❞ "الحظ قد يواكب شخصا حتى نهاية اللعبة يواكبه خاسرا او يواكبه رابحا الحظ كلمة ولكنها بالنسبة للاعبين شيطان يغضب ويفرح يعطي ويمنع انه مثل جني الشعراء ان جاء فاض الشعر وان اختفى ماتت الكلمة انه شيء حي يلعب معهم او بالاصح يلعب بهم وباوراقهم فيمنع ورقه من الظهور او يحرق الاخرى ليحرق بها اعصاب لاعب او اكثر او انه ياتي بها وهي الوحيدة اليتيمة البعيدة لينقذ بها لاعبا يكاد يغرق بينما يغرف آخر رغم اطمئنانه لقاربه ومؤونته واحترافه. ❝ ⏤زياد قاسم
❞ ˝الحظ قد يواكب شخصا حتى نهاية اللعبة يواكبه خاسرا او يواكبه رابحا الحظ كلمة ولكنها بالنسبة للاعبين شيطان يغضب ويفرح يعطي ويمنع انه مثل جني الشعراء ان جاء فاض الشعر وان اختفى ماتت الكلمة انه شيء حي يلعب معهم او بالاصح يلعب بهم وباوراقهم فيمنع ورقه من الظهور او يحرق الاخرى ليحرق بها اعصاب لاعب او اكثر او انه ياتي بها وهي الوحيدة اليتيمة البعيدة لينقذ بها لاعبا يكاد يغرق بينما يغرف آخر رغم اطمئنانه لقاربه ومؤونته واحترافه. ❝
❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا"ماما خنان"- مصر الجديدة
استيقظت "ماما حنان" التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل "أمير" والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب...حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ....فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال "ماما حنان" وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ...وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت "ماما حنان" على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط "احمد" الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان...كيف حالك؟
على ما يرام...خير
لا عليكي ..كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ...الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر"ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..." وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ...ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها "مرسيدس سوداء" و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين...ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير...ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد "بلاعيمو" أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم...اشعر ان نهايتي قادمة...أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك...الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا...كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية ..شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني....أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ...وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ...وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها...ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر ..يسألها"ما بك؟"
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا...وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا..ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد"ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا...اتركيها لي ...ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب "أمير" على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل...وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع"ارجعي من الشارع التي اتيتي منه"
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة"ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟"وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ...وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة ..فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج ..لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا"وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء"
من والدك؟
انا لا اعرف....كنت اعيش مع "ماما حنان" وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ...
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها"لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟.....هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط "وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة"شيفروليه حمراء" تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود"سواريه"وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل...وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد"كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب...كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة...فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل"هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟"والكل في صمت تام ورأسه في الارض...ثم يغضب الدكتور مهيب"انصرفوا من وجهي"
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب"الم يراها أحد؟"
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ....فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر"كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه...."
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية"الدنيا ربيع والجو بديع"للسندريللا سعاد حسني...دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب"حسام" حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله...وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ....وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه..وظل يصرخ.."أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها...ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك"وتمسك بالحافظة"؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت"ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود"....
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق....
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ...ماذا تشربي؟
أريد أن آكل...هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا"ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام"...أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل...
خادمة؟
شيء مثل ذلك....
سمعاً وطاعة...ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ...وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب...وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ...دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة...فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت...اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل...ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ...نادى عليها "اجلسي يا أمل"وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه...وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله....واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه ..فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة...فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب" ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن...ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول"كيف ذلك؟من من؟"
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك...ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي...وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان...استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ...ماذا افعل الآن؟"
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ...تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت...انت طبيب ...خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ...فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ....ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل...
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي...لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني....
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع.....
تمت بحمد الله. ❝ ⏤Yassmin magdy abdou
❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا˝ماما خنان˝- مصر الجديدة
استيقظت ˝ماما حنان˝ التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل ˝أمير˝ والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب..حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ..فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال ˝ماما حنان˝ وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ..وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت ˝ماما حنان˝ على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط ˝احمد˝ الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان..كيف حالك؟
على ما يرام..خير
لا عليكي .كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ..الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر˝ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..˝ وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ..ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها ˝مرسيدس سوداء˝ و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين..ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير..ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد ˝بلاعيمو˝ أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم..اشعر ان نهايتي قادمة..أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك..الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا..كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية .شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني..أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ..وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ..وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها..ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر .يسألها˝ما بك؟˝
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا..وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا.ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد˝ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا..اتركيها لي ..ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب ˝أمير˝ على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل..وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع˝ارجعي من الشارع التي اتيتي منه˝
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة˝ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟˝وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ..وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة .فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج .لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا˝وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء˝
من والدك؟
انا لا اعرف..كنت اعيش مع ˝ماما حنان˝ وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ..
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها˝لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟...هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط ˝وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة˝شيفروليه حمراء˝ تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود˝سواريه˝وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل..وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد˝كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب..كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة..فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل˝هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟˝والكل في صمت تام ورأسه في الارض..ثم يغضب الدكتور مهيب˝انصرفوا من وجهي˝
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب˝الم يراها أحد؟˝
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ..فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر˝كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه..˝
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية˝الدنيا ربيع والجو بديع˝للسندريللا سعاد حسني..دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب˝حسام˝ حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله..وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ..وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه.وظل يصرخ.˝أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها..ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك˝وتمسك بالحافظة˝؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت˝ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود˝..
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق..
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ..ماذا تشربي؟
أريد أن آكل..هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا˝ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام˝..أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل..
خادمة؟
شيء مثل ذلك..
سمعاً وطاعة..ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ..وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب..وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ..دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة..فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت..اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل..ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ..نادى عليها ˝اجلسي يا أمل˝وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه..وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله..واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه .فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة..فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب˝ ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن..ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول˝كيف ذلك؟من من؟˝
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك..ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي..وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان..استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ..ماذا افعل الآن؟˝
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ..تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت..انت طبيب ..خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ..فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ..ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل..
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي..لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني..
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع...
❞ ولكن كانت النهاية عندما حضرت الخادمة الية بدعوة مكتوب عليها تتشرف عائلة السيد داوود وعائلة السيد اسكندر بدعوتكم وحرمكم المصون حفل الاكليل الخاص بالسيدة راشا داوود والاستاذ فكرى اسكندر بكنيسة القديس مارمارقس بمصر الجديدة بعد ذلك فقد توازنة وكامل اعصابة
وكتب فى مذكراتة
زوجتى العزيزة انا اسف على عدم احترامى الرباط المقدس الذى يربطنى بك واعرف انة لايوجد اى شىء يعوضك عن هذا ولكن اعتبرى كل ما املك هو هدية لكى من زوجك الذى تسبب لك فى الالم والحزن زوجك الذى لم يخلص لك واشكرك على اخلاصك وكرمك
بعد ذلك اطلق النار على نفسة رواية الموتى يهمسون احيانا. ❝ ⏤محمد سعيد غازي
❞ ولكن كانت النهاية عندما حضرت الخادمة الية بدعوة مكتوب عليها تتشرف عائلة السيد داوود وعائلة السيد اسكندر بدعوتكم وحرمكم المصون حفل الاكليل الخاص بالسيدة راشا داوود والاستاذ فكرى اسكندر بكنيسة القديس مارمارقس بمصر الجديدة بعد ذلك فقد توازنة وكامل اعصابة
وكتب فى مذكراتة
زوجتى العزيزة انا اسف على عدم احترامى الرباط المقدس الذى يربطنى بك واعرف انة لايوجد اى شىء يعوضك عن هذا ولكن اعتبرى كل ما املك هو هدية لكى من زوجك الذى تسبب لك فى الالم والحزن زوجك الذى لم يخلص لك واشكرك على اخلاصك وكرمك
بعد ذلك اطلق النار على نفسة رواية الموتى يهمسون احيانا. ❝
❞ البـــــــــــــارت الحادي عشر
اليوم الثاني
نروح عند بيت سهيل كانت روان بالمطبخ تسوي الغداء وبتعب : عمه
ام سجى : ها
روان : الغداء جاهز
دخل عمار البيت : السلام عليكم
ام سجى ب ابتسامة مصطنعه: وعليكم السلام
عمار شاف ساعته الساعة ٢ الظهر : يمه فين الغداء
ام سجى تتابع الاخبار : روان تسويها
عمار صاح : يمه كيف تخلي روان تطبخ وانتي عارفه ان عادها مسقطه
ام سجى مركزه على الاخبار : عشان انك حبست اختك
عمار تذكر انه حبس شيماء : ايوه حبستها لانش مش عارفه بنتش من تكلم
ام سجى : تتهم اختك وتربيتها
عمار صرخ : ايوه بنتش مش مؤدبة بنتش ممنوع [خرج جوالها من جيبه ] هذا ممنوع تلمسه وبتجلس محبوسه في الغرفة لما تعترف لي من هو محمد اللي كانت تكلمه
ام سجى ضربت صدرها بخوف : تتهم تربيتي تف عليك لو اني عرفت اربيك وانت مصدق روان على كل نقطة
عمار مسح وجهة بضيق : روان مالها دخل بالموضوع
قام للمطبخ شاف روان والتعب تحت عيونها بان قرب منها : حبيبتي تعالي ارتاحي وانا بكمل بدالش
روان خرجت مع عمار وطلعها لغرفتها ومددها : ارتاحي
ونزل للمطبخ وجهزالغداء وتحت انظار ام سجى اللي من حركاته وطريقة كلامة نرفزها
دخلت سجى مع زوجها وعيالها
سجى تبوس راس امها : السلام عليكم يمه
ام سجى : وعليكم السلام يا بنتي اجلسي
منير : كيف حالش عمتي
ام سجى : الحمدلله كيفك انت يا ابني
منير : الحمدالله
ام سجى تحضن عيال سجى : يا حبايب قلبي
سجى تتلفت على البيت : يمه فين شيماء وعمار وروان
ام سجى رفعت حاجبها : عمار اخوش بيحب روان طلعها غرفتها ونزل يجهز الغداء هو واختش شيماء نائمه في غرفتها
سجى تذكرت تصرفات اختها : عادي يمه خليه هو يجهز الغداء اهمشي انه متفاهم هو وروان خلاص
ام سجى سكتت عشان منير موجود
خرج عمار ووضع الغداء ب ابتسامة : اهلين يا اختي نورتي البيت انتي وزوجش وعيالش
منير : بنورك يا عمار
سجى : اهلين ب اخي شكل الغداء اليوم طعييم
عمار : ههههه مش انا سويت الغداء روان سوت وانا نزلت السفره بس
سجى : تسلم يديش يا روان يا حظ عمار فيش
عمار. ابتسم : تسلمي يا اضخم اخت
ودخل المطبخ يكمل التقديم ودخلت سجى معاها تساعده
نص ساعه جهزت السفرة
دخل ابو سجى وبصوت جهوري : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
عمار : اتفضل يا ابي
ابو سجى غسل يده وجلس : بسم الله
الكل بدأ يأكل قاطعهم ابو سجى : فين شيماء وروان
ام سجى بلعت لقمتها بغصة : شيماء مريضة في غرفتها
عمار : وروان تعبانة
ابو سجى سكت يكمل أكله
والكل كان مركز وسرحان بمشاكلة
سجى تفكيرها عند شيماء والحادث اللي سوته بيسرى وصادق
عمار تفكيره عند روان وشيماء ومن هو حمودي
وام سجى تفكيرها عند كلام عمار معقول كلامة صدق ان شيماء كانت تكلم واحد يا عيباه عليش يا شيماء
ومنير كان مركز على عياله يأكلهم وانظاره تروح وترجع لسرطان سجى من حين دخلت البيت وهي سرحانه
وابو سجى تفكيره عند اخوه ابو صادق
قامت سجى : الحمدلله
منير : كملي اكلش
ام سجى : كملي اكلش يا بنتي
سجى تمشي للدرج : الحمدلله شبعت تسلم يد زوجتك يا عمار
عمار : الله يسلمش
نروح عند شيماء كانت بالغرفة رايحة راجعة من الخوف والتوتر ماعرفت اش تسوي شوية جاءها صوت سجى من خارج الغرفة
سجى : شيماء
شيماء قفزت لعند الباب : سجى الله يسعدش يا سجى افتحي لي الباب اخوش حابسني
سجى بصوت مستفز : يعلم الله وش سويتي من مصيبة عشان يحبسش
شيماء تمثل البكاء وبكذب: والله والله ما سويت شيء خرجيني يا سجى
سجى بتهديد : تمام بخرجش لكن بشرط
شيماء ارتعشت كلها وبصوت متردد : اش الشرط
سجى : تقولي لي من هو محمد وما علاقته بيسرى وصادق ووش اللي سواه
شيماء بلعت ريقها : ها..هاا.. محمد (وتمثل الكذب ) محمد واني اش عرفني من هو محمد كلكم محمد محمد اش عرفني من هو وبعدين اني اش دخلني بصادق ويسرى
سجى صفقت : برافوووو الكذب والحركات ناهي خليش في غرفتش لين تعفني
ومشيت سجى لغرفة روان دقت الباب
روان : ادخل
سجى فتحت الباب شافت روان ممدده فوق السرير : روان وش فيش ما نزلتي تتغدي قالوا انش مريضة سلامات
روان تتعدل : الله يسلمش سقطت
سجى شهقت : أحلفي
روان بحزن : ايوه الحمدلله على كل حال
سجى تقرب من روان وتطبطب على كتفها : ربي عيعوضش ويجبر بخاطركم انتي وعمار
روان بهمس: امين ان شاءالله
سجى تحاول تغير الكلام : شفتي شيماء
روان تذكرت ان شيماء محبوسة في الغرفة : لا
سجى : حبسها عمار لكن ما عرفت اش السبب
روان : تصدقي حتى اني مش عارفة اش السبب
سجى : صدق منتي عارفة فكرت ان عمار كلمش
روان : لا والله ما اني عارفة ولا كلمني
سجى سكتت تفكر بالسبب
دخل عليهم عمار وبيده الغداء
عمار ب ابتسامة ل سجى : سجى هنا نورتي
سجى تفشلت انهي بغرفة عمار وروان قامت ب ابتسامة : خذوا راحتكم واني بروح انظف المطبخ
عمار لف على سجى وبغضب : لا تمسكي شيء شيماء الان افتح لها تنزل تنظف وتفعل لها مهره
سجى : ليش خليها قالت امي مريضة
عمار يطرح الغداء قدام روان: شيماء مش مريضة شيماء بنت راعية عيال ما عرفنا نربيها الا واصل هي بغرفتها وهذا غللط
سجى سكتت ما تشتي تعترض على كلام اخوها هو ادرى وافهم بمصلحت اخته : انت اخبر
قامت وخرجت وسكرت الباب بعدها
عمار يأكل روان : كلي يا روحي شوفي كيف التعب تحت عيونش
روان تبلع اللقمه: ربي يحفضك يا حبيبي
عمار ب ابتسامة : امين
روان كانت تشتي تسأل على شيماء و اش السبب من حبسها لكن ما حبت تدخل انفها في كل صغيره وكبيره
[ويا محلا من خل انفه في مكانة ولا يدخلها في حياة الناس ]
نروح عند سميرة كانت في المطبخ كالعادة تنظف وقفها عمر: يا بنت
سميرة لفت ونزلت عيونها: نعم اخي
عمر : وين انتي ساكنة يا سميرة
سميرة خافت يفعل بها شيء: في شارع ***
عمر تذكر لما راقبها فعلا كانت هناك ساكنة ارتاح من صدقها : كم عمرش
سميرة ضاق صدرها من اسئلته : لو سمحت يا اخي اني هنا خدامة انظف واروح بيتي ما اني جايه اتعارف على احد
عمر ارتبك من تقلب كلامها وفي نفس الوقت اعجبه حياءها من الكلام مع الاجانب قام وخرج من المطبخ : تمام براحتش
سميرة تابعة شغلها بهدوء وافكارها عند امها واختها
نروح عند منى
كان اليوم النظرة الشرعية لمنى وجميلة تبخر وترتب البيت
جميلة دخلت لمنى : الف مبروك يا روحي
منى والحزن بان من عيونها :...........
جميلة : مالش ساكته البنات من ساعش يرقصين لو جاء لها خطيب
منى. تذكرت طلال وكيف وعدها ووعدته: الله يبارك فيش
جميلة تحاول تضحكها: مافيش احلى من البنت اللي تتزوج يا منى وبعد الزواج يجي الحب
منى بهمس : تمام
جميلة وما زالت الابتسامة في وجهها: هيا البسي واتجهزي زلا تحطي اي حاجة في وجهش عشان الرجال يشوفش مثل ما نتي
منى تشوف نفسها في المرايا وكيف تشبه امها : تمام
خرجت جميلة من الغرفة وسكرت الباب
منى شهقت بكاء اتصلت لطلال
منى : الو
طلال تقرف من صوتها : هلا
منى بين شهقاتها : طلال اليوم خطوبتي
طلال صاح عليها : برافوووو والله مش انتي وعدتيني انش تحافظي عليا مش انتي قلتي انش بترفضي هين يا منى خلاص روحي بعد حبيبش الاول
منى بين شهقاتها : طلال لا تفهمني غلط يا طلال والله اني احبك يا طلال وما عندي احد غيرك يا طلال
طلال : ماعندش احد غيري وهذا اللي جالش حبيبش الاول منتي ساخي عليه عتكسري قلبه من امثالش محد يخليهم في قلبه تحبي هذا وذاك وتلعبي على مشاعر الشباب يالله روحي بعد حبيب القلب
سكر طلال الخط وانهارت منى ببكاء
طلال كان مع عامر
طلال : ههههههههههههههههههههههههه شفت بنات رهيفات يصدقوا اول كلمة
عامر : هههههههه وتتصل وتبكي على بالها انك بتجي لها بالفرس هههه
طلال : ههههههههه بجي لها بسيارة كي جلاس هههههههه
عامر يأخذ الشقارة من طلال : ما يفهموا البنات تحسب من ضحك لها قفز لباب بيتها
طلال يخرج السلسال من جيبه : ومن شكى لها جابت له
عامر : غبيات لو هي اختي ل اكسرها
طلال : ل اشرب من دمها
عامر : طلال وش رائك بكره تتصل لها وتبارك
طلال : هههههه ابارك لها مع باقة ورد ههههه
عامر : ولا مع عطر ههههه
طلال : اشتي انتقم من سلمان
عامر : ابشر انا ادور لك بعد بيتهم
طلال يضرب كتف عامر : كفو
وكملوا مسخرتهم على منى المسكينة اللي للان تظن انهي عايشة في حب وصدق وغرام والحقيقة كله كذب ولعب بالمشاعر الصافية اللي تمتلكها البنات في قلوبهم
منى قامت غسلت وجهها ولبست وصلت صلاة الاستخاره
اجوا الضيوف ودخلوا الرجال للمجلس
جمال : حياكم الله نورتوا
الرجال يسلموا وجابوا الهدايا وووو
وتمت كلام الرجال بالهدار والمجباره
ابو العريس : يا جمال الولد يشتي يشوف بنتكم
جمال يشوف لصديقة ورفيقه : حياك الله ارحب للديوان الصغير
دخل جمال مع العريس وخرج جمال شاف جميله
جمال بهمس : العريس يشتي يشوف منى ناديها
طلعت جميلة مسرعة للغرفة فتحت شافت منى جاهزه : هيا العريس منتظر مع عمش
منى ما كانت تحس بشيء بارده تماما نزلت مع عمتها
جمال ب ابتسامة : ماشاء الله على بنتي كبرت وصارت عروس
منى منزله راسها وكلام طلال يدور في عقلها
جمال يشوف لجميله اللي خرجت من المطبخ وبيدها كوب عصير: خذيه يا منى دخليه معش للعريس
منى اخذته من عمتها وبراسها فكره تبرد قلبها
مسك جمال يدها ودخلها للديوان
جمال : ادخلي لي ادخلي لي
منى تمشي بخطوات ثقيلة ووقفت قدام العريس
العريس رفع عيونه لوجهها وابتسم : ماشاء الله
منى تنزل تمكنه العصير قبل ما يأخذه العريس قلبت العصير لثوب العريس
منى شهقت : اسف
جمال : اسف اسف يا اخي (لف على منى وعيونه فيها غضب ) اخرجي
منى خرجت وقلبها يرقص فرح
العريس ارتفعت اعصابه وهو يشوف ثوبه الابيض فيه عصير وبتصنع : عادي عادي مافي مشكلة
خرج العريس لعند الرجال هو وجمال
الرجال ضحكوا على العريس واحد منهم : ماوقع بك يا عريس دخلناك مبيض خرجت محمر
العريس ووجهه احمر بغضب من جمال اشر لا ابوه :هيا
قاموا الرجال واستأذنوا وخرجوا
جمال دخل بغضب لجميله : فين منى فيييييين منى
جميلة : مالك صل على النبي طلعت غرفتها
جمال شق طريقة لغرفتها وبغضب فتح غرفتها شافها تغني فعلها كف
منى شهقت مسكت مكان الكف
جمال : خزيتيبي فشلتيني وطيتي براسي تفففف عليش خليتني مسخره عند الرجال
منى تبكي بشهقات
جميله بخوف : طيب اش في
جمال حكى لها القصة كامل
جميلة : الله عليش المستعان تسودي بوجوهنا قدام الناس
منى : ماكان قصدي
جمال : كيف ماكان قصدش وانتي سويتها بالعاني فلتي نفسش اشتحطططططططي قعييييييي مررره
منى بخوف مكانها تبكي
جميله قربت منها وبصوت حاد : هاتي تلفونش بسرعة تلفونش
منى خرجت تلفونها لكن هذه المره كانت بخوف ل يفضحها طلال ب اتصاله
خرج جمال وجميله وغلقوا عليها الباب
نزل جمال : استغفر الله بس
جميلة بيدها الجوال : بنات اخر زمن
جمال : ذلحين ضروري نزوجها ضروري
جميله بخوف من افكار زوجها : اش تقصد
جمال : لو ما رضيش بها صاحبي بديها له بمهر رخيص اقوله ربيها عندك وعلمها
جميلة بخوف : لا يا جمال انت كذا تسترخص في البنت
جمال ما حب يكسرها ويذلها مسح على وجهه بضيق : ان شاءالله خير
قام وطلع غرفته وتمدد
جميله كان بيدها جوال منى جاء اتصال جميلة شافت ل اسم المتصل شهقت : طلولي
جميلة ترددت تفتح لكن تجرأت :الو
طلال وبيده الشقارة : حبيبتي سامحيني على كلامي الجارح
جميلة : من انت
طلال ما ركز لان صوت جميلة نفس صوت منى : مسرع نسيتيني
جميله : يا قليل الادب يا وصع**** ياللي ما تستحي تأذي بنات الناس
سمع جمال الصياح نزل شاف جميله بالجوال تصيح اخذ الجوال منها وبصوت جهوري : الووو من معي
طلال سكر الخط اول ما سمع صوت رجال
جمال رجع نظره لجميله: من هذا
جميله : مدري هذا جوال منى ( وكملت تحكي له القصة )
جمال بشك : الان عرفت ليش كانت تبكي وليش قلبت كوب العصير لفوق العريس
جميلة بتفكير : وليش كانت تقول ما تشتي واعترضت
جمال بغضب اخذ الجوال وخرج الرقم وخرج من البيت للشركة *** عشان يحدد موقع المتصل
جميله جلست بتعب : الله يستر
نروح للطائره عند ابو يسرى وابو صادق سمعوا الطيار
الطيار بالمايك: الطائره على وشك الهبوط في مطار الرياض اربطوا الأحزمة
عشره /تسعة /ثمانية / سبعة / ستة/ خمسة/ اربعة / ثلاثة/ اثنين / واحد
ابو يسرى وابو صادق ربطوا الأحزمة لما هبطت الطائره بسلام خرجوا من الطياره وفي اوسطهم يسرى بالسرير المتنقل اخذوها ل اقرب مستشفى
ابو يسرى اتصل ل ام يسرى يطمنها انهم وصلوا لرياض وكذلك ابو صادق اتصل لزوجته يطمنها
ابو صادق : يا شذى رحتي تشوفي صادق للعناية وتسألي على وضعه
ام صادق : ايوه يا ابو صادق رحت كيف انسى ابني
ابو صادق بحزن : وكيف صحته
ام صادق: الدكتور قال للان ما في اي شيء يدل على انه بيصحى
ابو صادق تنهد : خيرت الله
سكر ابو صادق من زوجته واخذوا لهم هوتيل لبكره بيسافروا لكندا
نروح عند عبدالله كان ممدد في غرفته يفكر بسلوى حس انه اشتاق لها قرر يتصل لها
عبدالله : الو
سلوى بصوت معتدل : اهلين عبدالله
عبدالله ب ابتسامة : كيفش
سلوى : الحمدالله وانت
عبدالله : الحمدالله
سلوى سكتت
عبدالله : بكره اهلي ان شاءالله بيكون هنا
سلوى تذكرت اهلها : الله يهنيك
عبدالله ب ابتسامة : امين
الطرفين كان السكوت سيد المكان
عبدالله تذكر كلام سلوى ان اللي اخذها للكافية اسمه سالم : سلوى
سلوى : همم
عبدالله : ممكن تقولي لي كيف كان شكل الرجال اللي اسمه سالم
سلوى حاولة تتذكر شكله لكن ما اقدرت : ما اقدر يا عبدالله ما اذكر كيف شكله بالضبط
عبدالله : بخلي لش مجال لبكره اتذكري وحاولي تسترجعي شكله يمكن اقدر اساعدش
سلوى: تمام يا عبدالله تسلم ما تقصر
عبدالله ب ابتسامة : انا هنا بساعدش واخرج اللي خطفش
سلوى : تسلم يا اخي
عبدالله ضاق صدره من كلمة اخي : مع السلامة
سلوى : الله معك
سكر عبدالله من سلوى وكله رضا بها : بعرف من فين انتي يا سلوى بعرف
اتصل ل اهله
ام عبدالله : هلا
عبدالله : كيف حالكم اخباركم وينكم
ام عبدالله ب ابتسامة : الحمدالله يا ابني هو ذا احنا في عدن
عبدالله ابتسم : الحمد الله ع سلامتكم كيف ام ابي وخواتي
ام عبدالله : الحمدالله يسلموا عليك
عبدالله : ومتى بتحجزوا لكندا
ام عبدالله : بكره ابوك بيحجز ان شاءالله وبكره العصر بنكون عندك
عبدالله بفرحه : ان شاءالله
سكر عبدالله الخط وهو يفكر ب اهله وكيف بيفعل بسلوى ويعرضها على اهله
خلونا نتوقع الأحداث :
ماذا عن منى كيف ستواجهه اهلها وماذا سيفعل جمال مع طلال
وعن طلال ماذا يدور في راسه من انتقام لسلمان
وعن عبدالله وكيف سيقدم سلوى ل اهله وهل سيعرف من هو سالم
وهناك احداث مثيرة انتظروني ودمتم بود ♥️🤍.. ❝ ⏤رفيدة عبد الباسط الحداد
❞ البـــــــــــــارت الحادي عشر
اليوم الثاني
نروح عند بيت سهيل كانت روان بالمطبخ تسوي الغداء وبتعب : عمه
ام سجى : ها
روان : الغداء جاهز
دخل عمار البيت : السلام عليكم
ام سجى ب ابتسامة مصطنعه: وعليكم السلام
عمار شاف ساعته الساعة ٢ الظهر : يمه فين الغداء
ام سجى تتابع الاخبار : روان تسويها
عمار صاح : يمه كيف تخلي روان تطبخ وانتي عارفه ان عادها مسقطه
ام سجى مركزه على الاخبار : عشان انك حبست اختك
عمار تذكر انه حبس شيماء : ايوه حبستها لانش مش عارفه بنتش من تكلم
ام سجى : تتهم اختك وتربيتها
عمار صرخ : ايوه بنتش مش مؤدبة بنتش ممنوع [خرج جوالها من جيبه ] هذا ممنوع تلمسه وبتجلس محبوسه في الغرفة لما تعترف لي من هو محمد اللي كانت تكلمه
ام سجى ضربت صدرها بخوف : تتهم تربيتي تف عليك لو اني عرفت اربيك وانت مصدق روان على كل نقطة
عمار مسح وجهة بضيق : روان مالها دخل بالموضوع
قام للمطبخ شاف روان والتعب تحت عيونها بان قرب منها : حبيبتي تعالي ارتاحي وانا بكمل بدالش
روان خرجت مع عمار وطلعها لغرفتها ومددها : ارتاحي
ونزل للمطبخ وجهزالغداء وتحت انظار ام سجى اللي من حركاته وطريقة كلامة نرفزها
دخلت سجى مع زوجها وعيالها
سجى تبوس راس امها : السلام عليكم يمه
ام سجى : وعليكم السلام يا بنتي اجلسي
منير : كيف حالش عمتي
ام سجى : الحمدلله كيفك انت يا ابني
منير : الحمدالله
ام سجى تحضن عيال سجى : يا حبايب قلبي
سجى تتلفت على البيت : يمه فين شيماء وعمار وروان
ام سجى رفعت حاجبها : عمار اخوش بيحب روان طلعها غرفتها ونزل يجهز الغداء هو واختش شيماء نائمه في غرفتها
سجى تذكرت تصرفات اختها : عادي يمه خليه هو يجهز الغداء اهمشي انه متفاهم هو وروان خلاص
ام سجى سكتت عشان منير موجود
خرج عمار ووضع الغداء ب ابتسامة : اهلين يا اختي نورتي البيت انتي وزوجش وعيالش
منير : بنورك يا عمار
سجى : اهلين ب اخي شكل الغداء اليوم طعييم
عمار : ههههه مش انا سويت الغداء روان سوت وانا نزلت السفره بس
سجى : تسلم يديش يا روان يا حظ عمار فيش
عمار. ابتسم : تسلمي يا اضخم اخت
ودخل المطبخ يكمل التقديم ودخلت سجى معاها تساعده
نص ساعه جهزت السفرة
دخل ابو سجى وبصوت جهوري : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
عمار : اتفضل يا ابي
ابو سجى غسل يده وجلس : بسم الله
الكل بدأ يأكل قاطعهم ابو سجى : فين شيماء وروان
ام سجى بلعت لقمتها بغصة : شيماء مريضة في غرفتها
عمار : وروان تعبانة
ابو سجى سكت يكمل أكله
والكل كان مركز وسرحان بمشاكلة
سجى تفكيرها عند شيماء والحادث اللي سوته بيسرى وصادق
عمار تفكيره عند روان وشيماء ومن هو حمودي
وام سجى تفكيرها عند كلام عمار معقول كلامة صدق ان شيماء كانت تكلم واحد يا عيباه عليش يا شيماء
ومنير كان مركز على عياله يأكلهم وانظاره تروح وترجع لسرطان سجى من حين دخلت البيت وهي سرحانه
وابو سجى تفكيره عند اخوه ابو صادق
قامت سجى : الحمدلله
منير : كملي اكلش
ام سجى : كملي اكلش يا بنتي
سجى تمشي للدرج : الحمدلله شبعت تسلم يد زوجتك يا عمار
عمار : الله يسلمش
نروح عند شيماء كانت بالغرفة رايحة راجعة من الخوف والتوتر ماعرفت اش تسوي شوية جاءها صوت سجى من خارج الغرفة
سجى : شيماء
شيماء قفزت لعند الباب : سجى الله يسعدش يا سجى افتحي لي الباب اخوش حابسني
سجى بصوت مستفز : يعلم الله وش سويتي من مصيبة عشان يحبسش
شيماء تمثل البكاء وبكذب: والله والله ما سويت شيء خرجيني يا سجى
سجى بتهديد : تمام بخرجش لكن بشرط
شيماء ارتعشت كلها وبصوت متردد : اش الشرط
سجى : تقولي لي من هو محمد وما علاقته بيسرى وصادق ووش اللي سواه
شيماء بلعت ريقها : ها.هاا. محمد (وتمثل الكذب ) محمد واني اش عرفني من هو محمد كلكم محمد محمد اش عرفني من هو وبعدين اني اش دخلني بصادق ويسرى
سجى صفقت : برافوووو الكذب والحركات ناهي خليش في غرفتش لين تعفني
ومشيت سجى لغرفة روان دقت الباب
روان : ادخل
سجى فتحت الباب شافت روان ممدده فوق السرير : روان وش فيش ما نزلتي تتغدي قالوا انش مريضة سلامات
روان تتعدل : الله يسلمش سقطت
سجى شهقت : أحلفي
روان بحزن : ايوه الحمدلله على كل حال
سجى تقرب من روان وتطبطب على كتفها : ربي عيعوضش ويجبر بخاطركم انتي وعمار
روان بهمس: امين ان شاءالله
سجى تحاول تغير الكلام : شفتي شيماء
روان تذكرت ان شيماء محبوسة في الغرفة : لا
سجى : حبسها عمار لكن ما عرفت اش السبب
روان : تصدقي حتى اني مش عارفة اش السبب
سجى : صدق منتي عارفة فكرت ان عمار كلمش
روان : لا والله ما اني عارفة ولا كلمني
سجى سكتت تفكر بالسبب
دخل عليهم عمار وبيده الغداء
عمار ب ابتسامة ل سجى : سجى هنا نورتي
سجى تفشلت انهي بغرفة عمار وروان قامت ب ابتسامة : خذوا راحتكم واني بروح انظف المطبخ
عمار لف على سجى وبغضب : لا تمسكي شيء شيماء الان افتح لها تنزل تنظف وتفعل لها مهره
سجى : ليش خليها قالت امي مريضة
عمار يطرح الغداء قدام روان: شيماء مش مريضة شيماء بنت راعية عيال ما عرفنا نربيها الا واصل هي بغرفتها وهذا غللط
سجى سكتت ما تشتي تعترض على كلام اخوها هو ادرى وافهم بمصلحت اخته : انت اخبر
قامت وخرجت وسكرت الباب بعدها
عمار يأكل روان : كلي يا روحي شوفي كيف التعب تحت عيونش
روان تبلع اللقمه: ربي يحفضك يا حبيبي
عمار ب ابتسامة : امين
روان كانت تشتي تسأل على شيماء و اش السبب من حبسها لكن ما حبت تدخل انفها في كل صغيره وكبيره
[ويا محلا من خل انفه في مكانة ولا يدخلها في حياة الناس ]
نروح عند سميرة كانت في المطبخ كالعادة تنظف وقفها عمر: يا بنت
سميرة لفت ونزلت عيونها: نعم اخي
عمر : وين انتي ساكنة يا سميرة
سميرة خافت يفعل بها شيء: في شارع ** عمر تذكر لما راقبها فعلا كانت هناك ساكنة ارتاح من صدقها : كم عمرش
سميرة ضاق صدرها من اسئلته : لو سمحت يا اخي اني هنا خدامة انظف واروح بيتي ما اني جايه اتعارف على احد
عمر ارتبك من تقلب كلامها وفي نفس الوقت اعجبه حياءها من الكلام مع الاجانب قام وخرج من المطبخ : تمام براحتش
سميرة تابعة شغلها بهدوء وافكارها عند امها واختها
نروح عند منى
كان اليوم النظرة الشرعية لمنى وجميلة تبخر وترتب البيت
جميلة دخلت لمنى : الف مبروك يا روحي
منى والحزن بان من عيونها :......
جميلة : مالش ساكته البنات من ساعش يرقصين لو جاء لها خطيب
منى. تذكرت طلال وكيف وعدها ووعدته: الله يبارك فيش
جميلة تحاول تضحكها: مافيش احلى من البنت اللي تتزوج يا منى وبعد الزواج يجي الحب
منى بهمس : تمام
جميلة وما زالت الابتسامة في وجهها: هيا البسي واتجهزي زلا تحطي اي حاجة في وجهش عشان الرجال يشوفش مثل ما نتي
منى تشوف نفسها في المرايا وكيف تشبه امها : تمام
خرجت جميلة من الغرفة وسكرت الباب
منى شهقت بكاء اتصلت لطلال
منى : الو
طلال تقرف من صوتها : هلا
منى بين شهقاتها : طلال اليوم خطوبتي
طلال صاح عليها : برافوووو والله مش انتي وعدتيني انش تحافظي عليا مش انتي قلتي انش بترفضي هين يا منى خلاص روحي بعد حبيبش الاول
منى بين شهقاتها : طلال لا تفهمني غلط يا طلال والله اني احبك يا طلال وما عندي احد غيرك يا طلال
طلال : ماعندش احد غيري وهذا اللي جالش حبيبش الاول منتي ساخي عليه عتكسري قلبه من امثالش محد يخليهم في قلبه تحبي هذا وذاك وتلعبي على مشاعر الشباب يالله روحي بعد حبيب القلب
سكر طلال الخط وانهارت منى ببكاء
طلال كان مع عامر
طلال : ههههههههههههههههههههههههه شفت بنات رهيفات يصدقوا اول كلمة
عامر : هههههههه وتتصل وتبكي على بالها انك بتجي لها بالفرس هههه
طلال : ههههههههه بجي لها بسيارة كي جلاس هههههههه
عامر يأخذ الشقارة من طلال : ما يفهموا البنات تحسب من ضحك لها قفز لباب بيتها
طلال يخرج السلسال من جيبه : ومن شكى لها جابت له
عامر : غبيات لو هي اختي ل اكسرها
طلال : ل اشرب من دمها
عامر : طلال وش رائك بكره تتصل لها وتبارك
طلال : هههههه ابارك لها مع باقة ورد ههههه
عامر : ولا مع عطر ههههه
طلال : اشتي انتقم من سلمان
عامر : ابشر انا ادور لك بعد بيتهم
طلال يضرب كتف عامر : كفو
وكملوا مسخرتهم على منى المسكينة اللي للان تظن انهي عايشة في حب وصدق وغرام والحقيقة كله كذب ولعب بالمشاعر الصافية اللي تمتلكها البنات في قلوبهم
منى قامت غسلت وجهها ولبست وصلت صلاة الاستخاره
اجوا الضيوف ودخلوا الرجال للمجلس
جمال : حياكم الله نورتوا
الرجال يسلموا وجابوا الهدايا وووو
وتمت كلام الرجال بالهدار والمجباره
ابو العريس : يا جمال الولد يشتي يشوف بنتكم
جمال يشوف لصديقة ورفيقه : حياك الله ارحب للديوان الصغير
دخل جمال مع العريس وخرج جمال شاف جميله
جمال بهمس : العريس يشتي يشوف منى ناديها
طلعت جميلة مسرعة للغرفة فتحت شافت منى جاهزه : هيا العريس منتظر مع عمش
منى ما كانت تحس بشيء بارده تماما نزلت مع عمتها
جمال ب ابتسامة : ماشاء الله على بنتي كبرت وصارت عروس
منى منزله راسها وكلام طلال يدور في عقلها
جمال يشوف لجميله اللي خرجت من المطبخ وبيدها كوب عصير: خذيه يا منى دخليه معش للعريس
منى اخذته من عمتها وبراسها فكره تبرد قلبها
مسك جمال يدها ودخلها للديوان
جمال : ادخلي لي ادخلي لي
منى تمشي بخطوات ثقيلة ووقفت قدام العريس
العريس رفع عيونه لوجهها وابتسم : ماشاء الله
منى تنزل تمكنه العصير قبل ما يأخذه العريس قلبت العصير لثوب العريس
منى شهقت : اسف
جمال : اسف اسف يا اخي (لف على منى وعيونه فيها غضب ) اخرجي
منى خرجت وقلبها يرقص فرح
العريس ارتفعت اعصابه وهو يشوف ثوبه الابيض فيه عصير وبتصنع : عادي عادي مافي مشكلة
خرج العريس لعند الرجال هو وجمال
الرجال ضحكوا على العريس واحد منهم : ماوقع بك يا عريس دخلناك مبيض خرجت محمر
العريس ووجهه احمر بغضب من جمال اشر لا ابوه :هيا
قاموا الرجال واستأذنوا وخرجوا
جمال دخل بغضب لجميله : فين منى فيييييين منى
جميلة : مالك صل على النبي طلعت غرفتها
جمال شق طريقة لغرفتها وبغضب فتح غرفتها شافها تغني فعلها كف
منى شهقت مسكت مكان الكف
جمال : خزيتيبي فشلتيني وطيتي براسي تفففف عليش خليتني مسخره عند الرجال
منى تبكي بشهقات
جميله بخوف : طيب اش في
جمال حكى لها القصة كامل
جميلة : الله عليش المستعان تسودي بوجوهنا قدام الناس
منى : ماكان قصدي
جمال : كيف ماكان قصدش وانتي سويتها بالعاني فلتي نفسش اشتحطططططططي قعييييييي مررره
منى بخوف مكانها تبكي
جميله قربت منها وبصوت حاد : هاتي تلفونش بسرعة تلفونش
منى خرجت تلفونها لكن هذه المره كانت بخوف ل يفضحها طلال ب اتصاله
خرج جمال وجميله وغلقوا عليها الباب
نزل جمال : استغفر الله بس
جميلة بيدها الجوال : بنات اخر زمن
جمال : ذلحين ضروري نزوجها ضروري
جميله بخوف من افكار زوجها : اش تقصد
جمال : لو ما رضيش بها صاحبي بديها له بمهر رخيص اقوله ربيها عندك وعلمها
جميلة بخوف : لا يا جمال انت كذا تسترخص في البنت
جمال ما حب يكسرها ويذلها مسح على وجهه بضيق : ان شاءالله خير
قام وطلع غرفته وتمدد
جميله كان بيدها جوال منى جاء اتصال جميلة شافت ل اسم المتصل شهقت : طلولي
جميلة ترددت تفتح لكن تجرأت :الو
طلال وبيده الشقارة : حبيبتي سامحيني على كلامي الجارح
جميلة : من انت
طلال ما ركز لان صوت جميلة نفس صوت منى : مسرع نسيتيني
جميله : يا قليل الادب يا وصع ** ياللي ما تستحي تأذي بنات الناس
سمع جمال الصياح نزل شاف جميله بالجوال تصيح اخذ الجوال منها وبصوت جهوري : الووو من معي
طلال سكر الخط اول ما سمع صوت رجال
جمال رجع نظره لجميله: من هذا
جميله : مدري هذا جوال منى ( وكملت تحكي له القصة )
جمال بشك : الان عرفت ليش كانت تبكي وليش قلبت كوب العصير لفوق العريس
جميلة بتفكير : وليش كانت تقول ما تشتي واعترضت
جمال بغضب اخذ الجوال وخرج الرقم وخرج من البيت للشركة ** عشان يحدد موقع المتصل
جميله جلست بتعب : الله يستر
نروح للطائره عند ابو يسرى وابو صادق سمعوا الطيار
الطيار بالمايك: الطائره على وشك الهبوط في مطار الرياض اربطوا الأحزمة
عشره /تسعة /ثمانية / سبعة / ستة/ خمسة/ اربعة / ثلاثة/ اثنين / واحد
ابو يسرى وابو صادق ربطوا الأحزمة لما هبطت الطائره بسلام خرجوا من الطياره وفي اوسطهم يسرى بالسرير المتنقل اخذوها ل اقرب مستشفى
ابو يسرى اتصل ل ام يسرى يطمنها انهم وصلوا لرياض وكذلك ابو صادق اتصل لزوجته يطمنها
ابو صادق : يا شذى رحتي تشوفي صادق للعناية وتسألي على وضعه
ام صادق : ايوه يا ابو صادق رحت كيف انسى ابني
ابو صادق بحزن : وكيف صحته
ام صادق: الدكتور قال للان ما في اي شيء يدل على انه بيصحى
ابو صادق تنهد : خيرت الله
سكر ابو صادق من زوجته واخذوا لهم هوتيل لبكره بيسافروا لكندا
نروح عند عبدالله كان ممدد في غرفته يفكر بسلوى حس انه اشتاق لها قرر يتصل لها
عبدالله : الو
سلوى بصوت معتدل : اهلين عبدالله
عبدالله ب ابتسامة : كيفش
سلوى : الحمدالله وانت
عبدالله : الحمدالله
سلوى سكتت
عبدالله : بكره اهلي ان شاءالله بيكون هنا
سلوى تذكرت اهلها : الله يهنيك
عبدالله ب ابتسامة : امين
الطرفين كان السكوت سيد المكان
عبدالله تذكر كلام سلوى ان اللي اخذها للكافية اسمه سالم : سلوى
سلوى : همم
عبدالله : ممكن تقولي لي كيف كان شكل الرجال اللي اسمه سالم
سلوى حاولة تتذكر شكله لكن ما اقدرت : ما اقدر يا عبدالله ما اذكر كيف شكله بالضبط
عبدالله : بخلي لش مجال لبكره اتذكري وحاولي تسترجعي شكله يمكن اقدر اساعدش
سلوى: تمام يا عبدالله تسلم ما تقصر
عبدالله ب ابتسامة : انا هنا بساعدش واخرج اللي خطفش
سلوى : تسلم يا اخي
عبدالله ضاق صدره من كلمة اخي : مع السلامة
سلوى : الله معك
سكر عبدالله من سلوى وكله رضا بها : بعرف من فين انتي يا سلوى بعرف
اتصل ل اهله
ام عبدالله : هلا
عبدالله : كيف حالكم اخباركم وينكم
ام عبدالله ب ابتسامة : الحمدالله يا ابني هو ذا احنا في عدن
عبدالله ابتسم : الحمد الله ع سلامتكم كيف ام ابي وخواتي
ام عبدالله : الحمدالله يسلموا عليك
عبدالله : ومتى بتحجزوا لكندا
ام عبدالله : بكره ابوك بيحجز ان شاءالله وبكره العصر بنكون عندك
عبدالله بفرحه : ان شاءالله
سكر عبدالله الخط وهو يفكر ب اهله وكيف بيفعل بسلوى ويعرضها على اهله
خلونا نتوقع الأحداث :
ماذا عن منى كيف ستواجهه اهلها وماذا سيفعل جمال مع طلال
وعن طلال ماذا يدور في راسه من انتقام لسلمان
وعن عبدالله وكيف سيقدم سلوى ل اهله وهل سيعرف من هو سالم
وهناك احداث مثيرة انتظروني ودمتم بود ♥️🤍. ❝
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺. ❝ ⏤أحمد عصام أبو قايد
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره). الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.....
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
............................
قلوب من حجر ..الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.....................
فلاش باك
مصر . قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
...............
الدمام .المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس.. شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله..
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة.
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................
فلاش باك
مصر..امام قاعه الأفراح ..
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و........
انقلبت السيارة .سياره العروسين .وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران..
............................
قلوب من حجر..الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد..
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة..
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر..
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر.
..............................
فلاش باك
منزل سها.
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا.
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف.
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها.
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور..
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط.
وهو يقول: احنا السبب. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي..
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري.
......................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة..
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع.
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف.
ألو. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا.
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه..
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.............................
قلوب من حجر..الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر..
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
...................................
فلاش باك.
منزل سها.
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟. اه مصمم. ويارتني كنت قولت لأ من البداية.. انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي.
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه.
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه..
..............................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح..
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا.
فجأة خطرت له فكرة..
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل..
..................................
وفي الطريق..
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي.
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق..
ولكن.
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال..
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
..............................
قلوب من حجر..الجزء الخامس
ألحقيني يانهي.
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين..
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني..
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي.
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها.
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ . وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي. تليفون سها.
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا.
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه. ايوه فعلا..
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك.
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه.
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص.
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي..
..................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم..
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه..
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا..
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب..
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها..
................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي. سرقنا تعبه وشقاه. سرقنا فرحته. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس.
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك.
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي..
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان.
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران..
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه..
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع..
........................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها.. المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد.
فقالت نرمين يارب..
.............................
قلوب من حجر.. الجزء السادس .
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه.
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها.
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق.
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه.
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات..
وصل مجدي اخيرا الي وجهته..
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا.
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها.
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها.
ولكن..
لم يفتح احد..
حاول مرة. اثنين. ثلاث..
لم يرد او يفتح احد..
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق..
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب.
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ.
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه.
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد.
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف.
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها..
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري..
...........................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي.
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح.
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و...
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما..
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة.
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو. ايوه يامجدي
..............................
قلوب من حجر..الجزء السابع.
فلاش باك.
منزل سها..
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين.
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني.
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك.
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك..
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا..
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي..
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة.. شقته تلك والشقة القديمة..
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب.
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها..
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه..
.............................
ألو. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين.
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك.
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي..
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي.. ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت.
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه..
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي.. هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه.
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا..
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف..
فقالت نرمين: مجدي.. مجدي.. انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها.. مافيش جسد بدون روح..
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه.. ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي..
فقالت نرمين: ألو.. يامجدي.. انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي..
مجدي.. يامجدي رد عليا.. انت موجود؟
.............................
قلوب من حجر.. الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن.
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز.
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين.
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا.
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد.
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه.
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق..
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك..
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت.
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام..
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات..
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه.
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و...
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي.
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث.
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و....
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه..
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها.
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج..
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره..
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه...
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي..
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره.
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي..
مجدي. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا...
مجدي.. يامجدي فوق ورد عليااااا....
.............................
قلوب من حجر.. الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين..
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق.
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد.
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح.
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم..
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام..
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!.. ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين..
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف.
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش.
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي..
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر..
ثم قالت:......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها..
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان.
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا. انا مابحبش المستشفيات.
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر.
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب.
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي.
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير.
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة.
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي.
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي.
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري..
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه..
.........................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة.
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء..
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا..
منغمسا في احزانك. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما..
مر الوقت..
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف..
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة..
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم.
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع.
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين..
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع..
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة.
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان.
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها..
ثم دقت مرات ومرات.
ولكن..
ما من مجيب..
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم.
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و....
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين..
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث..
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي.
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك.
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه..
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه..
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر..
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و........
.............................
قلوب من حجر. الجزء الثاني عشر والأخير..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها..
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس.
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما..
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح..
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك.
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب.
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و..
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة.
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري..
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و...
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا.
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي...
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا.
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب.
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته..
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!..
.................... انتهت القصة🌺. ❝