وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي ، قال : لما كان... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي قال : لما كان عام الفتح دخل رسول الله ﷺ مكة عِنوة فقلت لنفسي أسير مع قريش إلى هوازن بحُنين فعسى إن إختلطوا أن أصيب من محمد غِرَّةً فأثار منه فأكون أنا الذي قمتُ بثأر كُلِّها وأقولُ لو لم يبقَ مِن العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ما تبعته أبداً وكنت مُرْصداً لِمّا خرجتُ له لا يزداد الأمر نفسي قوة فلما إختلط الناس حُنين اقتحم بغلته فأصلت السيف فدنوت أريدُ أريد ورفعت سيفي حتى كدتُ أشعره إياه فرُفِعَ لي شُواظٌ نار كالبرق كاد يمحشني فوضعت يدي بصري خوفاً عليه فالتفت إلي فناداني ( يَا شَيْبُ ادْنُ مِنِّي ) فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ صَدْرِي ثم اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ فوالله لهو ساعتَئِذٍ أحِبَّ إِلَيَّ مِنْ سمعي وبصري ونفسي وأذهب ادنُ فقاتل فتقدمت أمامه أضرب بسيفي يعلم أني أحب أقيه بنفسي كُل شيء ولو لقيتُ تلك الساعة أبي حياً لأوقعت به فجعلت ألزمه فيمن لزمه تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد وقُرِّبَتْ بغلة فاستوى عليها وخرج أثرهم تفرقوا كُلِّ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي ، قال : لما كان عام الفتح ، دخل رسول الله ﷺ مكة عِنوة ، فقلت لنفسي أسير مع قريش إلى هوازن بحُنين ، فعسى إن إختلطوا أن أصيب من محمد غِرَّةً ، فأثار منه ، فأكون أنا الذي قمتُ بثأر قريش كُلِّها ، وأقولُ : لو لم يبقَ مِن العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ، ما تبعته أبداً ، وكنت مُرْصداً لِمّا خرجتُ له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة ، فلما إختلط الناس في حُنين ، اقتحم رسول الله ﷺ عن بغلته ، فأصلت السيف ، فدنوت أريدُ ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدتُ أشعره إياه ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، فالتفت إلي رسول الله ﷺ ، فناداني ( يَا شَيْبُ ادْنُ مِنِّي ) ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرِي ، ثم قال ( اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ) ، قال : فوالله لهو كان ساعتَئِذٍ أحِبَّ إِلَيَّ مِنْ سمعي ، وبصري ، ونفسي ، وأذهب الله ما كان في نفسي ، ثم قال ﷺ ( ادنُ فقاتل ) ، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كُل شيء ، ولو لقيتُ تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف ، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد ، وقُرِّبَتْ بغلة رسول الله ، فاستوى عليها ، وخرج في أثرهم حتى تفرقوا في كُلِّ وجه ، ورجع إلى معسكره ، فدخل خباءه ، فدخلت عليه ، ما دخل عليه أحد غيري حباً لرؤية وجهه ﷺ ، وسروراً به ، فقال ﷺ ( يا شَيْبُ الذي أراد اللهُ بكَ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ لِنَفْسِكَ ) ، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي ما لم أكن أذكره لأحد قط ، قال : فقلت : فإني أشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ ، وأنكَ رسول الله ، ثم قلت: استغفر لي يارسول الله ، فقال ﷺ ( غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ). ❝
❞ وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي ، قال : لما كان عام الفتح ، دخل رسول الله ﷺ مكة عِنوة ، فقلت لنفسي أسير مع قريش إلى هوازن بحُنين ، فعسى إن إختلطوا أن أصيب من محمد غِرَّةً ، فأثار منه ، فأكون أنا الذي قمتُ بثأر قريش كُلِّها ، وأقولُ : لو لم يبقَ مِن العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ، ما تبعته أبداً ، وكنت مُرْصداً لِمّا خرجتُ له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة ، فلما إختلط الناس في حُنين ، اقتحم رسول الله ﷺ عن بغلته ، فأصلت السيف ، فدنوت أريدُ ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدتُ أشعره إياه ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، فالتفت إلي رسول الله ﷺ ، فناداني ( يَا شَيْبُ ادْنُ مِنِّي ) ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرِي ، ثم قال ( اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ) ، قال : فوالله لهو كان ساعتَئِذٍ أحِبَّ إِلَيَّ مِنْ سمعي ، وبصري ، ونفسي ، وأذهب الله ما كان في نفسي ، ثم قال ﷺ ( ادنُ فقاتل ) ، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كُل شيء ، ولو لقيتُ تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف ، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد ، وقُرِّبَتْ بغلة رسول الله ، فاستوى عليها ، وخرج في أثرهم حتى تفرقوا في كُلِّ وجه ، ورجع إلى معسكره ، فدخل خباءه ، فدخلت عليه ، ما دخل عليه أحد غيري حباً لرؤية وجهه ﷺ ، وسروراً به ، فقال ﷺ ( يا شَيْبُ الذي أراد اللهُ بكَ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ لِنَفْسِكَ ) ، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي ما لم أكن أذكره لأحد قط ، قال : فقلت : فإني أشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ ، وأنكَ رسول الله ، ثم قلت: استغفر لي يارسول الله ، فقال ﷺ ( غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي ، قال : لما كان عام الفتح ، دخل رسول الله ﷺ مكة عِنوة ، فقلت لنفسي أسير مع قريش إلى هوازن بحُنين ، فعسى إن إختلطوا أن أصيب من محمد غِرَّةً ، فأثار منه ، فأكون أنا الذي قمتُ بثأر قريش كُلِّها ، وأقولُ : لو لم يبقَ مِن العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ، ما تبعته أبداً ، وكنت مُرْصداً لِمّا خرجتُ له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة ، فلما إختلط الناس في حُنين ، اقتحم رسول الله ﷺ عن بغلته ، فأصلت السيف ، فدنوت أريدُ ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدتُ أشعره إياه ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، فالتفت إلي رسول الله ﷺ ، فناداني ( يَا شَيْبُ ادْنُ مِنِّي ) ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرِي ، ثم قال ( اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ) ، قال : فوالله لهو كان ساعتَئِذٍ أحِبَّ إِلَيَّ مِنْ سمعي ، وبصري ، ونفسي ، وأذهب الله ما كان في نفسي ، ثم قال ﷺ ( ادنُ فقاتل ) ، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كُل شيء ، ولو لقيتُ تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف ، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد ، وقُرِّبَتْ بغلة رسول الله ، فاستوى عليها ، وخرج في أثرهم حتى تفرقوا في كُلِّ وجه ، ورجع إلى معسكره ، فدخل خباءه ، فدخلت عليه ، ما دخل عليه أحد غيري حباً لرؤية وجهه ﷺ ، وسروراً به ، فقال ﷺ ( يا شَيْبُ الذي أراد اللهُ بكَ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ لِنَفْسِكَ ) ، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي ما لم أكن أذكره لأحد قط ، قال : فقلت : فإني أشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ ، وأنكَ رسول الله ، ثم قلت: استغفر لي يارسول الله ، فقال ﷺ ( غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ). ❝
❞ قدوم وفد بني سعد بن بكر على رسول الله ﷺ .. بعثت بنو سعد بن بكر ضِمَام بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله ﷺ ، فقَدِمَ عليه فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل على رسول الله ﷺ وهو المسجد جالس في أصحابه فقال أيكم ابنُ عَبْدِ المُطَّلِب ؟ فقال رسولُ الله ﷺ ( أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب ) ، فقال: محمد ؟ فقال ﷺ ( نعم ) ، فقال : يا ابن عبد المطلب ! إني سائِلُك ومُغلِظٌ عليك في المسألة ، فلا تجدن في نفسك ، فقال ﷺ ( لَا أَجِدُ في نَفْسِي فَسَلْ عَمَّا بدا لك ) ، فقال : أَنْشُدُكَ اللَّهَ إلهك وإله أهلك ، وإله مَنْ كَان قبلك ، وإله مَنْ هو كائن بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولاً ؟ ، قال ﷺ ( اللَّهُمَّ نعم ) ، قال : فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إلهك ، وإله مَنْ كَان قبلك ، وإلهَ مِن هو كائن بعدك ، آللهُ أمَرَك أن نعبده لا نُشْرِكُ به شيئاً وأن نخلع هذه الأندَادَ التي كان آباؤنا يعبدون ؟ فقال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ نعم ) ، ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضة : الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، وفرائض الإسلام كُلها ، ينشُدُه عند كُلِّ فريضة كما نشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وسأؤدي هذه الفرائض ، واجتنب ما نهيتني عنه ، لا أزيد ولا أنقُصُ ، ثم انصرف راجعاً إلى بعيره ، فقال رسول الله ﷺ حين ولى ( إِنْ يَصْدُقُ ذُو العَقِيصَتَيْنِ، يَدْخُلِ الجَنَّة ) ، وكان ضمام رجلاً جلداً أشعر ذا غديرتين ، ثم أتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتَّى قَدِمَ على قومه فاجتمعوا عليه ، وكان أوَّل ما تكلم به أن قال : بئست اللاتُ والعُزَّى ، فقالُوا : مَهْ يا ضمام اتق البرصَ والجنون ، والجُذام ، قال: ويلكم إنهما ما يَضُران ولا ينفعان إن الله قد بعث رسولاً وأنزل عليه كتاباً استنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه ، فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضرته رجلٌ ولا امرأة إلا مسلماً. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم وفد بني سعد بن بكر على رسول الله ﷺ . بعثت بنو سعد بن بكر ضِمَام بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله ﷺ ، فقَدِمَ عليه فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل على رسول الله ﷺ وهو المسجد جالس في أصحابه فقال أيكم ابنُ عَبْدِ المُطَّلِب ؟ فقال رسولُ الله ﷺ ( أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب ) ، فقال: محمد ؟ فقال ﷺ ( نعم ) ، فقال : يا ابن عبد المطلب ! إني سائِلُك ومُغلِظٌ عليك في المسألة ، فلا تجدن في نفسك ، فقال ﷺ ( لَا أَجِدُ في نَفْسِي فَسَلْ عَمَّا بدا لك ) ، فقال : أَنْشُدُكَ اللَّهَ إلهك وإله أهلك ، وإله مَنْ كَان قبلك ، وإله مَنْ هو كائن بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولاً ؟ ، قال ﷺ ( اللَّهُمَّ نعم ) ، قال : فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إلهك ، وإله مَنْ كَان قبلك ، وإلهَ مِن هو كائن بعدك ، آللهُ أمَرَك أن نعبده لا نُشْرِكُ به شيئاً وأن نخلع هذه الأندَادَ التي كان آباؤنا يعبدون ؟ فقال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ نعم ) ، ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضة : الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، وفرائض الإسلام كُلها ، ينشُدُه عند كُلِّ فريضة كما نشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وسأؤدي هذه الفرائض ، واجتنب ما نهيتني عنه ، لا أزيد ولا أنقُصُ ، ثم انصرف راجعاً إلى بعيره ، فقال رسول الله ﷺ حين ولى ( إِنْ يَصْدُقُ ذُو العَقِيصَتَيْنِ، يَدْخُلِ الجَنَّة ) ، وكان ضمام رجلاً جلداً أشعر ذا غديرتين ، ثم أتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتَّى قَدِمَ على قومه فاجتمعوا عليه ، وكان أوَّل ما تكلم به أن قال : بئست اللاتُ والعُزَّى ، فقالُوا : مَهْ يا ضمام اتق البرصَ والجنون ، والجُذام ، قال: ويلكم إنهما ما يَضُران ولا ينفعان إن الله قد بعث رسولاً وأنزل عليه كتاباً استنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه ، فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضرته رجلٌ ولا امرأة إلا مسلماً. ❝