كان له ﷺ حزب يقرؤه ، ولا يُخِلُّ به ، وكانت قراءته... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ كان له ﷺ حزب يقرؤه ولا يُخِلُّ به وكانت قراءته ترتيلاً لا هَذَّاً عجلة بل قراءة مفسرة حرفاً وكان يُقَطَّعُ آية يمد عند حروف المد فيمد الرحمن ويمد الرحيم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أول فيقول ( أعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ ) ورُبَّما يقول اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ الرَّجيم هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ ونَفْسِهِ تعوذه قبل القراءة يُحبُّ أن يسمع القرآن غيره وأمر عبد الله بن مسعود فقرأ عليه وهو وخَشَع لسماع منه حتى ذرفت عيناه يقرأ قائماً وقاعداً ومضطجعاً ومتوضئاً ومُحْدِثاً ولم يكن يمنعه إلا الجنابة ﷺ يتغنى ويُرَجَّع صوته أحياناً كما رجَّع يوم الفتح إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً وحكى مغفل ترجیعه آ ثلاث مرات وإذا جُمعت هذه الأحاديث إلى قوله فزينوا بأصواتكم وقوله لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ما أَذِنَ اللَّهُ لِشَيء كأَذَنِهِ لِنَبّي حَسَن الصَّوْتِ يَتَغَنَّى علمت هذا الترجيع اختياراً كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ كان له ﷺ حزب يقرؤه ، ولا يُخِلُّ به ، وكانت قراءته ترتيلاً لا هَذَّاً ولا عجلة ، بل قراءة مفسرة حرفاً حرفاً ، وكان يُقَطَّعُ قراءته آية آية ، وكان يمد عند حروف المد ، فيمد الرحمن ويمد الرحيم ، وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته ، فيقول ( أعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ ) ، ورُبَّما كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيم من هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ ، ونَفْسِهِ ) . وكان تعوذه قبل القراءة ، وكان ﷺ يُحبُّ أن يسمع القرآن من غيره ، وأمر عبد الله بن مسعود ، فقرأ عليه وهو يسمع ، وخَشَع لسماع القرآن منه ، حتى ذرفت عيناه ، وكان ﷺ يقرأ القرآن قائماً ، وقاعداً ، ومضطجعاً ، ومتوضئاً ، ومُحْدِثاً ، ولم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابة ، وكان ˝ﷺ ˝ يتغنى به ، ويُرَجَّع صوته به أحياناً كما رجَّع يوم الفتح في قراءته إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً ، وحكى عبد الله بن مغفل ترجیعه ، آ آ آ ثلاث مرات ، وإذا جُمعت هذه الأحاديث إلى قوله ﷺ ( فزينوا القرآن بأصواتكم ) وقوله ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ) وقوله ( ما أَذِنَ اللَّهُ لِشَيء ، كأَذَنِهِ لِنَبّي حَسَن الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآن ) ، علمت أن هذا الترجيع منه ، كان اختياراً لا اضطراراً لهز الناقة له ، فإن هذا لو كان لأجل هزّ الناقة ، لما كان داخلاً تحت الاختيار ، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختياراً ليُؤتسى به ، وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوتُه ، ثم يقول : كان يُرجعُ في قراءته ، فنسب الترجيع إلى فعله ، ولو كان من هز الراحلة ، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعاً ، وقد إستمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري ، فلما أخبره بذلك ، قال لو كنت أعلم أنك تسمعه ، لحبرته لك تحبيرا ، أي حسنته بصوتي وزينته تزيينا ، وروى أبو داود في سننه عن عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : قال عبد الله بن أبي يزيد : مر بنا أبو لبابة ، فاتبعناه حتى دخل بيته ، فإذا رجل رثُّ الهيئة ، فسمعته يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن ) ، قال : فقلتُ لابن أبي مليكة : يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت ؟ قال : يُحسنُه ما استطاع ). ❝
❞ كان له ﷺ حزب يقرؤه ، ولا يُخِلُّ به ، وكانت قراءته ترتيلاً لا هَذَّاً ولا عجلة ، بل قراءة مفسرة حرفاً حرفاً ، وكان يُقَطَّعُ قراءته آية آية ، وكان يمد عند حروف المد ، فيمد الرحمن ويمد الرحيم ، وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته ، فيقول ( أعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ ) ، ورُبَّما كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيم من هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ ، ونَفْسِهِ ) . وكان تعوذه قبل القراءة ، وكان ﷺ يُحبُّ أن يسمع القرآن من غيره ، وأمر عبد الله بن مسعود ، فقرأ عليه وهو يسمع ، وخَشَع لسماع القرآن منه ، حتى ذرفت عيناه ، وكان ﷺ يقرأ القرآن قائماً ، وقاعداً ، ومضطجعاً ، ومتوضئاً ، ومُحْدِثاً ، ولم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابة ، وكان ﷺ يتغنى به ، ويُرَجَّع صوته به أحياناً كما رجَّع يوم الفتح في قراءته إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً ، وحكى عبد الله بن مغفل ترجیعه ، آ آ آ ثلاث مرات ، وإذا جُمعت هذه الأحاديث إلى قوله ﷺ ( فزينوا القرآن بأصواتكم ) وقوله ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ) وقوله ( ما أَذِنَ اللَّهُ لِشَيء ، كأَذَنِهِ لِنَبّي حَسَن الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآن ) ، علمت أن هذا الترجيع منه ، كان اختياراً لا اضطراراً لهز الناقة له ، فإن هذا لو كان لأجل هزّ الناقة ، لما كان داخلاً تحت الاختيار ، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختياراً ليُؤتسى به ، وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوتُه ، ثم يقول : كان يُرجعُ في قراءته ، فنسب الترجيع إلى فعله ، ولو كان من هز الراحلة ، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعاً ، وقد إستمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري ، فلما أخبره بذلك ، قال لو كنت أعلم أنك تسمعه ، لحبرته لك تحبيرا ، أي حسنته بصوتي وزينته تزيينا ، وروى أبو داود في سننه عن عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : قال عبد الله بن أبي يزيد : مر بنا أبو لبابة ، فاتبعناه حتى دخل بيته ، فإذا رجل رثُّ الهيئة ، فسمعته يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن ) ، قال : فقلتُ لابن أبي مليكة : يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت ؟ قال : يُحسنُه ما استطاع ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ كان له ﷺ حزب يقرؤه ، ولا يُخِلُّ به ، وكانت قراءته ترتيلاً لا هَذَّاً ولا عجلة ، بل قراءة مفسرة حرفاً حرفاً ، وكان يُقَطَّعُ قراءته آية آية ، وكان يمد عند حروف المد ، فيمد الرحمن ويمد الرحيم ، وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته ، فيقول ( أعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ ) ، ورُبَّما كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيم من هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ ، ونَفْسِهِ ) . وكان تعوذه قبل القراءة ، وكان ﷺ يُحبُّ أن يسمع القرآن من غيره ، وأمر عبد الله بن مسعود ، فقرأ عليه وهو يسمع ، وخَشَع لسماع القرآن منه ، حتى ذرفت عيناه ، وكان ﷺ يقرأ القرآن قائماً ، وقاعداً ، ومضطجعاً ، ومتوضئاً ، ومُحْدِثاً ، ولم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابة ، وكان ˝ﷺ ˝ يتغنى به ، ويُرَجَّع صوته به أحياناً كما رجَّع يوم الفتح في قراءته إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مبيناً ، وحكى عبد الله بن مغفل ترجیعه ، آ آ آ ثلاث مرات ، وإذا جُمعت هذه الأحاديث إلى قوله ﷺ ( فزينوا القرآن بأصواتكم ) وقوله ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ) وقوله ( ما أَذِنَ اللَّهُ لِشَيء ، كأَذَنِهِ لِنَبّي حَسَن الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآن ) ، علمت أن هذا الترجيع منه ، كان اختياراً لا اضطراراً لهز الناقة له ، فإن هذا لو كان لأجل هزّ الناقة ، لما كان داخلاً تحت الاختيار ، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختياراً ليُؤتسى به ، وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوتُه ، ثم يقول : كان يُرجعُ في قراءته ، فنسب الترجيع إلى فعله ، ولو كان من هز الراحلة ، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعاً ، وقد إستمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري ، فلما أخبره بذلك ، قال لو كنت أعلم أنك تسمعه ، لحبرته لك تحبيرا ، أي حسنته بصوتي وزينته تزيينا ، وروى أبو داود في سننه عن عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : قال عبد الله بن أبي يزيد : مر بنا أبو لبابة ، فاتبعناه حتى دخل بيته ، فإذا رجل رثُّ الهيئة ، فسمعته يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن ) ، قال : فقلتُ لابن أبي مليكة : يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت ؟ قال : يُحسنُه ما استطاع ). ❝
❞ قدوم وفد خَوْلان على رسول الله ﷺ .. قدم عليه ﷺ في شهر شعبان سنة عشر وفد خولان وهم عشرة ، فقالوا : يا رسول الله نحن على مَن وَرَاءَنَا مِن قومنا ، ونحن مؤمنون بالله عز وجل ، ومصدقون برسوله ، وقد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها ، والمِنَّةَ لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك ، فقال رسول الله ﷺ ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ مَسيَرِكُم إِلَيَّ فَإِنَّ لَكُم بِكُلِّ خَطْوَة خَطَاهَا بَعِيرُ أَحَدِكُم حَسَنَة ، وأما قولكم : زائرِينَ لك ، فإِنه مَنْ زَارَني بِالْمَدِينَةِ ، كَانَ فِي جواري يَوْمَ القِيَامَةِ) ، قالوا : يا رسول الله ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ ، ثم قال رسول الله ﷺ ( مَا فَعَلَ عَم أنَسِ ؟ ) ، - وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه - ، قالوا : أبْشِر ، بدلنا الله به ما جئت به ، وقد بقيت منا بقايا ـ من شيخ كبير وعجوز كبيرة - متمسكون ، به ولو قدمنا عليه ، لهدمناه إن شاء الله فقد كنا منه في غرور وفتنة ، فقال لهم رسول ﷺ ( ومَا أَعْظَمَ مَا رَأَيْتُم مِنْ فِتْنَتِه ؟ ) قالوا : لقد رأيتنا أَسْنتْنَا حَتَّى أكلنا الرَّمة ، فجمعنا ما قَدَرْنا عليه ، وابتعنا به مئة ثور ، ونحرناها لعم أنس ، قرباناً في غَداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، ولقد رأينا العُشْبَ يواري الرجال ، ويقول قائلنا : أنعم علينا《عم أنس 》وذكروا لرسول الله ﷺ ما كانوا يقسِمُون لصنمهم هذا من أنعامهم وحُروثهم ، وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له ، وجزءاً لله بزعمهم ، قالوا : كنا نزرع الزرع ، فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعاً آخر حجرة لله ، فإذا مالت الريح فالذي سميناه لله جعلناه لعم أنس، وإذا مالت الريح ، فالذي جعلناه لعم أنس ، لم نجعله لله ، فذكر لهم رسول الله ﷺ أن الله أنزل عليَّ في ذلك { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِن الحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا } ، قالوا : وكنا نتحاكم إليه فيتكلم ، فقال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ الشَّيَاطِينُ تُكَلِّمُكُم ) ، وسألوه عن فرائض الدين ، فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار لمن جاوروا وأن لا يظلِمُوا أحداً ، قال ﷺ ( فإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) ، ثم ودَّعوه بعد أيام وأجازهم ، فرجعوا إلى قومهم ، فلم يَحُلُّوا عقدة حتى هدموا «عم أنس». ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم وفد خَوْلان على رسول الله ﷺ . قدم عليه ﷺ في شهر شعبان سنة عشر وفد خولان وهم عشرة ، فقالوا : يا رسول الله نحن على مَن وَرَاءَنَا مِن قومنا ، ونحن مؤمنون بالله عز وجل ، ومصدقون برسوله ، وقد ضربنا إليك آباط الإبل ، وركبنا حُزُونَ الأرض وسهولها ، والمِنَّةَ لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك ، فقال رسول الله ﷺ ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ مَسيَرِكُم إِلَيَّ فَإِنَّ لَكُم بِكُلِّ خَطْوَة خَطَاهَا بَعِيرُ أَحَدِكُم حَسَنَة ، وأما قولكم : زائرِينَ لك ، فإِنه مَنْ زَارَني بِالْمَدِينَةِ ، كَانَ فِي جواري يَوْمَ القِيَامَةِ) ، قالوا : يا رسول الله ! هذا السفر الذي لا تَوَى عَلَيْهِ ، ثم قال رسول الله ﷺ ( مَا فَعَلَ عَم أنَسِ ؟ ) ، - وهو صنم خولان الذي كانوا يعبدونه - ، قالوا : أبْشِر ، بدلنا الله به ما جئت به ، وقد بقيت منا بقايا ـ من شيخ كبير وعجوز كبيرة - متمسكون ، به ولو قدمنا عليه ، لهدمناه إن شاء الله فقد كنا منه في غرور وفتنة ، فقال لهم رسول ﷺ ( ومَا أَعْظَمَ مَا رَأَيْتُم مِنْ فِتْنَتِه ؟ ) قالوا : لقد رأيتنا أَسْنتْنَا حَتَّى أكلنا الرَّمة ، فجمعنا ما قَدَرْنا عليه ، وابتعنا به مئة ثور ، ونحرناها لعم أنس ، قرباناً في غَداة واحدة ، وتركناها تردها السباع ، ونحن أحوج إليها من السباع ، فجاءنا الغيث من ساعتنا ، ولقد رأينا العُشْبَ يواري الرجال ، ويقول قائلنا : أنعم علينا《عم أنس 》وذكروا لرسول الله ﷺ ما كانوا يقسِمُون لصنمهم هذا من أنعامهم وحُروثهم ، وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له ، وجزءاً لله بزعمهم ، قالوا : كنا نزرع الزرع ، فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمي زرعاً آخر حجرة لله ، فإذا مالت الريح فالذي سميناه لله جعلناه لعم أنس، وإذا مالت الريح ، فالذي جعلناه لعم أنس ، لم نجعله لله ، فذكر لهم رسول الله ﷺ أن الله أنزل عليَّ في ذلك ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِن الحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ﴾ ، قالوا : وكنا نتحاكم إليه فيتكلم ، فقال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ الشَّيَاطِينُ تُكَلِّمُكُم ) ، وسألوه عن فرائض الدين ، فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار لمن جاوروا وأن لا يظلِمُوا أحداً ، قال ﷺ ( فإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ) ، ثم ودَّعوه بعد أيام وأجازهم ، فرجعوا إلى قومهم ، فلم يَحُلُّوا عقدة حتى هدموا «عم أنس». ❝