❞ من الفوائد الفقهية لقصة الحديبية ..
🔸️وفي قول النبي ﷺ للمغيرة ( أَمَّا الإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ ، وَأَمَّا المَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ) ، دليل على أن مال المشرك المعاهد معصوم ، وأنه لا يملك ، بل يرد عليه فإن المغيرة كان قد صحبهم على الأمان ، ثم غدر بهم ، وأخذ أموالهم ، فلم يتعرض النبي ﷺ لأموالهم ، ولا ذب عنها ، ولا ضمنها لهم ، لأن ذلك كان قبل إسلام المغيرة🔸️وفي قول الصدِّيق لعروة : امصُصْ بَطْرَ اللَّاتِ ، دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال ، كما أذن النبي ﷺ أن يُصرح لمن ادعى دعوى الجاهلية بهن أبيه ، ويقال له : اعضُضْ أَيْرَ أبيك ، ولا يُكْنَى له ، فلكل مقام مقال🔸️ومنها : احتمال قلة أدب رسولِ الكُفار ، وجهله وجفوته ولا يقابل على ذلك لما فيه من المصلحة العامة ، ولم يقابل النبي ﷺ عُروة على أخذه بلحيته وقت خطابه ، وإن كانت تلك عادة العرب ، لكن الوقار والتعظيم خلاف ذلك🔸️ومنها : طهارة النُّخَامَةِ ، سواء كانت من رأس أو صدر🔸️ومنها : طهارة الماء المستعمل🔸️ومنها : استحباب التفاؤل ، وأنه ليس من الطيرة المَكْرُوهة ، لقوله ﷺ لما جاء سهيل ( سَهُلَ أَمْرُكُم )🔸️ومنها : أن المشهود عليه إذا عُرف باسمه واسم أبيه أغنى ذلك عن ذكر الجد ، لأن النبي ﷺ لم يزد على محمد بن عبد الله ، وقَنِعَ مِن سهيل بذكر اسمه واسم أبيه خاصة ، واشتراط ذكر الجد لا أصل له🔸️ومنها : أن مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضَيْم على المُسلمين جائزة للمصلحة الراجحة ، ودفع ما هو شر منه ، ففيه دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما🔸️ومنها : أن من حَلَفَ على فعل شيء، أو نَذَره ، أو وَعَدَ غيره به ولم يُعين وقتاً لا بلفظه ولا بنيته لم يكن على الفور بل على التراخي🔸️ومنها : أن الحلاقة نُسُكٌ ، وأنها أفضل من التقصير ، وأنه نُسُك في العُمرة ، كما هو نُسك في الحج ، وأنه نُسُك في عُمرة المحصور ، كما هو نسك في عُمرة غيره🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ ينحر هديه حيث أُحْصِرَ من الحِل أو الحَرَم ، وأنه لا يجب عليه أن يُواعِدَ من ينحره في الحرم إذا لم يصل إليه ، وأنه لا يتحلل حتى يصل إلى محله ، بدليل قوله تعالى { وَالْهَدَى مَعْكُوفًا أن يبلغ حل }🔸️ومنها : أن الموضع الذي نحر فيه الهدي كان من الحل لا من الحرم ، لأن الحَرَمَ كُلَّه محلُّ الهدي🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ لا يجب عليه القضاء ، لأنه أمرهم بالحلق والنحر ، ولم يأمر أحداً منهم بالقضاء ، والعُمْرَةُ من العام القابل لم تكن واجبة ولا قضاء عن عُمرة الإحصار، فإنهم كانوا في عمرة الإحصار ألفاً وأربعمئة ، وكانوا في عُمرة القضية دون ذلك ، وإنما سُمِّيت عُمرة القضية والقضاء لأنها العُمرة التي قاضاهم عليها ، فأُضيفت العُمرة إلى مصدر فعله. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ من الفوائد الفقهية لقصة الحديبية ..
🔸️وفي قول النبي ﷺ للمغيرة ( أَمَّا الإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ ، وَأَمَّا المَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ) ، دليل على أن مال المشرك المعاهد معصوم ، وأنه لا يملك ، بل يرد عليه فإن المغيرة كان قد صحبهم على الأمان ، ثم غدر بهم ، وأخذ أموالهم ، فلم يتعرض النبي ﷺ لأموالهم ، ولا ذب عنها ، ولا ضمنها لهم ، لأن ذلك كان قبل إسلام المغيرة🔸️وفي قول الصدِّيق لعروة : امصُصْ بَطْرَ اللَّاتِ ، دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال ، كما أذن النبي ﷺ أن يُصرح لمن ادعى دعوى الجاهلية بهن أبيه ، ويقال له : اعضُضْ أَيْرَ أبيك ، ولا يُكْنَى له ، فلكل مقام مقال🔸️ومنها : احتمال قلة أدب رسولِ الكُفار ، وجهله وجفوته ولا يقابل على ذلك لما فيه من المصلحة العامة ، ولم يقابل النبي ﷺ عُروة على أخذه بلحيته وقت خطابه ، وإن كانت تلك عادة العرب ، لكن الوقار والتعظيم خلاف ذلك🔸️ومنها : طهارة النُّخَامَةِ ، سواء كانت من رأس أو صدر🔸️ومنها : طهارة الماء المستعمل🔸️ومنها : استحباب التفاؤل ، وأنه ليس من الطيرة المَكْرُوهة ، لقوله ﷺ لما جاء سهيل ( سَهُلَ أَمْرُكُم )🔸️ومنها : أن المشهود عليه إذا عُرف باسمه واسم أبيه أغنى ذلك عن ذكر الجد ، لأن النبي ﷺ لم يزد على محمد بن عبد الله ، وقَنِعَ مِن سهيل بذكر اسمه واسم أبيه خاصة ، واشتراط ذكر الجد لا أصل له🔸️ومنها : أن مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضَيْم على المُسلمين جائزة للمصلحة الراجحة ، ودفع ما هو شر منه ، ففيه دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما🔸️ومنها : أن من حَلَفَ على فعل شيء، أو نَذَره ، أو وَعَدَ غيره به ولم يُعين وقتاً لا بلفظه ولا بنيته لم يكن على الفور بل على التراخي🔸️ومنها : أن الحلاقة نُسُكٌ ، وأنها أفضل من التقصير ، وأنه نُسُك في العُمرة ، كما هو نُسك في الحج ، وأنه نُسُك في عُمرة المحصور ، كما هو نسك في عُمرة غيره🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ ينحر هديه حيث أُحْصِرَ من الحِل أو الحَرَم ، وأنه لا يجب عليه أن يُواعِدَ من ينحره في الحرم إذا لم يصل إليه ، وأنه لا يتحلل حتى يصل إلى محله ، بدليل قوله تعالى { وَالْهَدَى مَعْكُوفًا أن يبلغ حل }🔸️ومنها : أن الموضع الذي نحر فيه الهدي كان من الحل لا من الحرم ، لأن الحَرَمَ كُلَّه محلُّ الهدي🔸️ومنها : أن المُحْصَرَ لا يجب عليه القضاء ، لأنه أمرهم بالحلق والنحر ، ولم يأمر أحداً منهم بالقضاء ، والعُمْرَةُ من العام القابل لم تكن واجبة ولا قضاء عن عُمرة الإحصار، فإنهم كانوا في عمرة الإحصار ألفاً وأربعمئة ، وكانوا في عُمرة القضية دون ذلك ، وإنما سُمِّيت عُمرة القضية والقضاء لأنها العُمرة التي قاضاهم عليها ، فأُضيفت العُمرة إلى مصدر فعله . ❝
❞ هل تعرف لماذا لا نصبر ؟!
لأننا نقول دائما لأنفسنا:
ومن يضمن لنا المستقبل إذا ضحينا بالحاضر ؟!
ولا أحد يفكر بأن الله هو الضامن
وأنه هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة
وأنه خالق الوجود و ضامنه
ولو امتلأت النفوس بهذا الإيمان لانحلت العقدة
ولكن لا إيمان اليوم رغم كثرة المآذن !
إنها مجرد مصاحف مدلاة على الصدور
لكن الصدور نفسها ليس فيها شيء سوى رغبة محرقة في اغتنام لذة أو انتهاز مصلحة !. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هل تعرف لماذا لا نصبر ؟!
لأننا نقول دائما لأنفسنا:
ومن يضمن لنا المستقبل إذا ضحينا بالحاضر ؟!
ولا أحد يفكر بأن الله هو الضامن
وأنه هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة
وأنه خالق الوجود و ضامنه
ولو امتلأت النفوس بهذا الإيمان لانحلت العقدة
ولكن لا إيمان اليوم رغم كثرة المآذن !
إنها مجرد مصاحف مدلاة على الصدور
لكن الصدور نفسها ليس فيها شيء سوى رغبة محرقة في اغتنام لذة أو انتهاز مصلحة ! . ❝
❞ وتتلخص السياسات الأمريكية في عدة نقاط ... تضخيم عدو معين أو خطر معين ( الخطر الشيوعي و فيما بعد الإسلامي ) كستار للتدخل و تحقيق مصالحها في البلد ... تعيش أمريكا دور البلطجي و نرى من خلال سرد الاحداث مشاركتها في العديد من الانقلابات على حكومات وطنية أو توافقية و كذلك دورها في وصول عدة دكتاتوريات الى سدة الحكم كذلك وضع اليد على أراضي كما ( نيو مكسيكو – تكساس – .. ) حيث كانت جزء من المكسيك و نهب ثروات العالم الثالث و لاسيما النفط و الذهب و اليورانيوم ( الشرق الاوسط و افريقيا ... ) بالترغيب او الترهيب او اشعال حروب و بدعوى الموارد التي وضعها الرب في الاماكن الخطأ و التي يتوجب عليها خدمة التحضر و البلدان المتحضرة بالإضافة الى استخدام الشعارات البراقة عن الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان لتخويف بعض الحكومات المتورطة بدماء أبنائها و ابتزازها مع ارتكاب او تمرير مجازر لأصدقائها كما حصل في الفيتنام و كمبوديا و روندا و حتى التعامل مع الشيوعيين و مساندتهم عند المصلحة ( الخمير الحمر مثلا ) و كذلك تجار المخدرات كما في بوليفيا و المافيا كما في حادثة صقلية اذا فنحن نتحدث هنا عن انعدام المبدأ و ازدواجية المعايير ( الفيتو و النووي حلال لنا و لأصدقائنا حرام على غيرنا ) و اللعب على اكثر من وتر مثل الحرب الايرانية العراقية لإضعاف الطرفين ... دعم الاصوليات ثم محاولة التخلص منها بعد استهلاكها ( أفغانستان ) و العلاقات المميزة مع اسرائيل و أسبابها و دور اللوبي اليهودي. ❝ ⏤شادي عبد السلام
❞ وتتلخص السياسات الأمريكية في عدة نقاط ... تضخيم عدو معين أو خطر معين ( الخطر الشيوعي و فيما بعد الإسلامي ) كستار للتدخل و تحقيق مصالحها في البلد ... تعيش أمريكا دور البلطجي و نرى من خلال سرد الاحداث مشاركتها في العديد من الانقلابات على حكومات وطنية أو توافقية و كذلك دورها في وصول عدة دكتاتوريات الى سدة الحكم كذلك وضع اليد على أراضي كما ( نيو مكسيكو – تكساس – .. ) حيث كانت جزء من المكسيك و نهب ثروات العالم الثالث و لاسيما النفط و الذهب و اليورانيوم ( الشرق الاوسط و افريقيا ... ) بالترغيب او الترهيب او اشعال حروب و بدعوى الموارد التي وضعها الرب في الاماكن الخطأ و التي يتوجب عليها خدمة التحضر و البلدان المتحضرة بالإضافة الى استخدام الشعارات البراقة عن الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان لتخويف بعض الحكومات المتورطة بدماء أبنائها و ابتزازها مع ارتكاب او تمرير مجازر لأصدقائها كما حصل في الفيتنام و كمبوديا و روندا و حتى التعامل مع الشيوعيين و مساندتهم عند المصلحة ( الخمير الحمر مثلا ) و كذلك تجار المخدرات كما في بوليفيا و المافيا كما في حادثة صقلية اذا فنحن نتحدث هنا عن انعدام المبدأ و ازدواجية المعايير ( الفيتو و النووي حلال لنا و لأصدقائنا حرام على غيرنا ) و اللعب على اكثر من وتر مثل الحرب الايرانية العراقية لإضعاف الطرفين ... دعم الاصوليات ثم محاولة التخلص منها بعد استهلاكها ( أفغانستان ) و العلاقات المميزة مع اسرائيل و أسبابها و دور اللوبي اليهودي . ❝
❞ هديه ﷺ في الأسارى
كان يمن على بعضهم ، ويقتل بعضهم ، ويُفادِي بعضهم بالمال ، وبعضهم بأسرى المسلمين ، وقد فعل ذلك كله بِحَسَبِ المصلحة ، ففادَى أسارى بدر بمَالٍ ، وقَالَ ﷺ ( لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً ، ثُمَّ كَلَّمَني في هؤلاء النتنى ، لَتَرَكْتُهُم له ) ، وهبط عليه في صلح الحديبية ثمانون متسلّحُونَ يُريدون غِرَّته ، فأسرهم ثُمَّ مَنَّ عليهم ، وأسرَ ثُمامةَ بن أثال سيِّدَ بني حَنِيفَةَ ، فَرَبطَه بِسَارِيَةِ المَسْجِدِ ، ثم أطلقه فأسلم ، واستشار الصحابة في أسارى بدر ، فأشار عليه الصِّدِّيقُ أن يأخُذَ منهم فدية تكون لهم قوةً على عَدوّهم ويُطلِقَهم ، لعل الله أن يَهْدِيهم إلى الإسلام ، وقال عمر : لا والله ما أرى الَّذِي رأى أبو بكر ، ولكن أرى أن تُمَكِّننَا فَنضرِبَ أعناقهم ، فإنَّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فَهَوِيَ رسولُ الله ﷺ ما قال أبو بكر ، ولم يَهْوَ ما قال عُمَرُ ، فلما كان من الغد أقبلَ عُمَرُ ، فإذا رسول الله ﷺ يَبكي هو وأبو بكر ، فقال : يا رَسُولَ الله ! من أي شيء تبكي أنتَ وصاحِبُكَ ، فإن وجدتُ بُكاء بَكَيْتُ ، وإن لم أَجِدْ بكاء ، تباكَيْتُ لبكائكما ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِم الفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُم أدْنَى مِنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ : مَا كَانَ لِنَي أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّى يُنْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) ، واستأذنه الأنصار أن يترُكُوا لِلعباس عَمِّهِ فِدَاءَه ، فَقَالَ ﷺ ( لا تَدَعُوا مِنْهُ دِرْهَمَاً ) ، واستوهب من سلمة بن الأكوع جارية نَفَلَه إِيَّاها أبو بكر في بعض مغازيه فوهبها له ، فبعث بها إلى مكة ، فقدى بها ناساً من المسلمين ، وفدى رجلين من المسلمين برجل من عقيل ، ورد سبي هوازن عليهم بعد القِسْمَةِ ، واستطاب قلوب الغانمين ، فطيَّبوا له ، وعوّض من لم يُطيب من بِكُلِّ إنسانٍ سِتَّ فرائض ، وقتل عُقبة بن أبي معيط من الأسرى ، وقتل النَّصْرَ بنَ الحارث ، لشدة عداوتهما لله ورسوله ، وذكر الإمام أحمد عن ابن عباس قال : كان ناس من الأسرى لم يَكُن لهم مال ، فجعل رسول الله ﷺ فِداءَهم أن يُعَلِّمُوا أولاد الأنصار الكتابة ، وهذا يدل على جواز الفداء بالعمل ، كما يجوز بالمال. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في الأسارى
كان يمن على بعضهم ، ويقتل بعضهم ، ويُفادِي بعضهم بالمال ، وبعضهم بأسرى المسلمين ، وقد فعل ذلك كله بِحَسَبِ المصلحة ، ففادَى أسارى بدر بمَالٍ ، وقَالَ ﷺ ( لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً ، ثُمَّ كَلَّمَني في هؤلاء النتنى ، لَتَرَكْتُهُم له ) ، وهبط عليه في صلح الحديبية ثمانون متسلّحُونَ يُريدون غِرَّته ، فأسرهم ثُمَّ مَنَّ عليهم ، وأسرَ ثُمامةَ بن أثال سيِّدَ بني حَنِيفَةَ ، فَرَبطَه بِسَارِيَةِ المَسْجِدِ ، ثم أطلقه فأسلم ، واستشار الصحابة في أسارى بدر ، فأشار عليه الصِّدِّيقُ أن يأخُذَ منهم فدية تكون لهم قوةً على عَدوّهم ويُطلِقَهم ، لعل الله أن يَهْدِيهم إلى الإسلام ، وقال عمر : لا والله ما أرى الَّذِي رأى أبو بكر ، ولكن أرى أن تُمَكِّننَا فَنضرِبَ أعناقهم ، فإنَّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فَهَوِيَ رسولُ الله ﷺ ما قال أبو بكر ، ولم يَهْوَ ما قال عُمَرُ ، فلما كان من الغد أقبلَ عُمَرُ ، فإذا رسول الله ﷺ يَبكي هو وأبو بكر ، فقال : يا رَسُولَ الله ! من أي شيء تبكي أنتَ وصاحِبُكَ ، فإن وجدتُ بُكاء بَكَيْتُ ، وإن لم أَجِدْ بكاء ، تباكَيْتُ لبكائكما ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِم الفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُم أدْنَى مِنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ : مَا كَانَ لِنَي أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّى يُنْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) ، واستأذنه الأنصار أن يترُكُوا لِلعباس عَمِّهِ فِدَاءَه ، فَقَالَ ﷺ ( لا تَدَعُوا مِنْهُ دِرْهَمَاً ) ، واستوهب من سلمة بن الأكوع جارية نَفَلَه إِيَّاها أبو بكر في بعض مغازيه فوهبها له ، فبعث بها إلى مكة ، فقدى بها ناساً من المسلمين ، وفدى رجلين من المسلمين برجل من عقيل ، ورد سبي هوازن عليهم بعد القِسْمَةِ ، واستطاب قلوب الغانمين ، فطيَّبوا له ، وعوّض من لم يُطيب من بِكُلِّ إنسانٍ سِتَّ فرائض ، وقتل عُقبة بن أبي معيط من الأسرى ، وقتل النَّصْرَ بنَ الحارث ، لشدة عداوتهما لله ورسوله ، وذكر الإمام أحمد عن ابن عباس قال : كان ناس من الأسرى لم يَكُن لهم مال ، فجعل رسول الله ﷺ فِداءَهم أن يُعَلِّمُوا أولاد الأنصار الكتابة ، وهذا يدل على جواز الفداء بالعمل ، كما يجوز بالمال . ❝