❞ الحب و الهوى و الغرام خداع ألوان .. ما نراه في المحبوبة مثلما نراه في قوس قزح جمال ألوان قوس قزح ليس من قوس قزح نفسه و لكنه من فعل نور الشمس على رذاذ المطر المعلق فى الهواء .. فإذا غابت الشمس و جف المطر إختفت الألوان و ذهب الجمال .
و هكذا محبوبتك جمالها فيما يتجلى عليها من خالقها .. فإذا انقطع عنها التجلي شاخت و مرضت و ذبلت و عادت قبحاً لا جاذبية فيه .. إن ما كانت تملكه من جمال لم يكن ملكاً لها بالأصالة بل كان قرضاً و سلفة .
حتى السجايا الحلوة و النفوس العذبة و الخلال الكريمة هي بعض ما يتجلى فينا من أسماء خالقنا ، الكريم الحليم الودود الرؤوف الغفور الرحيم ..
أليست هذه أسماءه ..
و هل نحب حينما نحب إلا أسماءه الحسنى حيثما تحققت و أينما تحققت
و هل نحب حينما نحب إلا حضرته الإلهية في كل صورة من صورها
و الحكيم العارف من أدرك هذه الحقيقة فإتجه بحبه إلى الأصل .. إلى ربه و لم يلتفت إلى الوسائط و لم يدع بهرج الألوان يعطله .. و لم يقف عند الأشخاص .. فهو من أهل العزائم لا تعلق له إلا بربه .. لقد وفر على نفسه خيبة الأمل و انقطاع الرجاء و خداع الألوان
لقد أحب من لا يهجر و عشق من لا يفتر و تعلق بمن لا يغيب و ارتبط بمن لا يموت و صاحب من بيده الأمر كله و ساهم في البنك المركزى الذي يخرج منه النقد جميعه .. و هام بالودود حقاً ذاتاً و صفاتاً و أفعالاً
و ذلك هو مذهب العارفين فى الحب فهل عرفت ..
و إذا كنت عرفت .. فهل أنت بمستطيع
و ليس كل عارف بمستطيع
و مذهب العارفين ليس مجرد معرفة .. و لكنه همة و إقتدار و كدح و مغالبة .. و النفس لا تستطيع أن تعشق إلا ما ترى و لا أن تتعلق إلا بما تشهد بصراً و سمعاً و حواساً .
أما تعلق الفؤاد بالذي ليس كمثله شيىء فمرتبة عليا لا يوصل إليها إلا بالكدح و الكفاح و الهمة .. و قبل ذلك كله .. بالتوفيق و الرضا من صاحب الأمر كله ..
و لهذا أدرك العارفون أن هذا أمر لا يمكن الوصول إليه إلا ركوعاً و سجوداً و ابتهالاً و عبادة و طاعة و خضوعاً و خشوعاً و تذللاً و تجرداً .. و أن هذه مرتبة لا تنال بشهادة جامعية و لا بماجستير أو دكتوراه أو تحصيل عقلي .. و لكنه منزلة رفيعة لا مدخل إليها إلا بالإخلاص و سلامة القلب و طهارة اليد و القدم و العين و الأذن .. و لا سبيل إليها إلا بخلع النعلين .
تخلع جسدك و نفسك ..
و ليس مقصود القوم هنا هو الزهد الفارغ و التبطل .. و إنما أن تخلع حظك و أنانيتك و شهوتك و طمعك و شخصانيتك و أن ترتد إلى الطهارة الأولى اللاشخصانية التي تعطى فيها و تحب دون نظر إلى حظ شخصي أو عائد ذاتي .. فهي حالة عمل و عطاء وبذل و ليست حالة زهد فارغ و تبطل .. و هي في ذروتها حالة فداء و تضحية في سبيل إعلاء كلمة الله .. تضحية لا تنظر إلى نيشان أو نصب تذكاري .. و لكنها تبذل المال و الدم و النفس لوجه الله وحده .
و يقول العارفون أن مائدة الإستشهاد هي أعلى موائد التكريم و لا دخول إليها إلا ببطاقة دعوة من صاحبها .. و لا دخول إليها إقتحاماً أو قهراً و تبجحاً .. وانما هي دعوة من الكريم يتلقاها صاحب الحظ بالتلبية و الهرولة و يتلقاها المحروم بالتكاسل و التخاذل .. و التخلف ..
ذلك هو الحب في مذهب القوم
و هو غير الحب في مذهب منتجي أفلام السينما و مؤلفي الرومانتيكيات .. و هو أيضاً غير الحب عند الكثرة الغالبة من الناس .. حيث الحب هوى و نار و شهوة و جريمة و صدور عارية و مجوهرات .. و لحظات تتألق بالشعر ثم ما تلبث أن تخبو و تنطفىء و تترك رماداً من الأكاذيب .
و لكن أكثر الناس لا يعلمون – 21- يوسف
بل أكثرهم لا يعقلون – 63- العنكبوت
إن يتبعون إلا الظن – 116- الأنعام
و ما يتبع أكثرهم إلا ظنا –36- يونس
إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس – 23 – النجم
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل – 44 – الفرقان
هكذا يعلمنا القرآن أن الكثرة لا تعرف أما العارفون فقليل ما هم و لكن الصحافة التى تخاطب الكثرة و السينما التي تتملق الجماهير و المؤلفين الذين يطمعون فى الرواج و الشعراء الذين يتبعهم الغاوون يتغنون بألوان أخرى من الحب و يتيهون بنا في أودية الغفلة التي تنتهي بنا إلى جنون قيس و انتحار جوليت و سقوط راهب تاييس و مباذل فالنتينو و جرائم الـ كابونى و موائد مونت كارلو
و المنتجون عندنا أكثر تواضعاً فهم يكتفون بكباريهات شارع الهرم
و هو أمر قديم قدم التاريخ منذ أيام بابل و منذ أيام أنطونيو و كيلوباتره و منذ أيام الفراعنة و الإغريق و الرومان .. و نقرأ في كتاب الموتى هذه السطور التي كتبها الحكيم المصري منذ خمسة آلاف عام
لا تنظر إلى أمراة جارك فقد إنحرف ألف رجل عن جادة الصواب بسبب ذلك .. إنها لحظة قصيرة كالحلم و الندم يتبعها
إنها معارف قديمة منذ أيام آدم .. و قصة بائدة منذ مقتل هابيل
و لكن لا أحد يذكر .. و لا أحد يعتبر .. و لا أحد يتعلم من الدرس
و أكثر الذين يعرفون لا تنفعهم معرفتهم بسبب ضعف الهمم و تخاذل الأنفس و غلبة الشهوات ...
إن السلالم إلى الأدوار العليا موجودة طول الوقت و لكن لا أحد يكلف نفسه بصعود الدرج و الأغلبية تعيش و تموت في البدروم ..
و لو كلف أحد منهم نفسه بالصعود .. و تحمل مشقة الصعود و شاهد المنظر من فوق لبكى ندماً على عمر عاشه فى البدروم بين لذات لا تساوي شيئاً و لكنه الضعف الذي ينخر في الأبدان
و البشرية تسير من الضعيف إلى الأضعف و الأجيال الجديدة أكثر ضعفاً و أكثر تهافتاً على العاجل البائد من اللذات و إقرأ المقال من أوله و إسال نفسك .. من أي مرتبة من البشر أنت .. هل أنت عارف .. و إذا كنت عارفاً .. فهل أنت بمستطيع
و إبك ما شئت من البكاء فلا شيء يستحق أن تبكيه .. لا فقرك و لا فشلك و لا تخلفك و لا مرضك .. فكل هذا يمكن تداركه أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك ..
فإن ضيعت إلهك .. فلا شيء سوف يعوضك
و كل أحلام الشعراء لن تغنيك شيئاً.
مقال : الحب
من كتاب : الإسلام ما هو
الدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الحب و الهوى و الغرام خداع ألوان . ما نراه في المحبوبة مثلما نراه في قوس قزح جمال ألوان قوس قزح ليس من قوس قزح نفسه و لكنه من فعل نور الشمس على رذاذ المطر المعلق فى الهواء . فإذا غابت الشمس و جف المطر إختفت الألوان و ذهب الجمال .
و هكذا محبوبتك جمالها فيما يتجلى عليها من خالقها . فإذا انقطع عنها التجلي شاخت و مرضت و ذبلت و عادت قبحاً لا جاذبية فيه . إن ما كانت تملكه من جمال لم يكن ملكاً لها بالأصالة بل كان قرضاً و سلفة .
حتى السجايا الحلوة و النفوس العذبة و الخلال الكريمة هي بعض ما يتجلى فينا من أسماء خالقنا ، الكريم الحليم الودود الرؤوف الغفور الرحيم .
أليست هذه أسماءه .
و هل نحب حينما نحب إلا أسماءه الحسنى حيثما تحققت و أينما تحققت
و هل نحب حينما نحب إلا حضرته الإلهية في كل صورة من صورها
و الحكيم العارف من أدرك هذه الحقيقة فإتجه بحبه إلى الأصل . إلى ربه و لم يلتفت إلى الوسائط و لم يدع بهرج الألوان يعطله . و لم يقف عند الأشخاص . فهو من أهل العزائم لا تعلق له إلا بربه . لقد وفر على نفسه خيبة الأمل و انقطاع الرجاء و خداع الألوان
لقد أحب من لا يهجر و عشق من لا يفتر و تعلق بمن لا يغيب و ارتبط بمن لا يموت و صاحب من بيده الأمر كله و ساهم في البنك المركزى الذي يخرج منه النقد جميعه . و هام بالودود حقاً ذاتاً و صفاتاً و أفعالاً
و ذلك هو مذهب العارفين فى الحب فهل عرفت .
و إذا كنت عرفت . فهل أنت بمستطيع
و ليس كل عارف بمستطيع
و مذهب العارفين ليس مجرد معرفة . و لكنه همة و إقتدار و كدح و مغالبة . و النفس لا تستطيع أن تعشق إلا ما ترى و لا أن تتعلق إلا بما تشهد بصراً و سمعاً و حواساً .
أما تعلق الفؤاد بالذي ليس كمثله شيىء فمرتبة عليا لا يوصل إليها إلا بالكدح و الكفاح و الهمة . و قبل ذلك كله . بالتوفيق و الرضا من صاحب الأمر كله .
و لهذا أدرك العارفون أن هذا أمر لا يمكن الوصول إليه إلا ركوعاً و سجوداً و ابتهالاً و عبادة و طاعة و خضوعاً و خشوعاً و تذللاً و تجرداً . و أن هذه مرتبة لا تنال بشهادة جامعية و لا بماجستير أو دكتوراه أو تحصيل عقلي . و لكنه منزلة رفيعة لا مدخل إليها إلا بالإخلاص و سلامة القلب و طهارة اليد و القدم و العين و الأذن . و لا سبيل إليها إلا بخلع النعلين .
تخلع جسدك و نفسك .
و ليس مقصود القوم هنا هو الزهد الفارغ و التبطل . و إنما أن تخلع حظك و أنانيتك و شهوتك و طمعك و شخصانيتك و أن ترتد إلى الطهارة الأولى اللاشخصانية التي تعطى فيها و تحب دون نظر إلى حظ شخصي أو عائد ذاتي . فهي حالة عمل و عطاء وبذل و ليست حالة زهد فارغ و تبطل . و هي في ذروتها حالة فداء و تضحية في سبيل إعلاء كلمة الله . تضحية لا تنظر إلى نيشان أو نصب تذكاري . و لكنها تبذل المال و الدم و النفس لوجه الله وحده .
و يقول العارفون أن مائدة الإستشهاد هي أعلى موائد التكريم و لا دخول إليها إلا ببطاقة دعوة من صاحبها . و لا دخول إليها إقتحاماً أو قهراً و تبجحاً . وانما هي دعوة من الكريم يتلقاها صاحب الحظ بالتلبية و الهرولة و يتلقاها المحروم بالتكاسل و التخاذل . و التخلف .
ذلك هو الحب في مذهب القوم
و هو غير الحب في مذهب منتجي أفلام السينما و مؤلفي الرومانتيكيات . و هو أيضاً غير الحب عند الكثرة الغالبة من الناس . حيث الحب هوى و نار و شهوة و جريمة و صدور عارية و مجوهرات . و لحظات تتألق بالشعر ثم ما تلبث أن تخبو و تنطفىء و تترك رماداً من الأكاذيب .
و لكن أكثر الناس لا يعلمون – 21- يوسف
بل أكثرهم لا يعقلون – 63- العنكبوت
إن يتبعون إلا الظن – 116- الأنعام
و ما يتبع أكثرهم إلا ظنا –36- يونس
إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس – 23 – النجم
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل – 44 – الفرقان
هكذا يعلمنا القرآن أن الكثرة لا تعرف أما العارفون فقليل ما هم و لكن الصحافة التى تخاطب الكثرة و السينما التي تتملق الجماهير و المؤلفين الذين يطمعون فى الرواج و الشعراء الذين يتبعهم الغاوون يتغنون بألوان أخرى من الحب و يتيهون بنا في أودية الغفلة التي تنتهي بنا إلى جنون قيس و انتحار جوليت و سقوط راهب تاييس و مباذل فالنتينو و جرائم الـ كابونى و موائد مونت كارلو
و المنتجون عندنا أكثر تواضعاً فهم يكتفون بكباريهات شارع الهرم
و هو أمر قديم قدم التاريخ منذ أيام بابل و منذ أيام أنطونيو و كيلوباتره و منذ أيام الفراعنة و الإغريق و الرومان . و نقرأ في كتاب الموتى هذه السطور التي كتبها الحكيم المصري منذ خمسة آلاف عام
لا تنظر إلى أمراة جارك فقد إنحرف ألف رجل عن جادة الصواب بسبب ذلك . إنها لحظة قصيرة كالحلم و الندم يتبعها
إنها معارف قديمة منذ أيام آدم . و قصة بائدة منذ مقتل هابيل
و لكن لا أحد يذكر . و لا أحد يعتبر . و لا أحد يتعلم من الدرس
و أكثر الذين يعرفون لا تنفعهم معرفتهم بسبب ضعف الهمم و تخاذل الأنفس و غلبة الشهوات ..
إن السلالم إلى الأدوار العليا موجودة طول الوقت و لكن لا أحد يكلف نفسه بصعود الدرج و الأغلبية تعيش و تموت في البدروم .
و لو كلف أحد منهم نفسه بالصعود . و تحمل مشقة الصعود و شاهد المنظر من فوق لبكى ندماً على عمر عاشه فى البدروم بين لذات لا تساوي شيئاً و لكنه الضعف الذي ينخر في الأبدان
و البشرية تسير من الضعيف إلى الأضعف و الأجيال الجديدة أكثر ضعفاً و أكثر تهافتاً على العاجل البائد من اللذات و إقرأ المقال من أوله و إسال نفسك . من أي مرتبة من البشر أنت . هل أنت عارف . و إذا كنت عارفاً . فهل أنت بمستطيع
و إبك ما شئت من البكاء فلا شيء يستحق أن تبكيه . لا فقرك و لا فشلك و لا تخلفك و لا مرضك . فكل هذا يمكن تداركه أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك .
فإن ضيعت إلهك . فلا شيء سوف يعوضك
و كل أحلام الشعراء لن تغنيك شيئاً.
مقال : الحب
من كتاب : الإسلام ما هو
الدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ #صدر_حديثا | عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، كتاب الجنة أوصافها ونعيمها وأهلها تأليف د. جمال حسن حافظ أبو عميرة، وتستعد اسكرايب لتدشين الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
قدّم للكتاب الأستاذ الدكتور/ البدري فؤاد عبدالغني عبدالرازق، أستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية - بجرجا - جامعة الأزهر:
لقد عشتُ مع الكتاب أيامًا طويلة وليالي كثيرة، وكأنني أسرح بخيالي في الجنة وأشعر بلذة كبيرة وسعادة غامرة في داخل قلبي؛ لأنّ الدكتور/ جمال حسن حافظ أبوعميرة - أحسبه والله حسيبه - لم يترك شاردة ولا واردة عن الجنة إلا وأتى بها في هذا الكتاب القيّم.
فقد بدأ كتابه: بمقدمة عرّج فيها على تعريف الجنة، وما المقصود منها وبين كيف تكون الحياة في الجنة، بأسلوب سهل بسيط يصل إلى القلوب ويؤثر في الأذهان ويدعو إلى الاجتهاد في العمل من أجل الوصول إلى تلك المنزلة الرفيعة التي هي غاية كل مسلم ورغبة كل تقي.
وفي الفصل الأول: تحدّث عن فضل الأعمال الصالحة في دخول الجنة، وكيف مَنَّ الله (تعالى) على الأمة المحمدية بأعمال بسيطة سهلة يسيرة، لو شغل بها الإنسانُ نفسه؛ ستكون - بعد رحمة الله وفضله- سببًا في دخوله الجنة بإذن الله (تعالى).
وفي الفصل الثاني: تحدّث عن أهل الجنة، ونصيب الأمة المحمدية في الجنة، كما تحدّث عن خَدم أهل الجنة وعن أوصاف أهل الجنة في الدنيا… كل ذلك في أسلوب شيّق بليغ، وكلمات جذّابة وعبارات مؤثرة تصل إلى أذهان العامة والخاصة، والكبير والصغير..
وفي الفصل الثالث: تحدّث المؤلف عن دخول الجنة، وعن هذا الفوز العظيم الذي أخبر عنه الله (تعالى) بقوله: ﴿ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ 185﴾.. وبيّن لنا أول من يطرق باب الجنة، وهو النبي محمد (ﷺ) ثم أوائل الأمة المحمدية، ثم عرّج بنا على الذين يدخلون الجنة بغير حساب، ولا سابقة عذاب.
وفي الفصل الرابع: تحدّث المؤلف عن أوصاف الجنة وما أعدّه الله (تعالى) لعباده الصالحين من نعيم لا يُدرك بالعقول، ولا تُحيط به الأذهان، ولا يصل إليه فكر؛ لأنّه من صنع الله (سبحانه)، كما بيّن لنا بأنّ الجنة فيها: ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وفي الفصل الخامس: تحدّث المؤلف عن نعيم الجنة، وعن مظاهر هذا النعيم، وأنه نعيم أبدي سرمدي لا ينفد ولا يَبلى، بالإضافة إلى النعيم المعنوي، وهو رؤية الله (تعالى)، التي لا يعادلها ولا يقاربها نعيم.
أسأل الله (تعالى) أن يجعلنا من الذين ينظرون إلى وجهه الكريم، وأن يرزقنا مرافقة نبينا محمد (ﷺ) في الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. وفي الختام: جزى الله عنا فضيلة الدكتور العالم/ جمال حسن حافظ أبو عميرة. خير الجزاء، على ما قدّم واجتهد فقد بذل في هذا الكتاب جهدًا كبيرًا.. وقد شوّقنا إلى الجنة وإلى نعيمها… والله أسأل أن يجعل عمله هذا خالصًا لوجه الله (تعالى)، وأن يجعله في ميزان حسناته. وإنني لأشعر فيه بنية خالصة، حيث جاء ختامي في قراءة هذا الكتاب في مكان يذكّرنا بالجنة وقصورها وأنهارها وأشجارها… فاستبشرت خيرًا وسعدت كثيرًا ودعوت الله (تعالى) أن نكون من أهل الفردوس الأعلى، إن شاء الله (تعالى).. ❝ ⏤جمال حسن حافظ ابو عميره
❞#صدر_حديثا | عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، كتاب الجنة أوصافها ونعيمها وأهلها تأليف د. جمال حسن حافظ أبو عميرة، وتستعد اسكرايب لتدشين الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
قدّم للكتاب الأستاذ الدكتور/ البدري فؤاد عبدالغني عبدالرازق، أستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية - بجرجا - جامعة الأزهر:
لقد عشتُ مع الكتاب أيامًا طويلة وليالي كثيرة، وكأنني أسرح بخيالي في الجنة وأشعر بلذة كبيرة وسعادة غامرة في داخل قلبي؛ لأنّ الدكتور/ جمال حسن حافظ أبوعميرة - أحسبه والله حسيبه - لم يترك شاردة ولا واردة عن الجنة إلا وأتى بها في هذا الكتاب القيّم.
فقد بدأ كتابه: بمقدمة عرّج فيها على تعريف الجنة، وما المقصود منها وبين كيف تكون الحياة في الجنة، بأسلوب سهل بسيط يصل إلى القلوب ويؤثر في الأذهان ويدعو إلى الاجتهاد في العمل من أجل الوصول إلى تلك المنزلة الرفيعة التي هي غاية كل مسلم ورغبة كل تقي.
وفي الفصل الأول: تحدّث عن فضل الأعمال الصالحة في دخول الجنة، وكيف مَنَّ الله (تعالى) على الأمة المحمدية بأعمال بسيطة سهلة يسيرة، لو شغل بها الإنسانُ نفسه؛ ستكون - بعد رحمة الله وفضله- سببًا في دخوله الجنة بإذن الله (تعالى).
وفي الفصل الثاني: تحدّث عن أهل الجنة، ونصيب الأمة المحمدية في الجنة، كما تحدّث عن خَدم أهل الجنة وعن أوصاف أهل الجنة في الدنيا… كل ذلك في أسلوب شيّق بليغ، وكلمات جذّابة وعبارات مؤثرة تصل إلى أذهان العامة والخاصة، والكبير والصغير.
وفي الفصل الثالث: تحدّث المؤلف عن دخول الجنة، وعن هذا الفوز العظيم الذي أخبر عنه الله (تعالى) بقوله: ﴿ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ 185﴾. وبيّن لنا أول من يطرق باب الجنة، وهو النبي محمد (ﷺ) ثم أوائل الأمة المحمدية، ثم عرّج بنا على الذين يدخلون الجنة بغير حساب، ولا سابقة عذاب.
وفي الفصل الرابع: تحدّث المؤلف عن أوصاف الجنة وما أعدّه الله (تعالى) لعباده الصالحين من نعيم لا يُدرك بالعقول، ولا تُحيط به الأذهان، ولا يصل إليه فكر؛ لأنّه من صنع الله (سبحانه)، كما بيّن لنا بأنّ الجنة فيها: ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وفي الفصل الخامس: تحدّث المؤلف عن نعيم الجنة، وعن مظاهر هذا النعيم، وأنه نعيم أبدي سرمدي لا ينفد ولا يَبلى، بالإضافة إلى النعيم المعنوي، وهو رؤية الله (تعالى)، التي لا يعادلها ولا يقاربها نعيم.
أسأل الله (تعالى) أن يجعلنا من الذين ينظرون إلى وجهه الكريم، وأن يرزقنا مرافقة نبينا محمد (ﷺ) في الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. وفي الختام: جزى الله عنا فضيلة الدكتور العالم/ جمال حسن حافظ أبو عميرة. خير الجزاء، على ما قدّم واجتهد فقد بذل في هذا الكتاب جهدًا كبيرًا. وقد شوّقنا إلى الجنة وإلى نعيمها… والله أسأل أن يجعل عمله هذا خالصًا لوجه الله (تعالى)، وأن يجعله في ميزان حسناته. وإنني لأشعر فيه بنية خالصة، حيث جاء ختامي في قراءة هذا الكتاب في مكان يذكّرنا بالجنة وقصورها وأنهارها وأشجارها… فاستبشرت خيرًا وسعدت كثيرًا ودعوت الله (تعالى) أن نكون من أهل الفردوس الأعلى، إن شاء الله (تعالى). ❝
❞ وقل ربي ارحمهما
أوصاك الله بهما .. كيف لا ومنهما من حملتك في بطنها تسعة أشهر بلا كلل و بلا شكوى .. فقد قذف الله في قلبها حبا عظيما لك لكي تتحمل كل ما تمر به دون اي ضجر او إستياء وتسهر على راحتك ولا تلتفت الي صحتها أياكان حالها!
فقد قال النبي صل الله عليه وسلم فيها امك ثم امك ثم امك أبعد ذلك قول ؟ صل الله عليه وسلم .. لا والله والف لا !
والآخر يشقى لتأكل انت .. يسهر أياما وليال في عمله لتنام على فراش ناعم ولا تشكو من الرزق شيئا .. أحيانا يحدثك بما يربيك
ليس كرها إنما تربية لك لكي لا تضل يابني ! فقد خاض من التجارب ما يكفي لتنعم انت !
فمن عظمة عبادة بر الوالدين .. نجد قصة الثلاثة الذين علقوا في الغار بصخرة .. أغلقت باب الغار وحجبت الهواء عنهم .. فصار
كل فرد واحد يذكر عملا صالحا أراد به وجه الله تعالى .. لكي يفك الله اسرهم ويفرج عنهم كربتهم ! ..فذكر واحد منهم عملا .. قال
احدهم انه كان بارا بوالديه رحيما بهما ..يسهر على راحتهما لا يبتغي أجرا الا وجه الله تعالى .. حتي ان اباه كان من اثر الكبر لا يذكره
!لكنه أراد بهذا وجه الله تعالى وفعلا ماهي إلا لحظات وزحزحت الصخرة ودخل الهواء الى الغار وتنفس الثلاثة .. فهذه من
علامات عظم هذه العباده ألا وهي البر بالوالدين ..
من اكثر ما تؤجر عليه دعائك لهما بالرحمه ردد دائما ˝ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ˝ ..
وهذا قول عيسى المسيح عليه السلام عن والدته مريم العذراء عليها السلام ..
قال تعالى (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) ..
قال تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا
تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
نكزة :
بر الوالدين من أعظم العبادات فكن بارا .. كن رحيما بهما. ❝ ⏤
❞ وقل ربي ارحمهما
أوصاك الله بهما . كيف لا ومنهما من حملتك في بطنها تسعة أشهر بلا كلل و بلا شكوى . فقد قذف الله في قلبها حبا عظيما لك لكي تتحمل كل ما تمر به دون اي ضجر او إستياء وتسهر على راحتك ولا تلتفت الي صحتها أياكان حالها!
فقد قال النبي صل الله عليه وسلم فيها امك ثم امك ثم امك أبعد ذلك قول ؟ صل الله عليه وسلم . لا والله والف لا !
والآخر يشقى لتأكل انت . يسهر أياما وليال في عمله لتنام على فراش ناعم ولا تشكو من الرزق شيئا . أحيانا يحدثك بما يربيك
ليس كرها إنما تربية لك لكي لا تضل يابني ! فقد خاض من التجارب ما يكفي لتنعم انت !
فمن عظمة عبادة بر الوالدين . نجد قصة الثلاثة الذين علقوا في الغار بصخرة . أغلقت باب الغار وحجبت الهواء عنهم . فصار
كل فرد واحد يذكر عملا صالحا أراد به وجه الله تعالى . لكي يفك الله اسرهم ويفرج عنهم كربتهم ! .فذكر واحد منهم عملا . قال
احدهم انه كان بارا بوالديه رحيما بهما .يسهر على راحتهما لا يبتغي أجرا الا وجه الله تعالى . حتي ان اباه كان من اثر الكبر لا يذكره
!لكنه أراد بهذا وجه الله تعالى وفعلا ماهي إلا لحظات وزحزحت الصخرة ودخل الهواء الى الغار وتنفس الثلاثة . فهذه من
علامات عظم هذه العباده ألا وهي البر بالوالدين .
من اكثر ما تؤجر عليه دعائك لهما بالرحمه ردد دائما ˝ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ˝ .
وهذا قول عيسى المسيح عليه السلام عن والدته مريم العذراء عليها السلام .
قال تعالى (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) .
قال تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا
تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
نكزة :
بر الوالدين من أعظم العبادات فكن بارا . كن رحيما بهما. ❝
❞ الجَنَّة ليست إسما لمجرد الأشجار والفواكه والطعام والشراب والحور العين والأنهار والقصور ، وأكثر الناس يغلطون في مسمى الجنة ، فإن الجنة أسم لدار النعيم المطلق الكامل ، ومن أعظم نعيم الجنة التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم ، وسماع كلامه ، وقُرَّة العين بالقرب منه ، وبرضوانه ، فلا نسبة للذة مافيها من المأكول والمشروب والملبوس والصور إلى هذه اللذة أبدا ، فأيسر يسير من رضوانه أكبر من الجنان ومافيها من ذلك ، كما قال تعالى《 ورضوان من الله أكبر 》، وفي الحديث : فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر الى وجهه .. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ الجَنَّة ليست إسما لمجرد الأشجار والفواكه والطعام والشراب والحور العين والأنهار والقصور ، وأكثر الناس يغلطون في مسمى الجنة ، فإن الجنة أسم لدار النعيم المطلق الكامل ، ومن أعظم نعيم الجنة التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم ، وسماع كلامه ، وقُرَّة العين بالقرب منه ، وبرضوانه ، فلا نسبة للذة مافيها من المأكول والمشروب والملبوس والصور إلى هذه اللذة أبدا ، فأيسر يسير من رضوانه أكبر من الجنان ومافيها من ذلك ، كما قال تعالى《 ورضوان من الله أكبر 》، وفي الحديث : فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر الى وجهه. ❝