[ملخصات] 📘 ❞ الثورة الديمقراطية العربية ❝ كتاب ــ إحسان مراش اصدار 2023
السياسة - 📖 ملخصات كتاب ❞ الثورة الديمقراطية العربية ❝ ــ إحسان مراش 📖
█ _ إحسان مراش 2023 حصريا كتاب ❞ الثورة الديمقراطية العربية ❝ عن دار أطلس للنشر 2024 العربية: من الضروري أن تشرع هذه الجماهير الخروج آن واحد خضوعَيْها الحاليّين كليهما (الخضوع المعاشيّ العمليّ والخضوع الثقافيّ الاجتماعيّ) إلى الإسهام المتزايد صنع نظام حياتها بنفسها السياسة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
عن كتاب الثورة الديمقراطية العربية:
من الضروري أن تشرع هذه الجماهير في الخروج، في آن واحد، من خضوعَيْها الحاليّين كليهما (الخضوع المعاشيّ العمليّ والخضوع الثقافيّ الاجتماعيّ)، إلى الإسهام المتزايد في صنع نظام حياتها بنفسها
❞ ملخص كتاب ❞الموت وطقوسه من خلال صحيحي البخاري ومسلم❝، بقلم أيمن العتوم
(الموت وطقوسه؛ من خلال صحيحَي البُخاريّ ومُسلِم) للدّكتورة رجاء بن سلامة، والمؤلّفة تونسيّة، وباحثة أدبيّة، ومحلّلة نفسيّة. يتكوّن الكتاب من حوالي (300) ثلاثمئة صفحة من القطع الصّغير، ويبدو أنّه دراسةٌ قامت بها الكاتبة في مرحلة الماجيستير أو الدكتوراه، وقد كان الباعث – مِمّا استنتجتُه من مقدّمة الكتاب – على القيام بهذه الدّراسة هو موت والدها. وقد ناقشت فيه الموت بطريقة فلسفيّة عقديّة خالية من القناعات المسبقة ومعتمدةً اعتمادًا كلّيًّا على صحيحَي البخاريّ ومُسلِم، وهذا ما أعطى بحثها شرعيّةً ومصداقيًّةً عاليَتَيْن، ومع أنّ الكتاب يحرّك خلايا الذّهن، ويوقد شعلة التّفكير أو إعادة التّفكير في فهم النّصوص، إلاّ أنّ بعض هذه التّفسيرات والتّأويلات الّتي أتت بها الكاتبة بدت جريئة جدًّا وخطيرة … الموت وطقوسه (1): لا أكتم أحدًا سرًّا إنْ قلتُ: إنّني توقَّفْتُ مليًّا عند هذه التّحليلات وتباينت مواقفي تُجاهها، أيّدتُها أحيانًا، أعُجِبْتِ بها أحيانًا أخرى… خِفتُ منها أحيانًا ثالثة… وفي كلّ الأحوال فتحتْ عيني على مقدار الجهل الّذي كنتُ أعيشه بعيدًا عن رياض هذين الصّحيحَيْن اللّذين لا يعرف منهما كثيرٌ من النّاس إلاّ بعض الأحاديث المشهورة، وأنا أوّل هؤلاء… ولهذا السّبب فقد قرّرتُ أو قُلْ تشجَّعْتُ لإعادة قراءتهما والغوص في محيطهما، واستخراج كنوزهما النبويّة الثّمينة..
كنتُ كلّما قرأتُ حديثًا أو بعض حديثٍ لم يمرّ عليّ سابقًا، ويُدهشني بأسلوبه، ومضمونه، كنتُ أردّد مع الشّافعيّ:
الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها
تقول المؤلّفة في كتابها عن كتابها مشيدةً به، وبطريقتها في عرض ما خلصتْ إليه: "إنّه يبقى دراسةً مختلفةً عن الكمّ الهائل من الكتب الصّفراء عذاب القبر وأشراط السّاعة وأهوال القيامة والعوالم الأخرويّة، إضافةً إلى كتب الحجاب وذمّ النّساء، وكلّ ما ساهمَ في انتشار الخوف والشّعور بالإثم، وانتشار العصاب الوسواسيّ الدّينيّ، وهو ما غَذّتْهُ الفضائيّات العربيّة بدُعاتِها وخطبائها. هؤلاء الدّعاة والخُطباء لا يتحدّثون عن الموت باعتباره خاتمةً، بقَدْرِ ما يجعلون الحياة موتًا مستديمًا قبل الموت، أو رقصة موتٍ مُقدَّس".
تُحاول الكاتبة في بعض صفحات الكِتاب أن تُقارِنَ بين المُتشابهات في اللّفظ في هذين الصّحيحَيْن، لتتساءل عن العلاقة بينها، معتمدةً في ذلك طريقة المُفاجأة في إلقاء اللّفظة في وجه القارئ، لكنّها تتغافل – حين تفعل ذلك – عن سعةِ اللغة في إلقاء الظّلال على الكلمات المُتشابهة حتّى تعود – وهي هي من حيثُ اللّفظ – لا علاقة تربط بين واحدةٍ ونظيرتها … واسمع إليها تَتَفَذْلَكُ في هذا الموضوع من خلال هذا الكلام، تقول: "الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، و(اليقين) اسمٌ من أسمائه في مُدوّنة الحديث، ولكنّه أوّلاً يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو ثانيًا يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها وقد تُنكره، لا لأنّه مريرٌ مأساويٌّ فحسب، بل لأمرٍ آخر انفرد فرويد بذكره عندما كتب: في لا شعورِ كلّ واحدٍ منّا إقرارٌ بخلوده. فالإنسان سواء كان مؤمنًا بالبعث أو غيرَ مؤمنٍ به يُقرّ في أعماق نفسه بخلوده".
أمّا أنا فأرى أنّ كلام فرويد يجب أن يُعدّل، إلى أنّ الإنسان لا يُقرّ في أعماق ذاته أنّه خالدٌ، ولكنّه يُخَيّل له ذلك، أضفْ إلى أنّه يسعى إلى ذلك وهو يعلم أنّ سعيه سوف يصير هباءً، إذ إنّه لم يخرج عن دائرة الموت أحدٌ بما فيهم الأنبياء، ولم يُفلِت من حومة الفناء بشرٌ أبدًا…
وتحاول الكاتبة في بعض مواضع الكتاب أن تطعن في صحيحَي البُخاريّ ومسلم، من خلال نقلها كلامًا لمستشرقين أو أجانب يلمزون بالصّحيحَين دون أن تردّ عليه، أو تناقشه، أو تبيّن عواره، وهذا يدخل من باب دسّ السُّمّ في الدّسم، فها هي تقول في أحد مقولاتها: "يقول دوزي: يرى أكثر النّقّاد تشدّدًا أنّ نصفَ أحاديث البخاريّ صحيحة". أقول: فما معنى هذا الكلام …؟! وما الكلام المخبوء خلفه؟! ألا تريد هذه الكاتبة أن تقول لنا من وراء سِتار: بما أنّ نصف أحاديث البخاري صحيحة؛ فإنّ نصفها الآخر غير ذلك!!! انظر إلى التّمويه وإلى التّدليس، وصحيحٌ أنّ هذا الكلام ليس لها، ولكنّها لم تُفنّدْه؛ بل على العكس من ذلك، مضتْ تُورِدُ أقوال المتشكّكين فيصحّة البخاريّ ومسلك؛ كبلاشير وغيره…
وتتطاوَل أحيانًا الكاتبة في تفسيراتها، أو قل إنّها – على الأقلّ – تتجرّأ في فهم النّصوص بِما قد يقود إلى الخروج بالمفهوم عن مساره إمّا فذلكةً أو تعنًّتًا أو بقصد الإساءة، والله أعلم في كلّ حال… فمن ذلك أنّها تُورِدُ الأحاديث الّتي تقول: إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يخرج في ليلة عائشة إلى بقيع الغرقد ويزور قبور الصّحابة ويكلّمها… وأنّ ذلك تكرّر أكثر من مرّة… فتقول – في الفحوى – : لماذا نهى الإسلام عن عباد القبور والأجداد، ألم يكن فِعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من هذا الباب؟! أليست العبادة تكرار لفعلٍ ما على نحوٍ ما؟ ألا نُسمّي زيارة الرّسول للقبور على هذا النّحو المتكرّر عبادة؟!
اسمعْها تقول ذلك بالنّصّ: "ويمكن أن نعتبر زيارة الرّسول لبقيع الغرق، كما يُصوّرها الحديث شكلاً إسلاميًّا (باهتًا) من أشكال عبادة الأجداد". وتكون الكاتبة ذلك نسيت أو تناستْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يذهب إلى القبور ليدعو لأصحابه من الشّهداء والموتى، ويتّعظ – كما أخبرنا في تفسيره لدعوته لنا إلى زيارة القبور – بمصير كلّ حيّ… ولم يكن – حاشاه – يؤدّي أيّ نوعٍ من العبادة.. فانظر إلى هذه الجرأة من الكاتبة في الوقت الّذي كان يجدر بها أن تقول: إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قدّم النّموذج الأعلى، والقدوة المُثلى في الاتّعاظ بمصاير الأموات في قبورهم، ولم تكنْ نبوّته، ومغفرة الله له، وغِناه عن الذّهاب إلى القبور للعظة بمانعةٍ إيّاه من فِعْل ذلك حَثًّا منه للمسلمين على تذكّر الموت، لأنّه يقرّب المؤمن إلى ربّه، ويعجّل بتوبته، وإنابته إليه…!!
غير أنّ الكاتبة تنتزع منّي أحيانًا بعض الإعجاب في طريقة تصويرها للمُسلّمات، فتعرضها بأسلوب جميل، فمن ذلك قولها: "فكأنّ الحياة دَيْنٌ لله على الإنسان، ومِنَ المنطقيّ والمعقول أن يستردّه يومًا، وتظهر هذه المبادئ في بعض عبارات المُعجَم الّذي استخرجناه، فالموت: رجوعٌ؛ لأنّ الذّاهب لا بدّ أن يؤوب، وهو: إجابةٌ؛ لأنّ النّداء لا بُدّ أن يُلَبَّى. وهو: لَحاقٌ بالرّسول؛ لأنّه لا بدّ لكلّ سابقٍ من لاحقٍ".
غير أن مسلسل التّجديف، والتجرّؤ في غير موطنه يستمرّ في معظم صفحات الكِتاب، فها هي تكتب ناقلةً: "وقد أرّخ شونسي لهذه الفكرة؛ أي: زيف الحياة الدّنيا وزوالها في: (أفكار محمّد في الموت) فاعتبرها متأخّرة. فقد خاف محمّد الموت ككلّ إنسانٍ، لكنّه سيطر على هذا الخوف باهتمامه المتزايد بفكرةٍ ذكَرَها مرّةً في الفترة المكّيّة الثّانية، وتسع مرّات في السّنوات الأخيرة بمكّة، وكرّرها ما لا يقلّ عن ثلاثٍ وأربعين مرّةً في المدينة: الحياة الدّنيا الّتي يُفارقها الإنسان بموته لا تستحقّ أن نتعلّق بها".
نأت الكاتبة عن الحقيقة كثيرًا، وسمحتْ لنفسها بالتّأويل الّذي لا يحتمله السّياق، ونسيتْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بشرٌ، يعتريه ما يعتري البشر من الحزن والفرح، وقد حَزِنَ على موت فلذة كبده، أفي هذا خروجٌ عن بشريّته؟!
ونسيتْ الباحثة العظيمة، ونسيَ مَنْ نقلتْ عنه، أنّنا نقول: إنّ الجنديّ في المعركة لا يخاف الموت، بل يُقدِمُ بشجاعةٍ لا نظير لها، من أجل أهدافٍ قد تكون دنيويّة أو سمعةً، فما بالك بمعلّم البشر، الّذي كان الصّحابة يحتمون به في المعارك إذا حَمِيَ الوطيس! إنّ فكرة خوف الرّسول من الموت بهذا التّجريد، تُظهره إنسانًا عايًّا لا نبيًّا… فيبدو كما لو كان ملكًا حاربَ في الدّنيا وعندما اقترب أجله داخَلَهُ الخوف من المصير المحتوم… إنّه أسمى وأعلى من أن يخاف الموت بهذا التّجريد الّذي تسوّقه الكاتبة والمستشرقون، وهي تعلم أنّه في الحديث الصّحيح خُيِّرَ بين الموت والحياة فاختار الموت؛ أي اللّحاق بالرّفيق الأعلى… فواعجبا!!!
وتُغالِطُ الكاتبة الحقائق أحيانًا، فتقول: "وقد وردت عبارة (سكرةُ الموت) في القرآن منسوبةً إلى الكفرة لا إلى المؤمنين: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيْدُ)". والفهم المغلوط فيما قالتْه يتبدّى في أنّ سكرة الموت هي عامّة للبشر جميعهم، مؤمنيهم وكافريهم، وليست خاصًّا بالكفّار دون سواهم، بل إنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عانى منها في مرض وفاته، حين قال: (إنّ للموتِ لسَكَرات).
وانظر إلى هذا التّلاعب في فهم النّصوص الّذي تستمرّ الكاتبة في إشاعته عبر صفحات كِتابها، فهي تقول: "والرّسول صلّى الله عليه وسلّم أراد أن يدفع المرض عنه، أو يؤجّل حلول الموت به، فقد (كان ينفثُ على نفسه بالمعوّذات في المرض الّذي مات فيه) وقد لجأ إلى نوعٍ من الطّبّ السّحريّ فأمر نساءه بأن يُرِقْنَ عليه الماء (من سبع قِرَبٍ لم تُحْلَلْ أوكيتهنّ). ثمّ إنّه رَغِبَ في السِّواك وهو يُحتَضَر وكأنّه يريد أن يودّع الدّنيا".
قلتُ: ولا أظنّ أنّ مؤمنًا حقًّا، يحبّ الله ورسوله يُمكن أن يسمّي فعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو وَحْيٌ وهَدْيٌ ربّانيٌّ بـِ: (الطّبّ السّحريّ)!! وقلتُ: هل يودّع الإنسانُ الدّنيا بسِواكٍ إذا كان متعلّقًا بها؟!
والكاتبة تقول عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّ مواقفه متناقضة، فهو ينهى عن البكاء، ثمّ يبكي على إبراهيم، وهو يتعلّق بالدّنيا بلا سببٍ واضح، انظر إليها وهي تفتري قائلةً: "ولهذا التّناقض وجهٌ آخر، فالحديثُ يُعلي الموت كما رأينا، ويصوّر الدّنيا دارَ باطلٍ، والآخرةَ دار حقٍّ. لكنّه قد يُصوّرُ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إنسانًا يتعلّق بالدّنيا، ويكره موتَه، ويحزَن لموت الآخرين، فقد حَزِنَ لموت إبراهيم، وهو يعلم أنّ له (أي إبراهيم) مُرضِعًا في الجنّة، وحزن لمقتل الصّحابة وهو الّذي عُرِضت عليه الجنّة ورأى للشّهداء منها المقام الأرفع".
قلتُ: لقد نأت عن الحقيقة كثيرًا، وسمحتْ لنفسها بالتّأويل الّذي لا يحتمله السّياق، ونسيتْ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بشرٌ، يعتريه ما يعتري البشر من الحزن والفرح، وقد حَزِنَ على موت فلذة كبده، أفي هذا خروجٌ عن بشريّته؟! على العكس إنّها لتدلّ على مدى الرّحمة الّتي يمتلئ بها قلبه عليه السّلام. ❝ ⏤رجاء بن سلامة
ملخص كتاب ❞الموت وطقوسه من خلال صحيحي البخاري ومسلم❝، بقلم أيمن العتوم
(الموت وطقوسه؛ من خلال صحيحَي البُخاريّ ومُسلِم) للدّكتورة رجاء بن سلامة، والمؤلّفة تونسيّة، وباحثة أدبيّة، ومحلّلة نفسيّة. يتكوّن الكتاب من حوالي (300) ثلاثمئة صفحة من القطع الصّغير، ويبدو أنّه دراسةٌ قامت بها الكاتبة في مرحلة الماجيستير أو الدكتوراه، وقد كان الباعث – مِمّا استنتجتُه من مقدّمة الكتاب – على القيام بهذه الدّراسة هو موت والدها. وقد ناقشت فيه الموت بطريقة فلسفيّة عقديّة خالية من القناعات المسبقة ومعتمدةً اعتمادًا كلّيًّا على صحيحَي البخاريّ ومُسلِم، وهذا ما أعطى بحثها شرعيّةً ومصداقيًّةً عاليَتَيْن، ومع أنّ الكتاب يحرّك خلايا الذّهن، ويوقد شعلة التّفكير أو إعادة التّفكير في فهم النّصوص، إلاّ أنّ بعض هذه التّفسيرات والتّأويلات الّتي أتت بها الكاتبة بدت جريئة جدًّا وخطيرة …
لا أكتم أحدًا سرًّا إنْ قلتُ: إنّني توقَّفْتُ مليًّا عند هذه التّحليلات وتباينت مواقفي تُجاهها، أيّدتُها أحيانًا، أعُجِبْتِ بها أحيانًا أخرى… خِفتُ منها أحيانًا ثالثة… وفي كلّ الأحوال فتحتْ عيني على مقدار الجهل الّذي كنتُ أعيشه بعيدًا عن رياض هذين الصّحيحَيْن اللّذين لا يعرف منهما كثيرٌ من النّاس إلاّ بعض الأحاديث المشهورة، وأنا أوّل هؤلاء… ولهذا السّبب فقد قرّرتُ أو قُلْ تشجَّعْتُ لإعادة قراءتهما والغوص في محيطهما، واستخراج كنوزهما النبويّة الثّمينة..
كنتُ كلّما قرأتُ حديثًا أو بعض حديثٍ لم يمرّ عليّ سابقًا، ويُدهشني بأسلوبه، ومضمونه، كنتُ أردّد مع الشّافعيّ:
كُلّما أَدَّبَنِي الدَّهْـــرُ أَرانِي نَقْصَ عَقْلِي
وَإِذا مَا ازْدَدْتُ عِلْمًا زَادَنِي عِلْمًا بِجَهْلِي
الموتُ مفارقةٌ عجيبةٌ؛ فهو يقين، يقين لا يمكن التّيقّن من فحواه، بما أنّ الذّات إذ تموت ينعدم وعيها. وهو يقين ينفي نفسه، لأنّ الذّات تعلم أنّها مائتة لا محالة، ولكنّها لا تستطيع تصوّر فنائها
تقول المؤلّفة في كتابها عن كتابها مشيدةً به، وبطريقتها في عرض ما ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب كيف تبيع أي شئ لأي إنسان كتاب كيف تبيع أي شئ لأي إنسان يعد وسيلةً رائعةً لمن يريد أن يتعلم العديد من الوسائل المفيدة والتي لها عائد مضمون ومؤكد عن شؤون البيع، فيعرض الكتاب بعض الأساليب التي كان جو جيرارد يقوم بها لجذب العملاء للشراء من منتجه، والعديد من الأمثلة الدالة على فاعلية هذه الأساليب وهذا ما سنقدم له ملخصًا مفيدًا جدًا التحول من الفشل إلى النجاح: قد يظن البعض أن جو جيرارد قد بدأ حياته كرجلِ مبيعاتٍ عظيم منذ ولادته، ولكن الحقيقة والتي نذكرها في ملخص كتاب كيف تبيع أي شيء لأي إنسان هو أنه قد تمكّن من تعليم نفسه كيفية بناء روح رجل المبيعات بداخله، ولم يكن الأمر بالشيء الهيّن، بل كان في بداية الأمر مجرد طفلٍ فقيرٍ معظم من حوله يسخرون منه لأنه إيطالي.
وقد كانت حياة جو جيرارد مليئة بالمشكلات منذ صغره وقد أثر ذلك فيه بأن أيقن ألّا فائدة منه، ولكن من رحِم العنف الذي كان يُمارسه والده عليه تولد شعورٌ بداخله بأنه سيكون ناجحًا وأن والده مخطئ في رأيه، وقد جرّب كل أنواع العمل وحتى حوادث السطو، وفي أحد الأيام لم يكن مال حتى يطعم أطفاله فأحس حينها أنه فاشلٌ فعلًا كما قال والده، ولكنه بعد أن كان مفلسًا دلف إلى عالم السيارات، فكانت حياته الأليمة بمثابة حافز رئيس لنجاحه الهائل. ❝ ⏤جو جيرارد
ملخص كتاب كيف تبيع أي شئ لأي إنسان
كتاب كيف تبيع أي شئ لأي إنسان يعد وسيلةً رائعةً لمن يريد أن يتعلم العديد من الوسائل المفيدة والتي لها عائد مضمون ومؤكد عن شؤون البيع، فيعرض الكتاب بعض الأساليب التي كان جو جيرارد يقوم بها لجذب العملاء للشراء من منتجه، والعديد من الأمثلة الدالة على فاعلية هذه الأساليب وهذا ما سنقدم له ملخصًا مفيدًا جدًا
قد يظن البعض أن جو جيرارد قد بدأ حياته كرجلِ مبيعاتٍ عظيم منذ ولادته، ولكن الحقيقة والتي نذكرها في ملخص كتاب كيف تبيع أي شيء لأي إنسان هو أنه قد تمكّن من تعليم نفسه كيفية بناء روح رجل المبيعات بداخله، ولم يكن الأمر بالشيء الهيّن، بل كان في بداية الأمر مجرد طفلٍ فقيرٍ معظم من حوله يسخرون منه لأنه إيطالي.
وقد كانت حياة جو جيرارد مليئة بالمشكلات منذ صغره وقد أثر ذلك فيه بأن أيقن ألّا فائدة منه، ولكن من رحِم العنف الذي كان يُمارسه والده عليه تولد شعورٌ بداخله بأنه سيكون ناجحًا وأن والده مخطئ في رأيه، وقد جرّب كل أنواع العمل وحتى حوادث السطو، وفي أحد الأيام لم يكن مال حتى يطعم أطفاله فأحس حينها أنه فاشلٌ فعلًا كما قال والده، ولكنه بعد أن كان مفلسًا دلف إلى عالم السيارات، فكانت حياته الأليمة بمثابة حافز رئيس لنجاحه الهائل.
كان جو جيرارد لا يهتم لماهية مشاعره تجاه عملائه، فالعمل لا يتوقف على المشاعر، فقد كان شديد الجديّة مع من يعمل معهم ولا يكترث لأي عامل غير عامل الإنجاز وتوفير الوقت، فكان لا يتردد مرة في طرد من يهدرون الوقت وإن كلفه هذا أن يدفع مقابل رحيل العميل غير الجيد.
كان جيرارد يؤمن بقاعدة الـ 250 وذلك لأنه قد سأل بعض الناس عن متوسط أعداد الناس الذين يحضرون جنازة أحدهم أو حتى زفافه، فالإنسان العادي يؤثر في 250 شخص على مدار حياته، وإن قام جو جيرارد بالإساءة إلى واحد من عملائه في مجال السيارات فإنه بعد مرور الوقت ستسوء سمعة جيرارد أمام 250 شخصًا آخر.
يقول جيرارد في ملخص كتاب كيف تبيع أي شيء لأي إنسان أن البيع الناجح ما هو إلا زرع وحصد، فالزرع والحصاد يكون على مدار العام تمامًا مثل البيع، وكذلك يصح تشبيه البيع بالعجلة الدوارة فالمقاعد تمثل عملية البيع، والجالسين عليها هم المشترين وهم يتغيرون ويتبدلون كل فترة، فبمجرد أن تنتهي الدورة يحين وقت نزول الركاب والذين قد جاء دورهم في ممارسة عملية الشراء.
يقول جيرارد أنه يجب أن يكون الجميع على علمٍ تام بماهية الشيء الذي يبيعه رجل المبيعات، فعلى الرغم من أن هذه النصيحة متدولة بين الكثير إلا أن هناك البعض ممن لا يخبرون من حولهم بما يبيعون، فقد كان جيرارد يخبر كل من حوله بأنه يبيع السيارات ابتداءً من بائع الملابس وحتى الجزار وبائع الزهور، فحتى وإن كانوا أشخاصًا بسطاء يمكنهم أن يكونوا سببًا في جلب مشترٍ آخر.
في الواقع الجميع يحتاج إلى المساعدة وإن كان ذا مكانة عظيمة، ولذلك فإن رجل المبيعات يجب أن يقوم بطرق كل أبواب المساعدة الممكنة وإن عَظُمت مكانته، فطلب المساعدة لا يقلل من شأن المرء بل بالعكس، فيجب على رجل المبيعات أن يسعى للوصول إلى كل عملائه المحتملين وإن كلفه هذا المبالغ الباهظة، لأنهم وإن لم يشروا منه فسيعلمون ماذا يبيع مما يجعله ضمن قائمة الناس الذين من الممكن أن يحتاجوا له فيما بعد.
كما أن هناك الوسطاء الذين يسوقون مقابل المال ولكنهم يتقاضون رواتبهم بعد أن يمضي البيع بالفعل، على عكس البحث عن العملاء باستخدام البريد فأنه يجب على المرء أن يدفع مقابل إرسال البريد وقبل أن تتم عملية الشراء، فاستخدام الوسطاء الذين يتم اقتطاع راتبهم بعد إبرام عملية البيع أفضل بكثير وإن كان ذا نفقات أكثر.
معظم الناس يرون أن رجال المبيعات يرتدون ملابسًا رسميةً جدًّا وناصعة البياض، كما أنهم يرون أن رجال المبيعات يودون أن يكسبوا من وراءهم الأموال الطائلة، ولكن كما يذكر في ملخص كتاب كيف تبيع أي شيء لأي إنسان أن جيرارد رغم أنه يجني الكثير والكثير من الأموال إلا أنه يرتدي الملابس غير الرسمية في وقت عمله، وقد يبدو عليه أنه يرتدي ملابسًا رخيصة ولكنها ليست كذلك ولكنه يشبه بشكلٍ كبير من حوله من يعملون في المصانع والمكاتب.
وكذلك يجب على رجل المبيعات أن يكون ودودًا قدر الإمكان ليشعر عملاءه بالارتياح، وذلك عن طريق خلق جو مناسب للحديث بهدوء وكذلك توفير ما يطلبه العميل من عصائر أو حتى سجائرهم المفضلة، فالأشياء البسيطة أثناء التعامل مع العميل تجعلهم يشعرون بالارتياح.
في أغلب الأحيان يعود فشل رجال المبيعات إلى قفزهم إلى النتائج النهائية دون التفكير فيما يريد العميل حقًّا، فلا يكترثون إلى مدى حاجة العميل إلى السيارة مثلًا أو ما طبيعة حياة العميل التي قد تغير من نوع السيارة التي سيشتريها، وهذا يدفع العملاء إلى الانصراف، ولذلك يجب أن يركز رجل المبيعات على ما يريده العميل حقًّا وما هي جوانب حياته المتعلقة بما سيشتريه.
من الحيل النافعة لرجل المبيعات هي أن يقوم بتسليم المنتج إلى العميل إن همّ العميل بالمغادرة بسبب أنه لم يكن على اتفاق مع رجل المبيعات، ولهذه الحيلة مفعول السحر فهي تزود من ثقة العميل في رجل المبيعات، وقد يرى البعض أن فعل شيء كهذا يعد جنونًا أو مخاطرةً صعبة، ولكن بعد أن يتسلم العميل المنتج فإنه يشعر أنه أصبح ملكه بالفعل ويدفعه ذلك عن الإحجام عن البحث في أماكنٍ أخرى.
❞ ملخص كتاب ❞الجريمة والعقاب❝ يقول جورد بيترسون -عالم نفس ومفكر كندي-: قراءة رواية الجريمة والعقاب يُشبه التعرض للضرب المُبرح من «محمد علي كلاي» لمدة نصف ساعة متواصلة.
هذا أبلغ ما قُيل في وصف الرواية الأشهر عالميًّا، حيث إن ديستوفيسكي غاص في أعماق النفس البشرية مثلما لم يفعل أي كاتب آخر، وهو منْ تم تصنيفه على أنه أفضل أديب بعد شكسبير، والبعض يرفعه فوق مكانة شكسبير.
ديستوفيسكي في روايته «الجريمة والعقاب» لا يقدم فقط دراسة لنفسية المجرم وتعاطيها مع الجريمة من بداية نشوء الفكرة حتى مرحلة تنفيذ العقاب، لكنه يُقدم نقدًا مُبكرًا للنظام الاشتراكي -الشيوعي لاحقًا- ودراسة لبدايات ظهور الجيل الضائع، جيل تصدَّر المشهد بعدها بثلاثين عامًا، نظرة على الثقافة الطبية المُنتشرة آنذاك، والأهم فلسفيات الجريمة، وإسقاطها على نظرة المجتمع للشر في العموم، وموقف فكرة الإيمان من عدمها، من كل هذا.
ديستوفيسكي يُجبرك على إعادة النظر في جل قناعاتك، يهز الثوابت أمام ناظريك؛ لتعيد بناءها مرة أخرى بشكل مُستقل عن فروض المجتمع وتابوهاته، استخدامه لفكرة الراوي المُطلع على خبايا الشخصيات كلها -وخصوصًا بطلنا المُجرم راسكولنيكوف- سهل الوصول لأعمق أفكار ديستوفيسكي، السرد المُسهب قد يصيبك بالسأم في البداية؛ إلا أنه يؤتي ثماره بعد حين.
هنا نقرأ خبايا رواية «الجريمة والعقاب»، ونعيد تسطير المشهد على هيئة أفكار لا أحداث. نقد النظام الاشتراكي: يقول ديستوفيسكي على لسان أحد شخصياته، مُتحدثًا عن أفكار الاشتراكيين حول الجريمة والمجتمع: «الإنسانية ستصل من تلقاء ذاتها، بتطور تاريخي حي، إلى أن تصبح مجتمعًا سليمًا». هنا الاشتراكية تُقدِّم نفسها على أنها المساق الطبيعي للتطور التاريخي، الملاذ الآمن للوصول لمجتمع اليوتوبيا -على افتراض إمكانية تحقيقه من الأساس- وبداخل الرواية يُسقط الاشتراكيون وزر الجريمة على المجتمع؛ إعمالًا للفكرة السابقة.
الحقيقة أن للبيئة دخلًا في نشوء الجريمة وتطورها، لكنها ليست المُسبِّب الوحيد، كما ادعى الاشتراكيون آنذاك، لا يمكن تجاهل الإرادة البشرية، ولا نزعة الشر داخل البشر منذ بدء الخليقة. كما أن الاشتراكية حينما تصدرت المشهد في روسيا، في صورتها الأكثر تطرفًا، تصدرت معها جرائم العنف والتنكيل والقتل، وبالتالي هدم ديستوفيسكي الفكرة في نقاش أبطاله قبل أن تُوضع حيز التجربة، نرى من هذا أن أي أيديولوجية تقدم نفسها على أنها الحل السحري لجميع الجرائم تسيء لنفسها أولًا، وللمجتمع ثانيًا، بالكذب والتدليس؛ لأنك لو أردت أن تُخلِّص البشر من الجرائم، عليك تخليصهم من إنسانيتهم أولًا. ❝ ⏤دوستوفسكى
ملخص كتاب ❞الجريمة والعقاب❝
يقول جورد بيترسون -عالم نفس ومفكر كندي-: قراءة رواية الجريمة والعقاب يُشبه التعرض للضرب المُبرح من «محمد علي كلاي» لمدة نصف ساعة متواصلة.
هذا أبلغ ما قُيل في وصف الرواية الأشهر عالميًّا، حيث إن ديستوفيسكي غاص في أعماق النفس البشرية مثلما لم يفعل أي كاتب آخر، وهو منْ تم تصنيفه على أنه أفضل أديب بعد شكسبير، والبعض يرفعه فوق مكانة شكسبير.
ديستوفيسكي في روايته «الجريمة والعقاب» لا يقدم فقط دراسة لنفسية المجرم وتعاطيها مع الجريمة من بداية نشوء الفكرة حتى مرحلة تنفيذ العقاب، لكنه يُقدم نقدًا مُبكرًا للنظام الاشتراكي -الشيوعي لاحقًا- ودراسة لبدايات ظهور الجيل الضائع، جيل تصدَّر المشهد بعدها بثلاثين عامًا، نظرة على الثقافة الطبية المُنتشرة آنذاك، والأهم فلسفيات الجريمة، وإسقاطها على نظرة المجتمع للشر في العموم، وموقف فكرة الإيمان من عدمها، من كل هذا.
ديستوفيسكي يُجبرك على إعادة النظر في جل قناعاتك، يهز الثوابت أمام ناظريك؛ لتعيد بناءها مرة أخرى بشكل مُستقل عن فروض المجتمع وتابوهاته، استخدامه لفكرة الراوي المُطلع على خبايا الشخصيات كلها -وخصوصًا بطلنا المُجرم راسكولنيكوف- سهل الوصول لأعمق أفكار ديستوفيسكي، السرد المُسهب قد يصيبك بالسأم في البداية؛ إلا أنه يؤتي ثماره بعد حين.
هنا نقرأ خبايا رواية «الجريمة والعقاب»، ونعيد تسطير المشهد على هيئة أفكار لا أحداث.
يقول ديستوفيسكي على لسان أحد شخصياته، مُتحدثًا عن أفكار الاشتراكيين حول الجريمة والمجتمع: «الإنسانية ستصل من تلقاء ذاتها، بتطور تاريخي حي، إلى أن تصبح مجتمعًا سليمًا». هنا الاشتراكية تُقدِّم نفسها على أنها المساق الطبيعي للتطور التاريخي، الملاذ الآمن للوصول لمجتمع اليوتوبيا -على افتراض إمكانية تحقيقه من الأساس- وبداخل الرواية يُسقط الاشتراكيون وزر الجريمة على المجتمع؛ إعمالًا للفكرة السابقة.
الحقيقة أن للبيئة دخلًا في نشوء الجريمة وتطورها، لكنها ليست المُسبِّب الوحيد، كما ادعى الاشتراكيون آنذاك، لا يمكن تجاهل الإرادة البشرية، ولا نزعة الشر داخل البشر منذ بدء الخليقة. كما أن الاشتراكية حينما تصدرت المشهد في روسيا، في صورتها الأكثر تطرفًا، تصدرت معها جرائم العنف والتنكيل والقتل، وبالتالي هدم ديستوفيسكي الفكرة في نقاش أبطاله قبل أن تُوضع حيز التجربة، نرى من هذا أن أي أيديولوجية تقدم نفسها على أنها الحل السحري لجميع الجرائم تسيء لنفسها أولًا، وللمجتمع ثانيًا، بالكذب والتدليس؛ لأنك لو أردت أن تُخلِّص البشر من الجرائم، عليك تخليصهم من ....... [المزيد]
يوجد العديد من الأجيال الضائعة في التاريخ الحديث، أشهرهم منْ بلغوا سن الرشد إبان الحرب العالمية الأولى، لكن منهم أيضًا منْ عاشوا في روسيا القيصرية أواخر القرن التاسع عشر، جيل عانى من الانحلال الأخلاقي، التفسخ المجتمعي، وانعدام الرغبة في العمل بل الحياة بوجه عام.
هذا الجيل كان بطل تشيخوف الأول بصفته مُعاصره، وفي «الجريمة والعقاب» يعود بنا ديستوفيسكي للفترة السابقة لتصدره، قرأه ديستوفيسكي مبكرًا -كالعادة- وسرد العوامل التي أدت لظهوره، وهي:
سيطرة الكنيسة الأرثوذكسية المطلقة مع تشددها وفسادها في الوقت ذاته، مما أفقدها مكانتها بين الناس بسبب كونها حملًا عليهم وعقبة في طريقهم في الآن ذاته.
فساد النخبة الحاكمة، وانفصالها التام عن الشعب واحتياجاته، وتحول النظام ليكون العدو الخفي للشعب بأكمله.
الفقر المدقع مع تفشي الأمراض والأوبئة.
كلها أمور أدت لتفشي الإلحاد، وانهيار المنظومة الأخلاقية في روسيا القيصرية، وبعدها تصدر جيل لا يؤمن بشيء، ولا يُبقي على شيء. حتى حينما تعلقوا بالقضايا العامة، كان الغرض الأول هو مصالحهم الشخصية، كما قال عنهم ....... [المزيد]
الفكرة التي أعلنها نيتشه بلا مواربة، والتي ترزح تحت ثقلها الحضارة الغربية الآن، عانت منها روسيا القيصرية طويلًا، ومع موت الإله يأتي جنون الإنسان، لا يمكن للبشر تحمل السيولة الأخلاقية في حالتها القصوى، كذلك يحدث انهيار للنسيج المجتمعي، ومعها يفقد رجال الدين سلطتهم بالكلية، ما مهَّد الطريق لظهور نظام شيوعي مُلحد مُرحَّب به -في البداية- من عامة الشعب.
هذه الفكرة تصورها ديستوفيسكي هنا في صورة جنون لأسباب مادية لا فكرية، مع كون النزعة الفكرية واضحة للقارئ المُمحِّص أيضًا، وقال عنها: «كل واحد يؤمن بأنه الإنسان الوحيد الذي يمتلك الحقيقة، أصبح الناس لا يستطيعون تحديد الخير والشر، لا يستطيعون أن يدينوا ولا أن يبرئوا». طبيعي أن تغيب البوصلة مع غياب الدين الذي يغيب بالضرورة مع موت الإله، الغريب في الأمر أن ديستوفيسكي تصوَّر حالة الجنون هذه مصاحبةً لتفشي مرض غامض من شرق آسيا يجتاح العالم!
يقول راسكولنيكوف، أحد أبطال الرواية:
كثير من العظماء الذين أحسنوا إلى الإنسانية، ولم يكونوا قد ورثوا السلطة وراثة، وإنما استولوا عليها استيلاءً، وبالتالي كان ينبغي أن تُقطع رءوسهم منذ خطوا خطواتهم الأولى، إن الفرق الوحيد بين هؤلاء وبيني، هو أنهم قد احتملوا ثقل أفعالهم.
ويقصد بذلك أن الحظ حالفهم، واستطاعوا بيع منطقهم للجمهور، إما بطريقة دينية أو ذات طابع عمومي. فالجريمة الخاصة لا تُغتفر، إنما الجرائم العامة تكون الجماهير أكثر تهاونًا معها.
كبرياء راسكولنيكوف واعتزازه بنفسه مع ضعف توجهاته الدينية صوَّروا له إمكانية أن يصبح أحد عظماء التاريخ هؤلاء، وأعتقد أن بواباته هي أموال العجوز المرابية؛ إلا أنه وقع تحت ثقل جريمته، مما حدا به للذهاب للشرطة طوع إرادته، الجريمة لا تُناسب منْ لهم ميول أدبية، ولا مُفرطي الحساسية، ولا منْ يبالغوا في ردود أفعالهم، هؤلاء -وإن اقتنعت عقولهم بمبررات الجريمة- تظل ثقيلة على نفوسهم.
«الجنون المؤقت» هو وصف الحالة التي خففت الحكم عن القاتل.
وصف الوسواس القهري على أنه مرض الفكرة الثابتة.
توصيف مرض راسكولنيكوف على إن سببه هو الهموم والمخاوف وبعض الأفكار وقذارة بيئة المعيشة وضعف التغذية.
كلها أفكار طبية كانت مسيطرة على المجتمع آنذاك، نُلاحظ بها خلطًا واضحًا بين الأمراض العضوية والنفسية، صحيح هناك تداخلات كبيرة، لكن ليس بهذه الصورة المُفرطة، كما كانت تُسيطر أفكار غريبة عن طبائع المرض وطرق العلاج بالبيرة والشاي على سبيل المثال.
أما عن النهاية، فكانت بعودة راسكولنيكوف لحظيرة الرب بفعل قوة القبول غير المشروط والحب اللذين أمدته بهما سونيا، العاهرة السابقة. وكان راسكولنيكوف من بدأ بالقبول غير المشروط.
نرى في النهاية باب أمل لإعادة وضع الدين حيز الحسبان -وهو ما لم يحدث إلا بعد أكثر من مائة عام- وتأثرًا واضحًا بالطابع الروائي العام في القرن الـ 19، حينما سيطرت النهايات السعيدة المبشرة.
❞ ملخص كتاب ❞ قذائف الحق❝ مِن خمسين سنة، عندما عَقَلتُ ما يجري حولي؛ أدركتُ أنَّ نِصف الإسلام ميّت أو مجمَّد، وأنَّ نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين! وأحسست أنَّ هنالك صراعًا يدور في الخفاء أحيانًا، وعلانية حينًا، بين فريقين من الناس: فريق يستبقي النصف الموجود مِن الإسلام، ويَدفع عنه العوادي، ويحاول استرجاع النصف المفقود، ويلفت الأنظار إلى غيابه، وفريق يضاعِف الحُجُب على النصف الغائب، ويريد قتْله قتلًا، وهو في الوقت نفسه يَسعى لتمويت النصف الآخر وإخماد أنفاسه وإهالة التراب عليه. وكلما طال بي العمر، كنت ألحظ أنَّ المعركة بين الفريقين تتسع دائرتها، وتشترك فيها إذاعات وأقلام، وجماعات وحكومات، ومناقشات ومؤامرات. وكانت الحرب سجالًا، وربما فَقد المؤمنون بعض ما لديهم، وربحوا بعض ما أحرزه خصومهم، وربما كان العكس، وفي كلتا الحالتين تنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة، وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصراع حدّة وشدة كلما لاح أنَّ الساعة الحاسمة تقترب، ونحن نُصْدر هذا الكتاب في ظروف شديدة التعقيد؛ فأعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه، ويريدون استغلال المصائب التي نزلت بأمّته؛ كي يبنوا أنفسهم على أنقاضها، ويريدون - بإيجاز - القضاء على أُمَّة ودِين، وقد قررنا نحن أنْ نَبقى، وأن تَبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أنْ تَبقى هذه الرسالة، ولو اقتضى الأمر أنْ نذهب في سبيلها؛ لترثها الأجيال اللاحقة. ومِن أجْل ذلك؛ نرفض أنْ نعيش وِفق ما يريد غيرنا، أو وِفق ما تقترحه علينا عقائد ونُظُم دخيلة. 1- مزاعم اليهود وافتراءات العهد القديم على الله وأنبيائه: في بعض الأسفار، أعلن الله ندمه على إغراق الأرض بالطوفان، وقال لـ (نوح ): "لن أرتكب هذه الفعلة مرة أخرى! وسأضع علامة تُذَكّرني بذلك؛ حتى لا أعاود إهلاك الحياة والأحياء! ". ورأيي أنَّ الطوفان القديم كان عقوبة لقوم (نوح ) وحدهم، وأنه ليس غَرَقًا استوعب سكّان القارات الخمس؛ فما ذنب هؤلاء المساكين؟! و (نوح ) رسالته محلية لا عالمية، اللهم إلا إذا كان المعمور يومئذ مِن هذا الكوكب دیار (نوح ) وحسْب. وأيًا ما كان الأمر؛ فإنَّ وَصْف الله بالضيق لِما ارتَكب مِن إغراق الأرض، وتعهده ألا يفعل ذلك؛ أمر يليق بالخلق لا بالخالق، وبالناس لا برب الناس.
على أنَّ هذه القصة أيسر من دعوة الله إلى ضيافة نبيه (إبراهيم )؛ فهم يقولون إنَّه قَدَّم الله في شکل رجل مع اثنين مِن ملائكته، وأقام لهم (إبراهيم ) وليمة دسمة؛ فأكلوا منها جميعًا! وكان (إبراهيم ) حريصًا على إحراز هذا الشرف، شَرَف أنْ يأكل الله في بيته. ولما لَبَّي الله الدعوة؛ أسرع الرجل الكريم في إعداد مائدة مناسبة، وهاك القصة كما رواها (سفر التكوين ): "وظهر له الرب، ونظر، وإذا ثلاثة رجال، وقال: يا سيد (يقصد الله )، إنْ کنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك؛ فأسرع (إبراهيم ) إلى الخيمة (إلى سارة ) وقال: اعجني واصنعي خبز ملة، ثم ركض (إبراهيم ) إلى البقر وأخذ عجلًا وجيدًا وأعطاه للغلام؛ فأسرع ليعمله، ثم أخذ زبدًا ولبنًا والعجل الذي عمله ووضعها أمامهم، وهي واقفة لديهم تحت الشجرة وأكلوا، وقالوا له: سيكون لـ (سارة ) امرأتك ابن؛ فضحكت (سارة ) في باطنها قائلة: بعد فنائي يكون لي ابن وسيدي قد شاخ! فقال الرب لـ (إبراهيم ): لماذا ضحكت (سارة )؟ هل يستحيل على الرب شيء؟ ".
ونحن المسلمين نعتقد أن الكتاب النازل على (موسى ) بريء مِن هذا اللغو، أما التوراة الحالية؛ فهي تأليف بشري سيطرت عليه أمور ثلاثة: الأول: وَصْف الله بما لا ينبغي أنْ يُوصَف به، وإسقاط صور ذهنية معتلة على ذاته - سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا - ، والثاني: إبراز بني إسرائيل وكأنهم محور العالم، وإكسير الحياة، وغاية الوجود؛ فَهُم الشعب المختار للسيادة والقيادة، لا يجوز أنْ ينازَعوا في ذلك، والثالث: تحقير الأمم الأخرى، وإرخاص حقوقها، وإلحاق أشنع الأوصاف بها وبأنبيائها وقادتها. وقد تتخلل هذه الأمور بقايا من الوحي الصادق، والتوجيهات المبرَّأة، بَيْد أنَّ الأسفار الشائعة الآن تَغلِب عليها الصبغة التي لاحظناها. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
ملخص كتاب ❞ قذائف الحق❝
مِن خمسين سنة، عندما عَقَلتُ ما يجري حولي؛ أدركتُ أنَّ نِصف الإسلام ميّت أو مجمَّد، وأنَّ نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين! وأحسست أنَّ هنالك صراعًا يدور في الخفاء أحيانًا، وعلانية حينًا، بين فريقين من الناس: فريق يستبقي النصف الموجود مِن الإسلام، ويَدفع عنه العوادي، ويحاول استرجاع النصف المفقود، ويلفت الأنظار إلى غيابه، وفريق يضاعِف الحُجُب على النصف الغائب، ويريد قتْله قتلًا، وهو في الوقت نفسه يَسعى لتمويت النصف الآخر وإخماد أنفاسه وإهالة التراب عليه. وكلما طال بي العمر، كنت ألحظ أنَّ المعركة بين الفريقين تتسع دائرتها، وتشترك فيها إذاعات وأقلام، وجماعات وحكومات، ومناقشات ومؤامرات. وكانت الحرب سجالًا، وربما فَقد المؤمنون بعض ما لديهم، وربحوا بعض ما أحرزه خصومهم، وربما كان العكس، وفي كلتا الحالتين تنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة، وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصراع حدّة وشدة كلما لاح أنَّ الساعة الحاسمة تقترب، ونحن نُصْدر هذا الكتاب في ظروف شديدة التعقيد؛ فأعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه، ويريدون استغلال المصائب التي نزلت بأمّته؛ كي يبنوا أنفسهم على أنقاضها، ويريدون - بإيجاز - القضاء على أُمَّة ودِين، وقد قررنا نحن أنْ نَبقى، وأن تَبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أنْ تَبقى هذه الرسالة، ولو اقتضى الأمر أنْ نذهب في سبيلها؛ لترثها الأجيال اللاحقة. ومِن أجْل ذلك؛ نرفض أنْ نعيش وِفق ما يريد غيرنا، أو وِفق ما تقترحه علينا عقائد ونُظُم دخيلة.
في بعض الأسفار، أعلن الله ندمه على إغراق الأرض بالطوفان، وقال لـ (نوح ): "لن أرتكب هذه الفعلة مرة أخرى! وسأضع علامة تُذَكّرني بذلك؛ حتى لا أعاود إهلاك الحياة والأحياء! ". ورأيي أنَّ الطوفان القديم كان عقوبة لقوم (نوح ) وحدهم، وأنه ليس غَرَقًا استوعب سكّان القارات الخمس؛ فما ذنب هؤلاء المساكين؟! و (نوح ) رسالته محلية لا عالمية، اللهم إلا إذا كان المعمور يومئذ مِن هذا الكوكب دیار (نوح ) وحسْب. وأيًا ما كان الأمر؛ فإنَّ وَصْف الله بالضيق لِما ارتَكب مِن إغراق الأرض، وتعهده ألا يفعل ذلك؛ أمر يليق بالخلق لا بالخالق، وبالناس لا برب الناس.
على أنَّ هذه القصة أيسر من دعوة الله إلى ضيافة نبيه (إبراهيم )؛ فهم يقولون إنَّه قَدَّم الله في شکل رجل مع اثنين مِن ملائكته، وأقام لهم (إبراهيم ) وليمة دسمة؛ فأكلوا منها جميعًا! وكان (إبراهيم ) حريصًا على إحراز هذا الشرف، شَرَف أنْ يأكل الله في بيته. ولما لَبَّي الله الدعوة؛ أسرع الرجل الكريم في إعداد مائدة مناسبة، وهاك القصة كما رواها (سفر التكوين ): "وظهر له الرب، ونظر، وإذا ثلاثة رجال، وقال: يا سيد (يقصد الله )، إنْ کنت قد وجدت ....... [المزيد]
لا أعرف قضية طال فيها اللجاج دُون سبب يُعقل، مِثل قضية الصَّلب والفداء، ولعلها أصدق شاهد يُساق لقوله - تعالى -: "وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا "، ولا أزال أَذكر حكاية القسيس الألماني الذي زارني يومًا في مكتبي، وشاء له سوء حظه أنْ يُحدّثني فيها؛ فقلت له ضاحكًا: أتَري هذا الثوب الأبيض الذي ألبسه؟ أرأيت إذا وقعتْ عليه نقطة حبر؟ أتزول إذا غسلتَ أنت ثوبك؟ قال: لا، قلت: فلِم يزول خطئي إذا اعتذر عنه آخر؟! عندما ألوث نفسي بخطأ؛ فأنا المسئولُ عنه، أغسل أنا نفسي منه، أشعر أنا بالندم عليه، أقوم أنا من عثرتي إذا وقعتُ، ثم أعود أنا إلى الله لأعترف له بسوء تصرفي، وأطلب أنا منه الصفح، أمَّا أنَّ العالَم يخطئُ ؛ فيَقتل الله ابنه كفارة للخطأ الواقع؛ فهذا ما يَضرب الإنسان كفًّا بكفّ لتصوره!
هذا أول الأسطورة، أمَّا آخرها فلا بد أن نعرف: مَن القاتل؟ ومن القتيل؟ إنَّ المسيحيين يقولون: إن الله (الابن ) صُلِب، لكنهم يقولون كذلك: إنَّ الأب هو الابن، هما - والروح القدس - جميعًا شيء واحد؛ فإن كان الأمر كذلك فالقاتل هو القتيل! وذاك سِرّ ما قاله أحد الفرنجة المفكرين: "خلاصة ....... [المزيد]
3- ماذا يريد أقباط مصر؟
4- تحقير الماضي وتزوير التاريخ
5- العدالة العربية
6- غلطة فلكية!
7- كمال الدين أتاتورك: الذئب الأغبر
8- المادية حركة رجعية
9- الجهاد والتربية: بين الماضي والحاضر
❞ ملخص كتاب " فن التحدث مع الآخرين بلباقة " هل تتذكر حالتك صباح يوم تقديمك لحديث أمام مجموعة من الناس، وكيف تسارعت ضربات قلبك، وتساقط العرق على جبهتك، واهتزت قدماك، واضطربت أمعاؤك، وسيطر عليك الخوف والقلق، لا لشيء سوى وقفتك وحديثك أمام الآخرين؟
1- أولى خطوات الحديث بلباقة : يعد الإعداد الجيد أهم خُطوات الحديث الفعال، والإعداد الجيد لا بد أن يتضمن مجموعة من الأمور وهي: تحديد الهدف من الحديث، ويمكن الوصول إلى الهدف من الحديث بسهولة بأن تطرح على نفسك سؤال "لماذا ألتقي هؤلاء الناس؟وما الذي أريدهم أن يستفيدوه من الحديث؟"، كذلك تحديد اهتمامات الجمهور واتجاهاتهم، وجمع المعلومات الكافية عن موضوع الحديث، بالإضافة إلى البحث عن الوسائل التي تدعم بها موضوعك الأساسي، كالحقائق والقصص والفكاهات وغيرها، ثم وضع مخطط للحديث من خلال تقسيمه مجموعة فِقْرات،وكل فِقرة تناقش فكرة من أفكار الموضوع، وذلك في ترتيب متسلسل ومنطقي، ومن الجيد تجهيز وسائل الإيضاح المرئية المستخدمة، والتركيز على ابتكار أسلوب افتتاحي مؤثر لجذب انتباه الجمهور، ومن الضروري الاهتمام بصياغة خاتمة جيدة لأنها آخر ما يبقى في ذهن الجمهور من الحديث. ❝ ⏤دورثي ليدز
ملخص كتاب " فن التحدث مع الآخرين بلباقة "
هل تتذكر حالتك صباح يوم تقديمك لحديث أمام مجموعة من الناس، وكيف تسارعت ضربات قلبك، وتساقط العرق على جبهتك، واهتزت قدماك، واضطربت أمعاؤك، وسيطر عليك الخوف والقلق، لا لشيء سوى وقفتك وحديثك أمام الآخرين؟
يعد الإعداد الجيد أهم خُطوات الحديث الفعال، والإعداد الجيد لا بد أن يتضمن مجموعة من الأمور وهي: تحديد الهدف من الحديث، ويمكن الوصول إلى الهدف من الحديث بسهولة بأن تطرح على نفسك سؤال "لماذا ألتقي هؤلاء الناس؟وما الذي أريدهم أن يستفيدوه من الحديث؟"، كذلك تحديد اهتمامات الجمهور واتجاهاتهم، وجمع المعلومات الكافية عن موضوع الحديث، بالإضافة إلى البحث عن الوسائل التي تدعم بها موضوعك الأساسي، كالحقائق والقصص والفكاهات وغيرها، ثم وضع مخطط للحديث من خلال تقسيمه مجموعة فِقْرات،وكل فِقرة تناقش فكرة من أفكار الموضوع، وذلك في ترتيب متسلسل ومنطقي، ومن الجيد تجهيز وسائل الإيضاح المرئية المستخدمة، والتركيز على ابتكار أسلوب افتتاحي مؤثر لجذب انتباه الجمهور، ومن الضروري الاهتمام بصياغة خاتمة جيدة لأنها آخر ما يبقى في ذهن الجمهور من الحديث.
شعور الخوف من أكثر ما يؤثر في جودة الحديث ولباقته، ويؤدي إلى فقدان الثقة والوقوع في عديد من الأخطاء، لذا مِن المهم جدًّا أن يعمل المتحدث على كسر حاجز خوف التحدث أمام الجماهير، وهناك أربعة مخاوف أساسية يشترك فيها المتحدثون: خوف ضعف…
المعيار الأساسي لصياغة أي افتتاحية جيدة هو مدى قدرتها على جذب الجمهور، ومن الوسائل الفعالة في صياغة افتتاحية جذابة: مجاملة الجمهور بتعليق صادق على سمة معينة يتصف بها وإظهار الحب له، والتجاوب مع الجمهور من خلال طرح الأسئلة التي قد تكون بلاغية أوتوظيف الإحصاءات المدهشة والمقارنات النوادر والفكاهات والقصص والأقوال المأثورة، والاستفادة من الأحداث الجارية والمناسبات في إبراز أهمية الحديث.أيضًا، من نقاط الحديث المهمة الانتقال السلس بين الأفكار، وقد يكون الانتقال بين الأفكار من خلال بعض الكلمات،مثل: مع ذلك، على الرغم من، بالإضافة إلى، من ناحية أخرى، أو بتغيير نبرة الصوت ومستواه أو باستخدام لغة الجسد.
أول ما يمكن أن يجعل الحديث فعّالًا استخدامُ لغة بسيطة واضحة، ومما يساعد في ذلك: تجنبُ استخدام صيغة المبني للمجهول، والتخلص من الكلمات والتعبيرات التي تعطي إيحاءً بضعف الحديث، مثل: ربما، أظن، نوعًا ما، إلى حدٍّ ما،وحَذَرُ الإسراف في الشرح والتوضيح الذي يمكن الاستغناء عنه، واستخدام الكلمات ذات المقطع الواحد، وتوصيل المعنى والهدف بأقل الكلمات، واستخدام الكلمات الشائعة بدلًا من الكلمات الشاذة والمتخصصة، والحرص على الوضوح والصراحة في الحديث،واستخدام الكلمات التي لها قدرة على التأثير في الجمهور.
إلى جانب إلقاء الحديث بشكل عام، هناك مجموعة من المواقف الخاصة، مثل: التحدث إلى وسائل الإعلام، والتحدث في المؤتمرات والاجتماعات، وغيرها مما يتطلب مهارات إضافية للتحدث والتواصل.
في ما يخص المقابلات الإعلامية والصحفية، يحتاج الفرد إلى تحديد الهدف من المقابلة حتى يتمكن من استجماع أفكاره الأساسية ولا يتشتت بعيدًا عنه، كذلك فإنه بحاجة إلى الإعداد الجيد للحوار والالتزام بأن يكون متحمسًا، ويجيب عن الأسئلة بصورة كافية بسيطة في الوقت نفسه.
لا يكفي أن تعرف كيف تتحدث مع الآخرين بلباقة، ولكن يجب أن تطبق ذلك على أرض الواقع مع إدراك أنه لن يتحقق بين عشية وضحاها، بل يحتاج إلى الاستمرارية والمتابعة والتقييم.
❞ ملخص كتاب ❞ عرب وأكراد❝ إن الرأي العام العربي لا يدرك الكثير عن الكرد وثقافتهم ونضالهم المستمر، ولا عن الإبادة والقمع الذي يتعرضون له، على الرغم من أن تلك الفئة التي -يبلغ تعدادها بالملايين -تتشارك مع العرب الأرض نفسها، بل إن كثيرًا من العرب لا يعلمون أن أهم وأعظم الشخصيات في تاريخهم هي في الأساس ذات أصل كردي؛ كالأديب (عباس العقاد ) وأمير الشعراء (أحمد شوقي ) و(صلاح الدين الأيوبي ) وغيرهم كثيرون، بل إن المسألة الكردية لم تحظَ ولو بالقليل من الدعم من الأنظمة العربية عدا استثناءات قليلة.
1- من هم الكرد؟ المنشأ والجغرافيا واللغة والديانة: الكرد هم شعب آريّ من مجموعة الشعوب الهند، أوروبية من العائلة الإيرانية، لغتهم الخاصة هي اللغة الكردية وهي مشتقة من مجموعة من اللغات من بينها الفارسية والأفغانية والعديد من اللغات الأخرى. وعلى الرغم من صعوبة وضع رقم دقيق ومحدد حول تعدادهم نتيجة للتشتت والاضطهاد الذي يتعرضون له؛ حيث يعيشون في بعض الدول دون جنسية ودون أن تتضمنهم الدول في سجلات مواطنيها، فوفقًا لبعض المصادر، يتراوح تعدادهم من 30 إلى 35 مليون نسمة.
يعيشون في (كردستان ) التي تُقدَّر مساحتها بنصف مليون كم مربع وهي مقسمة بين خمس دول: (تركيا ) ويعيش فيها من 12 إلى 16 مليون كردي، و(إيران ) ويعيش فيها من 6 إلى 8 ملايين، و(العراق ) ويعيش فيها من 4 إلى 5 ملايين، و(سوريا ) ويعيش فيها مليون ونصف، وبضعة آلاف في (الاتحاد السوفيتي ) سابقًا. ووفقًا لهذه التقديرات؛ فهم ثالث مجموعة عرقية في آسيا الصغرى والشرق الأوسط بعد العرب الذين يقدر تعدادهم بـِِِِِ 160 مليون، والترك الذين يُقدر تعدادهم بـِِِِِ 60 مليون.
إن تاريخ الشعب الكردي هو تاريخ طويل للغاية، يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد؛ فقد كانوا من أوائل الشعوب التي تركت حياة الكهوف، كما أنهم انتلقوا بسرعة من مرحلة الصيد البدائية إلى مرحلة الإنتاج الزراعي وتطوير المحاصيل؛ فبعض المحاصيل كالقمح والذرة والشعير كانت قد انطلقت من (كردستان ) في ذلك الوقت، كما عُثر بها على قطعة قماش يعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد على الرغم من أن كافة المنسوجات التي كان قد تم العثور عليها من قبل كان يعود تاريخها إلى 6000 قبل الميلاد، وهو ما يعني أن تاريخ المنسوجات أقدم من ذلك، بكثير بل يبدو أن الكرد كانوا أحد روّاد النسج.
كانت الديانة في (كردستان ) هي الزرادشتية إلى أن وصل إليها الجيش الإسلامي بفتوحاته عام 640 م. الغالبية العظمى منهم على المذهب السني، وبضعة ملايين من أكراد (إيران) على المذهب الشيعي، كما يوجد مسيحيون ولكن بأعداد قليلة فعلى الرغم من وصولها إليهم عام 33 م بفضل حكومة (روما ) فقد واجهها الأكراد بالحفاظ على العقيدة الزرادشتية، بالإضافة إلى أقلية يهودية هاجرت إلى (إسرائيل ) بعد إقامتها عام 1948 م. ❝ ⏤
ملخص كتاب ❞ عرب وأكراد❝
إن الرأي العام العربي لا يدرك الكثير عن الكرد وثقافتهم ونضالهم المستمر، ولا عن الإبادة والقمع الذي يتعرضون له، على الرغم من أن تلك الفئة التي -يبلغ تعدادها بالملايين -تتشارك مع العرب الأرض نفسها، بل إن كثيرًا من العرب لا يعلمون أن أهم وأعظم الشخصيات في تاريخهم هي في الأساس ذات أصل كردي؛ كالأديب (عباس العقاد ) وأمير الشعراء (أحمد شوقي ) و(صلاح الدين الأيوبي ) وغيرهم كثيرون، بل إن المسألة الكردية لم تحظَ ولو بالقليل من الدعم من الأنظمة العربية عدا استثناءات قليلة.
الكرد هم شعب آريّ من مجموعة الشعوب الهند، أوروبية من العائلة الإيرانية، لغتهم الخاصة هي اللغة الكردية وهي مشتقة من مجموعة من اللغات من بينها الفارسية والأفغانية والعديد من اللغات الأخرى. وعلى الرغم من صعوبة وضع رقم دقيق ومحدد حول تعدادهم نتيجة للتشتت والاضطهاد الذي يتعرضون له؛ حيث يعيشون في بعض الدول دون جنسية ودون أن تتضمنهم الدول في سجلات مواطنيها، فوفقًا لبعض المصادر، يتراوح تعدادهم من 30 إلى 35 مليون نسمة.
يعيشون في (كردستان ) التي تُقدَّر مساحتها بنصف مليون كم مربع وهي مقسمة بين خمس دول: (تركيا ) ويعيش فيها من 12 إلى 16 مليون كردي، و(إيران ) ويعيش فيها من 6 إلى 8 ملايين، و(العراق ) ويعيش فيها من 4 إلى 5 ملايين، و(سوريا ) ويعيش فيها مليون ونصف، وبضعة آلاف في (الاتحاد السوفيتي ) سابقًا. ووفقًا لهذه التقديرات؛ فهم ثالث مجموعة عرقية في آسيا الصغرى والشرق الأوسط بعد العرب الذين يقدر تعدادهم بـِِِِِ 160 مليون، والترك الذين يُقدر تعدادهم بـِِِِِ 60 مليون.
إن تاريخ الشعب الكردي هو تاريخ طويل للغاية، يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد؛ فقد كانوا من أوائل الشعوب ....... [المزيد]
كانت الامبراطورية العثمانية تمتد على مساحات شاسعة ومترامية الأطراف، لكن غرقها في الديون الطائلة مع بداية القرن التاسع عشر جعلها تقع تحت السيطرة والنفوذ الأجنبي الذي تحكم في التجارة الخارجية لكافة أنحاء الامبراطورية، كما أنه سيطر على مواردها وثرواتها من المعادن واحتكرها لنفسه. بدأت الأمبراطورية في التفكك والتحلل؛ حيث سعت بعض الدول الواقعة تحت السيطرة العثمانية إلى الثورة والتمرد للاستقلال بقوميتها.
أما في (تركيا ) -المقر الرئيسي للامبراطورية -فقد ظهرت الحركات الثورية التي تسعى إلى الإطاحة بالسلطان وإقامة دولة دستورية وحصول (تركيا ) على قوميتها الخاصة بعيدًا عن السيطرة العثمانية، حيث ظهرت "الحركة العثمانية" عام 1865 م وتطورت لتصبح عام 1890 م حركة "تركيا الفتاة"، التي تمكن من خلالها (مصطفى كمال أتاتورك ) من الإطاحة بالخلافة العثمانية عام 1923 م، لكن ذلك التحول من العثمانية إلى التركية قد أجَّج الشعور القومي لدى الأتراك إلى حدٍّ متطرف؛ حيث أصبح الجنس التركي -بالنسبة لهم -هو أصل البشرية والحضارة؛ لذا فقد عملوا على القضاء على كافة الأقليات القومية ....... [المزيد]
3- نشأة الدولة العراقية؛ النفط يقرر مصير (كردستان )
4- العلاقات العربية الكردية من استقلال (العراق ) إلى حرب الخليج
5- حصول أكراد (العراق ) على الحكم الذاتي، حرية أم عقاب؟
6- وضع الأكراد في (تركيا )
7- وضع الأكراد في (إيران )
8- وضع الأكراد في (سوريا )
9- وضع الأكراد في (الاتحاد السوفييتي ) سابقًا
❞ ملخص كتاب ❞ تاريخ الدولة الصفوية في إيران❝ تناول الدكتور (محمد سهيل طقوش) فترة مهمة من التاريخ الإيراني؛ حيث تناول ظهور الأسرة الصفوية في (إيران)، وكيف وصلوا إلى الحكم؟ وكيف جعلوا المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي لدولتهم؟ وتناول أيضَا الصراعات الداخلية التي حدثت بين أفراد الأسرة الصفوية. وصراعات الدولة الصفوية الخارجية مع العثمانيين والأوزبك. وكيف أدت تصرفات الحكام الخاطئة إلى إضعاف الدولة وسقوطها. 1- أوضاع إيران قبل الدولة الصفوية: ظهرت في (إيران) الكثير من الدول، وكان آخر هذه الدول: الدولة الساسانية، والتي قضى عليها المسلمون. وانتشر الإسلام في (إيران) بسرعة وازدهرت حضارته فيها خلال العصر العباسي. ونتيجة لضعف الخلفاء العباسيين الذي بدا واضحًا منذ القرن الثالث الهجري، تعرضت الدولة العباسية لانقسامات سياسية حادة؛ فظهرت الدول الانفصالية في (إيران) مثل الدولة الطاهرية، والدولة الصفارية، والدولة السامانية، والدولة البُوَيْهِيّة، والدولة السلجوقية، قبل أن تتعرض البلاد لغزو مغولي في منتصف القرن السابع الهجري، وأصبحت تحت حكم المغول، في ظل العداوة الشديدة التي يكنونها للإسلام. ثم اعتنق المغول الإسلام، وأخذت (إيران) تسترد تدريجيًا مكانها تحت حكم الإيلخايين المغول. وعندما ضعف الإيلخانيون، تعرضت البلاد لموجة مغولية تركية بقيادة (تيمورليك)، الذي استولى عليها عام 798هـ، وكانت دولته التي أسسها تركية الطابع إيرانية الحضارة، ولكن هذه الدولة تفككت بسرعة بعد وفاته؛ حيث عانت (إيران) من الفوضى والانقسام بين ملوك ضعاف عرّضت البلاد لأشد أنواع التدمير والخراب؛ فتطلع الإيرانيون إلى ظهور مُخَلِّص ينتشلهم من الفوضى ويعيد إلى بلادهم وحدتها.
في الوقت الذي أصبحت فيه (إيران) مسرحًا للحروب بين الطامعين في السلطة، كانت تنمو في الشمال في (أردبيل) بـِِ (أذربيجان) أسرة تركية تخصصت في الوعظ والإرشاد، عُرفت بالأسرة الصفوية، تنتسب هذه الأسرة إلى الشيخ (صفي الدين إسحاق الأدربيلي) –وهو الجد الخامس للشاه (إسماعيل الصفوي) مؤسس الدولة الصفوية–، وهو تركي سني على مذهب الإمام الشافعي، وشيخ طريقة صوفية، انتقل إلى (أردبيل) في (شمال إيران)، ومن هذا الاسم (صفي الدين) أخذت السلالة اسمها – السلالة الصفوية –، ويصل مؤرخو عصره نسبه إلى الإمام (موسى الكاظم). اعتنق أحد أحفاد الشيخ (صفي الدين)، وهو الشيخ (جنيد)، المذهب الشيعي الاثني عشري، وترتب على ذلك أنه رفض الاعتراف بسلطة الأمراء المسلمين السنة، وراح يعمل على نشر مذهبه في الولايات المجاورة، فالتفّ حوله عشرات الآلاف من التركمان الشيعة في (الأناضول)، وقد تم على يديه تحول الحركة الصفوية إلى حركة شيعية بعد أن تهيأ له الجو السياسي بتفتت الإمبراطورية التيمورية. ❝ ⏤محمد سهيل طقوش
ملخص كتاب ❞ تاريخ الدولة الصفوية في إيران❝
تناول الدكتور (محمد سهيل طقوش) فترة مهمة من التاريخ الإيراني؛ حيث تناول ظهور الأسرة الصفوية في (إيران)، وكيف وصلوا إلى الحكم؟ وكيف جعلوا المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي لدولتهم؟ وتناول أيضَا الصراعات الداخلية التي حدثت بين أفراد الأسرة الصفوية. وصراعات الدولة الصفوية الخارجية مع العثمانيين والأوزبك. وكيف أدت تصرفات الحكام الخاطئة إلى إضعاف الدولة وسقوطها.
ظهرت في (إيران) الكثير من الدول، وكان آخر هذه الدول: الدولة الساسانية، والتي قضى عليها المسلمون. وانتشر الإسلام في (إيران) بسرعة وازدهرت حضارته فيها خلال العصر العباسي. ونتيجة لضعف الخلفاء العباسيين الذي بدا واضحًا منذ القرن الثالث الهجري، تعرضت الدولة العباسية لانقسامات سياسية حادة؛ فظهرت الدول الانفصالية في (إيران) مثل الدولة الطاهرية، والدولة الصفارية، والدولة السامانية، والدولة البُوَيْهِيّة، والدولة السلجوقية، قبل أن تتعرض البلاد لغزو مغولي في منتصف القرن السابع الهجري، وأصبحت تحت حكم المغول، في ظل العداوة الشديدة التي يكنونها للإسلام. ثم اعتنق المغول الإسلام، وأخذت (إيران) تسترد تدريجيًا مكانها تحت حكم الإيلخايين المغول. وعندما ضعف الإيلخانيون، تعرضت البلاد لموجة مغولية تركية بقيادة (تيمورليك)، الذي استولى عليها عام 798هـ، وكانت دولته التي أسسها تركية الطابع إيرانية الحضارة، ولكن هذه الدولة تفككت بسرعة بعد وفاته؛ حيث عانت (إيران) من الفوضى والانقسام بين ملوك ضعاف عرّضت البلاد لأشد أنواع التدمير والخراب؛ فتطلع الإيرانيون إلى ظهور ....... [المزيد]
توالت الأحداث بعد ذلك بسرعة حتى تولى رئاسة الأسرة (إسماعيل) ابن الشيخ (حيدر)، فالتف حوله تركمان (الأناضول) وراحوا يروّجون للدعوة الشيعية، وشكّل تركمان (الأناضول) نواة جيش (إسماعيل)، ونظروا إليه وإلى خلفائه من بعده كأحد أولياء الله. بدأ (إسماعيل) حركته الثورية منطلقًا من (أذربيجان)، فلقَّب نفسه بالشاه، واستولى على (شَروان)، وانتزع (تبريز) من أيدي (الآق قوينلو)، واتخذها عاصمة لدولته الناشئة، وسيطر على (أصفهان) و (يزد) و (كرمان) و (جنوب خرسان)، وضرب النقود باسمه وخُطِبَ له على المنابر. فرض (إسماعيل) بعد أن استولى على (تبريز)، المذهب الشيعي الاثني عشري على سكانها، واضطهد مخالفيه من أهل السنة، وقتل منهم نحو عشرين ألفًا، وتوَّجَهُ أعوانه ملكًا على (إيران)، ولقبوه بـِِ (أبي المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي). أجرى الشاه (إسماعيل الأول) بعد استقراره في (تبريز) بعض الترتيبات الإدارية لتيسير أمور البلاد، فعيّن (حسين بك الله) نائبًا له، ومُرَبِّيه الشيخ (شمس الدين اللاهيجي) حاملًا للأختام، واستقدم الأمير (محمد زكريا) – وزير (الآق قوينلو) ونصّبه وزيرًا له.
بعد عام من ....... [المزيد]
3- الدولة الصفوية بعد وفاة الشاه (إسماعيل الأول)
4- عصر الشاه (عباس الأول)
5- سقوط الدولة الصفوية
❞ لمحة سريعة عن ذكريات عابرة ملخص أجزاء ذكريات عابرة : ذكريات عابرة تبدأ حديثها عن طفلا صغير فقد كل شئ وتبقى له جده ثم يأخذه جده في رحلة من الذكريات العديدة منها ذكريات حزينة وأخرى جميلة مرة في الحب وأخرى في الكره مرة في الخداع والرفض وأخرى في القبول والندم والتي تنتهي أحداثها بالفرح الساطع. ❝ ⏤محمد عبد النبي جمعة
لمحة سريعة عن ذكريات عابرة
ملخص أجزاء ذكريات عابرة
ذكريات عابرة تبدأ حديثها عن طفلا صغير فقد كل شئ وتبقى له جده ثم يأخذه جده في رحلة من الذكريات العديدة منها ذكريات حزينة وأخرى جميلة مرة في الحب وأخرى في الكره مرة في الخداع والرفض وأخرى في القبول والندم والتي تنتهي أحداثها بالفرح الساطع.
❞ موضوع كتاب فن اللا مبالاة : يدور موضوع كتاب فنن اللا مبالاة على ان الانسان لا يجب بالضرورة ان يكون ايجابيا طوال الوقت او صريحا الى حد ما و ان المفتاح الى بشر اكتر قوة و سعادة كامن في التعامل مع الشدائد تعاملا افضل بطريقة صائبة
. ❝ ⏤مارك مانسون
موضوع كتاب فن اللا مبالاة
يدور موضوع كتاب فنن اللا مبالاة على ان الانسان لا يجب بالضرورة ان يكون ايجابيا طوال الوقت او صريحا الى حد ما و ان المفتاح الى بشر اكتر قوة و سعادة كامن في التعامل مع الشدائد تعاملا افضل بطريقة صائبة
❞ ملخص كتاب ❞ السلطان الشهيد عماد الدين زنكي❝ يوضح الدكتور (الصلابي) في هذا الكتاب شخصية السلطان (عماد الدين زنكي)، وكيف أثر في تاريخ دولة السلاجقة؟ ومساهمته في تثبيت حكمها بعد أبيه، وكيف أثرت سيرة أبيه الطيِّبَة على حياته بعد وفاة والده؟ وكيف أفنى حياته في الجهاد في سبيل الله؟ وكيف كان يخشاه الصليبيون؟ وكيف كانت سياسته مع الصليبيين؟ وفتحه للحصون والقلاع وسعيه الشديد لتوحيد الجبهة الإسلامية، وقيادتها لمقاومة الاحتلال الصليبي. 1- (آق سُنْقُر) والد (عماد الدين) ومكانته لدى السلطان (ملكشاه): ينتمي (عماد الدين بن آق سُنْقُر بن عبد الله آل ترغان) إلى قبائل (السبايو) التركمانية، وقد حظي والده (أبو سعيد آق سُنْقُر) الملقب بـِِ (قسيم الدولة)، والمعروف بالحاجب، باهتمام المؤرخين بسبب الدور الذي لعبه على مسرح الأحداث السياسية والعسكرية لدولة السلاجقة. وكان (آق سُنْقُر) من أصحاب السلطان (ملكشاه الأول)، وقيل أنه كان من أخص أصدقائه. واشترك (آق سُنْقُر) إلى جانب السلاجقة في معارك عديدة، وولّاه (ملكشاه) (حلب) تقديرًا لجهوده في انتزاعها. وكانت (حلب) تعاني من عدم الاستقرار السياسي الذي انعكس سلبًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية فيها، وانتشار اللصوص وقطاع الطرق، إلا أن (آق سُنْقُر) أعاد إقامة الحدود الشرعية، وأقرّ مبدأ المسئولية الجماعية؛ فإذا تعرض أحد التجار لسرقة في قرية ما، فإن أهل القرية يكونون مسئولين عن دفع قيمة الضرر اللاحق بهؤلاء؛ مما أدى إلى جعل أهل القرية يساعدون الحكام في فرض الأمن.
وحدث الخلاف بين (آق سُنْقُر) و (تتش) أخو السلطان (ملكشاه)، إلا أن السلطان (ملكشاه) كان يَحُول بينهما. وبعد وفاة (ملكشاه)، طلب (تتش) السلطة لنفسه، وساعده (آق سنقر) في البداية، حتى تخلى عنه وانضم إلى (بركيارق بن ملكشاه) وساعده على الاحتفاظ بالسلطة. وكان (آق سُنْقُر) يعلم أن (تتش) سينتقم منه. وبالفعل سار (تتش) لقتاله؛ فسأله (تتش): "لو ظفرت بي ما كنت صنعت؟ قال كنت أرى قتلك"؛ فأمر (تتش) بقتل (آق سُنْقُر)، ودُفن خارج (حلب)، ثم لمّا ملك (عماد الدين)، نقل بقايا أبيه فدفنها بجانب المدرسة الرجاحية في (حلب). ولد (عماد الدين) سنة 477 هـ، وكان الابن الوحيد لأبيه، وعاش في رعاية والده مدة عشر سنوات تكوّنت خلالها الخطوط العريضة لشخصيته وتَشَرَّب من أبيه أخلاقه وصفاته، ودرّبه أبوه على الفروسية، والصبر على المشاق في الحرب. توفي عنه والده وعمره عشر سنوات، ولكن أمه عاشت حتى رأت ابنها يحكم (الموصل). ❝ ⏤علي محمد الصلابي
ملخص كتاب ❞ السلطان الشهيد عماد الدين زنكي❝
يوضح الدكتور (الصلابي) في هذا الكتاب شخصية السلطان (عماد الدين زنكي)، وكيف أثر في تاريخ دولة السلاجقة؟ ومساهمته في تثبيت حكمها بعد أبيه، وكيف أثرت سيرة أبيه الطيِّبَة على حياته بعد وفاة والده؟ وكيف أفنى حياته في الجهاد في سبيل الله؟ وكيف كان يخشاه الصليبيون؟ وكيف كانت سياسته مع الصليبيين؟ وفتحه للحصون والقلاع وسعيه الشديد لتوحيد الجبهة الإسلامية، وقيادتها لمقاومة الاحتلال الصليبي.
ينتمي (عماد الدين بن آق سُنْقُر بن عبد الله آل ترغان) إلى قبائل (السبايو) التركمانية، وقد حظي والده (أبو سعيد آق سُنْقُر) الملقب بـِِ (قسيم الدولة)، والمعروف بالحاجب، باهتمام المؤرخين بسبب الدور الذي لعبه على مسرح الأحداث السياسية والعسكرية لدولة السلاجقة. وكان (آق سُنْقُر) من أصحاب السلطان (ملكشاه الأول)، وقيل أنه كان من أخص أصدقائه. واشترك (آق سُنْقُر) إلى جانب السلاجقة في معارك عديدة، وولّاه (ملكشاه) (حلب) تقديرًا لجهوده في انتزاعها. وكانت (حلب) تعاني من عدم الاستقرار السياسي الذي انعكس سلبًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية فيها، وانتشار اللصوص وقطاع الطرق، إلا أن (آق سُنْقُر) أعاد إقامة الحدود الشرعية، وأقرّ مبدأ المسئولية الجماعية؛ فإذا تعرض أحد التجار لسرقة في قرية ما، فإن أهل القرية يكونون مسئولين عن دفع قيمة الضرر اللاحق بهؤلاء؛ مما أدى إلى جعل أهل القرية يساعدون الحكام في فرض الأمن.
وحدث الخلاف بين (آق سُنْقُر) و (تتش) أخو السلطان (ملكشاه)، إلا أن السلطان (ملكشاه) كان يَحُول بينهما. وبعد وفاة (ملكشاه)، طلب (تتش) السلطة لنفسه، ....... [المزيد]
كان من العوامل الرئيسية التي ساعدت على ظهور (عماد الدين) منذ طفولته، ذلك الدور الذي لعبه والده (آق سُنقُر) في شئون دولة السلاجقة السياسية والعسكرية والإدارية، والمكانة التي حصل عليها نتيجة خدماته لسلاطين السلاجقة، حتى أنه ضحّي بحياته في سبيل الولاء للسلطان السلجوقي (بركيارق)، ولم ينس (بركيارق) تضحية (آق سُنْقُر)؛ فجازاه بعد مقتله، بتوجيه العناية والاهتمام نحو ابنه الوحيد (عماد الدين) الذي كان آنذاك في العاشرة من عمره، وكان يقيم في (حلب) تحت رعاية مماليك أبيه، وأصحابه الذين يكنون الحب العميق لـ (آق سُنْقُر). وحين تولى أمر (الموصل) قوام الدولة (كربوفا)، باسم السلطان (بركيارق)، أعطى (عماد الدين) اهتمامًا خاصًا، وطلب من بعض مماليك والده المقيمين في (حلب) إحضار (عماد الدين) إليه، وقال لهم: "هو ابن أخي، وأنا أولى الناس بتربيته، وظلت العلاقة طيبة بين (عماد الدين) وبين الأمراء الذين حكموا (الموصل)."
قرر السلطان (محمود) تزويج (عماد الدين) أرملة أحد أمرائه الكبار، وتم ذلك في احتفال شهده السلطان وعدد كبير من القادة والمسئولين؛ الأمر الذي هيأ لـ (زنكي) فرصة الظهور في ....... [المزيد]
3- علاقة (عماد الدين) بالخليفة العباسي وسلطان السلاجقة
4- طموحات (عماد الدين) التوسعية
5- جهاد (عماد الدين زنكي) ضد الصليبيين
❞ ملخص كتاب ❞هو لا يعلم❝ ، بقلم رحيل وعودة..صمت وكلام..موت وحياة..ومابينهم يبقى "هو لايعلم"..ماذا حدث؟! كيف كان؟! متى النهاية؟! مثلث ثلاثى الأبعاد يحمل بين أضلعه الكثير من الأحداث..تبدو منه اسئله مجهولة الاجوبة ..ولكن الاجابات ليست بمجهولة فقط " هو لايعلم "..عصفور صغير اخذ يطير ويطير يحلق عاليا فى السماء يفرض جناحيه للهواء ..يشدو بـــ ألحان يحمل للحبيب "عنوان" ..بين السطور يحكى قصه " قصة حياه" لروح كانت حره اضحت فى دروب العشق أسيرة ..يروى قصته ولا احد يسمعه هو لا يعلم : رحيل وعودة..صمت وكلام..موت وحياة..ومابينهم يبقى "هو لايعلم"..ماذا حدث؟! كيف كان؟! متى النهاية؟! مثلث ثلاثى الأبعاد يحمل بين أضلعه الكثير من الأحداث..تبدو منه اسئله مجهولة الاجوبة ..ولكن الاجابات ليست بمجهولة فقط " هو لايعلم "..عصفور صغير اخذ يطير ويطير يحلق عاليا فى السماء يفرض جناحيه للهواء ..يشدو بـــ ألحان يحمل للحبيب "عنوان" ..بين السطور يحكى قصه " قصة حياه" لروح كانت حره اضحت فى دروب العشق أسيرة ..يروى قصته ولا احد يسمعه ..اخذ من الكلمات ألحان علها تيقظ الاسماع ..صار يعزف على اوتار الايام ليل ونهار حتى انبتت الارض خضار وحفرت فى الجبال انهار ونسجت من الشمس الحلى ومن القمر شموع تنير الظلام ..صنعت حياة اضحى بها " الخلود " عنوان ومع كل هذا مازال " هو لايعلم " ..استكان العصفور فى عشه وظل يفكر ..لم تقرأ الرواية ..ولم يكن للحن اسماع ....ماذا يفعل ليثير الأنتباه؟؟..حمل عشه بين اضلعه وطار به يبحث عن مكان قريب كى يكون جار للحبيب ..لم يجد اقرب من شرفته ليتخذها للعش مكان ..ظل العصفور ينتظر وطال به الانتظار ايام طوال الى ان اعتقد ان العش صغير لايراه الحبيب ..سعى جاهداً حتى يصبح العش كبير يتدلى من شرفة الحبيب ..تعجب له الجميع اثار اعجاب لم يكن له مثيل ..ويزداد الحزن فى قلب الطائر المسكين كيف تعجب الجميع ؟ولم يتعجب الحبيب ؟!!!!! ..لعله مازال " لايعلم " ..صار يبكى ويبكى حتى اضنى الدمع عيناه ..ماذا اصبح لديه ؟؟ هل فعل كل شىء؟؟ ام ان هناك الكثير ليفعله !!!! تمضى الايام عليه صعاب ويمضى معها عمر الصغير ..كم كان عصفور جميل يسعد الناظرين يملء الدنيا حنان وأمان ..يشدو الالحان تبعث فى النفوس الحياة ..قضى عمره يغزل الكلمات مفعمة برحيق الزهور .نثر الحب فى الارض فأنبتت اغصان الزيتون ..كانت كلماته تلمس القلوب لمسه كالمس الزهور ..فأتخذه الجميع رمز للحب والسلام ....وهكذا العمر يمضى ويمضى ..ومع كل لحظة تمر تحمل عمر اخر من الاشواق لمن أحب ..ولكن من أحبه "لايعلم" ..اخذ الشيب يتملك من عمر الصغير فلم يعد ذلك العصفور الصغير ..نال الكبر منه لم يعد يقوى على صراعات الحياة..يعلم هو ذلك انه ســ يأتى يوم يعجز فيه ويزول الشباب تلك هى الحياة مراحل معدودة ..كانت أمنيته قبل ان ينتهى به العمر ان يشعر به حبيبه ويعلم فقط كم احبه ..ودائما تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ..هبت عاصفة شديدة اطاحت بعشه ..وكيف له العيش دونه..حاول المسكين اعادة ترميمه ولم يستطيع فقد بناه فى شبابه اخذ سنوات طوال حتى يصير على ما كان عليه ..والأن وقد وهنت قوته كيف يقدر على اعادته .؟؟!! هل يطلب من الزمان ان يعود للوراء..؟؟!! ام يطلب من من تغلبت عليهم الانانية ان يساعدوه فى بنائه..؟؟؟!! حزن الجميع على ما حدث ..حاول الكثير ان يساعدوه ولكنه رفض احد ان يساعده ..مازال الأمل ينبض فى قلبه بأن الحبيب ســـ يساعده ..مرت الايام والعش منهار والعصفور يبيت فى العراء حرارة الشمس تلهبه وقسوة البرد ترعده .ومازال ينتظر ..اشفق الجميع لحاله ومازال " هو لايعلم" ..حتى أتى احدهم يوم يخبره مالك تترك عصفورك هكذا ..الم تعرف الرحمة مكان بقلبك ..حاول الجميع معه كثير وكثير ..الى ان تنازل يوم عن غروره المريض وذهب ينظر اليه .وكم حملت النظرات من سخرية تعبر عن مكنون ناظرها ..ولايسعه فعل شىء سوى ان يقول له سأحاول مساعدتك فيما بعد وتركه وعاد ..وياليته لم يأتى اليه ..تدفقت الدموع انهار واضحى الحزن جبال واوشك العمر على النفاذ ..وباتت الرواية واللحن سر من اسرار الحياة ..جمع ما تبقى لديه من قوة وطار الى بعيدا بعيد يتساقط الدمع من عيناه ..يخدش الورود من شدة الالام ..يستقر به الحال بجانب النهر الذى رأى عنده الحبيب .فقد بدءت قصته من هناك ..جلس وحيد يشكو الامه الى رفيق دربه ..حمله اخر رسائله ومعها اخر الانفاس ..فتحمل الامواج رفاته فقد كان رفيقه فى الحياة وســ يبقى فى احضانه بعد الممات ..عاد الحبيب ليساعد العصفور فى بناء عشه ولم يجده..يبحث عنه فى كل مكان يسأل الجميع ولا احد يعلم ما حدث ..اتبحث عنه بعدما اهملته ..يشعر الأن بحجم فعلته ولكن هل الندم يعيد الزمان ...بعد رحلة البحث عاد الى حطام العش ينظر اليه ويتمنى لو ان يعثر عليه ليعتذر له عما فعل فى حقه من اهمال ..حتى جاءته فراشة صغيرة ترشده الى طريق طويل ..ذهب معها دون ان يسألها الى اين هذا الطريق حتى وصل الى النهر ذلك الذى لطالما جلس طويلاً بجواره يشكو اليه حاله ...ينظر اليه فى صمت ولا يطول الصمت الى ان حملت الامواج ريشة ورسالة ..يلتقط الريشة يعلم منها ما صار ..ويقرأ الرسالة فـــ تخبره عن الرواية .." قصة حب " صارت للحياة حياة تتساقط منه الدموع ترسم على الرمال أوتار تعزف من الجراح نغم ..تسرق من الدموع افراح ..تضوى من الظلام شموع ..وتكتب مع اليأس أمل ..يحمل الريشة والرسالة ويعود ,,ليبنى عش ليس له مثيل ..يدعو جميع الطيور ان تسكن فيه ..وباتت تهفو اليه العصافير يقدم لها الرعاية والحنان ..ليل ونهار ينظر للسماء ..يردد أنشودة السلام ..سلام سلام سلام لك يا عصفور الحب والســــــــــــــــــــــــــــــــلام ...............................!!
. ❝ ⏤هاجر رفعت السيد
ملخص كتاب ❞هو لا يعلم❝ ، بقلم
رحيل وعودة..صمت وكلام..موت وحياة..ومابينهم يبقى "هو لايعلم"..ماذا حدث؟! كيف كان؟! متى النهاية؟! مثلث ثلاثى الأبعاد يحمل بين أضلعه الكثير من الأحداث..تبدو منه اسئله مجهولة الاجوبة ..ولكن الاجابات ليست بمجهولة فقط " هو لايعلم "..عصفور صغير اخذ يطير ويطير يحلق عاليا فى السماء يفرض جناحيه للهواء ..يشدو بـــ ألحان يحمل للحبيب "عنوان" ..بين السطور يحكى قصه " قصة حياه" لروح كانت حره اضحت فى دروب العشق أسيرة ..يروى قصته ولا احد يسمعه
رحيل وعودة..صمت وكلام..موت وحياة..ومابينهم يبقى "هو لايعلم"..ماذا حدث؟! كيف كان؟! متى النهاية؟! مثلث ثلاثى الأبعاد يحمل بين أضلعه الكثير من الأحداث..تبدو منه اسئله مجهولة الاجوبة ..ولكن الاجابات ليست بمجهولة فقط " هو لايعلم "..عصفور صغير اخذ يطير ويطير يحلق عاليا فى السماء يفرض جناحيه للهواء ..يشدو بـــ ألحان يحمل للحبيب "عنوان" ..بين السطور يحكى قصه " قصة حياه" لروح كانت حره اضحت فى دروب العشق أسيرة ..يروى قصته ولا احد يسمعه ..اخذ من الكلمات ألحان علها تيقظ الاسماع ..صار يعزف على اوتار الايام ليل ونهار حتى انبتت الارض خضار وحفرت فى الجبال انهار ونسجت من الشمس الحلى ومن القمر شموع تنير الظلام ..صنعت حياة اضحى بها " الخلود " عنوان ومع كل هذا مازال " هو لايعلم " ..استكان العصفور فى عشه وظل يفكر ..لم تقرأ الرواية ..ولم يكن للحن اسماع ....ماذا يفعل ليثير الأنتباه؟؟..حمل عشه بين اضلعه وطار به يبحث عن مكان قريب كى يكون جار للحبيب ..لم يجد اقرب من شرفته ليتخذها للعش مكان ..ظل العصفور ينتظر وطال به الانتظار ايام طوال الى ان اعتقد ان العش صغير لايراه الحبيب ..سعى جاهداً حتى يصبح ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞الفوائد لابن القيم (ت. شمس)❝ دأب العلماء على جمع ما يستحسنونه – مما طالعوه في كتاب أو استفادوه من جليس أو تلقوه من شيخ أو انقدح في أذهانهم من فكر – في مجموع غير موحد الموضوع لكن عميم الفائدة، وأهمية هذه المجاميع إضافة إلى قيمتها العلمية تكمن في كونها زاداً خفيف الحمل عميم النفع، يتنقل فيه المطالع من مبحث إلى آخر دون مظنة ملل أو صارف من إطناب.
ومن جملة هذه الكُتب التي ذاع صيتها، كتاب “الفوائد” للإمام الشيخ ابن قيّم الجوزية، وهو على صغر حجمه حوى مطالب عالية يندر وجودها مجتمعة في مصنف واحد، ويمكن اختصارها في أقسام ثلاثة:
أ. الحِكم والوصايا.
ب. تفسير بعض الآيات القرآنية.
ت. رقائق وزهديات.
وليس ما ذكرناه هو كل ما في الكتاب، فقد يجني مُتصفحه دقائق ولطائف تؤكد ما ذهب إليه المؤلف من تسمية كتابه بالفوائد. قاعدة جليلة: الانتفاع بالقرآن: إذا أردت الانتفاع بالقرآن: فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضر حضور من يُخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد)
قوله: (لمن كان له قلب)، المراد به القلبُ الحيّ الذي يعقل عن الله، كما قال الله تعالى:
(إن هو إلا ذكرٌ وقرآن مبين “69” ليُنذر من كان حيّاً) أي حيَّ القلب.
وقوله: (أو ألقى السمع)، أي وجه سمعه، وأصغى حاسة سمعه إلى ما يُقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام. وقوله: (وهو شهيد)، أي شاهد القلب، حاضرٌ غير غائب.
فإذا حصل المؤثر، وهو القرآن، والمحل القابل، وهو القلب الحي؛ ووجد الشرط، وهو الإصغاء؛ وانتفى المانع، وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر.
فإن قيل: إذا كان التأثير، إنما يتمّ بمجموع هذه، فما وجه دخول أداة “أو” في قوله (أو ألقى السمع)، والموضع موضع واو الجمع لا موضع “أو” التي هي لأحد الشيئين؟
قيل: هذا سؤال جيد، والجواب عنه: أن يُقال: خرج الكلام بأو باعتبار حال المخاطب المدعو، فإن من الناس من يكون حيّ القلب واعيه تام الفطرة، فإذا فكّر بقلبه وجال بفكره، دله قلبه وعقله على صحة القرآن وأنه الحق، وشهد قلبه بما أخبر به القرآن، فكان ورد القرآن على قلبه نوراً على نور الفطرة، وهذا وصف الذين قيل فيهم: (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أُنزل إليك من ربك هو الحق).
ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد، واعي القلب، كامل الحياة؛ فيحتاج إلى شاهد يميز له بين الحق والباطل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحيّ الواعي؛ فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام، وقلبه لتأمله والتفكر فيه وتعقل معانيه؛ فيعلم حينئذٍ أنه الحق. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
ملخص كتاب ❞الفوائد لابن القيم (ت. شمس)❝
دأب العلماء على جمع ما يستحسنونه – مما طالعوه في كتاب أو استفادوه من جليس أو تلقوه من شيخ أو انقدح في أذهانهم من فكر – في مجموع غير موحد الموضوع لكن عميم الفائدة، وأهمية هذه المجاميع إضافة إلى قيمتها العلمية تكمن في كونها زاداً خفيف الحمل عميم النفع، يتنقل فيه المطالع من مبحث إلى آخر دون مظنة ملل أو صارف من إطناب.
ومن جملة هذه الكُتب التي ذاع صيتها، كتاب “الفوائد” للإمام الشيخ ابن قيّم الجوزية، وهو على صغر حجمه حوى مطالب عالية يندر وجودها مجتمعة في مصنف واحد، ويمكن اختصارها في أقسام ثلاثة:
أ. الحِكم والوصايا.
ب. تفسير بعض الآيات القرآنية.
ت. رقائق وزهديات.
وليس ما ذكرناه هو كل ما في الكتاب، فقد يجني مُتصفحه دقائق ولطائف تؤكد ما ذهب إليه المؤلف من تسمية كتابه بالفوائد.
إذا أردت الانتفاع بالقرآن: فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضر حضور من يُخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد)
قوله: (لمن كان له قلب)، المراد به القلبُ الحيّ الذي يعقل عن الله، كما قال الله تعالى:
(إن هو إلا ذكرٌ وقرآن مبين “69” ليُنذر من كان حيّاً) أي حيَّ القلب.
وقوله: (أو ألقى السمع)، أي وجه سمعه، وأصغى حاسة سمعه إلى ما يُقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام. وقوله: (وهو شهيد)، أي شاهد القلب، حاضرٌ غير غائب.
فإذا حصل المؤثر، وهو القرآن، والمحل القابل، وهو القلب الحي؛ ووجد الشرط، وهو الإصغاء؛ وانتفى المانع، وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر.
فإن قيل: إذا كان التأثير، إنما يتمّ بمجموع هذه، فما وجه دخول أداة “أو” في قوله (أو ألقى السمع)، والموضع موضع واو الجمع لا موضع “أو” التي هي لأحد الشيئين؟
قيل: هذا سؤال جيد، والجواب عنه: أن يُقال: خرج الكلام بأو باعتبار حال المخاطب المدعو، فإن من ....... [المزيد]
قوله تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)
أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولاً مُنقادة للوطء عليها، وحفرها، وشقها، والبناء عليها؛ ولم يجعلها مُستعصية ممتنعة على من أراد ذلك منها. وأخبر سبحانه أنه جعلها مِهاداً، وفراشاً، وبِساطاً، وقراراً، وكِفاتاً. ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها.
ومن بركتها أنها تحمل الأذى على ظهرها، وتُخرج لك من بطنها أحسنُ الأشياء وأنفعها؛ فتواري منه كل قبيح، وتخرج كل مليح.
والمقصود: أنه سبحانه جعل لنا الأرض كالجمل الذلول الذي كيفما يُقاد ينقاد.
وحُسن التعبير بمناكبها عن طرقها وفجاجها من وصفها بكونها ذلولاً؛ فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو أعلى شيء فيها؛ ولهذا فُسرت المناكب بالجبال كمناكب الإنسان وهي أعاليه.
ثم أمرهم أن يأكلوا من رزقه الذي أودعه فيها؛ فذلّلها لهم، ووطّاها وفتق فيها السُبل والطرق التي يمشون فيها، وأودعها رزقهم؛ فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقلب فيه بالذهاب والمجيء والأكل مما أودع فيه للساكن. ثم نبه بقوله (وإليه النشور) على أنّا في هذا ....... [المزيد]
وهذا كما أنه في الذوات والأعيان، فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات. فإذا كان القلب ممتلئاً بالباطل اعتقاداً ومحبة، لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع. كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع، لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه، إلا إذا فرّغ لسانه من النطق بالباطل. وكذلك الجوارح إذا اشتغلت بغير الطاعة، لم يمكن شغلها بالطاعة إلا إذا فرّغها من ضدها.
فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به، لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه، إلا بتفريغه من تعلقه بغيره. ولا حركة للسان بذكره والجوارح بخدمته إلا إذا فرّغها من ذكر غيره وخدمته.
فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق، والعلوم التي لا تنفع، لم يبقَ فيها موضع للشغل بالله، ومعرفة أسمائه، وصفاته، وأحكامه. وسرُّ ذلك أن إصغاء القلب كإصغاء الأذن؛ فإذا أصغى إلى غير حديث الله لم يبق فيه إصغاء ولا فهم لحديثه، كما إذا مال إلى غير محبة الله لم يبق فيه ميلٌ إلى محبته.
من فقد أُنسه بين الناس، ووجده في الوحدة، فهو صادقٌ ضعيف.
ومن وجده بين الناس، وفقده في الخلوة، فهو معلول.
ومن فقده بين الناس، وفي الخلوة، فهو ميتٌ مطرود.
ومن وجده في الخلوة، وفي الناس، فهو المُحب الصادق القويّ في حاله.
ومن كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها.
ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم.
ومن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه وفي أي شيء استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس:
فأشرف الأحوال أن لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويُقيمك فيه؛ فكن مع مراده منك، ولا تكن مع مرادك منه.
من أعجب الأشياء: أن تعرفه ثم لا تُحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تُعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأُنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلّق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه!
وأعجبُ من هذا: علمك أنك لا بدّ لك منه، وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه مُعرض، وفيما يُبعدك عنه راغب!
طالبُ الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيرهُ وطلبهُ إلا بحبسين: حبس قلبه في طلبه ومطلوبه، وحبسه عن الالتفات إلى غيره. وحبس لسانه عمّا لا يُفيد، وحبسه على ذكر الله ما يزيد إيمانه ومعرفته. وحبس جوارحه عن المعاصي والشهوات، وحبسها على الواجبات والمندوبات.
فلا يُفارق الحبس حتى يلقى ربه، فيُخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه. ومتى لم يصبر على هذين الحبسين، وفرّ منهما إلى فضاء الشهوات، أعقبه ذلك الحبس الفظيع عند خروجه من الدنيا؛ فكل خارج من الدنيا، إما متخلص من الحبس، وإما ذاهب إلى الحبس.
ودّع ابن عونٍ رجلاً فقال: عليك بتقوى الله؛ فإن المتقي ليست عليه وحشة.
وقال زيد بن أسلم: كان يُقال: من اتقى الله أحبهُ الناس وإن كرهوا.
كان أول المخلوقات القلم؛ ليكتب المقادير قبل كونها. وجعل آدم آخر المخلوقات وفي ذلك حكم:
أحدهما: تمهيد الدار قبل الساكن.
الثانية: أنه الغاية التي خُلق لأجلها ما سواه من السماوات والأرض والشمس والقمر والبر والبحر.
الثالثة: أن أحذق الصُنّاع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه بأساسه ومبادئه.
الرابعة: أن النفوس متطلعة إلى النهايات والأواخر دائماً.
الخامسة: أن الله سبحانه أخّر أفضل الكتب والأنبياء والأمم إلى آخر الزمان، وجعل الآخرة خيراً من الأولى، والنهايات أكمل من البدايات.
السادسة: أنه سبحانه جمع ما فرّقه في العالم في آدم، فهو العالم الصغير وفيه ما في العالم الكبير.
السابعة: أنه خلاصة الوجود وثمرته؛ فناسب أن يكون خلقه بعدد الموجودات.
الثامنة: أن من كرامته على خالقه، أنه هيأ له مصالحه، وحوائجه، وآلات معيشته، وأسباب حياته.
التاسعة: أنه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات؛ فقدمها عليه في الخلق؛ ولهذا قالت الملائكة: ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق خلقاً أكر م عليه منا. فلمّا خلق آدم وأمرهم بالسجود له ظهر فضله.
العاشرة: أنه سبحانه لما افتتح خلق ....... [المزيد]
العلمُ: نقلُ صورة المعلوم من الخارج، وإثباتها في النفس. والعمل: نقل صورة علمية من النفس وإثباتها في الخارج. فإن كان الثابت في النفس مطابقاً للحقيقة في نفسها فهو علمٌ صحيح. وكثيراً ما يثبت ويتراءى في النفس صور ليس لها وجود حقيقي، فيظنها الذي قد أثبتها في نفسه علماً، وإنما مقدرة لا حقيقة لها. وأكثر علوم الناس من هذا الباب. وما كان منها مطابقاً للحقيقة في الخارج فهو نوعان: نوع تكمل النفس بإدراكه والعلم به، وهو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وكتبه وأمره ونهيه. ونوع لا يحصل للنفس به كمال، وهو علم لا يضر الجهل به فإنه لا ينفع العلم به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع.
وأما العمل فآفته عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يُحبه الله ويرضاه، وذلك يكون من فساد العلم تارة ومن فساد الإدارة تارة. ففساده من جهة العلم أن يعتقد أن هذا مشروع محبوب لله وليس كذلك، أو يعتقد أنه يُقربه إلى الله وإن لم يكن مشروعاً؛ فيظن أنه يتقرّب إلى الله بهذا العمل، وإن لم يعلم أنه مشروع. وأما فساده من جهة القصد، فأن لا يُقصد به وجه الله والدار الآخرة، بل يُقصد ....... [المزيد]
الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه؛ فإنه لو عرف ربّه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم.
ورأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجلٍ فاقته وضرورته، فقال: يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك.
والعارفُ إنما يشكو إلى الله وحده. وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس؛ فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه؛ فهو ناظر إلى قوله تعالى: (وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم) وقوله: (وما أصابك من سيئةٍ فمن نفسك)
فالمراتب ثلاثة:
أخسها: أن تشكو الله إلى خلقه.
وأعلاها: أن تشكو نفسك إليه.
وأوسطها: أن تشكو خلقه إليه.
(مصالح النفوس في مكروهاتها)
قوله تعالى: (كُتب عليكم القتالُ وهو كُرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون).
وقوله عز وجل: (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعلُ اللهُ فيهِ خيراً كثيراً)
فالآية الأولى في الجهاد الذي هو كمال القوة الغضبية. والثانية في النكاح الذي هو كمال القوة الشهوانية. فالعبدُ يكره مواجهة عدوه بقوته الغضبية خشية ....... [المزيد]
أساس كل خيرٍ: أن تعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. فتيقن حينئذٍ أن الحسنات من نِعمه، فتشكره عليها وتتضرع إليه أن لا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك.
وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه لعبده. وأجمعوا ان التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك.
وعلى قدر نية العبد وهمّته ومراده ورغبته في ذلك، يكون توفيقه سبحانه وإعانته. فالمعونة من الله تنزل على العبد قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك.
فالله سبحانه أحكم الحاكمين، وأعلم العالمين، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به، وهو العليم الحكيم.
إنما يجدُ المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله. أما من تركها صادقاً مخلصاً من قلبه لله، فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليُمتحن أصادقٌ هو في تركها أم كاذب؛ فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة. قال ابن سيرين: سمعتُ شريحاً يحلف بالله ما ترك عبدٌ لله شيئاً فوجد فُقده. وقولهم: من ترك لله شيئاً عوّضه اللهُ خيراً منه حقّ؟ والعِوض أنواع مختلفة، وأجلُّ ما يعوض به: الأُنسُ بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب به، وقوته، ونشاطه، رضاه عن ربه تعالى.
أقرب الوسائل إلى الله: ملازمة السُنة، والوقوف معها في الظاهر والباطن، ودوام الافتقار إلى الله، وإرادة وجهه وحده بالأقوال والأفعال، وما وصل أحدٌ إلى الله إلا من هذه الثلاثة، وما انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنها او عن أحدها.
مبنى الدين على قاعدتين: الذكر والشكر، قال تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: “والله إني لأحبك فلا تنسَ أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك”. وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان، بل الذكر القلبي واللساني. وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته، وذكر أمره ونهيه، وذكره بكلامه. وذلك يستلزم معرفته، والإيمان به، وبصفات كماله، ونعوت جلاله، والثناء عليه بأنواع المدح، وذلك لا يتم إلا بتوحيده. فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله، ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه.
وأما الشكر، فهو القيام له بطاعته، والتقرّب إليه بأنواع محابه ظاهراً وباطناً، وهذان الأمران هما جماع الدين؛ فذكره مُستلزم لمعرفته وشكره، متضمن لطاعته. وهذا هما الغاية التي خُلق لأجلها الجن والأنس والسماوات والأرض، ووضع لأجلها الثواب والعقاب، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، وهي الحق الذي به خُلقت السماوات والأرض وما بينهما، وضدها هو الباطل والعبث الذي يتعالى ويتقدس عنه، وهو ظن أعدائه به. قال تعالى: (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما ....... [المزيد]
من علامات السعادة والفلاح: أن العبد كلما زيدَ في علمه زيدَ في تواضعه ورحمته. وكلمّا زيدَ في عمله زيدَ في خوفه وحذره. وكلما زيدَ في ماله زيدَ في سخائه وبذله. وكلما زيدَ في قدره وجاهه زيدَ في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم.
وعلامات الشقاوة: أنه كلما زيدَ في علمه زيد في كِبره وتيهه، وكلما زيدَ في عمله زيدَ في فخره واحتقاره للناس وحُسن ظنه بنفسه، وكلما زيدَ في عمره زيدَ في حرصه، وكلما زيدَ في ماله زيدَ في بخله وإمساكه وكلما زيدَ في قدره وجاهه زيدَ في كبره وتيهه. وهذه الأمور ابتلاء من الله وامتحان يبتلي بها عباده، فيسعد بها أقوام ويشقى بها أقوام.
وكذلك الكرامات امتحان وابتلاء، كالملك والسلطان والمال. قال تعالى عن نبيه سلمان لما رأى عرش بلقيس عنده: (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أ أكفر).
فالنعم ابتلاء من الله يظهر بها شُكر الشكور وكفر الكفور. كما أن المحن بلوى منه سبحانه، فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب.
النعم ثلاثة: نعمةٌ حاصلة يعلمُ بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها. فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده، عرّفه نعمته الحاضرة، وأعطاه من شكره قيداً يُقيدها به حتى لا تشرد؛ فإنها تشرد بالمعصية وتُقيّد بالشكر. ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة، وبصره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها. وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه، وعرّفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها.
يُحكى أن أعرابياً دخل على الرشيد، فقال: أمير المؤمنين، ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته، وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها. فأعجبه ذلك منه وقال: ما أحسن تقسيمه.
اللذة من حيث هي مطلوبة للإنسان، بل ولكل حيّ، فلا تُذمُ من جهة كونها لذة، وإنما تُذمُ ويكون تركها خيراً من نيلها وأنفعُ إذا تضمنت فوات لذة أعظم منها وأكمل، أو أعقبت ألماً حصوله أعظم من ألم فواتها.
فهاهنا يظهر الفرق بين العاقل والفطن والأحمق والجاهل. فمتى عرف العقلُ التفاوت بين اللذتين والألمين، وأنه لا نسبة لأحدهما إلى الآخر، هان عليه ترك أدنى اللذتين لتحصيل أعلاهما واحتمال أيسر الألمين لدفع أعلاهما.
وإذا تقررت هذه القاعدة، فلذة الآخرة أعظم وأدوم، ولذة الدنيا أصغر وأقصر، وكذلك ألم الآخرة وألم الدنيا.
والمعوّل في ذلك على الإيمان واليقين، فإذا قوي اليقين وباشر القلب آثر الأعلى على الأدنى في جانب اللذة واحتمل الألم الأسهل على الأصعب. والله المستعان.
❞ ملخص كتاب ❞ الهمجية زمن علم بلا ثقافة ❝ ، بقلم أنطوان أبو زيد
الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري يكشف أخطار العلمٌ والتقنية عندما يسودان
يبدأ الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري (1922-2002) من حيث انتهت الفيلسوفة الألمانية الأميركية حنة آرندت (1906-1975)، في ختام كتابها "أزمة الثقافة" بإبدائها الشكّ في صوابية مسار البشرية نحو اكتساح الفضاء، وفي أنّ التقدّم العلميّ الذي أحرزته الشعوب المتحضرة، سوف يفضي الى "تدمير البعد الإنساني" المأمول منه.
في كتابه "الهمجية " ( أو البربرية) الصادر حديثا عن دار الساقي(2022) في ترجمته العربية التي انجزها جلال بدلة، يسائل الفيلسوف هنري عن الرابط بين كلّ من الثقافة والهمجية والعلم والتقنية المعاصرة، وينظر في التعارض الجوهري بين الثقافة، باعتبارها "التنمية الذاتية للحياة" وبين الهمجية التي يعني بها الحدّ الأقصى الذي يبلغه العلم إذ يجعل الإنسان "ينفي بذاته ثقافة الحياة" أي كلّ ما يتيح تنمية الفرد إمكاناته وخلقياته ، بحسب فريدريك سايلر. ضد العلم النقيض: إذاً، يقوم الكتاب على مرافعة مستفيضة ضدّ العلم المنظور اليه نقيضاً للثقافة المعتبرة تنمية ذاتية للحساسية أو حياة الكائن الداخلية، والتي قوامها المشاعر وإدراكه الحسّي، معطوفاً على كلّ ما يتوفّر له من محيطه الصغير والكبير، من قيَم ومعتقدات وأفكار وتصرّفات، وأشكال من الإجراءات التي تتيح له تمثيل العالم على صور معيّنة، شأن الفنون، أو تقدّم له تعليلات عن الواقع والحياة والموت والخلود، والمقدّس والمبتذل وغيرها، كما تؤدّيه الأديان. أو تمنحه تصوّراً عن الكيفية المثلى التي ينبغي له التعاطي بها مع الكائنات والبشر الآخرين، على نحو ما تفعله الأخلاق، وموازين القيَم، والجمال، والمتَع. وهذه جميعها تندرج في باب ثقافة الحياة، وتتجلّى في حساسية الكائن الفرد، على ما يراهما الفيلسوف ميشال هنري.
وفي المقابل، يقوم العلم، في نظر الفيلسوف هنري، على فكرة عن الحقيقة الكونية ثابتة وأحادية، يزعم القائلون بها أنها نتاج نظرة موضوعية لا لبس فيها. بيد أنّ الخطورة لا تكمن في توصيف العلم، على هذا النحو، ما دام محصوراً في درس الطبيعة، ومنشغلا في استخلاص قوانينها، وإنما في ميله المتطرّف الى استبعاد كلّ الأشكال التقليدية للثقافة، بما تعنيه من فنون، وخلُقيات، وأديان، بحجة أنها مشوبة بالذاتية، ولا تمتّ الى الموضوعية بأيّ صلة. وبالتالي، فإنّ هذا الاستبعاد، بحسب الفيلسوف هنري، من شأنه أن يجرّد ذاك العلم من أيّ تداخل إنسانيّ، بحيث تصحّ نسبته الى التقنية التي تبدو مساراتها عمياء، وتتنامى من ذاتها على نحو رهيب، من دون أن تكون صادرة عن بشر، ولا عن حياة إنسانية، ولربما يكون مثاله في ذلك ما بات أفلاماً تحكي عن تهديد الروبوتات للبشرية، مثل تيرميناتور، وأفلام وستورد، وغيرهما. ومن هذا القبيل أيضا، يمكن اعتبار التلفزيون مثالاً على حقيقة التقنية التي هي ممارسة الهمجية على صورتها التامة، إذ يحوّل الأخير كلّ حادثة الى خبرٍ جدير بالتناقل، والى واقعة غير متناسبة وعديمة المعنى، بحسب الفيلسوف.
يرى الفيلسوف هنري الى العلم الموسوم بالحداثة والمعاصرة على أنه أحد أشكال الثقافة حيث تستبعد الحياة ذاتها، وترفض أن يكون لها أيّ قيمة خارج المعرفة المعتبرة علميةً ومجرّدة من أيّ تدخّل إنساني، أو غائية إنسانية. وإذ يعيد الفيلسوف ذلك التصوّر الى نشوء فكرة الحداثة القائمة على المعرفة الهندسية الرياضية (غاليلي) وتنامي الاكتشافات العلمية، بالتوازي مع تقلّص سلطان الثقافة من مضمار مجتمع المعرفة ذي الاتّجاه العلموي المهيمن -المؤمن بالعلم خلاصاً للبشرية، والبالغ ذروته نهاية القرن التاسع عشر- فإنّه يرفع من مكانة التقنيات الحديثة، والمجرّدة من الأبعاد الخلقية، لتغدو أيقونة هذه الحداثة بلا منازع، على الرغم من كونها منتمية الى العالم اللاإنساني. ❝ ⏤ميشيل هنري
ملخص كتاب ❞ الهمجية زمن علم بلا ثقافة ❝ ، بقلم أنطوان أبو زيد
الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري يكشف أخطار العلمٌ والتقنية عندما يسودان
يبدأ الفيلسوف الفرنسي ميشال هنري (1922-2002) من حيث انتهت الفيلسوفة الألمانية الأميركية حنة آرندت (1906-1975)، في ختام كتابها "أزمة الثقافة" بإبدائها الشكّ في صوابية مسار البشرية نحو اكتساح الفضاء، وفي أنّ التقدّم العلميّ الذي أحرزته الشعوب المتحضرة، سوف يفضي الى "تدمير البعد الإنساني" المأمول منه.
في كتابه "الهمجية " ( أو البربرية) الصادر حديثا عن دار الساقي(2022) في ترجمته العربية التي انجزها جلال بدلة، يسائل الفيلسوف هنري عن الرابط بين كلّ من الثقافة والهمجية والعلم والتقنية المعاصرة، وينظر في التعارض الجوهري بين الثقافة، باعتبارها "التنمية الذاتية للحياة" وبين الهمجية التي يعني بها الحدّ الأقصى الذي يبلغه العلم إذ يجعل الإنسان "ينفي بذاته ثقافة الحياة" أي كلّ ما يتيح تنمية الفرد إمكاناته وخلقياته ، بحسب فريدريك سايلر.
إذاً، يقوم الكتاب على مرافعة مستفيضة ضدّ العلم المنظور اليه نقيضاً للثقافة المعتبرة تنمية ذاتية للحساسية أو حياة الكائن الداخلية، والتي قوامها المشاعر وإدراكه الحسّي، معطوفاً على كلّ ما يتوفّر له من محيطه الصغير والكبير، من قيَم ومعتقدات وأفكار وتصرّفات، وأشكال من الإجراءات التي تتيح له تمثيل العالم على صور معيّنة، شأن الفنون، أو تقدّم له تعليلات عن الواقع والحياة والموت والخلود، والمقدّس والمبتذل وغيرها، كما تؤدّيه الأديان. أو تمنحه تصوّراً عن الكيفية المثلى التي ينبغي له التعاطي بها مع الكائنات والبشر الآخرين، على نحو ما تفعله الأخلاق، وموازين القيَم، والجمال، والمتَع. وهذه جميعها تندرج في باب ثقافة الحياة، وتتجلّى في حساسية الكائن الفرد، على ما يراهما الفيلسوف ميشال هنري.
وفي المقابل، يقوم العلم، في نظر الفيلسوف هنري، على فكرة عن الحقيقة الكونية ثابتة وأحادية، يزعم القائلون بها أنها نتاج نظرة موضوعية لا لبس فيها. بيد أنّ الخطورة لا تكمن في توصيف العلم، على هذا النحو، ما دام محصوراً في درس الطبيعة، ومنشغلا في استخلاص قوانينها، وإنما ....... [المزيد]
في الكتاب الذي يعدّ محاجّة كبرى، وبلغة فلسفية شديدة الخصوصية ونامية الى الفلسفة الظاهراتية الهوسرلية، يبيّن ميشال هنري كيف أنّ العلم الحديث، في كلّ اختصاصاته، سواء العلمية البحتة منها، أو الإنسانية، صار يستبعد أساسَ القيَم والثقافة من متون هذه العلوم، بدعوى التزام الموضوعية العلمية الصارمة والقابلة للقياس والتكميم والمعادلات الرياضية. وبهذه الحجّة جعل العلم الحديث هذا يستبعد مجموع القيَم والمثُل والإجراءات الفردية والجماعية الفنية والجمالية والدينية وغيرها، من ميزانه. فصار علماً محضاً، مجرّداً من الأهداف، ومفصولاً عن منطلقه البشري والإنساني الذي لطالما كان ماثلاُ في أصل أيّ مبحث علمي، أو معرفيّ على مرّ تاريخ الحضارات، بل منذ أن بدأ الإنسان مشواره الحضاري. وعندئذ يمكن الكلام - بلسان الفيلسوف-على الهمجية، أو البربرية، باعتبارها ختاماً لحالة الخراب المعنوي السابق وصفها، على حدّ تعبير المفكّر جوزيف دو ميتر، والتي تفرضها الحداثة، على كلّ نشاطٍ أو مظهر من مظاهر حضارتنا المعاصرة.
ولمّا كانت الثقافة، بمفهومها الشامل، مرآةً للحياة، يُتاح ....... [المزيد]
لعل استبعاد الحياة أو نفيها من النشاط الإنساني، بحجة الحداثة، بحسب ميشال هنري، إنما يصدر عن "مرض الحياة، أو عن سرّ عدم الرضا عن الذات الذي يقود المرء الى نفي نفسه، أو إنكار قلقه وألمه". وفي العالم المعاصر، على ما يقول، نحن محكومون بأن نتجنّب قلقنا وحياتنا المخصوصة التي ألفناها في خمول العالم الإعلامي. ثمّ إنّ الفرد غير الراضي عن ذاته، والمستلبة إرادته ومعاني أفعاله، يسهل عليه الانقياد الى العنف، بدل أن يلجأ الى الأشكال التقليدية الأكثر حضورا، عنيتُ الثقافة التي تتيح له تجاوز هذا الألم، بل توفّر له التحوّل من الألم الى الفرح.
ولئن كانت المقالة هذه أعجز من أن تنقل عمق الجدالات التي أجراها الفيلسوف هنري في كتابه، فإنّ لها فضلاً يتيما، وهو الإشارة الى المحاور المهمة التي طاولتها، والخلاصات التي انتهى اليها الفيلسوف، من دون الدخول في البعد الإبيستمولوجي أو المصطلحات التي يستقيها من منابعها ومرجعياتها الفلسفية ذات الصلة. ومن هذه المحاور، إشارته الى "أيديولوجيات الهمجية"، والتدقيق في مسألة عجز العلوم، المعتبرة كذلك، عن تمثيل الحياة تمثيلا نظريا ....... [المزيد]
تجدر الإشارة الى أنّ الفيلسوف ميشال هنري، هو من كبار الفلاسفة الفرنسيين المعاصرين، الذين صارت طروحاتهم الفكرية الجريئة والمزعزعة للكثير من اليقينيات، من مثل انتقاد نظرة الماركسيين الى ماركس، واعتبار طرح فرويد المبني على الغريزة الجنسية قاصراً ودالاً على التباس قبليّ في طبيعة الإنسان، إضافة الى أسطورة الموضوعية والعلمية التي تتهاوى اليوم تحت وقع التغيرات المناخية القاتلة بفعل الإفراط في استخدام التقنية لغاية الربح والرسملة، وليس لإفادة البشر منها، وغيرها من القضايا.
للفيلسوف هنري الكثير من الأتباع في العالم، ولا سيما في النطاق الفرنكوفوني، يواصلون الكشف عن أعمال المفكّر الكبير المنشورة وتلك التي لا تزال مخطوطة. ومن هؤلاء الأكاديمي والشاعر اللبناني جاد حاتم، الذي يدير مركزاً للدراسات المختصة بالفيلسوف ميشال هنري، في جامعة القديس يوسف، بيروت.
للفيلسوف هنري مؤلفات عديدة أهمها: الظاهراتية والحياة، جوهر التظاهر، مسألة كائن الأنا، الظاهراتية المادية، فلسفة الجسد ، كتاب الموتى، ماركس، اشتراكية ماركس، رؤية اللامرئي لدى كاندنسكي، أنا هو ....... [المزيد]
❞ حوار مجلة إيفرست الأدبية مع الكاتب محمد حسن عبد الجابر
: Site iconمجلة إيفرست
الكاتب محمد حسن عبد الجابر في حوار مع مجلة إيفرست الأدبية
اخبار
أسبوعين ago
حوار محمود أمجد
مجلة إيفرست الأدبية الإلكترونية تكمل مشوارها في التعرف على الشباب المواهب والآن مع شخص جديد يعرف لنا بنفسه ويتحدث عن رحلته هيا بنا نتعرف عليه.
عرفنا بنفسك.
محمد حسن عبد الجابر، كاتب وروائي وحاصل على بكالوريوس تربية شعبة الرياضيات.
البدايه مهمة في المجالات الإبداعية كيف كانت بدياتك وما الذي قدمته حتى الآن والخطوات التي صعدتها في مسيرتك ؟
تم نشر بعض من مقالاتي في عدد من المجلات كمجلة الشباب ومجلة حريتي، وفي عدد من الصحف كجريدة المصري اليوم والدستور واليوم السابع وصحف أخرى، ونشرت عددا من القصص القصيرة في مجلات ومواقع إلكترونية، حصلت على المركز الثاني في مسابقة أدبية كان التصويت عليها على مستوى الوطن العربي برعاية مؤسسة الأهرام الصحفية.
صدر لى كتابًا بعنوان (أخطبوط بسبع أيادي).
وكتاب بعنوان (إيجيكوين).
من هو أكبر داعم لك وبمن تأثرت؟
الله -عز وجل- في المقام الأول ثم زوجتي ووالدتي بالتأكيد
تأثرت بالعديد من الأدباء سواء المصريون أو الأدباء الغربيون، لكن يبقى د/ أحمد خالد توفيق أقربهم إلى قلبي.
لكل موهبة اهداف واحلام فما هي احلامك وطموحاتك الفترة القادمه وما هي اكثر الصعاب والتحديات التي مررت وتمر بها ؟
أطمح أن يصبح لي جمهور من القراء يتابع في تنامي جميع أعمالي… ويظل هدف تحويل أعمالي الأدبية إلى أعمال سينمائية ذات طابع مختلف يترك أثرا لدى الجمهور محلقا في سماء طموحاتي.
من أبرز الصعاب التي أواجهها ككاتب على سبيل المثال لا الحصر…
النشر ثم التسويق.
في مجال المواهب تعددت المواهب المتشابه والمتشاركة في نفس المواهب فما اللذي يميزك عن غيرك ؟
تناول أفكار خارج الصندوق قدر المستطاع مما يؤدي لمناقشة قضايا اجتماعية خامدة، مع إضافة التوابل الأدبية فتلتهب الأحداث فيكون الناتج روايتي أخطبوط بسبع أيادي والثانية رواية إيجيكوين.
ممكن تعرض لنا نموذج مصغر من موهبتك ؟
اقتباس من رواية إيجيكوين ..
إذا وضعتـك الظـروف في غرفـة معتمـة فلا شـك أن ظهـور شـعاع نـور فيهـا سـيلفت نظـرك ويجـذب انتباهـك..
محمـود كان تائهـا في (موطـن الفاشـلين) كان يشـاهد ويتابـع في صمت بوسـتات أعضـاء الصفحـة التي توحـى وكأنها لوحـات أدبية لكنها سـوداوية،
كانت تشـعر محمـود بالظلام الدامس..
في ظـل هـذه العتمـة المعنوية كانت بوسـتات تشـوبها بصيصا من الأمل تنـزل تباعـا لنفـس الأسـم.. اختلاف لونهـا المضيء لفـت نظـر محمـود ليس فقـط ذلـك.. بـل اسـم صاحبة البوسـتات هـو من جـذب انتباهـه أكثر!
(وردة الجنـة.. ذبلـت في جحيـم الحيـاة ) كان محمـود يتابع هذا الأسـم المسـتعار منـذ فترة طويلـة ويتفحـص بوسـتاته وهـي مكتوبـة مـن حـروف يملؤهـا الشـجن ويكسـوها قشرة مـن الأمل!
اقتباس من رواية أخطبوط بسبع أيادي
لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار… قانون نيوتن…
لفريدة النحراوي رأي آخر… قانون آخر… ولد من رحم قانون نيوتن، ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشى مع أحداث الحياة المعاصرة
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل، قانون فريدة..
كلمة أخيرة توجهها للمواهب الاخرى من قبيل تجربتك؟
حاول تتميز فى انتقاء أفكار رواياتك، واستمر، استمر.
وأخيراً ما رأيك في حوارنا وما رأيك في مجلة ايفرست؟
حوار مميز حيث كان مختصرا ولكنه شامل
سدد الله خطاكم ووفقكم لمزيد من التميز.
هل تحب اضافة اي كلمة اخرى لم يشملها الحوار؟.
شكراً.
وبهذا نصل لختام حوارنا إلى لقاء مع موهبة جديدة..
عن المؤلف محمد حسن عبد الجابر
اخبار
See author's posts
Categories: حوار
Tags: مجلة إيفرست الأدبية, محمود امجد
Leave a Comment
مجلة إيفرست
Back to top
Exit mobile version. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
حوار مجلة إيفرست الأدبية مع الكاتب محمد حسن عبد الجابر
Site iconمجلة إيفرست
الكاتب محمد حسن عبد الجابر في حوار مع مجلة إيفرست الأدبية
اخبار
أسبوعين ago
حوار محمود أمجد
مجلة إيفرست الأدبية الإلكترونية تكمل مشوارها في التعرف على الشباب المواهب والآن مع شخص جديد يعرف لنا بنفسه ويتحدث عن رحلته هيا بنا نتعرف عليه.
عرفنا بنفسك.
محمد حسن عبد الجابر، كاتب وروائي وحاصل على بكالوريوس تربية شعبة الرياضيات.
البدايه مهمة في المجالات الإبداعية كيف كانت بدياتك وما الذي قدمته حتى الآن والخطوات التي صعدتها في مسيرتك ؟
تم نشر بعض من مقالاتي في عدد من المجلات كمجلة الشباب ومجلة حريتي، وفي عدد من الصحف كجريدة المصري اليوم والدستور واليوم السابع وصحف أخرى، ونشرت عددا من القصص القصيرة في مجلات ومواقع إلكترونية، حصلت على المركز الثاني في مسابقة أدبية كان التصويت عليها على مستوى الوطن العربي برعاية مؤسسة الأهرام الصحفية.
صدر لى كتابًا بعنوان (أخطبوط بسبع أيادي).
وكتاب بعنوان (إيجيكوين).
من هو أكبر داعم لك وبمن تأثرت؟
الله -عز وجل- في المقام الأول ثم زوجتي ووالدتي بالتأكيد
تأثرت بالعديد من الأدباء سواء ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب ❞القيادة وقت الأزمات❝ ، بقلم داني كوكس و جون هوفي عندما نكون قادة، فإننا نكون مسئولين مسئولية شخصية عن أفعالنا، ووصولًا إلى ذلك يجب ألا نكون فريسة للخداع؛ فالقيادة الدائمة تتطلب تحمل المسئولية، والتطورات الكافية لحياة حقيقية. نشأة الأزمات ودور القائد فى التعامل معها :: إن في أي دورة عن الإدارة أو التخطيط هذه الأيام لا بد من أن تجد في الخطة بند "المخاطر وكيفية إدارتها والتعامل معها" فكيف تنشأ هذه المخاطر بداية؟
يخبرنا داني كوكس وجون هوفي أنه تتولد هذه المخاطر أو الأزمات عندما تحيط الضغوط بالمدير من شتى الجهات من الخارج: مطالب العملاء والبنوك والتمويل والضرائب والمنافسة ومن الداخل: قضايا الموظفين والتكنولوجيا الجديدة والمعلومات والتوسعات. ❝ ⏤داني كوكس
ملخص كتاب ❞القيادة وقت الأزمات❝ ، بقلم داني كوكس و جون هوفي
عندما نكون قادة، فإننا نكون مسئولين مسئولية شخصية عن أفعالنا، ووصولًا إلى ذلك يجب ألا نكون فريسة للخداع؛ فالقيادة الدائمة تتطلب تحمل المسئولية، والتطورات الكافية لحياة حقيقية.
إن في أي دورة عن الإدارة أو التخطيط هذه الأيام لا بد من أن تجد في الخطة بند "المخاطر وكيفية إدارتها والتعامل معها" فكيف تنشأ هذه المخاطر بداية؟
يخبرنا داني كوكس وجون هوفي أنه تتولد هذه المخاطر أو الأزمات عندما تحيط الضغوط بالمدير من شتى الجهات من الخارج: مطالب العملاء والبنوك والتمويل والضرائب والمنافسة ومن الداخل: قضايا الموظفين والتكنولوجيا الجديدة والمعلومات والتوسعات.
إن هناك الكثير من الصفات التي يجب أن تتوافر في القائد وهي كالآتي:
- الصفة الأولى :
- أن يتحلى بمستوى عال من الأخلاق الشخصية، وقدر كبير من الطاقة والنشاط وبراعة في ترتيب الأعمال حسب أهميتها وأولوياتها..
- الصفة الثانية :
- أن يكون لديه قدر كبير من الشجاعة، ولديه القدرة على الإبداع والابتكار، ولديه القدرة على تحقيق الهدف الصحيح والسعى إليه. .
- الصفة الثالثة :
- أن يحافظ على مستوى ثابت من الحماس والإلهام، وأن يحتفظ بطريقة تفكير متزنة ومعتدلة وواقعية. أن يمد يد المساعدة للجميع كي يتقدموا..
- الصفة الرابعة :
ويتطلب منصب القيادة من القائد الانطلاق قدمًا، وتوضيح معالم الطريق، وتحقيق التقدم وخلق الفرص ومراقبة التصرفات والقدرة على التوجيه والقدرة على التأثير ثم السيطرة ثم الزعامة، والقدرة على المبادئة والمبادرة، فمضمون القيادة يتمثل في فك شفرة النفس البشرية وترويضها والتعامل الأمثل معها..
لا يستطيع القائد أن يتخطى الأزمات بمفرده، فهو بحاجة إلى تضافر قدرات فريق العمل معه لكى يتخطاها، وذلك لا يتحقق إلا بتربية فريق العمل على أسس راسخة وأن يكتسب القائد بعض المهارات منها:
- المهارة الثانية :
- القدرة على تطوير الإنسان ومراعاة مشاعره، وملاحظة أن هناك من يراقبك والاحترام قبل الحب والعمل هو عبارة عن أضلاعه الإبداع والطاقة والتغيير). .
- المهارة الثالثة :
- متابعة قادة ناجحين والتعلم منهم ولا مانع من تقليد صفاتهم الجيدة المميزة..
إن السفينة التي تبحر بلا هدف لن تنال ثقة راكبيها ولا طاقمها معك. فمهم جدًّا أن يساعد القائد من يعملون معه على أن يروا مستقبلهم، أي أهدافهم وآمالهم بأنفسهم وأمام أعينهم. ويقدم داني كوكس وجون هوفر عدة نصائح للقائد، أهمها:
- النّصيحة 1 :
- أن يقدر لنفسه قبل الخطوة موضعها، وألا يكتفي بذلك بل يعلم من حوله هذه المهارة فيسلم ويسلمون. .
- النّصيحة 2 :
- وأن الطريق الواضحة محددة المعالم هي أقرب الطرق للوصول للهدف المحدد. .
- النّصيحة 3 :
- ألا يضيع همته في الحلول السهلة التي بلا جدوى، بل يركز على الأهداف الفعالة..
- النّصيحة 4 :
- يجب أن يتوقع المخاطر قبل حدوثها لا أن يتفاجأ بها ويهدر طاقاته في إخمادها. .
- النّصيحة 5 :
- أن يدفع الحواجز التي تواجهه رغم المخاطرة لكن بتقدير الأمور جيدا. .
- النّصيحة 6 :
- ألا تكون الأهداف الموضوعة وهمية بل تكون أهدافًا واقعية قابلة للتنفيذ وألا يقبل بالقمم بديلًا..
وختاما إن أهمية القائد لا تحددها خطورة أو حجم المهمة التي ينفذها، فالقادة العظماء يقومون بأعمال عادية أيضًا، لكن التعامل غير العادي مع الأمور العادية هو الذي يصنف القائد في عداد العظماء،فالقائد الحق له نظرته الخاصة للأمور العادية والتحديات الكبيرة على حد سواء.
❞ ملخص رواية ❞ فزاعة بوجه الريح: كاكاشي ❝ الفرق بين رواية جيدة يمكن أن تحقق انتشار جيد حسب كاتبها و حراك اسمه في الساحة و بين رواية فوق مستوى الجيدة وكاتبها قطع شوطـا في فنه و يعرف بالخبرة إلى أين يمضي و ماذا يريد ؟ هو ما يجعلني أتوقف وأفتش رواية الكاتب البحريني أحمد المؤذن ( فزاعة بوجه الريح .. كاكاشـي ) 372 صفحة / الطبعة الأولى 2019 – دار الكتب و الدراسات العربية – الإسكندرية ، هذا العمل لا يعطي القارىء اجابات جاهزة عن مسارات قصصية عابرة من الحياة أصبحت في حكم المكرر حسب الروتين اليومي الذي أعرفه أنا و أنت ، الرواية التي نسلط عليها الضوء ، غوص حُـر في عمق الشخصية المسحوقة ، تظهر بكل تجليها المتواضع و المهمش في نموذج ” عارف ” حيث لا ينتظـر منا نحن القراء التصفيق له ولا تقديم الاحترام أو المجاملة ، لكونه يتحرك في فضاء الحدث مثل أي مشرد يمكن أن تصادفه في طريقك نحو عملك في الصباح أو جامعتك ، ستجده يفتش في حاويات الزبالة عن أي شيء يصلح للأستعمال ، فقط حتى يحتال على العيش و سط عاصمة عربية صغيرة مثل المنامة . ملخص الرواية : الاحداث في ( فزاعة بوجه الريح .. كاكاشي ) تأخذ شكلا تصاعديا بهدوء دونما أن تشعر ، ” عارف ” يجلس عند ” زكية ” التي تبيع الذرة المسلوقة قرب حديقة عامة ، يقرأ عليها قصيدة من تأليفه ثم يتحدث معها . من الخيط الأول نعرف بأن شخصية ” عارف ” ليست كما كنا نعتقد بأنها ترزح في الجهل أو حتى متخلفة ، بل هي شخصية فارقة تمتلك الدهشة في مفرداتها اليومي ، بؤسها الظاهري ربما كان قناعاً وحسب ، لكن تتمتع بجوهر و حضور مختلف كليا .
إن صعوبة الظروف الحياتية هي التي تصنع معدن الإنسان ، ربما تصقله كي يكون لامعا أو دون ذلك ، ” عارف ” لم يكترث لما يمكن أن يصيبـه عندما أختار التشرد و الهرب من بيت والده ، نوبات غضبـه المفاجئة هي التي حتمت هذا المصير . صار ” عارف ” يلاصق حياة الشارع و النوم أو الأكل و التسكع حتى كبر في السن كأنما هو ضائع بلا عنوان ! الأحداث بعدها تتجـه إلى كشف قاع المجتمع البحريني ، فهناك من يعيش الثراء و يلهو بصفقات ناجحة مع الشيطان و هناك من يقتات من جيب الشقاء و الفقر و هناك .. ” منصورة ” شخصية امرأة تلاحق رغباتها و تستثمـر في جسدها ، تنتقل من رجل إلى آخـر ، حيث يرسم لها قدرها اللقاء بـ.. عارف .
أما ” هاني ” و هو شقيق عارف ، شخصية أخذت على عاتقها اقتناص الفرصة حتى لو كانت جمرا يحرق الكف ، المهم ان لا تضيع اللحظة المناسبة و هذا ما جعل وجود هذه الشخصية إشكاليا من منطلق الروح الانتهازية التي نراها في بعض الوجوه حولنا .
ما زلنا في مرحلة الكشف ” البانورامي ” عن مجمل الشخصيات التي وردت في الرواية ، نلتقي بشخصية ” سائق النقل المشترك حاج مرزوق ” كرجل من عامة الشعب ، يحوم حول زكية المحتاجة إلى خدماته ، فيعرض عليها الزواج لكنها لا تريد الاقتران برجل في عمر جدها الراحل ، كما أنه متزوج.
إن أكثر شيء يُلفت الانتباه في الرواية التي نستعرضها ، انسيابية تناول مزيج متفاوت من الشخصيات ، رصدها الكاتب من عمق المجتمع ولم يرسمها ورقياً بـلا وعي لمجرد الانطلاق في الكتابة و التجريب ، يكفي أن لهذا الكاتب ” المؤذن ” رصيد رائع من عالم القصة القصيرة ، أنجز خمس مجموعات قصصية برهن فيها قدرته على رصد الشخصية و التماهي مع ارتحالاتها في الألم و الفرح ، حيث نتعرف على طيف متنوع من البشر في مختلف حالاته يتحرك على خشبة مسرح الحياة .
لذا أعتقد أن تجربة قراءة نتاج ” المؤذن ” في جانبها القصصي أو الروائي ، بلا أدنى شك ، تجربة لذيذة في بعدها الموضوعي و الدلالـي التي تستلـزم من النقاد فهمها و التعرض لها بالدرس النقدي ، لإضهار جمالياتها للقارىء العربي ، نراه اليوم واقعا تحت ضجة تكدس مـدعيّ ( الإبداع ) ممن يحترفون سرقة تعب غيرهم أو هؤلاء الذين يسوقون كل ما ليس لهُ صلةٌ بالأدب ،ثم ترتفع راياتهم في النهاية بدون رصيد فعلي !
طبعاً الرواية تضم أحداث كثيرة من المستحسن عدم حرق مفاجآتها على القارىء ، و بما أنها صدرت في الإسكندرية فهي على ذلك متوفرة في سوقنا المحلي ، من الجميل قراءتها و معرفة عالم ” أحمد المؤذن ” و الذي قال مصرحا عن توجهه في الكتابة في واحدة من لقاءاته الصحفية : ” انا أنحاز لرجل الشارع العادي فيما أكتب و لا تهمني النخبة ” .
اعتقد بأن هذا ما يجعل هذا الكاتب متميز في العطاء و التجربة و يستحق المتابعة ، لأنه ببساطـة سوف تأسرك بساطته و تواضعه و التي أنعكست في مجمل نتاجه الأدبي ، يبحث عن هؤلاء ” الغــلابه ” كي يفتش مكامن أوجاعهم و احلامهم ، حتى خيباتهم ، يكتب حتى يميط اللثام عن كل ما هو مألوف في حياتنا و مسكوت عنه ! عندما تقرر عزيزي القارىء معرفة هذا الكاتب بقراءة ( فزاعة بوجه الريح .. كاكاشي ) أو أي عمل آخر مثل روايته المنشورة هنا في القاهرة ( وقت للخراب القادم ) دار دون للطباعة و النشر 2014 ، ستعرف تماماً ما أعنيه ، ستتضح لك الصورة في معرفة الفرق ، حيث سبقني إلى هذا المضمون الكاتب اليمني ” محمد الغربي عمران ” كتب على الغلاف الخلفي لهذه الرواية قائلا :
( فزاعة بوجه الريح .. كاكاشي ) رواية تصطحب القارىء إلى مجتمع البحرين و بالذات قاعه .. تجول به أزقة و أحياء المنامة لنراها بعينيّ عارف .. تلك الشخصية التي أختارت الهامش لتعيشـه بوعي .. لقد أجـــاد “المؤذن” تقديم كجتمع يقع بين مطرقة الطائفية و تسلط الساسة .. بين طبقة المنتفعين و عموم الشعب المستلب . رواية هامة ضمن عقد أعمال الكاتب التي ينضدها بتقنيات و دراية دهشة عقد اللـؤلؤ ). ❝ ⏤أحمد المؤذن
ملخص رواية ❞ فزاعة بوجه الريح: كاكاشي ❝
الفرق بين رواية جيدة يمكن أن تحقق انتشار جيد حسب كاتبها و حراك اسمه في الساحة و بين رواية فوق مستوى الجيدة وكاتبها قطع شوطـا في فنه و يعرف بالخبرة إلى أين يمضي و ماذا يريد ؟ هو ما يجعلني أتوقف وأفتش رواية الكاتب البحريني أحمد المؤذن ( فزاعة بوجه الريح .. كاكاشـي ) 372 صفحة / الطبعة الأولى 2019 – دار الكتب و الدراسات العربية – الإسكندرية ، هذا العمل لا يعطي القارىء اجابات جاهزة عن مسارات قصصية عابرة من الحياة أصبحت في حكم المكرر حسب الروتين اليومي الذي أعرفه أنا و أنت ، الرواية التي نسلط عليها الضوء ، غوص حُـر في عمق الشخصية المسحوقة ، تظهر بكل تجليها المتواضع و المهمش في نموذج ” عارف ” حيث لا ينتظـر منا نحن القراء التصفيق له ولا تقديم الاحترام أو المجاملة ، لكونه يتحرك في فضاء الحدث مثل أي مشرد يمكن أن تصادفه في طريقك نحو عملك في الصباح أو جامعتك ، ستجده يفتش في حاويات الزبالة عن أي شيء يصلح للأستعمال ، فقط حتى يحتال على العيش و سط عاصمة عربية صغيرة مثل المنامة .
الاحداث في ( فزاعة بوجه الريح .. كاكاشي ) تأخذ شكلا تصاعديا بهدوء دونما أن تشعر ، ” عارف ” يجلس عند ” زكية ” التي تبيع الذرة المسلوقة قرب حديقة عامة ، يقرأ عليها قصيدة من تأليفه ثم يتحدث معها . من الخيط الأول نعرف بأن شخصية ” عارف ” ليست كما كنا نعتقد بأنها ترزح في الجهل أو حتى متخلفة ، بل هي شخصية فارقة تمتلك الدهشة في مفرداتها اليومي ، بؤسها الظاهري ربما كان قناعاً وحسب ، لكن تتمتع بجوهر و حضور مختلف كليا .
إن صعوبة الظروف الحياتية هي التي تصنع معدن الإنسان ، ربما تصقله كي يكون لامعا أو دون ذلك ، ” عارف ” لم يكترث لما يمكن أن يصيبـه عندما أختار التشرد و الهرب من بيت والده ، نوبات غضبـه المفاجئة هي التي حتمت هذا المصير . صار ” عارف ” يلاصق حياة الشارع و النوم أو الأكل و التسكع حتى كبر في السن كأنما هو ضائع بلا عنوان ! الأحداث بعدها تتجـه إلى كشف قاع المجتمع البحريني ، فهناك من يعيش الثراء و يلهو بصفقات ناجحة مع الشيطان و هناك من يقتات من جيب الشقاء و الفقر و هناك .. ” منصورة ” شخصية امرأة تلاحق رغباتها و تستثمـر في جسدها ، تنتقل من رجل إلى آخـر ، حيث يرسم ....... [المزيد]
❞ ملخص كتاب أغنى رجل في بابل يحكي ملخص كتاب أغنى رجل في بابل للكاتب جورج كلاسون عن العديد من الحكايا المشوقة والمسلية والتي تحوي بداخلها العديد من الحكم والعبر التي لا غنى عنها في الحياة العملية، كما أنه يحكي عن تاريخ بابل القديم بطريقة ممتعة الرجل الذي كان يحلم بالثراء: يحكي في ملخص كتاب أغنى رجل في بابل أنه بينما كان بانسر جالسًا على كرسيه غارقًا في الإحباط ناظرًا إلى منزله البسيط ومغمورًا بالحزن، كانت زوجته تقف في مواجهته وتنوه له بأن يقوم باستئناف عمله في المركبة الشبه مكتملة في ورشته وذلك ليدفع بها إلى الرجل الثري الذي سيقاضيه قيمتها من النقود، وعلى عكس ما يبدو عليه بانسر من اللامبالاة فإنه كان منهمكًا في التفكير.
وكان كل ما يشغل تفكيره هو حلمٌ يراه بشكلٍ متكرر وهو أنه كان رجلًا ثريًّا يلقي بالنقود حيث ذهب، حتى زوجته الماكرة فإنها كانت بأفضل حالٍ وقد غربت التجاعيد عن وجهها، وقد دار بينه وبين صديقه المقرب كوبي بعد أن قص عليه ما رأه في حلمه حول فقرهما المدقع، فكلاهما كانا يشتركان في كيس النقود الخالي، ولكنهما قد توصلا في النهاية إلى أن السبب في فقرهما هو أنهما لا يسعيا إلى الثراء قط. ❝ ⏤جورج كلاسون
ملخص كتاب أغنى رجل في بابل
يحكي ملخص كتاب أغنى رجل في بابل للكاتب جورج كلاسون عن العديد من الحكايا المشوقة والمسلية والتي تحوي بداخلها العديد من الحكم والعبر التي لا غنى عنها في الحياة العملية، كما أنه يحكي عن تاريخ بابل القديم بطريقة ممتعة
يحكي في ملخص كتاب أغنى رجل في بابل أنه بينما كان بانسر جالسًا على كرسيه غارقًا في الإحباط ناظرًا إلى منزله البسيط ومغمورًا بالحزن، كانت زوجته تقف في مواجهته وتنوه له بأن يقوم باستئناف عمله في المركبة الشبه مكتملة في ورشته وذلك ليدفع بها إلى الرجل الثري الذي سيقاضيه قيمتها من النقود، وعلى عكس ما يبدو عليه بانسر من اللامبالاة فإنه كان منهمكًا في التفكير.
وكان كل ما يشغل تفكيره هو حلمٌ يراه بشكلٍ متكرر وهو أنه كان رجلًا ثريًّا يلقي بالنقود حيث ذهب، حتى زوجته الماكرة فإنها كانت بأفضل حالٍ وقد غربت التجاعيد عن وجهها، وقد دار بينه وبين صديقه المقرب كوبي بعد أن قص عليه ما رأه في حلمه حول فقرهما المدقع، فكلاهما كانا يشتركان في كيس النقود الخالي، ولكنهما قد توصلا في النهاية إلى أن السبب في فقرهما هو أنهما لا يسعيا إلى الثراء قط.
كان أغنى رجل في بابل قديمًا يدعى أركاد فقد كان صيته ذائعًا في مشارق الأرض ومغاربها بكثرة ما لديه من أموال وكثرة عطائه وسخائه كذلك، ففي ذات مرة ذهب إليه أصدقاء طفولته ليسألوه عمّا جعله يجني المال الكثير بينما هم يعيشون على الفُتات على الرغم من أن بدايتهم كانت واحدة، فأخبرهم بأنه كان يكدّ ويتعب من أجل أن يجنيه ولكن لم يكن هناك أي ثمار إلا عندما دفع به عمله في دار المحفوظات إلى اللقاء بالجاميش والذي كان تاجرًا ثريًّا وهذا ما ذكر في ملخص كتاب أغنى رجل في بابل.
بعد اتفاقية جيدة بين أركاد والجاميش قرر الجاميش أن يقدم له خبرته في جني المال على طبقٍ من ذهب، فأخبره أنه يجب عليه أن يدفع لنفسه أولًا من إيراداته ثم يدفع لبائع الأحذية والطعام، بحيث لا يقل دفعه لنفسه عن عشر إيراده، ثم يجب عليه أن يقوم بجعل إيراداته تعمل لصالحه لتجني المزيد والمزيد من الثمار ليتمكن فيما بعد من تحقيق ما يريد.
منذ قديم الأزل كان الناس يحبون الحظ الجيد ويتمنون لو أنه معهم دائمًا ولم يختلف الحال منذ أربعة آلاف سنة مرت فالناس لا يزالون يحلمون بالحظ السعيد، وقد كان رجال بابل قديمًا يحاولون جاهدين أن يتوصلوا إلى طريقةٍ تمكنهم من جعل الحظ يحالفهم، لذا فقد قرروا أن يستكشفوه مما أدى إلى ازدهار مدينة بابل، فعلى الرغم من عدم وجود مدارس قديمًا إلا أن أهالي بابل كانوا بتمتعون بقدرٍ عالٍ من العلم.
ففي أعظم مركز التعلم كان يجتمع الكثير من الرجال ليلتقوا بأغنى رجل في بابل وبعد اجتماعهم ذات يوم اقترح أحدهم أن يتناقشوا حول كيفية جعل الحظ يساندهم، وقد أكد أركاد على أهمية هذا الأمر فبدأ الرجال بسرد قصصهم مع الحظ السعيد، وقد استشف أركاد من حديثهم أنه من الممكن أن يستطيع المرء أن يجعل الحظ يسير في طريقه وذلك من خلال انتهازه لكل الفرص الصغيرة والمتاحة أيًا كانت؛ فالنشاط والمحاولة هما أفضل وسيلة لجلب الحظ.
لم يخطر على بال رودان أبدًا أن يحمل في كيسه مبلغ خمسون عملة ذهبية، ولكن هذا تحقق فعلًا بسبب عطية الملك السخي، لم يكن يعرف فيمَ ينفقها حتى، لقد كان كل حلمه أن يجنيها فقط، كان يستطيع أن يشتري بها كل ما يرغب به من مركبات وأراضٍ وخيل ومنزلٍ فخم، وقد دفعت تلك العملات الذهبية بالناس إلى طريقه حتى يطلبوا منه أن يشاركوه إياها.
وهذا ما دفع رودان للذهاب إلى تاجر الأقمشة النادرة والمجوهرات، وقد كان التاجر مصدومًا من طلبه لأنه لم يسبق أن طلب أحد مساعدته أو نصيحته، على الرغم من أنه رجلٌ عجوز مليئ بالحكم، وقد أعطى تاجر المجوهرات النصيحة لرودان بسخاء، والتي كان يضمنها داخل عدة قصص ومواقف حدثت معه، وكانت خلاصتها أن لا يخرج رودان من كيس نقوده عملة واحدة إلا إن كان يعلم يقينًا أنه ستعود له.
كان تاركاد ابن أزور يتجول الأسواق باحثًا عن من يقرضه ليذهب إلى المطعم المحبب لقلبه، وذلك بعد أن أمضى يومان على بطنٍ فارغ بعد أكله لثمرتين قد سرقهما من حديقة، بينما مر تاجر الإبل داباسير والذي كان واحدًا ممن اقترض منهم تاركاد، وقد كان تاركاد يبغضه لأنه في كل مرةٍ يراه فيها كان يذكره بما عليه من قروض وقد فعل ذلك أيضًا في هذه المرة.
وبعد أن تحدث داباسير عن ما على تاركاد أن يدفعه دعاه ليجلس معه وهو يتناول طعامه في المطعم المحبب لتاركاد، وما إن بدأ داباسير يقص حكايته بدأ الجُلاس في المطعم بالاجتماع حوله ليسمعوا، وقد حكى أنه في شبابه كان فقيرًا ولم تكن إيراداته تغطي جميع احتياجاته مما دفعه إلى الاقتراض، ثم بدأ الدائنون بمطالبته وتدهورت حاله فتركته زوجته وقرر السفر إلى بلد آخر وتقلبت أحواله من سيئ إلى أسوء، إلى أن ألقت به الأقدار في مهنة سائقٍ للإبل، وما إن تحلى بالعزيمة قادته الطرق ليصبح تاجرًا للإبل.
كان شارونادا يسير بفرسه مصطحبًا معه حفيد صديقه وشريكه العزيز آراد جولا والذي كان اسمه هدان جولا وقد تعلم هدان عن والده حبه للتبذير الإنفاق من دون اكتراث، مما كان يجعل شارونادا حزينًا عليه لأنه كان يفتقر للحماسة على عكس جده كما أنه كان يرى أن العمل للعبيد فقط، وكان شارونادا يحمل على عاتقه عرفانًا بجميل جده الذي كان يحاول أن رده لحفيده غير المبالي.
كانت قافلة شارونادا القادمة من دمشق والمحملة بالأشياء النفيسة عظيمةً جدًّا، وقد كان يسير أمامها إلى أن وصلوا إلى بابل والتي رأى فيها ثلاثة رجال كان قد رأهم منذ أربعين سنة يحرثون في نفس الحقل، وبدأ يقص عليه قصته وكيف كان عبدًا بسبب طيش أخيه وكيف سخر منه الرجال الثلاثة أيضًا عندما دخل إلى بابل، وقد كان يخشى أن يضرب بالسياط كما يُفعل بالعبيد عند الأسوار.
لكن بنصيحة من صديقة ميجدو وهي أن يتخذ العمل كصديق له أصبح شارونادا عبدًا لخباز ثم أصبح يخرج إلى المدينة يوميًّا ليبيع الكعكات التي يشتري بها حريته، وقد قابل آراد جولا عندما كان يشتري منه وقد نشأت بينهما صداقة فأخبره آراد أنه أيضًا عبد ويدفع ثمن حريته عن ....... [المزيد]
دعوة إلى شاطئ ديفون تدور أحداث رواية واختفى كل شيء حول عشرة أشخاص غرباء، وجِّهت إلى كلِّ واحدٍ منهم على حدة دعوة إلى جزيرة جنوب إنجلترا، وهي جزيرة بعيدة عن شاطئ ديفون الجنوبي، وبعد وصول المدعوين العشرة إلى القصر المخصَّص للدعوة بوقت قصير، يصدر صوت من المسجِّل الغامض أو الغراموفون يخبرهم أنَّهم جميعًا مذنبون وقد ارتكبوا جرائم عديدة سابقًا. جرائم الغرباء العشرة رغمَ أنَّه في حالة جميع الحاضرين لا يمكن للقانون أن يعاقبهم على تلك الجرائم أو أن يتعامل معهم وفقها، إذ أنَّه على سبيل المثال كان مارستون أحد المدعوين مسؤولًا عن وفاة طفلين بسبب طريقته المتهورة والمستهترة في القيادة، وبدلًا من معاقبته وفق ما يستحق، سحبَت منه رخصة القيادة فقط، ولفترة قصيرة لا أكثر. أمَّا السيد والسيدة روجر، فقد ارتكبا جريمة عندما أهملا متعمدين العناية بمستخدم مصاب بمرض خطير، وكان الجنرال ماك آرثر وهو أحد الحاضرين أيضًا قد أرسل أحد الجنود وكان عشيقًا لزوجته في مهمة انتحارية خلال الحرب ليتخلص منه، وقد تسبَّبت الآنسة برينت بمقتل خادمتها بعد أن طردتها من منزلها بقسوة، فقتلت الخادمة نفسها. وقد أجرى الطبيب آرمسترونغ أمات عملية جراحية لمريضة وهو سكران ما تسبب في وفاتها، وحكم القاضي وارغريف على أحد المتهمين الأبرياء بحكم الإعدام، وأقسم بلور كاذبًا لإدانة أحد المتهمين بانتمائه إلى عصابة ليموت الرجل في السجن لاحقًا، وأرسلت فيرا صبيًا كان تحت رعايتها للسباحة بعيدًا عن الشاطئ حتى يموت غرقًا، وقد حكمت براءةً بسبب ظروف القضية. أسباب الدعوة الغامضة يقارن جميع المدعوين في الجزيرة الأسباب والظروف وراء هذه الدعوة، فيكتشف الجميع أنَّهم جاؤوا إلى الجزيرة لأسباب زائفة، وأنَّ الشخص الذي أحضرهم إلى هذه الجزيرة يعرف عن حياة كل واحد منهم الكثير، كما يكتشفون أيضًا أنَّهم أصبحوا عالقين على الجزيرة البعيدة جدًّا عن شواطي ديفون، ولن يتمكنوا من الخروج أبدًا. بداية النهاية في أوَّل ليلة للمدعوين في القصر يموت السيد أنتوني مارستون عن طريق السم، وفي صباح اليوم التالي تبقى السيدة روجر نائمةً ليتأكد الجميع أنها ماتت، ويعتقدون أنَّ ذلك بسبب تناولها جرعة منوم زائدة، ثمَّ يموت المدعوون الواحد تلو الآخر بأسباب مجهولة وغامضة أيضًا، ويكون في غرفة الجلوس وضعت صينية عليها عشرة تماثيل لهنود، كانت تنقص واحدًا كلما مات واحد منهم. النهاية في نهاية الأمر يموت جميع المدعوين، وعندما تصل الشرطة تجد الجزيرة خاوية من البشر إلا من عشر جثث كل واحدة منها ماتت بطريقة مختلفة، وذلك دون أن يتمكن أحد من حل الجريمة أو اكتشاف المجرم، وتصل فيما بعد رسالة عبر زجاجة في البحر، تكشف مختلف التفاصيل حول الجريمة، وتكشف هوية القاتل الذي كان إحدى الضحايا العشرة.
: . ❝ ⏤أجاثا كريستي
ملخص رواية واختفى كل شيء
دعوة إلى شاطئ ديفون تدور أحداث رواية واختفى كل شيء حول عشرة أشخاص غرباء، وجِّهت إلى كلِّ واحدٍ منهم على حدة دعوة إلى جزيرة جنوب إنجلترا، وهي جزيرة بعيدة عن شاطئ ديفون الجنوبي، وبعد وصول المدعوين العشرة إلى القصر المخصَّص للدعوة بوقت قصير، يصدر صوت من المسجِّل الغامض أو الغراموفون يخبرهم أنَّهم جميعًا مذنبون وقد ارتكبوا جرائم عديدة سابقًا. جرائم الغرباء العشرة رغمَ أنَّه في حالة جميع الحاضرين لا يمكن للقانون أن يعاقبهم على تلك الجرائم أو أن يتعامل معهم وفقها، إذ أنَّه على سبيل المثال كان مارستون أحد المدعوين مسؤولًا عن وفاة طفلين بسبب طريقته المتهورة والمستهترة في القيادة، وبدلًا من معاقبته وفق ما يستحق، سحبَت منه رخصة القيادة فقط، ولفترة قصيرة لا أكثر. أمَّا السيد والسيدة روجر، فقد ارتكبا جريمة عندما أهملا متعمدين العناية بمستخدم مصاب بمرض خطير، وكان الجنرال ماك آرثر وهو أحد الحاضرين أيضًا قد أرسل أحد الجنود وكان عشيقًا لزوجته في مهمة انتحارية خلال الحرب ليتخلص منه، وقد تسبَّبت الآنسة برينت بمقتل خادمتها بعد أن طردتها من منزلها بقسوة، فقتلت الخادمة نفسها. وقد أجرى الطبيب آرمسترونغ أمات عملية جراحية لمريضة وهو سكران ما تسبب في وفاتها، وحكم القاضي وارغريف على أحد المتهمين الأبرياء بحكم الإعدام، وأقسم بلور كاذبًا لإدانة أحد المتهمين بانتمائه إلى عصابة ليموت الرجل في السجن لاحقًا، وأرسلت فيرا صبيًا كان تحت رعايتها للسباحة بعيدًا عن الشاطئ حتى يموت غرقًا، وقد حكمت براءةً بسبب ظروف القضية. أسباب الدعوة الغامضة يقارن جميع المدعوين في الجزيرة الأسباب والظروف وراء هذه الدعوة، فيكتشف الجميع أنَّهم جاؤوا إلى الجزيرة لأسباب زائفة، وأنَّ الشخص الذي أحضرهم إلى هذه الجزيرة يعرف عن حياة كل واحد منهم الكثير، كما يكتشفون أيضًا أنَّهم أصبحوا عالقين على الجزيرة البعيدة جدًّا عن شواطي ديفون، ولن يتمكنوا من الخروج أبدًا. بداية النهاية في أوَّل ليلة للمدعوين في القصر يموت السيد أنتوني مارستون عن طريق السم، وفي صباح اليوم التالي تبقى السيدة روجر نائمةً ليتأكد الجميع أنها ماتت، ويعتقدون أنَّ ذلك بسبب تناولها جرعة منوم زائدة، ثمَّ يموت المدعوون الواحد تلو الآخر بأسباب مجهولة وغامضة أيضًا، ويكون في غرفة الجلوس وضعت صينية عليها عشرة تماثيل لهنود، كانت تنقص واحدًا كلما مات واحد منهم. النهاية في نهاية الأمر يموت جميع المدعوين، وعندما تصل الشرطة تجد الجزيرة خاوية من البشر إلا من عشر جثث كل واحدة منها ماتت بطريقة مختلفة، وذلك دون أن يتمكن أحد من حل الجريمة أو اكتشاف المجرم، وتصل فيما بعد رسالة عبر زجاجة في البحر، تكشف مختلف التفاصيل حول الجريمة، وتكشف هوية القاتل الذي كان إحدى الضحايا العشرة.
❞ ملخص كتاب ❞ الوجودية منزع إنساني❝ تربط الوجودية – لدى سارتر بصورة خاصة – بين الحرية والاختيار والمسئولية ربطًا يجعل من تلك المعاني الثلاثة أساس الوجود الإنساني أينما كان، وأصلًا من أصوله. لقد تعرّضت فكرة الوجودية للكثير من إساءة الفهم، وفي هذه الكلمات نعرض ما أراده (سارتر ) توضيحه بشأن الوجودية التي تُعْلِي من شأن الإرادة الإنسانية، وتركِّز على أن الحريّة شيء أصيل في النفس الإنسانية، وأنّ الإرادة الحُرّة تجعل الإنسان مسئولًا عن أفعاله، وتضعه أمام واجب تحمّل المسئولية.
1- الموضة الوجودية: إنّ أغلب الناس الذين يستخدمون هذه الكلمة سيواجهون صعوبة كبيرة في تفسيرها، خصوصًا لأنها أصبحت اليوم "موضة " تُستخدم في كافة الأوساط الاجتماعية والثقافية، فإذا بنا نرى الناس يَسِمُون بها بعض الفنانين – الرسّامين أو الموسيقيين وغيرهم – باعتبار أنهم وجوديون، ونرى محررًا في صحيفة يوَقِّع باسم "الوجودي ".
وهكذا اتسع مدلول العبارة في الواقع على نحو لم يعد دالًّا على أي شيء.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا وجود جنسين من الوجوديين: أوّلهما الوجوديون المسيحيون ذوو العقيدة الكاثوليكية ، وهم الذين يرون أن الإنسان له وجود بشري أصيل؛ حيث له حرية اختيار ما يكون عليه في حياته، ولكن هذا كله يخضع للحقيقة المتعالية الخفيّة وهي الدعامة الأساسية للوجود البشري، ومن هنا أتى تصنيف ( سارتر ) لتلك الفلسفة على أنها "الوجودية المؤمنة ".
ثانيهما : الوجوديون المُلحِدون، وهم الذين اعتبروا أن الحريّة هي المقوِّم المبدئي للذّات الإنسانية، مما يدفعها باستمرار نحو صُنع وجودها على النحو الذي تريد، ومن هنا لا يكون الوجود البشري – بالنسبة لهم – مُكْتَمِلا، وإنّما بمثابة الوجود الناقص الذي يطمح نحو اكتساب ماهيته. فالإنسان إذن مشروع وجود أكثر منه ماهيّة مكتملة.
وما يشترك فيه جميع الوجوديِّين هو أنّ "الوجود يسبق الماهيّة ". ❝ ⏤جان بول سارتر
ملخص كتاب ❞ الوجودية منزع إنساني❝
تربط الوجودية – لدى سارتر بصورة خاصة – بين الحرية والاختيار والمسئولية ربطًا يجعل من تلك المعاني الثلاثة أساس الوجود الإنساني أينما كان، وأصلًا من أصوله. لقد تعرّضت فكرة الوجودية للكثير من إساءة الفهم، وفي هذه الكلمات نعرض ما أراده (سارتر ) توضيحه بشأن الوجودية التي تُعْلِي من شأن الإرادة الإنسانية، وتركِّز على أن الحريّة شيء أصيل في النفس الإنسانية، وأنّ الإرادة الحُرّة تجعل الإنسان مسئولًا عن أفعاله، وتضعه أمام واجب تحمّل المسئولية.
إنّ أغلب الناس الذين يستخدمون هذه الكلمة سيواجهون صعوبة كبيرة في تفسيرها، خصوصًا لأنها أصبحت اليوم "موضة " تُستخدم في كافة الأوساط الاجتماعية والثقافية، فإذا بنا نرى الناس يَسِمُون بها بعض الفنانين – الرسّامين أو الموسيقيين وغيرهم – باعتبار أنهم وجوديون، ونرى محررًا في صحيفة يوَقِّع باسم "الوجودي ".
وهكذا اتسع مدلول العبارة في الواقع على نحو لم يعد دالًّا على أي شيء.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا وجود جنسين من الوجوديين: أوّلهما الوجوديون المسيحيون ذوو العقيدة الكاثوليكية ، وهم الذين يرون أن الإنسان له وجود بشري أصيل؛ حيث له حرية اختيار ما يكون عليه في حياته، ولكن هذا كله يخضع للحقيقة المتعالية الخفيّة وهي الدعامة الأساسية للوجود البشري، ومن هنا أتى تصنيف ( سارتر ) لتلك الفلسفة على أنها "الوجودية المؤمنة ".
ثانيهما : الوجوديون المُلحِدون، وهم الذين اعتبروا أن الحريّة هي المقوِّم المبدئي للذّات الإنسانية، مما يدفعها باستمرار نحو صُنع وجودها على النحو الذي تريد، ومن هنا لا يكون الوجود البشري – بالنسبة لهم – مُكْتَمِلا، وإنّما بمثابة الوجود ....... [المزيد]
عندما نتصوّر إلهًا صانعًا، فإننا نماثل هذا الإله في أغلب الأحيان بالصانع الأعلى، وبما أننا نقبل دائمًا بأنّ الإرادة تتبع الفهم أو على الأقل تلازمه – أي أنّ الله عندما يخلق يعرف على وجه الدقة ما يخلق - ، فإن مفهوم الإنسان في ذهن الله، مُماثل تمامًا لمفهوم قاطعة الورق في ذهن الحِرَفِّيِّ، والله ينتج الإنسان تبعًا لتقنيات وتصوّر تمامًا مثلما يصنع الحرفي قاطعة لورق طبقًا لتقنيات وتصوُّر؛ إذن فالإنسان الفرد يحقق مفهومًا مُعينًا موجودًا في ذهن الإله.
وعن طبيعة الإنسان وخلقه في نظر الفلاسفة نرى أنهم نظروا إلى الإنسان على أنه يمتلك طبيعة إنسانية، وهذه الطبيعة الإنسانية – التي هي مفهوم الإنسان – موجودة عند جميع الناس؛ فإنسان الغابة وإنسان الطبيعة - مثلهما كمثل الإنسان البرجوازي - خاضعان للتعريف نفسه، ويمتلكان الخصائص الإنسانية نفسها، وهنا تسبق "ماهيّة " الإنسان – أي صفاته ومواصفاته – وجوده.
إن "الوجودية المُلحدة " – التي يمثلّها سارتر وطبقًا لرأيه – هي الأكثر تماسكًا؛ فهي تعلن أنه إذا لم يكن الله موجودًا، فإنَّه يوجد على الأقل كائن يكون الوجود لديه سابقًا للماهيّة، كائن يوُجد قبل أن يكون قابلًا للتعريف وِفق أي مفهوم، وأنّ هذا الكائن هو الإنسان. ولكن، ماذا يعني أن الوجود سابق للماهيّة؟
هذا يعني أنّ الإنسان يُوجَد أولًا، يلتقي بالعالم وينبثق فيه ويتجانس معه ثم يُعرَّف بعد ذلك. وهكذا فلا وجود لطبيعة إنسانية، بما أنّه لا وجود لإله يمكنه تصوّرها. لا يكون الإنسان إلا على نحو ما يتصوره هو عن نفسه، لا يكون الإنسان شيئًا آخر سوى ما يصنعه بنفسه بعد هذه الوثبة نحو الوجود. ذلك هو أوّل مبدأ للوجودية – ( الإنسان صانع نفسه ) وهو ما يُسمّي أيضًا بـِ ( الذاتيّة ) - .
وهكذا فإن أول مسعى للوجودية يتمثّل في جعل كل إنسان متملّكًا لوجوده، ومتحمّلًا المسئولية كاملةً عن وجوده. وعندما نقول إنَّ الإنسان مسئول عن ذاته، فإننا لا نريد القول بأنّ الإنسان مسئول عن فرديته الضيقة فحسب، بل مسئول عن كل الناس.
وهكذا فإنّ مسئوليتنا أكبر بكثير مما نستطيع تقديره إذ ....... [المزيد]
يعلن الوجودي بأن الإنسان كائن قلق، وهذا يعني التالي: إنّ الإنسان الذي يلتزم وينتبه إلى أنَّه ليس من يختار ما يكون عليه فقط، وإنما يختار نفسه في الوقت الذي يختار فيه الإنسانية برمّتها، لن يكون قادرًا عندها على الإفلات من الشعور بمسئولية تامّة وعميقة. ومن المؤكد أن كثيرًا من الناس ليسوا مَهمومين،ولكننا نخالهم يوارون قلقهم ويتهرّبون منه، والأكيد أن الكثير من الناس يعتقدون أن تصرفاتهم لا تُلزِم إلّا ذواتهم، ومتى قُلنا لهم : لكن ماذا لو فعل كل النّاس مثلكم ؟ أجابوا : لا يفعل جميع الناس مثل هذا.
لكن في الحقيقة، يجب أن نتساءل دائمًا: ماذا لو فعل جميع الناس هكذا؟
لا شكّ أن الإجابة ستكون محيّرة ومرعبة، وتجعل كل فرد يُفكِّر مرارًا قبل أن يقوم بأي تصرُّف لا يؤثر على نفسه فقط. فيعيش في حالة دائمة من القلق والتوجّس تجاه كل أفعاله في الحياة. ولا يتعلّق الأمر هنا بقلق يقود إلى الدعة والجمود، وإنما هو قلق بسيط يعرفه كل من حمل عِبء المسئوليات. فمثلًا عندما يأخذ قائد حربي على عاتقه مسئولية هجوم عسكري، ويبعث بعدد مُعيّن من الجنود إلى الموت، وإذا يختار القيام بذلك، ....... [المزيد]
"إذا كان الله غير موجود، يُصبح كل شيء مُباحًا ". هكذا قال ديستوفيسكي
وهنا تكمن نقطة بدء الوجودية.
وفعلًا يكون كل شيء مباحا إن لم يكن الله موجودًا، وبالتالي لا يجد الإنسان ما يمكن الانشداد إليه لا من داخل ذاته ولا من خارجها. إنه لا يجد في البدء أي عُذر؛ فإذا كان الوجود سابقًا للماهيّة حقًا فلن ننتظر الرجوع إلى طبيعة الإنسان لنفسِّر أي شيء. فيكون الإنسان حرًّا، بل يكون حرية.
فإذا افترضنا بالفعل أن الله غير موجود، فإننا لن نجد أمامنا قيَمًا أو أوامر تشرّع تصرفاتنا.
"الإنسان محكومٌ عليه بالحريّة " هكذا يقول (سارتر ) موضِحًا: محكوم عليه لأنه ليس من خلق نفسه في حين أنّه مع ذلك يكون حرًا، لأنه بمجرد ما يُلقي به في العالم يكون مسئولًا عن كل ما يفعل، ومسئولًا عن المستقبل أيضًا.
" الإنسان هو مستقبل الإنسان " – مقولة (بونج ) الشاعر الفرنسي - ، وهذا يعني أن أي إنسان يظهر يكون عليه مستقبل ينتظره يجب أن يصنعه بنفسه.