريين تقديره فلما أسلما وتله للجبين فديناه بكبش . وقال الكوفيون : الجواب " ناديناه " والواو زائدة مقحمة ، كقوله : فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا أي : أوحينا . وقوله : وهم من كل حدب ينسلون واقترب أي : اقترب . وقوله : حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال أي : قال لهم . وقال امرؤ القيس :
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
أي : انتحى ، والواو زائدة . وقال أيضا :
حتى إذا حملت بطونكم ورأيتم أبناءكم شبوا
وقلبتم ظهر المجن لنا إن اللئيم الفاجر الخب
أراد قلبتم . النحاس : والواو من حروف المعاني لا يجوز أن تزاد . وفي الخبر : إن الذبيح قال لإبراهيم - عليه السلام - حين أراد ذبحه : يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب ، واكفف ثيابك لئلا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن ، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون الموت أهون علي ، واقذفني للوجه ، لئلا تنظر إلى وجهي فترحمني ، ولئلا أنظر إلى الشفرة فأجزع ، وإذا أتيت إلى أمي فأقرئها مني السلام . فلما جر إبراهيم - عليه السلام - السكين ضرب الله عليه صفيحة من نحاس ، فلم تعمل السكين شيئا ، ثم ضرب به على جبينه وحز في قفاه فلم تعمل السكين شيئا ، فذلك قوله تعالى : وتله للجبين . كذلك قال ابن عباس : معناه كبه على وجهه فنودي يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت فإذا بكبش ، ذكره المهدوي . وقد تقدمت الإشارة إلى عدم صحته ، وأن المعنى لما اعتقد الوجوب وتهيأ للعمل ، هذا بهيئة الذبح ، وهذا بصورة المذبوح ، أعطيا محلا للذبح فداء ، ولم يكن هناك مر سكين . وعلى هذا يتصور النسخ قبل الفعل على ما تقدم . والله أعلم . قال الجوهري : وتله للجبين أي : صرعه ، كما تقول : كبه لوجهه . الهروي : والتل الدفع والصرع ، ومنه حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - : وتركوك لمتلك أي : لمصرعك . وفي حديث آخر : فجاء بناقة كوماء فتلها أي : أناخها . وفي الحديث : بينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي قال ابن الأنباري : أي : فألقيت في يدي ، يقال : تللت الرجل إذا ألقيته . قال ابن الأعرابي : فصبت في يدي ، والتل الصب ، يقال : تل يتل إذا صب ، وتل يتل بالكسر إذا سقط .
قلت : وفي صحيح مسلم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بشراب فشرب منه ، وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ ، فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ، فقال الغلام : لا والله ، لا أوثر بنصيبي منك أحدا . قال ، فتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده ، يريد جعله في يده . وقال بعض أهل الإشارة : إن إبراهيم ادعى محبة الله ، ثم نظر إلى الولد بالمحبة ، فلم يرض حبيبه محبة مشتركة ، فقيل له : يا إبراهيم اذبح ولدك في مرضاتي ، فشمر وأخذ السكين وأضجع ولده ، ثم قال : اللهم تقبله مني في مرضاتك . فأوحى الله إليه : يا إبراهيم لم يكن المراد ذبح الولد ، وإنما المراد أن ترد قلبك إلينا ، فلما رددت قلبك بكليته إلينا رددنا ولدك إليك . وقال كعب وغيره : لما أري إبراهيم ذبح ولده في منامه ، قال الشيطان : والله لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم لا أفتن منهم أحدا أبدا . فتمثل الشيطان لهم في صورة الرجل ، ثم أتى أم الغلام وقال : أتدرين أين يذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت : لا . قال : إنه يذهب به ليذبحه . قالت : كلا هو أرأف به من ذلك . فقال : إنه يزعم أن ربه أمره بذلك . قالت : فإن كان ربه قد أمره بذلك فقد أحسن أن يطيع ربه . ثم أتى الغلام فقال : أتدري أين يذهب بك أبوك ؟ قال : لا . قال : فإنه يذهب بك ليذبحك . قال : ولم ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذلك . قال : فليفعل ما أمره الله به ، سمعا وطاعة لأمر الله . ثم جاء إبراهيم فقال : أين تريد ؟ والله إني لأظن أن الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ابنك . فعرفه إبراهيم فقال : إليك عني يا عدو الله ، فوالله لأمضين لأمر ربي . فلم يصب الملعون منهم شيئا . وقال ابن عباس : لما أمر إبراهيم بذبح ابنه عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم عرض له عند الجمرة الأخرى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم مضى إبراهيم لأمر الله تعالى . واختلف في الموضع الذي أراد ذبحه فيه ، فقيل : بمكة في المقام . وقيل : في المنحر بمنى عند الجمار التي رمى بها إبليس لعنه الله ، قاله ابن عباس وابن عمر ومحمد بن كعب وسعيد بن المسيب . وحكي عن سعيد بن جبير : أنه ذبحه على الصخرة التي بأصل ثبير بمنى . وقال ابن جريج : ذبحه بالشام وهو من بيت المقدس على ميلين . والأول أكثر ، فإنه ورد في الأخبار تعليق قرن الكبش في الكعبة ، فدل على أنه ذبحه بمكة . وقال ابن عباس : فوالذي نفسي بيده لقد كان أول الإسلام ، وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه من ميزاب الكعبة وقد يبس . أجاب من قال بأن الذبح وقع بالشام : لعل الرأس حمل من الشام إلى مكة . والله أعلم .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
قوله تعالى : فلما أسلما أي انقادا لأمر الله . وقرأ ابن مسعود وابن عباس وعلي رضوان الله عليهم ˝ فلما سلما ˝ أي : فوضا أمرهما إلى الله . وقال ابن عباس : استسلما . وقال قتادة : أسلم أحدهما نفسه لله - عز وجل - وأسلم الآخر ابنه .
وتله للجبين قال قتادة : كبه وحول وجهه إلى القبلة . وجواب ˝ لما ˝ محذوف عند البصريين تقديره فلما أسلما وتله للجبين فديناه بكبش . وقال الكوفيون : الجواب ˝ ناديناه ˝ والواو زائدة مقحمة ، كقوله : فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا أي : أوحينا . وقوله : وهم من كل حدب ينسلون واقترب أي : اقترب . وقوله : حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال أي : قال لهم . وقال امرؤ القيس :
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
أي : انتحى ، والواو زائدة . وقال أيضا :
حتى إذا حملت بطونكم ورأيتم أبناءكم شبوا
وقلبتم ظهر المجن لنا إن اللئيم الفاجر الخب
أراد قلبتم . النحاس : والواو من حروف المعاني لا يجوز أن تزاد . وفي الخبر : إن الذبيح قال لإبراهيم - عليه السلام - حين أراد ذبحه : يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب ، واكفف ثيابك لئلا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن ، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون الموت أهون علي ، واقذفني للوجه ، لئلا تنظر إلى وجهي فترحمني ، ولئلا أنظر إلى الشفرة فأجزع ، وإذا أتيت إلى أمي فأقرئها مني السلام . فلما جر إبراهيم - عليه السلام - السكين ضرب الله عليه صفيحة من نحاس ، فلم تعمل السكين شيئا ، ثم ضرب به على جبينه وحز في قفاه فلم تعمل السكين شيئا ، فذلك قوله تعالى : وتله للجبين . كذلك قال ابن عباس : معناه كبه على وجهه فنودي يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت فإذا بكبش ، ذكره المهدوي . وقد تقدمت الإشارة إلى عدم صحته ، وأن المعنى لما اعتقد الوجوب وتهيأ للعمل ، هذا بهيئة الذبح ، وهذا بصورة المذبوح ، أعطيا محلا للذبح فداء ، ولم يكن هناك مر سكين . وعلى هذا يتصور النسخ قبل الفعل على ما تقدم . والله أعلم . قال الجوهري : وتله للجبين أي : صرعه ، كما تقول : كبه لوجهه . الهروي : والتل الدفع والصرع ، ومنه حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - : وتركوك لمتلك أي : لمصرعك . وفي حديث آخر : فجاء بناقة كوماء فتلها أي : أناخها . وفي الحديث : بينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي قال ابن الأنباري : أي : فألقيت في يدي ، يقال : تللت الرجل إذا ألقيته . قال ابن الأعرابي : فصبت في يدي ، والتل الصب ، يقال : تل يتل إذا صب ، وتل يتل بالكسر إذا سقط .
قلت : وفي صحيح مسلم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بشراب فشرب منه ، وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ ، فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ، فقال الغلام : لا والله ، لا أوثر بنصيبي منك أحدا . قال ، فتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده ، يريد جعله في يده . وقال بعض أهل الإشارة : إن إبراهيم ادعى محبة الله ، ثم نظر إلى الولد بالمحبة ، فلم يرض حبيبه محبة مشتركة ، فقيل له : يا إبراهيم اذبح ولدك في مرضاتي ، فشمر وأخذ السكين وأضجع ولده ، ثم قال : اللهم تقبله مني في مرضاتك . فأوحى الله إليه : يا إبراهيم لم يكن المراد ذبح الولد ، وإنما المراد أن ترد قلبك إلينا ، فلما رددت قلبك بكليته إلينا رددنا ولدك إليك . وقال كعب وغيره : لما أري إبراهيم ذبح ولده في منامه ، قال الشيطان : والله لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم لا أفتن منهم أحدا أبدا . فتمثل الشيطان لهم في صورة الرجل ، ثم أتى أم الغلام وقال : أتدرين أين يذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت : لا . قال : إنه يذهب به ليذبحه . قالت : كلا هو أرأف به من ذلك . فقال : إنه يزعم أن ربه أمره بذلك . قالت : فإن كان ربه قد أمره بذلك فقد أحسن أن يطيع ربه . ثم أتى الغلام فقال : أتدري أين يذهب بك أبوك ؟ قال : لا . قال : فإنه يذهب بك ليذبحك . قال : ولم ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذلك . قال : فليفعل ما أمره الله به ، سمعا وطاعة لأمر الله . ثم جاء إبراهيم فقال : أين تريد ؟ والله إني لأظن أن الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ابنك . فعرفه إبراهيم فقال : إليك عني يا عدو الله ، فوالله لأمضين لأمر ربي . فلم يصب الملعون منهم شيئا . وقال ابن عباس : لما أمر إبراهيم بذبح ابنه عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم عرض له عند الجمرة الأخرى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم مضى إبراهيم لأمر الله تعالى . واختلف في الموضع الذي أراد ذبحه فيه ، فقيل : بمكة في المقام . وقيل : في المنحر بمنى عند الجمار التي رمى بها إبليس لعنه الله ، قاله ابن عباس وابن عمر ومحمد بن كعب وسعيد بن المسيب . وحكي عن سعيد بن جبير : أنه ذبحه على الصخرة التي بأصل ثبير بمنى . وقال ابن جريج : ذبحه بالشام وهو من بيت المقدس على ميلين . والأول أكثر ، فإنه ورد في الأخبار تعليق قرن الكبش في الكعبة ، فدل على أنه ذبحه بمكة . وقال ابن عباس : فوالذي نفسي بيده لقد كان أول الإسلام ، وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه من ميزاب الكعبة وقد يبس . أجاب من قال بأن الذبح وقع بالشام : لعل الرأس حمل من الشام إلى مكة . والله أعلم. ❝
❞ الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى. ❝ ⏤الكاتب محمود عبد الحميد الحداد
❞ الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى. ❝
❞ كيف ندعو إلى الإسلام ؟
"أنا لا أحسن جر الإسلام من ذيله كما تفعلون !"
دخلت مكتبي فتاة لم يعجبني زيها أول ما رأيتها ، غير أني لمحت في عينها حزنا وحيرة يستدعيان الرفق بها ، وجلست تبثني شكواها وهمومها متوقعة عندي الخير !
واستمعت طويلا ، وعرفت أنها فتاة عربية تلقت تعليمها في فرنسا لا تكاد تعرف عن الإسلام شيئا ..
فشرعت أشرح حقائق ، وأرد شبهات وأجيب عن أسئلة ، وأفند أكاذيب المبشرين والمستشرقين حتى بلغت مرادي أو كدت !
ولم يفتني في أثناء الحديث أن أصف الحضارة الحديثة بأنها تعرض المرأة لحما يغري العيون الجائعة ، وأنها لا تعرف ما في جو الأسرة من عفاف وجمال وسكينة ..
واستأذنت الفتاة طالبة أن آذن لها بالعودة ، فأذنت ..
ودخل بعدها شاب عليه سمات التدين يقول بشدة :
ما جاء بهذه الخبيثة إلى هنا ؟
فأجبت : الطبيب يستقبل المرضى لا الأصحاء ، ذلك عمله !
قال : طبعا نصحتها بالحجاب !
قلت : الأمر أكبر من ذلك .. هناك المهاد الذي لا بد منه ، هناك الإيمان بالله واليوم الآخر والسمع والطاعة لما نزل به الوحي في الكتاب والسنة ، والأركان التي لا يوجد الإسلام إلا بها في مجالات العبادات والأخلاق ..
فقاطعني قائلا : ذلك كله لا يمنع أمرها بالحجاب.
قلت في هدوء : ما يسرني أن تجيء في ملابس راهبة ، وفؤادها خال من الله الواحد ، وحياتها لا تعرف الركوع والسجود ، إنني علمتها الأسس التي تجعلها من تلقاء نفسها تؤثر الاحتشام على التبرج ..
فحاول مقاطعتي مرة أخرى ، فقلت له بصرامة :
أنا لا أحسن جر الإسلام من ذيله كما تفعلون ، إنني أشد القواعد وأبدأ البناء بعدئذ .. وأبلغ ما أريد بالحكمة ..
وجاءتني الفتاة بعد أسبوعين في ملابس أفضل ، وكانت تغطي رأسها بخمار خفيف ، واستأنفت أسئلتها ، واستأنفت شروحي ، ثم قلت لها :
لماذا لا تذهبين إلى أقرب مسجد من بيتكم ؟
فأجابت الفتاة : بأنها تكره رجال الدين ، وما تحب سماعهم !
قلت : لماذا ؟
قالت : قساة القلوب ، غلاظ الأكباد ! إنهم يعاملوننا بصلف واحتقار !!
ولا أدري لماذا تذكرت هند امرأة أبي سفيان التي [ أكلت كبد حمزة رضي الله عنه ] ونالت من الإسلام ما نالت ، إنها كانت لا تعرف رسول الله ، فلما عرفته واقتربت منه وآمنت به ، قالت له هذه الكلمات :
" يارسول الله ، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب أن يذلوا من أهل خبائك !!
وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك " .
إن نبع المودة الدافق من قلب الرسول الكريم بدل القلوب من حال إلى حال، فهل يتعلم الدعاة ذلك من نبيهم فيؤلفوا بدلا من أن يفرقوا ويبشروا بدلا من أن ينفروا؟؟. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞ كيف ندعو إلى الإسلام ؟
˝أنا لا أحسن جر الإسلام من ذيله كما تفعلون !˝
دخلت مكتبي فتاة لم يعجبني زيها أول ما رأيتها ، غير أني لمحت في عينها حزنا وحيرة يستدعيان الرفق بها ، وجلست تبثني شكواها وهمومها متوقعة عندي الخير !
واستمعت طويلا ، وعرفت أنها فتاة عربية تلقت تعليمها في فرنسا لا تكاد تعرف عن الإسلام شيئا .
فشرعت أشرح حقائق ، وأرد شبهات وأجيب عن أسئلة ، وأفند أكاذيب المبشرين والمستشرقين حتى بلغت مرادي أو كدت !
ولم يفتني في أثناء الحديث أن أصف الحضارة الحديثة بأنها تعرض المرأة لحما يغري العيون الجائعة ، وأنها لا تعرف ما في جو الأسرة من عفاف وجمال وسكينة .
واستأذنت الفتاة طالبة أن آذن لها بالعودة ، فأذنت .
ودخل بعدها شاب عليه سمات التدين يقول بشدة :
ما جاء بهذه الخبيثة إلى هنا ؟
فأجبت : الطبيب يستقبل المرضى لا الأصحاء ، ذلك عمله !
قال : طبعا نصحتها بالحجاب !
قلت : الأمر أكبر من ذلك . هناك المهاد الذي لا بد منه ، هناك الإيمان بالله واليوم الآخر والسمع والطاعة لما نزل به الوحي في الكتاب والسنة ، والأركان التي لا يوجد الإسلام إلا بها في مجالات العبادات والأخلاق .
فقاطعني قائلا : ذلك كله لا يمنع أمرها بالحجاب.
قلت في هدوء : ما يسرني أن تجيء في ملابس راهبة ، وفؤادها خال من الله الواحد ، وحياتها لا تعرف الركوع والسجود ، إنني علمتها الأسس التي تجعلها من تلقاء نفسها تؤثر الاحتشام على التبرج .
فحاول مقاطعتي مرة أخرى ، فقلت له بصرامة :
أنا لا أحسن جر الإسلام من ذيله كما تفعلون ، إنني أشد القواعد وأبدأ البناء بعدئذ . وأبلغ ما أريد بالحكمة .
وجاءتني الفتاة بعد أسبوعين في ملابس أفضل ، وكانت تغطي رأسها بخمار خفيف ، واستأنفت أسئلتها ، واستأنفت شروحي ، ثم قلت لها :
لماذا لا تذهبين إلى أقرب مسجد من بيتكم ؟
فأجابت الفتاة : بأنها تكره رجال الدين ، وما تحب سماعهم !
قلت : لماذا ؟
قالت : قساة القلوب ، غلاظ الأكباد ! إنهم يعاملوننا بصلف واحتقار !!
ولا أدري لماذا تذكرت هند امرأة أبي سفيان التي [ أكلت كبد حمزة رضي الله عنه ] ونالت من الإسلام ما نالت ، إنها كانت لا تعرف رسول الله ، فلما عرفته واقتربت منه وآمنت به ، قالت له هذه الكلمات :
˝ يارسول الله ، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب أن يذلوا من أهل خبائك !!
وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك ˝ .
إن نبع المودة الدافق من قلب الرسول الكريم بدل القلوب من حال إلى حال، فهل يتعلم الدعاة ذلك من نبيهم فيؤلفوا بدلا من أن يفرقوا ويبشروا بدلا من أن ينفروا؟؟. ❝
❞ قصة قصيرة
رسائل البحر
اصوات نسيم البحر...
عبق رائحة اليود مع الندي الصباحي...
وحركة الأمواج التى تحاول ان تختطف جزء من الشاظئ للحظات سريعة ثم تعود لموضعها ...
كانت تمشي بدون حذاء لتشعر بمتعة ملامسة الرمال الباردة لقدميها ...
واقتربت رويدا رويدا من البحر حتى لامست اطراف الموج قدميها وكأن الموج يتسابق لمقابلة تلك الفتاة الحسناء التى تتهادى على الشاطئ لتكمل لوحة الطبيعة...
شعرت (سها) بلهفة تخطف روحها بعد ملامسة المياه لأقدامها في النزول ليحتويها البحر بين أحضانه...
فلم تجد سها من يحتويها ويحتضنها يوما طوال حياتها فقد ولدت يتيمة ، ماتت امها وقت ولادتها وبعد موت والدتها مات والدها حزنا على زوجته وحبيبته ...
تخلي عنها الاقارب والعائلة وتربت وحيدة بين جدران دار للأيتام ،وبعد ان صارت شابة جميلة ينبض لها القلب حين رؤيتها جمعها القدر ب(سامح) الذى عشقها واحبته،ولكن القدر أبي ان تعيش إلا وحيدة ، فقد اضاعته من بين ايديها خوفا منها من رفض عائلته لها بسبب ظروف حياتها، فألهب قلبها الحنين والعشق لسامح..
وفي اليوم الذي قررت فيه الرجوع والبوح له بأنها لم تستطع تحمل الفراق، ابت الحياة ان تجمعها بمن يعشقه قلبها...
فقد اختطفته الامواج لاحضان البحر قبل شهر قد مضي ...
فقررت (سها) ان تاتى اليوم لتقابل حبيبها ..
فأتت الى البحر ليأخذها بين احضانه لعله يجمعها بحبيبها....
تحركت رويدا رويدا مبتسمه الى داخل البحر ، والبحر من جمالها ابي ان يتأخر عليها فأرسل بأمواجه ليسرع في مقابلة الحسناء وضمها اليه بين احضانه....
وبعد مرور عام...
تسابقت الأمواج حاملة زجاجة لتلقى بها على الشاطئ وتصطدم بأقدام (رقية ) تلك الحسناء الصغيرة ذات الستة عشر ربيعا لتحملها بين أناملها وتنظر اليها فتجد بداخلها ورقة...
تفتح الزجاجة وتخرج الورقة لتجدها رسالة تقول :
((في يوم ما لن تجد حضن يحتويك الا احضانه ...
لن تجد رفيق يستمع اليك الا امواجه...
انه الصديق والرفيق...
عندما تلفظك الحياة وتخونك اسمى معانيها لن يحتويك سواه...
لقد كانت (سها) اسمي معانيها وقد باعت حبي بعد سنوات من العشق اتنفس حبها...
وقد وعد ان يحتوينى بين امواجه ولا يتركنى مثلما تركتنى ...
لعلي في حياة اخري ألقاها واتنفس عبير الحب بين احضانها
فقررت ان اذهب بين أمواجه للقياها هناك (سامح فوزى 2022) ))
أحمد عصام أبوقايد. ❝ ⏤أحمد عصام أبوقايد
❞ قصة قصيرة
رسائل البحر
اصوات نسيم البحر..
عبق رائحة اليود مع الندي الصباحي..
وحركة الأمواج التى تحاول ان تختطف جزء من الشاظئ للحظات سريعة ثم تعود لموضعها ..
كانت تمشي بدون حذاء لتشعر بمتعة ملامسة الرمال الباردة لقدميها ..
واقتربت رويدا رويدا من البحر حتى لامست اطراف الموج قدميها وكأن الموج يتسابق لمقابلة تلك الفتاة الحسناء التى تتهادى على الشاطئ لتكمل لوحة الطبيعة..
شعرت (سها) بلهفة تخطف روحها بعد ملامسة المياه لأقدامها في النزول ليحتويها البحر بين أحضانه..
فلم تجد سها من يحتويها ويحتضنها يوما طوال حياتها فقد ولدت يتيمة ، ماتت امها وقت ولادتها وبعد موت والدتها مات والدها حزنا على زوجته وحبيبته ..
تخلي عنها الاقارب والعائلة وتربت وحيدة بين جدران دار للأيتام ،وبعد ان صارت شابة جميلة ينبض لها القلب حين رؤيتها جمعها القدر ب(سامح) الذى عشقها واحبته،ولكن القدر أبي ان تعيش إلا وحيدة ، فقد اضاعته من بين ايديها خوفا منها من رفض عائلته لها بسبب ظروف حياتها، فألهب قلبها الحنين والعشق لسامح.
وفي اليوم الذي قررت فيه الرجوع والبوح له بأنها لم تستطع تحمل الفراق، ابت الحياة ان تجمعها بمن يعشقه قلبها..
فقد اختطفته الامواج لاحضان البحر قبل شهر قد مضي ..
فقررت (سها) ان تاتى اليوم لتقابل حبيبها .
فأتت الى البحر ليأخذها بين احضانه لعله يجمعها بحبيبها..
تحركت رويدا رويدا مبتسمه الى داخل البحر ، والبحر من جمالها ابي ان يتأخر عليها فأرسل بأمواجه ليسرع في مقابلة الحسناء وضمها اليه بين احضانه..
وبعد مرور عام..
تسابقت الأمواج حاملة زجاجة لتلقى بها على الشاطئ وتصطدم بأقدام (رقية ) تلك الحسناء الصغيرة ذات الستة عشر ربيعا لتحملها بين أناملها وتنظر اليها فتجد بداخلها ورقة..
تفتح الزجاجة وتخرج الورقة لتجدها رسالة تقول :
((في يوم ما لن تجد حضن يحتويك الا احضانه ..
لن تجد رفيق يستمع اليك الا امواجه..
انه الصديق والرفيق..
عندما تلفظك الحياة وتخونك اسمى معانيها لن يحتويك سواه..
لقد كانت (سها) اسمي معانيها وقد باعت حبي بعد سنوات من العشق اتنفس حبها..
وقد وعد ان يحتوينى بين امواجه ولا يتركنى مثلما تركتنى ..
لعلي في حياة اخري ألقاها واتنفس عبير الحب بين احضانها
فقررت ان اذهب بين أمواجه للقياها هناك (سامح فوزى 2022) ))
أحمد عصام أبوقايد. ❝