❞ مَسجِدَ الضِرّار .. وأقبل رسول الله ﷺ من تبوك ، حتى نزل بذي أَوَان ، وبينها وبين المدينة ساعة ، وكان أصحاب مسجد الضّرار أَتَوه وهو يتجهز إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله ! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة الشاتية ، وإنا نُحِبُّ أن تأتينا فتصَلِّيَ لنا فيه ، فقال ﷺ ( إنِّي عَلى جَناحَ سَفَرٍ ، وَحَالِ شُغْلِ ، وَلَوْ قَدِمْنا إِنْ شَاءَ اللهُ لأَتَيْنَاكُم فَصَلَّيْنَا لَكُم فيه ) ، فلما نزل بذي أوان جاءه خبرُ المسجد من السماء ، فدعا مالك بن الدخشم أخا بني سلمة بن عوف ، ومعن بن عدي العجلاني ، فقال ﷺ ( انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله ، فاهدِماه ، وحَرِّقاه ) ، فخرجا مسرعين حتى أتيا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقالى مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك بنارٍ من أهلي ودخل إلى أهله ، فأخذ سعفاً من النخل ، فأشعل فيه ناراً ، ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه - وفيه أهله - فحرقاه وهدماه ، فتفرقوا عنه ، فأنزل الله فيه { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ } ، إلى آخر القصة ، وذكر ابن إسحاق الذين بنوه ، وهم إثنا عشر رجلاً ، منهم : ثعلبة بن حاطب. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ مَسجِدَ الضِرّار . وأقبل رسول الله ﷺ من تبوك ، حتى نزل بذي أَوَان ، وبينها وبين المدينة ساعة ، وكان أصحاب مسجد الضّرار أَتَوه وهو يتجهز إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله ! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة الشاتية ، وإنا نُحِبُّ أن تأتينا فتصَلِّيَ لنا فيه ، فقال ﷺ ( إنِّي عَلى جَناحَ سَفَرٍ ، وَحَالِ شُغْلِ ، وَلَوْ قَدِمْنا إِنْ شَاءَ اللهُ لأَتَيْنَاكُم فَصَلَّيْنَا لَكُم فيه ) ، فلما نزل بذي أوان جاءه خبرُ المسجد من السماء ، فدعا مالك بن الدخشم أخا بني سلمة بن عوف ، ومعن بن عدي العجلاني ، فقال ﷺ ( انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله ، فاهدِماه ، وحَرِّقاه ) ، فخرجا مسرعين حتى أتيا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقالى مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك بنارٍ من أهلي ودخل إلى أهله ، فأخذ سعفاً من النخل ، فأشعل فيه ناراً ، ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه - وفيه أهله - فحرقاه وهدماه ، فتفرقوا عنه ، فأنزل الله فيه ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ، إلى آخر القصة ، وذكر ابن إسحاق الذين بنوه ، وهم إثنا عشر رجلاً ، منهم : ثعلبة بن حاطب. ❝
❞ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز أي الممتنع . مسنا وأهلنا الضر هذه المرة الثالثة من عودهم إلى مصر ; وفي الكلام حذف ، أي فخرجوا إلى مصر ، فلما دخلوا على يوسف قالوا : مسنا أي أصابنا وأهلنا الضر أي الجوع والحاجة ; وفي هذا دليل على جواز الشكوى عند الضر ، أي الجوع ; بل واجب عليه إذا خاف على نفسه الضر من الفقر وغيره أن يبدي حالته إلى من يرجو منه النفع ; كما هو واجب عليه أن يشكو ما به من الألم إلى الطبيب ليعالجه ; ولا يكون ذلك قدحا في التوكل ، وهذا ما لم يكن التشكي على سبيل التسخط ; والصبر والتجلد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ; وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى ; وذلك قول يعقوب : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون أي من جميل صنعه ، وغريب لطفه ، وعائدته على عباده ; فأما الشكوى على غير مشك فهو السفه ، إلا أن يكون على وجه البث والتسلي ; كما قال ابن دريد : لا تحسبن يا دهر أني ضارع لنكبة تعرقني عرق المدى مارست ما لو هوت الأفلاك من جوانب الجو عليه ما شكا لكنها نفثة مصدور إذا جاش لغام من نواحيها غما قوله تعالى : وجئنا ببضاعة البضاعة القطعة من المال يقصد بها شراء شيء ; تقول : أبضعت الشيء واستبضعته أي جعلته بضاعة ; وفي المثل : كمستبضع التمر إلى هجر . قوله تعالى : " مزجاة " صفة لبضاعة ; والإزجاء السوق بدفع ; ومنه قوله تعالى : ألم تر أن الله يزجي سحابا والمعنى أنها بضاعة تدفع ; ولا يقبلها كل أحد . قال ثعلب : البضاعة المزجاة الناقصة غير التامة . اختلف في تعيينها هنا ; فقيل : كانت قديدا وحيسا ; ذكره الواقدي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - . وقيل : خلق الغرائر والحبال ; روي عن ابن عباس . وقيل : متاع الأعراب صوف وسمن ; قاله عبد الله بن الحارث . وقيل : الحبة الخضراء والصنوبر وهو البطم ، حب شجر بالشام ; يؤكل ويعصر الزيت منه لعمل الصابون ، قاله أبو صالح ; فباعوها بدراهم لا تنفق في الطعام ، وتنفق فيما بين الناس ; فقالوا : خذها منا بحساب جياد تنفق من الطعام . وقيل : دراهم رديئة ; قاله ابن عباس أيضا . وقيل : ليس عليها صورة يوسف ، وكانت دراهم مصر عليهم صورة يوسف . وقال الضحاك : النعال والأدم ; وعنه : كانت سويقا منخلا . والله أعلم . قوله تعالى : فأوف لنا الكيل وتصدق فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى : فأوف لنا الكيل يريدون كما تبيع بالدراهم الجياد لا تنقصنا بمكان دراهمنا ; هذا قول أكثر المفسرين . وقال ابن جريج . فأوف لنا الكيل يريدون الكيل الذي كان قد كاله لأخيهم . وتصدق علينا أي تفضل علينا بما بين سعر الجياد والرديئة . قاله سعيد بن جبير والسدي والحسن : لأن الصدقة تحرم على الأنبياء . وقيل المعنى : تصدق علينا بالزيادة على حقنا ; قاله سفيان بن عيينة . قال مجاهد : ولم تحرم الصدقة إلا على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال ابن جريج : المعنى تصدق علينا برد أخينا إلينا . وقال ابن شجرة : تصدق علينا تجوز عنا ; استشهد بقول الشاعر : تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب وأمر علينا الأشعري لياليا إن الله يجزي المتصدقين يعني في الآخرة ; يقال : هذا من معاريض الكلام ; لأنه لم يكن عندهم أنه على دينهم ، فلذلك لم يقولوا : إن الله يجزيك بصدقتك ، فقالوا لفظا يوهمه أنهم أرادوه ، وهم يصح لهم إخراجه بالتأويل ; قاله النقاش وفي الحديث : ( إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ) . الثانية : استدل مالك وغيره من العلماء على أن أجرة الكيال على البائع ; قال ابن القاسم وابن نافع قال مالك : قالوا ليوسف فأوف لنا الكيل فكان يوسف هو الذي يكيل ، وكذلك الوزان والعداد وغيرهم ، لأن الرجل إذا باع عدة معلومة من طعامه ، وأوجب العقد عليه ، وجب عليه أن يبرزها ويميز حق المشتري من حقه ، إلا أن يبيع منه معينا - صبرة أو ما لا حق توفية فيه - فخلى ما بينه وبينه ، فما جرى على المبيع فهو على المبتاع ; وليس كذلك ما فيه حق توفية من كيل أو وزن ، ألا ترى أنه لا يستحق البائع الثمن إلا بعد التوفية ، وإن تلف فهو منه قبل التوفية . الثالثة : وأما أجرة النقد فعلى البائع أيضا ; لأن المبتاع الدافع لدراهمه يقول : إنها طيبة ، فأنت الذي تدعي الرداءة فانظر لنفسك ; وأيضا فإن النفع يقع له فصار الأجر عليه ، وكذلك لا يجب على الذي يجب عليه القصاص ; لأنه لا يجب عليه أن يقطع يد نفسه ، إلا أن يمكن من ذلك طائعا ; ألا ترى أن فرضا عليه أن يفدي يده ، ويصالح عليه إذا طلب المقتص ذلك منه ، فأجر القطاع على المقتص . وقال الشافعي في المشهور عنه : إنها على المقتص منه كالبائع . الرابعة : يكره للرجل أن يقول في دعائه : اللهم تصدق علي ; لأن الصدقة إنما تكون ممن يبتغي الثواب ، والله تعالى متفضل بالثواب بجميع النعم لا رب غيره ; وسمع الحسن رجلا يقول : اللهم تصدق علي ; فقال الحسن : يا هذا ! إن الله لا يتصدق إنما يتصدق من يبتغي الثواب ; أما سمعت قول الله تعالى : إن الله يجزي المتصدقين قل : اللهم أعطني وتفضل علي .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين قوله تعالى : فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز أي الممتنع . مسنا وأهلنا الضر هذه المرة الثالثة من عودهم إلى مصر ; وفي الكلام حذف ، أي فخرجوا إلى مصر ، فلما دخلوا على يوسف قالوا : مسنا أي أصابنا وأهلنا الضر أي الجوع والحاجة ; وفي هذا دليل على جواز الشكوى عند الضر ، أي الجوع ; بل واجب عليه إذا خاف على نفسه الضر من الفقر وغيره أن يبدي حالته إلى من يرجو منه النفع ; كما هو واجب عليه أن يشكو ما به من الألم إلى الطبيب ليعالجه ; ولا يكون ذلك قدحا في التوكل ، وهذا ما لم يكن التشكي على سبيل التسخط ; والصبر والتجلد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ; وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى ; وذلك قول يعقوب : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون أي من جميل صنعه ، وغريب لطفه ، وعائدته على عباده ; فأما الشكوى على غير مشك فهو السفه ، إلا أن يكون على وجه البث والتسلي ; كما قال ابن دريد : لا تحسبن يا دهر أني ضارع لنكبة تعرقني عرق المدى مارست ما لو هوت الأفلاك من جوانب الجو عليه ما شكا لكنها نفثة مصدور إذا جاش لغام من نواحيها غما قوله تعالى : وجئنا ببضاعة البضاعة القطعة من المال يقصد بها شراء شيء ; تقول : أبضعت الشيء واستبضعته أي جعلته بضاعة ; وفي المثل : كمستبضع التمر إلى هجر . قوله تعالى : ˝ مزجاة ˝ صفة لبضاعة ; والإزجاء السوق بدفع ; ومنه قوله تعالى : ألم تر أن الله يزجي سحابا والمعنى أنها بضاعة تدفع ; ولا يقبلها كل أحد . قال ثعلب : البضاعة المزجاة الناقصة غير التامة . اختلف في تعيينها هنا ; فقيل : كانت قديدا وحيسا ; ذكره الواقدي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - . وقيل : خلق الغرائر والحبال ; روي عن ابن عباس . وقيل : متاع الأعراب صوف وسمن ; قاله عبد الله بن الحارث . وقيل : الحبة الخضراء والصنوبر وهو البطم ، حب شجر بالشام ; يؤكل ويعصر الزيت منه لعمل الصابون ، قاله أبو صالح ; فباعوها بدراهم لا تنفق في الطعام ، وتنفق فيما بين الناس ; فقالوا : خذها منا بحساب جياد تنفق من الطعام . وقيل : دراهم رديئة ; قاله ابن عباس أيضا . وقيل : ليس عليها صورة يوسف ، وكانت دراهم مصر عليهم صورة يوسف . وقال الضحاك : النعال والأدم ; وعنه : كانت سويقا منخلا . والله أعلم . قوله تعالى : فأوف لنا الكيل وتصدق فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى : فأوف لنا الكيل يريدون كما تبيع بالدراهم الجياد لا تنقصنا بمكان دراهمنا ; هذا قول أكثر المفسرين . وقال ابن جريج . فأوف لنا الكيل يريدون الكيل الذي كان قد كاله لأخيهم . وتصدق علينا أي تفضل علينا بما بين سعر الجياد والرديئة . قاله سعيد بن جبير والسدي والحسن : لأن الصدقة تحرم على الأنبياء . وقيل المعنى : تصدق علينا بالزيادة على حقنا ; قاله سفيان بن عيينة . قال مجاهد : ولم تحرم الصدقة إلا على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال ابن جريج : المعنى تصدق علينا برد أخينا إلينا . وقال ابن شجرة : تصدق علينا تجوز عنا ; استشهد بقول الشاعر : تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب وأمر علينا الأشعري لياليا إن الله يجزي المتصدقين يعني في الآخرة ; يقال : هذا من معاريض الكلام ; لأنه لم يكن عندهم أنه على دينهم ، فلذلك لم يقولوا : إن الله يجزيك بصدقتك ، فقالوا لفظا يوهمه أنهم أرادوه ، وهم يصح لهم إخراجه بالتأويل ; قاله النقاش وفي الحديث : ( إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ) . الثانية : استدل مالك وغيره من العلماء على أن أجرة الكيال على البائع ; قال ابن القاسم وابن نافع قال مالك : قالوا ليوسف فأوف لنا الكيل فكان يوسف هو الذي يكيل ، وكذلك الوزان والعداد وغيرهم ، لأن الرجل إذا باع عدة معلومة من طعامه ، وأوجب العقد عليه ، وجب عليه أن يبرزها ويميز حق المشتري من حقه ، إلا أن يبيع منه معينا - صبرة أو ما لا حق توفية فيه - فخلى ما بينه وبينه ، فما جرى على المبيع فهو على المبتاع ; وليس كذلك ما فيه حق توفية من كيل أو وزن ، ألا ترى أنه لا يستحق البائع الثمن إلا بعد التوفية ، وإن تلف فهو منه قبل التوفية . الثالثة : وأما أجرة النقد فعلى البائع أيضا ; لأن المبتاع الدافع لدراهمه يقول : إنها طيبة ، فأنت الذي تدعي الرداءة فانظر لنفسك ; وأيضا فإن النفع يقع له فصار الأجر عليه ، وكذلك لا يجب على الذي يجب عليه القصاص ; لأنه لا يجب عليه أن يقطع يد نفسه ، إلا أن يمكن من ذلك طائعا ; ألا ترى أن فرضا عليه أن يفدي يده ، ويصالح عليه إذا طلب المقتص ذلك منه ، فأجر القطاع على المقتص . وقال الشافعي في المشهور عنه : إنها على المقتص منه كالبائع . الرابعة : يكره للرجل أن يقول في دعائه : اللهم تصدق علي ; لأن الصدقة إنما تكون ممن يبتغي الثواب ، والله تعالى متفضل بالثواب بجميع النعم لا رب غيره ; وسمع الحسن رجلا يقول : اللهم تصدق علي ; فقال الحسن : يا هذا ! إن الله لا يتصدق إنما يتصدق من يبتغي الثواب ; أما سمعت قول الله تعالى : إن الله يجزي المتصدقين قل : اللهم أعطني وتفضل علي. ❝
❞ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وكان له ثمر قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق ثمر بفتح الثاء والميم ، وكذلك قوله وأحيط بثمره جمع ثمرة . قاله الجوهري : الثمرة واحدة الثمر والثمرات ، وجمع الثمر ثمار ; مثل جبل وجبال . قال الفراء : وجمع الثمار ثمر ; مثل كتاب وكتب ، وجمع الثمر أثمار ; مثل أعناق وعنق . والثمر أيضا المال المثمر ; يخفف ويثقل . وقرأ أبو عمرو " وكان له ثمر " بضم الثاء وإسكان الميم ، وفسره بأنواع المال . والباقون بضمها في الحرفين . قال ابن عباس : ذهب وفضة وأموال . وقد مضى في " الأنعام " نحو هذا مبينا . ذكر النحاس : حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني عمران بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال هارون قال حدثني أبان عن ثعلب عن الأعمش أن الحجاج قال : لو سمعت أحدا يقرأ " وكان له ثمر " لقطعت لسانه ; فقلت للأعمش : أتأخذ بذلك ؟ فقال : لا ! ولا نعمة عين . فكان يقرأ " ثمر " ويأخذه من جمع الثمر . قال النحاس : فالتقدير على هذا القول أنه جمع ثمرة على ثمار ، ثم جمع ثمارا على ثمر ; وهو حسن في العربية إلا أن القول الأول أشبه والله أعلم ; لأن قوله كلتا الجنتين آتت أكلها يدل على أن له ثمرا . قوله تعالى : فقال لصاحبه وهو يحاوره أي يراجعه في الكلام ويجاوبه . والمحاورة المجاوبة ، والتحاور التجاوب . ويقال : كلمته فما أحار إلي جوابا ، وما رجع إلي حويرا ولا حويرة ولا محورة ولا حوارا ; أي ما رد جوابا . أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا النفر : الرهط وهو ما دون العشرة . وأراد هاهنا الأتباع والخدم والولد ، حسبما تقدم بيانه .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وكان له ثمر قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق ثمر بفتح الثاء والميم ، وكذلك قوله وأحيط بثمره جمع ثمرة . قاله الجوهري : الثمرة واحدة الثمر والثمرات ، وجمع الثمر ثمار ; مثل جبل وجبال . قال الفراء : وجمع الثمار ثمر ; مثل كتاب وكتب ، وجمع الثمر أثمار ; مثل أعناق وعنق . والثمر أيضا المال المثمر ; يخفف ويثقل . وقرأ أبو عمرو " وكان له ثمر " بضم الثاء وإسكان الميم ، وفسره بأنواع المال . والباقون بضمها في الحرفين . قال ابن عباس : ذهب وفضة وأموال . وقد مضى في " الأنعام " نحو هذا مبينا . ذكر النحاس : حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني عمران بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال هارون قال حدثني أبان عن ثعلب عن الأعمش أن الحجاج قال : لو سمعت أحدا يقرأ " وكان له ثمر " لقطعت لسانه ; فقلت للأعمش : أتأخذ بذلك ؟ فقال : لا ! ولا نعمة عين . فكان يقرأ " ثمر " ويأخذه من جمع الثمر . قال النحاس : فالتقدير على هذا القول أنه جمع ثمرة على ثمار ، ثم جمع ثمارا على ثمر ; وهو حسن في العربية إلا أن القول الأول أشبه والله أعلم ; لأن قوله كلتا الجنتين آتت أكلها يدل على أن له ثمرا . قوله تعالى : فقال لصاحبه وهو يحاوره أي يراجعه في الكلام ويجاوبه . والمحاورة المجاوبة ، والتحاور التجاوب . ويقال : كلمته فما أحار إلي جوابا ، وما رجع إلي حويرا ولا حويرة ولا محورة ولا حوارا ; أي ما رد جوابا . أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا النفر : الرهط وهو ما دون العشرة . وأراد هاهنا الأتباع والخدم والولد ، حسبما تقدم بيانه. ❝
❞ ثُم كان ﷺ يُكبر ويخر ساجداً ، ولا يرفع يديه ، وكان ﷺ يضع ركبتيه أولاً ، ثم يديه ، ثم جبهته ، وإذا رفع ، رفع رأسه أولاً ، ثم يديه ، ثم ركبتيه ، ونهى ﷺ عن التشبه في الصلاة بالحيوانات ، فنهى عن بروك كبروك البعير ، والتفات كالتفات الثعلب ، وافتراش كافتراش السبع ، وإقعاء كإقعاء الكلب ، ونقر كنقر الغراب ، ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشُّمْسِ ، وكان ﷺ يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة ، ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن ، وكان يسجد على الأرض كثيرا ، وعلى الماء والطين ، وعلى الخُمرة المتخذة من خوص النخيل ، وعلى الحصير المتخذ منه ، وعلى الفروة المدبوغة ، وكان إذا سجد مكن جبهته وأنفه من الأرض ، وكان يضع يديه حذو منكبيه وأذنيه ، وكان يعتدل في سجوده ، ويستقبل بأصابع رجليه القبلة ، وكان يبسط كفيه وأصابعه ، ولا يُفرج بينهما ولا يقبضها ، وكان يقول (سبحان ربي الأعلى ) وأمر به ، وكان يقول (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم إغفر لي) ، وكان يقول (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) وكان يقول (سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت) ، وكان يقول (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك) وكان يقول (اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين) وكان يقول (اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره) وكان يقول (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت ) ، وأمر أن يُكثر الدعاء في السجود .. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ثُم كان ﷺ يُكبر ويخر ساجداً ، ولا يرفع يديه ، وكان ﷺ يضع ركبتيه أولاً ، ثم يديه ، ثم جبهته ، وإذا رفع ، رفع رأسه أولاً ، ثم يديه ، ثم ركبتيه ، ونهى ﷺ عن التشبه في الصلاة بالحيوانات ، فنهى عن بروك كبروك البعير ، والتفات كالتفات الثعلب ، وافتراش كافتراش السبع ، وإقعاء كإقعاء الكلب ، ونقر كنقر الغراب ، ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشُّمْسِ ، وكان ﷺ يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة ، ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن ، وكان يسجد على الأرض كثيرا ، وعلى الماء والطين ، وعلى الخُمرة المتخذة من خوص النخيل ، وعلى الحصير المتخذ منه ، وعلى الفروة المدبوغة ، وكان إذا سجد مكن جبهته وأنفه من الأرض ، وكان يضع يديه حذو منكبيه وأذنيه ، وكان يعتدل في سجوده ، ويستقبل بأصابع رجليه القبلة ، وكان يبسط كفيه وأصابعه ، ولا يُفرج بينهما ولا يقبضها ، وكان يقول (سبحان ربي الأعلى ) وأمر به ، وكان يقول (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم إغفر لي) ، وكان يقول (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) وكان يقول (سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت) ، وكان يقول (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك) وكان يقول (اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين) وكان يقول (اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره) وكان يقول (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت ) ، وأمر أن يُكثر الدعاء في السجود. ❝
❞ (صارِمٌ يا ليلي وقد ظننتُك هينَ) صارمٌ يا ليلي وقد ظننتُك هينَ، نقدَ عهدكَ وأصبحتَ خائنَ لجأتُ إليكَ عِندما أصبحَ نهاري مُخادعَ، أُبرِمَ ميثاقً بيني وبينِكَ وأصبحَ الميثاقَ بالخداعِ قائمَ، قتلوا الوفا بين الخلقِ ولو ظهر الوفا بينهم اغاروا كيفَ للخليلِ ان يُخفي بداخلهُ ثعلبُ؟! ولماذا وضعتم الصدقَ بين الأفلين؟! تتناقلُ السنَتهِم بينَ القيلَ والقال واستحلوا أكلَ لحومِ بعضِهم ميتا، حبيبٌ أتى بوعودهِ غدر، قلبٌ ليناً أصبحَ مع الأيامِ حجر سترَ اليلِ مكرَكُم، دعمهُ النهارَ بأقنعتِكم، أظهَرهُ الزمانُ بغبأِكُم جِئتُ الى الدُنيا وقد ظننتُها جنة، قالوا: لي في الاخرةَ يا من تتمنى، وجدوني شارِداً فتساءلوا لماذا الشرودِ يا فتى قُلتُ إذا كان زمانُنا مبتور فأينَ الزمانُ الكامِل قالوا: أيا فتى لم يَكن الزمانُ يوماً بمبتور ولكن حين جاء الناسُ للزمان جائوا بنقصانهم فلا تلومن الرسولِ بما جاء في الرساله. للكاتبة / نورهان سعيد الطويل. ❝ ⏤
❞ (صارِمٌ يا ليلي وقد ظننتُك هينَ) صارمٌ يا ليلي وقد ظننتُك هينَ، نقدَ عهدكَ وأصبحتَ خائنَ لجأتُ إليكَ عِندما أصبحَ نهاري مُخادعَ، أُبرِمَ ميثاقً بيني وبينِكَ وأصبحَ الميثاقَ بالخداعِ قائمَ، قتلوا الوفا بين الخلقِ ولو ظهر الوفا بينهم اغاروا كيفَ للخليلِ ان يُخفي بداخلهُ ثعلبُ؟! ولماذا وضعتم الصدقَ بين الأفلين؟! تتناقلُ السنَتهِم بينَ القيلَ والقال واستحلوا أكلَ لحومِ بعضِهم ميتا، حبيبٌ أتى بوعودهِ غدر، قلبٌ ليناً أصبحَ مع الأيامِ حجر سترَ اليلِ مكرَكُم، دعمهُ النهارَ بأقنعتِكم، أظهَرهُ الزمانُ بغبأِكُم جِئتُ الى الدُنيا وقد ظننتُها جنة، قالوا: لي في الاخرةَ يا من تتمنى، وجدوني شارِداً فتساءلوا لماذا الشرودِ يا فتى قُلتُ إذا كان زمانُنا مبتور فأينَ الزمانُ الكامِل قالوا: أيا فتى لم يَكن الزمانُ يوماً بمبتور ولكن حين جاء الناسُ للزمان جائوا بنقصانهم فلا تلومن الرسولِ بما جاء في الرساله. للكاتبة / نورهان سعيد الطويل. ❝