❞ من ناحية أخرى، تنظر إلى السبب الذي يجعلك تعيش في وضع مزر بائس. في حياة أصبحت المظاهر أهم من الباطن وكل شيء أصبح ظاهريا. تقول \"هذا شيء لا يحتمل!\"
تتأمل وتفكر وتقول \"ربما قد يتغير شيء إذا غيرت نظرتي للأمور ونظرت للحياة بإشراق. لأننا طالما نحن على قيد الحياة، طالما ما زال هناك فرصة وبالتالي أمل جديد\".
لكن إذا لم يكن في الأساس هناك أمل في أي شيء؟ هل تضيع فرصتك في الحياة لأنها ستصبح بالنسبة لك مجرد عبث وتكرار مستمر لأشياء تتكرر؟
طالما أنت سعيد لن تفكر في هذا. لكن إذا كنت بطبعك شخصا عدميا، فسترى الحياة على حقيقتها بأنها ليست لتلبية طموحاتك وأمانيك. وإن وجودك، سواء رضاك عنه أو كرهك له، لن يغير شيئا. لأنها لن تقف عندك. ستستمر. سوف تصبح ذكرى فقط.
ضياء العجمي
كتاب السطحية بعيون عبثية
قريبا. ❝ ⏤ضياء العجمي
❞ من ناحية أخرى، تنظر إلى السبب الذي يجعلك تعيش في وضع مزر بائس. في حياة أصبحت المظاهر أهم من الباطن وكل شيء أصبح ظاهريا. تقول ˝هذا شيء لا يحتمل!˝
تتأمل وتفكر وتقول ˝ربما قد يتغير شيء إذا غيرت نظرتي للأمور ونظرت للحياة بإشراق. لأننا طالما نحن على قيد الحياة، طالما ما زال هناك فرصة وبالتالي أمل جديد˝.
لكن إذا لم يكن في الأساس هناك أمل في أي شيء؟ هل تضيع فرصتك في الحياة لأنها ستصبح بالنسبة لك مجرد عبث وتكرار مستمر لأشياء تتكرر؟
طالما أنت سعيد لن تفكر في هذا. لكن إذا كنت بطبعك شخصا عدميا، فسترى الحياة على حقيقتها بأنها ليست لتلبية طموحاتك وأمانيك. وإن وجودك، سواء رضاك عنه أو كرهك له، لن يغير شيئا. لأنها لن تقف عندك. ستستمر. سوف تصبح ذكرى فقط.
ضياء العجمي
كتاب السطحية بعيون عبثية
قريبا. ❝
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في \"أحرفنا المنيرة للنشر الإلكترونية\" بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
الاسم: منه إبراهيم عمارة
المحافظة: البحيرة،
الموهبة: الكتابة (الشعر والخواطر)،
وهنا سوف نقوم بالبدء في حوارنا الصحفي للتعرف على مبدعنا اليوم.
نتمنى لكم قراءة ممتعة 💕
---
س/ نبذة تعريفية عنك؟
ج/ أنا كاتبة شابة اكتشفت موهبتي في الكتابة خلال فترة صعبة مررت بها، فوجدت فيها وسيلتي للتعبير عن مشاعري وأفكاري. أحب الكتابة عن الحزن، الأمل، اليقين بالله، الفرح، الإنجازات، والتجارب الشخصية. كما أنني أهوى التلاوة ولدي صوت جميل في القرآن، بالإضافة إلى الرسم وتقليد بعض الشيوخ الذين أحبهم.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ بدأت الكتابة خلال إجازة الترم الثاني من الصف الأول الثانوي، عندما كنت أمر بمرحلة صعبة، فوجدت في الكتابة متنفسًا لي، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتي.
س/ من شجعك في أول خطوة لك في المجال؟
ج/ كان الدعم الأكبر من صديقتي إسلام عبد الخالق أبو شهبة، التي لم تكن فقط مشجعة لي، بل أيضًا دلّتني على الخير وكانت سببًا في ارتدائي للنقاب، وهذا من أكثر الأمور التي أسعدتني في حياتي.
س/ هل لديك أعمال ورقية؟
ج/ نعم، شاركت في تأليف كتاب تحت ظلال الأحروف مع مجموعة من الكتّاب، وهو أول تجربة لي في النشر. وأعمل حاليًا على إصدار كتاب إلكتروني خاص بي يجمع خواطري وشعري.
س/ من رأيك، ما هي أهم صفة يجب أن يتصف بها الكاتب المثالي؟
ج/ الكاتب المثالي هو من يستطيع إيصال مشاعره بصدق وإلهام القرّاء بكلماته. يجب أن يتحلى بالصبر والمثابرة، وأن يكون لديه رسالة واضحة يسعى لنقلها.
س/ أي شخص في بداية حياته يواجه صعوبات، فما هي الصعوبات التي واجهتها وكيف تخطيتها؟
ج/ من أبرز الصعوبات التي واجهتها كانت رفض والدتي للكتابة في البداية، إذ كانت تعتقد أنها حرام، لكن مع الوقت استطعت إقناعها بأن الشعر ليس حرامًا، خاصة أن النبي ﷺ كان له شاعر، وهو حسان بن ثابت رضي الله عنه، الذي كان يدافع عن الإسلام بشعره. والحمد لله، الآن أصبحت تتقبل الأمر.
س/ ما هي الحكمة التي اتخذتها مبدأً في حياتك العملية والعامة؟
ج/ \"لا تيأس من رحمة الله، فكل تأخير هو لحكمة وكل انتظار له فرج.\"
س/ من أكثر الشخصيات التي قابلتها في مجال الكتابة وأثرت فيك؟
ج/ لم ألتقِ بهم شخصيًا، لكنني تأثرت كثيرًا بأدهم الشرقاوي وعبد الرحمن مسعد، وأعتبرهم قدوتي في مجال الكتابة.
س/ كلمنا عن إنجازاتك داخل وخارج المجال؟
ج/ داخل المجال، نشرت كتاباتي وشاركت في إصدار كتاب تحت ظلال الأحروف، وأعمل على كتابي المستقل. خارج المجال، أجد سعادتي في تلاوة القرآن، ولدي قدرة على تقليد قرّاء أحبهم، إلى جانب الرسم الذي أمارسه كهواية.
س/ من وجهة نظرك ككاتبة، هل الكتابة موهبة أم هواية؟
ج/ أعتقد أن الكتابة مزيج من الموهبة والهواية، فالموهبة تمنح الشخص القدرة على التعبير العميق، لكن لا بد من تنميتها بالممارسة والقراءة المستمرة.
س/ من هو مثلك الأعلى؟
ج/ في مجال الكتابة، أدهم الشرقاوي وعبد الرحمن مسعد، وفي الحياة عمومًا، كل شخص يسعى لنشر الخير وإفادة الآخرين.
س/ هل لديك موهبة أخرى؟
ج/ نعم، إلى جانب الكتابة، أحب تلاوة القرآن ولدي قدرة على تقليد قرّاء مفضلين لي مثل العجمي، خالد الجليل، والمنشاوي، كما أنني أهوى الرسم والقراءة.
س/ كلمنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ أعمل حاليًا على تجميع خواطري وشعري في كتاب إلكتروني خاص بي، وأتمنى أن يرى النور قريبًا.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه، فما هو حلمك؟
ج/ حلمي أن تصل كتاباتي إلى قلوب الناس، وأن يكون لي أثر إيجابي في حياة الآخرين من خلال الكلمة الطيبة.
س/ ما النصيحة التي تقدمها لكل شخص يريد الدخول إلى مجال الكتابة؟
ج/ لا تخف من مشاركة كتاباتك، فالكتابة تبدأ من القلب وتصل إلى القلوب. استمر في التطوير والقراءة، ولا تدع الخوف من آراء الآخرين يوقفك عن تحقيق حلمك.
---
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
المحررة: إسراء عيد
المؤسسة: إسراء عيد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في ˝أحرفنا المنيرة للنشر الإلكترونية˝ بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
الاسم: منه إبراهيم عمارة
المحافظة: البحيرة،
الموهبة: الكتابة (الشعر والخواطر)،
وهنا سوف نقوم بالبدء في حوارنا الصحفي للتعرف على مبدعنا اليوم.
نتمنى لكم قراءة ممتعة 💕
-
س/ نبذة تعريفية عنك؟
ج/ أنا كاتبة شابة اكتشفت موهبتي في الكتابة خلال فترة صعبة مررت بها، فوجدت فيها وسيلتي للتعبير عن مشاعري وأفكاري. أحب الكتابة عن الحزن، الأمل، اليقين بالله، الفرح، الإنجازات، والتجارب الشخصية. كما أنني أهوى التلاوة ولدي صوت جميل في القرآن، بالإضافة إلى الرسم وتقليد بعض الشيوخ الذين أحبهم.
س/ متى بدأت الكتابة؟
ج/ بدأت الكتابة خلال إجازة الترم الثاني من الصف الأول الثانوي، عندما كنت أمر بمرحلة صعبة، فوجدت في الكتابة متنفسًا لي، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتي.
س/ من شجعك في أول خطوة لك في المجال؟
ج/ كان الدعم الأكبر من صديقتي إسلام عبد الخالق أبو شهبة، التي لم تكن فقط مشجعة لي، بل أيضًا دلّتني على الخير وكانت سببًا في ارتدائي للنقاب، وهذا من أكثر الأمور التي أسعدتني في حياتي.
س/ هل لديك أعمال ورقية؟
ج/ نعم، شاركت في تأليف كتاب تحت ظلال الأحروف مع مجموعة من الكتّاب، وهو أول تجربة لي في النشر. وأعمل حاليًا على إصدار كتاب إلكتروني خاص بي يجمع خواطري وشعري.
س/ من رأيك، ما هي أهم صفة يجب أن يتصف بها الكاتب المثالي؟
ج/ الكاتب المثالي هو من يستطيع إيصال مشاعره بصدق وإلهام القرّاء بكلماته. يجب أن يتحلى بالصبر والمثابرة، وأن يكون لديه رسالة واضحة يسعى لنقلها.
س/ أي شخص في بداية حياته يواجه صعوبات، فما هي الصعوبات التي واجهتها وكيف تخطيتها؟
ج/ من أبرز الصعوبات التي واجهتها كانت رفض والدتي للكتابة في البداية، إذ كانت تعتقد أنها حرام، لكن مع الوقت استطعت إقناعها بأن الشعر ليس حرامًا، خاصة أن النبي ﷺ كان له شاعر، وهو حسان بن ثابت رضي الله عنه، الذي كان يدافع عن الإسلام بشعره. والحمد لله، الآن أصبحت تتقبل الأمر.
س/ ما هي الحكمة التي اتخذتها مبدأً في حياتك العملية والعامة؟
ج/ ˝لا تيأس من رحمة الله، فكل تأخير هو لحكمة وكل انتظار له فرج.˝
س/ من أكثر الشخصيات التي قابلتها في مجال الكتابة وأثرت فيك؟
ج/ لم ألتقِ بهم شخصيًا، لكنني تأثرت كثيرًا بأدهم الشرقاوي وعبد الرحمن مسعد، وأعتبرهم قدوتي في مجال الكتابة.
س/ كلمنا عن إنجازاتك داخل وخارج المجال؟
ج/ داخل المجال، نشرت كتاباتي وشاركت في إصدار كتاب تحت ظلال الأحروف، وأعمل على كتابي المستقل. خارج المجال، أجد سعادتي في تلاوة القرآن، ولدي قدرة على تقليد قرّاء أحبهم، إلى جانب الرسم الذي أمارسه كهواية.
س/ من وجهة نظرك ككاتبة، هل الكتابة موهبة أم هواية؟
ج/ أعتقد أن الكتابة مزيج من الموهبة والهواية، فالموهبة تمنح الشخص القدرة على التعبير العميق، لكن لا بد من تنميتها بالممارسة والقراءة المستمرة.
س/ من هو مثلك الأعلى؟
ج/ في مجال الكتابة، أدهم الشرقاوي وعبد الرحمن مسعد، وفي الحياة عمومًا، كل شخص يسعى لنشر الخير وإفادة الآخرين.
س/ هل لديك موهبة أخرى؟
ج/ نعم، إلى جانب الكتابة، أحب تلاوة القرآن ولدي قدرة على تقليد قرّاء مفضلين لي مثل العجمي، خالد الجليل، والمنشاوي، كما أنني أهوى الرسم والقراءة.
س/ كلمنا عن أعمالك القادمة؟
ج/ أعمل حاليًا على تجميع خواطري وشعري في كتاب إلكتروني خاص بي، وأتمنى أن يرى النور قريبًا.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه، فما هو حلمك؟
ج/ حلمي أن تصل كتاباتي إلى قلوب الناس، وأن يكون لي أثر إيجابي في حياة الآخرين من خلال الكلمة الطيبة.
س/ ما النصيحة التي تقدمها لكل شخص يريد الدخول إلى مجال الكتابة؟
ج/ لا تخف من مشاركة كتاباتك، فالكتابة تبدأ من القلب وتصل إلى القلوب. استمر في التطوير والقراءة، ولا تدع الخوف من آراء الآخرين يوقفك عن تحقيق حلمك.
-
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
❞ \" ربما تعلمون أنني تزوجت مرتين ، وكان الطلاق هو النهاية في كل مرة .. إن الرجال لا يحتملون المرأة التي تطالب ألا تعامل کامرأة ..
هاك يا صغيرتي ما سيحدث :
سیجلس معك ، ويكلمك عن ( سارتر) وعن الوجودية، ويتلو أبياتاً من شعر ( لوركا) ، ويقول لك كلاماً كثيراً عن انبهاره بعقلك ، وأنه - للمرة الأولى - يلقي المرأة التي تبدو كامرأة ، وتفكر كرجل ..
سيقول إن حياتك معه لن تختلف عن سلسلة من الأعياد الفكرية والمهرجانات العقلانية .. لقد حان الوقت لفهم ذلك الكائن المدعو ( حواء ) حق الفهم ..
سيقول هذا وأكثر يا فتاة ، ولسوف تصدقين ..
کیف لا تصدقين هذه الكلمات من رجل رزين أنيق في منتصف العمر ، عرك الحياة وعركته ؟
ولن يمر وقت طويل حتى تجلسی جواره في ( الكوشة) - إلى يمينه على وجه الدقة - وأنت
تحلمين كمراهقة صغيرة ..
بعد أشهر - لو حالفك الحظ - ستدركين الحقيقة ..
إن الجمال عند الرجل أهم من أي عقل .. طبق الفول بالزيت على مائدة الإفطار أهم من كل كتابات ( سيمون دي بوفوار ) .. مباراة الأهلي والزمالك أهم من ندوة شعرية يتكلم فيها ( أبو العلاء المعري ) شخصياً لو أمكن هذا ..
تدريجياً تدركين أبعاد الخدعة ، وتدركين أن الدور المختار لك هو دور الزوجة لا أكثر ولا أقل ..
ستئورين يا فتاة .. لكنك ستتلقين كلمات قاسية جداً ، ربما بعض الصفعات كذلك لو كان زوجك شرساً مثل زوجي الثاني ..
ستكون معاناة طويلة ، حتى يتم الطلاق ، بعدها تقررين ألا تكرري الخطأ ذاته .. لكن سرعان ما يظهر رجل رزين أنيق في منتصف العمر ، يحدثك عن ( سارتر ) ويتلو عليك شعر ( لوركا ) ..
عندها تقولين لنفسك : لعل الأمر مختلف هذه المرة ؟
تم زواجي الثاني في بداية الشتاء ..
بعدها رحلت مع زوجي ( هشام ) - وهو صحفي كما تعلمون - إلى شاليه في ( بلطيم ) يملكه أحد أصدقائه .. وكانت ( بلطيم ) في هذا الوقت شبه خالية من الشاليهات والمصطافين كذلك ، لأننا كنا في الشتاء ، وحتى في فصل الصيف كانت الإسكندرية - خاصة ( العجمي ) - هي المصيف المرموق الذي يحلم به الجميع ..
كان الشاليه يتكون من أربع غرف .. اثنتان منهما موصدتان بالمفتاح ، وقد تركت لنا غرفتان هما كافيتان تماماً ..
وضعنا حقائبنا .. وقررنا الخروج للنزهة على الشاطئ .. بالطبع ارتدي كل منا ثياباً شتوية ثقيلة ، فالطقس لم يكن يسمح بالمزاح.. وكانت الأمواج ثائرة كأنما ضاقت بالبحر المتوسط، وودت لو فتح لها أحدهم الباب إلى المحيط ..
مشينا بضع دقائق ، وفي نفس كل منا شك لا يعترف به : هذه العطلة لن تكون ناجحة جداً .
صحيح أننا متفردان .. تنائينا عن القطيع .. لكن كل هذا الفراغ الأثيري لم يكن ليناسبنا حقاً ..
لقد أنهينا أكثر ما لدينا من كلمات وملاحظات ودعابات ، ونحن نمشي متشابكى اليدين بمحاذاة الشاطئ .. خمس دقائق لا أكثر .. والمفترض أن لدينا أسبوعاً كاملاً ، فماذا نعمل فيه ؟
السماء مكفهرة تنذر بالويل ، والبرد قارس وهدير الأمواج يقتل كلماتك ما إن تغادر فاك قلت له بعد ما حاولت إشعال لفافة تبغ ست مرات :
- « فلنعد إلى الشاليه .. »
عدنا إلى الشاليه فتناولنا غذاءنا من المعلبات في صمت .. لاحظت في اشمئزاز أن ( هشام ) يملأ فمه بالطعام كالخرتيت قبل أن يبتلعه .. كان يأكل برقة العصافير حينما كان يخطب ودي ، وكان يقضم حبة العنب على ست مرات .. وبدأت أشم رائحة التحول إياها ..
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق ..
بعد الغداء لاحظت أنه يسلك أسنانه بعود ثقاب ، ولما فشل مزق قطعة خيط من كم منامته وراح يمررها بين الأسنان وبعضها ، على سبيل ال (Floss) المرتجل..
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق ..
أحضر جهاز الد( بيك أب ) ، ووضعه على المنضدة ، ثم انتقى أسطوانة لمطربة شابة اشتهرت بأغانيها عديمة المعنى ، وكنت قد جئت بعدة ألبومات لـ ( فاجنر ) و ( جانیس جوبلن ) ..
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق ..
أدرت أسطوانة لـ ( فاجنر ) ، وجلست منتظرة أن يبدأ في الحديث الرومانسي معي ، لا سيما لو كان ذا طابع ثقافي .. لكنه راح يحكى دعابات سمجة عن الحموات الشرسات ، والزوجات المتسلطات ، حاسباً أن هذا يجعله أقرب لقلبي ، وينهي كل دعابة بـ ( هاع هاع هاع هاع ! ) ..
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق ..
جلس بمنامته ورفع قدماً يريحها على المقعد ، ثم راح يعبث في أصابع قدميه باستمتاع كما يحب الرجال أن يفعلوا ..
صارحته بهذا ، فانفجر في ..
قال لي إنه لم يتلق كل هذا القدر من الانتقادات منذ كان طفلاً في الرابعة من عمره ، وإن أمه لم تبذل كل هذا الجهد التربوي معه، وإنني بالتأكيد إنسانة متسلطة قررت أن تتحكم في كل التفاصيل ، في أول نصف ساعة من حياتنا الزوجية ..
راق لي هذا .. فالحرب هي أرضى التي أشعر فيها براحة حقيقية ..
- «من منكم يدنو .. أو يجسر ؟ »
بدأت معركتنا الأولى ، ولم تكن عنيفة جداً بطبيعة الحال ، لكنها انتهت به صامتاً كالأسماك و بي أشعل لفافة تبغ في عصبية ..
وفي المساء تشاجرنا ثانية مع صوت الأمواج ..
في الصباح لاحظت في ضيق أنه يريد أن يلتهم الإفطار دون أن يغسل وجهه ، وهكذا تشاجرنا مرة ثالثة ..
عند الظهيرة تشاجرنا بعنف ، لأنه يريد أن يخرج النزهة ، بينما أنا مصرة على أن نجلس ونستمع لـ ( فاجنر ) ، والأدهى أنه دعا بخراب بيت ( فاجنر ) وكل أحفاد ( فاجنر ) إلى يوم الدين ..
- « من فضلك .. أريدك أن تكون متحضرا
لا أسمح لك بسب ( فاجنر ) ! »
- « هذا خير من أن أسبك أنت أيتها المتسلطة ! »
وغادر الشاليه غاضباً ، والحقيقة هي أننا أحرزنا سبقاً هائلاً في عصر السرعة هذا .. لقد حققنا خلال أربع وعشرين ساعة من الجفاء والنفور ما يحققه سوانا في عشر سنوات !
الشاعرة / نادية فهيم
- قصة : مع الحطمة. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ ˝ ربما تعلمون أنني تزوجت مرتين ، وكان الطلاق هو النهاية في كل مرة . إن الرجال لا يحتملون المرأة التي تطالب ألا تعامل کامرأة .
هاك يا صغيرتي ما سيحدث :
سیجلس معك ، ويكلمك عن ( سارتر) وعن الوجودية، ويتلو أبياتاً من شعر ( لوركا) ، ويقول لك كلاماً كثيراً عن انبهاره بعقلك ، وأنه - للمرة الأولى - يلقي المرأة التي تبدو كامرأة ، وتفكر كرجل .
سيقول إن حياتك معه لن تختلف عن سلسلة من الأعياد الفكرية والمهرجانات العقلانية . لقد حان الوقت لفهم ذلك الكائن المدعو ( حواء ) حق الفهم .
سيقول هذا وأكثر يا فتاة ، ولسوف تصدقين .
کیف لا تصدقين هذه الكلمات من رجل رزين أنيق في منتصف العمر ، عرك الحياة وعركته ؟
ولن يمر وقت طويل حتى تجلسی جواره في ( الكوشة) - إلى يمينه على وجه الدقة - وأنت
تحلمين كمراهقة صغيرة .
بعد أشهر - لو حالفك الحظ - ستدركين الحقيقة .
إن الجمال عند الرجل أهم من أي عقل . طبق الفول بالزيت على مائدة الإفطار أهم من كل كتابات ( سيمون دي بوفوار ) . مباراة الأهلي والزمالك أهم من ندوة شعرية يتكلم فيها ( أبو العلاء المعري ) شخصياً لو أمكن هذا .
تدريجياً تدركين أبعاد الخدعة ، وتدركين أن الدور المختار لك هو دور الزوجة لا أكثر ولا أقل .
ستئورين يا فتاة . لكنك ستتلقين كلمات قاسية جداً ، ربما بعض الصفعات كذلك لو كان زوجك شرساً مثل زوجي الثاني .
ستكون معاناة طويلة ، حتى يتم الطلاق ، بعدها تقررين ألا تكرري الخطأ ذاته . لكن سرعان ما يظهر رجل رزين أنيق في منتصف العمر ، يحدثك عن ( سارتر ) ويتلو عليك شعر ( لوركا ) .
عندها تقولين لنفسك : لعل الأمر مختلف هذه المرة ؟
تم زواجي الثاني في بداية الشتاء .
بعدها رحلت مع زوجي ( هشام ) - وهو صحفي كما تعلمون - إلى شاليه في ( بلطيم ) يملكه أحد أصدقائه . وكانت ( بلطيم ) في هذا الوقت شبه خالية من الشاليهات والمصطافين كذلك ، لأننا كنا في الشتاء ، وحتى في فصل الصيف كانت الإسكندرية - خاصة ( العجمي ) - هي المصيف المرموق الذي يحلم به الجميع .
كان الشاليه يتكون من أربع غرف . اثنتان منهما موصدتان بالمفتاح ، وقد تركت لنا غرفتان هما كافيتان تماماً .
وضعنا حقائبنا . وقررنا الخروج للنزهة على الشاطئ . بالطبع ارتدي كل منا ثياباً شتوية ثقيلة ، فالطقس لم يكن يسمح بالمزاح. وكانت الأمواج ثائرة كأنما ضاقت بالبحر المتوسط، وودت لو فتح لها أحدهم الباب إلى المحيط .
مشينا بضع دقائق ، وفي نفس كل منا شك لا يعترف به : هذه العطلة لن تكون ناجحة جداً .
صحيح أننا متفردان . تنائينا عن القطيع . لكن كل هذا الفراغ الأثيري لم يكن ليناسبنا حقاً .
لقد أنهينا أكثر ما لدينا من كلمات وملاحظات ودعابات ، ونحن نمشي متشابكى اليدين بمحاذاة الشاطئ . خمس دقائق لا أكثر . والمفترض أن لدينا أسبوعاً كاملاً ، فماذا نعمل فيه ؟
السماء مكفهرة تنذر بالويل ، والبرد قارس وهدير الأمواج يقتل كلماتك ما إن تغادر فاك قلت له بعد ما حاولت إشعال لفافة تبغ ست مرات :
- « فلنعد إلى الشاليه . »
عدنا إلى الشاليه فتناولنا غذاءنا من المعلبات في صمت . لاحظت في اشمئزاز أن ( هشام ) يملأ فمه بالطعام كالخرتيت قبل أن يبتلعه . كان يأكل برقة العصافير حينما كان يخطب ودي ، وكان يقضم حبة العنب على ست مرات . وبدأت أشم رائحة التحول إياها .
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق .
بعد الغداء لاحظت أنه يسلك أسنانه بعود ثقاب ، ولما فشل مزق قطعة خيط من كم منامته وراح يمررها بين الأسنان وبعضها ، على سبيل ال (Floss) المرتجل.
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق .
أحضر جهاز الد( بيك أب ) ، ووضعه على المنضدة ، ثم انتقى أسطوانة لمطربة شابة اشتهرت بأغانيها عديمة المعنى ، وكنت قد جئت بعدة ألبومات لـ ( فاجنر ) و ( جانیس جوبلن ) .
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق .
أدرت أسطوانة لـ ( فاجنر ) ، وجلست منتظرة أن يبدأ في الحديث الرومانسي معي ، لا سيما لو كان ذا طابع ثقافي . لكنه راح يحكى دعابات سمجة عن الحموات الشرسات ، والزوجات المتسلطات ، حاسباً أن هذا يجعله أقرب لقلبي ، وينهي كل دعابة بـ ( هاع هاع هاع هاع ! ) .
صارحته بهذا ، فابتسم ولم يعلّق .
جلس بمنامته ورفع قدماً يريحها على المقعد ، ثم راح يعبث في أصابع قدميه باستمتاع كما يحب الرجال أن يفعلوا .
صارحته بهذا ، فانفجر في .
قال لي إنه لم يتلق كل هذا القدر من الانتقادات منذ كان طفلاً في الرابعة من عمره ، وإن أمه لم تبذل كل هذا الجهد التربوي معه، وإنني بالتأكيد إنسانة متسلطة قررت أن تتحكم في كل التفاصيل ، في أول نصف ساعة من حياتنا الزوجية .
راق لي هذا . فالحرب هي أرضى التي أشعر فيها براحة حقيقية .
- «من منكم يدنو . أو يجسر ؟ »
بدأت معركتنا الأولى ، ولم تكن عنيفة جداً بطبيعة الحال ، لكنها انتهت به صامتاً كالأسماك و بي أشعل لفافة تبغ في عصبية .
وفي المساء تشاجرنا ثانية مع صوت الأمواج .
في الصباح لاحظت في ضيق أنه يريد أن يلتهم الإفطار دون أن يغسل وجهه ، وهكذا تشاجرنا مرة ثالثة .
عند الظهيرة تشاجرنا بعنف ، لأنه يريد أن يخرج النزهة ، بينما أنا مصرة على أن نجلس ونستمع لـ ( فاجنر ) ، والأدهى أنه دعا بخراب بيت ( فاجنر ) وكل أحفاد ( فاجنر ) إلى يوم الدين .
- « من فضلك . أريدك أن تكون متحضرا
لا أسمح لك بسب ( فاجنر ) ! »
- « هذا خير من أن أسبك أنت أيتها المتسلطة ! »
وغادر الشاليه غاضباً ، والحقيقة هي أننا أحرزنا سبقاً هائلاً في عصر السرعة هذا . لقد حققنا خلال أربع وعشرين ساعة من الجفاء والنفور ما يحققه سوانا في عشر سنوات !
الشاعرة / نادية فهيم