خَبَر المَخَلفون عن تبوك .. ولما دخل رسول الله ﷺ... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ خَبَر المَخَلفون عن تبوك ولما دخل رسول الله ﷺ المدينة قادما من بدأ بالمسجد فصلي فيه ركعتين ثم جلس للناس فجاءه المخلفون فطفِقُوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم وَوَكَل سَرائِرَهم إلى وجاءه كعب بن مالك فلما سلَّم عليه تبسم المُغْضَبِ قال ( تعال ) : فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خَلْفَكَ ألم تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهرَك ؟ ) فقلتُ : بَلَى إني والله لو عند غيرك أهل الدنيا لرأيتُ أن أخرُجَ مِن سخطه بعُذر ولقد أعطيتُ جدلاً ولكني لقد عَلِمْتُ إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ليوشِكَنَّ اللَّهُ أَن يُسْخِطَكَ عَليَّ ولئن حدثتُكَ حَديثَ صِدقٍ تَجِدُ لأرجو عفو عني كان عذر كنتُ قَط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك أما هذا فَقَدْ صَدَقَ فَقُم يقضيَ فيك فقمت وثار رجال بني سلمة فاتبعوني يُؤنبوني فقالوا علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل عَجَزْتَ ألا تكون اعتذرت بما اعتذر فقد كافيك ذنبك استغفار كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ خَبَر المَخَلفون عن تبوك . ولما دخل رسول الله ﷺ المدينة قادما من تبوك ، بدأ بالمسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فجاءه المخلفون ، فطفِقُوا يعتذرون إليه ، ويحلفون له ، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله ﷺ علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، وَوَكَل سَرائِرَهم إلى الله ، وجاءه كعب بن مالك ، فلما سلَّم عليه ، تبسم تبسم المُغْضَبِ ، ثم قال له ﷺ ( تعال ) قال : فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي ﷺ ( ما خَلْفَكَ ، ألم تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهرَك ؟ ) فقلتُ : بَلَى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا ، لرأيتُ أن أخرُجَ مِن سخطه بعُذر ، ولقد أعطيتُ جدلاً ، ولكني والله لقد عَلِمْتُ إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ، ليوشِكَنَّ اللَّهُ أَن يُسْخِطَكَ عَليَّ ، ولئن حدثتُكَ حَديثَ صِدقٍ ، تَجِدُ علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله عني ، والله ما كان لي من عذر ، والله ما كنتُ قَط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك ، فقال رسول الله ﷺ ( أما هذا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُم حتى يقضيَ الله فيك ) ، فقمت وثار رجال من بني سلمة ، فاتبعوني يُؤنبوني ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ، ولقد عَجَزْتَ ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله ﷺ بما اعتذر إليه المخلفون ، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله ﷺ لك ، قال : فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردتُ أن أرجع ، فأكذِبَ نفسي ، ثم قلت لهم : هل لقي معي أحد ؟ قالُوا: نعم رَجُلانِ قالا مِثْلَ ما قلت ، فقيل لهما مثل ما قيل لك ، فقلتُ : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدراً فيهما أسوة ، فمضيت حين ذكروهما لي. ❝
❞ خَبَر المَخَلفون عن تبوك .. ولما دخل رسول الله ﷺ المدينة قادما من تبوك ، بدأ بالمسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فجاءه المخلفون ، فطفِقُوا يعتذرون إليه ، ويحلفون له ، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله ﷺ علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، وَوَكَل سَرائِرَهم إلى الله ، وجاءه كعب بن مالك ، فلما سلَّم عليه ، تبسم تبسم المُغْضَبِ ، ثم قال له ﷺ ( تعال ) قال : فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي ﷺ ( ما خَلْفَكَ ، ألم تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهرَك ؟ ) فقلتُ : بَلَى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا ، لرأيتُ أن أخرُجَ مِن سخطه بعُذر ، ولقد أعطيتُ جدلاً ، ولكني والله لقد عَلِمْتُ إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ، ليوشِكَنَّ اللَّهُ أَن يُسْخِطَكَ عَليَّ ، ولئن حدثتُكَ حَديثَ صِدقٍ ، تَجِدُ علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله عني ، والله ما كان لي من عذر ، والله ما كنتُ قَط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك ، فقال رسول الله ﷺ ( أما هذا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُم حتى يقضيَ الله فيك ) ، فقمت وثار رجال من بني سلمة ، فاتبعوني يُؤنبوني ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ، ولقد عَجَزْتَ ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله ﷺ بما اعتذر إليه المخلفون ، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله ﷺ لك ، قال : فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردتُ أن أرجع ، فأكذِبَ نفسي ، ثم قلت لهم : هل لقي معي أحد ؟ قالُوا: نعم رَجُلانِ قالا مِثْلَ ما قلت ، فقيل لهما مثل ما قيل لك ، فقلتُ : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدراً فيهما أسوة ، فمضيت حين ذكروهما لي. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ خَبَر المَخَلفون عن تبوك . ولما دخل رسول الله ﷺ المدينة قادما من تبوك ، بدأ بالمسجد فصلي فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فجاءه المخلفون ، فطفِقُوا يعتذرون إليه ، ويحلفون له ، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله ﷺ علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، وَوَكَل سَرائِرَهم إلى الله ، وجاءه كعب بن مالك ، فلما سلَّم عليه ، تبسم تبسم المُغْضَبِ ، ثم قال له ﷺ ( تعال ) قال : فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي ﷺ ( ما خَلْفَكَ ، ألم تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهرَك ؟ ) فقلتُ : بَلَى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا ، لرأيتُ أن أخرُجَ مِن سخطه بعُذر ، ولقد أعطيتُ جدلاً ، ولكني والله لقد عَلِمْتُ إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي ، ليوشِكَنَّ اللَّهُ أَن يُسْخِطَكَ عَليَّ ، ولئن حدثتُكَ حَديثَ صِدقٍ ، تَجِدُ علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله عني ، والله ما كان لي من عذر ، والله ما كنتُ قَط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك ، فقال رسول الله ﷺ ( أما هذا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُم حتى يقضيَ الله فيك ) ، فقمت وثار رجال من بني سلمة ، فاتبعوني يُؤنبوني ، فقالوا لي : والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا ، ولقد عَجَزْتَ ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله ﷺ بما اعتذر إليه المخلفون ، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله ﷺ لك ، قال : فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردتُ أن أرجع ، فأكذِبَ نفسي ، ثم قلت لهم : هل لقي معي أحد ؟ قالُوا: نعم رَجُلانِ قالا مِثْلَ ما قلت ، فقيل لهما مثل ما قيل لك ، فقلتُ : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي ، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدراً فيهما أسوة ، فمضيت حين ذكروهما لي. ❝
❞ وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي ، قال : لما كان عام الفتح ، دخل رسول الله ﷺ مكة عِنوة ، فقلت لنفسي أسير مع قريش إلى هوازن بحُنين ، فعسى إن إختلطوا أن أصيب من محمد غِرَّةً ، فأثار منه ، فأكون أنا الذي قمتُ بثأر قريش كُلِّها ، وأقولُ : لو لم يبقَ مِن العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ، ما تبعته أبداً ، وكنت مُرْصداً لِمّا خرجتُ له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة ، فلما إختلط الناس في حُنين ، اقتحم رسول الله ﷺ عن بغلته ، فأصلت السيف ، فدنوت أريدُ ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدتُ أشعره إياه ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، فالتفت إلي رسول الله ﷺ ، فناداني ( يَا شَيْبُ ادْنُ مِنِّي ) ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرِي ، ثم قال ( اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ) ، قال : فوالله لهو كان ساعتَئِذٍ أحِبَّ إِلَيَّ مِنْ سمعي ، وبصري ، ونفسي ، وأذهب الله ما كان في نفسي ، ثم قال ﷺ ( ادنُ فقاتل ) ، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كُل شيء ، ولو لقيتُ تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف ، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد ، وقُرِّبَتْ بغلة رسول الله ، فاستوى عليها ، وخرج في أثرهم حتى تفرقوا في كُلِّ وجه ، ورجع إلى معسكره ، فدخل خباءه ، فدخلت عليه ، ما دخل عليه أحد غيري حباً لرؤية وجهه ﷺ ، وسروراً به ، فقال ﷺ ( يا شَيْبُ الذي أراد اللهُ بكَ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ لِنَفْسِكَ ) ، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي ما لم أكن أذكره لأحد قط ، قال : فقلت : فإني أشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ ، وأنكَ رسول الله ، ثم قلت: استغفر لي يارسول الله ، فقال ﷺ ( غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي ، قال : لما كان عام الفتح ، دخل رسول الله ﷺ مكة عِنوة ، فقلت لنفسي أسير مع قريش إلى هوازن بحُنين ، فعسى إن إختلطوا أن أصيب من محمد غِرَّةً ، فأثار منه ، فأكون أنا الذي قمتُ بثأر قريش كُلِّها ، وأقولُ : لو لم يبقَ مِن العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ، ما تبعته أبداً ، وكنت مُرْصداً لِمّا خرجتُ له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة ، فلما إختلط الناس في حُنين ، اقتحم رسول الله ﷺ عن بغلته ، فأصلت السيف ، فدنوت أريدُ ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدتُ أشعره إياه ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، فالتفت إلي رسول الله ﷺ ، فناداني ( يَا شَيْبُ ادْنُ مِنِّي ) ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرِي ، ثم قال ( اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ) ، قال : فوالله لهو كان ساعتَئِذٍ أحِبَّ إِلَيَّ مِنْ سمعي ، وبصري ، ونفسي ، وأذهب الله ما كان في نفسي ، ثم قال ﷺ ( ادنُ فقاتل ) ، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كُل شيء ، ولو لقيتُ تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف ، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد ، وقُرِّبَتْ بغلة رسول الله ، فاستوى عليها ، وخرج في أثرهم حتى تفرقوا في كُلِّ وجه ، ورجع إلى معسكره ، فدخل خباءه ، فدخلت عليه ، ما دخل عليه أحد غيري حباً لرؤية وجهه ﷺ ، وسروراً به ، فقال ﷺ ( يا شَيْبُ الذي أراد اللهُ بكَ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ لِنَفْسِكَ ) ، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي ما لم أكن أذكره لأحد قط ، قال : فقلت : فإني أشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ ، وأنكَ رسول الله ، ثم قلت: استغفر لي يارسول الله ، فقال ﷺ ( غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ). ❝