وفي الإشارة إلى بعض الحِكَم التي تضمنتها هذه الهدنة ... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ وفي الإشارة إلى بعض الحِكَم التي تضمنتها هذه الهدنة ' الحُديبية وهي أكبر وأجَلُ مِن أن يُحيط بها إلَّا الله الذي أحكم أسبابها فوقعت الغاية الوجه اقتضته حكمته وحمده🔹️فمنها : أنها كانت مُقَدِّمةً بين يدي الفتح الأعظم أعِزَّ به رسوله ﷺ وجنده ودخل الناس دين أفواجاً فكانت باباً له ومفتاحاً ومؤذناً يديه وهذه عادة سبحانه الأمور العظام يقضيها قدراً وشرعاً يُوطى لها يديها مقدمات وتوطنات تُؤذِنُ وتدل عليها شاء من ما🔹️ومنها أعظم الفتوح فإن الناسَ أمِنَ بعضُهم بعضاً واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة وأسمعوهم القُرآن وناظرُوهم الإسلام جَهرةً آمنين وظهر كان مختفياً بالإسلام فيه مدة يدخل ولهذا سماه فتحاً مبيناً🔹️وحقيقة الأمر اللغة ـ فتح المغلق والصلح حصل مع المشركين بالحديبية مسدوداً مغلقاً حتى فتحه وكان أسباب صد رسول وأصحابه عن البيت الصورة الظاهرة ضيماً وهَضماً للمسلمين الباطن عزّا وفتحاً ونصراً ينظر ما وراءه العظيم والعزّ والنصر كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وفي الإشارة إلى بعض الحِكَم التي تضمنتها هذه الهدنة ˝ الحُديبية ˝ ، وهي أكبر وأجَلُ مِن أن يُحيط بها إلَّا الله الذي أحكم أسبابها ، فوقعت الغاية على الوجه الذي اقتضته حكمته وحمده🔹️فمنها : أنها كانت مُقَدِّمةً بين يدي الفتح الأعظم الذي أعِزَّ الله به رسوله ﷺ وجنده، ودخل الناس به في دين الله أفواجاً ، فكانت هذه الهدنة باباً له ومفتاحاً ومؤذناً بين يديه ، وهذه عادة الله سبحانه في الأمور العظام التي يقضيها قدراً وشرعاً ، أن يُوطى لها بين يديها مقدمات وتوطنات تُؤذِنُ بها وتدل عليها شاء من ما🔹️ومنها : أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح ، فإن الناسَ أمِنَ بعضُهم بعضاً واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة وأسمعوهم القُرآن وناظرُوهم على الإسلام جَهرةً آمنين وظهر من كان مختفياً بالإسلام ، ودخل فيه في مدة الهدنة من شاء الله أن يدخل ، ولهذا سماه الله فتحاً مبيناً🔹️وحقيقة الأمر : أن الفتح - في اللغة ـ فتح المغلق ، والصلح الذي حصل مع المشركين بالحديبية كان مسدوداً مغلقاً حتى فتحه الله ، وكان من أسباب فتحه صد رسول الله ﷺ وأصحابه عن البيت ، وكان في الصورة الظاهرة ضيماً وهَضماً للمسلمين ، وفي الباطن عزّا وفتحاً ونصراً ، وكان رسول الله ﷺ ينظر إلى ما وراءه من الفتح العظيم والعزّ والنصر من وراء ستر رقيق ، وكان يُعطي المشركين كل ما سألوه من الشروط التي لم يحتملها أكثر أصحابه ورؤوسهم ، وهو لا يعلم ما في ضمن هذا المكروه من محبوب ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ ، وَرُبَّمَا كَانَ مَكْرُوهُ النُّفُوسِ إِلَى مَحْبُوبِهَا سَبَبَاً مَا مِثْلُه سَبَبُ ، فكان يَدْخُلُ ﷺ على تلك الشروط دخول واثق بنصر الله له وتأييده وأن العاقبة له ، وأن تلك الشروط واحتمالها هو عين النصرة ، وهو من أكبر الجند الذي أقامه المشترطون ، ونصبوه لحربهم ، وهم لا يشعرون ، فذلوا من حيث طلبوا العز ، وقُهِرُوا من حيث أظهروا القدرة والفخر والغلبة ، وعز رسولُ الله ﷺ وعساكر الإسلام من حيث انكسروا لله ، واحتملوا الضيم له وفيه فدار الدور وانعكس الأمر وانقلب العز بالباطل ذُلَّا بحق ، وإنقلبت الكسرة لله عزاً بالله ، وظهرت حكمة الله وآياته ، وتصديق وعده ونصرة رسوله ﷺ على أتم الوجوه وأكملها التي لا اقتراح للعقول وراءها. ❝
❞ وفي الإشارة إلى بعض الحِكَم التي تضمنتها هذه الهدنة \' الحُديبية \' ، وهي أكبر وأجَلُ مِن أن يُحيط بها إلَّا الله الذي أحكم أسبابها ، فوقعت الغاية على الوجه الذي اقتضته حكمته وحمده🔹️فمنها : أنها كانت مُقَدِّمةً بين يدي الفتح الأعظم الذي أعِزَّ الله به رسوله ﷺ وجنده، ودخل الناس به في دين الله أفواجاً ، فكانت هذه الهدنة باباً له ومفتاحاً ومؤذناً بين يديه ، وهذه عادة الله سبحانه في الأمور العظام التي يقضيها قدراً وشرعاً ، أن يُوطى لها بين يديها مقدمات وتوطنات تُؤذِنُ بها وتدل عليها شاء من ما🔹️ومنها : أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح ، فإن الناسَ أمِنَ بعضُهم بعضاً واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة وأسمعوهم القُرآن وناظرُوهم على الإسلام جَهرةً آمنين وظهر من كان مختفياً بالإسلام ، ودخل فيه في مدة الهدنة من شاء الله أن يدخل ، ولهذا سماه الله فتحاً مبيناً🔹️وحقيقة الأمر : أن الفتح - في اللغة ـ فتح المغلق ، والصلح الذي حصل مع المشركين بالحديبية كان مسدوداً مغلقاً حتى فتحه الله ، وكان من أسباب فتحه صد رسول الله ﷺ وأصحابه عن البيت ، وكان في الصورة الظاهرة ضيماً وهَضماً للمسلمين ، وفي الباطن عزّا وفتحاً ونصراً ، وكان رسول الله ﷺ ينظر إلى ما وراءه من الفتح العظيم والعزّ والنصر من وراء ستر رقيق ، وكان يُعطي المشركين كل ما سألوه من الشروط التي لم يحتملها أكثر أصحابه ورؤوسهم ، وهو لا يعلم ما في ضمن هذا المكروه من محبوب { وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } ، وَرُبَّمَا كَانَ مَكْرُوهُ النُّفُوسِ إِلَى مَحْبُوبِهَا سَبَبَاً مَا مِثْلُه سَبَبُ ، فكان يَدْخُلُ ﷺ على تلك الشروط دخول واثق بنصر الله له وتأييده وأن العاقبة له ، وأن تلك الشروط واحتمالها هو عين النصرة ، وهو من أكبر الجند الذي أقامه المشترطون ، ونصبوه لحربهم ، وهم لا يشعرون ، فذلوا من حيث طلبوا العز ، وقُهِرُوا من حيث أظهروا القدرة والفخر والغلبة ، وعز رسولُ الله ﷺ وعساكر الإسلام من حيث انكسروا لله ، واحتملوا الضيم له وفيه فدار الدور وانعكس الأمر وانقلب العز بالباطل ذُلَّا بحق ، وإنقلبت الكسرة لله عزاً بالله ، وظهرت حكمة الله وآياته ، وتصديق وعده ونصرة رسوله ﷺ على أتم الوجوه وأكملها التي لا اقتراح للعقول وراءها. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وفي الإشارة إلى بعض الحِكَم التي تضمنتها هذه الهدنة ˝ الحُديبية ˝ ، وهي أكبر وأجَلُ مِن أن يُحيط بها إلَّا الله الذي أحكم أسبابها ، فوقعت الغاية على الوجه الذي اقتضته حكمته وحمده🔹️فمنها : أنها كانت مُقَدِّمةً بين يدي الفتح الأعظم الذي أعِزَّ الله به رسوله ﷺ وجنده، ودخل الناس به في دين الله أفواجاً ، فكانت هذه الهدنة باباً له ومفتاحاً ومؤذناً بين يديه ، وهذه عادة الله سبحانه في الأمور العظام التي يقضيها قدراً وشرعاً ، أن يُوطى لها بين يديها مقدمات وتوطنات تُؤذِنُ بها وتدل عليها شاء من ما🔹️ومنها : أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح ، فإن الناسَ أمِنَ بعضُهم بعضاً واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة وأسمعوهم القُرآن وناظرُوهم على الإسلام جَهرةً آمنين وظهر من كان مختفياً بالإسلام ، ودخل فيه في مدة الهدنة من شاء الله أن يدخل ، ولهذا سماه الله فتحاً مبيناً🔹️وحقيقة الأمر : أن الفتح - في اللغة ـ فتح المغلق ، والصلح الذي حصل مع المشركين بالحديبية كان مسدوداً مغلقاً حتى فتحه الله ، وكان من أسباب فتحه صد رسول الله ﷺ وأصحابه عن البيت ، وكان في الصورة الظاهرة ضيماً وهَضماً للمسلمين ، وفي الباطن عزّا وفتحاً ونصراً ، وكان رسول الله ﷺ ينظر إلى ما وراءه من الفتح العظيم والعزّ والنصر من وراء ستر رقيق ، وكان يُعطي المشركين كل ما سألوه من الشروط التي لم يحتملها أكثر أصحابه ورؤوسهم ، وهو لا يعلم ما في ضمن هذا المكروه من محبوب ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ ، وَرُبَّمَا كَانَ مَكْرُوهُ النُّفُوسِ إِلَى مَحْبُوبِهَا سَبَبَاً مَا مِثْلُه سَبَبُ ، فكان يَدْخُلُ ﷺ على تلك الشروط دخول واثق بنصر الله له وتأييده وأن العاقبة له ، وأن تلك الشروط واحتمالها هو عين النصرة ، وهو من أكبر الجند الذي أقامه المشترطون ، ونصبوه لحربهم ، وهم لا يشعرون ، فذلوا من حيث طلبوا العز ، وقُهِرُوا من حيث أظهروا القدرة والفخر والغلبة ، وعز رسولُ الله ﷺ وعساكر الإسلام من حيث انكسروا لله ، واحتملوا الضيم له وفيه فدار الدور وانعكس الأمر وانقلب العز بالباطل ذُلَّا بحق ، وإنقلبت الكسرة لله عزاً بالله ، وظهرت حكمة الله وآياته ، وتصديق وعده ونصرة رسوله ﷺ على أتم الوجوه وأكملها التي لا اقتراح للعقول وراءها. ❝