❞ اقتربتُ من الباب مرة أخرى والتصقت به، فلم أسمع شيئًا وبينما أُدخل المفتاح في ثقب الباب، تناهى إلى سمعي صوت يأتي كما خمّنتُ من غرفة أمي، الصوت يتطابق تمامًا مع صوتها.
حال تشويش تملكتني، ولا يمكن أن أغادر المكان، ماذا ساُخبر أي جارٍ لي إذا سألني عن سبب نزولي المفاجئ مرة أخرى؟ استجمعتُ شجاعتي بعدما كادت تَفرُّ مني، وحرّكتُ المفتاح داخل الثقب، وفتحت الباب، فوجدتُ غرفة أمي منيرة وبابها مواربًا، توجهتُ إليها في حذر، نَظَرَت لي مبتهجة، وضمّت أطراف بنانها في إشارة لي كي أصبر حتى تُتم مكالمتها الهاتفية.
في تلك اللحظة بدوت كما لو أصابني فقدان الذاكرة، فلم يخطر على بالي مطلقًا أنها ماتت وتركتني، وهُيئ لي أن الزمن قد توقف عند 18 يناير، ولم تتتابع الأيام والشهور بعده لمدة عامين.. ❝ ⏤عثمان مكاوي
❞ اقتربتُ من الباب مرة أخرى والتصقت به، فلم أسمع شيئًا وبينما أُدخل المفتاح في ثقب الباب، تناهى إلى سمعي صوت يأتي كما خمّنتُ من غرفة أمي، الصوت يتطابق تمامًا مع صوتها.
حال تشويش تملكتني، ولا يمكن أن أغادر المكان، ماذا ساُخبر أي جارٍ لي إذا سألني عن سبب نزولي المفاجئ مرة أخرى؟ استجمعتُ شجاعتي بعدما كادت تَفرُّ مني، وحرّكتُ المفتاح داخل الثقب، وفتحت الباب، فوجدتُ غرفة أمي منيرة وبابها مواربًا، توجهتُ إليها في حذر، نَظَرَت لي مبتهجة، وضمّت أطراف بنانها في إشارة لي كي أصبر حتى تُتم مكالمتها الهاتفية.
في تلك اللحظة بدوت كما لو أصابني فقدان الذاكرة، فلم يخطر على بالي مطلقًا أنها ماتت وتركتني، وهُيئ لي أن الزمن قد توقف عند 18 يناير، ولم تتتابع الأيام والشهور بعده لمدة عامين. ❝
❞ منذ قليل أعلنوا في المساجد عن موت علي وزة، الذي يسكن بالقرب منا، وأن تشييع جنازته بعد صلاة العصر.
لم يكن من السكان القدامى في الحي، لا أحد يعرف أصله من فصله، إنما هبط الرجل علينا ذات يوم، منذ عشرة أعوام، وراح ينشد مواويلاً حزينة، كانت النسوة يذرفن الدموع كلما سمعنه ينشد عن البلاء والمرض ووحشة الدنيا وافتقاد الأحباب وعقوق الأبناء... ❝ ⏤عثمان مكاوي
❞ منذ قليل أعلنوا في المساجد عن موت علي وزة، الذي يسكن بالقرب منا، وأن تشييع جنازته بعد صلاة العصر.
لم يكن من السكان القدامى في الحي، لا أحد يعرف أصله من فصله، إنما هبط الرجل علينا ذات يوم، منذ عشرة أعوام، وراح ينشد مواويلاً حزينة، كانت النسوة يذرفن الدموع كلما سمعنه ينشد عن البلاء والمرض ووحشة الدنيا وافتقاد الأحباب وعقوق الأبناء. ❝