في قصة الحُديبية ... فبينما هم كذلك ، إذ جاء بُدَيْلُ... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ قصة الحُديبية فبينما هم كذلك إذ جاء بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخُزاعي نَفرٍ من خُزاعة وكانُوا عَيْبَةَ نُصْح رسول الله ﷺ أهل تهامة فقال : إني تركتُ كعبَ بنَ لُؤَي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العُوذُ المطافيل وهم مقاتِلُوك وصادوك عن البيت قال ( إِنَّا لَمْ نَجِيءُ لِقِتَالِ أَحَدٍ ولكِنْ جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ وَإِنَّ قُرَيْشَاً قَدْ نَهَكَتْهُمُ الحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُم ويُخَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ وَإِنْ أَنْ يَدْخُلُوا فيما دخل فيه الناس فَعَلُوا وإِلَّا فَقَدْ جَمُوا وإِنْ هُم أَبَوْا إِلَّا القِتَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقَاتِلَنَّهُم عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَردَ سالِفَتِي أَوْ لَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ) بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشاً قد جئتكم عند هذا الرجل وقد سمعته يقول قولاً فإن شئتم عرضته عليكم سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تُحدّثنا عنه بشيء وقال ذوو الرأي منهم هاتِ كذا وكذا فحدثهم بما النبي عُروة مسعود الثقفي إن عَرَضَ خُطَّةَ رُشد كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ في قصة الحُديبية .. فبينما هم كذلك ، إذ جاء بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخُزاعي في نَفرٍ من خُزاعة ، وكانُوا عَيْبَةَ نُصْح رسول الله ﷺ من أهل تهامة ، فقال : إني تركتُ كعبَ بنَ لُؤَي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العُوذُ المطافيل، وهم مقاتِلُوك ، وصادوك عن البيت ، قال رسول الله ﷺ ( إِنَّا لَمْ نَجِيءُ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، ولكِنْ جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشَاً قَدْ نَهَكَتْهُمُ الحَرْبُ ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُم ، ويُخَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَإِنْ شَاؤُوا أَنْ يَدْخُلُوا فيما دخل فيه الناس ، فَعَلُوا وإِلَّا فَقَدْ جَمُوا ، وإِنْ هُم أَبَوْا إِلَّا القِتَالَ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لأَقَاتِلَنَّهُم عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَردَ سالِفَتِي ، أَوْ لَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ) ، قال بديل : سأبلغهم ما تقول ، فانطلق حتى أتى قريشاً ، فقال : إني قد جئتكم من عند هذا الرجل ، وقد سمعته يقول قولاً ، فإن شئتم عرضته عليكم ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن تُحدّثنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هاتِ ما سمعته ، قال : سمعته يقول كذا وكذا ، فحدثهم بما قال النبي ﷺ ، فقال عُروة بن مسعود الثقفي : إن هذا قد عَرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلوها ودعوني آته ، فقالوا : إئته ، فأتاه ، فجعل يكلمه ، فقال له النبي ﷺ نحواً من قوله لبديل ، فقال له عروة عند ذلك : أي محمد ، أرأيت لو استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فوالله إني لأرى وجوهاً ، وأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يَفِرُّوا ويدعوك ، فقال له أبو بكر : امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ ، أنحنُ نَفِرُّ عنه وندعه ، قال : من ذا؟ ، قالوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده ، لولا يَد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك ، وجعل يكلم النبي ﷺ وكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة عِند رأس النبي ، ومعه السيف ، وعليه المغفر ، فكلما أهوى عُروة إلى لحية النبي ، ضرب يده بِنَعْلِ السيف ، وقال : أَخْرْ يَدَكَ عَنْ لِحية رسول الله ، فرفع عروة رأسه وقال : من ذا ؟ ، قالوا : المغيرة بن شعبة ، فقال : أي غُدَرُ ، أو لستُ أسعى في غدرتك ؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية ، فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبي ﷺ ( أما الإسلام فأَقْبَلُ ، وأمَّا المالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ). ❝
❞ في قصة الحُديبية ... فبينما هم كذلك ، إذ جاء بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخُزاعي في نَفرٍ من خُزاعة ، وكانُوا عَيْبَةَ نُصْح رسول الله ﷺ من أهل تهامة ، فقال : إني تركتُ كعبَ بنَ لُؤَي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العُوذُ المطافيل، وهم مقاتِلُوك ، وصادوك عن البيت ، قال رسول الله ﷺ ( إِنَّا لَمْ نَجِيءُ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، ولكِنْ جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشَاً قَدْ نَهَكَتْهُمُ الحَرْبُ ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُم ، ويُخَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَإِنْ شَاؤُوا أَنْ يَدْخُلُوا فيما دخل فيه الناس ، فَعَلُوا وإِلَّا فَقَدْ جَمُوا ، وإِنْ هُم أَبَوْا إِلَّا القِتَالَ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لأَقَاتِلَنَّهُم عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَردَ سالِفَتِي ، أَوْ لَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ) ، قال بديل : سأبلغهم ما تقول ، فانطلق حتى أتى قريشاً ، فقال : إني قد جئتكم من عند هذا الرجل ، وقد سمعته يقول قولاً ، فإن شئتم عرضته عليكم ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن تُحدّثنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هاتِ ما سمعته ، قال : سمعته يقول كذا وكذا ، فحدثهم بما قال النبي ﷺ ، فقال عُروة بن مسعود الثقفي : إن هذا قد عَرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلوها ودعوني آته ، فقالوا : إئته ، فأتاه ، فجعل يكلمه ، فقال له النبي ﷺ نحواً من قوله لبديل ، فقال له عروة عند ذلك : أي محمد ، أرأيت لو استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فوالله إني لأرى وجوهاً ، وأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يَفِرُّوا ويدعوك ، فقال له أبو بكر : امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ ، أنحنُ نَفِرُّ عنه وندعه ، قال : من ذا؟ ، قالوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده ، لولا يَد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك ، وجعل يكلم النبي ﷺ وكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة عِند رأس النبي ، ومعه السيف ، وعليه المغفر ، فكلما أهوى عُروة إلى لحية النبي ، ضرب يده بِنَعْلِ السيف ، وقال : أَخْرْ يَدَكَ عَنْ لِحية رسول الله ، فرفع عروة رأسه وقال : من ذا ؟ ، قالوا : المغيرة بن شعبة ، فقال : أي غُدَرُ ، أو لستُ أسعى في غدرتك ؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية ، فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبي ﷺ ( أما الإسلام فأَقْبَلُ ، وأمَّا المالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ في قصة الحُديبية .. فبينما هم كذلك ، إذ جاء بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخُزاعي في نَفرٍ من خُزاعة ، وكانُوا عَيْبَةَ نُصْح رسول الله ﷺ من أهل تهامة ، فقال : إني تركتُ كعبَ بنَ لُؤَي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العُوذُ المطافيل، وهم مقاتِلُوك ، وصادوك عن البيت ، قال رسول الله ﷺ ( إِنَّا لَمْ نَجِيءُ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، ولكِنْ جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشَاً قَدْ نَهَكَتْهُمُ الحَرْبُ ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُم ، ويُخَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَإِنْ شَاؤُوا أَنْ يَدْخُلُوا فيما دخل فيه الناس ، فَعَلُوا وإِلَّا فَقَدْ جَمُوا ، وإِنْ هُم أَبَوْا إِلَّا القِتَالَ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لأَقَاتِلَنَّهُم عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَردَ سالِفَتِي ، أَوْ لَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ) ، قال بديل : سأبلغهم ما تقول ، فانطلق حتى أتى قريشاً ، فقال : إني قد جئتكم من عند هذا الرجل ، وقد سمعته يقول قولاً ، فإن شئتم عرضته عليكم ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن تُحدّثنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هاتِ ما سمعته ، قال : سمعته يقول كذا وكذا ، فحدثهم بما قال النبي ﷺ ، فقال عُروة بن مسعود الثقفي : إن هذا قد عَرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلوها ودعوني آته ، فقالوا : إئته ، فأتاه ، فجعل يكلمه ، فقال له النبي ﷺ نحواً من قوله لبديل ، فقال له عروة عند ذلك : أي محمد ، أرأيت لو استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فوالله إني لأرى وجوهاً ، وأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يَفِرُّوا ويدعوك ، فقال له أبو بكر : امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ ، أنحنُ نَفِرُّ عنه وندعه ، قال : من ذا؟ ، قالوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده ، لولا يَد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك ، وجعل يكلم النبي ﷺ وكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة عِند رأس النبي ، ومعه السيف ، وعليه المغفر ، فكلما أهوى عُروة إلى لحية النبي ، ضرب يده بِنَعْلِ السيف ، وقال : أَخْرْ يَدَكَ عَنْ لِحية رسول الله ، فرفع عروة رأسه وقال : من ذا ؟ ، قالوا : المغيرة بن شعبة ، فقال : أي غُدَرُ ، أو لستُ أسعى في غدرتك ؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية ، فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبي ﷺ ( أما الإسلام فأَقْبَلُ ، وأمَّا المالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ). ❝
❞ كان بكاؤه ﷺ من جنس ضحكه ، لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ، ويسمع لصدره أزيز ، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت ، وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها ، وتارة من خشية الله ، وتارة عند سماع القرآن ، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية .❝. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ كان بكاؤه ﷺ من جنس ضحكه ، لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ، ويسمع لصدره أزيز ، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت ، وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها ، وتارة من خشية الله ، وتارة عند سماع القرآن ، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية. ❝