أسباب إنشراح الصدر أعظم أسباب شرح الصدر 🔸️ التوحيد... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ أسباب إنشراح الصدر أعظم شرح 🔸️ التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه العلم فإنه يشرح ويوسعه حتى أوسع من الدنيا والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع وليس هذا لكل بل للعلم الموروث عن الرسول ﷺ وهو النافع فأهله أشرح الناس صدراً وأوسعهم قلوباً وأحسنهم أخلاقاً وأطيبهم عيشاً الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ومحبته بكل القلب والإقبال عليه والتنعم بعبادته فلا شيء أشرحُ لصدر ذلك إنه ليقولُ أحياناً : إن كنتُ الجنة مثل هذه الحالة فإني إذاً عيش طيب وللمحبة تأثير عجيب وطيب النفس ونعيم لا يعرفه إلا له حس به وكلما كانت المحبة أقوى وأشدَّ كان أفسح وأشرحَ 🔸️دوام ذكر تعالى كُلِّ حال وفي موطن فللذكر وللغفلة ضيقه وحبسه وعذابه 🔸️الإحسان الخلق ونفعهم بما يمكنه المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الإحسان فإن الكريم المحسن نفساً وأنعمُهم قلباً والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق وأنكدهم كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
أعظم أسباب شرح الصدر 🔸️ التوحيد وعلى حسب كماله وقوته ، وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . 🔸️ العلم ، فإنه يشرح الصدر ، ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا ، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس ، فكلما اتسع علم العبد ، انشرح صدره واتسع ، وليس هذا لكل علم ، بل للعلم الموروث عن الرسول ﷺ وهو العلم النافع ، فأهله أشرح الناس صدراً ، وأوسعهم قلوباً ، وأحسنهم أخلاقاً ، وأطيبهم عيشاً . 🔸️ الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، ومحبته بكل القلب ، والإقبال عليه ، والتنعم بعبادته ، فلا شيء أشرحُ لصدر العبد من ذلك ، حتى إنه ليقولُ أحياناً : إن كنتُ في الجنة في مثل هذه الحالة ، فإني إذاً في عيش طيب ، وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر ، وطيب النفس ، ونعيم القلب ، لا يعرفه إلا من له حس به ، وكلما كانت المحبة أقوى وأشدَّ ، كان الصدر أفسح وأشرحَ .🔸️دوام ذكر الله تعالى على كُلِّ حال ، وفي كُلِّ موطن ، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ، ونعيم القلب ، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه .🔸️الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه ، والنفع بالبدن ، وأنواع الإحسان ، فإن الكريم المحسن أشرحُ الناس صدراً ، وأطيبهم نفساً ، وأنعمُهم قلباً ، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً ، وأنكدهم عيشاً ، وأعظمُهم هماً وغماً .🔸️ الشجاعة ، فإن الشجاع منشرح الصدر ، واسع البطان ، متَّسِعُ القلب ، والجبان أضيق الناس صدراً ، وأحصرهم قلباً ، لا فرحة له ولا سرور ، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي .🔸️ومنها بل من أعظمها : إخراجُ دَغَلِ القَلبِ من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه وتحول بينه وبين حصول البرء ، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره ، ولم يُخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه ، لم يحظ مِنْ انشراح صدره بطائل ، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما .🔸️ومنها : ترك فضول النظر ، والكلام ، والاستماع ، والمخالطة ، والأكل ، والنوم ، فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وعموماً ، وهموماً في القلب ، تحصره ، وتحبسه ، وتضيقه ، ويتعذَّبُ بها ، بل غالِبُ عذابِ الدنيا والآخرة منها ، فلا إله إلَّا الله ما أضيق صدرَ من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم ، وما أنكد عيشه ، وما أسوأ حاله وما أشدَّ حصر قلبه ، ولا إله إلَّا الله ، ما أنعم عيشَ مَنْ ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم ، وكانت همته دائرةً عليها ، حائمةً ، حولها . والمقصود : أن رسول الله ﷺ كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر ، واتساع القلب ، وقُرة العين ، وحياة الروح ، فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة ، وقُرَّةِ العين مع ما خُصَّ به من الشرح الحسي ، وأكمل الخلق متابعة له ، أكملهم انشراحاً ولذة وقرة عين ، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره ، وقرة عينه ، ولذة روحه ما ينال ، فهو في ذروة الكمال من شرح الصدر ، ورفع الذكر ، ووضع الوزر ، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه ، وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم ، وعصمته إياهم ، ودفاعه عنهم ، وإعزازه لهم ، ونصره لهم ، بحسب نصيبهم من المتابعة ، فمستقل ، ومستكثر ، فمن وجد خيراً ، فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك ، فلا يلومنَّ إلا نفسه ، والله المستعان. ❝
❞ أسباب إنشراح الصدر أعظم أسباب شرح الصدر 🔸️ التوحيد وعلى حسب كماله وقوته ، وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . 🔸️ العلم ، فإنه يشرح الصدر ، ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا ، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس ، فكلما اتسع علم العبد ، انشرح صدره واتسع ، وليس هذا لكل علم ، بل للعلم الموروث عن الرسول ﷺ وهو العلم النافع ، فأهله أشرح الناس صدراً ، وأوسعهم قلوباً ، وأحسنهم أخلاقاً ، وأطيبهم عيشاً . 🔸️ الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، ومحبته بكل القلب ، والإقبال عليه ، والتنعم بعبادته ، فلا شيء أشرحُ لصدر العبد من ذلك ، حتى إنه ليقولُ أحياناً : إن كنتُ في الجنة في مثل هذه الحالة ، فإني إذاً في عيش طيب ، وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر ، وطيب النفس ، ونعيم القلب ، لا يعرفه إلا من له حس به ، وكلما كانت المحبة أقوى وأشدَّ ، كان الصدر أفسح وأشرحَ .🔸️دوام ذكر الله تعالى على كُلِّ حال ، وفي كُلِّ موطن ، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ، ونعيم القلب ، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه .🔸️الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه ، والنفع بالبدن ، وأنواع الإحسان ، فإن الكريم المحسن أشرحُ الناس صدراً ، وأطيبهم نفساً ، وأنعمُهم قلباً ، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً ، وأنكدهم عيشاً ، وأعظمُهم هماً وغماً .🔸️ الشجاعة ، فإن الشجاع منشرح الصدر ، واسع البطان ، متَّسِعُ القلب ، والجبان أضيق الناس صدراً ، وأحصرهم قلباً ، لا فرحة له ولا سرور ، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي .🔸️ومنها بل من أعظمها : إخراجُ دَغَلِ القَلبِ من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه وتحول بينه وبين حصول البرء ، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره ، ولم يُخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه ، لم يحظ مِنْ انشراح صدره بطائل ، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما .🔸️ومنها : ترك فضول النظر ، والكلام ، والاستماع ، والمخالطة ، والأكل ، والنوم ، فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وعموماً ، وهموماً في القلب ، تحصره ، وتحبسه ، وتضيقه ، ويتعذَّبُ بها ، بل غالِبُ عذابِ الدنيا والآخرة منها ، فلا إله إلَّا الله ما أضيق صدرَ من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم ، وما أنكد عيشه ، وما أسوأ حاله وما أشدَّ حصر قلبه ، ولا إله إلَّا الله ، ما أنعم عيشَ مَنْ ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم ، وكانت همته دائرةً عليها ، حائمةً ، حولها . والمقصود : أن رسول الله ﷺ كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر ، واتساع القلب ، وقُرة العين ، وحياة الروح ، فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة ، وقُرَّةِ العين مع ما خُصَّ به من الشرح الحسي ، وأكمل الخلق متابعة له ، أكملهم انشراحاً ولذة وقرة عين ، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره ، وقرة عينه ، ولذة روحه ما ينال ، فهو في ذروة الكمال من شرح الصدر ، ورفع الذكر ، ووضع الوزر ، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه ، وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم ، وعصمته إياهم ، ودفاعه عنهم ، وإعزازه لهم ، ونصره لهم ، بحسب نصيبهم من المتابعة ، فمستقل ، ومستكثر ، فمن وجد خيراً ، فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك ، فلا يلومنَّ إلا نفسه ، والله المستعان. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ أسباب إنشراح الصدر
أعظم أسباب شرح الصدر 🔸️ التوحيد وعلى حسب كماله وقوته ، وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . 🔸️ العلم ، فإنه يشرح الصدر ، ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا ، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس ، فكلما اتسع علم العبد ، انشرح صدره واتسع ، وليس هذا لكل علم ، بل للعلم الموروث عن الرسول ﷺ وهو العلم النافع ، فأهله أشرح الناس صدراً ، وأوسعهم قلوباً ، وأحسنهم أخلاقاً ، وأطيبهم عيشاً . 🔸️ الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، ومحبته بكل القلب ، والإقبال عليه ، والتنعم بعبادته ، فلا شيء أشرحُ لصدر العبد من ذلك ، حتى إنه ليقولُ أحياناً : إن كنتُ في الجنة في مثل هذه الحالة ، فإني إذاً في عيش طيب ، وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر ، وطيب النفس ، ونعيم القلب ، لا يعرفه إلا من له حس به ، وكلما كانت المحبة أقوى وأشدَّ ، كان الصدر أفسح وأشرحَ .🔸️دوام ذكر الله تعالى على كُلِّ حال ، وفي كُلِّ موطن ، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ، ونعيم القلب ، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه .🔸️الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه ، والنفع بالبدن ، وأنواع الإحسان ، فإن الكريم المحسن أشرحُ الناس صدراً ، وأطيبهم نفساً ، وأنعمُهم قلباً ، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً ، وأنكدهم عيشاً ، وأعظمُهم هماً وغماً .🔸️ الشجاعة ، فإن الشجاع منشرح الصدر ، واسع البطان ، متَّسِعُ القلب ، والجبان أضيق الناس صدراً ، وأحصرهم قلباً ، لا فرحة له ولا سرور ، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي .🔸️ومنها بل من أعظمها : إخراجُ دَغَلِ القَلبِ من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه وتحول بينه وبين حصول البرء ، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره ، ولم يُخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه ، لم يحظ مِنْ انشراح صدره بطائل ، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما .🔸️ومنها : ترك فضول النظر ، والكلام ، والاستماع ، والمخالطة ، والأكل ، والنوم ، فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وعموماً ، وهموماً في القلب ، تحصره ، وتحبسه ، وتضيقه ، ويتعذَّبُ بها ، بل غالِبُ عذابِ الدنيا والآخرة منها ، فلا إله إلَّا الله ما أضيق صدرَ من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم ، وما أنكد عيشه ، وما أسوأ حاله وما أشدَّ حصر قلبه ، ولا إله إلَّا الله ، ما أنعم عيشَ مَنْ ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم ، وكانت همته دائرةً عليها ، حائمةً ، حولها . والمقصود : أن رسول الله ﷺ كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر ، واتساع القلب ، وقُرة العين ، وحياة الروح ، فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة ، وقُرَّةِ العين مع ما خُصَّ به من الشرح الحسي ، وأكمل الخلق متابعة له ، أكملهم انشراحاً ولذة وقرة عين ، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره ، وقرة عينه ، ولذة روحه ما ينال ، فهو في ذروة الكمال من شرح الصدر ، ورفع الذكر ، ووضع الوزر ، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه ، وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم ، وعصمته إياهم ، ودفاعه عنهم ، وإعزازه لهم ، ونصره لهم ، بحسب نصيبهم من المتابعة ، فمستقل ، ومستكثر ، فمن وجد خيراً ، فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك ، فلا يلومنَّ إلا نفسه ، والله المستعان. ❝
❞ للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها ، و استفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها ، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويُعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات ، فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتب عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، ولما كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات ، وتعديل قوتها الشهوانية ، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها ، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية ويكسر الجوع والظمأ مِن حِدَّتِها وسَوْرتها ، ويُذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين ، وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب ، وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها ، ويُسكنُ كُلَّ عضو منها وكُل قوة عن جماحه ، وتُلجم بلجامه ، فهو لجام المتقين ، وجُنَّةُ المحاربين ، ورياضة الأبرار والمقربين ، وهو لرب العالمين من بين سائر الأعمال ، فإن الصائم لا يفعل شيئاً ، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده ، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته ، وهو سر بين العبد وربه لا يَطَّلِعُ عليه سواه ، والعباد قد يَطَّلِعُونَ منه على ترك المفطرات الظاهرة ، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده ، فهو أمر لا يطلع عليه بشر ، وذلك حقيقة الصوم ، وقال النبي ﷺ ( الصَّوْمُ جُنَّة ) وأمَرَ مَن اشتدَّتْ عليه شَهوة النكاح ، ولا قدرة له عليه بالصيام ، وجعله وجَاءَ هذه الشهوة ، والمقصود أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة ، شرعه الله لعباده رحمة بهم ، وإحساناً إليهم ، وحميةً لهم وجُنَّةٌ. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها ، و استفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها ، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويُعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات ، فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتب عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، ولما كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات ، وتعديل قوتها الشهوانية ، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها ، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية ويكسر الجوع والظمأ مِن حِدَّتِها وسَوْرتها ، ويُذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين ، وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب ، وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها ، ويُسكنُ كُلَّ عضو منها وكُل قوة عن جماحه ، وتُلجم بلجامه ، فهو لجام المتقين ، وجُنَّةُ المحاربين ، ورياضة الأبرار والمقربين ، وهو لرب العالمين من بين سائر الأعمال ، فإن الصائم لا يفعل شيئاً ، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده ، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته ، وهو سر بين العبد وربه لا يَطَّلِعُ عليه سواه ، والعباد قد يَطَّلِعُونَ منه على ترك المفطرات الظاهرة ، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده ، فهو أمر لا يطلع عليه بشر ، وذلك حقيقة الصوم ، وقال النبي ﷺ ( الصَّوْمُ جُنَّة ) وأمَرَ مَن اشتدَّتْ عليه شَهوة النكاح ، ولا قدرة له عليه بالصيام ، وجعله وجَاءَ هذه الشهوة ، والمقصود أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة ، شرعه الله لعباده رحمة بهم ، وإحساناً إليهم ، وحميةً لهم وجُنَّةٌ. ❝