█ _ محمد بن صالح العثيمين 0 حصريا كتاب ❞ تفسير القرآن الكريم سورة الفرقان ❝ 2024 الفرقان: مكية ماعدا الآيات 68: 70 فمدنية من المثاني آياتها 77 وترتيبها المصحف 25 الجزء التاسع عشر نزلت بعد يس بدأت بأسلوب ثناء الله Ra bracket png تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا Aya 1 La السورة بها سجدة تلاوة الآية 60 والفرقان هو اسم أسماء أسباب النزول أسباب نزول (27): عن ابن عباس: «أن عقبة أبي معيط وابن خلف كانا خدنين خليلين وكان لا يقدم سفر إلا صنع طعاما ودعا إليه أشراف قومه يكثر مجالسة النبي ﷺ فقدم سفره ذات يوم فصنع قريش رسول إلى طعامه فأبى أن يحضر إذا أسلم وكره يتأخر أحد فنطق بالشهادتين فأتاه وأكل غائبا فلما حضر وأخبر بقصة قال له: صبأت يا ؟ فقال والله ما ولكن رأيت عظيما ألا طعامي رجل وقد أبى حتى أشهد له فشهدت وطعم أبي: وجهي وجهك حرام إن تابعت محمدا وما أنا بالذي أرضى عنك أبدا تأتيه وتبزق وجهه وتطأ عنقه وتشتمه وتقول كذا وكذا ففعل عدو كل أمره به خليله فأنزل فالظالم والخليل وقتل بدر وأبي أحد» أخرجه أبو نعيم مردويه 2 أسباب (68): مسعود قال: «سألت أي الذنب أعظم تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم تقتل ولدك مخافة يطعم معك تزاني حليلة جارك تصديق ذلك ﴿والذين يدعون﴾ [الفرقان:68] … الآيات» رواه الشيخان وعن ناسا أهل الشرك قتلوا فأكثروا زنوا أتو فقالوا: الذي تقول وتدعو لحسن لو تخبرنا لما عملنا كفارة فنزلت ﴿رحيمًا﴾ ونزل ﴿قل عبادي الذين أسرفوا﴾ [الزمر:53] …» فضل الفرقان أسمى فضائلها أنَّها سُميت باسمٍ لتدلّ تفريق بين الحق والباطل وليس هناك الأحاديث الصحيحة الواردة صلى عليه وسلم حديث فضل جاء بعض المواقف منها الخلاف الصحابة حول قراءة آيات الكريمة الرسول أنَّ نزل سبعة أحرف سبع قراءات: «سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ حَيَاةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ وسلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسولُ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حتَّى سَلَّمَ فَلَبَّبْتُهُ برِدَائِهِ فَقُلتُ: مَن أقْرَأَكَ هذِه السُّورَةَ الَّتي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قالَ: أقْرَأَنِيهَا كَذَبْتَ فإنَّ رَسولَ قدْ غيرِ قَرَأْتَ فَانْطَلَقْتُ أقُودُهُ إنِّي سَمِعْتُ هذا بسُورَةِ تُقْرِئْنِيهَا فَقالَ وسلَّمَ: أرْسِلْهُ اقْرَأْ هِشَامُ فَقَرَأَ القِرَاءَةَ سَمِعْتُهُ كَذلكَ أُنْزِلَتْ ثُمَّ عُمَرُ فَقَرَأْتُ أقْرَأَنِي إنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ سَبْعَةِ أحْرُفٍ فَاقْرَؤُوا تَيَسَّرَ منه» وأمَّا يتناقله الناس فضائل بأنَّ رقية شرعيَّة لعلاج أمراض تصيب الجلد فهو بدعة أصل لها وليست اتباع السنة النبويَّة شيء موضوعات الفرقان صفات الإله وعجز الآلهة المزيفة بدأت بالحديث جعله فرقانًا يحمل النذير للعاملين لكي يُسارعوا بالإيمان بالله وحده السماوات الأرض تضمنت تأكيدًا تعالى واحد لم يتخذ ولدًا ولم يكن شريك الملك وأنه الخالق لكل ورغم فإن المشركين قد اتخذوا آلهة المخلوقات يخلقون شيئًا ولا يملكون نفعًا ضرًا وذلك قوله تعالى: (تَبَارَكَ نَذِيراً {1}) ( وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا نَفْعًا مَوْتًا حَيَاةً نُشُورًا {3}) شبهات وردها تستعرض الشبهات التي يختلقها المشركون حيث قالوا عنه أنه إفك افتراه بمعاونة آخرين ويرد تلك المنكرة (وقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ… {4}) (…إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {6}) وردها تضمنت يُثيرها ليس مُرسلًا لاعتقادهم بأنه كان مرسلًا حقًا لجاء معه ملك ليُنذر أو يلقي كنز يكون أصحاب الجنات ورد سبحانه وتعالى قادر يجعل للنبي قصورًا وجنات تجري تحتها الأنهار (وَقَالُوا مَالِ الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ {7}) إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا {10}) الدوافع الخفية وراء التكذيب تُوضح الدوافع تدفع للتكذيب بالرسالة النبوية مع توضيح العذاب أعده لهم نظير التكذيب والإنكار فقد أعد سعيرًا (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ سَعِيرًا {11}) (وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا {19}) سنة اختيار المرسلين وعادة المكذبين تتحدث سنة اختياره للمرسلين وكونهم البشر يأكلون الطعام ويمشون الأسواق المكذبين الاستكبار واقتراح الملائكة للإنذار (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ… {20}) (… وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا {29}) شكوى وتسليته تتناول شكوى والذين هجروا ومن تسلية لقلب ووعده بالنصر مثلما حدث الأنبياء السابقين مثل موسى ونوح وهود وصالح (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {30}) (وَلَقَدْ أَتَوْا الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً {40}) الاستهزاء والسخرية سلاح العاجز ذكرت طرفاً استهزاء وسخريتهم بالرسول فلم يقتصروا تكذيبه فحسب بل زادوا بالاستهزاء والاحتقار وتُوضح عجز لأنهم يستطيعون الرد جاءت الرسالة؛ فاستعانوا بالسخرية لمواجهتها (وَإِذَا رَأَوْكَ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً {41}) (إِنْ هُمْ كَالأَنْعَامِ أَضَلُّ سَبِيلا {44}) الحقائق الكونية دلائل النبوة اعتنت بالتأكيد صحة النبوة وصدق الرسالة خلال عرض الحقائق تدل قدرة ووحدانيته وآثار خلقه الكون البديع (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ…{45}) (…وكَانَ الْكَافِرُ رَبِّهِ ظَهِيرًا {55}) مهمة ونهجه دعوة المعاندين تؤكد مهمة تتمثل التبليغ والتبشير والإنذار وعليه يتبع منهج التوكل دعوته للمعاندين أَرْسَلْنَاكَ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {56}) (وَهُوَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ شُكُورًا {62}) ثمرات الربانية خُتمت موضوعات ببيان ثمرات الربانية صفات عباد الرحمن أكرمهم خصال حميدة استحقوا عليها عظيم الأجر جنات النعيم خالدين فيها : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ يَمْشُونَ الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا{63}) (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77}) كتب التفاسير وعلوم مجاناً PDF اونلاين يحتوي القسم الآتي: 1 علم التفسير يخص لغة: تدور مادته معنى الكشف مطلقا سواء أكان لغموض لفظ أم لغير يقال فسرت اللفظ فسرا باب ضرب ونصر وفسرته تفسيرا شدد للكثرة كشفت مغلقه التفسير اصطلاحا: كشف معانى وبيان المراد منه أعم بحسب المشكل وغيره وبحسب المعنى الظاهر والمقصود 2 علوم هي العلوم المتعلقة بالقرآن نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وقراءاته وتجويده ومعرفة المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وإعجازه وإعرابه ورسمه وعلم غريب وغير ويُعرف أيضًا بأنها جميع والبحوث تتعلق يتصل يُطلق التنزيل الكتاب عدّ الزركشي كتابه البرهان 47 علمًا وأوصلها جلال الدين السيوطي الإتقان لـ 80
❞ ❞ وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (21)
قوله : وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا
قوله تعالى : وكذلك أعثرنا عليهم أي أطلعنا عليهم وأظهرناهم . و ˝ أعثر ˝ تعدية عثر بالهمزة ، وأصل العثار في القدم .
ليعلموا أن وعد الله حق يعني الأمة المسلمة الذين بعث أهل الكهف على عهدهم . وذلك أن دقيانوس مات ومضت قرون وملك أهل تلك الدار رجل صالح ، فاختلف أهل بلده في الحشر وبعث الأجساد من القبور ، فشك في ذلك بعض الناس واستبعدوه وقالوا : إنما تحشر الأرواح والجسد تأكله الأرض . وقال بعضهم : تبعث الروح والجسد جميعا ; فكبر ذلك على الملك وبقي حيران لا يدري كيف يتبين أمره لهم ، حتى لبس المسوح وقعد على الرماد وتضرع إلى الله - تعالى - في حجة وبيان ، فأعثر الله على أهل الكهف ; فيقال : إنهم لما بعثوا أحدهم بورقهم إلى المدينة ليأتيهم برزق منها استنكر شخصه واستنكرت دراهمه لبعد العهد ، فحمل إلى الملك وكان صالحا قد آمن من معه ، فلما نظر إليه قال : لعل هذا من الفتية الذين خرجوا على عهد دقيانوس الملك ، فقد كنت أدعو الله أن يرينيهم ، وسأل الفتى فأخبره ; فسر الملك بذلك وقال : لعل الله قد بعث لكم آية ، فلنسر إلى الكهف معه ، فركب مع أهل المدينة إليهم ، فلما دنوا إلى الكهف قال تمليخا : أنا أدخل عليهم لئلا يرعبوا فدخل عليهم فأعلمهم الأمر وأن الأمة أمة إسلام ، فروي أنهم سروا بذلك وخرجوا إلى الملك وعظموه وعظمهم ثم رجعوا إلى كهفهم . وأكثر الروايات على أنهم ماتوا حين حدثهم تمليخا ميتة الحق ، على ما يأتي . ورجع من كان شك في بعث الأجساد إلى اليقين . فهذا معنى أعثرنا عليهم . ليعلموا أن وعد الله حق أي ليعلم الملك ورعيته أن القيامة حق والبعث حق إذ يتنازعون بينهم أمرهم . وإنما استدلوا بذلك الواحد على خبرهم وهابوا الدخول عليهم .
فقال الملك : ابنوا عليهم بنيانا ; فقال الذين هم على دين الفتية : اتخذوا عليهم مسجدا . وروي أن طائفة كافرة قالت : نبني بيعة أو مضيفا ، فمانعهم المسلمون وقالوا لنتخذن عليهم مسجدا . وروي أن بعض القوم ذهب إلى طمس الكهف عليهم وتركهم فيه مغيبين . وروي عن عبد الله بن عمر أن الله - تعالى - أعمى على الناس حينئذ أثرهم وحجبهم عنهم ، فذلك دعا إلى بناء البنيان ليكون معلما لهم . وقيل : إن الملك أراد أن يدفنهم في صندوق من ذهب فأتاه آت منهم في المنام فقال : أردت أن تجعلنا في صندوق من ذهب فلا تفعل ; فإنا من التراب خلقنا وإليه نعود ، فدعنا .
وتنشأ هنا مسائل ممنوعة وجائزة ; فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها ، إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز ; لما روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس قال : لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج . قال الترمذي : وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة حديث ابن عباس حديث حسن . وروى الصحيحان عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله - تعالى - يوم القيامة . لفظ مسلم . قال علماؤنا : وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد . وروى الأئمة عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها لفظ مسلم . أي لا تتخذوها قبلة فتصلوا عليها أو إليها كما فعل اليهود والنصارى ، فيؤدي إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام . فحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مثل ذلك ، وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال : اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد . وروى الصحيحان عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا : لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك : لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا . وروى مسلم عن جابر قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه . وخرجه أبو داود والترمذي أيضا عن جابر قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وروى الصحيح عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته - في رواية - ولا صورة إلا طمستها . وأخرجه أبو داود والترمذي . قال علماؤنا : ظاهره منع تسنيم القبور ورفعها وأن تكون لاطئة . وقد قال به بعض أهل العلم . وذهب الجمهور إلى أن هذا الارتفاع المأمور بإزالته هو ما زاد على التسنيم ، ويبقى للقبر ما يعرف به ويحترم ، وذلك صفة قبر نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه - رضي الله عنهما - على ما ذكر مالك في الموطإ - وقبر أبينا آدم - صلى الله عليه وسلم - ، على ما رواه الدارقطني من حديث ابن عباس . وأما تعلية البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيما وتعظيما فذلك يهدم ويزال ; فإن فيه استعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة ، وتشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها . وباعتبار هذه المعاني وظاهر النهي أن ينبغي أن يقال : هو حرام . والتسنيم في القبر : ارتفاعه قدر شبر ; مأخوذ من سنام البعير . ويرش عليه بالماء لئلا ينتثر بالريح . وقال الشافعي لا بأس أن يطين القبر . وقال أبو حنيفة : لا يجصص القبر ولا يطين ولا يرفع عليه بناء فيسقط . ولا بأس بوضع الأحجار لتكون علامة ; لما رواه أبو بكر الأثرم قال : حدثنا مسدد حدثنا نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال : كانت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزور قبر حمزة بن عبد المطلب كل جمعة وعلمته بصخرة ; ذكره أبو عمر .
وأما الجائزة : فالدفن في التابوت ; وهو جائز لا سيما في الأرض الرخوة . روي أن دانيال - صلوات الله عليه - كان في تابوت من حجر ، وأن يوسف - عليه السلام - أوصى بأن يتخذ له تابوت من زجاج ويلقى في ركية مخافة أن يعبد ، وبقي كذلك إلى زمان موسى - صلوات الله عليهم أجمعين - ; فدلته عليه عجوز فرفعه ووضعه في حظيرة إسحاق - عليه السلام - . وفي الصحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في مرضه الذي هلك فيه : اتخذوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا ; كما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - . اللحد : هو أن يشق في الأرض ثم يحفر قبر آخر في جانب الشق من جانب القبلة إن كانت الأرض صلبة يدخل فيه الميت ويسد عليه باللبن . وهو أفضل عندنا من الشق ; لأنه الذي اختاره الله - تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - . وبه قال أبو حنيفة قال : السنة اللحد . وقال الشافعي : الشق . ويكره الآجر في اللحد . وقال الشافعي : لا بأس به لأنه نوع من الحجر . وكرهه أبو حنيفة وأصحابه ; لأن الآجر لإحكام البناء ، والقبر وما فيه للبلى ، فلا يليق به الإحكام . وعلى هذا يسوى بين الحجر والآجر . وقيل : إن الآجر أثر النار فيكره تفاؤلا ; فعلى هذا يفرق بين الحجر والآجر . قالوا : ويستحب اللبن والقصب لما روي أنه وضع على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - حزمة من قصب . وحكي عن الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن الفضل الحنفي - رحمه الله - أنه جوز اتخاذ التابوت في بلادهم لرخاوة الأرض . وقال : لو اتخذ تابوت من حديد فلا بأس به ، لكن ينبغي أن يفرش فيه التراب وتطين الطبقة العليا مما يلي الميت ، ويجعل اللبن الخفيف على يمين الميت ويساره ليصير بمنزلة اللحد .
قلت : ومن هذا المعنى جعل القطيفة في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ; فإن المدينة سبخة ، قال شقران : أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القبر . قال أبو عيسى الترمذي : حديث شقران حديث حسن غريب. ❝ . ❝
❞ 🌿🌸العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
˝ الموظف إذا كان يريد أن يُعطى راتبه كاملاً؛
لكنه يتأخر في الحضور أو يتقدم في الخروج؛
فإنه من المطففين
الذين توعدهم الله بالويل ˝.
📙شرح رياض الصالحين
📖جـزء ٥ / صـفـحـة ٤٠٣ . ❝
❞ *🚫 قـد يشتـد بـك الجـوع والعطـش في رمضـان وليـس لـك أجـر والسـبب...❗*
✍ قَــالَ الشيخ العلامة صالحُ بن فوزان الفَوزَان - حَفظهُ الله تعالى - :
*⚠️ فقد يصومُ الصائمُ ويشتدُّ جوعُهُ وعطشُهُ ويشتدُّ تعبُهُ وليس له أجرٌ عند الله - عز وجل-*
_💥 بسبب أنه :_
▪️ سلط لسانهُ في الكلام الحرام
▪️ وسلط نظره على النظر الحرام
▪️ وسلط أذنيه على استماع المحرم
*🔺 فهذا في الحقيقة لم يَصُمْ وإنما ترك الطعام والشراب فقط فهو يتعب بلا فائدة*
⬅️ فالصيام يشمل جميع هذه الأشياء :
*▫️ صيام البطن عن الأكل والشرب وسائر المفطرات*
*▫️ وصيام السمع عن كل كلامٍ محرم*
*▫️ وصيام النظر عن كل ما حرم الله النظر إليه*
*▫️ وصيام اللسان عن النطق بالفحش والآثام*
👈 فتصوم جميع جوارحه .
📚 مجالس شهر رمضان (صـ١٥) . ❝