❞ يتكاتف عالِم النفس المعروف بقدرته على اختراق صميم قضايا التربية المعقدة مع الطبيب والمؤلف صاحب الكتب الأكثر مبيعًا، لمعالجة أحد أكثر الاتجاهات المقلقة وغير المفهومة في عصرنا– الأقران الذين يحلُّون محلَّ الآباء في حياة أطفالنا. وقد أطلق د. نيوفيلد على هذه الظاهرة اسم «التوجه نحو الأقران». ❝ ⏤جابور ماتيه
❞ يتكاتف عالِم النفس المعروف بقدرته على اختراق صميم قضايا التربية المعقدة مع الطبيب والمؤلف صاحب الكتب الأكثر مبيعًا، لمعالجة أحد أكثر الاتجاهات المقلقة وغير المفهومة في عصرنا– الأقران الذين يحلُّون محلَّ الآباء في حياة أطفالنا. وقد أطلق د. نيوفيلد على هذه الظاهرة اسم «التوجه نحو الأقران». ❝
❞ صارت لافيلكا، الشبح الأنثى، ولوني، الفتاة من بني الإنس، صديقتين. لكن كان على لافيلكا أن تخفي عن والديها أنَّها قد اتَّخذت صديقةً من البشر.
لا يمكن لشبحٍ أن يتَّخذ من إنسانٍ صديقًا! – هكذا تعلَّمت منهم.
صحيحٌ أنَّه لم يكن الموضوع إنسانًا فحسب، بل أكثر من ذلك بكثيرٍ، كان الأمر يتعلَّق بلوني التي تعزف، بناءً على طلب لافيلكا ومزاجها، على البيانو لها. قالت لافيلكا إنَّ أصوات البيانو العالية تروي عطشها، أمَّا الأصوات العميقة فتشبع جوعها.
هزَّت لوني رأسها غير مصدِّقةٍ، ووقف شعرُها الطويل الأشقر من تلقاء نفسه، ثمَّ تجدَّل في ضفيرةٍ مرَّةً أخرى. كانت تلك هي لعبة لوني المفضَّلة. وهي تفعل ذلك دومًا وربَّما دون قصدٍ بالأساس. ضحكت كلاهما.
- وكيف تأكلين! سوف أعلِّمك كيف تأكلين!
ارتعدت لافيلكا بعض الشيء وقالت: حاولتُ من قبل. كان ذلك من حوالي مئتي عامٍ، عندما كنتُ صغيرةً. تناولت صبَّارًا. كان مرعبًا. سبَّب لي خمسين فتحةً وألمًا، وكادت روحي أن تُزهق.
- أكلتِ صبَّارًا؟ ليس غريبًا أنَّه لم يعجبك.
ضحكت لوني، واقشعرَّت ممَّا سمعته.
- من جهة أنَّني استطعمتُه فقد استطعمتُه، لكن والديَّ أخبراني أنَّه من غير المفيد أن نأكل.
- جيِّدٌ أنَّه غير مفيدٍ فحسب. على الأقلَّ فهو ليس ممنوعًا.
- لكنَّه غير مرغوبٍ فيه بشدَّةٍ. كلُّ شيءٍ نتناوله يُطبق على معدتنا.
اعترفت لافيلكا بذلك.
- إذن أطهو لكِ فطيرة (كريب) أمريكيٍّ!
اقترحت لوني.
- لماذا، أهذه الفطيرة لا تُطبق على معدة الأشباح؟
- لم تؤذ معدتي من قبل، على الرغم من أنَّني أحيانًا أتناول منها خمسًا أو ستًّا بالنوتيللا أو بمربَّى التوت.
- التوت أيضًا به أشواكٌ تؤلم، أليس كذلك؟
- يا لكِ من حمقاء صغيرةٍ، يا لافيلكا! أغصانه المتفرِّعة توخز، لكن ثمرته لا. ومنها أيضًا يمكن عمل المربَّى.
- ومن أين لنا الآن بالتوت؟ يجب أن ننتظره نصف عامٍ! ليست هناك مشكلةٌ... يمكنني أن أتحمَّل هذا الجوع، لكنَّني أضحيتُ فضوليَّة للغاية حياله.
- لا يجب علينا نحن عمل المربَّي. فقد صنعها كانوتس ناجي في الصيف.
- إذًا وماذا ستفعلين أنتِ؟
- كم أنتم جهلةٌ، أيُّها الأشباح! سوف أطهو الفطيرة.
- بل أنت الجاهلة! جرت العادة لدينا نحن أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا يقوم بعمل كلِّ شيءٍ بمفرده، نعم يقوم بكافَّة مراحل العمل وحده. لا يليق أن نقبل مساعدة الآخرين.
قطبت لافيلكا وجهها، بينما كانت تحاول إعادة وجهها المرتبك إلى طبيعته.
- لذلك يجب عليكم أن تعيشوا طويلًا. لأنَّ حتَّى أبسط الأشياء لا تستطيعون الانتهاء منها.
- لحسن الحظِّ لا يلزمنا أيُّ شيءٍ.
قالت لوني بعد أن وعت الأمر: حسنًا، لنرَ ما الذي يلزمنا لعمل عجينة الفطير!
- عجينةٌ! لمَ؟
- سنصنع من العجينة فطيرةً لنطهوها. والخلاصة؛ يلزمنا 200 جرامٍ من الدقيق، وملعقتا سكَّرٍ وبيضتان ونصفُ ملعقة ملحٍ صغيرةٍ.
- ملحٌ وسكَّرٌ معًا؟!
ارتسمت على لافيلكا ملامح عدم الفهم.
- إذن لنضع بها القليل من السكر، ولا يلزم الملح، ليقلَّ مستوى حلاوتها.
- همهم! كلامكِ مقنعٌ. لكن إن أردنا أن ينجح هذا الأمر، فينبغي علينا أن نلتزم بما ورد في الوصفة بالضبط.
- يا لكِ من صغيرةٍ وقليلة الخبرة، يا لوني! رأسك من الخشب!
هدَّأتها لوني بقولها: أما أنتِ فرأسكِ هشُّ كالسحاب. نريد أيضًا خميرةً وفانيليا.
- لن أسألك عن الفارق بين الفانيليا والسكَّر.
- سأخبركِ. الفارق بينهما يكمن في الطعم.
- الطعم؟ وماذا يعني هذا الطعم؟
- ألم يكن للصبَّار طعمٌ؟
- ماذا؟! وهل هذا يخِز أيضًا؟
- مطلقًا!
ضحكت لوني، وأخذت بالملعقة قليلًا من الفانيليا وقلَّبته في رأس لافيلكا.
- سوف تعلمين ما هو هذا الطعم. هل يوجعك؟
استعادت لافيلكا نفسها بتحدٍّ وهدوءٍ.
- لا. بل على العكس.
- يلزم أيضًا 180 ملليلترًا من اللبن، ونصف مقدار ذلك من الماء.
- سوائل! أحبُّها.
- سوف تختفي من الفطيرة.
- لماذا، ألن تكون الفطيرة سائلةً؟ لا أطيق الأشياء الصلبة.
- يا لافيلكا، لا تسألي كثيـرًا على هذا النحو، وإلَّا فلن ننتهي أبدًا ممَّا نفعل.
- أمامي شهران حصلتُ عليهما من والدي كراحةٍ للتنزُّه. هل هذا الوقت يكفي لعمل الفطير؟
- شهران؟ خلال ذلك الوقت، سوف أموتُ من الجوع إن لم آكل. بالطبع هذا وقتٌ كافٍ.
- لا تتعجَّلي، يا لوني!
- حسنًا، لديك حقٌّ. أعتذر لك! على كلِّ حالٍ، يجب عليَّ إعادة التفكير فيما يلزمنا للطهي. يلزمنا أيضًا القليل من قشر الليمون المبشور والبيض.
- ما كلُّ هذا؟ لماذا نضع كلَّ هذه الأشياء الكثيرة معًا هكذا؟
- كلَّما كثر واختلط الكثير من المذاقات، كلَّما صار الطعام أكثر شهيَّةٍ وطيبةٍ.
- أها! الخلاصة أنَّه سيكون شهيًّا طيِّبًا. أنا لا أحبُّ الأشياء الشهيَّة الطيِّبة.
- لا تكوني هكذا، يا لافيلكا!
- وكيف سنجمع ونحضِّر كلَّ هذه الأشياء؟
قالت لوني: يوجد لدينا في البيت دقيقٌ وسكَّرٌ ولبنٌ.
ثمَّ بدأت في البحث في دولاب المطبخ. ثمَّ قامت بالاتِّصال بوالدتها، التي كانت في تلك اللحظة في محلِّ عملها، وبعد أن تحدَّثتا وتناقشتا طويلًا، أخبرتها أنَّ كلَّ شيءٍ موجودٌ، لكن يجب عليها أن تذهب لشراء الخميرة من الدكَّان الموجود على ناصية الشارع. قامت بالفعل بارتداء حذائها.
قالت لافيلكا: انتظري! سأصل إلى هناك بسرعةٍ! وتسلَّلت بالفعل عبر الحائط، ونزلت عبر الشقَّة السفليَّة، وقفزت خارجةً إلى الشارع من على ارتفاع الطابق الثاني، ثمَّ جرت حتَّى النهاية عبر وصلات التروللي إلى أن وصلت إلى ناصية الشارع، ثمَّ قفزت في الفاترينات، وصارت تطوف بين أرفف المحل. لم يلحظها أحدٌ، إلا كلبٌ أوسكار عملاقٌ نبح عليها، وعندها عرضت عليه بنتٌ صغيرةٌ في الدكَّان مصَّاصتها.
لم تمض سوى دقيقةٍ واحدةٍ وإلا وقد عادت ومعها الخميرة المطلوبة.
- ياه، لقد كان الأمر سريعًا بالفعل!
أثنت عليها لوني. ألم يكن هناك أيُّ أحدٍ عند الكاشير؟
- الكاشير؟ ما هذا؟
- هل سرقتِ الخميرة، يا لافيلكا ؟
- لا ... لا ... لا. لقد تركتُ منها في المحلِّ ولم آخذها كلَّها. كان هناك الكثير، تركتُه للآخرين، فلا تقلقي!
- ألا تعرفين ما هي النقود؟
- ياه، لا تكوني متعجرفةً هكذا! وكيف لا أعرفها! لكن لا يمكنني الوقوف في الطابور، كوني شبحًا بسبب هذه الخميرة الصغيرة، أليس كذلك؟
- معذرةً، حقًّا. لم أفكِّر في هذا. في المرَّة القادمة سوف أذهب بنفسي.
- حسنًا، لكنَّ الأمر كان عاجلًا لكِ.
عجنت لوني العجينة، وما إن صارت متماسكةً، وضعت عليها القليل من اللبن والماء.
- لنترك العجينة لتختمر لمدة ساعتين من الآن.
قالت لوني.
- هكذا فقط؟ هل ستتركينها تختمر دون أن نراقبها؟ ما الذي سيحدث إذا هبطت دون إذنٍ منَّا؟
- يا لافيلكا، قولي كلامًا معقولًا! اشتغلي واهتمِّي بشيءٍ آخر إلى أن أنتهي من كتابة الدرس! نلتقي بعد ساعتين في المطبخ.
ثمَّ أغلقت لوني الباب على صديقتها. ومن هول المفاجأة بكت لافيلكا.
تساءلت: هل يستحقُّ الأمر هذا العناء لي؟ ثمَّ غرزت إصبعها في العجينة ومصَّته فأعجبها مذاقه.
- همهمهم، ربَّما يستحقُّ الأمر.
ثمَّ أقبلت على شيءٍ آخر. وباختصارٍ هذا يعني أنَّها أحبتها.
صارت العجينة وقتها جيِّدةً للغاية. عندما عادت لوني إلى المطبخ بعد أن كتبت الواجب، صبَّت الزيت في المقلاة، ثمَّ أشعلت الموقد.
تعجبت لافيلكا قائلةً: ماذا تفعلين؟ ولماذا كلُّ هذا؟
- يجب أن نسخِّن المقلاة جيِّدًا.
- انتظري فحسب! لا يلزم كلُّ هذا الصخب. سوف أجعل المقلاة تسخن جيِّدًا!
قالت ذلك، ثمَّ أخذت الوعاء من على شعلة الموقد، وأرقدته في راحة يدها. وصارت درجة حرارته تبلغ المئتين!
- حان دور العجينة إذن!
ثم قامت لوني من خلال هذه الكتلة الكثيفة من العجين بعمل فطائر أسمك وأصغر من الفطائر المعتادة، وكانت تقلِّبها بمهارةٍ، ولم تواجه مشكلاتٍ في ضبط درجة السخونة، وخلال ربع ساعةٍ فقط كانت قد طهت 13 فطيرةً. عندها أخرجت من الثلاجة النوتيللا والمربَّى، ثم فردت لوني الأولى، وأعطتها للافيلكا التي التهمتها، ومن فرط سعادتها قفزت لتبلغ لمبة المطبخ.
- إنَّها لذيذةٌ!
قهقهت لوني من فرحتها.
- هل أعجبكِ مذاقها؟
- شهية جدًّا! أريد منها في المرَّة القادمة أيضًا! غريبة! ونحن، لمَ لا نأكل أبدًا؟
ثمَّ انطلقت هي ذاتها نحو الثلاث عشرة فطيرة، وأكلت معها علبتي مربَّى، ونصف عبوَّة نوتيللا، علاوةً على لترين من المياه. وبالمصادفة لعقت الكوب أيضًا فصار نظيفًا لامعًا. وقد ذهلت لوني مما رأت، صار كأنَّه خرج لتوِّه من غسَّالة الأطباق. قامت لوني بوضعه في الدولاب إلى جانب رفاقه التي تم تنظيفها.. ❝ ⏤إشتفان فوروش
❞ صارت لافيلكا، الشبح الأنثى، ولوني، الفتاة من بني الإنس، صديقتين. لكن كان على لافيلكا أن تخفي عن والديها أنَّها قد اتَّخذت صديقةً من البشر.
لا يمكن لشبحٍ أن يتَّخذ من إنسانٍ صديقًا! – هكذا تعلَّمت منهم.
صحيحٌ أنَّه لم يكن الموضوع إنسانًا فحسب، بل أكثر من ذلك بكثيرٍ، كان الأمر يتعلَّق بلوني التي تعزف، بناءً على طلب لافيلكا ومزاجها، على البيانو لها. قالت لافيلكا إنَّ أصوات البيانو العالية تروي عطشها، أمَّا الأصوات العميقة فتشبع جوعها.
هزَّت لوني رأسها غير مصدِّقةٍ، ووقف شعرُها الطويل الأشقر من تلقاء نفسه، ثمَّ تجدَّل في ضفيرةٍ مرَّةً أخرى. كانت تلك هي لعبة لوني المفضَّلة. وهي تفعل ذلك دومًا وربَّما دون قصدٍ بالأساس. ضحكت كلاهما.
- وكيف تأكلين! سوف أعلِّمك كيف تأكلين!
ارتعدت لافيلكا بعض الشيء وقالت: حاولتُ من قبل. كان ذلك من حوالي مئتي عامٍ، عندما كنتُ صغيرةً. تناولت صبَّارًا. كان مرعبًا. سبَّب لي خمسين فتحةً وألمًا، وكادت روحي أن تُزهق.
- أكلتِ صبَّارًا؟ ليس غريبًا أنَّه لم يعجبك.
ضحكت لوني، واقشعرَّت ممَّا سمعته.
- من جهة أنَّني استطعمتُه فقد استطعمتُه، لكن والديَّ أخبراني أنَّه من غير المفيد أن نأكل.
- جيِّدٌ أنَّه غير مفيدٍ فحسب. على الأقلَّ فهو ليس ممنوعًا.
- لكنَّه غير مرغوبٍ فيه بشدَّةٍ. كلُّ شيءٍ نتناوله يُطبق على معدتنا.
اعترفت لافيلكا بذلك.
- إذن أطهو لكِ فطيرة (كريب) أمريكيٍّ!
اقترحت لوني.
- لماذا، أهذه الفطيرة لا تُطبق على معدة الأشباح؟
- لم تؤذ معدتي من قبل، على الرغم من أنَّني أحيانًا أتناول منها خمسًا أو ستًّا بالنوتيللا أو بمربَّى التوت.
- التوت أيضًا به أشواكٌ تؤلم، أليس كذلك؟
- يا لكِ من حمقاء صغيرةٍ، يا لافيلكا! أغصانه المتفرِّعة توخز، لكن ثمرته لا. ومنها أيضًا يمكن عمل المربَّى.
- ومن أين لنا الآن بالتوت؟ يجب أن ننتظره نصف عامٍ! ليست هناك مشكلةٌ.. يمكنني أن أتحمَّل هذا الجوع، لكنَّني أضحيتُ فضوليَّة للغاية حياله.
- لا يجب علينا نحن عمل المربَّي. فقد صنعها كانوتس ناجي في الصيف.
- إذًا وماذا ستفعلين أنتِ؟
- كم أنتم جهلةٌ، أيُّها الأشباح! سوف أطهو الفطيرة.
- بل أنت الجاهلة! جرت العادة لدينا نحن أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا يقوم بعمل كلِّ شيءٍ بمفرده، نعم يقوم بكافَّة مراحل العمل وحده. لا يليق أن نقبل مساعدة الآخرين.
قطبت لافيلكا وجهها، بينما كانت تحاول إعادة وجهها المرتبك إلى طبيعته.
- لذلك يجب عليكم أن تعيشوا طويلًا. لأنَّ حتَّى أبسط الأشياء لا تستطيعون الانتهاء منها.
- لحسن الحظِّ لا يلزمنا أيُّ شيءٍ.
قالت لوني بعد أن وعت الأمر: حسنًا، لنرَ ما الذي يلزمنا لعمل عجينة الفطير!
- عجينةٌ! لمَ؟
- سنصنع من العجينة فطيرةً لنطهوها. والخلاصة؛ يلزمنا 200 جرامٍ من الدقيق، وملعقتا سكَّرٍ وبيضتان ونصفُ ملعقة ملحٍ صغيرةٍ.
- ملحٌ وسكَّرٌ معًا؟!
ارتسمت على لافيلكا ملامح عدم الفهم.
- إذن لنضع بها القليل من السكر، ولا يلزم الملح، ليقلَّ مستوى حلاوتها.
- همهم! كلامكِ مقنعٌ. لكن إن أردنا أن ينجح هذا الأمر، فينبغي علينا أن نلتزم بما ورد في الوصفة بالضبط.
- يا لكِ من صغيرةٍ وقليلة الخبرة، يا لوني! رأسك من الخشب!
هدَّأتها لوني بقولها: أما أنتِ فرأسكِ هشُّ كالسحاب. نريد أيضًا خميرةً وفانيليا.
- لن أسألك عن الفارق بين الفانيليا والسكَّر.
- سأخبركِ. الفارق بينهما يكمن في الطعم.
- الطعم؟ وماذا يعني هذا الطعم؟
- ألم يكن للصبَّار طعمٌ؟
- ماذا؟! وهل هذا يخِز أيضًا؟
- مطلقًا!
ضحكت لوني، وأخذت بالملعقة قليلًا من الفانيليا وقلَّبته في رأس لافيلكا.
- سوف تعلمين ما هو هذا الطعم. هل يوجعك؟
استعادت لافيلكا نفسها بتحدٍّ وهدوءٍ.
- لا. بل على العكس.
- يلزم أيضًا 180 ملليلترًا من اللبن، ونصف مقدار ذلك من الماء.
- سوائل! أحبُّها.
- سوف تختفي من الفطيرة.
- لماذا، ألن تكون الفطيرة سائلةً؟ لا أطيق الأشياء الصلبة.
- يا لافيلكا، لا تسألي كثيـرًا على هذا النحو، وإلَّا فلن ننتهي أبدًا ممَّا نفعل.
- أمامي شهران حصلتُ عليهما من والدي كراحةٍ للتنزُّه. هل هذا الوقت يكفي لعمل الفطير؟
- شهران؟ خلال ذلك الوقت، سوف أموتُ من الجوع إن لم آكل. بالطبع هذا وقتٌ كافٍ.
- لا تتعجَّلي، يا لوني!
- حسنًا، لديك حقٌّ. أعتذر لك! على كلِّ حالٍ، يجب عليَّ إعادة التفكير فيما يلزمنا للطهي. يلزمنا أيضًا القليل من قشر الليمون المبشور والبيض.
- ما كلُّ هذا؟ لماذا نضع كلَّ هذه الأشياء الكثيرة معًا هكذا؟
- كلَّما كثر واختلط الكثير من المذاقات، كلَّما صار الطعام أكثر شهيَّةٍ وطيبةٍ.
- أها! الخلاصة أنَّه سيكون شهيًّا طيِّبًا. أنا لا أحبُّ الأشياء الشهيَّة الطيِّبة.
- لا تكوني هكذا، يا لافيلكا!
- وكيف سنجمع ونحضِّر كلَّ هذه الأشياء؟
قالت لوني: يوجد لدينا في البيت دقيقٌ وسكَّرٌ ولبنٌ.
ثمَّ بدأت في البحث في دولاب المطبخ. ثمَّ قامت بالاتِّصال بوالدتها، التي كانت في تلك اللحظة في محلِّ عملها، وبعد أن تحدَّثتا وتناقشتا طويلًا، أخبرتها أنَّ كلَّ شيءٍ موجودٌ، لكن يجب عليها أن تذهب لشراء الخميرة من الدكَّان الموجود على ناصية الشارع. قامت بالفعل بارتداء حذائها.
قالت لافيلكا: انتظري! سأصل إلى هناك بسرعةٍ! وتسلَّلت بالفعل عبر الحائط، ونزلت عبر الشقَّة السفليَّة، وقفزت خارجةً إلى الشارع من على ارتفاع الطابق الثاني، ثمَّ جرت حتَّى النهاية عبر وصلات التروللي إلى أن وصلت إلى ناصية الشارع، ثمَّ قفزت في الفاترينات، وصارت تطوف بين أرفف المحل. لم يلحظها أحدٌ، إلا كلبٌ أوسكار عملاقٌ نبح عليها، وعندها عرضت عليه بنتٌ صغيرةٌ في الدكَّان مصَّاصتها.
لم تمض سوى دقيقةٍ واحدةٍ وإلا وقد عادت ومعها الخميرة المطلوبة.
- ياه، لقد كان الأمر سريعًا بالفعل!
أثنت عليها لوني. ألم يكن هناك أيُّ أحدٍ عند الكاشير؟
- الكاشير؟ ما هذا؟
- هل سرقتِ الخميرة، يا لافيلكا ؟
- لا .. لا .. لا. لقد تركتُ منها في المحلِّ ولم آخذها كلَّها. كان هناك الكثير، تركتُه للآخرين، فلا تقلقي!
- ألا تعرفين ما هي النقود؟
- ياه، لا تكوني متعجرفةً هكذا! وكيف لا أعرفها! لكن لا يمكنني الوقوف في الطابور، كوني شبحًا بسبب هذه الخميرة الصغيرة، أليس كذلك؟
- معذرةً، حقًّا. لم أفكِّر في هذا. في المرَّة القادمة سوف أذهب بنفسي.
- حسنًا، لكنَّ الأمر كان عاجلًا لكِ.
عجنت لوني العجينة، وما إن صارت متماسكةً، وضعت عليها القليل من اللبن والماء.
- لنترك العجينة لتختمر لمدة ساعتين من الآن.
قالت لوني.
- هكذا فقط؟ هل ستتركينها تختمر دون أن نراقبها؟ ما الذي سيحدث إذا هبطت دون إذنٍ منَّا؟
- يا لافيلكا، قولي كلامًا معقولًا! اشتغلي واهتمِّي بشيءٍ آخر إلى أن أنتهي من كتابة الدرس! نلتقي بعد ساعتين في المطبخ.
ثمَّ أغلقت لوني الباب على صديقتها. ومن هول المفاجأة بكت لافيلكا.
تساءلت: هل يستحقُّ الأمر هذا العناء لي؟ ثمَّ غرزت إصبعها في العجينة ومصَّته فأعجبها مذاقه.
- همهمهم، ربَّما يستحقُّ الأمر.
ثمَّ أقبلت على شيءٍ آخر. وباختصارٍ هذا يعني أنَّها أحبتها.
صارت العجينة وقتها جيِّدةً للغاية. عندما عادت لوني إلى المطبخ بعد أن كتبت الواجب، صبَّت الزيت في المقلاة، ثمَّ أشعلت الموقد.
تعجبت لافيلكا قائلةً: ماذا تفعلين؟ ولماذا كلُّ هذا؟
- يجب أن نسخِّن المقلاة جيِّدًا.
- انتظري فحسب! لا يلزم كلُّ هذا الصخب. سوف أجعل المقلاة تسخن جيِّدًا!
قالت ذلك، ثمَّ أخذت الوعاء من على شعلة الموقد، وأرقدته في راحة يدها. وصارت درجة حرارته تبلغ المئتين!
- حان دور العجينة إذن!
ثم قامت لوني من خلال هذه الكتلة الكثيفة من العجين بعمل فطائر أسمك وأصغر من الفطائر المعتادة، وكانت تقلِّبها بمهارةٍ، ولم تواجه مشكلاتٍ في ضبط درجة السخونة، وخلال ربع ساعةٍ فقط كانت قد طهت 13 فطيرةً. عندها أخرجت من الثلاجة النوتيللا والمربَّى، ثم فردت لوني الأولى، وأعطتها للافيلكا التي التهمتها، ومن فرط سعادتها قفزت لتبلغ لمبة المطبخ.
- إنَّها لذيذةٌ!
قهقهت لوني من فرحتها.
- هل أعجبكِ مذاقها؟
- شهية جدًّا! أريد منها في المرَّة القادمة أيضًا! غريبة! ونحن، لمَ لا نأكل أبدًا؟
ثمَّ انطلقت هي ذاتها نحو الثلاث عشرة فطيرة، وأكلت معها علبتي مربَّى، ونصف عبوَّة نوتيللا، علاوةً على لترين من المياه. وبالمصادفة لعقت الكوب أيضًا فصار نظيفًا لامعًا. وقد ذهلت لوني مما رأت، صار كأنَّه خرج لتوِّه من غسَّالة الأطباق. قامت لوني بوضعه في الدولاب إلى جانب رفاقه التي تم تنظيفها. ❝
❞ \"سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته \"♥️
.............................................
الفصل الثانى \"أحببتُ طيفاً\"
...............
حاولت نهى الاتصال بها كثيرا ، لكن لا يوجد رد. حاولت مرارا وتكرارا ،لكن بدون جدوى بعد عده ساعات مرت طويله جدا .على نهى في قلق وتوتر وخوف كبير على صديقه عمرها. التي لا تعرف اين ذهبت ولا ماذا حدث لتصبح غاضبه هاربه كما رأتها ولا كيف تتواصل معها
اتاها اتصال من هاتف أميرة فأجابت بلهفه
.... .الو أيه يا أميرة انتى ازاي ما ترديش عليا قلقتيني عليك انت فين
ولكن اتهاها الرد بصوت غريب
....الو حضرتك انا الدكتور قاسم وصاحبه التليفون ده عملت حادثه وحالتها صعبه جدا يا ريت تيجي فورا المستشفى
شعرت نهى بذعر وصدمه مما سمعت وتحدثت بنبره يكسوها الفزع
...حادثه ..حادثه أيه . ومستشفى أيه
ذهبت مسرعه بقلب يعتصر خوفا .،بعد نصف ساعه كانت نهى بداخل استقبال مستشفى قاسم رسلان الخاص
وسألت عن دكتور قاسم فاجابتها موظفه الاستقبال
....الدكتور قاسم .لحظه ابلغه مين حضرتك
تحدثت من بين دموعها المنهمره بصوت مختنق
... قولي له نهى وهو هيعرف
فاكملت موظفه الاستقبال حديثها عبر الهاتف قائله
.... دكتور قاسم حضرتك في انسه هنا عايزه حضرتك وبتقول انك تعرفها اسمها نهى
فأجابها
....اه تمام ابعتيها فورا على اوضه 110
فاخبرتها
....اتفضلي انسه نهى الدكتور منتظرك في غرفه 110 الدور الثالث
ذهبت نهى مسرعه الى ان وصلت الى الغرفه نظرت من شباك الغرفه الزجاجي على تلك المتسطحه على السرير موصل بها اجهزه واسلاك كثيره انهارت باكيه
كانت الدموع تنهمر من عينيها بوجع
هرولت للداخل وارتمت على ركبتها تمسك بيد أميرة قائله
....اميره حبيبتى ردى عليا طمنينى عليكى .أميرة ..أميرة
\"دكتور قاسم،ذو الثلاثين عاما طبيب مخ وأعصاب ماهر ومجتهد، يملك قلبًا طيبًا رغم الجمود الذي يظهره أحيانًا بسبب طبيعته العملية. مهنته هي حلمه الذي تحقق بعد معاناة طويلة وألم، فهو لا يتوانى عن بذل كل جهده من أجل مرضاه. ورغم الجدية التي يتعامل بها في عمله، إلا أن قلبه الطيب لا يفارقه، ويظهر ذلك في عطفه على المرضى وحبه لمساعدتهم.\"
دلف دكتور قاسم الى الغرفه وحمحم قائلا
.... انسه نهى؟
اعتدلت من جلستها على الأرض جففت دموعها المنهمره قائله
..... ايوه حضرتك دكتور قاسم هو ايه اللي حصل لأميرة ومين جابها المستشفى
توتر قليلا ولكنه حاول الايظهر ذلك قائلا
.... ممكن حضرتك تهدي انا للاسف حاولت انى اوصل لاي حد من أهل الانسه بس ماعرفتش ولما فتحت تليفونها بصعوبه لقيت اسم حضرتك واتصلاتك الكتير بيها وده اللي شجعني اني اكلم حضرتك وابلغك اللي حصل للانسه
نظرت لوضع أميرة متسائله
...ممكن يا دكتور تقول لي ايه اللي حصل بالظبط وليه كل الاجهزه اللي موصله بيها دي
فأجابها مشيرا للخارج
...طب ممكن تتفضلي معايا على المكتب عشان نعرف نتكلم
ذهبت خلفه وهي منهاره تماما ومتالمه لرؤيه صديقه عمرها هكذا
جلس قاسم على الكرسى الخاص بمكتبه وجلست نهى بالكرسى المقابل للمكتب فتحدث بعدما تلاشى توتره قائلا
.... صراحه انا مش عارف ابدا اقول لحضرتك ايه. بس اللي حصل اني كنت في طريقي للمستشفى وفجاءه ....
.........................فلاش باك .......................
\"حسام،ذو الثلاثين من عمره. طبيب قلب ماهر وصديق قديم لقاسم. على الرغم من تخصصه المختلف، إلا أن صداقتهما العميقة جعلتهما يتشاركان الهموم والمشاعر. يتمتع بشخصية هادئة وحكيمة، وأثبت نفسه في مجال عمله كما أثبت دعمه المستمر لقاسم في كل الأوقات.\"
كان قاسم يقود سيارته متجها إلى المستشفى وهو يحادث صديقه حسام بالهاتف غير منتبه قليلا للطريق
... تمام ياحسام انا فى الطريق وربع ساعه اكون وصلت...
قاطع حديثه ظهور سياره من العدم تسير باتجاهه بسرعه. وقع هاتفه. وحاول أن يتفادى تلك السياره المسرعه نحوه بتهور ونحج فى تفاديها ولكنه اصتدم برصيف الطريق ولحسن حظه لم يتأذى
ولكن تلك السياره لم يكن مقدر لها النجاه
ترجل قاسم غاضبا من ذلك المتهور الذى يسير مسرعا بعكس الاتجاه.، بلحظه تحول غضبه لذهول وصدمه مما راء .،ركض مسرعا لإنقاذ من بتلك السياره المقلوبه.
حاول جاهدا اخراج من بالسياره بحرص شديد كونه طبيب يعرف كيف يقوم بذلك جيدا .
اتسعت عيناه بصدمه مما راي. أنها فتاه والدماء تسيل منها.، حاول افاقتها فتحت عيناها الزرقاء الصافيه. ترتمى بين ذراعيه محتضنا اياها بخوف .ظنته والدها ، ارتسمت ابتسامه على شفتيها.
......بابا وحشتنى
أغلقت عيناها فاقده الوعى .فى وسط ذهول وصدمه قاسم. لملم شتات نفسه سريعها وحملها بين ذراعيه وتوجه مسرعا إلى سيارته لإنقاذها.، قاد سيارته باقصى .متجها الى المستشفى الخاص بيه وقام بمهاتفة حسام
.... ياحسام جهز اوضه العمليات بسرعه .،استقبال المستشفى يكون فى استعداد فى حاله طارئه معايا عشر دقائق واكون بالمستشفى
انتاب حسام القلق فتسأل .
...... ايه ياقاسم طمنى صوتك قالقنى انت كويس
فأجابه بتوتر قائلا
....مش وقته ياحسام نفذ اللى طلبته بسرعه
.....................عوده للحاضر.... .....................
واردف قاسم حديثه بهدوء
....والله ياستاذه نهى مش غلطتى هى اللى كانت ماشيه بسرعه عكس الاتجاه الذنب مش ذنبى
كانت نهى تستمع إلى حديثه بقلب يتالم فنهضت غاضبه دون تفكير
....ازى الذنب مش ذنبك امال ذنب مين اللى فيه أميرة ده بسببك وانا مش هسكت وهبلغ عنك
تفهم قاسم حاله انهيار التى تسيطر عليها فحدثها بهدوء
.... استاذه نهى انا مقدر زعل حضرتك وعايزه تبلغى تمام. بس فعلا الغلطه مش غلطتى زى ما قلت لحضرتك هى اللى كانت ماشيه عكس الاتجاه
جلست نهى مرة اخرى والحزن يملأ قلبها وتحدثت بصوت تخنقه دموعها المنهمره من عينيها
.....حبيبتى ياأميرة يارب تقومى بالسلامه
تأثر قاسم كثيرا بحالتها ولكنه أراد توضيح كل شئ فاكمل حديثه
.... وللاسف علشان حالتها كانت صعبه جدا فكان لازم تدخل جراحي فورى اخذت قرار دخولها العمليات تحت مسؤوليتى الخاصه لان للاسف ما عرفتش اوصل لاي حد من طرفها ولو كنت أتأخرت دقيقه واحده كان هيبقى في خطر كبير على حياتها. كان عندها نزيف في المخ والحمد لله العمليه نجحت وقدرت اوقف النزيف بس لسه معدتش مرحله الخطر لو عدت ال 24 ساعه الجايه على خير ان شاء الله هتبقى كويسه
واردف قائلا
....يا ريت حضرتك تبلغي بابها ومامتها
نظرت نهى الى الارض بقلب يملاه الوجع وصوتها يكاد يكون مسموعا
..... للاسف يا دكتور أميرة وحيده باباها ومامتها متوفيين هي صديقه عمري واكثر انا وبابا وماما اهلها
امسكت هاتفها بأيدى مرتعشه وصوت باكى هاتفت والدتها
... الحقيني يا ماما أميرة عملت حادثه وهي في المستشفى تعالي انت وبابا حالا
.....................................
\"احمد رشدى والد نهى ذو الخمسين عاما. وقور يتسم بالامانه والقلب الطيب .صديق صفوت الانصارى والد أميرة منذ الطفوله كان بجانبه دوما تحمل مسؤلية أميرة.واهتم ايضا بالشركه والمصنع بعد وفاة صفوت \"
\"نوال السعداوى ذات الثامنه والاربعون من عمرها أمرأه رفيقه القلب حنونه جميله الطبع انيقة المظهر لا تعمل .كرست حياتها للاعتناء بزوجها الحبيب وابنتها الوحيده .وايضا أميرة بعد حادثه والديها فقد كانت مقربه من والدة أميرة
...................................
بعد مرور نصف ساعه كان والد والده نهى بجوارها خارج غرفه أميرة يتالمون لما حدث لها . فأميرة بالنسبه لهم ليست فقط صديقه ابنتهم ولكنها ابنه صديق عمر والدها وأصبحت ابنتهم الثانيه التي لم ينجبوها. بعد وفاه والديها ،منحوها الاهتمام والحب والحنان كأنها ابنتهم الثانيه
نظر والد نهى احمد رشدى اليها
.... عايزين نقابل الدكتور المسؤول عن حالتها يا نهى ونطمن عليها
فأجابته
.... يا بابا انا فعلا كلمت الدكتور المسؤول عنها و....
قصت عليهم مادار بينها وبين قاسم. واردفت
.....الدكتور قال حالتها كانت خطيره وكان لازم تعمل عمليه بسرعه بسبب نزيف في المخ وهو اضطر ان يعملها على مسؤلية الشخصيه بس الحمد لله العمليه نجحت. بس هي لسه في مرحلة خطر الـ24 ساعه الجايه وان شاء الله يعدوا على خير وتبقى كويسه ادعي لها يا بابا .
شعر احمد رشدى بالحزن اكثر وانسابت الدموع من عينه .رتب على كتفها قائلا
.....يا رب يا بنتي تقوم بالسلامه انت عارفه أميرة غاليه على قلبي قد ايه دي بنتي الثانيه اللي ما خلفتهاش
احتضنتها نوال والدتها بشده وهى تبكى قائله
... كفايه عياط يانهى المهم دلوقتي ان احنا ندعي لها. أميرة دي حته من قلبي زيها زيك بالظبط
ظل ثلاثيتهم الى الصباح يدعون ويرجو الله ان يتم الله شفائها وتتجاوز مرحله الخطر وتكون بخير
.........................................................
\"أتمنى لكم قراءة ممتعة، ودعمًا يعينني على الاستمرار. أستودعكم الله، دمتم بخير وسعادة.\" 🌹♥️. ❝ ⏤إلهام عمر
❞ ˝سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ˝♥️
.......................
الفصل الثانى ˝أحببتُ طيفاً˝
........
حاولت نهى الاتصال بها كثيرا ، لكن لا يوجد رد. حاولت مرارا وتكرارا ،لكن بدون جدوى بعد عده ساعات مرت طويله جدا .على نهى في قلق وتوتر وخوف كبير على صديقه عمرها. التي لا تعرف اين ذهبت ولا ماذا حدث لتصبح غاضبه هاربه كما رأتها ولا كيف تتواصل معها
اتاها اتصال من هاتف أميرة فأجابت بلهفه
.. .الو أيه يا أميرة انتى ازاي ما ترديش عليا قلقتيني عليك انت فين
ولكن اتهاها الرد بصوت غريب
..الو حضرتك انا الدكتور قاسم وصاحبه التليفون ده عملت حادثه وحالتها صعبه جدا يا ريت تيجي فورا المستشفى
ذهبت مسرعه بقلب يعتصر خوفا .،بعد نصف ساعه كانت نهى بداخل استقبال مستشفى قاسم رسلان الخاص
وسألت عن دكتور قاسم فاجابتها موظفه الاستقبال
..الدكتور قاسم .لحظه ابلغه مين حضرتك
تحدثت من بين دموعها المنهمره بصوت مختنق
.. قولي له نهى وهو هيعرف
فاكملت موظفه الاستقبال حديثها عبر الهاتف قائله
.. دكتور قاسم حضرتك في انسه هنا عايزه حضرتك وبتقول انك تعرفها اسمها نهى
فأجابها
..اه تمام ابعتيها فورا على اوضه 110
فاخبرتها
..اتفضلي انسه نهى الدكتور منتظرك في غرفه 110 الدور الثالث
ذهبت نهى مسرعه الى ان وصلت الى الغرفه نظرت من شباك الغرفه الزجاجي على تلك المتسطحه على السرير موصل بها اجهزه واسلاك كثيره انهارت باكيه
كانت الدموع تنهمر من عينيها بوجع
هرولت للداخل وارتمت على ركبتها تمسك بيد أميرة قائله
..اميره حبيبتى ردى عليا طمنينى عليكى .أميرة .أميرة
˝دكتور قاسم،ذو الثلاثين عاما طبيب مخ وأعصاب ماهر ومجتهد، يملك قلبًا طيبًا رغم الجمود الذي يظهره أحيانًا بسبب طبيعته العملية. مهنته هي حلمه الذي تحقق بعد معاناة طويلة وألم، فهو لا يتوانى عن بذل كل جهده من أجل مرضاه. ورغم الجدية التي يتعامل بها في عمله، إلا أن قلبه الطيب لا يفارقه، ويظهر ذلك في عطفه على المرضى وحبه لمساعدتهم.˝
دلف دكتور قاسم الى الغرفه وحمحم قائلا
.. انسه نهى؟
اعتدلت من جلستها على الأرض جففت دموعها المنهمره قائله
... ايوه حضرتك دكتور قاسم هو ايه اللي حصل لأميرة ومين جابها المستشفى
توتر قليلا ولكنه حاول الايظهر ذلك قائلا
.. ممكن حضرتك تهدي انا للاسف حاولت انى اوصل لاي حد من أهل الانسه بس ماعرفتش ولما فتحت تليفونها بصعوبه لقيت اسم حضرتك واتصلاتك الكتير بيها وده اللي شجعني اني اكلم حضرتك وابلغك اللي حصل للانسه
نظرت لوضع أميرة متسائله
..ممكن يا دكتور تقول لي ايه اللي حصل بالظبط وليه كل الاجهزه اللي موصله بيها دي
ذهبت خلفه وهي منهاره تماما ومتالمه لرؤيه صديقه عمرها هكذا
جلس قاسم على الكرسى الخاص بمكتبه وجلست نهى بالكرسى المقابل للمكتب فتحدث بعدما تلاشى توتره قائلا
.. صراحه انا مش عارف ابدا اقول لحضرتك ايه. بس اللي حصل اني كنت في طريقي للمستشفى وفجاءه ..
.............فلاش باك ............
˝حسام،ذو الثلاثين من عمره. طبيب قلب ماهر وصديق قديم لقاسم. على الرغم من تخصصه المختلف، إلا أن صداقتهما العميقة جعلتهما يتشاركان الهموم والمشاعر. يتمتع بشخصية هادئة وحكيمة، وأثبت نفسه في مجال عمله كما أثبت دعمه المستمر لقاسم في كل الأوقات.˝
كان قاسم يقود سيارته متجها إلى المستشفى وهو يحادث صديقه حسام بالهاتف غير منتبه قليلا للطريق
.. تمام ياحسام انا فى الطريق وربع ساعه اكون وصلت..
قاطع حديثه ظهور سياره من العدم تسير باتجاهه بسرعه. وقع هاتفه. وحاول أن يتفادى تلك السياره المسرعه نحوه بتهور ونحج فى تفاديها ولكنه اصتدم برصيف الطريق ولحسن حظه لم يتأذى
ولكن تلك السياره لم يكن مقدر لها النجاه
ترجل قاسم غاضبا من ذلك المتهور الذى يسير مسرعا بعكس الاتجاه.، بلحظه تحول غضبه لذهول وصدمه مما راء .،ركض مسرعا لإنقاذ من بتلك السياره المقلوبه.
حاول جاهدا اخراج من بالسياره بحرص شديد كونه طبيب يعرف كيف يقوم بذلك جيدا .
اتسعت عيناه بصدمه مما راي. أنها فتاه والدماء تسيل منها.، حاول افاقتها فتحت عيناها الزرقاء الصافيه. ترتمى بين ذراعيه محتضنا اياها بخوف .ظنته والدها ، ارتسمت ابتسامه على شفتيها.
...بابا وحشتنى
أغلقت عيناها فاقده الوعى .فى وسط ذهول وصدمه قاسم. لملم شتات نفسه سريعها وحملها بين ذراعيه وتوجه مسرعا إلى سيارته لإنقاذها.، قاد سيارته باقصى .متجها الى المستشفى الخاص بيه وقام بمهاتفة حسام
.. ياحسام جهز اوضه العمليات بسرعه .،استقبال المستشفى يكون فى استعداد فى حاله طارئه معايا عشر دقائق واكون بالمستشفى
واردف قاسم حديثه بهدوء
..والله ياستاذه نهى مش غلطتى هى اللى كانت ماشيه بسرعه عكس الاتجاه الذنب مش ذنبى
كانت نهى تستمع إلى حديثه بقلب يتالم فنهضت غاضبه دون تفكير
..ازى الذنب مش ذنبك امال ذنب مين اللى فيه أميرة ده بسببك وانا مش هسكت وهبلغ عنك
تفهم قاسم حاله انهيار التى تسيطر عليها فحدثها بهدوء
.. استاذه نهى انا مقدر زعل حضرتك وعايزه تبلغى تمام. بس فعلا الغلطه مش غلطتى زى ما قلت لحضرتك هى اللى كانت ماشيه عكس الاتجاه
جلست نهى مرة اخرى والحزن يملأ قلبها وتحدثت بصوت تخنقه دموعها المنهمره من عينيها
...حبيبتى ياأميرة يارب تقومى بالسلامه
تأثر قاسم كثيرا بحالتها ولكنه أراد توضيح كل شئ فاكمل حديثه
.. وللاسف علشان حالتها كانت صعبه جدا فكان لازم تدخل جراحي فورى اخذت قرار دخولها العمليات تحت مسؤوليتى الخاصه لان للاسف ما عرفتش اوصل لاي حد من طرفها ولو كنت أتأخرت دقيقه واحده كان هيبقى في خطر كبير على حياتها. كان عندها نزيف في المخ والحمد لله العمليه نجحت وقدرت اوقف النزيف بس لسه معدتش مرحله الخطر لو عدت ال 24 ساعه الجايه على خير ان شاء الله هتبقى كويسه
واردف قائلا
..يا ريت حضرتك تبلغي بابها ومامتها
نظرت نهى الى الارض بقلب يملاه الوجع وصوتها يكاد يكون مسموعا
... للاسف يا دكتور أميرة وحيده باباها ومامتها متوفيين هي صديقه عمري واكثر انا وبابا وماما اهلها
امسكت هاتفها بأيدى مرتعشه وصوت باكى هاتفت والدتها
.. الحقيني يا ماما أميرة عملت حادثه وهي في المستشفى تعالي انت وبابا حالا
...................
˝احمد رشدى والد نهى ذو الخمسين عاما. وقور يتسم بالامانه والقلب الطيب .صديق صفوت الانصارى والد أميرة منذ الطفوله كان بجانبه دوما تحمل مسؤلية أميرة.واهتم ايضا بالشركه والمصنع بعد وفاة صفوت ˝
˝نوال السعداوى ذات الثامنه والاربعون من عمرها أمرأه رفيقه القلب حنونه جميله الطبع انيقة المظهر لا تعمل .كرست حياتها للاعتناء بزوجها الحبيب وابنتها الوحيده .وايضا أميرة بعد حادثه والديها فقد كانت مقربه من والدة أميرة
..................
بعد مرور نصف ساعه كان والد والده نهى بجوارها خارج غرفه أميرة يتالمون لما حدث لها . فأميرة بالنسبه لهم ليست فقط صديقه ابنتهم ولكنها ابنه صديق عمر والدها وأصبحت ابنتهم الثانيه التي لم ينجبوها. بعد وفاه والديها ،منحوها الاهتمام والحب والحنان كأنها ابنتهم الثانيه
نظر والد نهى احمد رشدى اليها
.. عايزين نقابل الدكتور المسؤول عن حالتها يا نهى ونطمن عليها
فأجابته
.. يا بابا انا فعلا كلمت الدكتور المسؤول عنها و..
قصت عليهم مادار بينها وبين قاسم. واردفت
...الدكتور قال حالتها كانت خطيره وكان لازم تعمل عمليه بسرعه بسبب نزيف في المخ وهو اضطر ان يعملها على مسؤلية الشخصيه بس الحمد لله العمليه نجحت. بس هي لسه في مرحلة خطر الـ24 ساعه الجايه وان شاء الله يعدوا على خير وتبقى كويسه ادعي لها يا بابا .
شعر احمد رشدى بالحزن اكثر وانسابت الدموع من عينه .رتب على كتفها قائلا
...يا رب يا بنتي تقوم بالسلامه انت عارفه أميرة غاليه على قلبي قد ايه دي بنتي الثانيه اللي ما خلفتهاش
احتضنتها نوال والدتها بشده وهى تبكى قائله
.. كفايه عياط يانهى المهم دلوقتي ان احنا ندعي لها. أميرة دي حته من قلبي زيها زيك بالظبط
ظل ثلاثيتهم الى الصباح يدعون ويرجو الله ان يتم الله شفائها وتتجاوز مرحله الخطر وتكون بخير
.............................
˝أتمنى لكم قراءة ممتعة، ودعمًا يعينني على الاستمرار. أستودعكم الله، دمتم بخير وسعادة.˝ 🌹♥️. ❝
❞ 📌مواسير الخرسانة المسلحة ذات الأسطوانة الحديدية
🔹هي عبارة عن مواسير خرسانية سابقة الأجهاد ولكن تصنع بطريقة تجعلها أكثر كفائة
تتكون من الألواح الفلاذية والأسلاك الفولاذية المسبقة الإجهاد والخرسانة والملاط الاسمنتي مما يجعلها تتمتع بخصائص الفلاذ والخرسانة
🔹تستخدم في نطاق واسع في السيفون المقلوب وتستخدم في الضغوط العالية في خطوط المياه الناقلة
🔆مميزاتها:-
🔹سهولة التركيب واقتصادية
🔹 نظرًا لأنها مواسير صلبة، فإنه لا يحتاج إلى فرشة خاصة أو ردم في ظل ظروف الأرض العادية.
🔹 تتمتع بالقوة العالية لتحمل الأحمال الداخلية والخارجية.
🔹توفر حماية مدمجة من التآكل.. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
❞ 📌مواسير الخرسانة المسلحة ذات الأسطوانة الحديدية
🔹هي عبارة عن مواسير خرسانية سابقة الأجهاد ولكن تصنع بطريقة تجعلها أكثر كفائة
تتكون من الألواح الفلاذية والأسلاك الفولاذية المسبقة الإجهاد والخرسانة والملاط الاسمنتي مما يجعلها تتمتع بخصائص الفلاذ والخرسانة
🔹تستخدم في نطاق واسع في السيفون المقلوب وتستخدم في الضغوط العالية في خطوط المياه الناقلة
🔆مميزاتها:-
🔹سهولة التركيب واقتصادية
🔹 نظرًا لأنها مواسير صلبة، فإنه لا يحتاج إلى فرشة خاصة أو ردم في ظل ظروف الأرض العادية.
🔹 تتمتع بالقوة العالية لتحمل الأحمال الداخلية والخارجية.
🔹توفر حماية مدمجة من التآكل. ❝