❞ #يقول الشيخ الغزالي (رحمه الله):
#سألني سائل: هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟
#فنظرت إليه في ضيق شديد، وقررت أن ألتوي معه في الإجابة كما التوى هو مع فطرته في هذا التساؤل، وقلت له: الإنسان نوعان؛ نوع يعيش في الشرق ونوع يعيش في الغرب، والأول مسيّر والآخر مخيّر!
ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى و العجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا.
#ثم قال: ما هذا الكلام؟ إنني أسألك هل للإنسان إرادة حرة وقدرة مستقلة يفعل بهما ما يفعل ويترك ما يترك أم هو مجبور!
#فقلت له: قد أجبتك، الإنسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر هناك له إرادة وقدرة، وهنا لا شيء له!!
#فضحك أحد الظرفاء وقال: هذه إجابة سياسية. فقلت وإنها لدينية كذلك..
#يا رجل إن القوم في الغرب شعروا بأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون وشعروا بأن لهم إرادة فصمموا بها حتى التقت في أيديهم مصاير الأمم وأزمة السياسات
وشعروا بأنه لهم قدرة، فجابوا المشارق والمغارب، وصنعوا الروائع والعجائب.
#أما نحن...فهذا رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها، #ألَه حقا عقل حرّ يستطيع أن يفكر به؟ ألَه إرادة يستطيع أن يعزم بها؟ ألَه قوة يستطيع أن يتحرك بها؟
#وإلى أن نثبت له نحن ذلك! سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل. أما الآن فهو -فعلا- مسيَّر من ذلك الرجل المخير في الغرب... ما أبعد البَوْن بين الشخصين!
الرجل في الغرب ألقي به في تيار الحياة، فعلم أن له أعضاء يستطيع أن يعوم بها فظلّ يسبح مع التيار تارة وضده تارك أخرى، حتى وصل إلى الشاطئ!!
#أما هنا، فلما ألقي بالرجل في معترك الأمواج، بدأ يسأل نفسه: هل أنا حيّ حقا أم أنا جثة هامدة؟
#أو بتعبير المتفيقهين: هل أنا حرّ أم أعضائي مقيدة؟
#ولكن التيار الجارف لا ينتظر نتائج هذه السفسطة، فلا يلبث أن يطويه اليمّ مع الهالكين. وليس يغني في عزائه قول الشاعر السفيه:
ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتلّ بالماء..
#اعمل أيها الرجل ولا تقل: هل أنا مسيّر أم مخيّر، واستغل المواهب التي آتاك الله واشعر بأن لك في الحياة حقوقا وعليك للحياة واجبات.
وكفى كذبا على الدين والدنيا!
......
#كتاب (عقيدة المسلم). ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞
#يقول الشيخ الغزالي (رحمه الله):
#سألني سائل: هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟
#فنظرت إليه في ضيق شديد، وقررت أن ألتوي معه في الإجابة كما التوى هو مع فطرته في هذا التساؤل، وقلت له: الإنسان نوعان؛ نوع يعيش في الشرق ونوع يعيش في الغرب، والأول مسيّر والآخر مخيّر!
ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى و العجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا.
#ثم قال: ما هذا الكلام؟ إنني أسألك هل للإنسان إرادة حرة وقدرة مستقلة يفعل بهما ما يفعل ويترك ما يترك أم هو مجبور!
#فقلت له: قد أجبتك، الإنسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر هناك له إرادة وقدرة، وهنا لا شيء له!!
#فضحك أحد الظرفاء وقال: هذه إجابة سياسية. فقلت وإنها لدينية كذلك.
#يا رجل إن القوم في الغرب شعروا بأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون وشعروا بأن لهم إرادة فصمموا بها حتى التقت في أيديهم مصاير الأمم وأزمة السياسات
وشعروا بأنه لهم قدرة، فجابوا المشارق والمغارب، وصنعوا الروائع والعجائب.
#أما نحن..فهذا رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها، #ألَه حقا عقل حرّ يستطيع أن يفكر به؟ ألَه إرادة يستطيع أن يعزم بها؟ ألَه قوة يستطيع أن يتحرك بها؟
#وإلى أن نثبت له نحن ذلك! سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل. أما الآن فهو -فعلا- مسيَّر من ذلك الرجل المخير في الغرب.. ما أبعد البَوْن بين الشخصين!
الرجل في الغرب ألقي به في تيار الحياة، فعلم أن له أعضاء يستطيع أن يعوم بها فظلّ يسبح مع التيار تارة وضده تارك أخرى، حتى وصل إلى الشاطئ!!
#أما هنا، فلما ألقي بالرجل في معترك الأمواج، بدأ يسأل نفسه: هل أنا حيّ حقا أم أنا جثة هامدة؟
#أو بتعبير المتفيقهين: هل أنا حرّ أم أعضائي مقيدة؟
#ولكن التيار الجارف لا ينتظر نتائج هذه السفسطة، فلا يلبث أن يطويه اليمّ مع الهالكين. وليس يغني في عزائه قول الشاعر السفيه:
ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتلّ بالماء.
#اعمل أيها الرجل ولا تقل: هل أنا مسيّر أم مخيّر، واستغل المواهب التي آتاك الله واشعر بأن لك في الحياة حقوقا وعليك للحياة واجبات.
❞ ٢٠ معلومة لا تعرفينها عن زوجك!
1. هو لا يقول "أحبك" كثيرا، لأنه يتصور أن كلمة أحبك التي قالها في فترة الخطوبة صالحة و"شغالة" حتى يخبرك بالعكس!، ولهذا لا يرى جدوى من تأكيد شيء مؤكد وتعريف شيء معرف.
2. يحتاج لأن تعامليه على أنه جزء من الحل وليس جزءا من المشكلة، وعليه فإن عبارة مثل "اتخنقت من البيت وانت بره طول اليوم" سيكون ردها عنده دفاعاً وتبريراً لموقفه وأنه لا يلعب جولف عندما يخرج، نظراً لجعلك إياه ـ دون قصد ـ متهم.
3. الرجل يقول نعم، عندما نعطيه الحرية ليقول لا، ولذلك "عاوزين نروح لماما"، تختلف عن "عارفه انك مشغول، يا ريت لو عندك وقت فاضي عرفني عشان نزور ماما".
4. الرجل بشكل عام لديه مبرراته للكذب "علشان متزعلش"، وجودك تحت رجل لا يكذب شيء يحتاج إلى شكر الله، لأنه من القلة الصادقة، أو الأكثرية صاحبة الخيال الخصب.
5. "لو مهتم كنت عرفت"، هذه عبارة فاشلة تماماً، هو لا يعرف يقينا كثير مما يسعدك أو يحزنك، ولا يعني هذا أبداً أنه غير مهتم بكِ، ستحتاجين لشرح وتبسيط.
6. الرجال ليسوا بالذكاء الذي يدعونه، زوجك طفل بشارب!، يغضب ويرضى كما الأطفال، ولذا أنت محتاجة في تعاملك معه إلى بعض الصبر، وكثير من "الملاطفة".
7. ذكائك في التعامل معه أن تشعريه بأنك كبيره به لا كبيرة عليه، وأن نجاحك الذي تحققيه في الحياة جزء مهم منه كونه في حياتك.
8. من حقك أن تغيري عليه، وتعبري عن استيائك من سلوك خاطئ يفعله، المشكلة أن المبالغة في مراقبة "لايكات نهى"، و"كومنتات منال"، و"ماسجات مدام علياء"، يمكن أن ينسيك التركيز معه، ومن ثم تدخل "سهام" وتعشش في الفراغ.
9. يرى الطبيب النفسي الشهير فيليب ماكجرو "دكتور فيل" أن الندية بين الزوجين خطر، وأن على الزوجة أن تغذي دور القوامة لدى زوجها وتحترمه، بينما يرى صديقي "الحاج عبدالغني" أنه في حالة التوتر يجب على الزوجة أن تعمل بالمثل الشعبي القائل "كله بالحنية يفك" دون الدخول في مصادمات على كل كبيرة وصغيرة، وشخصياً أميل إلى الرأي الثاني.
10. أهم مطلب لدىه هو "التقدير"، كي تربحيه عليك إشعاره دائماً بتقديرك لما يبذله من أجلك وأجل الأبناء.
11. خير النساء عنده هي الواضحة الحازمة الجادة في الحياة، الطائعة المتغنجة بين يديه، ويرى بأن المعضلة غلبة الشخصية الأولى على الثانية.
12. في التسوق هو يبحث عن "الشيء المناسب"، أنتِ تبحثين عن "أنسب شيء"، ولذلك يشتري ما يريد طالما وجده، ولا يستطيع تفهم بحثك، ومقارناتك، وحيرتك، وإصرارك على زيارة كل المحلات، ويصيبه الدوار حينما تقررين العودة في اليوم التالي لإرجاع ما اشتريتي بحجة إنك "مش حساه حلو".
13. بالرغم من كونها أشبه بالحقيقة الكونية، إلا أننا بحاجة إلى إدراجها والتأكيد عليها، "كرة القدم ليست مجرد لعبة".
14. هو ليس مبالغاً في تذمره، كل ما هنالك أنه يتسائل عن جدوى "سي بي سي سفرة"، و"فتافيت" ومشاهدة "الشيف حسن"، وشراء كتاب "منال العالم" للطبخات الشامية، ثم طبخك "رز وبامية" على الغدا، كان يتمنى فقط بعض الإبداع .. لا أكثر.
15. لم يتوصل العلم حتى الآن لتفسير هذا الأمر، ولكن فعلاً الحمامات صارت أكثر راحة واستمتاعاً للرجال بعد اختراع الهواتف الذكية.
16. لا يزعجنك كلامه السخيف عن التعدد، الحكمة تقول "من يتكلم لا يفعل"، الخوف كل الخوف من صاحبنا الذي يسخر من التعدد مؤكداً مخالفته للفكرة، وقناعته بالزوجة الواحدة، لأن في الغالب ابنه من زوجته الثانية في kg2.
17. سيخبرك أن وجود شارة "تم الإرسال" بلونها الأزرق على "واتس أب" لا يعني أنه شاهد رسالتك وأهملك وأن كل ما هنالك أنه كان ينوي الرد بعد الانتهاء من أعماله لكنه نسي، ألم أخبرك أنهم ليسوا بالذكاء الذي يدعونه، نسخ مكررة حتى في التبرير.
18. هو محدد جداً بدء من حافظة نقوده الصغيرة، وانتهاء بكلماته القليلة، أنت شاملة و"بتركزي بزيادة"، المفروض أن هذا شيء رائع لأنه يعني التكامل، سيعرف قيمته حينما يسخر من "شنط المصيف" الكثيرة ثم يدرك أنك لم تنسى "البن، والسكر، والشامبو، والكريمات،" في الوقت الذي نسي هو إحضار شاحن هاتفه.
19. لا تقولي هذا، بالتأكيد أصحابه ليسوا أهم منك، كل ما هناك أن الرجل يبحث عن عشيرة تشبهه، يبحث عن بعض الاستقلالية بعيداً عن عالم البيت والزواج، حاولي ما استطعت أن تشيعيه بابتسامة كي يعود بابتسامة، صدقيني سيعود أكثر حيوية ونشاطاً، وسيكون ممتناً لكِ.
20. الرجال يقدرون المرأة الجميلة، غير أن المرأة الواثقة من نفسها، وقدراتها، وجمالها، هي القادرة على خلب لبهم، للأسف ما لا يعلمه الرجال ولا النساء أن جزء كبير من الجاذبية والسحر والجمال .. مكتسب.. ❝ ⏤كريم الشاذلي
❞ ٢٠ معلومة لا تعرفينها عن زوجك!
1. هو لا يقول ˝أحبك˝ كثيرا، لأنه يتصور أن كلمة أحبك التي قالها في فترة الخطوبة صالحة و˝شغالة˝ حتى يخبرك بالعكس!، ولهذا لا يرى جدوى من تأكيد شيء مؤكد وتعريف شيء معرف.
2. يحتاج لأن تعامليه على أنه جزء من الحل وليس جزءا من المشكلة، وعليه فإن عبارة مثل ˝اتخنقت من البيت وانت بره طول اليوم˝ سيكون ردها عنده دفاعاً وتبريراً لموقفه وأنه لا يلعب جولف عندما يخرج، نظراً لجعلك إياه ـ دون قصد ـ متهم.
3. الرجل يقول نعم، عندما نعطيه الحرية ليقول لا، ولذلك ˝عاوزين نروح لماما˝، تختلف عن ˝عارفه انك مشغول، يا ريت لو عندك وقت فاضي عرفني عشان نزور ماما˝.
4. الرجل بشكل عام لديه مبرراته للكذب ˝علشان متزعلش˝، وجودك تحت رجل لا يكذب شيء يحتاج إلى شكر الله، لأنه من القلة الصادقة، أو الأكثرية صاحبة الخيال الخصب.
5. ˝لو مهتم كنت عرفت˝، هذه عبارة فاشلة تماماً، هو لا يعرف يقينا كثير مما يسعدك أو يحزنك، ولا يعني هذا أبداً أنه غير مهتم بكِ، ستحتاجين لشرح وتبسيط.
6. الرجال ليسوا بالذكاء الذي يدعونه، زوجك طفل بشارب!، يغضب ويرضى كما الأطفال، ولذا أنت محتاجة في تعاملك معه إلى بعض الصبر، وكثير من ˝الملاطفة˝.
7. ذكائك في التعامل معه أن تشعريه بأنك كبيره به لا كبيرة عليه، وأن نجاحك الذي تحققيه في الحياة جزء مهم منه كونه في حياتك.
8. من حقك أن تغيري عليه، وتعبري عن استيائك من سلوك خاطئ يفعله، المشكلة أن المبالغة في مراقبة ˝لايكات نهى˝، و˝كومنتات منال˝، و˝ماسجات مدام علياء˝، يمكن أن ينسيك التركيز معه، ومن ثم تدخل ˝سهام˝ وتعشش في الفراغ.
9. يرى الطبيب النفسي الشهير فيليب ماكجرو ˝دكتور فيل˝ أن الندية بين الزوجين خطر، وأن على الزوجة أن تغذي دور القوامة لدى زوجها وتحترمه، بينما يرى صديقي ˝الحاج عبدالغني˝ أنه في حالة التوتر يجب على الزوجة أن تعمل بالمثل الشعبي القائل ˝كله بالحنية يفك˝ دون الدخول في مصادمات على كل كبيرة وصغيرة، وشخصياً أميل إلى الرأي الثاني.
10. أهم مطلب لدىه هو ˝التقدير˝، كي تربحيه عليك إشعاره دائماً بتقديرك لما يبذله من أجلك وأجل الأبناء.
11. خير النساء عنده هي الواضحة الحازمة الجادة في الحياة، الطائعة المتغنجة بين يديه، ويرى بأن المعضلة غلبة الشخصية الأولى على الثانية.
12. في التسوق هو يبحث عن ˝الشيء المناسب˝، أنتِ تبحثين عن ˝أنسب شيء˝، ولذلك يشتري ما يريد طالما وجده، ولا يستطيع تفهم بحثك، ومقارناتك، وحيرتك، وإصرارك على زيارة كل المحلات، ويصيبه الدوار حينما تقررين العودة في اليوم التالي لإرجاع ما اشتريتي بحجة إنك ˝مش حساه حلو˝.
13. بالرغم من كونها أشبه بالحقيقة الكونية، إلا أننا بحاجة إلى إدراجها والتأكيد عليها، ˝كرة القدم ليست مجرد لعبة˝.
14. هو ليس مبالغاً في تذمره، كل ما هنالك أنه يتسائل عن جدوى ˝سي بي سي سفرة˝، و˝فتافيت˝ ومشاهدة ˝الشيف حسن˝، وشراء كتاب ˝منال العالم˝ للطبخات الشامية، ثم طبخك ˝رز وبامية˝ على الغدا، كان يتمنى فقط بعض الإبداع . لا أكثر.
15. لم يتوصل العلم حتى الآن لتفسير هذا الأمر، ولكن فعلاً الحمامات صارت أكثر راحة واستمتاعاً للرجال بعد اختراع الهواتف الذكية.
16. لا يزعجنك كلامه السخيف عن التعدد، الحكمة تقول ˝من يتكلم لا يفعل˝، الخوف كل الخوف من صاحبنا الذي يسخر من التعدد مؤكداً مخالفته للفكرة، وقناعته بالزوجة الواحدة، لأن في الغالب ابنه من زوجته الثانية في kg2.
17. سيخبرك أن وجود شارة ˝تم الإرسال˝ بلونها الأزرق على ˝واتس أب˝ لا يعني أنه شاهد رسالتك وأهملك وأن كل ما هنالك أنه كان ينوي الرد بعد الانتهاء من أعماله لكنه نسي، ألم أخبرك أنهم ليسوا بالذكاء الذي يدعونه، نسخ مكررة حتى في التبرير.
18. هو محدد جداً بدء من حافظة نقوده الصغيرة، وانتهاء بكلماته القليلة، أنت شاملة و˝بتركزي بزيادة˝، المفروض أن هذا شيء رائع لأنه يعني التكامل، سيعرف قيمته حينما يسخر من ˝شنط المصيف˝ الكثيرة ثم يدرك أنك لم تنسى ˝البن، والسكر، والشامبو، والكريمات،˝ في الوقت الذي نسي هو إحضار شاحن هاتفه.
19. لا تقولي هذا، بالتأكيد أصحابه ليسوا أهم منك، كل ما هناك أن الرجل يبحث عن عشيرة تشبهه، يبحث عن بعض الاستقلالية بعيداً عن عالم البيت والزواج، حاولي ما استطعت أن تشيعيه بابتسامة كي يعود بابتسامة، صدقيني سيعود أكثر حيوية ونشاطاً، وسيكون ممتناً لكِ.
20. الرجال يقدرون المرأة الجميلة، غير أن المرأة الواثقة من نفسها، وقدراتها، وجمالها، هي القادرة على خلب لبهم، للأسف ما لا يعلمه الرجال ولا النساء أن جزء كبير من الجاذبية والسحر والجمال . مكتسب
❞ و لا حقيقة لحال إلا إذا شهد عليه عمل، و لهذا يقلبك الله بين المواقف بين لحظة و أخرى من لحظة تصحو إلى لحظة تنام، و كل لحظة تضعك في موقف.
و كل موقف يتطلب منك اختيارا بين بديلات، و لا يعفيك من الامتحان ألا تختار.. لأن عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار.. و معناه أنك ارتضيت لنفسك ما اختارته لك الظروف أو ما اختاره أبوك، أو ما اختارته شلة أصحابك الذين أسلمت نفسك لهم.
و معنى هذا أن الحياة تعريك في كل لحظة، و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك.
و المكر الإلهي هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة.. و كل مشكلة تتطلب حلا.. و كل حل يتطلب اختيارا.. و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مهما حاولت الاستخفاء.
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم.. بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة.. و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية.. و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم.. لأنك مدع.. و كل منا مدع..
كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون.
كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم.. و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.
و لهذا خلق الله الدنيا.
خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه.. و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره.. ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.
ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب.
و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنه سبحانه هو الحق.
(( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ (85) )) [ الحجر ]
(( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) )) [ الدخان ]
(( مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) )) [ الدخان ]
(( مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ (5) )) [ يونس ]
(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) )) [ النحل ]
(( مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى (8) )) [ الروم ]
(( وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (22) )) [ الجاثية ]
(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ (3) )) [ التغابن ]
(( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )) [ الملك ]
(( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ (191) )) [ آل عمران ]
(( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) )) [ المؤمنون ]
لا عبثية و لا عبث...
و ما نرى حولنا من تداول الأحوال على الناس من فقر إلى غنى، إلى مرض إلى عز إلى ذل، إلى حوادث مفاجئة إلى مصائب إلى كوارث إلى نجاح إلى فشل، ليست أمورا عبثية و لا مصادفات عشوائية، إما هي ملابسات محكمة من تدبير المدبر الحكيم الذي يريد أن يفض مكنون النفوس و يخرج مكتومها.
(( وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) )) [ البقرة ]
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب، فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل.
و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها، و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء، و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة.
و كما قال المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر و الإقدام قتّال
فالمشقة هي التي كشفت النفوس و فضحت دعاويها، و من هنا جاءت ضرورتها.
و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره.
و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، و ليعرف القوي قوته، و لتفتضح الدعاوى الكاذبة، و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها، و بعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل.
و يصدق أيضا الكلام الذي يقول.. إن الله خلقنا ليعطينا.. فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا.
إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية.. و لينتفي الإعتراض.
فمعرفة النفوس لحقائقها.. و معرفة الإنسان لخالقه.. هي الحكمة من خلق الدنيا.
(( خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )) [ الملك ]
و ما كانت هذه المعرفة لتتم إلا بالدم و الدموع، لأن النفوس ما كانت لتبوح بأسرارها و حقائقها إلا بالدم و الدموع.
و لأن كلا منا يخفي حقيقته وراء أقنعة غليظة من الشعارات و الأكاذيب، و يسدل على وجهه حجابا من الافتعال و التمثيل و بسمات النفاق و الملاطفة و المجاملة.
فكان لابد من حادث عنيف ليخترق هذه الحجب.
و الدنيا كانت ذلك الحادث.
لقد أخرجنا الله من العدم و كان كل منا حقيقة مكنونة، و أعطى كلا منا اليد و القدم ليضر و ينفع.
فأما الذين تحروا النفع و البر و الخير فهم أهله.. و مأواهم إلى ظله يوم لا ظل إلا ظله.
و أما أهل الضرر و الأذى و الظلم فهم المبعدون عنه و عن رحمته.. و البعد عن الله نار.. لأن كل ما سوى الله نار..
و علامة أهل الله هي عرفانهم لربهم من قبل لقائه.. أن يعرفوه في هذه الدنيا.. و أن يشهدوا الدنيا دالة عليه.
و كلام القرآن بأن الله خلقنا لنعبده هو كلام يشتمل على كل هذه المعاني السالفة في باطنه.
و حينما تقول الآيات.
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]
فإنها تعني بداهة.
( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعرفون ).
لأنه لا عبادة بلا معرفة.
و المعنى أنه خلقنا لنعرفه، فإذا عرفناه عبدناه.. و إذا عبدناه تفاضلت عباداتنا، و تفاضل إيماننا و إنكارنا، و تفاضلت منازلنا.. و بالتالي تفاضلت استحقاقاتنا حسب ما نتعرض له من امتحانات في الدنيا.. و بالتالي تفاضل العطاء من المعطي.
و عطاء الله مبذول للكل.
(( كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) )) [ الإسراء ]
فالله خلق ليعطي.. و كلنا مستحقون للعطاء بحكم رتبة العبودية، و كل هذه المعاني باطنة في كلمة (( ليعبدون )).
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]
أما الذي يقول: إن الله خلقنا لأنه خالق و لابد للخالق أن يخلق، فقد أوجب على الله أن يخلق هذا أو يخلق ذاك..
و لا حق لأحد أن يوجب على الله شيئا.
و لا يوجد قانون يوجب على الله شيئا.
لأنه لا توجد سلطة أو حكم خارج عن الله أصلا، و إنما الله يخلق ما يشاء.
و مشيئة الله لا تحدها قوانين.. لأنه سبحانه مصدر جميع القوانين.
و المشيئة مردودة إلى الله، و بالتالي ليست مسببة بحيث يمكن أن نسأل: و لماذا خلق الله هذا و لم يخلق ذاك؟
إن (( لماذا )) هنا لا مكان لها بتاتا و لا يصح أن توجه إليه سبحانه
(( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) )) [ الأنبياء ]
و كنه المراد لا يعلمه أحد.
و السؤال يقال بوجه إجمال.
و مجال التأمل هو في الحكمة العامة للخلق و للدنيا.
أما السؤال تفصيلا عن خلق هذا و خلق ذاك، فهو أمر غيبي.. و هو في العمى لا يعلمه أحد.
يقول الصوفي ابن عربي: إن الله خلق هذا و خلق ذاك لأنهما سألاه في العدم أن يرحمهما بإيجادهما فأوجدهما.. و أن الله لا يأتي بأحد إلى الدنيا كرها.. و إنما كل ما جاء إلى الدنيا بطلبه.
و هو كلام غيبي.
و هو كلام يستتبع أنه كان لنا وجود في العدم.. و أن العدم غير معدوم.
و هو كلام يجرنا مرة أخرى إلى المعضلة التي أثرتها في كتابي (( الوجود و العدم )).
و لمن يريد أن يغوص وراء الأسرار أكثر أن يعود إلى الكتاب.
و حسب المؤمن الذي يريد أن يقف عند بر الأمان، و لا يلقي بنفسه في وادي العماء.. أن يقول:
آمنت بكلمات الله على مراد الله.
و ما خفى عني فالله به أعلم.
من كتاب : القرآن كائن حي
للدكتور :مصطفي محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ و لا حقيقة لحال إلا إذا شهد عليه عمل، و لهذا يقلبك الله بين المواقف بين لحظة و أخرى من لحظة تصحو إلى لحظة تنام، و كل لحظة تضعك في موقف.
و كل موقف يتطلب منك اختيارا بين بديلات، و لا يعفيك من الامتحان ألا تختار. لأن عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار. و معناه أنك ارتضيت لنفسك ما اختارته لك الظروف أو ما اختاره أبوك، أو ما اختارته شلة أصحابك الذين أسلمت نفسك لهم.
و معنى هذا أن الحياة تعريك في كل لحظة، و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك.
و المكر الإلهي هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة. و كل مشكلة تتطلب حلا. و كل حل يتطلب اختيارا. و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مهما حاولت الاستخفاء.
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم. بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة. و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية. و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم. لأنك مدع. و كل منا مدع.
كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون.
كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم. و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.
و لهذا خلق الله الدنيا.
خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه. و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره. ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.
ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب.
و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنه سبحانه هو الحق.
و ما نرى حولنا من تداول الأحوال على الناس من فقر إلى غنى، إلى مرض إلى عز إلى ذل، إلى حوادث مفاجئة إلى مصائب إلى كوارث إلى نجاح إلى فشل، ليست أمورا عبثية و لا مصادفات عشوائية، إما هي ملابسات محكمة من تدبير المدبر الحكيم الذي يريد أن يفض مكنون النفوس و يخرج مكتومها.
(( وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) )) [ البقرة ]
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب، فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل.
و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها، و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء، و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة.
و كما قال المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر و الإقدام قتّال
فالمشقة هي التي كشفت النفوس و فضحت دعاويها، و من هنا جاءت ضرورتها.
و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره.
و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، و ليعرف القوي قوته، و لتفتضح الدعاوى الكاذبة، و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها، و بعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل.
و يصدق أيضا الكلام الذي يقول. إن الله خلقنا ليعطينا. فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا.
إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية. و لينتفي الإعتراض.
فمعرفة النفوس لحقائقها. و معرفة الإنسان لخالقه. هي الحكمة من خلق الدنيا.
(( خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )) [ الملك ]
و ما كانت هذه المعرفة لتتم إلا بالدم و الدموع، لأن النفوس ما كانت لتبوح بأسرارها و حقائقها إلا بالدم و الدموع.
و لأن كلا منا يخفي حقيقته وراء أقنعة غليظة من الشعارات و الأكاذيب، و يسدل على وجهه حجابا من الافتعال و التمثيل و بسمات النفاق و الملاطفة و المجاملة.
فكان لابد من حادث عنيف ليخترق هذه الحجب.
و الدنيا كانت ذلك الحادث.
لقد أخرجنا الله من العدم و كان كل منا حقيقة مكنونة، و أعطى كلا منا اليد و القدم ليضر و ينفع.
فأما الذين تحروا النفع و البر و الخير فهم أهله. و مأواهم إلى ظله يوم لا ظل إلا ظله.
و أما أهل الضرر و الأذى و الظلم فهم المبعدون عنه و عن رحمته. و البعد عن الله نار. لأن كل ما سوى الله نار.
و علامة أهل الله هي عرفانهم لربهم من قبل لقائه. أن يعرفوه في هذه الدنيا. و أن يشهدوا الدنيا دالة عليه.
و كلام القرآن بأن الله خلقنا لنعبده هو كلام يشتمل على كل هذه المعاني السالفة في باطنه.
و حينما تقول الآيات.
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]
فإنها تعني بداهة.
( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعرفون ).
لأنه لا عبادة بلا معرفة.
و المعنى أنه خلقنا لنعرفه، فإذا عرفناه عبدناه. و إذا عبدناه تفاضلت عباداتنا، و تفاضل إيماننا و إنكارنا، و تفاضلت منازلنا. و بالتالي تفاضلت استحقاقاتنا حسب ما نتعرض له من امتحانات في الدنيا. و بالتالي تفاضل العطاء من المعطي.
و عطاء الله مبذول للكل.
(( كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) )) [ الإسراء ]
فالله خلق ليعطي. و كلنا مستحقون للعطاء بحكم رتبة العبودية، و كل هذه المعاني باطنة في كلمة (( ليعبدون )).
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]
أما الذي يقول: إن الله خلقنا لأنه خالق و لابد للخالق أن يخلق، فقد أوجب على الله أن يخلق هذا أو يخلق ذاك.
و لا حق لأحد أن يوجب على الله شيئا.
و لا يوجد قانون يوجب على الله شيئا.
لأنه لا توجد سلطة أو حكم خارج عن الله أصلا، و إنما الله يخلق ما يشاء.
و مشيئة الله لا تحدها قوانين. لأنه سبحانه مصدر جميع القوانين.
و المشيئة مردودة إلى الله، و بالتالي ليست مسببة بحيث يمكن أن نسأل: و لماذا خلق الله هذا و لم يخلق ذاك؟
إن (( لماذا )) هنا لا مكان لها بتاتا و لا يصح أن توجه إليه سبحانه
(( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) )) [ الأنبياء ]
و كنه المراد لا يعلمه أحد.
و السؤال يقال بوجه إجمال.
و مجال التأمل هو في الحكمة العامة للخلق و للدنيا.
أما السؤال تفصيلا عن خلق هذا و خلق ذاك، فهو أمر غيبي. و هو في العمى لا يعلمه أحد.
يقول الصوفي ابن عربي: إن الله خلق هذا و خلق ذاك لأنهما سألاه في العدم أن يرحمهما بإيجادهما فأوجدهما. و أن الله لا يأتي بأحد إلى الدنيا كرها. و إنما كل ما جاء إلى الدنيا بطلبه.
و هو كلام غيبي.
و هو كلام يستتبع أنه كان لنا وجود في العدم. و أن العدم غير معدوم.
و هو كلام يجرنا مرة أخرى إلى المعضلة التي أثرتها في كتابي (( الوجود و العدم )).
و لمن يريد أن يغوص وراء الأسرار أكثر أن يعود إلى الكتاب.
و حسب المؤمن الذي يريد أن يقف عند بر الأمان، و لا يلقي بنفسه في وادي العماء. أن يقول:
آمنت بكلمات الله على مراد الله.
و ما خفى عني فالله به أعلم.
من كتاب : القرآن كائن حي
للدكتور :مصطفي محمود رحمه الله. ❝
❞ كتاب كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي تأليف عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري الحنفي، وهو من أفضل الشروحات المقدمة لكتاب أصول الفقه المنسوب إلى الشيخ الإمام المعظم أبي الحسن علي بن محمد بن الحسين البزدوي، والذي امتاز عن غيره بفوائد ومميزات كثيرة.
فقد ضمن فيه المؤلف أصول الشرع وأحكامه، وأدرج فيه ما به نظام الفقه وقوائمه، وهو كتاب عجيب الصنعة رائع الترتيب، وصحيح الأسلوب مليح التركيب، ولا سبيل لمعرفة لطفه وغرائبه ولا طريق إلى الإحاطة بطرفه وعجائبه إلا لمن أقبل عليه بكليّته على تحقيقه وتحصيله، والإحاطة بجملته وتفصيله، وهذا ما يقوم به الكتاب الذي بين أيدينا وهو شرح هذا المتن الماتع، والكشف عن أوجه غوامض معانيه، وإبراز اللطائف المستترة في مبانيه، وتوضيح ما أبهم من رموزه وإشاراته المعضلة، وتبيين ما أجمل من ألفاظه وعباراته. ❝ ⏤
❞ كتاب كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي تأليف عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري الحنفي، وهو من أفضل الشروحات المقدمة لكتاب أصول الفقه المنسوب إلى الشيخ الإمام المعظم أبي الحسن علي بن محمد بن الحسين البزدوي، والذي امتاز عن غيره بفوائد ومميزات كثيرة.
فقد ضمن فيه المؤلف أصول الشرع وأحكامه، وأدرج فيه ما به نظام الفقه وقوائمه، وهو كتاب عجيب الصنعة رائع الترتيب، وصحيح الأسلوب مليح التركيب، ولا سبيل لمعرفة لطفه وغرائبه ولا طريق إلى الإحاطة بطرفه وعجائبه إلا لمن أقبل عليه بكليّته على تحقيقه وتحصيله، والإحاطة بجملته وتفصيله، وهذا ما يقوم به الكتاب الذي بين أيدينا وهو شرح هذا المتن الماتع، والكشف عن أوجه غوامض معانيه، وإبراز اللطائف المستترة في مبانيه، وتوضيح ما أبهم من رموزه وإشاراته المعضلة، وتبيين ما أجمل من ألفاظه وعباراته. ❝