*طقوس الردىٰ* المنايا كأس دهاق سيسقى منه الجميع،... 💬 أقوال سوسو بركه 📖 كتاب يومياتي
- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ سوسو بركه 📖
█ *طقوس الردىٰ* المنايا كأس دهاق سيسقى منه الجميع ويتجرعون ألم الفراق والردىٰ كنصل سيفٍ حاد يمزق القلب يفتت الحنايا ويحوّلها إلى أشلاء وبقايا رُفات أرىٰ البعض مغرمًا بعيشه الرغيد يسير الغبراء بغرور كأنه ملك الدنيا انظر الأجساد البالية والثياب الرثة تطلع بكريمتيك من رحلوا أين الملوك التي عظمت سلطتها؟ كسرى الفرس وقوته؟ وأين جالوت ومُلكه؟ كلهم تحت التُراب مالي أراك وَجِلت المنية؟ ألا تعلم أن سهام الموت نافذةٌ؟ الطبيب الذي زارته المنايا بالمرض داوىٰ الكثير لم ينفعه علمه ولم يؤخر قضاء الله؛ فالثكل هو المصيبة الكُبرى والوجع الأشد فتكًا بالقلوب تُبصر أهل فلسطين وهم كل يومٍ يقتلون؟ لا يعلمون سيأتي دوره بعد لحظات فقدوا ذويهم وتحولوا كلٌ منا فاقد لشيءٍ يحبه أتذكر اليوم ودعت فيه جزءًا قلبي مع رحيلها بكيت حتى جفت الدموع المُقل شعرت حينها أنهم نزعوا وتوارىٰ التراب منذ ذلك الوقت وأنا أعلم ما شعور الفقدان؛ فهو الخِنجر دواخلي يجعلني أنتحب بشدة هوىٰ غياهب الجُب لقد انهارت قوتي كانت تشبه الرواسي الشاهقات وانقطع رجائي هناك أشخاص بأمراضٍ عِضال زالوا عَلَىٰ قيد الحياة؛ كتاب مجاناً PDF اونلاين 2025
المنايا كأس دهاق سيسقى منه الجميع، ويتجرعون ألم الفراق، والردىٰ كنصل سيفٍ حاد يمزق القلب، يفتت الحنايا، ويحوّلها إلى أشلاء وبقايا رُفات، أرىٰ البعض مغرمًا بعيشه الرغيد، يسير على الغبراء بغرور، كأنه ملك الدنيا، انظر إلى الأجساد البالية، والثياب الرثة، تطلع بكريمتيك إلى من رحلوا، أين الملوك التي عظمت سلطتها؟ أين كسرى ملك الفرس وقوته؟ وأين جالوت ومُلكه؟ كلهم تحت التُراب، مالي أراك وَجِلت من المنية؟ ألا تعلم أن سهام الموت نافذةٌ؟ انظر إلى الطبيب الذي زارته المنايا بالمرض الذي داوىٰ منه الكثير، لم ينفعه علمه، ولم يؤخر قضاء الله؛ فالثكل هو المصيبة الكُبرى، والوجع الأشد فتكًا بالقلوب، ألم تُبصر أهل فلسطين وهم كل يومٍ يقتلون؟ لا يعلمون من سيأتي دوره بعد لحظات، فقدوا ذويهم، وتحولوا إلى أشلاء، كلٌ منا فاقد لشيءٍ يحبه، أتذكر اليوم الذي ودعت فيه جزءًا من قلبي مع رحيلها، بكيت حتى جفت الدموع من المُقل، شعرت حينها أنهم نزعوا قلبي، وتوارىٰ في التراب، منذ ذلك الوقت وأنا أعلم ما هو شعور الفقدان؛ فهو الخِنجر الذي يمزق دواخلي، يجعلني أنتحب بشدة، هوىٰ قلبي في غياهب الجُب، لقد انهارت قوتي التي كانت تشبه الرواسي الشاهقات، وانقطع رجائي، هناك أشخاص بأمراضٍ عِضال ما زالوا عَلَىٰ قيد الحياة؛ فلا المال ينجي من الموت، ولا السّقم يجلبه؛ فلمقادير قد كُتِبت منذُ قرون، ورُفِعت الأقلام، وجفت الأحبار، وقُضي الأمر، وجميعنا سيأتي يوم رحيلنا لا محالة مهما طال بنا العُمر؛ ننزف كمدًا عندما يرحل عنا من نحب، لكن ما باليد شيء؛ فنحن أيضًا سيحين دَورنا، وسيتألم علينا من عرفونا، وبعد وقتٍ سينسوننا، ولن نجول بخاطرهم سوى ذكرى قديمة مضت مع الرياح؛ فعمل خيرًا في دنياك تفُز بالآخرة.
❞ *طقوس الردىٰ* المنايا كأس دهاق سيسقى منه الجميع، ويتجرعون ألم الفراق، والردىٰ كنصل سيفٍ حاد يمزق القلب، يفتت الحنايا، ويحوّلها إلى أشلاء وبقايا رُفات، أرىٰ البعض مغرمًا بعيشه الرغيد، يسير على الغبراء بغرور، كأنه ملك الدنيا، انظر إلى الأجساد البالية، والثياب الرثة، تطلع بكريمتيك إلى من رحلوا، أين الملوك التي عظمت سلطتها؟ أين كسرى ملك الفرس وقوته؟ وأين جالوت ومُلكه؟ كلهم تحت التُراب، مالي أراك وَجِلت من المنية؟ ألا تعلم أن سهام الموت نافذةٌ؟ انظر إلى الطبيب الذي زارته المنايا بالمرض الذي داوىٰ منه الكثير، لم ينفعه علمه، ولم يؤخر قضاء الله؛ فالثكل هو المصيبة الكُبرى، والوجع الأشد فتكًا بالقلوب، ألم تُبصر أهل فلسطين وهم كل يومٍ يقتلون؟ لا يعلمون من سيأتي دوره بعد لحظات، فقدوا ذويهم، وتحولوا إلى أشلاء، كلٌ منا فاقد لشيءٍ يحبه، أتذكر اليوم الذي ودعت فيه جزءًا من قلبي مع رحيلها، بكيت حتى جفت الدموع من المُقل، شعرت حينها أنهم نزعوا قلبي، وتوارىٰ في التراب، منذ ذلك الوقت وأنا أعلم ما هو شعور الفقدان؛ فهو الخِنجر الذي يمزق دواخلي، يجعلني أنتحب بشدة، هوىٰ قلبي في غياهب الجُب، لقد انهارت قوتي التي كانت تشبه الرواسي الشاهقات، وانقطع رجائي، هناك أشخاص بأمراضٍ عِضال ما زالوا عَلَىٰ قيد الحياة؛ فلا المال ينجي من الموت، ولا السّقم يجلبه؛ فلمقادير قد كُتِبت منذُ قرون، ورُفِعت الأقلام، وجفت الأحبار، وقُضي الأمر، وجميعنا سيأتي يوم رحيلنا لا محالة مهما طال بنا العُمر؛ ننزف كمدًا عندما يرحل عنا من نحب، لكن ما باليد شيء؛ فنحن أيضًا سيحين دَورنا، وسيتألم علينا من عرفونا، وبعد وقتٍ سينسوننا، ولن نجول بخاطرهم سوى ذكرى قديمة مضت مع الرياح؛ فعمل خيرًا في دنياك تفُز بالآخرة. *ک/أسماء عبد العاطي بركة* *«أكاسيا»*. ❝ ⏤سوسو بركه
❞*طقوس الردىٰ*
المنايا كأس دهاق سيسقى منه الجميع، ويتجرعون ألم الفراق، والردىٰ كنصل سيفٍ حاد يمزق القلب، يفتت الحنايا، ويحوّلها إلى أشلاء وبقايا رُفات، أرىٰ البعض مغرمًا بعيشه الرغيد، يسير على الغبراء بغرور، كأنه ملك الدنيا، انظر إلى الأجساد البالية، والثياب الرثة، تطلع بكريمتيك إلى من رحلوا، أين الملوك التي عظمت سلطتها؟ أين كسرى ملك الفرس وقوته؟ وأين جالوت ومُلكه؟ كلهم تحت التُراب، مالي أراك وَجِلت من المنية؟ ألا تعلم أن سهام الموت نافذةٌ؟ انظر إلى الطبيب الذي زارته المنايا بالمرض الذي داوىٰ منه الكثير، لم ينفعه علمه، ولم يؤخر قضاء الله؛ فالثكل هو المصيبة الكُبرى، والوجع الأشد فتكًا بالقلوب، ألم تُبصر أهل فلسطين وهم كل يومٍ يقتلون؟ لا يعلمون من سيأتي دوره بعد لحظات، فقدوا ذويهم، وتحولوا إلى أشلاء، كلٌ منا فاقد لشيءٍ يحبه، أتذكر اليوم الذي ودعت فيه جزءًا من قلبي مع رحيلها، بكيت حتى جفت الدموع من المُقل، شعرت حينها أنهم نزعوا قلبي، وتوارىٰ في التراب، منذ ذلك الوقت وأنا أعلم ما هو شعور الفقدان؛ فهو الخِنجر الذي يمزق دواخلي، يجعلني أنتحب بشدة، هوىٰ قلبي في غياهب الجُب، لقد انهارت قوتي التي كانت تشبه الرواسي الشاهقات، وانقطع رجائي، هناك أشخاص بأمراضٍ عِضال ما زالوا عَلَىٰ قيد الحياة؛ فلا المال ينجي من الموت، ولا السّقم يجلبه؛ فلمقادير قد كُتِبت منذُ قرون، ورُفِعت الأقلام، وجفت الأحبار، وقُضي الأمر، وجميعنا سيأتي يوم رحيلنا لا محالة مهما طال بنا العُمر؛ ننزف كمدًا عندما يرحل عنا من نحب، لكن ما باليد شيء؛ فنحن أيضًا سيحين دَورنا، وسيتألم علينا من عرفونا، وبعد وقتٍ سينسوننا، ولن نجول بخاطرهم سوى ذكرى قديمة مضت مع الرياح؛ فعمل خيرًا في دنياك تفُز بالآخرة.
❞ بداخل غرفة مظلمة، جمالها الساحر لا يُرى من تلك العتمة، جالس على سريره الوثير، سجاف نافذته تكامعه الرياح، تلك العاصفة الباردة تخترق قلبه، أنامله أوشكت على التجمد، ينظر للفراغ بوجه خالٍ من الحياة، صوت عقارب الساعة يزداد حدةً واضطرابًا، وكأنها تدق على أوتاره، يحاول أن يتنفس، لكن رئتاه ترفضان ذلك الهواء، أفكاره المريرة تخنقه كجمرٍ ملتهب، يحاول الثبات بين أمواج القلق التي تمزّقه، عقله يخبره بالعديد من الأفكار، لكنها لا تستطيع الوصول إلى قلبه المظلم، صار الصمت عدوًا له، يهمس في أذنيه بحقيقةٍ مؤلمة، ويطعن روحه بسكينٍ حاد، ينظر إلى هاتفه، ويعيد قراءة المحادثة الأخيرة بينهما، يلامس الأحرف كأنها بقايا أثر ثمين، يتساءل: كيف يمكن لليل أن يكون طويلًا ومؤلمًا إلى هذا الحد؟ بداخله جرحٌ ينزف، وبقلبه ألف حكاية يتمنى أن يرويها، والعديد من الكلمات الأسيرة، يطغى الحزن على ملامحه، يتمنى أن يتلقى مكالمةً بعد هذا الانتظار الذي يفقده صوابه، ويهدم حصونه، ويطعنه في صميم روحه، وكلّما مرّت لحظة زاد العبء على قلبه، لقد شارك في لعبةٍ خاسرة، تلك هي الحقيقة، وأتضح أن علاقتهم ليست سوى سراب، ووهم صنعه لنفسه؛ ليبقى على قيد الحياة، صارت الأرض يابسة من تحت أقدامه، أصبح فؤاده كساعةٍ معطّلة، لمْ يجد له مستمعًا غير أنفاسه الحارقة، كم تمنى لو أستطاع أن يحصي ساعات الصمت، ويقرأ لحظات الفراغ! لقد كان يحيا في خدعةٍ كبرى كالسحر، وفي النهاية أغلق كريمتاه، وقرر الاستسلام لذلك الوجع، وهمس لنفسه، قائلًا: لقد كُنت أكبر هزائمي، وأشدها أثرًا على روحي، لم أعد أريدك، وسأشطر قلبي إن أخبرني يومًا أنه أشتاق إليك. *ک/ أسماء عبد العاطي بركة* *\"أكاسيا\"*. ❝ ⏤سوسو بركه
❞ بداخل غرفة مظلمة، جمالها الساحر لا يُرى من تلك العتمة، جالس على سريره الوثير، سجاف نافذته تكامعه الرياح، تلك العاصفة الباردة تخترق قلبه، أنامله أوشكت على التجمد، ينظر للفراغ بوجه خالٍ من الحياة، صوت عقارب الساعة يزداد حدةً واضطرابًا، وكأنها تدق على أوتاره، يحاول أن يتنفس، لكن رئتاه ترفضان ذلك الهواء، أفكاره المريرة تخنقه كجمرٍ ملتهب، يحاول الثبات بين أمواج القلق التي تمزّقه، عقله يخبره بالعديد من الأفكار، لكنها لا تستطيع الوصول إلى قلبه المظلم، صار الصمت عدوًا له، يهمس في أذنيه بحقيقةٍ مؤلمة، ويطعن روحه بسكينٍ حاد، ينظر إلى هاتفه، ويعيد قراءة المحادثة الأخيرة بينهما، يلامس الأحرف كأنها بقايا أثر ثمين، يتساءل: كيف يمكن لليل أن يكون طويلًا ومؤلمًا إلى هذا الحد؟ بداخله جرحٌ ينزف، وبقلبه ألف حكاية يتمنى أن يرويها، والعديد من الكلمات الأسيرة، يطغى الحزن على ملامحه، يتمنى أن يتلقى مكالمةً بعد هذا الانتظار الذي يفقده صوابه، ويهدم حصونه، ويطعنه في صميم روحه، وكلّما مرّت لحظة زاد العبء على قلبه، لقد شارك في لعبةٍ خاسرة، تلك هي الحقيقة، وأتضح أن علاقتهم ليست سوى سراب، ووهم صنعه لنفسه؛ ليبقى على قيد الحياة، صارت الأرض يابسة من تحت أقدامه، أصبح فؤاده كساعةٍ معطّلة، لمْ يجد له مستمعًا غير أنفاسه الحارقة، كم تمنى لو أستطاع أن يحصي ساعات الصمت، ويقرأ لحظات الفراغ! لقد كان يحيا في خدعةٍ كبرى كالسحر، وفي النهاية أغلق كريمتاه، وقرر الاستسلام لذلك الوجع، وهمس لنفسه، قائلًا: لقد كُنت أكبر هزائمي، وأشدها أثرًا على روحي، لم أعد أريدك، وسأشطر قلبي إن أخبرني يومًا أنه أشتاق إليك.