█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وذكر ابن سعد عن شيبة بن عُثمان الحَجَبي ، قال : لما كان عام الفتح ، دخل رسول الله ﷺ مكة عِنوة ، فقلت لنفسي أسير مع قريش إلى هوازن بحُنين ، فعسى إن إختلطوا أن أصيب من محمد غِرَّةً ، فأثار منه ، فأكون أنا الذي قمتُ بثأر قريش كُلِّها ، وأقولُ : لو لم يبقَ مِن العرب والعجم أحد إلا اتبع محمداً ، ما تبعته أبداً ، وكنت مُرْصداً لِمّا خرجتُ له لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة ، فلما إختلط الناس في حُنين ، اقتحم رسول الله ﷺ عن بغلته ، فأصلت السيف ، فدنوت أريدُ ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدتُ أشعره إياه ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، فالتفت إلي رسول الله ﷺ ، فناداني ( يَا شَيْبُ ادْنُ مِنِّي ) ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَمَسَحَ صَدْرِي ، ثم قال ( اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ) ، قال : فوالله لهو كان ساعتَئِذٍ أحِبَّ إِلَيَّ مِنْ سمعي ، وبصري ، ونفسي ، وأذهب الله ما كان في نفسي ، ثم قال ﷺ ( ادنُ فقاتل ) ، فتقدمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كُل شيء ، ولو لقيتُ تلك الساعة أبي لو كان حياً لأوقعت به السيف ، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكروا كرة رجل واحد ، وقُرِّبَتْ بغلة رسول الله ، فاستوى عليها ، وخرج في أثرهم حتى تفرقوا في كُلِّ وجه ، ورجع إلى معسكره ، فدخل خباءه ، فدخلت عليه ، ما دخل عليه أحد غيري حباً لرؤية وجهه ﷺ ، وسروراً به ، فقال ﷺ ( يا شَيْبُ الذي أراد اللهُ بكَ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ لِنَفْسِكَ ) ، ثم حدثني بكل ما أضمرت في نفسي ما لم أكن أذكره لأحد قط ، قال : فقلت : فإني أشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ ، وأنكَ رسول الله ، ثم قلت: استغفر لي يارسول الله ، فقال ﷺ ( غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ) . ❝
❞ *الشريدة*
فِي ليلةٍ من ليالي الشتاء القارص، يطهُل الودق فِي كل مكانٍ، أشعر وكأن هذا الجو البارد يجعل قلبي يتجمد، ترتجف يدايَ أثر ضياعي، هطول المطر يجعلني اُلملم أفكاري، واقفةٌ مبعثرة المشاعر، لا أعلم إلى أين أذهب؟
يسيرُ البشرُ فِي كل مكانٍ، أنظر هنا وهناك؛ كي أجد مأمني، والطمأنينة التي سُلبت مني، فقدت روحي، وتشتت عقلي، أغمض عينايَ مُعلنةً استسلامي للدمار الذي حل بداخلي، صراعاتُ تجعل قلبي يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة، أسيرُ غير مبالية بشيء؛ فكلِ ما أُريده قد تحطم واختفى، أصبحت تاهةً وكأنني أبحث عن مأوي؛ كي أسكن به وأشعر بالأمان الذي افتقدته سابقًا؛ فقد سلب مني قلبي، والمشاعر التي قدمتها له، حدثني عن وعودٍ كثيرة، ولكن لم يُوفي بتلك الوعود؛ بل تركتني وفللت مني، حينها تحطم كل شيءٍ، شعرت بالضياع، وأصبحتُ شريدةً ألقاها الضاحي، أصبحت خاليةً من المشاعر، أعيشُ جسد بلا روح، أنظر حولي فِي كل مكان، أجد كل شخصٍ يجلس مع الآخر، فهناك يجلس رجل كبير السن على مقعدٍ بجانبِ الطريق ومعه زوجته، التي أصبح الشيب يستحوذ على سوادِ شعرها، وهناك آخرين يسيرون ويتحدثون سويًا، يتشاركون الضحك والمزاح، حينها نظرت نظرة سُخرية على نفسي، وبكيت في صمتٍ وحرقةٍ على ضياع أيامي معه، كنت أعطيه كل شيء بكثرة؛ حتى اعتقد وجودي معه دائمًا، وأصبح لا يهتم بي وبشعوري الذي يأس منه، كان دائمًا يريد دماري، وضياع أفكاري؛ فاليأس دفعني إلى مواجهته، ولكن بدون جدوىٰ فتركني ورحل بعيدًا، وإلى الآن لا أستطيع أن أجد نفسي، وقلبي، أصبحتُ مُفلسة المشاعر، ولا أثق في أحدٍ مرةً أخرى.
گ/إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ ها أنا ذا صغيرٌ بهيئة شيخٌ ڪبير، سني قد بلغ السبعون عامًا ومازال بداخلي سجين بعمر السبعة أعوام، قد بلغني الڪِبر وشاب رأسي، حتى تجاعيد يدي أصبحت بالغة الوضوح، وما وراء ڪِبري طفل؛ طفلٌ حُرم من طفولته، حُرم مما يهواه، لم يعش طفولته ڪما يجب؛ فڪبر وأصبح مسجونًا خلف زنزانات الشيب، حُرمت من ڪل شيء يجب أن يعيش ذلك الطفل طفولته؛ ليتحرر من سجنه، وليتناسى ماضيه الذي لم يعشه ڪباقي أطفال عُمره.
محزنٌ كيف مازلت صغير، الشيب قد شاب وبداخلي صغير، الشيب بان وصغيري سجين.
الڪاتبة / سَـاجدة حسَـن ˝ يُونِيڤيرس ˝★ . ❝