█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فرغم وجود القوانين الوضعية في البلدان من طرف الحكام و
الملوك إلا أنها فاشلة تماما و لا تصلح لأي شيء لأن القانون أو
الدستور الوحيد الخالي من العيوب و الأخطاء هو القران و
السنة . فالحمد لله على نعمة الإسلام
م.ب . ❝
❞ وهكذا جميع ما يروى عن السلف الصالح -رحمهم الله- في التكبير كله على الطريقة الشرعية ومن زعم خلاف ذلك فعليه الدليل، وهكذا النداء لصلاة العيد أو التراويح أو القيام أو الوتر كله بدعة لا أصل له، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ أنه كان (يصلي صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة)، ولم يقل أحد من أهل العلم فيما نعلم أن هناك نداء بألفاظ أخرى، وعلى من زعم ذلك إقامة الدليل، والأصل عدمه، فلا يجوز أن يشرع أحد عبادة قولية أو فعلية إلا بدليل من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة أو إجماع أهل العلم -كما تقدم- لعموم الأدلة الشرعية الناهية عن البدع والمحذرة منها، ومنها قول الله سبحانه: أمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]
ومنها الحديثان السابقان في أول هذه الكلمة، ومنها قول النبي ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته . ❝
❞ هديه ﷺ في زيارة القبور
كان ﷺ إذا زار قبور أصحابه يزورها للدعاء لهم ، والترحم عليهم ، والاستغفار لهم ، وهذه هي الزيارة التي سنها لأمته وشرعها لهم ، وأمرهم أن يقولوا إذا زاروها ( السَّلامُ عَليكُم أَهْلَ الدِّيارِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ) ، وكان هديه ﷺ أن يقول ويفعل عند زيارتها من جنس ما يقوله عند الصلاة على الميت ، من الدعاء والترحم ، والاستغفار ، فَأبَى المشركون إلا دعاء الميت والإشراك به ، والإقسام على الله به وسؤاله الحوائج ، والاستعانة به ، والتوجه إليه ، بعكس هديه ، فإنه هدي توحيد وإحسان إلى الميت ، وهدي هؤلاء شرك وإساءة إلى نفوسهم وإلى الميت وهم ثلاثة أقسام : إما أن يدعوا الميت ، أو يدعوا به ، أو عنده ، ويرون الدعاء عنده أوجب وأولى من الدعاء في المساجد ، ومن تأمل هدي رسول الله ﷺ وأصحابه ، تبيَّن له الفرق بين الأمرين وبالله التوفيق ، وكان من هديه ، تعزية أهل الميت ، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء ، ويُقرأ له القرآن ، لا عند قبره ولا غيره ، وكُلُّ هذا بدعة حادثة مكروهة ، وكان من هديه السكون والرضى بقضاء الله ، والحمد الله ، والاسترجاع ، ويبرأ ممن خرَّق لأجل المُصيبة ثيابه ، أو رفع صوته بالندب ، والنياحة ، أو حلق لها شعره ، وكان من هديه ﷺ أن أهل الميت لا يتكلفون الطعام للناس ، بل أمر أن يصنع الناس لهم طعاماً يُرسلونه إليهم ، وهذا من أعظم مكارم الأخلاق والشيم ، والحمل عن أهل الميت ، فإنهم في شغل بمصابهم عن إطعام الناس ، وكان من هديه ، ترك نعي الميت ، بل كان ينهى عنه ، ويقول ( هو من عمل الجاهلية ) ، وقد كرِه حذيفة أن يُعلم به أهله الناس إذا مات وقال : أخاف أن يكون من النعي . ❝
❞ ومن غرائبهم إحتجاجهم علينا بالأحاديث التى لم ترد إلا من طرقهم وهم
يعلمون من القاعدة الأصولية أن المبتدع لايقبل فيما يقوي بدعته سيما إذا كان
داعية، فاحتجاجهم ما ورد من طريق البخاري في خلق الأفعال دليل على
أنهم محجوبون بالشرة والعصبية، عن النظر في القواعد والعقائد الجلية، وهو من
عجائبهم: فإن البخاري من المشمرين في هذة البدعة عن الساق و الساعد، حتى
صنف فيها كتابًا ليس له من الكتاب والسنة مساعد.
وبهذا یعرف خطأ سعد الدين فيما جمعه على الكشاف من الحواشي حيث جهَّل
الزمخشري رحمه الله تعالى في قوله عند تفسير قوله تعالى "للذين أحسنوا
الحسنى وزيادة'' وزعمت المجبرة والمشبهة: أن الزيادة النظر إلى وجه الله
تعالى و جائت بحدیث مرقوع -أي بالقاف-.
فقال سعد الدین هذا لقصوره -أي الزمخشري -والا فهو حديث مرفوع
الى حضرة الرسالة باسناد مسلم واحمد بن حنبل والترمذي وغيرهم
،انتهی .
وغفل عن القاعدة التي لایجهلها احد من المحصلین ، فهؤلاء عند الزمخشري
رحمه الله من المبتدعين ، وأما كون الزمخشري جاهلًا عنده بالحديث، فقد شهد له
كشافه. بمعرفته لعيون السنة، يعرف هذا، كل من له نظر في الحديث، وكذلك
الفائق يشهد بسعة اطلاعه و حفظه وأما سعد الدين فما زاد علیشرحه للأربعين
للنووي بما نقله من كلام الناس، ومع ذلك فعليه، نقد عند العارفين وجمع له ايضًا
من جملة الناس أربعين، وجهله لهذه القاعدة، ورمز جار الله إليها أعظم شاهد ومشهود
واين مسعود من محمود ، وهذه الحاشية ، هي لفظ حاشية الطيبي على الكشاف
إنما زاد منه تعقيدًا في بعض المواضع، وبعدًا عن الإنصاف، وقد صرح بهذا السيوطي في حاشية البيضاوي وغيره . ❝