█ ببيت الشيخ كتب قد شراها وجـمّـعـها ولـكـن مـا قـراهـا وطابـت نفسه منها بسلوى إذا فتح المكـان بأن يـراها حافظ بن أحمد علي الحكمي كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في التواصل اللفظي مع البشر يحدث عادة انتقال تام للمعلومة ولا يحدث عادة انتقال تام للشعور، فيصل الكلام جافا مما يصعب قبول المستمع، وتفهم المتكلم بنفرة المستمع من كلامه.
تخيل أم تنصح ولدها بفعل ما، فهو يتلقى النصيحة (معلومة) ولكن يكون ذلك عادةً مجرد من شعور أمه الحقيقي الكامل تجاهه، فعلمه أنها تخشى عليه أو/و تحبه يختلف عن شعوره فعلا بذلك، في الحوار يتم محاولة إيصال تلك المشاعر المنقوصة بتعبيرات وجه ونبرة صوت، وحركة يد، ولكنها تظل في أفضل الأحيان ناقصة، فتصير كمعادلات رياضة بحتة.
وحتى في الكتابة يتم محاولة استعاضة غياب تلك التعبيرات بوجود الEmojis فتعوض قليلا مما نقص الذي هو أصلا لا يعوض ما نقص فعلا.
ولكم وددت لو تمكنت من نقل ما أفكر به وما أشعر به بتمامه إلى من أكلمه وددت حدوث العكس رغم ظني أني أشعر به أكثر قليلا مما يفعل هو معي.
مشكلة أخرى وهو أن الشعور إن طغى على القلب فيأخذ بالعقل فيختل البيان.
يعني لو ساق الشعور أحدهم وتكلم به، فيصير كلامه تبعا لهوى أكثر منه حق وباطل، وذلك يؤدي لضعف نقل في المعلومة مقابل زيادة في نقل الشعور ولكن هذه الزيادة لا تصل للنقل التام للشعور أيضا، وقد يعمد البعض إلى ذلك لمحاولة التأثير على الآخر شعوريا، كمن يحكم لشخص أنه مظلوم لأنه يبكي.
وهناك ما يعاكس ذلك تماما وهو التكلم بعقل محض بلا شعور، حتى يخرج الكلام من العقل فقط ويخاطب العقل فقط، وهي أيضا وسيلة جيدة لمنع نفسك من التأثر بمشاعر الآخرين في الحوار، ولملاحظة الخلط ما بين شعورهم وما بين الحق.
وعادة إن تكلمت بذلك الأسلوب مع من يتكلم بعاطفة فسيغضب منك لأنه لن يجد فيك الجانب الانساني الذي يريد مخاطبته، بل سيجد أنه يحاور ما هو أشبه بالآلة.
الناس متعبين 🙂 . ❝
❞ في تباين الصحبة وجمال التعبير.
في حادثة الغار، سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- قال لسيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- عند خشيته من المشركين على الرسول - عليه الصلاة والسلام-: ˝لا تخف إن الله معنا˝
بينما لما كان سيدنا موسى -عليه السلام- مع من آمن من قومه عند ملاحقة فرعون وجنوده لهم، وعندما كان الماء سدا أمامهم، ففزعوا من ذلك فقال لهم سيدنا موسى -عليه السلام-: ˝إن معي ربي سيهدين˝ ولم يقل إن معنا ربي :) كما قالها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- مع سيدنا أبي بكر -رضي الله عنه-
ولا عجب فمن ادعوا أنهم ˝شعب الله المختار˝ قد أكدوا ما قاله سيدنا موسى -عليه السلام- فيما بعد بقولهم: ˝اذهب أنت وربك فقاتلا˝
فلم يستحقوا معية الله لهم.
وعلى النقيض نجد من وصفهم الله بخير أمة أخرجت للناس يقولون: ˝اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون˝
ففي اختلاف ˝معنا˝ و˝معي˝ بيان . ❝
❞ شكرا ˝تكوين˝
شكرا لمن عادانا وشكرا لمن جفانا.
لطالما كنت اعتبر أن أخطر شيء يمكن أن يحدث لفئة هو أن يعاملهم عدوهم معاملة حسنة ظاهرة وهو وضع يشابه لما قاله الله في الأخنس بن شريق الثقفي:
˝وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ˝
فهو ˝ألد˝ الخصام فليس خصمك الحق من يعاديك ظاهرا، اتذكر أول أمس أني اثنيت على إسرائيلي قال بالقصف النووي لفلسطين وغزة، أحببت صراحته وصدقه، هو مريح، عدو صريح.
وأبغض كثيرا غيره من يقولون نريد سلاما وتريدون حربا، ينهكونك في الكلام إذا سعيت معهم وأنت تعلم أنهم لكاذبون.
عدوك المصطنع للمودة يضعف من عزيمتك وعقيدتك، فأن تتحرج من تعامله الحسن الظاهري فتعامله بمثله وأكثر، ثم ترى خلاف ذلك عندما لا تستطيع دفعه ولا تتوقعه، فيأتيك من عورتك التي كشفت له بمصاحبتك إياه.
وشكرا تكوين لأنكم ستساهمون في انكباب الناس على علم قد غفلوه، وحق لم يقبلوه، واخلاق كانت منبوذة، وأفكار كانت مستهجنة مستغربة.
˝وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا˝
˝يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ˝ . ❝