❞ { تدليل واجب ,,,,,,,, عند المرور بمفصليات المجلدات التاريخية نقلا أو تبضعا ,, قد تتوقف بعض الوقت نحو ما يمكن أن يكون به إساءة فهم أو افهام لناقلين وعابرين بما هو مدلول أو أحداث عبر مجلداتهم ,, التي تمر بها وتتبضع منها ,, من حيث تباعد وجهات نظر أو توافق اجماعات هي متعددة الاتجاهات ,, هنا يمكن للقارئ أو الراصد والمتابع أن يتمايل ذهنيا بين بعيد وقريب وشاذ ومنطقي من الحُكميات علي تلك التوجهات والاستنتاجات والايداعات الخاصة بواضعي المجلدات ,, سواء بفروق اختلاف فيها أو اتفاق يكون , بينما وصول لمنطق أصلي بحسب ما هو انساني ,, هو عين بحث كتابنا هذا ,, وهو أن حاملي المعلومة عبر مجلداتهم ,, وعند وصول الناقل والمتبضع لدرجة ميثاق منه ثقة لمعلومة أو إفادة هم ناقلوها او حاملوها أو مروجون لها ,, من ذلك يكون ما يدعي إحكام عقلي متعدد المصادر ,, ومن حيث تأصيل أن أثمن بضاعات الإنسان هي المعلومة التوعوية النوعية ,, بحسب علمنا من حيث هي التوجيه الدلالي التراكمي للعقول الأنسانية ,, وإلا ما كان اختراع الكتابة والتناقلات الخاصة بالوعي من أساس ,, وهي عين الخلل بمجتماعتنا ,, وكان أن تتجه أفضلية إكتفاء بالكهوف والغابات والصحاري ,, فيكون أن أصحاب تلك المُجلدات أو الوسائط الحاملة والناقلة وإن وافتهم أخطاء أو إصابات وما دام الجهد معلوماتي بما يخص عموم النهج الإنساني ,, فتلك بضاعة ثمينة في تزامن نحيا به ...
فيكون لهم كل الإحترام ,, بينما البحث عن منعي من وراء ذلك فلا يغني أو يثمن في أو نحو تدليل ,, وما بين العام والمحمي حقوقا وتوجهات أو اطارات بكل معانيها ,, لا تعني ولا تفيد تناول المعلومة بذاتها ,, وقد يعنينا هنا أن كتابنا هذا وإن وافي وصوله لمستوي كتاب من أساس ,, ماهو إلا محاولة إنسانية فردية تماماً مسئول عنها كلياً كاتبها كمحتوي وأفكار ,, وأن إي إستشهادات بمصادر أو علماء فهي من حق المشاع ولا ترتبط بحقوق ,, أو تستهدف أي معني من المعاني سوي التدليل ,, برغم أن كتاب سبيكة القبول والحلول وعبر أجزاء له حامل لكامل أفكاره بلا إستدلالات أو مادونها ,, بينما تنوع المصادر من حول بعض النقاط باختلاف الاتجاهات من شأنها تعميق الوصول النوعي المؤكد ,, ونؤكد أن المصدر الوحيد المُغترف منه حقوقا ,, هو كتاب ربنا وسنة نبيه وبعض التفسيرات لبعض العلماء الأفاضل ,, والمناهج العقلية المؤسسة علي النهج السليم للفكر وإعمال العقل ,, فيكون أن كامل أجزاء مضت وقادمة وصولا للجزء {الثامن عشر والأخير} إن وفقنا لتمامها هي بمسئولية كاتبها وناشرها بحسب الموقع المنشور فيه وبه أجزاء الكتاب ,, بموجب اشتراطاته ,,, كذلك وبلا فوت فسبيكة القبول والحلول وبحسب ما هو بصدر كامل أجزائه ,, لا يحمل أي توجهات ولا مخاطبات ولا أي حاجه في أي حته ,, سوي توجهان إثنان يرتبطان بتوجه اصلي بإسقاطات العقل ,, وهما زوجية {الموت والحياة} إنتماء وإرتباط بأن الكون له خالق {الله} ,, وذلك في محاولة فردية شخصية وحيده بحثا عن عقل وآلية إعماله .... ❝ ⏤صاحب قناة حانة الكتاب
❞ { تدليل واجب ,,,,,,,, عند المرور بمفصليات المجلدات التاريخية نقلا أو تبضعا ,, قد تتوقف بعض الوقت نحو ما يمكن أن يكون به إساءة فهم أو افهام لناقلين وعابرين بما هو مدلول أو أحداث عبر مجلداتهم ,, التي تمر بها وتتبضع منها ,, من حيث تباعد وجهات نظر أو توافق اجماعات هي متعددة الاتجاهات ,, هنا يمكن للقارئ أو الراصد والمتابع أن يتمايل ذهنيا بين بعيد وقريب وشاذ ومنطقي من الحُكميات علي تلك التوجهات والاستنتاجات والايداعات الخاصة بواضعي المجلدات ,, سواء بفروق اختلاف فيها أو اتفاق يكون , بينما وصول لمنطق أصلي بحسب ما هو انساني ,, هو عين بحث كتابنا هذا ,, وهو أن حاملي المعلومة عبر مجلداتهم ,, وعند وصول الناقل والمتبضع لدرجة ميثاق منه ثقة لمعلومة أو إفادة هم ناقلوها او حاملوها أو مروجون لها ,, من ذلك يكون ما يدعي إحكام عقلي متعدد المصادر ,, ومن حيث تأصيل أن أثمن بضاعات الإنسان هي المعلومة التوعوية النوعية ,, بحسب علمنا من حيث هي التوجيه الدلالي التراكمي للعقول الأنسانية ,, وإلا ما كان اختراع الكتابة والتناقلات الخاصة بالوعي من أساس ,, وهي عين الخلل بمجتماعتنا ,, وكان أن تتجه أفضلية إكتفاء بالكهوف والغابات والصحاري ,, فيكون أن أصحاب تلك المُجلدات أو الوسائط الحاملة والناقلة وإن وافتهم أخطاء أو إصابات وما دام الجهد معلوماتي بما يخص عموم النهج الإنساني ,, فتلك بضاعة ثمينة في تزامن نحيا به ..
فيكون لهم كل الإحترام ,, بينما البحث عن منعي من وراء ذلك فلا يغني أو يثمن في أو نحو تدليل ,, وما بين العام والمحمي حقوقا وتوجهات أو اطارات بكل معانيها ,, لا تعني ولا تفيد تناول المعلومة بذاتها ,, وقد يعنينا هنا أن كتابنا هذا وإن وافي وصوله لمستوي كتاب من أساس ,, ماهو إلا محاولة إنسانية فردية تماماً مسئول عنها كلياً كاتبها كمحتوي وأفكار ,, وأن إي إستشهادات بمصادر أو علماء فهي من حق المشاع ولا ترتبط بحقوق ,, أو تستهدف أي معني من المعاني سوي التدليل ,, برغم أن كتاب سبيكة القبول والحلول وعبر أجزاء له حامل لكامل أفكاره بلا إستدلالات أو مادونها ,, بينما تنوع المصادر من حول بعض النقاط باختلاف الاتجاهات من شأنها تعميق الوصول النوعي المؤكد ,, ونؤكد أن المصدر الوحيد المُغترف منه حقوقا ,, هو كتاب ربنا وسنة نبيه وبعض التفسيرات لبعض العلماء الأفاضل ,, والمناهج العقلية المؤسسة علي النهج السليم للفكر وإعمال العقل ,, فيكون أن كامل أجزاء مضت وقادمة وصولا للجزء ﴿الثامن عشر والأخير﴾ إن وفقنا لتمامها هي بمسئولية كاتبها وناشرها بحسب الموقع المنشور فيه وبه أجزاء الكتاب ,, بموجب اشتراطاته ,,, كذلك وبلا فوت فسبيكة القبول والحلول وبحسب ما هو بصدر كامل أجزائه ,, لا يحمل أي توجهات ولا مخاطبات ولا أي حاجه في أي حته ,, سوي توجهان إثنان يرتبطان بتوجه اصلي بإسقاطات العقل ,, وهما زوجية ﴿الموت والحياة﴾ إنتماء وإرتباط بأن الكون له خالق ﴿الله﴾ ,, وذلك في محاولة فردية شخصية وحيده بحثا عن عقل وآلية إعماله. ❝
❞ الموت حق والفراق صعب
الفراق قاتل الصمت، والقاهر الميت والجرح الذي يبرأ ، والداء الحامل لدواءه، هل الوداع مكان أم أنه سفينة بلا شراع؟ يا ليت من الزمان واللقاء يبقي للأبد ولكن مهما مضى من سنين سيبقى الموت هو الأنين، وستبقى الذكريات قاموسا بتردد والموت هو البقاء..
ك/ يمنى يحيى احمد
\"كريستال\". ❝ ⏤yomna yehey
❞ الموت حق والفراق صعب
الفراق قاتل الصمت، والقاهر الميت والجرح الذي يبرأ ، والداء الحامل لدواءه، هل الوداع مكان أم أنه سفينة بلا شراع؟ يا ليت من الزمان واللقاء يبقي للأبد ولكن مهما مضى من سنين سيبقى الموت هو الأنين، وستبقى الذكريات قاموسا بتردد والموت هو البقاء.
00 : 49 : 58
حوار مع باحث المصريات أحمد عدلي وحديث حول الحضارة المصرية بين الأسئلة الموئودة والإجابات المفقودة - قناة الشمس 2
❞ عن مصرنا القديمة ومن حولها ,,, وعن أسرار الدولة لكيفية الإقامات الإنشائية واكتفاء بمشهد {الأزميل كدلاله} فذلك قد يختلف مع أنه وبحسب الترجمة المعلومة أن مصر القديمة أخبرتنا بكيفية عمل الملوخية والسمك المملح ,, مع تأكيد وجود الآلية بالحجب لما هو أسرار الدولة المصرية القديمة ,, بينما قد يفوتنا أن في وقت ما في تزامن ما لم تكن معايير الدولة بما نعرفه متواجده بل كان الإزكاء للوحدة العالمية الأرضيه ,, قد يكون تميزمصري قديم يرتبط بالغزارة والهيمنة الإنتاجية والضخامة هي من دلالات الدولة العُظمي {الألفا} ,, فتطابق ثلاثي {الشمس اشرقت مرتين} ما بين أفريقيا والغرب من الخريطة الارضية المعروفة حالياً إنتماء أو ارتباطا بنقطة رابعه في الجيزة {جيزه} علي ذات آلية البناء والمجسمات ثلاثيا من ثّم فإسقاط {علي زاوية 30 مع خط المركزية باستقامة تامة بطول 25000 ميل} للعديد من نقاط الإرتكاز المرتبطة في معني ما قد يخصها ,, إلي ماهو التطابق الأرضي السماوي قد يفرض سؤال {من ذا الذي يمكن له الإطلاع علي اصطفاف السماء كاملا} لتفعيل اسقاط أرضي له بما في ذلك النهر أو النيل ,, وإن كان الاسقاط الأرضي لما هو سماوي ,, فهل تلك الألية الهرمية هي كما أليه سماوية كمسارج ,, لإحداث مطابقة بين المسارج الأرضيه والنجوم الخاصة بالاهتداء ,, ارتباط خطوط العرض المقيمة لصلب الآلة العملاقة عالميا يؤكد وحده المنهج الإنشائي المهيمن ,, نحن نتحدث عن التأصيل لا عن {إعادات الرفع المتعاقبة} بتداول {ونيس , خوفو , رمسيس} ومتجاورات اخري علي كامل الأرض ,, كل ما بعاليه يضعنا امام تساؤل هل ذلك يمكن أن يكون سوي هيمنة لدولة عظمي دون الأمم هي القاطرة الفاعلة ,, وبتصغير المعني والمنعي كما الهيمنة الحالية المزعومة المرتبطة بانتشار الوحدات العسكرية لامريكا مثالا علي كامل الأرض بما يعليها مهيمنة عالمية وأنها العُظمي دون الأمم ,, التطابق مع الطرح أن {جيزه} تختص بحقبة كاملة ,, يحتمل أنها {جيزه} وليست {الجيزة} بلا فوت أن لماذا ونيس عربي مفهوم الدلالة والمعني بينما خوفو تعني {خوف مثلا} ورمسيس كما حتشبسوت ليس لها دلالات لسان عربي ,, ففرضية اللسان المصري القديم المُباعد عن اللسان العربي المفهوم نسقا به الوقوفات المنطقية بما يضعنا اماما استفهام خاص بحروف {العين ,, الغين ,, والحاء} ,, وإن كان خوفو من بعد ونيس فمن وضعه هناك اسماً ,, هناك بعيدا في {تبت} كما في تفصيلات هرم سقاره {الاستشفاء الصوتي العضوي والروحي} ,, ما يرتبط بالصوت والترددات الفاعلة طاقياً وحركيا ,, الموصلات اللاسلكية الحاملة والعاكسة للموجات إنارة ,, وارتباطها ترجمة بمن هو {رع} والذي يمثل الشمس وعبورا مستقبليا لدلالات الشمس وما تعنيه ارتباطاً حرارياً بحسب المعلوم بإنتماء عقائدي لأصحاب العقائد الحرارية ,, ويبقي أنه ما بين {قلعة المرجان} وما بين {تمثال 7,5سم} دلالات أن المنعي والمعني يرتبط {الصوت ,, الترددات ,, المغناطيسية} ومن هو صاحب إسقاط تمثال ال{7,5} علي اعظم بناء إنساني هو المركزي عالميا .... ❝ ⏤صاحب قناة حانة الكتاب
❞ عن مصرنا القديمة ومن حولها ,,, وعن أسرار الدولة لكيفية الإقامات الإنشائية واكتفاء بمشهد ﴿الأزميل كدلاله﴾ فذلك قد يختلف مع أنه وبحسب الترجمة المعلومة أن مصر القديمة أخبرتنا بكيفية عمل الملوخية والسمك المملح ,, مع تأكيد وجود الآلية بالحجب لما هو أسرار الدولة المصرية القديمة ,, بينما قد يفوتنا أن في وقت ما في تزامن ما لم تكن معايير الدولة بما نعرفه متواجده بل كان الإزكاء للوحدة العالمية الأرضيه ,, قد يكون تميزمصري قديم يرتبط بالغزارة والهيمنة الإنتاجية والضخامة هي من دلالات الدولة العُظمي ﴿الألفا﴾ ,, فتطابق ثلاثي ﴿الشمس اشرقت مرتين﴾ ما بين أفريقيا والغرب من الخريطة الارضية المعروفة حالياً إنتماء أو ارتباطا بنقطة رابعه في الجيزة ﴿جيزه﴾ علي ذات آلية البناء والمجسمات ثلاثيا من ثّم فإسقاط ﴿علي زاوية 30 مع خط المركزية باستقامة تامة بطول 25000 ميل﴾ للعديد من نقاط الإرتكاز المرتبطة في معني ما قد يخصها ,, إلي ماهو التطابق الأرضي السماوي قد يفرض سؤال ﴿من ذا الذي يمكن له الإطلاع علي اصطفاف السماء كاملا﴾ لتفعيل اسقاط أرضي له بما في ذلك النهر أو النيل ,, وإن كان الاسقاط الأرضي لما هو سماوي ,, فهل تلك الألية الهرمية هي كما أليه سماوية كمسارج ,, لإحداث مطابقة بين المسارج الأرضيه والنجوم الخاصة بالاهتداء ,, ارتباط خطوط العرض المقيمة لصلب الآلة العملاقة عالميا يؤكد وحده المنهج الإنشائي المهيمن ,, نحن نتحدث عن التأصيل لا عن ﴿إعادات الرفع المتعاقبة﴾ بتداول ﴿ونيس , خوفو , رمسيس﴾ ومتجاورات اخري علي كامل الأرض ,, كل ما بعاليه يضعنا امام تساؤل هل ذلك يمكن أن يكون سوي هيمنة لدولة عظمي دون الأمم هي القاطرة الفاعلة ,, وبتصغير المعني والمنعي كما الهيمنة الحالية المزعومة المرتبطة بانتشار الوحدات العسكرية لامريكا مثالا علي كامل الأرض بما يعليها مهيمنة عالمية وأنها العُظمي دون الأمم ,, التطابق مع الطرح أن ﴿جيزه﴾ تختص بحقبة كاملة ,, يحتمل أنها ﴿جيزه﴾ وليست ﴿الجيزة﴾ بلا فوت أن لماذا ونيس عربي مفهوم الدلالة والمعني بينما خوفو تعني ﴿خوف مثلا﴾ ورمسيس كما حتشبسوت ليس لها دلالات لسان عربي ,, ففرضية اللسان المصري القديم المُباعد عن اللسان العربي المفهوم نسقا به الوقوفات المنطقية بما يضعنا اماما استفهام خاص بحروف ﴿العين ,, الغين ,, والحاء﴾ ,, وإن كان خوفو من بعد ونيس فمن وضعه هناك اسماً ,, هناك بعيدا في ﴿تبت﴾ كما في تفصيلات هرم سقاره ﴿الاستشفاء الصوتي العضوي والروحي﴾ ,, ما يرتبط بالصوت والترددات الفاعلة طاقياً وحركيا ,, الموصلات اللاسلكية الحاملة والعاكسة للموجات إنارة ,, وارتباطها ترجمة بمن هو ﴿رع﴾ والذي يمثل الشمس وعبورا مستقبليا لدلالات الشمس وما تعنيه ارتباطاً حرارياً بحسب المعلوم بإنتماء عقائدي لأصحاب العقائد الحرارية ,, ويبقي أنه ما بين ﴿قلعة المرجان﴾ وما بين ﴿تمثال 7,5سم﴾ دلالات أن المنعي والمعني يرتبط ﴿الصوت ,, الترددات ,, المغناطيسية﴾ ومن هو صاحب إسقاط تمثال ال﴿7,5﴾ علي اعظم بناء إنساني هو المركزي عالميا. ❝
❞ وصف الله نفسه بأنه المَلك وبأن له مُلكاً وملكوتاً وجنداً مجندة وملأً أعلى وأنه قد وَكّل إلى كل فرد من هذا الملأ الأعلى مهمة يقوم بها فجبريل الروح الأمين هو رسول الوحي وهو الواسطة بين الله وجميع أنبيائه وميكائيل مُكَّلف بالأرزاق وإسرافيل نَافِخ الصّور يوم تقوم الساعة وعزرائيل قابض الأرواح.
"قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم "( السجده ـ11)
ذلك ملك الموت.. وهم كثير ..
"توفته رسلنا وهم لا يفرطون" ( الانعام ـ61)
ثم هناك الملائكه الحفظة
"إن كل نفس لمّا عليها حافظ "( الطارق ـ4)
والملائكة الكاتبون
"وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون" ( الانفطار10 ـ11 ـ12)
والملائكة الصافّون والملائكة المُسَبِّحون والملائكة الحافّون بالعرش والملائكة الحاملون للعرش والملائكة العالون وملائكة التصريف.
ملك عظيم من فوق سبع سموات لا يتناهى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن..
لماذا لا يباشر الله جميع هذه الشئون بذاته ما دام بيده مقاليد كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.. فلماذا لا يفعل بذاته وبدون وسائط ؟
وما الحاجه إلى كل هذا الملأ ؟ .. والجواب ...
أنها سُنّة الله في خلقه.. فهو يجري الشفاء على يد جراح وكان في قدرته أن يشفي بذاته وهو يجري الأرزاق من باب تجارة أو من باب صناعة وكان في قدرته أن يوصل المال إلى أصحابه مباشرة دون أسباب.. وهو يوصل إلينا العلم بوسائط الكليات والجامعات والمدارس.. بل هو يوصل العلم إلى أنبيائه عن طريق جبريل.. وكان بالإمكان أن يلقيه في روعنا مباشرة..
حتى المعجزة الخارقة فإنه يُجريها بواسطة فيقول عن الحمل الخارق لمريم :
" فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً "
ويقول جبريل لمريم:
" إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً "
وهو أمر كان يمكن أن يفعله الله مباشرة.
تلك إذن سُنّته في الدنيا وتلك أيضاً سُنّته في الآخره حيث يُقيم على النار زبانية لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمَرون وحيث يُقيم على أبواب الجنة ملائكة الرضوان حتى عرشه العظيم سبحانه يقول لنا القرآن أنه محمول يحمله ثمانية
"ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
وهم يحملونه ولا شك بقوة الله ذاته فما ضرورتهم..؟؟!!
والجواب ...
لا ضرورة له سوى كرمه هو .. حيث شاء بكرمه أن يعطي صفاته الشافيه للطبيب ويتجلى بأحكام إسمه العليم على العالم ويتجلى بإسمه الرزّاق على التاجر وبإسمه البديع على الفنان ويتكرم بقوته على حاملي عرشه فتلك كلها شواهد كرم منه لا شواهد حاجه إلينا.
ثم إن الوسائط أيضا هي سنتّه.. فهو إذا أراد أن يعالج الجبل سلّط عليه وسائط ماديه مثله لتشكيله.. سلّط عليه الرياح والأمطار والسيول تنحته وتشكّله أو سلّط عليه كائناً مادياً مثل الإنسان ينحت فيه الكهوف والسدود.. ولو أنه سبحانه تجلّى على الجبل مباشرة لجعله دكاً.
وحينما ظهر جبريل على صورته الحقيقية لمحمد عليه الصلاة والسلام خرّ مغشيًا عليه.
إن تفاوت المقامات بين الله وملائكته وبين ملائكته وخلقه من البشر وبين البشر وسائر صنوف المادة الجامدة إستدعى وجود البرازخ والوسائط.. فلا يطيق الأسفل أن يتجلّى عليه الأعلى مباشرة دون واسطة برزخية.
إننا نقذف نواة الذّرة وهي شيء غير منظور بشيء آخر غير منظور وهي قذائف النيوترون فنتخذ وسائط من جنس ما نتعامل معه.. فنحاول الوصول إلى الشيء الخفي باتخاذ برزخ خفي.. وهو مثال من عالمنا.
وجبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد عليه الصلاة والسلام في عالم الملكوت وهو أيضًا البرزخ بين الله وبين جميع أنبيائه.. لأنه لا أحد من الانبياء يُطيق الحضرة الإلهية الذاتية مباشرة.. فإن تجلِّي هذه الحضرة يؤدي إلى سحق ومحق كل شيء .. تماماً كما رأينا من حال الجبل الذي أصبح دكاً وموسى الذي خر صعقًا.
إننا بحكم طبيعتنا البشرية لا نحتمل أنوار الذات الإلهية فاستدعى التواصل بين الطبيعتين إلى إتخاذ البرازخ.
وكما أن جبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد فكذلك محمد عليه الصلاة والسلام هو برزخنا الأعظم وهو وسيلتنا وواسطتنا وبابنا إلى الفهم عن الله.. لأننا بحكم طبيعتنا المحدودة لا نستطيع أن نصل إلى حضرة الإطلاق دون دليل.
إن الضرورة هنا كانت قيداً علينا نحن، فنحن الضعفاء والله هو القوي ونحن الفقراء إليه وهو سبحانه الغني عنّا.
وكان تنزل الله بين البرازخ ليتواصل معنا كرماً منه ولطفاً وإيناسًا.. لا حاجةً منه إلينا فالله ليس فعالًا بنا بل نحن الذين نفعل به ونحن الذين نرى به ونسمع به ونفهم به ونمشي به ونحيا به.. بل إنه هو.. هو الظاهر بوجهه في كل شيء.
" أينما تولوا فثم وجه الله "
فهو الملك وهو جميع القوى الفعّاله في المملكه من حق وخير وجمال وعدل وكرم وحلم ورأفة ومودة ورحمة وسمع وبصر وعلم فتلك جميعاً أسماؤه تجّلت بأحكامها على ما في المملكة من خلائق.
فإذا سُحِب منا ربنا قيوميته عدنا عدماً واختفى مسرح الوجود كله ولم يبق إلا نوره فهو الحضور المستمر أبداً وأزلاً وهو الظاهر ابداً ونحن الغيب.. وهو الوجود ونحن العدم.. وهو الحُجّة على نفسه وهو برهان وجوده ودليل ذاته وهو ليس في حاجه إلى دليل يدل عليه.
ومن مبدأ القصة حينما كان الله ولا شيء معه.. إلى الآن حيث مازال ربنا هو هو.. على ما عليه كان.. لم يجِدَّ جديد.. فكل ما حدث كان تحصيل حاصل لما في علمه.. ومازال هو على ما عليه كان.. فالقول بحاجة الله إلى جنوده ومملكته يعكس القضية ويقلبها.. تعالى ربنا عن ذلك عُلواً كبيراً.. فلا شيء فعال في مُلكه ومَلكوته سواه إنما هي ثياب ألبسها لنا ومواهب أعطاها لنا وأرزاق وزّعها علينا بل إن لبسه الوجود ذاتها منه.. وليس لنا من ذواتنا إلاّ العدم.
بل اللغز الذي يُحيّرني.. هو ذاتي نفسها.
أنا.. من أكون.. وأنا لست إلاّ كلمة من كلماته ونفخة من روحه..؟!!
أما أحقية الله في كل شيء فهي أظهر من أن تكون محل شك أو مُسائلة.. وبالمثل وجوده وهيمنته وظهوره.
إنما أنا.. ذرة العدم.. التي هي نفسي.. ما أمرها.. وما خطبها وكيف تشخّصت من الأزل.. وكيف جاء بها الله ومعها سرّها وما تكتم ثم أوجدها ليُخرِج مكتومها وابتلاها بالشر والخير لتُفصِح عن سرها وتُفشي مكنونها.
أنا..؟
وهل لي هذه الأنا.. أم أني استعرتها مع ما استعرت من الله.. فهي ثوب ضمن ما ألبسني الله من ثياب.
ذلك هو السر الذي يحيرني رغم أنه لا شيء أقرب إليّ منها.. وهل هناك ما هو أقرب إليّ من نفسي التي بين جنبي.. ومع ذلك فهي الطلسم.. والتيه.. والمحال.
ثم إن اللغز يصل إلى ذروة استسراره حينما نرى الله يأمر ملائكته بالسجود لهذه النفس التي تشخّصت من عدم ويُسخّر لها ملكه وملكوته ويُخضِع لها الكون جميعه.
" سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعًا منه "
يقول الله للعبد الكامل في كتاب المواقف والمخاطبات للنفري:
أنت مني.. أنت تليني.. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك.. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء.. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره.
إذا تحققت بسرّك تحققت بي.. أنا الذي منه كل شيء أنا الذي أديت كل شيء.. أنا الذي هو أنا.
إلى هذه الذروه المذهله من التشريف تصل هذه الذره الوجوديه التي هي النفس الانسانيه.
فيقول عنها رب العالمين:
اأنت مني.. أنت تليني.. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك.. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء.. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره ... ( وكل ما في الوجود باديات يبديها ربنا من خفاء ولا يبتديها).
ويقول للعبد الكامل:
إذا تحققت بسرّك تحققت بي.. أنا الذي منه كل شيء.
كيف يارب يتحقق الواحد منا بسره.
إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.
ليس فقط أن يبلغ مقام الكمال بل أيضًا أن يلزم هذا المقام فلا يحيد عنه.. وذلك هو غاية التمكين والتثبيت.
وذلك هو المعراج العظيم الذي لا يقدر عليه الا آحاد بل إن المُلك والملكوت ذاتهما مجرد معارج لهذه النفس الكاملة والدنيا والآخرة منازلها وهي تسير إلى ربها وقد أقدرها الله على الدنيا.. وعلى تجاوزها.. كما أقدرها على الآخرة وعلى تجاوزها في مراقي السير إليه.. تلك هي النفس الطلسم المطلسم.
وتلك هي إمكاناتها حيث اجتمع فيها أقصى العدم وأقصى الوجود.
وحيث هي مني أقرب إليّ من كل شيء وأخفى عليّ من كل شيء فهي التي بدأت من لا شيء وأصبحت أقوى من كل شيء.
وحيث يبلغ إبهامها بي إلى البهت والحيرة والذهول:
من أنا..؟!!!
ومن أكون..؟!!
أنا الذي أسجَد لي الله المُلك والملكوت وسخّر لي الكون أجمع.
أنا الذي أمرض وأشيخ وأموت ويفتك بي ميكروب لا يُرى لفرط تفاهته.
أنا الذي جئت من قطرة ماء مَهين وأنتهي إلى جيفة.
إلهي ... كم تكذب المظاهر وكم تُخفي جلودنا حقائق هائلة تحتها.
وكم تتشابه وجوهنا وتختلف منازلنا.. وكم يمشي في الأسمال والخرق من هم فوق الثريا منزله.
لهفي على ذلك اليوم الذي تهتك فيه الأستار وتفتضح الأسرار ويعرف كل منا من يكون.. ومقدار ما يكون.
وتُرفَع الحجب ويكشف الغطاء ويغدو البصر حديدًا ويُفاجأ كل منا من نفسه بما لا يعلم..
ويعرف كل منا حقيقته وخبيئته
يا له من يوم .. يا له من يوم ..
مقال : الملك والملكوت وانا
من كتاب/ الإسلام ما هو
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ وصف الله نفسه بأنه المَلك وبأن له مُلكاً وملكوتاً وجنداً مجندة وملأً أعلى وأنه قد وَكّل إلى كل فرد من هذا الملأ الأعلى مهمة يقوم بها فجبريل الروح الأمين هو رسول الوحي وهو الواسطة بين الله وجميع أنبيائه وميكائيل مُكَّلف بالأرزاق وإسرافيل نَافِخ الصّور يوم تقوم الساعة وعزرائيل قابض الأرواح.
˝قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ˝( السجده ـ11)
ذلك ملك الموت. وهم كثير .
˝توفته رسلنا وهم لا يفرطون˝ ( الانعام ـ61)
ثم هناك الملائكه الحفظة
˝إن كل نفس لمّا عليها حافظ ˝( الطارق ـ4)
والملائكة الصافّون والملائكة المُسَبِّحون والملائكة الحافّون بالعرش والملائكة الحاملون للعرش والملائكة العالون وملائكة التصريف.
ملك عظيم من فوق سبع سموات لا يتناهى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن.
لماذا لا يباشر الله جميع هذه الشئون بذاته ما دام بيده مقاليد كل شيء وإليه يرجع الأمر كله. فلماذا لا يفعل بذاته وبدون وسائط ؟
وما الحاجه إلى كل هذا الملأ ؟ . والجواب ..
أنها سُنّة الله في خلقه. فهو يجري الشفاء على يد جراح وكان في قدرته أن يشفي بذاته وهو يجري الأرزاق من باب تجارة أو من باب صناعة وكان في قدرته أن يوصل المال إلى أصحابه مباشرة دون أسباب. وهو يوصل إلينا العلم بوسائط الكليات والجامعات والمدارس. بل هو يوصل العلم إلى أنبيائه عن طريق جبريل. وكان بالإمكان أن يلقيه في روعنا مباشرة.
حتى المعجزة الخارقة فإنه يُجريها بواسطة فيقول عن الحمل الخارق لمريم :
˝ فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً ˝
ويقول جبريل لمريم:
˝ إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً ˝
وهو أمر كان يمكن أن يفعله الله مباشرة.
تلك إذن سُنّته في الدنيا وتلك أيضاً سُنّته في الآخره حيث يُقيم على النار زبانية لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمَرون وحيث يُقيم على أبواب الجنة ملائكة الرضوان حتى عرشه العظيم سبحانه يقول لنا القرآن أنه محمول يحمله ثمانية
˝ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية˝
وهم يحملونه ولا شك بقوة الله ذاته فما ضرورتهم.؟؟!!
والجواب ..
لا ضرورة له سوى كرمه هو . حيث شاء بكرمه أن يعطي صفاته الشافيه للطبيب ويتجلى بأحكام إسمه العليم على العالم ويتجلى بإسمه الرزّاق على التاجر وبإسمه البديع على الفنان ويتكرم بقوته على حاملي عرشه فتلك كلها شواهد كرم منه لا شواهد حاجه إلينا.
ثم إن الوسائط أيضا هي سنتّه. فهو إذا أراد أن يعالج الجبل سلّط عليه وسائط ماديه مثله لتشكيله. سلّط عليه الرياح والأمطار والسيول تنحته وتشكّله أو سلّط عليه كائناً مادياً مثل الإنسان ينحت فيه الكهوف والسدود. ولو أنه سبحانه تجلّى على الجبل مباشرة لجعله دكاً.
وحينما ظهر جبريل على صورته الحقيقية لمحمد عليه الصلاة والسلام خرّ مغشيًا عليه.
إن تفاوت المقامات بين الله وملائكته وبين ملائكته وخلقه من البشر وبين البشر وسائر صنوف المادة الجامدة إستدعى وجود البرازخ والوسائط. فلا يطيق الأسفل أن يتجلّى عليه الأعلى مباشرة دون واسطة برزخية.
إننا نقذف نواة الذّرة وهي شيء غير منظور بشيء آخر غير منظور وهي قذائف النيوترون فنتخذ وسائط من جنس ما نتعامل معه. فنحاول الوصول إلى الشيء الخفي باتخاذ برزخ خفي. وهو مثال من عالمنا.
وجبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد عليه الصلاة والسلام في عالم الملكوت وهو أيضًا البرزخ بين الله وبين جميع أنبيائه. لأنه لا أحد من الانبياء يُطيق الحضرة الإلهية الذاتية مباشرة. فإن تجلِّي هذه الحضرة يؤدي إلى سحق ومحق كل شيء . تماماً كما رأينا من حال الجبل الذي أصبح دكاً وموسى الذي خر صعقًا.
إننا بحكم طبيعتنا البشرية لا نحتمل أنوار الذات الإلهية فاستدعى التواصل بين الطبيعتين إلى إتخاذ البرازخ.
وكما أن جبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد فكذلك محمد عليه الصلاة والسلام هو برزخنا الأعظم وهو وسيلتنا وواسطتنا وبابنا إلى الفهم عن الله. لأننا بحكم طبيعتنا المحدودة لا نستطيع أن نصل إلى حضرة الإطلاق دون دليل.
إن الضرورة هنا كانت قيداً علينا نحن، فنحن الضعفاء والله هو القوي ونحن الفقراء إليه وهو سبحانه الغني عنّا.
وكان تنزل الله بين البرازخ ليتواصل معنا كرماً منه ولطفاً وإيناسًا. لا حاجةً منه إلينا فالله ليس فعالًا بنا بل نحن الذين نفعل به ونحن الذين نرى به ونسمع به ونفهم به ونمشي به ونحيا به. بل إنه هو. هو الظاهر بوجهه في كل شيء.
˝ أينما تولوا فثم وجه الله ˝
فهو الملك وهو جميع القوى الفعّاله في المملكه من حق وخير وجمال وعدل وكرم وحلم ورأفة ومودة ورحمة وسمع وبصر وعلم فتلك جميعاً أسماؤه تجّلت بأحكامها على ما في المملكة من خلائق.
فإذا سُحِب منا ربنا قيوميته عدنا عدماً واختفى مسرح الوجود كله ولم يبق إلا نوره فهو الحضور المستمر أبداً وأزلاً وهو الظاهر ابداً ونحن الغيب. وهو الوجود ونحن العدم. وهو الحُجّة على نفسه وهو برهان وجوده ودليل ذاته وهو ليس في حاجه إلى دليل يدل عليه.
ومن مبدأ القصة حينما كان الله ولا شيء معه. إلى الآن حيث مازال ربنا هو هو. على ما عليه كان. لم يجِدَّ جديد. فكل ما حدث كان تحصيل حاصل لما في علمه. ومازال هو على ما عليه كان. فالقول بحاجة الله إلى جنوده ومملكته يعكس القضية ويقلبها. تعالى ربنا عن ذلك عُلواً كبيراً. فلا شيء فعال في مُلكه ومَلكوته سواه إنما هي ثياب ألبسها لنا ومواهب أعطاها لنا وأرزاق وزّعها علينا بل إن لبسه الوجود ذاتها منه. وليس لنا من ذواتنا إلاّ العدم.
بل اللغز الذي يُحيّرني. هو ذاتي نفسها.
أنا. من أكون. وأنا لست إلاّ كلمة من كلماته ونفخة من روحه.؟!!
أما أحقية الله في كل شيء فهي أظهر من أن تكون محل شك أو مُسائلة. وبالمثل وجوده وهيمنته وظهوره.
إنما أنا. ذرة العدم. التي هي نفسي. ما أمرها. وما خطبها وكيف تشخّصت من الأزل. وكيف جاء بها الله ومعها سرّها وما تكتم ثم أوجدها ليُخرِج مكتومها وابتلاها بالشر والخير لتُفصِح عن سرها وتُفشي مكنونها.
أنا.؟
وهل لي هذه الأنا. أم أني استعرتها مع ما استعرت من الله. فهي ثوب ضمن ما ألبسني الله من ثياب.
ذلك هو السر الذي يحيرني رغم أنه لا شيء أقرب إليّ منها. وهل هناك ما هو أقرب إليّ من نفسي التي بين جنبي. ومع ذلك فهي الطلسم. والتيه. والمحال.
ثم إن اللغز يصل إلى ذروة استسراره حينما نرى الله يأمر ملائكته بالسجود لهذه النفس التي تشخّصت من عدم ويُسخّر لها ملكه وملكوته ويُخضِع لها الكون جميعه.
˝ سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعًا منه ˝
يقول الله للعبد الكامل في كتاب المواقف والمخاطبات للنفري:
أنت مني. أنت تليني. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره.
إذا تحققت بسرّك تحققت بي. أنا الذي منه كل شيء أنا الذي أديت كل شيء. أنا الذي هو أنا.
إلى هذه الذروه المذهله من التشريف تصل هذه الذره الوجوديه التي هي النفس الانسانيه.
فيقول عنها رب العالمين:
اأنت مني. أنت تليني. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره .. ( وكل ما في الوجود باديات يبديها ربنا من خفاء ولا يبتديها).
ويقول للعبد الكامل:
إذا تحققت بسرّك تحققت بي. أنا الذي منه كل شيء.
كيف يارب يتحقق الواحد منا بسره.
إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.
ليس فقط أن يبلغ مقام الكمال بل أيضًا أن يلزم هذا المقام فلا يحيد عنه. وذلك هو غاية التمكين والتثبيت.
وذلك هو المعراج العظيم الذي لا يقدر عليه الا آحاد بل إن المُلك والملكوت ذاتهما مجرد معارج لهذه النفس الكاملة والدنيا والآخرة منازلها وهي تسير إلى ربها وقد أقدرها الله على الدنيا. وعلى تجاوزها. كما أقدرها على الآخرة وعلى تجاوزها في مراقي السير إليه. تلك هي النفس الطلسم المطلسم.
وتلك هي إمكاناتها حيث اجتمع فيها أقصى العدم وأقصى الوجود.
وحيث هي مني أقرب إليّ من كل شيء وأخفى عليّ من كل شيء فهي التي بدأت من لا شيء وأصبحت أقوى من كل شيء.
وحيث يبلغ إبهامها بي إلى البهت والحيرة والذهول:
من أنا.؟!!!
ومن أكون.؟!!
أنا الذي أسجَد لي الله المُلك والملكوت وسخّر لي الكون أجمع.
أنا الذي أمرض وأشيخ وأموت ويفتك بي ميكروب لا يُرى لفرط تفاهته.
أنا الذي جئت من قطرة ماء مَهين وأنتهي إلى جيفة.
إلهي .. كم تكذب المظاهر وكم تُخفي جلودنا حقائق هائلة تحتها.
وكم تتشابه وجوهنا وتختلف منازلنا. وكم يمشي في الأسمال والخرق من هم فوق الثريا منزله.
لهفي على ذلك اليوم الذي تهتك فيه الأستار وتفتضح الأسرار ويعرف كل منا من يكون. ومقدار ما يكون.
وتُرفَع الحجب ويكشف الغطاء ويغدو البصر حديدًا ويُفاجأ كل منا من نفسه بما لا يعلم.
ويعرف كل منا حقيقته وخبيئته
يا له من يوم . يا له من يوم .
مقال : الملك والملكوت وانا
من كتاب/ الإسلام ما هو
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝