عُمّرَة القَضيَّةِ ... وكانت في ذي القعدة سنة سبع ، وقال... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ عُمّرَة القَضيَّةِ وكانت ذي القعدة سنة سبع وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله ﷺ من خيبر بعث السرايا وأقام بالمدينة حتى استهل ذو ثم نادى النَّاس بالخروج قال موسى بن عقبة : خرج العام المقبل عام الحديبية معتمراً وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام إذا بلغ يَأجُج وضع الأداة كُلَّهَا الحَجَف والمِجَانِّ والنبل والرماح ودخلوا بسلاح الراكب السيوف وبعث جعفر أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث حَزْنِ العامِرِيَّة فخطبها إليه فجعلت أمرها العباس عبد المطلب أختها أم الفضل تحته فزوَّجَهَا فلما قدِمَ أمر أصحابه فقال ( اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب واسْعَوْا الطَّوَاف ) لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم وكان يكايدهم بكُلِّ ما استطاع فوقف أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون وأصحابه وهم يطوفون بالبيت وعبد رواحة يدي يرتجز متوشحاً بالسيف يقول خَلُوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ في صُحْفِ تُتْلَى عَلَى رَسُولِهِ يَا رَبِّ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ عُمّرَة القَضيَّةِ .. وكانت في ذي القعدة سنة سبع ، وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله ﷺ من خيبر ، بعث السرايا ، وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة ، ثم نادى في النَّاس بالخروج قال موسى بن عقبة : ثم خرج رسول الله ﷺ من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة سبع ، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام ، حتى إذا بلغ يَأجُج ، وضع الأداة كُلَّهَا الحَجَف والمِجَانِّ ، والنبل والرماح ، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف ، وبعث رسول الله ﷺ جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ العامِرِيَّة ، فخطبها إليه ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكانت أختها أم الفضل تحته ، فزوَّجَهَا العباس رسول الله ، فلما قدِمَ رسول الله ﷺ أمر أصحابه فقال ( اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب ، واسْعَوْا في الطَّوَاف ) ، لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم ، وكان ﷺ يكايدهم بكُلِّ ما استطاع ، فوقف أهل مكة : الرجال والنساء والصبيان ، ينظرون إلى رسول الله ﷺ وأصحابه وهم يطوفون بالبيت ، وعبد الله بن رواحة بين يدي رسول الله ﷺ يرتجز متوشحاً بالسيف يقول : خَلُوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ في صُحْفِ تُتْلَى عَلَى رَسُولِهِ يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ إِنِّي رَأَيْتُ الحَقِّ فِي قُبولِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ وتغيب رجال من المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله ﷺ حَنَقاً وغيظاً ، فأقام رسول الله ﷺ بمكة ثلاثاً ، فلما أصبح من اليوم الرابع ، أتاه سُهَيْل ابن عمرو ، وحُوطِبُ بنُ عبد العُزَّى ، ورسول الله ﷺ في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة ، فصاح حويطب نناشدك الله والعقد لما خَرَجْتَ مِنْ أَرضِنَا ، فقد مضت الثلاث ، فقال سعد بن عبادة : كذبت لا أُمَّ لك ، ليست بأرضك ولا أرض آبائك ، والله لا نخرج ، ثم نادى رسول الله ﷺ حويطباً أو سهيلاً ، فقال ﷺ ( إِنِّي قَدْ نَكَحْتُ مِنْكُم امْرَأَةَ فما يَضُرُّكُم أَنْ أَمْكُتَ حَتَّى أَدْخُلَ بِهَا ، ونَضَعَ الطعام ، فَنَأْكُل ، وَتَأْكُلُونَ مَعَنا ) ، فقالوا : نُنَاشِدَّك الله والعقد إلا خرجت عنا ، فأمر رسول الله ﷺ أبا رافع ، فاذْنَ بالرحيل ، وركب رسول الله ﷺ حتى نزل بطن سرِف ، فأقام بها ، وخلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يُمسي ، فأقام حتى قَدِمَتْ ميمونة ومَنْ معها ، وقد لقوا أذى وعَناءً مِن سُفهاء المشركين وصبيانهم ، فبنى بها بِسَرِف ، ثم أدلج وسار حتَّى قَدِمَ المدينة ، وقدَّر الله أن يكون قبر ميمونة بِسَرِف حيث بنى بها ﷺ. ❝
❞ عُمّرَة القَضيَّةِ ... وكانت في ذي القعدة سنة سبع ، وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله ﷺ من خيبر ، بعث السرايا ، وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة ، ثم نادى في النَّاس بالخروج قال موسى بن عقبة : ثم خرج رسول الله ﷺ من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة سبع ، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام ، حتى إذا بلغ يَأجُج ، وضع الأداة كُلَّهَا الحَجَف والمِجَانِّ ، والنبل والرماح ، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف ، وبعث رسول الله ﷺ جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ العامِرِيَّة ، فخطبها إليه ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكانت أختها أم الفضل تحته ، فزوَّجَهَا العباس رسول الله ، فلما قدِمَ رسول الله ﷺ أمر أصحابه فقال ( اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب ، واسْعَوْا في الطَّوَاف ) ، لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم ، وكان ﷺ يكايدهم بكُلِّ ما استطاع ، فوقف أهل مكة : الرجال والنساء والصبيان ، ينظرون إلى رسول الله ﷺ وأصحابه وهم يطوفون بالبيت ، وعبد الله بن رواحة بين يدي رسول الله ﷺ يرتجز متوشحاً بالسيف يقول : خَلُوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ في صُحْفِ تُتْلَى عَلَى رَسُولِهِ يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ إِنِّي رَأَيْتُ الحَقِّ فِي قُبولِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ وتغيب رجال من المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله ﷺ حَنَقاً وغيظاً ، فأقام رسول الله ﷺ بمكة ثلاثاً ، فلما أصبح من اليوم الرابع ، أتاه سُهَيْل ابن عمرو ، وحُوطِبُ بنُ عبد العُزَّى ، ورسول الله ﷺ في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة ، فصاح حويطب نناشدك الله والعقد لما خَرَجْتَ مِنْ أَرضِنَا ، فقد مضت الثلاث ، فقال سعد بن عبادة : كذبت لا أُمَّ لك ، ليست بأرضك ولا أرض آبائك ، والله لا نخرج ، ثم نادى رسول الله ﷺ حويطباً أو سهيلاً ، فقال ﷺ ( إِنِّي قَدْ نَكَحْتُ مِنْكُم امْرَأَةَ فما يَضُرُّكُم أَنْ أَمْكُتَ حَتَّى أَدْخُلَ بِهَا ، ونَضَعَ الطعام ، فَنَأْكُل ، وَتَأْكُلُونَ مَعَنا ) ، فقالوا : نُنَاشِدَّك الله والعقد إلا خرجت عنا ، فأمر رسول الله ﷺ أبا رافع ، فاذْنَ بالرحيل ، وركب رسول الله ﷺ حتى نزل بطن سرِف ، فأقام بها ، وخلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يُمسي ، فأقام حتى قَدِمَتْ ميمونة ومَنْ معها ، وقد لقوا أذى وعَناءً مِن سُفهاء المشركين وصبيانهم ، فبنى بها بِسَرِف ، ثم أدلج وسار حتَّى قَدِمَ المدينة ، وقدَّر الله أن يكون قبر ميمونة بِسَرِف حيث بنى بها ﷺ. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ عُمّرَة القَضيَّةِ .. وكانت في ذي القعدة سنة سبع ، وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله ﷺ من خيبر ، بعث السرايا ، وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة ، ثم نادى في النَّاس بالخروج قال موسى بن عقبة : ثم خرج رسول الله ﷺ من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة سبع ، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام ، حتى إذا بلغ يَأجُج ، وضع الأداة كُلَّهَا الحَجَف والمِجَانِّ ، والنبل والرماح ، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف ، وبعث رسول الله ﷺ جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ العامِرِيَّة ، فخطبها إليه ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكانت أختها أم الفضل تحته ، فزوَّجَهَا العباس رسول الله ، فلما قدِمَ رسول الله ﷺ أمر أصحابه فقال ( اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب ، واسْعَوْا في الطَّوَاف ) ، لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم ، وكان ﷺ يكايدهم بكُلِّ ما استطاع ، فوقف أهل مكة : الرجال والنساء والصبيان ، ينظرون إلى رسول الله ﷺ وأصحابه وهم يطوفون بالبيت ، وعبد الله بن رواحة بين يدي رسول الله ﷺ يرتجز متوشحاً بالسيف يقول : خَلُوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ في صُحْفِ تُتْلَى عَلَى رَسُولِهِ يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ إِنِّي رَأَيْتُ الحَقِّ فِي قُبولِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ وتغيب رجال من المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله ﷺ حَنَقاً وغيظاً ، فأقام رسول الله ﷺ بمكة ثلاثاً ، فلما أصبح من اليوم الرابع ، أتاه سُهَيْل ابن عمرو ، وحُوطِبُ بنُ عبد العُزَّى ، ورسول الله ﷺ في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة ، فصاح حويطب نناشدك الله والعقد لما خَرَجْتَ مِنْ أَرضِنَا ، فقد مضت الثلاث ، فقال سعد بن عبادة : كذبت لا أُمَّ لك ، ليست بأرضك ولا أرض آبائك ، والله لا نخرج ، ثم نادى رسول الله ﷺ حويطباً أو سهيلاً ، فقال ﷺ ( إِنِّي قَدْ نَكَحْتُ مِنْكُم امْرَأَةَ فما يَضُرُّكُم أَنْ أَمْكُتَ حَتَّى أَدْخُلَ بِهَا ، ونَضَعَ الطعام ، فَنَأْكُل ، وَتَأْكُلُونَ مَعَنا ) ، فقالوا : نُنَاشِدَّك الله والعقد إلا خرجت عنا ، فأمر رسول الله ﷺ أبا رافع ، فاذْنَ بالرحيل ، وركب رسول الله ﷺ حتى نزل بطن سرِف ، فأقام بها ، وخلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يُمسي ، فأقام حتى قَدِمَتْ ميمونة ومَنْ معها ، وقد لقوا أذى وعَناءً مِن سُفهاء المشركين وصبيانهم ، فبنى بها بِسَرِف ، ثم أدلج وسار حتَّى قَدِمَ المدينة ، وقدَّر الله أن يكون قبر ميمونة بِسَرِف حيث بنى بها ﷺ. ❝