❞ “أأبكيك؟ يدعوني إلى الدمع مشهدٌ كئيبُ.. و ينهاني عن الدمع مَشهدُ
عهدتُكَ تأبى الدمع كبْراً.. و ترتضي بدمعٍ حبيسٍ في الضلوع يُصفّدُ
تعدُّ بكاءَ العْين عجزاً.. و ذلّةً
و تبكي بقلبٍ واهنٍ يتفصّدُ
أأبكيك؟! لا أبكيك! أكتم في دمي
بكائي.. و يبدو أنني المتجلّدُ”. ❝ ⏤غازي بن عبدالرحمن القصيبي
❞ أأبكيك؟ يدعوني إلى الدمع مشهدٌ كئيبُ. و ينهاني عن الدمع مَشهدُ
عهدتُكَ تأبى الدمع كبْراً. و ترتضي بدمعٍ حبيسٍ في الضلوع يُصفّدُ
تعدُّ بكاءَ العْين عجزاً. و ذلّةً
و تبكي بقلبٍ واهنٍ يتفصّدُ
أأبكيك؟! لا أبكيك! أكتم في دمي
بكائي. و يبدو أنني المتجلّدُ”. ❝
❞ س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/ أنا عبدالناصر الحاتمي، أسير بين الكلمات كفارسٍ لا يهاب الظلال، أتنفس الحروف وتغني روحي لحنًا مكتوبًا على أوراق الرياح.
أنا الذي يجد نفسه في كل نص، وكل كلمة هي قطعة من روحي المبعثرة.
أخلق عوالم في الفضاء الفارغ، وأبعثر نفسي بين السطور، كأنني هواء يمر من بين الأصابع في انتظار أن يتحول إلى نغمة لا تنتهي.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ الكتابة بدأت حين كانت الفكرة تعوي في رأسي كطائر ضل الطريق. في عام 2020، خرجت الكلمات كما تخرج النجوم من جوف الليل، لتضيء دربي المظلم.
كانت لحظة الولادة، ولادة لا تعرف الزمان ولا المكان، فقط أفكار مشتعلة تنتظر أن تصبغ الورق بألوان جديدة.
الكتابة لم تكن خيارًا، بل هي تلك اللحظة التي اكتشف فيها الإنسان سره في هدوء.
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ وجدت نفسي أكون الموجه والمرشد، الصوت الذي يأمر الصمت بالحديث.
كان خيالي هو الحافز، وقلبي هو الذي دفعني لأول خطوة.
كما تجرؤ الرياح على العصف بالأشجار، كان حافزي الداخلي هو الذي لا يُرى، لكنه أقوى من أي شيء آخر.
كنت أنا المعلم الذي يعلّم نفسه، والسفر الذي لا يعترف بالحدود.
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ أوراقي كالنجوم التي تتلألأ في السماء لكنها لا تزال بعيدة، لم تلمس الرفوف بعد.
في هذا العالم، حروفي تخرج إلكترونيًا، تُعرض على مسارح الإنترنت حيث لا ترى العيون سوى الكلمات المشعة.
الكتب التي في الطريق كالزهور التي تشتاق للمطر لتتفتح، وعندما يأتي يومها ستُصبح غزارة حروف لا تقوى على إخفائها رفوف المكتبات.
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/ الكاتب المثالي هو نحات الكلمات، يركب كل حرف ليبني قلاعًا من المعاني.
هو الفارس الذي يقود الخيال في رحلة لا نهاية لها.
هو من يرى في اللغة أكثر من مجرد كلمات، يرى فيها حياة جديدة، وينحت الأمل من جلاميد الصمت.
هو من يكتب كمن يعزف على أوتار قلبه، وجعل من النصوص لوحات فنية تدعو للتأمل.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ واجهت صعوبات كانت كظلال ثقيلة تظلم النور، كأنني كنت أبحث عن طريقي في ليلٍ دامس.
لكنني تعلمت أن الضوء لا يأتي إلا من الداخل، وأن الصعوبات ما هي إلا دروب ضيقة تؤدي إلى سعة الآفاق.
زرعت الثقة في قلبي كما يزرع الفلاح الزهور في أرضٍ قاحلة، وحولت كل معركة مع الذات إلى قصيدة نضجت مع الزمن.
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ الكلمة كالسهم، إذا خرجت، لا يمكن أن تعود، لكنها تظل حاضرة في القلوب.
أعيش على يقين أن كل فكرة تُولد هي وعدٌ بالتحول إلى شيءٍ أعظم.
الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد مهنة، بل هي احتراق مستمر يتحول إلى نارٍ تشعل الأرواح.
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ تأثرت بالكثير من الكُتاب الذين كانوا نجومًا في سماء الأدب، يضيئون طريقي كلما شعرت بالضياع.
أسامة المسلم الذي علمنا كيف نرى الغموض جمالًا، حسن الجندي الذي رسم لنا خريطة الرعب بخيوط من دهشة، أيمن العتوم الذي يجعلك تغوص في أعماق المشاعر كغواص يبحث عن لؤلؤة نادرة، وأحمد آل حمدان الذي يجسد الحلم ثورةً في كلماته.
هناك أيضًا أدهم شرقاوي الذي حوّل الحكمة إلى أغنية بسيطة تصل لكل قلب، وفدك ياسين التي تجعل الحروف تنبض بالحياة.
مروة جوهر ومريم الحيسي، كاتبتان تملكان قدرة ساحرة على خلق عوالم مليئة بالتفاصيل المبهرة.
عمرو عبد الحميد، ذلك الذي نسج خيالًا يلامس الواقع، وأعادنا إلى عالم مليء بالأسرار مع كل كلمة.
وليس هذا كل شيء؛ هناك أسماء أخرى تركت بصمتها على روحي: أحلام مستغانمي التي حوّلت الحروف إلى عطر لا ينطفئ، غيوم ميسو الذي يدمج الغموض بالحب بطريقة آسرة، ويوسف زيدان الذي جعلنا نرى الفلسفة في كل تفصيل بسيط.
وهناك المزيد والمزيد، أسماء كثيرة قد لا تكفي صفحات لأذكرها، لكنهم جميعًا قطع من الضوء أضاءت دربي.
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/ إنجازاتي تتناثر كما تتناثر بذور الرياح، بعضها نما ليصبح أشجارًا في قلب الفكرة.
داخل الكتابة، خلقت عوالم كالأنهار التي تجري دون توقف، وزرعت شجيرات من الأحلام التي يتناثر ثمرها في قلبي أولًا ثم في قلوب الآخرين.
خارج الكتابة، أعيش هذا العالم بكل تفاصيله، أمشي في الشوارع كما أمشي في قصصي، أسعى أن أكون جزءًا من الرواية التي تُكتب في كل لحظة.
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ الكتابة هي كالنهر الذي يفيض من داخلي، لا يمكنه أن يوقفه شيء.
هي أكثر من مجرد هواية أو موهبة، هي شكل آخر من أشكال الوجود. هي الشغف الذي لا ينطفئ، والحرف الذي يترك أثره في القلب قبل الورق.
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ مثلي الأعلى هو كل من خرج من الصمت ليكون صوته أداة للثورة على الجمود.
هو الذي يرى في الظلام ضوءًا، وفي الفوضى معنى.
مثلي الأعلى هو من جعل من خياله جسرًا يصل إلى أبعد الأماكن.
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/ قد أكون كالمحيط، تخفي أعماقه أشياء لا تظهر إلا للمغامرين.
أرسم بالكلمات، أغني بأفكارٍ لا تنتهي، وأزرع في النفس طموحات تطير بعيدًا.
لكن كل شيء ينبع من ينبوع واحد: الكتابة، التي تمسك بتلابيب حياتي.
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ أعمالي القادمة كالأشجار التي أزرعها الآن، تنتظر أن تنمو وتثمر. رواية في الطريق، مثل طفل ينتظر أن يُحضن بأذرع الأمل.
هي رحلة عبر الزمان والمكان، أبحث فيها عن النفس وأرويها في قصيدة نثرية تختبئ في ثنايا الرواية.
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ حلمي هو أن أكتب نصًا يبقى بعد أن يتلاشى كل شيء، كالشمس التي تشرق في عيون الناس وتظل دافئة حتى وإن غابت.
أن أترك أثراً يجعل من كل كلمة كتبت، حجرًا في بناء عالمي الخاص.
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ الكتابة ليست اختيارًا، إنها القدر.
إذا كنت تملك حروفًا في قلبك، فلا تنتظر.
اكتب وكأنك تخوض معركة مع الزمن.
اترك الحبر ينسكب من روحك، والورق يحكي قصة لا تنتهي.
لا تخف من الفشل، لأن الحروف التي تكتبها هي التي ستبني لك العالم.
في رحلة الحروف، لا يتوقف القلم إلا حين يتنفس آخر حرف ويكتمل النص.
الكلمة ليست مجرد مجموعة من الأحرف؛ هي حياة تتنقل بين السطور، هي نبض يسكن بين الضلوع.
كما أضاءت الكلمات دربًا مظلمًا، أملنا أن تظل هذه الأحرف التي سطرناها لكم تلامس قلوبكم وتظل بين أيديكم سراجًا في عتمة الأيام.
لا تسيروا في دروب الكتابة إلا إذا كنتم مستعدين لأن تصبحوا جزءًا من الخيال، لأن كل كلمة تكتبونها هي نافذة لعالم آخر، وإضاءة لما قد يبدو مظلمًا.
شكرًا لكم على وجودكم، ولجريدة \"أحرفنا المنيرة\" على إتاحة الفرصة لنا لإحياء هذا الحوار بيننا.
نأمل أن تكون هذه الكلمات قد أثرت فيكم كما أثرت فينا، وأن تظل الكلمات سراجًا في طريقكم، ورفيقًا مخلصًا في كل خطوة.
إلى اللقاء، وإلى أحرف جديدة تنتظر أن تُكتب.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟
ج/ أنا عبدالناصر الحاتمي، أسير بين الكلمات كفارسٍ لا يهاب الظلال، أتنفس الحروف وتغني روحي لحنًا مكتوبًا على أوراق الرياح.
أنا الذي يجد نفسه في كل نص، وكل كلمة هي قطعة من روحي المبعثرة.
أخلق عوالم في الفضاء الفارغ، وأبعثر نفسي بين السطور، كأنني هواء يمر من بين الأصابع في انتظار أن يتحول إلى نغمة لا تنتهي.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ الكتابة بدأت حين كانت الفكرة تعوي في رأسي كطائر ضل الطريق. في عام 2020، خرجت الكلمات كما تخرج النجوم من جوف الليل، لتضيء دربي المظلم.
كانت لحظة الولادة، ولادة لا تعرف الزمان ولا المكان، فقط أفكار مشتعلة تنتظر أن تصبغ الورق بألوان جديدة.
الكتابة لم تكن خيارًا، بل هي تلك اللحظة التي اكتشف فيها الإنسان سره في هدوء.
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟
ج/ وجدت نفسي أكون الموجه والمرشد، الصوت الذي يأمر الصمت بالحديث.
كان خيالي هو الحافز، وقلبي هو الذي دفعني لأول خطوة.
كما تجرؤ الرياح على العصف بالأشجار، كان حافزي الداخلي هو الذي لا يُرى، لكنه أقوى من أي شيء آخر.
كنت أنا المعلم الذي يعلّم نفسه، والسفر الذي لا يعترف بالحدود.
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟
ج/ أوراقي كالنجوم التي تتلألأ في السماء لكنها لا تزال بعيدة، لم تلمس الرفوف بعد.
في هذا العالم، حروفي تخرج إلكترونيًا، تُعرض على مسارح الإنترنت حيث لا ترى العيون سوى الكلمات المشعة.
الكتب التي في الطريق كالزهور التي تشتاق للمطر لتتفتح، وعندما يأتي يومها ستُصبح غزارة حروف لا تقوى على إخفائها رفوف المكتبات.
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟
ج/ الكاتب المثالي هو نحات الكلمات، يركب كل حرف ليبني قلاعًا من المعاني.
هو الفارس الذي يقود الخيال في رحلة لا نهاية لها.
هو من يرى في اللغة أكثر من مجرد كلمات، يرى فيها حياة جديدة، وينحت الأمل من جلاميد الصمت.
هو من يكتب كمن يعزف على أوتار قلبه، وجعل من النصوص لوحات فنية تدعو للتأمل.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟
ج/ واجهت صعوبات كانت كظلال ثقيلة تظلم النور، كأنني كنت أبحث عن طريقي في ليلٍ دامس.
لكنني تعلمت أن الضوء لا يأتي إلا من الداخل، وأن الصعوبات ما هي إلا دروب ضيقة تؤدي إلى سعة الآفاق.
زرعت الثقة في قلبي كما يزرع الفلاح الزهور في أرضٍ قاحلة، وحولت كل معركة مع الذات إلى قصيدة نضجت مع الزمن.
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟
ج/ الكلمة كالسهم، إذا خرجت، لا يمكن أن تعود، لكنها تظل حاضرة في القلوب.
أعيش على يقين أن كل فكرة تُولد هي وعدٌ بالتحول إلى شيءٍ أعظم.
الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد مهنة، بل هي احتراق مستمر يتحول إلى نارٍ تشعل الأرواح.
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟
ج/ تأثرت بالكثير من الكُتاب الذين كانوا نجومًا في سماء الأدب، يضيئون طريقي كلما شعرت بالضياع.
أسامة المسلم الذي علمنا كيف نرى الغموض جمالًا، حسن الجندي الذي رسم لنا خريطة الرعب بخيوط من دهشة، أيمن العتوم الذي يجعلك تغوص في أعماق المشاعر كغواص يبحث عن لؤلؤة نادرة، وأحمد آل حمدان الذي يجسد الحلم ثورةً في كلماته.
هناك أيضًا أدهم شرقاوي الذي حوّل الحكمة إلى أغنية بسيطة تصل لكل قلب، وفدك ياسين التي تجعل الحروف تنبض بالحياة.
مروة جوهر ومريم الحيسي، كاتبتان تملكان قدرة ساحرة على خلق عوالم مليئة بالتفاصيل المبهرة.
عمرو عبد الحميد، ذلك الذي نسج خيالًا يلامس الواقع، وأعادنا إلى عالم مليء بالأسرار مع كل كلمة.
وليس هذا كل شيء؛ هناك أسماء أخرى تركت بصمتها على روحي: أحلام مستغانمي التي حوّلت الحروف إلى عطر لا ينطفئ، غيوم ميسو الذي يدمج الغموض بالحب بطريقة آسرة، ويوسف زيدان الذي جعلنا نرى الفلسفة في كل تفصيل بسيط.
وهناك المزيد والمزيد، أسماء كثيرة قد لا تكفي صفحات لأذكرها، لكنهم جميعًا قطع من الضوء أضاءت دربي.
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟
ج/ إنجازاتي تتناثر كما تتناثر بذور الرياح، بعضها نما ليصبح أشجارًا في قلب الفكرة.
داخل الكتابة، خلقت عوالم كالأنهار التي تجري دون توقف، وزرعت شجيرات من الأحلام التي يتناثر ثمرها في قلبي أولًا ثم في قلوب الآخرين.
خارج الكتابة، أعيش هذا العالم بكل تفاصيله، أمشي في الشوارع كما أمشي في قصصي، أسعى أن أكون جزءًا من الرواية التي تُكتب في كل لحظة.
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟
ج/ الكتابة هي كالنهر الذي يفيض من داخلي، لا يمكنه أن يوقفه شيء.
هي أكثر من مجرد هواية أو موهبة، هي شكل آخر من أشكال الوجود. هي الشغف الذي لا ينطفئ، والحرف الذي يترك أثره في القلب قبل الورق.
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
ج/ مثلي الأعلى هو كل من خرج من الصمت ليكون صوته أداة للثورة على الجمود.
هو الذي يرى في الظلام ضوءًا، وفي الفوضى معنى.
مثلي الأعلى هو من جعل من خياله جسرًا يصل إلى أبعد الأماكن.
س/ هل لديك مواهب أخرى؟
ج/ قد أكون كالمحيط، تخفي أعماقه أشياء لا تظهر إلا للمغامرين.
أرسم بالكلمات، أغني بأفكارٍ لا تنتهي، وأزرع في النفس طموحات تطير بعيدًا.
لكن كل شيء ينبع من ينبوع واحد: الكتابة، التي تمسك بتلابيب حياتي.
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ أعمالي القادمة كالأشجار التي أزرعها الآن، تنتظر أن تنمو وتثمر. رواية في الطريق، مثل طفل ينتظر أن يُحضن بأذرع الأمل.
هي رحلة عبر الزمان والمكان، أبحث فيها عن النفس وأرويها في قصيدة نثرية تختبئ في ثنايا الرواية.
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟
ج/ حلمي هو أن أكتب نصًا يبقى بعد أن يتلاشى كل شيء، كالشمس التي تشرق في عيون الناس وتظل دافئة حتى وإن غابت.
أن أترك أثراً يجعل من كل كلمة كتبت، حجرًا في بناء عالمي الخاص.
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟
ج/ الكتابة ليست اختيارًا، إنها القدر.
إذا كنت تملك حروفًا في قلبك، فلا تنتظر.
اكتب وكأنك تخوض معركة مع الزمن.
اترك الحبر ينسكب من روحك، والورق يحكي قصة لا تنتهي.
لا تخف من الفشل، لأن الحروف التي تكتبها هي التي ستبني لك العالم.
في رحلة الحروف، لا يتوقف القلم إلا حين يتنفس آخر حرف ويكتمل النص.
الكلمة ليست مجرد مجموعة من الأحرف؛ هي حياة تتنقل بين السطور، هي نبض يسكن بين الضلوع.
كما أضاءت الكلمات دربًا مظلمًا، أملنا أن تظل هذه الأحرف التي سطرناها لكم تلامس قلوبكم وتظل بين أيديكم سراجًا في عتمة الأيام.
لا تسيروا في دروب الكتابة إلا إذا كنتم مستعدين لأن تصبحوا جزءًا من الخيال، لأن كل كلمة تكتبونها هي نافذة لعالم آخر، وإضاءة لما قد يبدو مظلمًا.
شكرًا لكم على وجودكم، ولجريدة ˝أحرفنا المنيرة˝ على إتاحة الفرصة لنا لإحياء هذا الحوار بيننا.
نأمل أن تكون هذه الكلمات قد أثرت فيكم كما أثرت فينا، وأن تظل الكلمات سراجًا في طريقكم، ورفيقًا مخلصًا في كل خطوة.
إلى اللقاء، وإلى أحرف جديدة تنتظر أن تُكتب.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم
تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد. ❝
❞ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الكهف
وهي مكية في قول جميع المفسرين . روي عن فرقة أن أول السورة نزل بالمدينة إلى قوله جرزا ، والأول أصح . وروي في فضلها من حديث أنس أنه قال : من قرأ بها أعطي نورا بين السماء والأرض ووقي بها فتنة القبر . وقال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك ملأ عظمها ما بين السماء والأرض لتاليها مثل ذلك . قالوا : بلى يا رسول الله ؟ قال : سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر له الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي فتنة الدجال ذكره الثعلبي ، والمهدوي أيضا بمعناه . وفي مسند الدارمي عن أبي سعيد الخدري قال : من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق . وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال . وفي رواية من آخر الكهف . وفي مسلم أيضا من حديث النواس بن سمعان فمن أدركه - يعني الدجال - فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . وذكره الثعلبي . قال : سمرة بن جندب قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ عشر آيات من سورة الكهف حفظا لم تضره فتنة الدجال . ومن قرأ السورة كلها دخل الجنة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
قوله تعالى : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ذكر ابن إسحاق أن قريشا بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود وقالوا لهما : سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله ; فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء ; فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار يهود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ووصفا لهم أمره ، وأخبراهم ببعض قوله ، وقالا لهم : إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا . فقالت لهما أحبار يهود : سلوه عن ثلاث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم ; سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان أمرهم ; فإنه قد كان لهم حديث عجب . سلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، ما كان نبؤه . وسلوه عن الروح ، ما هي ; فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي ، وإن لم يفعل فهو رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم . فأقبل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط حتى قدما مكة على قريش فقالا : يا معشر قريش ، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها ، فإن أخبركم عنها فهو نبي ، وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم . فجاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا محمد ، أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، قد كانت لهم قصة عجب ، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، وأخبرنا عن الروح ما هي ؟ قال فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أخبركم بما سألتم عنه غدا ولم يستثن . فانصرفوا عنه ، فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يزعمون خمس عشرة ليلة ، لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل ، حتى أرجف أهل مكة وقالوا : وعدنا محمد غدا ، واليوم خمس عشرة ليلة ، وقد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه ; وحتى أحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ، ثم جاءه جبريل - عليه السلام - من عند الله - عز وجل - بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم ، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية ، والرجل الطواف والروح . قال ابن إسحاق : فذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل : لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنا فقال له جبريل : وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا . فافتتح السورة - تبارك وتعالى - بحمده ، وذكر نبوة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لما أنكروا عليه من ذلك فقال : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب يعني محمدا ، إنك رسول مني ، أي تحقيق لما سألوا عنه من نبوتك . ولم يجعل له عوجا قيما أي معتدلا لا اختلاف فيه . لينذر بأسا شديدا من لدنه أي عاجل عقوبته في الدنيا ، وعذابا أليما في الآخرة ، أي من عند ربك الذي بعثك رسولا . ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا أي دار الخلد لا يموتون فيها ، الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم ، وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال . وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا يعني قريشا في قولهم : إنا نعبد الملائكة وهي بنات الله . ما لهم به من علم ولا لآبائهم الذين أعظموا فراقهم وعيب دينهم . كبرت كلمة تخرج من أفواههم أي لقولهم إن الملائكة بنات الله . إن يقولون إلا كذبا فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا لحزنه عليهم حين فاته ما كان يرجوه منهم ، أي لا تفعل . قال ابن هشام : باخع نفسك مهلك نفسك ; فيما حدثني أبو عبيدة . قال ذو الرمة :
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه بشيء نحته عن يديه المقادر
وجمعها باخعون وبخعة . وهذا البيت في قصيدة له . وقول العرب : قد بخعت له نصحي ونفسي ، أي جهدت له . إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا قال ابن إسحاق : أي أيهم أتبع لأمري وأعمل بطاعتي : وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا أي الأرض ، وإن ما عليها لفان وزائل ، وإن المرجع إلي فأجزي كلا بعمله ; فلا تأس ولا يحزنك ما ترى وتسمع فيها . قال ابن هشام : الصعيد وجه الأرض ، وجمعه صعد . قال ذو الرمة يصف ظبيا صغيرا :
كأنه بالضحى ترمي الصعيد به دبابة في عظام الرأس خرطوم
وهذا البيت في قصيدة له . والصعيد أيضا : الطريق ، وقد جاء في الحديث : إياكم والقعود على الصعدات يريد الطرق . والجرز : الأرض التي لا تنبت شيئا ، وجمعها أجراز . ويقال : سنة جرز وسنون أجراز ; وهي التي لا يكون فيها مطر . وتكون فيها جدوبة ويبس وشدة . قال ذو الرمة يصف إبلا :
طوى النحز والأجراز ما في بطونها فما بقيت إلا الضلوع الجراشع
قال ابن إسحاق : ثم استقبل قصة الخبر فيما سألوه عنه من شأن الفتية فقال : أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا أي قد كان من آياتي فيما وضعت على العباد من حجتي ما هو أعجب من ذلك . قال ابن هشام : والرقيم الكتاب الذي رقم بخبرهم ، وجمعه رقم . قال العجاج :
ومستقر المصحف المرقم
وهذا البيت في أرجوزة له . قال ابن إسحاق : ثم قال إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا . ثم قال : نحن نقص عليك نبأهم بالحق أي بصدق الخبر إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا أي لم يشركوا بي كما أشركتم بي ما ليس لكم به علم . قال ابن هشام : والشطط الغلو ومجاوزة الحق . قال أعشى بن قيس بن ثعلبة :
أتنتهون ولا ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
وهذا البيت في قصيدة له . قال ابن إسحاق : هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين . قال ابن إسحاق : أي بحجة بالغة . فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه . قال ابن هشام : تزاور تميل ; وهو من الزور . وقال أبو الزحف الكليبي يصف بلدا :
جدب المندى عن هوانا أزور ينضي المطايا خمسه العشنزر
وهذان البيتان في أرجوزة له . وتقرضهم ذات الشمال تجاوزهم وتتركهم عن شمالها . قال ذو الرمة :
إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس
وهذا البيت في قصيدة له . والفجوة : السعة ، وجمعها الفجاء . قال الشاعر :
ألبست قومك مخزاة ومنقصة حتى أبيحوا وحلوا فجوة الدار
ذلك من آيات الله أي في الحجة على من عرف ذلك من أمورهم من أهل الكتاب ممن أمر هؤلاء بمسألتك عنهم في صدق نبوتك بتحقيق الخبر عنهم . من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا . وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد قال ابن هشام : الوصيد الباب . قال العبسي واسمه عبد بن وهب :
بأرض فلاة لا يسد وصيدها علي ومعروفي بها غير منكر
وهذا البيت في أبيات له . والوصيد أيضا الفناء ، وجمعه وصائد ووصد ووصدان . لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا - إلى قوله - الذين غلبوا على أمرهم أهل السلطان والملك منهم لنتخذن عليهم مسجدا سيقولون يعني أحبار اليهود الذين أمروهم بالمسألة عنهم . ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم أي لا تكابرهم . إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا فإنهم لا علم لهم بهم ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا . إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا أي لا تقولن لشيء سألوك عنه كما قلت في هذا إني مخبركم غدا ، واستثن مشيئة الله ، واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لخبر ما سألتموني عنه رشدا ، فإنك لا تدري ما أنا صانع في ذلك . ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا أي سيقولون ذلك . قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا أي لم يخف عليه شيء مما سألوك عنه .
قلت : هذا ما وقع في السيرة من خبر أصحاب الكهف ذكرناه على نسقه . ويأتي خبر ذي القرنين ، ثم نعود إلى أول السورة فنقول : قد تقدم معنى الحمد لله . وزعم الأخفش والكسائي والفراء وأبو عبيد وجمهور المتأولين أن في أول هذه السورة تقديما وتأخيرا ، وأن المعنى : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا . قيما نصب على الحال . وقال قتادة : الكلام على سياقه من غير تقديم ولا تأخير ، ومعناه : ولم يجعل له عوجا ولكن جعلناه قيما . وقول الضحاك فيه حسن ، وأن المعنى : مستقيم ، أي مستقيم الحكمة لا خطأ فيه ولا فساد ولا تناقض . وقيل : قيما على الكتب السابقة يصدقها . وقيل : قيما بالحجج أبدا .
عوجا مفعول به ; والعوج ( بكسر العين ) في الدين والرأي والأمر والطريق . وبفتحها في الأجسام كالخشب والجدار ; وقد تقدم . وليس في القرآن عوج ، أي عيب ، أي ليس متناقضا مختلقا ; كما قال - تعالى - : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقيل : أي لم يجعله مخلوقا ; كما روي عن ابن عباس في قوله - تعالى - قرآنا عربيا غير ذي عوج قال : غير مخلوق . وقال مقاتل : عوجا اختلافا . قال الشاعر :
أدوم بودي للصديق تكرما ولا خير فيمن كان في الود أعوجا. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الكهف
وهي مكية في قول جميع المفسرين . روي عن فرقة أن أول السورة نزل بالمدينة إلى قوله جرزا ، والأول أصح . وروي في فضلها من حديث أنس أنه قال : من قرأ بها أعطي نورا بين السماء والأرض ووقي بها فتنة القبر . وقال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك ملأ عظمها ما بين السماء والأرض لتاليها مثل ذلك . قالوا : بلى يا رسول الله ؟ قال : سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر له الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي فتنة الدجال ذكره الثعلبي ، والمهدوي أيضا بمعناه . وفي مسند الدارمي عن أبي سعيد الخدري قال : من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق . وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال . وفي رواية من آخر الكهف . وفي مسلم أيضا من حديث النواس بن سمعان فمن أدركه - يعني الدجال - فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . وذكره الثعلبي . قال : سمرة بن جندب قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ عشر آيات من سورة الكهف حفظا لم تضره فتنة الدجال . ومن قرأ السورة كلها دخل الجنة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
قوله تعالى : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما ذكر ابن إسحاق أن قريشا بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود وقالوا لهما : سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله ; فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء ; فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار يهود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ووصفا لهم أمره ، وأخبراهم ببعض قوله ، وقالا لهم : إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا . فقالت لهما أحبار يهود : سلوه عن ثلاث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم ; سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان أمرهم ; فإنه قد كان لهم حديث عجب . سلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، ما كان نبؤه . وسلوه عن الروح ، ما هي ; فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي ، وإن لم يفعل فهو رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم . فأقبل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط حتى قدما مكة على قريش فقالا : يا معشر قريش ، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها ، فإن أخبركم عنها فهو نبي ، وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم . فجاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا محمد ، أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، قد كانت لهم قصة عجب ، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، وأخبرنا عن الروح ما هي ؟ قال فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أخبركم بما سألتم عنه غدا ولم يستثن . فانصرفوا عنه ، فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يزعمون خمس عشرة ليلة ، لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل ، حتى أرجف أهل مكة وقالوا : وعدنا محمد غدا ، واليوم خمس عشرة ليلة ، وقد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه ; وحتى أحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ، ثم جاءه جبريل - عليه السلام - من عند الله - عز وجل - بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم ، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية ، والرجل الطواف والروح . قال ابن إسحاق : فذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل : لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنا فقال له جبريل : وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا . فافتتح السورة - تبارك وتعالى - بحمده ، وذكر نبوة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لما أنكروا عليه من ذلك فقال : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب يعني محمدا ، إنك رسول مني ، أي تحقيق لما سألوا عنه من نبوتك . ولم يجعل له عوجا قيما أي معتدلا لا اختلاف فيه . لينذر بأسا شديدا من لدنه أي عاجل عقوبته في الدنيا ، وعذابا أليما في الآخرة ، أي من عند ربك الذي بعثك رسولا . ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا أي دار الخلد لا يموتون فيها ، الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم ، وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال . وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا يعني قريشا في قولهم : إنا نعبد الملائكة وهي بنات الله . ما لهم به من علم ولا لآبائهم الذين أعظموا فراقهم وعيب دينهم . كبرت كلمة تخرج من أفواههم أي لقولهم إن الملائكة بنات الله . إن يقولون إلا كذبا فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا لحزنه عليهم حين فاته ما كان يرجوه منهم ، أي لا تفعل . قال ابن هشام : باخع نفسك مهلك نفسك ; فيما حدثني أبو عبيدة . قال ذو الرمة :
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه بشيء نحته عن يديه المقادر
وجمعها باخعون وبخعة . وهذا البيت في قصيدة له . وقول العرب : قد بخعت له نصحي ونفسي ، أي جهدت له . إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا قال ابن إسحاق : أي أيهم أتبع لأمري وأعمل بطاعتي : وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا أي الأرض ، وإن ما عليها لفان وزائل ، وإن المرجع إلي فأجزي كلا بعمله ; فلا تأس ولا يحزنك ما ترى وتسمع فيها . قال ابن هشام : الصعيد وجه الأرض ، وجمعه صعد . قال ذو الرمة يصف ظبيا صغيرا :
كأنه بالضحى ترمي الصعيد به دبابة في عظام الرأس خرطوم
وهذا البيت في قصيدة له . والصعيد أيضا : الطريق ، وقد جاء في الحديث : إياكم والقعود على الصعدات يريد الطرق . والجرز : الأرض التي لا تنبت شيئا ، وجمعها أجراز . ويقال : سنة جرز وسنون أجراز ; وهي التي لا يكون فيها مطر . وتكون فيها جدوبة ويبس وشدة . قال ذو الرمة يصف إبلا :
طوى النحز والأجراز ما في بطونها فما بقيت إلا الضلوع الجراشع
قال ابن إسحاق : ثم استقبل قصة الخبر فيما سألوه عنه من شأن الفتية فقال : أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا أي قد كان من آياتي فيما وضعت على العباد من حجتي ما هو أعجب من ذلك . قال ابن هشام : والرقيم الكتاب الذي رقم بخبرهم ، وجمعه رقم . قال العجاج :
ومستقر المصحف المرقم
وهذا البيت في أرجوزة له . قال ابن إسحاق : ثم قال إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا . ثم قال : نحن نقص عليك نبأهم بالحق أي بصدق الخبر إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا أي لم يشركوا بي كما أشركتم بي ما ليس لكم به علم . قال ابن هشام : والشطط الغلو ومجاوزة الحق . قال أعشى بن قيس بن ثعلبة :
أتنتهون ولا ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
وهذا البيت في قصيدة له . قال ابن إسحاق : هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين . قال ابن إسحاق : أي بحجة بالغة . فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه . قال ابن هشام : تزاور تميل ; وهو من الزور . وقال أبو الزحف الكليبي يصف بلدا :
جدب المندى عن هوانا أزور ينضي المطايا خمسه العشنزر
وهذان البيتان في أرجوزة له . وتقرضهم ذات الشمال تجاوزهم وتتركهم عن شمالها . قال ذو الرمة :
إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس
وهذا البيت في قصيدة له . والفجوة : السعة ، وجمعها الفجاء . قال الشاعر :
ألبست قومك مخزاة ومنقصة حتى أبيحوا وحلوا فجوة الدار
ذلك من آيات الله أي في الحجة على من عرف ذلك من أمورهم من أهل الكتاب ممن أمر هؤلاء بمسألتك عنهم في صدق نبوتك بتحقيق الخبر عنهم . من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا . وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد قال ابن هشام : الوصيد الباب . قال العبسي واسمه عبد بن وهب :
بأرض فلاة لا يسد وصيدها علي ومعروفي بها غير منكر
وهذا البيت في أبيات له . والوصيد أيضا الفناء ، وجمعه وصائد ووصد ووصدان . لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا - إلى قوله - الذين غلبوا على أمرهم أهل السلطان والملك منهم لنتخذن عليهم مسجدا سيقولون يعني أحبار اليهود الذين أمروهم بالمسألة عنهم . ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم أي لا تكابرهم . إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا فإنهم لا علم لهم بهم ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا . إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا أي لا تقولن لشيء سألوك عنه كما قلت في هذا إني مخبركم غدا ، واستثن مشيئة الله ، واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لخبر ما سألتموني عنه رشدا ، فإنك لا تدري ما أنا صانع في ذلك . ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا أي سيقولون ذلك . قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا أي لم يخف عليه شيء مما سألوك عنه .
قلت : هذا ما وقع في السيرة من خبر أصحاب الكهف ذكرناه على نسقه . ويأتي خبر ذي القرنين ، ثم نعود إلى أول السورة فنقول : قد تقدم معنى الحمد لله . وزعم الأخفش والكسائي والفراء وأبو عبيد وجمهور المتأولين أن في أول هذه السورة تقديما وتأخيرا ، وأن المعنى : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا . قيما نصب على الحال . وقال قتادة : الكلام على سياقه من غير تقديم ولا تأخير ، ومعناه : ولم يجعل له عوجا ولكن جعلناه قيما . وقول الضحاك فيه حسن ، وأن المعنى : مستقيم ، أي مستقيم الحكمة لا خطأ فيه ولا فساد ولا تناقض . وقيل : قيما على الكتب السابقة يصدقها . وقيل : قيما بالحجج أبدا .
عوجا مفعول به ; والعوج ( بكسر العين ) في الدين والرأي والأمر والطريق . وبفتحها في الأجسام كالخشب والجدار ; وقد تقدم . وليس في القرآن عوج ، أي عيب ، أي ليس متناقضا مختلقا ; كما قال - تعالى - : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقيل : أي لم يجعله مخلوقا ; كما روي عن ابن عباس في قوله - تعالى - قرآنا عربيا غير ذي عوج قال : غير مخلوق . وقال مقاتل : عوجا اختلافا . قال الشاعر :
أدوم بودي للصديق تكرما ولا خير فيمن كان في الود أعوجا. ❝
❞ @رساله الي إمرأه بنت@
من الأرشيف...
.....
يابنت أمي إهدي فؤداكِ
خُلوةً او بعضُ هُدنه
فما نصحي إليكِ تَمّحُكً
بل كف سحبٍ من وحشه الدُجنهْ
فما الحبُ سينفذ من الدنيا
ولا حُب الرجال في الفقهِ سُنه
إهديه جفافاً
وجفاء
،تجاويداً
وغناء،
إجعليه حفاءْ
وترنيمُه غُنه
.
لابد أن يسكن بين الضلوع
ربيعٌ وخريف ونُكران دِمنه
استبدلي الحب بالحب. فحلو
القَثاءِ يَتساقط من مُرِ المَّنْه
لا تستعجلي الحفل الكبير
بقبضة طوق،
ورقصه
ونقشةُ حِنه
فَلربما ألا يكون الخلد تحت خلخاك
وتكوني أنتي كل أقدام الجنه
💔💓💜💛. ❝ ⏤عرفة بندق
❞ @رساله الي إمرأه بنت@
من الأرشيف..
...
يابنت أمي إهدي فؤداكِ
خُلوةً او بعضُ هُدنه
فما نصحي إليكِ تَمّحُكً
بل كف سحبٍ من وحشه الدُجنهْ
فما الحبُ سينفذ من الدنيا
ولا حُب الرجال في الفقهِ سُنه
إهديه جفافاً
وجفاء
،تجاويداً
وغناء،
إجعليه حفاءْ
وترنيمُه غُنه
.
لابد أن يسكن بين الضلوع
ربيعٌ وخريف ونُكران دِمنه
استبدلي الحب بالحب. فحلو
القَثاءِ يَتساقط من مُرِ المَّنْه
لا تستعجلي الحفل الكبير
بقبضة طوق،
ورقصه
ونقشةُ حِنه
فَلربما ألا يكون الخلد تحت خلخاك
وتكوني أنتي كل أقدام الجنه
💔💓💜💛. ❝