حادثة الإِفك . وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ حادثة الإِفك وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خَرَجَ بها رسول ﷺ معه هذه الغَزوةِ " غزوة بني المصطلق بقرعة أصابَتْهَا وكانت تلك عادته مع نسائه فلما رجعوا من الغزوة نزلوا بعض المنازل فخرجَتْ لحاجتها ثم رجعت ففقَدَتْ عِقْداً لأختها أعارتها إياه فرجَعَتْ تلتمسه الموضع الذي فَقَدَتْهُ فيه فجاء النَّفَرُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ هَوْدَجَها فظنُّوها فحملوا الهودج ولا يُنكرون خِفته لأنها فتية السن لم يغشها اللحْمُ كان يُثْقِلُها وأيضاً فإن النفرَ لمَّا تساعدوا حمل يُنكِرُوا خِفَّته ولو كان حمله واحداً أو اثنين يَخْفَ عليهما الحال فرجعت إلى منازلهم وقد أصابت العقد فإذا ليس داع مجيب فقعدت المنزل وظنت أنهم سيفقدونها فيرجعون طلبها والله غالب أمره يُدبِّرُ الأمرَ فَوقَ عرشه كما يشاء فغلبتها عيناها فنامَتْ فلم تستيقظ إِلَّا بِقَوْلِ صَفْوَانَ بنِ المُعَطْل : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعُونَ زوجة وكان صفوان عرَّس أخريات الجيش لأنه كثير النوم جاء عنه صحيح أبي حاتم وفي السنن رآها كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن أية مصادر ينقل منها ما يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ حادثة الإِفك . وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خَرَجَ بها رسول الله ﷺ معه في هذه الغَزوةِ ˝ غزوة بني المصطلق ˝ بقرعة أصابَتْهَا ، وكانت تلك عادته مع نسائه ، فلما رجعوا من الغزوة ، نزلوا في بعض المنازل ، فخرجَتْ عائشة لحاجتها ، ثم رجعت ، ففقَدَتْ عِقْداً لأختها كانت أعارتها إياه ، فرجَعَتْ تلتمسه في الموضع الذي فَقَدَتْهُ فيه ، فجاء النَّفَرُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ هَوْدَجَها ، فظنُّوها فيه ، فحملوا الهودج ، ولا يُنكرون خِفته ، لأنها رضي الله عنها كانت فتية السن ، لم يغشها اللحْمُ الذي كان يُثْقِلُها ، وأيضاً ، فإن النفرَ لمَّا تساعدوا على حمل الهودج ، لم يُنكِرُوا خِفَّته ، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين لم يَخْفَ عليهما الحال ، فرجعت عائشة إلى منازلهم ، وقد أصابت العقد ، فإذا ليس بها داع ولا مجيب ، فقعدت في المنزل ، وظنت أنهم سيفقدونها ، فيرجعون في طلبها ، والله غالب على أمره ، يُدبِّرُ الأمرَ فَوقَ عرشه كما يشاء ، فغلبتها عيناها فنامَتْ ، فلم تستيقظ إِلَّا بِقَوْلِ صَفْوَانَ بنِ المُعَطْل : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعُونَ ، زوجة رسول الله ﷺ ، وكان صفوان قد عرَّس في أخريات الجيش ، لأنه كان كثير النوم ، كما جاء عنه في صحيح أبي حاتم وفي السنن ، فلما رآها عرفها ، وكان يراها قبل نزولِ الحِجَابِ ، فاسترجع ، وأناخ راحِلَته ، فقرَّبها إليها ، فركِبَتْها ، وما كلَّمَها كلمةً واحدة ، ولم تَسْمَعْ منه إلَّا استرجاعه ، ثم سار بها يَقُودُهَا حَتَّى قَدِمَ بها ، وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة ، فلما رأى ذلك الناسُ ، تكلم كُل منهم بشاكلته ، وما يليق به ، ووجد الخبيثُ عدو الله ابنُ أبي متنفساً ، فتنفس مِن كَرْبِ النفاق والحسد الذي بين ضلوعه ، فجعل يستحكي الإفك ، ويستوشيه ، ويشيعه ، ويُذيعه ، ويَجمعُه ، ويُفرّقه ، وكان أصحابه يتقرَّبُونَ به إليه ، فلما قَدِمُوا المدينةَ ، أفاض أهل الإفك في الحديث ، ورسولُ اللهِ ﷺ ساكِتُ لا يتكلم ، ثم استشار أصحابه في فراقها ، فأشار عليه علي رضي الله عنه أن يُفارِقَهَا ، ويأخُذَ غيرها تلويحاً لا تصريحاً ، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها ، والا يلتفت إلى كلام الأعداء ، فعلي لما رأى أن ما قيل مشكوك فيه ، أشار بترك الشك والريبة إلى اليقين ليتخلص رسول الله ﷺ من الهم والغم الذي لحقه من كلام الناس ، فأشار بحسم الداء ، وأسامة لمَّا عَلِمَ حب رسولِ اللهِ ﷺ لها ولأبيها ، وعلم من عفتها وبراءتها ، وحصانتها وديانتها ما هي فوق ذلك ، وأعظمُ منه ، وعرف مِن كرامةِ رَسُول اللَّهِ ﷺ على ربِّه ومنزلته عنده ، ودفاعه عنه أنه لا يجعل ربة بيته وحبيبته من النساء ، وبنت صديقه بالمنزلة التي أنزلها به أرباب الإفك ، وأن رسول الله ﷺ أكرم على ربه ، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بغياً ، وعلم أنَّ الصديقة حبيبة رسول الله ﷺ أكرم على ربها مِن أن يَبْتَلِيَهَا بِالفَاحِشَةِ ، وهي تحتَ رسوله ﷺ ، ومَنْ قَوِيَتْ معرفته لله ومعرفته لرسوله وقدره عند الله في قلبه ، قال كما قال أبو أيوب وغيره من سادات الصحابة ، لما سمعوا ذلك ﴿ سُبْحَنَكَ هَذَا بُهْتَنُ عَظِيمٌ ﴾ ، وتأمل ما في تسبيحهم لله ، وتنزيههم له في هذا المقام من المعرفة به وتنزيهه عما لا يليق به ، أن يجعل لرسوله وخليله وأكرم الخلق عليه امرأة خبيثة بغيًّا ، فمن ظنَّ به سُبحانه هذا الظَّنَّ ، فقد ظَنَّ به ظنَّ السوء ، وعرف أهل المعرفة بالله ورسوله أن المرأة الخبيثة لا تليقُ إِلَّا بمثلها ، كما قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَتُ لِلْخَبِيثِينَ ﴾ ، فقطعوا قطعاً لا يشكون فيه أن هذا بهتان عظيم ، وفريةٌ ظاهرة. ❝
❞ حادثة الإِفك . وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خَرَجَ بها رسول الله ﷺ معه في هذه الغَزوةِ " غزوة بني المصطلق " بقرعة أصابَتْهَا ، وكانت تلك عادته مع نسائه ، فلما رجعوا من الغزوة ، نزلوا في بعض المنازل ، فخرجَتْ عائشة لحاجتها ، ثم رجعت ، ففقَدَتْ عِقْداً لأختها كانت أعارتها إياه ، فرجَعَتْ تلتمسه في الموضع الذي فَقَدَتْهُ فيه ، فجاء النَّفَرُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ هَوْدَجَها ، فظنُّوها فيه ، فحملوا الهودج ، ولا يُنكرون خِفته ، لأنها رضي الله عنها كانت فتية السن ، لم يغشها اللحْمُ الذي كان يُثْقِلُها ، وأيضاً ، فإن النفرَ لمَّا تساعدوا على حمل الهودج ، لم يُنكِرُوا خِفَّته ، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين لم يَخْفَ عليهما الحال ، فرجعت عائشة إلى منازلهم ، وقد أصابت العقد ، فإذا ليس بها داع ولا مجيب ، فقعدت في المنزل ، وظنت أنهم سيفقدونها ، فيرجعون في طلبها ، والله غالب على أمره ، يُدبِّرُ الأمرَ فَوقَ عرشه كما يشاء ، فغلبتها عيناها فنامَتْ ، فلم تستيقظ إِلَّا بِقَوْلِ صَفْوَانَ بنِ المُعَطْل : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعُونَ ، زوجة رسول الله ﷺ ، وكان صفوان قد عرَّس في أخريات الجيش ، لأنه كان كثير النوم ، كما جاء عنه في صحيح أبي حاتم وفي السنن ، فلما رآها عرفها ، وكان يراها قبل نزولِ الحِجَابِ ، فاسترجع ، وأناخ راحِلَته ، فقرَّبها إليها ، فركِبَتْها ، وما كلَّمَها كلمةً واحدة ، ولم تَسْمَعْ منه إلَّا استرجاعه ، ثم سار بها يَقُودُهَا حَتَّى قَدِمَ بها ، وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة ، فلما رأى ذلك الناسُ ، تكلم كُل منهم بشاكلته ، وما يليق به ، ووجد الخبيثُ عدو الله ابنُ أبي متنفساً ، فتنفس مِن كَرْبِ النفاق والحسد الذي بين ضلوعه ، فجعل يستحكي الإفك ، ويستوشيه ، ويشيعه ، ويُذيعه ، ويَجمعُه ، ويُفرّقه ، وكان أصحابه يتقرَّبُونَ به إليه ، فلما قَدِمُوا المدينةَ ، أفاض أهل الإفك في الحديث ، ورسولُ اللهِ ﷺ ساكِتُ لا يتكلم ، ثم استشار أصحابه في فراقها ، فأشار عليه علي رضي الله عنه أن يُفارِقَهَا ، ويأخُذَ غيرها تلويحاً لا تصريحاً ، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها ، والا يلتفت إلى كلام الأعداء ، فعلي لما رأى أن ما قيل مشكوك فيه ، أشار بترك الشك والريبة إلى اليقين ليتخلص رسول الله ﷺ من الهم والغم الذي لحقه من كلام الناس ، فأشار بحسم الداء ، وأسامة لمَّا عَلِمَ حب رسولِ اللهِ ﷺ لها ولأبيها ، وعلم من عفتها وبراءتها ، وحصانتها وديانتها ما هي فوق ذلك ، وأعظمُ منه ، وعرف مِن كرامةِ رَسُول اللَّهِ ﷺ على ربِّه ومنزلته عنده ، ودفاعه عنه أنه لا يجعل ربة بيته وحبيبته من النساء ، وبنت صديقه بالمنزلة التي أنزلها به أرباب الإفك ، وأن رسول الله ﷺ أكرم على ربه ، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بغياً ، وعلم أنَّ الصديقة حبيبة رسول الله ﷺ أكرم على ربها مِن أن يَبْتَلِيَهَا بِالفَاحِشَةِ ، وهي تحتَ رسوله ﷺ ، ومَنْ قَوِيَتْ معرفته لله ومعرفته لرسوله وقدره عند الله في قلبه ، قال كما قال أبو أيوب وغيره من سادات الصحابة ، لما سمعوا ذلك { سُبْحَنَكَ هَذَا بُهْتَنُ عَظِيمٌ } ، وتأمل ما في تسبيحهم لله ، وتنزيههم له في هذا المقام من المعرفة به وتنزيهه عما لا يليق به ، أن يجعل لرسوله وخليله وأكرم الخلق عليه امرأة خبيثة بغيًّا ، فمن ظنَّ به سُبحانه هذا الظَّنَّ ، فقد ظَنَّ به ظنَّ السوء ، وعرف أهل المعرفة بالله ورسوله أن المرأة الخبيثة لا تليقُ إِلَّا بمثلها ، كما قال تعالى: { الْخَبِيثَتُ لِلْخَبِيثِينَ } ، فقطعوا قطعاً لا يشكون فيه أن هذا بهتان عظيم ، وفريةٌ ظاهرة. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ حادثة الإِفك . وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خَرَجَ بها رسول الله ﷺ معه في هذه الغَزوةِ ˝ غزوة بني المصطلق ˝ بقرعة أصابَتْهَا ، وكانت تلك عادته مع نسائه ، فلما رجعوا من الغزوة ، نزلوا في بعض المنازل ، فخرجَتْ عائشة لحاجتها ، ثم رجعت ، ففقَدَتْ عِقْداً لأختها كانت أعارتها إياه ، فرجَعَتْ تلتمسه في الموضع الذي فَقَدَتْهُ فيه ، فجاء النَّفَرُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ هَوْدَجَها ، فظنُّوها فيه ، فحملوا الهودج ، ولا يُنكرون خِفته ، لأنها رضي الله عنها كانت فتية السن ، لم يغشها اللحْمُ الذي كان يُثْقِلُها ، وأيضاً ، فإن النفرَ لمَّا تساعدوا على حمل الهودج ، لم يُنكِرُوا خِفَّته ، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين لم يَخْفَ عليهما الحال ، فرجعت عائشة إلى منازلهم ، وقد أصابت العقد ، فإذا ليس بها داع ولا مجيب ، فقعدت في المنزل ، وظنت أنهم سيفقدونها ، فيرجعون في طلبها ، والله غالب على أمره ، يُدبِّرُ الأمرَ فَوقَ عرشه كما يشاء ، فغلبتها عيناها فنامَتْ ، فلم تستيقظ إِلَّا بِقَوْلِ صَفْوَانَ بنِ المُعَطْل : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعُونَ ، زوجة رسول الله ﷺ ، وكان صفوان قد عرَّس في أخريات الجيش ، لأنه كان كثير النوم ، كما جاء عنه في صحيح أبي حاتم وفي السنن ، فلما رآها عرفها ، وكان يراها قبل نزولِ الحِجَابِ ، فاسترجع ، وأناخ راحِلَته ، فقرَّبها إليها ، فركِبَتْها ، وما كلَّمَها كلمةً واحدة ، ولم تَسْمَعْ منه إلَّا استرجاعه ، ثم سار بها يَقُودُهَا حَتَّى قَدِمَ بها ، وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة ، فلما رأى ذلك الناسُ ، تكلم كُل منهم بشاكلته ، وما يليق به ، ووجد الخبيثُ عدو الله ابنُ أبي متنفساً ، فتنفس مِن كَرْبِ النفاق والحسد الذي بين ضلوعه ، فجعل يستحكي الإفك ، ويستوشيه ، ويشيعه ، ويُذيعه ، ويَجمعُه ، ويُفرّقه ، وكان أصحابه يتقرَّبُونَ به إليه ، فلما قَدِمُوا المدينةَ ، أفاض أهل الإفك في الحديث ، ورسولُ اللهِ ﷺ ساكِتُ لا يتكلم ، ثم استشار أصحابه في فراقها ، فأشار عليه علي رضي الله عنه أن يُفارِقَهَا ، ويأخُذَ غيرها تلويحاً لا تصريحاً ، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها ، والا يلتفت إلى كلام الأعداء ، فعلي لما رأى أن ما قيل مشكوك فيه ، أشار بترك الشك والريبة إلى اليقين ليتخلص رسول الله ﷺ من الهم والغم الذي لحقه من كلام الناس ، فأشار بحسم الداء ، وأسامة لمَّا عَلِمَ حب رسولِ اللهِ ﷺ لها ولأبيها ، وعلم من عفتها وبراءتها ، وحصانتها وديانتها ما هي فوق ذلك ، وأعظمُ منه ، وعرف مِن كرامةِ رَسُول اللَّهِ ﷺ على ربِّه ومنزلته عنده ، ودفاعه عنه أنه لا يجعل ربة بيته وحبيبته من النساء ، وبنت صديقه بالمنزلة التي أنزلها به أرباب الإفك ، وأن رسول الله ﷺ أكرم على ربه ، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بغياً ، وعلم أنَّ الصديقة حبيبة رسول الله ﷺ أكرم على ربها مِن أن يَبْتَلِيَهَا بِالفَاحِشَةِ ، وهي تحتَ رسوله ﷺ ، ومَنْ قَوِيَتْ معرفته لله ومعرفته لرسوله وقدره عند الله في قلبه ، قال كما قال أبو أيوب وغيره من سادات الصحابة ، لما سمعوا ذلك ﴿ سُبْحَنَكَ هَذَا بُهْتَنُ عَظِيمٌ ﴾ ، وتأمل ما في تسبيحهم لله ، وتنزيههم له في هذا المقام من المعرفة به وتنزيهه عما لا يليق به ، أن يجعل لرسوله وخليله وأكرم الخلق عليه امرأة خبيثة بغيًّا ، فمن ظنَّ به سُبحانه هذا الظَّنَّ ، فقد ظَنَّ به ظنَّ السوء ، وعرف أهل المعرفة بالله ورسوله أن المرأة الخبيثة لا تليقُ إِلَّا بمثلها ، كما قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَتُ لِلْخَبِيثِينَ ﴾ ، فقطعوا قطعاً لا يشكون فيه أن هذا بهتان عظيم ، وفريةٌ ظاهرة. ❝
❞ وكان من هديه ﷺ أن لا يدخُل في صوم رمضان إلا برُؤيةٍ محققة أو بشهادة شاهد واحد ، كما صام بشهادة ابن عمر ، وصام مرة بشهادة أعرابي ، واعتمد على خبرهما ، ولم يُكلفهما لفظ الشهادة ، فإن كان ذلك إخباراً ، فقد اكتفى في رمضان بخبر الواحد ، وإن كان شهادة فلم يُكلف الشاهد لفظ الشهادة ، فإن لم تكن رؤيةٌ ، ولا شهادة ، أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً ، وكان ﷺ إذا حال ليلة الثلاثين دون منظره غيم أو سحاب ، أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً ، ثم صامه ، ولم يكن يصوم يوم الإغمام ، ولا أمر به ، بل أمر بأن تُكمل عدة شعبان ثلاثين إذا غُمَّ ، وكان يفعل كذلك ، فهذا فعله وهذا أمره ، ولا يُناقِضُ هذا قوله ( فإن غُمَّ عَلَيْكُم فَاقْدُرُوا له) ، فإن القدر : هو الحِسابُ المقدَّر ، والمراد به الإكمال كما قال ( فَأَكْمِلُوا العدة ) والمراد بالإكمال ، إكمال عدة الشهر الذي غُمَّ ، كما قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ( فأَكْمِلُوا عِدَّة شَعبان ) ، وقال ( لا تَصُوموا حَتَّى تَروهُ ، ولا تُفْطِرُوا تروه ، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ) ، والذي أمر بإكمال عدته ، هو الشهر الذي يُغم ، وهو عند صيامه وعند الفطر منه ، وأصرحُ من هذا قوله ( الشَّهرُ تِسْعَةٌ وعِشرون ، فلا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوه ، فإِنْ غُمَّ عليكم فَأَكْمِلُوا العِدَّة ) ، وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله ﷺ يتحفَظُ مِنْ هِلالِ شَعْبَانَ مَا لَا يَتَحَفَّظُ مِنْ غيره ، ثم يَصُومُ لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِن غُمَّ عَلَيْهِ ، عَدَّ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ يَوْماً ، ثم صَامَ. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان من هديه ﷺ أن لا يدخُل في صوم رمضان إلا برُؤيةٍ محققة أو بشهادة شاهد واحد ، كما صام بشهادة ابن عمر ، وصام مرة بشهادة أعرابي ، واعتمد على خبرهما ، ولم يُكلفهما لفظ الشهادة ، فإن كان ذلك إخباراً ، فقد اكتفى في رمضان بخبر الواحد ، وإن كان شهادة فلم يُكلف الشاهد لفظ الشهادة ، فإن لم تكن رؤيةٌ ، ولا شهادة ، أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً ، وكان ﷺ إذا حال ليلة الثلاثين دون منظره غيم أو سحاب ، أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً ، ثم صامه ، ولم يكن يصوم يوم الإغمام ، ولا أمر به ، بل أمر بأن تُكمل عدة شعبان ثلاثين إذا غُمَّ ، وكان يفعل كذلك ، فهذا فعله وهذا أمره ، ولا يُناقِضُ هذا قوله ( فإن غُمَّ عَلَيْكُم فَاقْدُرُوا له) ، فإن القدر : هو الحِسابُ المقدَّر ، والمراد به الإكمال كما قال ( فَأَكْمِلُوا العدة ) والمراد بالإكمال ، إكمال عدة الشهر الذي غُمَّ ، كما قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ( فأَكْمِلُوا عِدَّة شَعبان ) ، وقال ( لا تَصُوموا حَتَّى تَروهُ ، ولا تُفْطِرُوا تروه ، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ) ، والذي أمر بإكمال عدته ، هو الشهر الذي يُغم ، وهو عند صيامه وعند الفطر منه ، وأصرحُ من هذا قوله ( الشَّهرُ تِسْعَةٌ وعِشرون ، فلا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوه ، فإِنْ غُمَّ عليكم فَأَكْمِلُوا العِدَّة ) ، وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله ﷺ يتحفَظُ مِنْ هِلالِ شَعْبَانَ مَا لَا يَتَحَفَّظُ مِنْ غيره ، ثم يَصُومُ لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِن غُمَّ عَلَيْهِ ، عَدَّ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ يَوْماً ، ثم صَامَ. ❝