█ سمعت بنانا الْحَمَّالَ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْبَرِّيَّةَ عَلَى طَرِيقِ تَبُوكَ وحدي فاستوحشت فإذا هاتف يهتف بي: يا بنان! نقضت العهد لم تستوحش؟ أليس حبيبك معك؟ كتاب مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن ج2 مجاناً PDF اونلاين 2025 [بسم الله الرحمن الرحيم] وصلى محمد وآله ولا حول قوة إلا بالله قال الشيخ الإمام العالم الكامل جمال الدين أبو الفرج عبد ابن الجوزي رحمه الله: الحمد لله الذي أنشأ فأحسن الإنشاء ثم قدم بالاجتباء ما شاء وصلى النبي [الأمي] سبق الأنبياء وعلا من علا فنال العلاء أصحابه الذين فاقوا الفضل الفضلاء وعلى عمه العباس أرسل [بدعائه] إذ سيل به [سيل] السماء ونشر ذريته الأئمة الخلفاء وسلام عباده اصطفى أما بعد: فإني كنت أتوق مكة قبل الحج؛ فداويت هذا الداء بالقصد فزاد الشوق بعد الرجوع الحد وعلمت أن كثرة الترداد لا تزيد شوقا كما لقيا المحبوب نار الوجد وقدا إني صادفت هو أشوق مني؛ فشغلني رأيت وجده عني؛ فاتفقنا أصل وافترقنا [قدر] التوق ورأيته قال الشاعر: أحب الثرى النجدي أجرع الحمى كأني لمن بالأجر عين نسيب إذا هب علوي النسيم رأتني أغض جفوني يقال مريب وكما الآخر: أحن نور اللوى بطاحه وأظمأ ري هبوبه وذاك يغدو عليلا نسيمه ويمسي صحيحا مآؤه قليبه وكما [آخر] : يرنحني إليك حتى أميل اليمين الشمال كما مال المعاقر عاودته حميا الكأس حالا حال وتأخذني لذكركم ارتياح نشط الأسير العقال وأيسر ألاقي هما يغصصني بذا الماء الزلال وكما : وإني لأغري بالنسيم إذا سرى ويعجبني بالأبرقين ربوع ويحني علي نجدي مزنة وبرق بأطراف الحجاز لموع ولا أعرف الأشجان تشوقني حمائم ورق الديار وقوع فلما الزمان يواتي [على المطلوب] ؛ فشرعت التعلل بذكر رب ذكرى قربت نزحا وها أنا أذكر أخبار تلك الطريق وفضائل البيت العتيق وإن كان الذكر سببا للتشويق لكنه القائل: تداويت ليلى بليلى وقد أتيت بذلك ترتيب المنازل وذكرت يختص بالمكان والوقت الفضائل وبينت فيه المشروع المناسك وحليت ذلك بالأحاديث الفائقة والأشعار الرائقة ذكرت المدينة وزيارة الرسول صلى عليه وسلم طرفا يحوي أتبعت الاتعاظ بالأجداث وتلوته بمستحسن كتب القبور ختمت الكتاب بكلمات الحكم تتضمن مواعظ بليغة؛ ليكون المجموع جامعا للفن قصدته