❞ «كل هذه الأجواء تجعل الحياة تعود إلى قلبي، ولكن أشعر بأنها لم تعد كليًا»
أقفُ وَسط الأشجار، والسماء فوقي، وأغمض عيناي الجميلة ،من قوة أشعة الشمس، مناظر جميعها طبيعية لعيناي، وصورتي تنعكس في هذه البحيرة الزرقاء، ويتطاير شعري بفعل الهواء، هذا الجمال يجعلني أعيش حياة جميلة، يملؤها الدفء من حولي، وهذه السحابة الجميلة التي: في السماء الزرقاء، أتخيل نفسي وأنا جالسةٌ عليها، وتتحرك بي لتجعلني أعيشُ بعض اللحظات السعيدة؛ لكي أتذكرها كلما شعرت بالشجن؛ فيجعل قلبي الحزين سعيد، هذه الأجواء الطبيعة كلها أشعر أنها جنة على الارض؛ لتجعلنا نَشعر ببعض الراحة، إلى أن تلتقي بخالقها، دُموعي تنزل ببطء شديد علي خداي، أشعر أنها نار، ولكن ليهدئ قليل فكل هذا سيمر، أجلس علي هذا الصخرة، بنية اللون، وأنظر إلي مياه النهر كما هى جميلة، فهو مثل: قلبي غامض كثيرًا، لا أريد الاستسلام، ولكن أشعر أنني هزيلة، لا أستطيع الوقوف قدماي، كلما حدث معي شيء، أقف في وسط كل هذه الأجواء وأستنشق بعض الهواء؛ لكي تهدائ روحي ولكن أشعر أنه ما زال قلبي يحترق.
لـ أسماء الزغاوي ✍🏻. ❝ ⏤گ/أسماء الزغاوي/الأميرة الصغيرة \\\\
❞«كل هذه الأجواء تجعل الحياة تعود إلى قلبي، ولكن أشعر بأنها لم تعد كليًا»
أقفُ وَسط الأشجار، والسماء فوقي، وأغمض عيناي الجميلة ،من قوة أشعة الشمس، مناظر جميعها طبيعية لعيناي، وصورتي تنعكس في هذه البحيرة الزرقاء، ويتطاير شعري بفعل الهواء، هذا الجمال يجعلني أعيش حياة جميلة، يملؤها الدفء من حولي، وهذه السحابة الجميلة التي: في السماء الزرقاء، أتخيل نفسي وأنا جالسةٌ عليها، وتتحرك بي لتجعلني أعيشُ بعض اللحظات السعيدة؛ لكي أتذكرها كلما شعرت بالشجن؛ فيجعل قلبي الحزين سعيد، هذه الأجواء الطبيعة كلها أشعر أنها جنة على الارض؛ لتجعلنا نَشعر ببعض الراحة، إلى أن تلتقي بخالقها، دُموعي تنزل ببطء شديد علي خداي، أشعر أنها نار، ولكن ليهدئ قليل فكل هذا سيمر، أجلس علي هذا الصخرة، بنية اللون، وأنظر إلي مياه النهر كما هى جميلة، فهو مثل: قلبي غامض كثيرًا، لا أريد الاستسلام، ولكن أشعر أنني هزيلة، لا أستطيع الوقوف قدماي، كلما حدث معي شيء، أقف في وسط كل هذه الأجواء وأستنشق بعض الهواء؛ لكي تهدائ روحي ولكن أشعر أنه ما زال قلبي يحترق.
لـ أسماء الزغاوي ✍🏻. ❝
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق...
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني...وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة...
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني...كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة...
\"لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟\"
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير...كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة...
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة...كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود...كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم...جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء...
\"أوليفيا\"
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته...
\"متى وصَلت َلوغانو؟\"
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة...
\"الآن\"
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
\"ماذا تأكلين؟\"
\"بيتزا\"
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا...
\"لا شيء، فقط نبيذ احمر\"
\"كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو\"
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة...
\"هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر...
\"كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟\"
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها...
\"أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك...\"
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت...
\"هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم\"
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن...انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ...
\"ماذا يجري في الخارج؟\"
سأل بسام الأسود باهتمام...
\"لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم\"
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
\"مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!\"
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما... وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين...
\"يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل\"
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا...ثم مضى في سبيله.
\"غريب\"
قال الأسود بعدمِ مبالاة
\" ما وجهُ الغرابة؟\"
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
\"ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟\"!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما...بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ...تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها...
\"تشبهين جدتي\"
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة...شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار...
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل...فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة...بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ...
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ...هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره...
\"لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها\"
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ...كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه...؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك...هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف...
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف... سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل...ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار...
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها...فتح الباب ووَلَجَ...لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ...
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ...تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي... الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين...
\"ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟\"!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه...
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه...
\"لابد من خطّة لمواجهتهِ\"
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر...عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق...زَفَر القرمزي وتبعه...!
***. ❝ ⏤احمد جمعه
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق..
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني..وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة..
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني..كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة..
˝لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟˝
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير..كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة..
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة..كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود..كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم..جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء..
˝أوليفيا˝
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته..
˝متى وصَلت َلوغانو؟˝
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة..
˝الآن˝
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
˝ماذا تأكلين؟˝
˝بيتزا˝
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا..
˝لا شيء، فقط نبيذ احمر˝
˝كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو˝
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة..
˝هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر..
˝كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟˝
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها..
˝أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك..˝
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت..
˝هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم˝
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن..انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ..
˝ماذا يجري في الخارج؟˝
سأل بسام الأسود باهتمام..
˝لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم˝
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
˝مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!˝
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما.. وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين..
˝يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل˝
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا..ثم مضى في سبيله.
˝غريب˝
قال الأسود بعدمِ مبالاة
˝ ما وجهُ الغرابة؟˝
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
˝ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟˝!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما..بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ..تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها..
˝تشبهين جدتي˝
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة..شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار..
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل..فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة..بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ..
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ..هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره..
˝لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها˝
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ..كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه..؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك..هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف..
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف.. سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل..ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار..
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها..فتح الباب ووَلَجَ..لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ..
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ..تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي.. الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين..
˝ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟˝!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه..
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه..
˝لابد من خطّة لمواجهتهِ˝
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر..عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق..زَفَر القرمزي وتبعه..!
❞ أجواء مشحونة بالتوتر، كان الجميع يترقب ما سيحدث بعد صرخات النساء التي ترددت في الأرجاء. لم يتوقع أحد أن يصل الأمر إلى هذا ا في لحد، حيث كانت نهى وياقوت تتواجهان بجمل من الإهانات المتبادلة، مما أدى إلى تفاقم الوضع بشكل سريع. وسط الفوضى، كان الأطفال يراقبون من بعيد بقلق، معربين عن خوفهم من تصاعد الأمور. وبمجرد أن سمعوا صوت الطلقة النارية التي خرجت من سلاح عزيز، تبخرت جميع عوامل الأمان في المكان.
ظهرت الصدمة على وجوههم، وتحدث عزيز بغضب:
\"والله عال چه اليوم اللى حريم العزايزة يطلعلها صوت جصاد الخلج! ابعدوا انتوا الاتنين عن بعض\"
كان الموقف غير مألوف للمجتمع، وبدت الأمور كأنها تتجه نحو كارثة.
ظهر صفوان متقدمًا نحو نهى، محذرًا إياها بلهجة حادة.
\"حسك عينك تجربى منيها تانى، دي دلوق مراتي فاهمه!\"
كانت الغيرة تُشعل قلب نهى، وعبّرت عن عدم تصديقها:
\"طيب وأنا يا صفوان، فين وعودك ليا؟\".
كانت مشاعر الفشل والإحباط تسود وجهها، وشعرت أن كل أحلامها قد تلاشت وسط الأضواء المتلألئة للغضب.
تكلم صفوان بنفاذ صبر، ليعبر عن استياءه من الوضع:
\"انا موعديكش بحاچه يا نهى لاخر لحظه كنت بموت الامل چواكى لكن انتي اللي كنتي راسمه طموحات كتير مش عتحصل\".
بدران، الذي شهد هذا المشهد المؤلم، انفجر بغضب:
\"أنا سكت على المهزلة اللى حصلت من شوي لما ولد أبوى طلب مني أكده، لكن توصل معاكم انكم تهينوا بتي، اهو ده اللي مش عجبل بي، يا عزيز.\"
حاول عزيز تهدئة الأجواء، حيث ربت على كتف بدران وتحدث بنبرة واثقة:
\"متزعلش يا ولد أبوي الغلطة دي عتتصلح وجريب جوى أما بتك مقامها عالي يا اخوى وفوج راسنا كلنا واولهم ولدى ومراته\".
كانت كلماته كالبلسم، إلا أن مشاعر الإحباط كانت قد غمرت الجميع.
ثم وجه عزيز نظره إلى صفوان محذرًا:
\"اعتذر لعمك وبته انت و مراتك\".
ولكن صفوان، بتحدٍ واضح، قال برفض صريح:
\"انا اتأسف لعمى معنديش مانع بس لا انا عتأسف لنهى ولا مراتي عتتأسف لحد\".
لقد كانت صرخاته تعكس عدم قناعته بالموقف، وكأن فيه حتمية عدم الاعتذار لنفسه.
بينما كانت التوترات مستمرة، تحدث صفوان إلى بدران بأسلوب أكثر هدوءً،
\"عمى، أنا آسف على اللي حصل النهارده بس أنا فهمت أبوي كتير أن مش رايد نهى.\"
ونظر إلى نهى بأسى.
\"جلبى عشجان غيرها، وهو اللي صمم يعمل اللي في دماغه، وانا مكانش جصادى حاچه، غير اتچوز اللي جلبى اختارها، بالطريجه دي وفى الوجت ده انا بحبك وبحترمك واتمنى من حضرتك تتفهم وضعي\".
وبينما كان الجميع يترقب النتائج، وصل العديد من الشائعات إلى أسماعهم، مما زاد الطين بلة.
نظر له بضيق ثم نظر إلى نهى وقال بأمر:
\"فوتى جصادى خلينا نندل على البيت نخبى نفسنا من كلام الناس اللي معيخلصش\".
اختتم اليوم بحيرة الجميع وعجزهم عن فهم الوضع المضطرب حولهم، بينما كانت الشائعات تطاردهم، مسببة لهم الإحراج والخوف من ردود أفعال المجتمع. كل ما كانوا يحتاجونه هو لحظة من التأمل لإيجاد الطريق للخروج من هذه الفوضى، قبل أن تتحول إلى كارثة لا يمكن تصحيحها.. ❝ ⏤
❞ أجواء مشحونة بالتوتر، كان الجميع يترقب ما سيحدث بعد صرخات النساء التي ترددت في الأرجاء. لم يتوقع أحد أن يصل الأمر إلى هذا ا في لحد، حيث كانت نهى وياقوت تتواجهان بجمل من الإهانات المتبادلة، مما أدى إلى تفاقم الوضع بشكل سريع. وسط الفوضى، كان الأطفال يراقبون من بعيد بقلق، معربين عن خوفهم من تصاعد الأمور. وبمجرد أن سمعوا صوت الطلقة النارية التي خرجت من سلاح عزيز، تبخرت جميع عوامل الأمان في المكان.
ظهرت الصدمة على وجوههم، وتحدث عزيز بغضب:
˝والله عال چه اليوم اللى حريم العزايزة يطلعلها صوت جصاد الخلج! ابعدوا انتوا الاتنين عن بعض˝
كان الموقف غير مألوف للمجتمع، وبدت الأمور كأنها تتجه نحو كارثة.
ظهر صفوان متقدمًا نحو نهى، محذرًا إياها بلهجة حادة.
˝حسك عينك تجربى منيها تانى، دي دلوق مراتي فاهمه!˝
كانت الغيرة تُشعل قلب نهى، وعبّرت عن عدم تصديقها:
˝طيب وأنا يا صفوان، فين وعودك ليا؟˝.
كانت مشاعر الفشل والإحباط تسود وجهها، وشعرت أن كل أحلامها قد تلاشت وسط الأضواء المتلألئة للغضب.
تكلم صفوان بنفاذ صبر، ليعبر عن استياءه من الوضع:
˝انا موعديكش بحاچه يا نهى لاخر لحظه كنت بموت الامل چواكى لكن انتي اللي كنتي راسمه طموحات كتير مش عتحصل˝.
بدران، الذي شهد هذا المشهد المؤلم، انفجر بغضب:
˝أنا سكت على المهزلة اللى حصلت من شوي لما ولد أبوى طلب مني أكده، لكن توصل معاكم انكم تهينوا بتي، اهو ده اللي مش عجبل بي، يا عزيز.˝
حاول عزيز تهدئة الأجواء، حيث ربت على كتف بدران وتحدث بنبرة واثقة:
˝متزعلش يا ولد أبوي الغلطة دي عتتصلح وجريب جوى أما بتك مقامها عالي يا اخوى وفوج راسنا كلنا واولهم ولدى ومراته˝.
كانت كلماته كالبلسم، إلا أن مشاعر الإحباط كانت قد غمرت الجميع.
ثم وجه عزيز نظره إلى صفوان محذرًا:
˝اعتذر لعمك وبته انت و مراتك˝.
ولكن صفوان، بتحدٍ واضح، قال برفض صريح:
˝انا اتأسف لعمى معنديش مانع بس لا انا عتأسف لنهى ولا مراتي عتتأسف لحد˝.
لقد كانت صرخاته تعكس عدم قناعته بالموقف، وكأن فيه حتمية عدم الاعتذار لنفسه.
بينما كانت التوترات مستمرة، تحدث صفوان إلى بدران بأسلوب أكثر هدوءً،
˝عمى، أنا آسف على اللي حصل النهارده بس أنا فهمت أبوي كتير أن مش رايد نهى.˝
ونظر إلى نهى بأسى.
˝جلبى عشجان غيرها، وهو اللي صمم يعمل اللي في دماغه، وانا مكانش جصادى حاچه، غير اتچوز اللي جلبى اختارها، بالطريجه دي وفى الوجت ده انا بحبك وبحترمك واتمنى من حضرتك تتفهم وضعي˝.
وبينما كان الجميع يترقب النتائج، وصل العديد من الشائعات إلى أسماعهم، مما زاد الطين بلة.
نظر له بضيق ثم نظر إلى نهى وقال بأمر:
˝فوتى جصادى خلينا نندل على البيت نخبى نفسنا من كلام الناس اللي معيخلصش˝.
اختتم اليوم بحيرة الجميع وعجزهم عن فهم الوضع المضطرب حولهم، بينما كانت الشائعات تطاردهم، مسببة لهم الإحراج والخوف من ردود أفعال المجتمع. كل ما كانوا يحتاجونه هو لحظة من التأمل لإيجاد الطريق للخروج من هذه الفوضى، قبل أن تتحول إلى كارثة لا يمكن تصحيحها. ❝
❞ لمتابعي قصص الغموض والسحر #الهودو يمكنكم شراء نسختكم من على موقع المعرض المصري للكتاب 👇
https://2u.pw/x6YVC4Kv
اقتباس من الرواية👇
تجدون إصدارات ديوان العرب 👇
👈مكتبة ابن سينا_ البحيرة _ إدفينا_ شارع البحر
👈مكتبة الشناوي _ البحيرة_ المحمودية
👈مكتبة كذا ميزا
البحيرة_المحمودية _ المنشية الجديدة _ خلف مستشفى المبرة
👈مكتبة صندوق الكتب
دمياط الجديدة مقابل شارع الصعيدي وجهاز تعمير المدينة
👈مكتبة الوفاء - دمياط الجديدة - شارع المحجوب بجوار مركز ثقة
👈
Book mart مكتبة
محافظة السويس أبراج السحاب _ برج الضحى خلفي
-المنصورة_مكتبة الشوبري_ أمام بوابة الجامعة الجلاء بمنتصف شارع جيهان.
- مكتبة كتابك في جيبك_ المنصورة _ للطلب 👈 01027430505
و#جديد على منصة 👈 بوكلاود📲
ومنصة 👈كناشة الورق بالسعودية
وللمقيمين خارج مصر يمكنكم طلب نسختكم من مكتبة اطبع👇
https://www.print.sa/bookstore/PublisherProfile/VksPAA/AgAAAA
ولطلب نسختك اون لاين من خلال الأرقام التالية 👇
https://wtspee.com/201030502390
https://iwtsp.com/962797463812
#دار_ديوان_العرب_للنشر_والتوزيع
#حقق_حلمك
#أدب #روايات #نشر
#فانتازيا #رعب #كتابة #خيال_علمي
#رومنسي #اجتماعي #قراءة
#مكتبات. ❝ ⏤صفاء فوزى
❞ لمتابعي قصص الغموض والسحر #الهودو يمكنكم شراء نسختكم من على موقع المعرض المصري للكتاب 👇
https://2u.pw/x6YVC4Kv
اقتباس من الرواية👇
تجدون إصدارات ديوان العرب 👇
👈مكتبة ابن سينا_ البحيرة إدفينا__ شارع البحر
👈مكتبة الشناوي البحيرة__ المحمودية
👈مكتبة كذا ميزا
البحيرة_المحمودية المنشية الجديدة __ خلف مستشفى المبرة
👈مكتبة صندوق الكتب
دمياط الجديدة مقابل شارع الصعيدي وجهاز تعمير المدينة
👈مكتبة الوفاء - دمياط الجديدة - شارع المحجوب بجوار مركز ثقة
👈
Book mart مكتبة
محافظة السويس أبراج السحاب _ برج الضحى خلفي
- المنصورة_مكتبة الشوبري_ أمام بوابة الجامعة الجلاء بمنتصف شارع جيهان.
- مكتبة كتابك في جيبك_ المنصورة _ للطلب 👈 01027430505
و#جديد على منصة 👈 بوكلاود📲
ومنصة 👈كناشة الورق بالسعودية
وللمقيمين خارج مصر يمكنكم طلب نسختكم من مكتبة اطبع👇
https://www.print.sa/bookstore/PublisherProfile/VksPAA/AgAAAA
ولطلب نسختك اون لاين من خلال الأرقام التالية 👇
https://wtspee.com/201030502390
https://iwtsp.com/962797463812