❞ “كان مصطفى أمين من أوائل الأشخاص الذين توقَّعوا علانيةً حدوث النكسة، لكن جمهوره في هذه اللحظة لم يكن سوى مأمور السجن الذي يقضي فيه أمين عقوبة الحبس في تهمة التخابر مع جهات أجنبية . استدعاه المأمور من زنزانته، وطلب منه التوقيع على ورقة مرسلة من رئاسة الجمهورية، مكتوب فيها: «أُقر أنا الموقِّع أدناه فلان، بالتنازل عن شقتي رقم 62 في 8 شارع صلاح الدين بالزمالك بكل ما فيها من أثاث ». كان الأمر مستفزًّا، فكتب أمين على الورقة بخط يده: «أرفض أن أتنازل عن شقتي، وأنا في دهشة أن أقرأ في الصحف أن الجيش المصري يحشد للاستيلاء على إسرائيل، بينما أجد أحد كبار ضباط الجيش المصري يحشد للاستيلاء على شقتي». وقَّع الورقة، وأعادها إلى المأمور مع تلميحات عن هزيمة متوقَّعة وقريبة. تعامل معه المأمور باعتباره شخصًا فَقدَ عقله بسبب السجن، وأنه يتحدث عن الهزيمة، بينما كل شبر في البلد يتحدث عن انتصار قادم. وأمر بعزل أمين عن بقية المساجين حتى لا تنتشر العدوى . وعندما وقعت النكسة استدعاه المأمور وسأله: «كيف عرفت؟»، فقال أمين: «واحد زائد واحد يساوي اثنين، ونحن لم نكن نُعدُّ جيشًا ليحارب، ولكن كنا نُعدُّ جيشًا ليحافظ على النظام. الضباط الذين أرسلناهم في بعثات إلى الكليات الحربية في روسيا وأمريكا ويوغسلافيا، عادوا ليتم تعيينهم رؤساء مجالس إدارات شركات الصابون والسردين وتعمير الصحاري. المحاربون في المكاتب، فمَن سيحارب غير المدنيين؟ ». ملاحظة أمين السابقة، ردَّ عليها الكاتب الكبير محمود السعدني قائلًا: «كان هناك ضباط أصحاب رغبات شخصية وأطماع في السُّلطة، وكانوا عبئًا على الثورة، واستطاع عبد الناصر بذكاء عظيم أن ينقل هؤلاء الضباط خارج الجيش، وأسند إليهم مناصب مدنية، لكي يظلوا بعيدًا عن القوات المسلحة حمايةً لها ». لكن ما لم يُعلِّق عليه السعدني ـ حسب علمي ـ واقعة كانت قبل النكسة بقليل ـ رواها مصطفى أمين أيضًا ـ حدثت عندما ظهرت أخبار عن اجتماع طويل عقده بعض القادة، ولم يكن الاجتماع له علاقة بالحرب، وإنما عُقد برئاسة المشير عامر بصفته رئيس اتحاد كرة القدم، والفريق مرتجي باعتباره رئيس النادي الأهلي، والفريق صدقي محمود باعتباره رئيس نادي الطيران، والاجتماع كان لمناقشة انتقال اللاعب «لمعي» من نادي المنصورة إلى النادي الأهلي .”. ❝ ⏤عمر طاهر
❞ “كان مصطفى أمين من أوائل الأشخاص الذين توقَّعوا علانيةً حدوث النكسة، لكن جمهوره في هذه اللحظة لم يكن سوى مأمور السجن الذي يقضي فيه أمين عقوبة الحبس في تهمة التخابر مع جهات أجنبية . استدعاه المأمور من زنزانته، وطلب منه التوقيع على ورقة مرسلة من رئاسة الجمهورية، مكتوب فيها: «أُقر أنا الموقِّع أدناه فلان، بالتنازل عن شقتي رقم 62 في 8 شارع صلاح الدين بالزمالك بكل ما فيها من أثاث ». كان الأمر مستفزًّا، فكتب أمين على الورقة بخط يده: «أرفض أن أتنازل عن شقتي، وأنا في دهشة أن أقرأ في الصحف أن الجيش المصري يحشد للاستيلاء على إسرائيل، بينما أجد أحد كبار ضباط الجيش المصري يحشد للاستيلاء على شقتي». وقَّع الورقة، وأعادها إلى المأمور مع تلميحات عن هزيمة متوقَّعة وقريبة. تعامل معه المأمور باعتباره شخصًا فَقدَ عقله بسبب السجن، وأنه يتحدث عن الهزيمة، بينما كل شبر في البلد يتحدث عن انتصار قادم. وأمر بعزل أمين عن بقية المساجين حتى لا تنتشر العدوى . وعندما وقعت النكسة استدعاه المأمور وسأله: «كيف عرفت؟»، فقال أمين: «واحد زائد واحد يساوي اثنين، ونحن لم نكن نُعدُّ جيشًا ليحارب، ولكن كنا نُعدُّ جيشًا ليحافظ على النظام. الضباط الذين أرسلناهم في بعثات إلى الكليات الحربية في روسيا وأمريكا ويوغسلافيا، عادوا ليتم تعيينهم رؤساء مجالس إدارات شركات الصابون والسردين وتعمير الصحاري. المحاربون في المكاتب، فمَن سيحارب غير المدنيين؟ ». ملاحظة أمين السابقة، ردَّ عليها الكاتب الكبير محمود السعدني قائلًا: «كان هناك ضباط أصحاب رغبات شخصية وأطماع في السُّلطة، وكانوا عبئًا على الثورة، واستطاع عبد الناصر بذكاء عظيم أن ينقل هؤلاء الضباط خارج الجيش، وأسند إليهم مناصب مدنية، لكي يظلوا بعيدًا عن القوات المسلحة حمايةً لها ». لكن ما لم يُعلِّق عليه السعدني ـ حسب علمي ـ واقعة كانت قبل النكسة بقليل ـ رواها مصطفى أمين أيضًا ـ حدثت عندما ظهرت أخبار عن اجتماع طويل عقده بعض القادة، ولم يكن الاجتماع له علاقة بالحرب، وإنما عُقد برئاسة المشير عامر بصفته رئيس اتحاد كرة القدم، والفريق مرتجي باعتباره رئيس النادي الأهلي، والفريق صدقي محمود باعتباره رئيس نادي الطيران، والاجتماع كان لمناقشة انتقال اللاعب «لمعي» من نادي المنصورة إلى النادي الأهلي .” . ❝
❞ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)
قوله تعالى : واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : واسأل القرية التي كنا فيها والعير حققوا بها شهادتهم عنده ، ورفعوا التهمة عن أنفسهم لئلا يتهمهم . فقولهم : واسأل القرية أي أهلها ; فحذف ; ويريدون بالقرية مصر . وقيل : قرية من قراها نزلوا بها وامتاروا منها . وقيل المعنى واسأل القرية وإن كانت جمادا ، فأنت نبي الله ، وهو ينطق الجماد لك ; وعلى هذا فلا حاجة إلى إضمار ; قال سيبويه : ولا يجوز كلم هندا وأنت تريد غلام هند ; لأن هذا يشكل . والقول في العير كالقول في القرية سواء . وإنا لصادقون في قولنا .
الثانية : في هذه الآية من الفقه أن كل من كان على حق ، وعلم أنه قد يظن به أنه على خلاف ما هو عليه أو يتوهم أن يرفع التهمة وكل ريبة عن نفسه ، ويصرح بالحق الذي هو عليه ، حتى لا يبقى لأحد متكلم ; وقد فعل هذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بقوله للرجلين اللذين مرا وهو قد خرج مع صفية يقلبها من المسجد : على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي فقالا : سبحان الله وكبر عليهما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا رواه البخاري ومسلم. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)
قوله تعالى : واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : واسأل القرية التي كنا فيها والعير حققوا بها شهادتهم عنده ، ورفعوا التهمة عن أنفسهم لئلا يتهمهم . فقولهم : واسأل القرية أي أهلها ; فحذف ; ويريدون بالقرية مصر . وقيل : قرية من قراها نزلوا بها وامتاروا منها . وقيل المعنى واسأل القرية وإن كانت جمادا ، فأنت نبي الله ، وهو ينطق الجماد لك ; وعلى هذا فلا حاجة إلى إضمار ; قال سيبويه : ولا يجوز كلم هندا وأنت تريد غلام هند ; لأن هذا يشكل . والقول في العير كالقول في القرية سواء . وإنا لصادقون في قولنا .
الثانية : في هذه الآية من الفقه أن كل من كان على حق ، وعلم أنه قد يظن به أنه على خلاف ما هو عليه أو يتوهم أن يرفع التهمة وكل ريبة عن نفسه ، ويصرح بالحق الذي هو عليه ، حتى لا يبقى لأحد متكلم ; وقد فعل هذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله للرجلين اللذين مرا وهو قد خرج مع صفية يقلبها من المسجد : على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي فقالا : سبحان الله وكبر عليهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا رواه البخاري ومسلم . ❝
❞ يموت رب العائلة، فتعاني أسرته من شظف العيش بضالة المعاش وينتهى حسن الابن الأكبر إلى الحياة في حي الرذيلة تاجر للمخدرات والنساء، أما حسين الأوسط فيقبل العمل بشهادته المتوسطة، حتى يتيح الفرصة لأخيه حسنين ليكمل دراسته ويلتحق بالكلية الحربية. أما الابنة نفيسه فاقدة الجمال فيطردها سليمان البقال من حياته بعد أن زلت معه ثم تستمر في السير في طريق الرذيلة دون أن يعرف أحد وتساعد أخاها حسنين وأمها بالمبالغ القليلة التي تحصل عليها. يتخرج حسنين ضابطا. فيتنكر لأسرته وخطيبته ووسطه الاجتماعى ويتطلع إلى الأرتباط بالطبقة الثرية، عن طريق الزواج منها. يعود حسن جريحاً مطارداً من البوليس إلى أسرته، ويستدعى حسنين في نفس الوقت إلى قسم البوليس ليجد أخته متهمة بالدعارة. يدفع حسنين أخته للانتحار غرقا تخلصا من الفضيحة، ويتذكر حياته ويجد عالمه ينهار فيلقي بنفسه في النيل وراءها. ❝ ⏤نجيب محفوظ
❞ يموت رب العائلة، فتعاني أسرته من شظف العيش بضالة المعاش وينتهى حسن الابن الأكبر إلى الحياة في حي الرذيلة تاجر للمخدرات والنساء، أما حسين الأوسط فيقبل العمل بشهادته المتوسطة، حتى يتيح الفرصة لأخيه حسنين ليكمل دراسته ويلتحق بالكلية الحربية. أما الابنة نفيسه فاقدة الجمال فيطردها سليمان البقال من حياته بعد أن زلت معه ثم تستمر في السير في طريق الرذيلة دون أن يعرف أحد وتساعد أخاها حسنين وأمها بالمبالغ القليلة التي تحصل عليها. يتخرج حسنين ضابطا. فيتنكر لأسرته وخطيبته ووسطه الاجتماعى ويتطلع إلى الأرتباط بالطبقة الثرية، عن طريق الزواج منها. يعود حسن جريحاً مطارداً من البوليس إلى أسرته، ويستدعى حسنين في نفس الوقت إلى قسم البوليس ليجد أخته متهمة بالدعارة. يدفع حسنين أخته للانتحار غرقا تخلصا من الفضيحة، ويتذكر حياته ويجد عالمه ينهار فيلقي بنفسه في النيل وراءها . ❝
❞ كيف ستشعر أية إمرأة قُتل أبوها وأخوها وزوجها في الحرب تجاه قاتلهم !!!؟؟؟ ....و كيف هو الشعور إذ أصبح هذا الرجل زوجا لها !!؟؟؟
أجاب الدكتور مصطفى محمود على هذا التساؤل في كتابه محمد _صلي الله عليه و سلم_ قائلا :
و هنا يقف القاريء المتأمل لاهث الأنفاس متسأئلا و كيف ؟؟!!!
كيف إستطاع حبها أن يعبر ذلك البحر من الدم ؟؟؟؟
و أن يتغلب علي يهوديتها و عنصريتها و إرتباطها بقومها و أبيها و أهلها الذين سقطوا بسيف الإسلام و يد محمد ؟؟؟!!!!
هنا لا تجد جوابا إلا (محمد )و روحه المشعة الآسرة و قلبه الطيب النبيل ، و تلك القوة القاهرة ، و ذلك المدد الإلهي الذي أمده الله به ، يغزو به قلوب أعدائه ليطهرها من الشر و الغل و يستصفي منها أحلي ما فيها هنا النبوة التي تفسر لا العظمة فنحن أمام قدرة غير بشرية.
و حكاية صفية تدحض التهمة التي أتهم بها النبي
في أن علاقاته بزوجاته كانت شهوة و أن زواجه من تسع زوجات كان شهوة ......
فالشهوة لا تطهر النفوس ابدا بل تزيدها ظلاما .
إنما نحن أمام مودة و مروءة و حنان و رأفة ...
و ما كان زواج محمد بزوجاته إلا عطاء للمودة ، و تحملا للأعباء فكان يضم الواحدة و معها عيالها و كلهن كن متزوجات ما عدا عائشة .
فاي حمل و أي أعباء ، و إن الواحد منا ليعاني من إزعاج إمرأة واحدة و عيالها ، فيضيق صدره و يخرج عن صوابه فما بال هذا القلب يسع تسع زوجات بعيالهن ، و غيرتهن ، و مكائدهن ، و إزعاجهن، و مطالبهن المتناقضة ...!!!!!
أين الشهوة هنا ؟؟!!
إنه بلاء و إبتلاء لهذا القلب وإمتحان لعطائه السخي الذي لا ينفد ..و للحلم و الصبر و الوداعة و البشاشة في تلك النفس الكريمة التي لا يعرف الغضب إليها سبيلا. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ كيف ستشعر أية إمرأة قُتل أبوها وأخوها وزوجها في الحرب تجاه قاتلهم !!!؟؟؟ ....و كيف هو الشعور إذ أصبح هذا الرجل زوجا لها !!؟؟؟
أجاب الدكتور مصطفى محمود على هذا التساؤل في كتابه محمد _صلي الله عليه و سلم_ قائلا :
و هنا يقف القاريء المتأمل لاهث الأنفاس متسأئلا و كيف ؟؟!!!
كيف إستطاع حبها أن يعبر ذلك البحر من الدم ؟؟؟؟
و أن يتغلب علي يهوديتها و عنصريتها و إرتباطها بقومها و أبيها و أهلها الذين سقطوا بسيف الإسلام و يد محمد ؟؟؟!!!!
هنا لا تجد جوابا إلا (محمد )و روحه المشعة الآسرة و قلبه الطيب النبيل ، و تلك القوة القاهرة ، و ذلك المدد الإلهي الذي أمده الله به ، يغزو به قلوب أعدائه ليطهرها من الشر و الغل و يستصفي منها أحلي ما فيها هنا النبوة التي تفسر لا العظمة فنحن أمام قدرة غير بشرية.
و حكاية صفية تدحض التهمة التي أتهم بها النبي
في أن علاقاته بزوجاته كانت شهوة و أن زواجه من تسع زوجات كان شهوة ......
فالشهوة لا تطهر النفوس ابدا بل تزيدها ظلاما .
إنما نحن أمام مودة و مروءة و حنان و رأفة ...
و ما كان زواج محمد بزوجاته إلا عطاء للمودة ، و تحملا للأعباء فكان يضم الواحدة و معها عيالها و كلهن كن متزوجات ما عدا عائشة .
فاي حمل و أي أعباء ، و إن الواحد منا ليعاني من إزعاج إمرأة واحدة و عيالها ، فيضيق صدره و يخرج عن صوابه فما بال هذا القلب يسع تسع زوجات بعيالهن ، و غيرتهن ، و مكائدهن ، و إزعاجهن، و مطالبهن المتناقضة ...!!!!!
أين الشهوة هنا ؟؟!!
إنه بلاء و إبتلاء لهذا القلب وإمتحان لعطائه السخي الذي لا ينفد ..و للحلم و الصبر و الوداعة و البشاشة في تلك النفس الكريمة التي لا يعرف الغضب إليها سبيلا . ❝