█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ راقِب ببساطة كلَّ ما يجري
دون محاولة تغييره بأيِّ طريقة
ودون الحكم عليه ودون وصفه بالجيد أو السيئ.راقِبه وحسب. تلك هي العمليَّة الجوهريَّة للتأمل . ❝
❞ ـ وهل يمكن أن يغنيك حب الله عن الحاجة إلى غرام بشري؟
ـ نعم إذا استطعت أن أفهم معني النظر إلى وجهه ومعني أن كل شيء هالك إلا وجهه.. ومعني أن عشق الهالكين هو الهلاك معهم وأن في حبه وحده الخلاص والعتق والحرية.
ـ وكيف تنظر إلى وجهه؟
ـ أستشفه في صدح الطيور وفي نور الفجر, في جناح الفراش وفي بصمة الاصبع وفي عطر الوردة وفي العدل المستتر وراء الألم والحكمة الخافية في العذاب.. وأشعر به في استسرار الليل وإبهام الموت وطلسم القدر..
أحس به في الحقائق التي تلقي في عقلي بلا لغة وبلا عبارة وفي السكينة التي تسعفني ساعة الخطر وفي الوضوح الرائع الذي يتجلي علي لحظة الأزمة.. وفي الإحساس الحميم بالصحبة والونس وأنا وحدي, وفيما هو أكثر من ذلك من لطائف الأسرار التي يمكن أن تحدث بين العبد وربه مما لا يكتب ولا يقال.
ـ أهناك شيء لا يمكن أن يقال؟
ـ كل ما هو مطلق لا يمكن أن يقال.
ـ وكيف نعرفه؟
ـ لا نعرفه ولكن نكابده.. إحساسك بذاتك مكابدة وليست معرفة ومع ذلك, فهي أعلي من جميع المعارف في درجة اليقين.. ذاتك أمر لا يرقي إليه شك.. ومع ذلك, فهي أمر لا يمكن أن يتوضح كما تتوضح سائر المعارف.. والحقائق العليا كلها مكابدات وليست معارف.. والمتصوفة يسمون هذا الإحساس بالله.. حضورا.. وحضرة.
ـ وهل يمكن أن نصل إلى هذه الحضرة بالاجتهاد؟
ـ لا نستطيع إلا أن يساعدنا هو.
ـ وهل دخلت هذه الحضرة؟
ـ أنا أبعد الناس عن هذا الشرف .. أنا حالي مثل حالك و مثل حال المرحوم الذي دفناه اليوم و مثل حال الخاطئين الذين يتقلبون مع الليل و النهار .
و لكني أحاول .. مجرد محاولة .
د مصطفى محمود
من كتاب : الروح و الجسد . ❝
❞ الذي يلطف بعبده و وليه، فيسوق إليه البر و الإحسان من حيث لا يشعر، و يعصمه من الشر، من حيث لا يحتسب، و يرقيه إلى أعلى المراتب💛 . ❝
❞ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
تفسير سورة الفلق
وهي خمس آيات
و هي مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة وهذه السورة وسورة ( الناس ) و ( الإخلاص ) : تعوذ بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سحرته اليهود ؛ على ما يأتي . وقيل : إن المعوذتين كان يقال لهما المقشقشتان ؛ أي تبرئان من النفاق . وقد تقدم . وزعم ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به ، وليستا من القرآن ؛ خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت . قال ابن قتيبة : لم يكتب عبد الله بن مسعود في مصحفه المعوذتين ؛ لأنه كان يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بهما ، فقدر أنهما بمنزلة : أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة . قال أبو بكر الأنباري : وهذا مردود على ابن قتيبة ؛ لأن المعوذتين من كلام رب العالمين ، المعجز لجميع المخلوقين ؛ و ( أعيذكما بكلمات الله التامة ) من قول البشر بين . وكلام الخالق الذي هو آية لمحمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين ، وحجة له باقية على جميع الكافرين ، لا يلتبس بكلام الآدميين ، على مثل عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان ، العالم باللغة ، العارف بأجناس الكلام ، وأفانين القول . وقال بعض الناس : لم يكتب عبد الله المعوذتين لأنه أمن عليهما من النسيان ، فأسقطهما وهو يحفظهما ؛ كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه ، وما يشك في حفظه وإتقانه لها . فرد هذا القول على قائله ، واحتج عليه بأنه قد كتب : إذا جاء نصر الله والفتح ، و إنا أعطيناك الكوثر ، و قل هو الله أحد وهن يجرين مجرى المعوذتين في أنهن غير طوال ، والحفظ إليهن أسرع ، ونسيانهن مأمون ، وكلهن يخالف فاتحة الكتاب ؛ إذ الصلاة لا تتم إلا بقراءتها . وسبيل كل ركعة أن تكون المقدمة فيها قبل ما يقرأ من بعدها ، فإسقاط فاتحة الكتاب من المصحف ، على معنى الثقة ببقاء حفظها ، والأمن من نسيانها ، صحيح ، وليس من السور ما يجري في هذا المعنى مجراها ، ولا يسلك به طريقها . وقد مضى هذا المعنى في سورة ( الفاتحة ) . والحمد لله .
بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق
روى النسائي عن عقبة بن عامر ، قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو راكب ، فوضعت يدي على قدمه ، فقلت : أقرئني سورة ( هود ) أقرئني سورة يوسف . فقال لي : ˝ لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب الفلق ˝ . وعنه قال : بينا أنا أسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الجحفة والأبواء ، إذ غشتنا ريح مظلمة شديدة ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بـ أعوذ برب الفلق ، و أعوذ برب الناس ، ويقول : ˝ يا عقبة ، تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ˝ . قال : وسمعته يقرأ بهما في الصلاة . وروى النسائي عن عبد الله قال : أصابنا طش وظلمة ، فانتظرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج . ثم ذكر كلاما معناه : فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي بنا ، فقال : قل . فقلت : ما أقول ؟ قال : ˝ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي ، وحين تصبح ثلاثا ، يكفيك كل شيء ˝ .
وعن عقبة بن عامر الجهني قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ˝ قل ˝ . قلت : ما أقول ؟ قال : ˝ قل : قل هو الله أحد . قل أعوذ برب الفلق . قل أعوذ برب الناس - فقرأهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : لم يتعوذ الناس بمثلهن ، أو لا يتعوذ الناس بمثلهن ˝ . وفي حديث ابن عباس ( قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ، هاتين السورتين ) . وفي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، كلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح عنه بيده ، رجاء بركتها . النفث : النفخ ليس معه ريق .
ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سحره يهودي من يهود بني زريق ، يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله ، فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث - في غير الصحيح : سنة - ثم قال : ˝ يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه . أتاني ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما شأن الرجل ؟ قال : مطبوب . قال ومن طبه ؟ قال لبيد بن الأعصم . قال في ماذا ؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، تحت راعوفة في بئر ذي أروان ˝ فجاء البئر واستخرجه . انتهى الصحيح .
وقال ابن عباس : ˝ أما شعرت يا عائشة أن الله تعالى أخبرني بدائي ˝ . ثم بعث عليا والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وهي الراعوفة - صخرة تترك أسفل البئر يقوم عليها المائح ، وأخرجوا الجف ، فإذا مشاطة رأس إنسان ، وأسنان من مشط ، وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغرزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى هاتين السورتين ، وهما إحدى عشرة آية على عدد تلك العقد ، وأمر أن يتعوذ بهما ؛ فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد النبي - صلى الله عليه وسلم - خفة ، حتى انحلت العقدة الأخيرة ، فكأنما أنشط من عقال ، وقال : ليس به بأس . وجعل جبريل يرقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول : ˝ باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر حاسد وعين ، والله يشفيك ˝ . فقالوا : يا رسول الله ، ألا نقتل الخبيث . فقال : ˝ أما أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن أثير على الناس شرا ˝ . وذكر القشيري في تفسيره أنه ورد في الصحاح : أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فدست إليه اليهود ، ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - . والمشاطة ( بضم الميم ) : ما يسقط من الشعر عند المشط . وأخذ عدة من أسنان مشطه ، فأعطاها اليهود ، فسحروه فيها ، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي . وذكر نحو ما تقدم عن ابن عباس .
تقدم في ( البقرة ) القول في السحر وحقيقته ، وما ينشأ عنه من الآلام والمفاسد ، وحكم الساحر ؛ فلا معنى لإعادته .
قوله تعالى : الفلق اختلف فيه ؛ فقيل : سجن في جهنم ؛ قاله ابن عباس . وقال أبي بن كعب : بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من حره . وقال الحبلي أبو عبد الرحمن : هو اسم من أسماء جهنم . وقال الكلبي : واد في جهنم . وقال عبد الله بن عمر : شجرة في النار . سعيد بن جبير : جب في النار . النحاس : يقال لما اطمأن من الأرض فلق ؛ فعلى هذا يصح هذا القول . وقال جابر بن عبد الله والحسن وسعيد بن جبير أيضا ومجاهد وقتادة والقرظي وابن زيد : الفلق ، الصبح . وقاله ابن عباس . تقول العرب : هو أبين من فلق الصبح وفرق الصبح . وقال الشاعر :
يا ليلة لم أنمها بت مرتفقا أرعى النجوم إلى أن نور الفلق
وقيل : الفلق : الجبال والصخور تنفرد بالمياه ؛ أي تتشقق . وقيل : هو التفليق بين الجبال والصخور ؛ لأنها تتشقق من خوف الله - عز وجل - . قال زهير :
ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت أيدي الركاب بهم من راكس فلقا
الراكس : بطن الوادي . وكذلك هو في قول النابغة :
[ وعيد أبي قابوس في غير كنهه ] أتاني ودوني راكس فالضواجع
والراكس أيضا : الهادي ، وهو الثور وسط البيدر ، تدور عليه الثيران في الدياسة . وقيل : الرحم تنفلق بالحيوان . وقيل : إنه كل ما انفلق عن جميع ما خلق من الحيوان والصبح والحب والنوى ، وكل شيء من نبات وغيره ؛ قاله الحسن وغيره . قال الضحاك : الفلق الخلق كله ؛ قال :
وسوس يدعو مخلصا رب الفلق سرا وقد أون تأوين العقق
قلت : هذا القول يشهد له الاشتقاق ؛ فإن الفلق الشق . فلقت الشيء فلقا أي شققته . والتفليق مثله . يقال : فلقته فانفلق وتفلق . فكل ما انفلق عن شيء من حيوان وصبح وحب ونوى وماء فهو فلق ؛ قال الله تعالى : فالق الإصباح قال : فالق الحب والنوى . وقال ذو الرمة يصف الثور الوحشي :
حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق هاديه في أخريات الليل منتصب
يعني بالفلق هنا : الصبح بعينه . والفلق أيضا : المطمئن من الأرض بين الربوتين ، وجمعه : فلقان ؛ مثل خلق وخلقان ، وربما قال : كان ذلك بفالق كذا وكذا ؛ يريدون المكان المنحدر بين الربوتين ، والفلق أيضا مقطرة السجان . فأما الفلق ( بالكسر ) : فالداهية والأمر العجب ؛ تقول منه : أفلق الرجل وافتلق . وشاعر مفلق ، وقد جاء بالفلق أي بالداهية . والفلق أيضا : القضيب يشق باثنين ، فيعمل منه قوسان ، يقال لكل واحدة منهما فلق ، وقولهم : جاء بعلق فلق ؛ وهي الداهية ؛ لا يجرى [ مجرى عمر ] . يقال منه : أعلقت وأفلقت ؛ أي جئت بعلق فلق . ومر يفتلق في عدوه ؛ أي يأتي بالعجب من شدته . ❝
❞ - نشاطركم ألاحزان.
- للفقيد الرحمة ولكم طول البقاء.
- دموعنا لن تجف حتى نلتقي.
- إلى جنه الخلد مع الأبرار القديسين.
- خسارتنا بك لا تعوض.
- ذكراك العطرة تملأ قلوبنا.
- نرثيك وبدموع الحسره نبكيك.
- خالص العزاء ولكم الصبر والسلوان.
- تشرب سيجارة.
- متشكر باشرب انجليزي.
- أدى حال الدنيا.
- مين بيخلد.
- ترك فدانين وفيلا في المعادي.
- مراته هاتورث على الجاهز.
- هي الوليه التخينه إلى هناك إلى بتاكل بسطرمه.
- عينها تندب فيها رصاصة.
- كانت دايما تقول عليه نسناس.
- صورتك في خيالي يا أبي لن تفارقه.. بنتك أمينه.
- نم بين أذرع الملائكة ياحبيبي ورحمه الله ترعاك..
زوجتك الوفية.
- الحزن يدمي فؤادي واللوعه عليك تحرقني.. أختك ازهار.
- الحياه بعدك مستحيلة لن أنساك ابدا.. ولن انسى عطفك وحسن رعايتك.. ابنك فتحي.
- مين الي بتعيط بحرقه هناك؟..
- وحدة محدش يعرفها ولا تعرفشي حد.
- بتلطم وتقول بنتي حبيبتي.
- بتعيط على حاجة تانية..
- كل واحد بيندب على نفسه.
- مراته بترقع بالصوت الحياني .. عشان تهضم البسطرمه.
- يا شيخ حرام عليك.
- هي دايما بترقع بالصوت الحياني في كل مناسبة.. لما تضيع منها بكره الخيط ترقع بالصوت الحياني .. لما يعطل الاسانسير ترقع بالصوت الحياني.. أما تقع كبايه ترقع بالصوت الحياني.
- بتقول يا سبعي.
- ولو طلع من التربة تأكله وحياتك.
- أعوذ بالله أنت في بينك وبينها إيه..
- اصل كان دايماً يشتكي لي منها الله يرحمه وكان يهرب منها وييجي يبات عندي ويقعد طول الليل يندب حظه ويقول مفيش حد يخلصني من الوليه النكد إلى بتصرخ ليل و نهار زي الكلاكس.. دنا ساكن في جراج مش بيت.
- أهو ربنا خلصه.
قال تعالي:{يسٓ(١) والقُرآنِ الحَكيمِ(٢) ....} يسٓ :١-٩
- الفقي بيقرأ ومحدش بيسمع.
- وكل واحد بيهز رأسه ويقول الله.
- حتى الفقي عقله في حته تانية غير اللي بيقولها.
- صدقت.. لو كان عقله في اللي بيقوله مكانش قعد يلعلع كدة وكان خشع شوية.
- حاجه عجيبة! و الله انا صعبان علىّ الميت.. ولو كنت انا الميت دلوقت كنت هابقي زعلان أوي على نفسي.. تصور يعملوا لي شادر ومندبه وملطمه ويوزعوا قهوة سادة على روحي.. ومفيش واحد فيهم بيفكر في روحي طيب كان لازمته ايه.. طب مايدفنوني وخلاص مادمت بالنسبة لهم اندفنت وانتهيت.. إيه لازمته المورستان ده..؟
- كل واحد عايز يحس انه زعلان وإنه أدى الواجب..انت عاوز تنكد عليهم ليه يا أخي.. انت عاوز تموت على كيفك.. المأتم ده معناه ان كل واحد جاي يموتك على كيفه.. فاهم.
- لا مش فاهم.
- اما تموت بإذن الله هاتفهم.
- هاكتب وصيه إن محدش يكتب حرف أو يقدم نقطه قهوة على روحي.
- شعاع الشمس تجسد فيك.. انت نور حياتي الذي لا يغيب.. انت في سواد العين.. انت في شغاف القلب يا حبيبي..اسمك تسبيحتي.. خيالك غرفتي.. ابتسامتك وسادتي التى اغفو عليها.. انفاسك عطري المحبب..كلماتك مصحفي المقدس الذي لا يفارقني.. ذكراك تاريخي.. ايامك حياتي كلها.. لن أنساك ابدا.. حبيبتك الحافظة لعهدك حتى الموت.
- تفتكر كانت بتحبه.
- كلامها حلو.
- مؤكد كانت بتحبه ساعه ما كتبت الكلام ده.. لكن بعد كده ماعرفش.. كل شيء جايز يتغير في دنيا القلوب.. بيسموها قلوب لأنها تتقلب.
- ألا يوجد شيء باق؟
- الله باق.
* * * * * * * * *
كنا عائدين من أداء الواجب حينما قال لي صديقي:
ـ أنعيش في كذب دائم ؟ ألا يوجد صدق ؟
قلت له:
ـ بل نحن نصدق دائما ولكنه صدق محدود, صدق لحظتها.. كلماتنا عمرها عمر الرسم علي الماء والنقش علي الرمال.. وهي في العادة صادقة في حدود هذا العمر القصير إلا فيما ندر.
ـ وبعد ذلك.
ـ بعد ذلك تتغير الظروف وتتبدل الملابسات وتمتحن العواطف والأقوال والأعمال.. وتبتلي النفوس في جواهرها وتتقلب القلوب.. ويأتي بعد الليل النهار وبعد النهار الليل.. فنحن علي أرض تدور.. أليس كذلك.
ـ ألا يوجد حب يصمد للامتحان ألا يوجد حب باق؟
ـ أحيانا.. ولكن هذا الحب الباقي في العادة تعيا عن حمله الكلمات.. والذي يحب هذا الحب إذا حاول أن يعبر عن نفسه لا يخرج منه إلا كلاما عبيطا.. أو عبارات بلا معني.. ومثل هذا الحب يكون في أغلب الأحوال أزمة في الصدر وعطشا خلف الضلوع لا ارتواء له ولا حل له.
ـ إني أتمني أن تحبني امرأة هذا الحب.
ـ إني لا أتمني أن تحبني امرأة هذا الحب أبدا.
ـ لم؟
ـ لأن المرأة التي تحب هذا الحب لا تسامح.. إنها تري نفسها قد أعطت روحها فلا أقل أن تأخذ روحي والذين يحبون هذا الحب هم بين قاتل ومقتول وأنا لا أحب أن أكون أحدهما.
ـ بل هو الحب الرائع.
ـ بل هو الإشراك بعينه وعبادة المخلوق من دون الخالق, وهذا ما قاله الإمام الغزالي في حب المرأة الواحدة إذا كان استغراقا وصبابة.. قال إنه السقوط في الشرك... ولهذا أباح الإسلام تعدد الزوجات ليحول دون هذا الاستئثار.. وحتي لا يكون التوحيد إلا لله.
ـ وهل تظن أنك تختار قدرك.. ألا يمكن أن يداهمك هذا النوع من الحب برغم أنفك, فلا تملك منه فكاكا؟
ـ إنه يكون مصيبة.. وكارثة وأسرا.. وسجنا.. وأغلالا.. ومثل هذا الحب لا يكتبه الله إلا علي عبد غضب عليه ولعنه وأضله وأرجو ألا أكون من المغضوب عليهم ولا من الضالين.. وأرجو أن أعرف معبودي فلا أضل عنه وأنه هو الله وحده جامع الكمالات.. الأجمل من كل جميل.. مهوي الأفئدة وسكن الأرواح.
ـ وماذا للمرأة المثلي عندك؟
ـ لها عندي المودة والرحمة والصحبة الطيبة.. ولا أكثر.. لا غل ولا قيد ولا أسر.. وإنما ضيافة كريمة يستضيف فيها كل منا الآخر مدي أيام الدنيا الشقية ويعاونه علي تحملها.
ـ سوف أعيش وأفرح فيك وأراك بإذن الله في الأسر والغل والقيد غريقا لشوشتك في أذيال امرأة حتي تتوب عن تعذيبنا.
ـ تبت.. ولا داعي للبلاء.. اللهم لا تدخلنا في تجربة.. اللهم لا تكتب علي إلا حبك.
ـ وهل يتنافي حب الله مع حب الناس؟
ـ بل هو يدعو إلى حب الناس ولكن بلا غل وبلا قيود وبلا عبودية.. حب المودة والرحمة لا سعار الغرام وضرام الشهوات.
ـ وهل يمكن أن يغنيك حب الله عن الحاجة إلى غرام بشري؟
ـ نعم إذا استطعت أن أفهم معني النظر إلى وجهه ومعني أن كل شيء هالك إلا وجهه.. ومعني أن عشق الهالكين هو الهلاك معهم وأن في حبه وحده الخلاص والعتق والحرية.
ـ وكيف تنظر إلى وجهه؟
ـ أستشفه في صدح الطيور وفي نور الفجر, في جناح الفراش وفي بصمة الاصبع وفي عطر الوردة وفي العدل المستتر وراء الألم والحكمة الخافية في العذاب.. وأشعر به في استسرار الليل وإبهام الموت وطلسم القدر..
أحس به في الحقائق التي تلقي في عقلي بلا لغة وبلا عبارة وفي السكينة التي تسعفني ساعة الخطر وفي الوضوح الرائع الذي يتجلي علي لحظة الأزمة.. وفي الإحساس الحميم بالصحبة والونس وأنا وحدي, وفيما هو أكثر من ذلك من لطائف الأسرار التي يمكن أن تحدث بين العبد وربه مما لا يكتب ولا يقال.
ـ أهناك شيء لا يمكن أن يقال؟
ـ كل ما هو مطلق لا يمكن أن يقال.
ـ وكيف نعرفه؟
ـ لا نعرفه ولكن نكابده.. إحساسك بذاتك مكابدة وليست معرفة ومع ذلك, فهي أعلي من جميع المعارف في درجة اليقين.. ذاتك أمر لا يرقي إليه شك.. ومع ذلك, فهي أمر لا يمكن أن يتوضح كما تتوضح سائر المعارف.. والحقائق العليا كلها مكابدات وليست معارف.. والمتصوفة يسمون هذا الإحساس بالله.. حضورا.. وحضرة.
ـ وهل يمكن أن نصل إلى هذه الحضرة بالاجتهاد؟
ـ لا نستطيع إلا أن يساعدنا هو.
ـ وهل دخلت هذه الحضرة؟
ـ أنا أبعد الناس عن هذا الشرف .. أنا حالي مثل حالك و مثل حال المرحوم الذي دفناه اليوم و مثل حال الخاطئين الذين يتقلبون مع الليل و النهار .
و لكني أحاول .. مجرد محاولة .
..
من كتاب : الروح و الجسد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝