❞❝
❞ #مهانة_التسول :
كان التسول مجرد فكرة يلجأ إليها البعض لأجل تلبية قوت يوم واحد في الماضي ، ولكنه صار كهدف أو وسيلة للعيش أو وظيفة في الوقت الراهن مع الأسف الشديد ، فهو يعتمد على الذل والهوان وتقليل الكرامة ولا أدري لِمَ يضطر إليه البعض وهم في كامل قواهم البدنية والعقلية ويقدرون على العمل ؟ ، لِمَ يُعرِّض البعض أنفسهم للمهانة مع أنهم قادرون على رفع شأنهم وكسب قوتهم بطرق أكثر رقياً وكرامةً ؟! ولقد صار الأمر كل مدى في حال متردية أسوأ من السابق ، فقد تحوَّل التسول لوسيلة للنصب والنشل والاحتيال والسرقة فلم نَعُد نقدر على التفرقة بين الفقير من غيره ، وأصبحنا نفكر برَوية قبل منحهم تلك الأموال خوفاً من عقاب الله على تضييعها فيما لا يفيد ، فهؤلاء بحاجة لمَنْ يرشدهم ويُوعِّيهم لمصالحهم علَّهم يفيقون من الانجراف وراء تلك الأمور المُتَّبعة في المجتمع بدون أي تفكير في الكرامة وعزة النفس ، فليحاول كل فرد أنْ يؤجل إعطاء الأموال لحين إيجاد مَنْ يستحقها وهذا أيضاً يعتمد على النية فالله يحاسبنا دوماً عليها ، فنحن أقل من أنْ نحكم على أحد من مظهره أو خلافه ولكن طرق التسول الشائعة بشكل مبالغ تجعلنا لا نضمن هل تصل أموالنا التي وهبنا الله إياها لمَنْ هم جديرون بها . ❝
❞ عمالة الأطفال :
قد تضطر العديد من الأسر لاستغلال أبنائهم لمساعدتهم في الإنفاق بتلك الطريقة المذرية من فَرْض العمل في تلك السن المبكرة اعتقاداً منهم أنهم بذلك يجعلونهم أكثر قدرةً على مواجهة ظروف الحياة ولا يعلمون أنهم يُضيِّعون عليهم أفضل فترات حياتهم دون دراية منهم ، فهؤلاء الأطفال يجب أنْ ينعموا بحياة طبيعية هادئة إلى أنْ يصلوا لذلك العمر الذي يسمح لهم بممارسة تلك المهام الأخرى المتمثلة في العمل ، فزرعهم في بيئة غير مناسبة لأعمارهم يجعلهم يستوحشون الحياة ويكتشفون أموراً لا تتلاءم مع طبيعة أعمارهم إطلاقاً فينشأون بشكل غير مُحبَّذ أو مرغوب من أحد ، لذا فلنحاول توفير حياة كريمة لهم دون إلقائهم في تلك المهازل والمهالك التي تَسْلب منهم فترة الطفولة في ممارسة أمور تتجاوز أعمارهم ، فذلك الفقر أو الظروف المعيشية الضنك التي تعاني منها تلك الأسر ليست مبرراً لهم للقيام بتلك الأفعال الشنيعة بأبنائهم فهم ليس لهم أي ذنب فيها ، فلنحاول مجابهتها بشكل أو بآخر غير مُورِّطين أبناءنا فيها ، فلكل طفل حق في الحياة فعليه أنْ ينعم بما يناسب عمره في كل مرحلة يحياها فلا داعي لسَلْب عمره وتضييع حياته في أمور سلبية خاطئة مُلقِين اللوم على ظروف الحياة المختلفة التي دَعَتْهم لذلك ، فتلك مبررات واهية ليس لها أي داعٍ ولن تغفر لهم تلك الزِلات التي أوقعوا أبناءهم فيها ، فليفيقوا قبل يجدوا هؤلاء الأبناء في وضع يَصعُب تغييره أو إنقاذهم منه والأدهى من ذلك أنهم يجعلونهم يُمارسون وظائف تجلب لهم العار والذل كالتسول أو أعمال النجارة أو الحدادة أو غيرها من المهام الشاقة التي تحتاج لمجهود بدني لا يمتلكه سوى شاب ناضج مكتمل النمو ليس طفلاً ما زال في مرحلة النضج والطفولة ، فلنرحم هؤلاء الأبناء حتى نجد منهم ما نفخر به في المستقبل القريب الواعد الذي يحققون به ما يتمنون ليس ما فُرِض عليهم في أوقات وظروف خاطئة تماماً . ❝
❞ الرضا والقناعة :
سوف تجد راحتك في الرضا ، فالقناعة هي سر الحياة بكل راحة واطمئنان وهدوء ، فإنْ لم ترضَ لن ترى الراحة أو تنعم بها مطلقاً فكما تعلم بأن الدنيا لن تُعطيك سوى نصيبك منها الذي كُتِب لك بمشيئة الله فإن كل ما عليك هو أنْ ترضى به ، وتتقبَّله حتى وإنْ كان معاكساً لما تُريد ، فأوقات ترى الجنة والنعيم في أشياء لو حصلت عليها لكانت مصدراً للشقاء والتعب لك ، ولا ترى الخير في أشياء أخرى لو حصلت عليها لحمدت الله وشكرته كثيراً ، فالله دائماً ما يمنع عنا طرق الشر أو الأشياء التي تجلب لنا السوء والإعياء وقلة الراحة فنحن لا ندرك ذلك إلا في وقت متأخر بعدما نمر من الموقف أو أي أمر كان فنأخذ العِظة والعِبرة منه ونتذكر بأننا لا نملك شيئاً سوى الدعاء والرضا بالمكتوب فكل منا يأخذ حقه أربعة وعشرين قيراطاً ، فالله يُوزِّع الأرزاق بالعدل والتساوي بين جميع خلقه سواء أكان الرزق ذلك يتمثل في مال ، عمل ، سعادة ، زواج ، أو إلى آخره من الأشياء التي يتمناها المرء في حياته ويسعى للحصول عليها والوصول لها بكل ما أُوتي من قوة وإرادة وإصرار وصبر ، فأعاننا الله على الطاعة والقناع والرضا بما قسَمه لنا حتى ننال الجزاء الناتج عن هذا الصبر والانتظار ونكون سعداء بتلك النتيجة المرتقبة ، فنحن حقاً في اختبار صعب فحُسن الثواب لمَنْ يتحمَّل ويصبر ويمتلك القدرة على التخطي دون قلق بشأن الغد لأنه بيد الله الرحيم ...
تجدونه في صالة ٢ جناح b19
معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤ . ❝