█ _ يوسف القرضاوي 1993 حصريا كتاب ❞ الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة ❝ عن مؤسسة الرسالة 2025 والمعاصرة: مقدمة فما لا ريب فيه أن كل المشفقين مسار الأمة وكل القوى والتيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية متفقون أمتنا تعيش أزمة حقيقية تعددت أعراضها وتنوعت آثارها وإن اختلفوا تعيين جوهر الأزمة: ما هو؟ أهي إيمان وأخلاق كما يصورها دعاة الدين والفضيلة؟ أم هي فكر ومعرفة رجال الفكر والثقافة؟ أم حرية سياسية وديمقراطية تصورها المعارضة للنظم الحاكمة؟ أم علم وتكنولوجيا كثير من الإصلاح ومن أنفسهم؟ لقد ردد كثيرون مع شوقي قوله: وإنما الأمم الأخلاق بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا! ولكن الدكتور زكي نجيب محمود علق ذلك بقوله: لولا خشيتي سوء التأويل لعارضت شاعرنا لأقول له: وإنما يومنا التقنيات اطردت وتغلغلت هم انعدمت علومهم وصناعهم وتقنياتهم تخلفوا إلى حيث أمل ولا رجاء اللهم إلا إذا فهمنا بمعنى يجعل منها أعرف كيف يُضغط الأزرار ومتى وآخرون قالوا: إنما الأفكار والثقافة وغيرهم الحرية لوطنها والحقوق لشعبها والأولى ندع وحدانية التعليل والتفسير الشمول والتعدد إن «التفسير الواحدي» للتاريخ وللواقع لم يعد مقبولًا لأنه يبصر الحقيقة زاوية واحدة ويغفل زواياها الأخرى وهو يبسط الأمور المعقدة والمتشابكة إن نهضة تؤثر فيها السياسة والاقتصاد والتشريع والتربية وغيرها ومهما يكن الاختلاف تحديد الأزمة فأحسب أنه يخالف أحد أهمية دور وخصوصًا الجانب الفكري والأدبي والفني وذلك لما لها تأثير والسلوك والحكم وتأثير توجهات الشعوب التقدم أو التخلف العلم والعمل الكلام والجدل فلو صحت ثقافة أمة واستقامت وتكلمت وتوازنت وسلمت عوامل التشويه والتحريف هو الأصل ثقافتنا لكان أثرها البالغ صحة توجه واستقامتها وتكاملها وتوازنها وإذا حدث العكس كانت النتيجة عكسية لأن الثمرة جنس الشجرة وصدق الله إذ يقول: {وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا إِلَّا نَكِدٗا} (الأعراف:58) أما قضية «الأصالة والمعاصرة» فهي قديمة جديدة فمنذ كنا طلابًا صغارًا ونحن نقرأ ونسمع ونتابع أنباء صراع فكري أدبي محتدم تبارين متعارضين يعبر أحدهما بـ «القديم» ويعبر الآخر «الجديد» ومما قرأناه آثار هذه الحرب التي تسل الألسنة الأسنة وتشحذ الأقلام السيوف: «تحت راية القرآن» «المعركة القديم والجديد» لأديب العربي والإسلام مصطفى صادق الرافعي الذي شن الغارة طه حسين وكتابه «الشعر الجاهلي» وفيه سخر هؤلاء «المجددين» الذين يريدون يجددوا واللغة والشمس والقمر! كما قرأنا قول «إقبال» المجددين: جديدهم قديم أوروبا ذكّر بأن الكعبة تجدد تستجلب حجارة الغرب! واستمرت المعركة التيارين المتضادين ظاهرة حينًا وخفية معظم الأحيان يشتعل أوراها كلما ظهر بالغ الجرأة نشرت مقالة كذلك وتخبو جذوتها مضت الحياة وتيرتها المعتادة كان التيار الأول يمثل الموروث ثباته وشموخه وكان الجديد الوافد بريقه وإغرائه الدفاع الأول: الأزهر ودار العلوم والقضاء الشرعي دار فلكهم مصر وأمثالهم البلاد والإسلامية وكان الآخر: خريجو المدارس والكليات الأجنبية الداخل وخريجو الجامعات الغربية والوافدون الخارج تتلمذ عليهم وحطب حبلهم وجد غلاة كلا الفريقين ففي مقابل تجديد والقمر الجامدون يوقفوا حركة الفلك وسير التاريخ شعارهم: ليس الإمكان أبدع مما كان! وضاع الوسط بينهما وقد لخص الموقف علامة الشام محمد كرد علي بحثه «القديم والحديث» بقوله: ها قد أصبحنا بعد هذا النزاع علوم وعلوم الدنيا والأمة شطران: شطر البلاهة والغباوة وشطر الحمق والنفرة وبعبارة أخرى: نسينا ولم نتعلم الجديد! عناوين تختلف فترة لأخرى ولكن المضمون النهاية واحد يحمل الغالب عنوانًا منقرًا مستنكرًا حين جذابًا مغريًا تجد بيًنًا واضحًا العناوين استخدمت التعبير الصراع: والجديد التقليد والتجديد المحافظة والتحديث الجمود والتحرر الرجعية والتقدمية حتى انتهى أخيرًا العنوان السائد اليوم ثنائية مقبولة أعطيت الكلمة حقها الفهم والتحليل وهي التكامل التضاد والتقابل وفي وقت عبر عنه والتجديد» وقد قدمت دراسات ونظمت ندوات وحلقات وبحثنا يتحدث «ثقافتنا والمعاصرة»؛ هكذا حدده لي الإخوة الزملاء كلية «الإنسانيات والعلوم الاجتماعية» بجامعة قطر خططوا لهذه الندوة العلمية تدور بحوثها حول الموضوع المهم: «الثقافة العربية: الواقع وآفاق المستقبل» ولا العربية» بالغة الأهمية غرو عقدت حولها عدة ومؤتمرات أكثر بلد تبحث جانب جوانبها المتعددة كتب مجاناً PDF اونلاين مصطلح تعبير يستعمل أغلب لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالإسلام المسلمين أنحاء العالم وعلاقتها بالثقافات الاخرى