❞ يُعتبر 6 أكتوبر 1973 يومًا محفورًا في قلب كل مصري، وعربي، إنه ليس يومًا عاديًا على الإطلاق؛ ففي هذا اليوم استعادت مصر كرامتها بعد سنوات من الحزن، والانكسار، بعد نكسة 1967، كانت الناس محبطة، وتشعر باليأس، لكن يوم 6 أكتوبر كان بداية جديدة، ويومًا لا يُنسى، ليس فقط للمصريين بل للعالم أجمع.
وفي تمام الساعة الثانية ظهرًا، كان الهدوء يسود المشهد بشكل غريب، فجأةً!
انطلقت الطائرات المصرية في ضربة جوية قوية قلبت الموازين، لم يُضِع الجيش المصري وقتًا؛ بل بدأ الهجوم بالمدفعية، وبدأ الجنود المصريون في عبور قناة السويس بأعداد كبيرة، وكسروا خط بارليف الذي قيل إنه
«لا يُقهر».
في تلك اللحظة كان الناس في الشوارع غير مُدركين لما يحدث، يجلسون أمام الراديو، والتلفزيون في انتظار الأخبار وبمجرد سماعهم لتقدم الجيش؛ عمّت الفرحة العارمة، وخرج الناس إلى الشوارع يهتفون، وكانت الأغاني الوطنية تُسمع في كل مكان، كان يومًا مليئًا بالحماس، والفخر، ولأولِ مرة منذ سنوات يشعر المصريون بقدرتهم على استعادة أرضهم.
في تلك اللحظات، لم يكن هناك فرق بين عسكري، ومدني، الجميع شعروا أن هذه المعركة هي معركة شعب كامل، وليست معركة الجيش وحده، كانت أصوات الجنود على الجبهة، وهم يهتفون
«الله أكبر» لتصل إلى كل بيت، وكأنها رسالة تقول:
«لا يوجد شيء مستحيل» رُفِعت الأعلام في كل بيت، ووزِعت الحلوى في الشوارع من شدةِ الفرح.
الأمهات اللواتي كان أبناؤهن في الجيش قضين الوقت بالدعاء لهم على أمل رؤيتهم عائدين بالنصر، حتى الأطفال في المدارس كانوا يتحدثون عن الحرب، ويعيشون تلك اللحظات بحماس، لم تكن الفرحة مقتصرة على مصر فحسب؛ بل شعر الوطن العربي كله بالنصر، وقفت الدول العربية بجانب مصر مما زاد الإحساس بالقوة، والوحدة.
الدعم العربي سواء بالمال، أو البترول كان له دور كبير في تحقيق هذا النصر، وجعل الناس يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم، وأنهم قادرون على تحقيق أي شيء حين يتحدون.
استمرت الاحتفالات لأيام، وكان الحديث عن النصر يملأ كل مكان في مصر حتى في المقاهي، كان الناس يتحدثون عن الجنود العائدين، وحكاياتهم البطولية.
على الرغم من أن هذه الحرب لم تكن نهاية الصراع إلا أنها شكلت نقطة تحول كبيرة، استعادت مصر كرامتها، واستعادت سيناء بعد ذلك بفضل هذا النصر في ذلك الوقت، شعر المصريون أنهم قادرون على تحقيق المستحيل.
6 أكتوبر كان يوم الفرحة الكبرى، يوم انتصر فيه المصريون على الهزيمة، وأثبتوا أنهم ليسوا فقط قادرين على القتال؛ بل أيضًا على استعادة الأرض، والكرامة.
الصحفيه: شهد وسيم ❝