❞ ملخص كتاب ❞حدثتني جدتي ❝ ، بقلم حسين العربي في ٩٨ صفحة سردت لنا الكاتبة حكايات من طفولتها المفعمة بالحب
حدثتني_جدتي مجموعة قصصية سردت بالعربية الفصحى الراقية قصصا حقيقية لامست قلوبنا. ونجحت الكاتبة في إشعال حنيننا للماضي وكذلك شهيتنا للأكلات الفلسطينية اللذيذة. برتقال ملعون:
"دخل بكرشه المتهدل، ولباسه غير المتبدل، وأشداقه التي تسعى وراء اللقم ولسانه الذي يذكر كل شيء إلا النعم."
قصة فكاهية عن ذاك الجار الطامع الشره الذي يأتي دوما دون دعوة على الطعام ولكن تلك المرة تعلم درسه بالطريقة المر
. ❝ ⏤أريج دكه الشرفا
ملخص كتاب ❞حدثتني جدتي ❝ ، بقلم حسين العربي
في ٩٨ صفحة سردت لنا الكاتبة حكايات من طفولتها المفعمة بالحب
حدثتني_جدتي مجموعة قصصية سردت بالعربية الفصحى الراقية قصصا حقيقية لامست قلوبنا. ونجحت الكاتبة في إشعال حنيننا للماضي وكذلك شهيتنا للأكلات الفلسطينية اللذيذة.
"دخل بكرشه المتهدل، ولباسه غير المتبدل، وأشداقه التي تسعى وراء اللقم ولسانه الذي يذكر كل شيء إلا النعم."
قصة فكاهية عن ذاك الجار الطامع الشره الذي يأتي دوما دون دعوة على الطعام ولكن تلك المرة تعلم درسه بالطريقة المر
"أيقن جدي وقتها أن الوليمة كانت على شرف الحلق، وبدل أن تسعد وحدها بزينته، أسعدت الجميع بطيب المرق".
قد تبدو حكاية فكاهية ولكنها حكاية عن الست العربية الأصيلة تلك الأنثى المعطاءة الخيرة، تبدي أبنائها وزوجها على راحتها وزينتها فقد وجدت في شبعهم ورضائهم سعادة لا تضاهيها أية كنوز.
" في الخارج استرق أحد الجيران السمع وهو عائد من وفي يده كيس من عناقيد التمر الفاخر، فقال لنفسه: لما لا أدخل كمصلح فأعرف سبب الخلاف؟! "
حكاية أخرى من حكايات الجدة التي تعبر عن فئة كبيرة من البشر على مر التاريخ.
فكم من إنسان أعتقد خطاءا أنه مصلح في حين أنه مجرد فضولي يتدخل فيما لا يعينه حفظنا الله منهم.
جاء الضيوف مبتهجين، ورحب بهم الأهل، جلسوا على الأرائك على مهل، وبدأت نظرات الفتيات ترمقهم في كل حركة، ويخبئن ضحكاتهن في طرف أثوابهن من بعد كل نظرة. "
الكرم والخجل من سمات العرب التي نتباهى بها بين الأمم وكذلك المغالاة في الحكايات والمواقف والتي دائما ما تكتشف حقيقتها بشكل محرج 😅
فرحت جدتي لفرحتها، وسألتها عن الإيراد، مدت يدها بالنصف قرش، سألتها جدتي عن الباقي، فأجابت أن ما من باق، صدمت وقالت: وعاء من الترمس بنصف قرش فقط، ومن الذي ابتلعه؟ فأجابتها أن زبونتاها ما هما إلا جارتيها عزيمة وغنيمة. فطنت جدتي لخداعهم للفتاة الصغيرة وأوضحت لها القصة المريرة، حزنت وتألمت، لكنها من الدرس تعلمت. "
قصة الخديعة والخذلان الأول دائما مريرة ولكنها الصفعة التي نحتاجها لنعلم أن الحياة ليست جنة.
وكما تدين تدان.
"كظم العم غيظه بحكمة سديدة، وحينما أبصر ابن أخيه وحيدا، انهال عليه باللكمات المبيدة، فقد أضاع عليه صفقة سعيدة. "
فكما يقال التجارة شطارة، ولكن أحذر فالخداع أخرته دوما ضياع.
"أصمتتهم رائحة الطعام وما أن وصلت إليهم السفرة المعمورة إلا وسال اللعاب وجحظت العيون التي كانت لرؤيتها مبهورة.
أكلوا حد الشبع وأكثر، إلى صلاة الظهر يجرون بطونهم جرا، يسبقهم صوت لهائهم وكأنه يفر من معركة ما فيا".
ما أشهى الأكلات الفلسطينية وما أجمل شعبها خلقا وأصلا.
كان من بين الحضور شاب خفيف العقل، قليل التجربة، ضئيل الخبرة، زاهد المال، يقال له كمال، تحركت في داخله الشجاعة لسرد حلم راوده عدة ليال متتالية، عقد العزم أن يتحدث ويطلق العنان للسانه بالتعبير بمكنون قلبه. "
التقليل من شأن الآخرين يورثك الخيبة والخذلان.
"وبعد مدة ليست بالوجيزة، اكتظ بيت المؤونة بزاد رمضان، فحمد الزوج الله أنه جهز مؤونة رمضان قبل قدومه"
حكاية طريفة فقد ضل الابن الفهم والتبس عليه الأمر وكاد أن يضيع شقاء والده هباء.
"أما هي فمن طيب عشرته بالمقابل توردت وجنتاها، وأرقدت الكحل في مقلتيها فسبحان الله كأنه نفث جمالا فيهما لم يسبق أن رآه أحد، صار شعرها جذابا يهذي عشقا كلما خلل أبو سعيد أصابعه بين ليله الطويل، وكأن جمالها كان مرصودا وزواجها منه وحنوه عليها فك رصده"
قصة حقيقية عن الجمال والحب.
فجمال الروح هو ذاك الجمال الذي يدوم ويبقى للأبد.
تلك الروح التي تصنع الحب لتخلق المعجزات.
هم بها فإذا بها تبكيه وفي القلب عويل قائم يناجيه، شدها أخوها من يدها وهى منصاعة لأمره، لا تقوى على عراكه ولا حتى جداله فقد أصدر حكمه عليها وعلى حكم العادات لا تراجع، قد يغفر الله ذنبا وهم لا يغفرون. "
العادات والتقاليد التي عفى عليها الزمن تخرب لا تعمر تقتل بلا رحمة ولا أداة للجريمة سوى عقول خربة ونفوس مريضة وقلوب صلدة لا حياة بها.
عادا كما أتيا بلا خدش وبلا جرح فقد استخدما عقلهما وفكرا في كل خطوة وفي النهاية لم يجدوا ذلك الكنز المهول التي كانت تتحدث عنه الناس"
الإشاعات تنتشر كالنار في الهشيم، لا يدحضها سوى شجاع ذو مرؤة تتحطم على أعتاب عقله الترهات.
أنهت جدتي قصتها وقالت:لا تخش من خانك وللسوء أردفك، بل اخش ربنا في السماء ما نسيك يوما وبين العباد أنصفك.
الرزق بيد الله وحده يقسمه كيفما شاء.
الرضا كنز يغني صاحبه أم الحسد فيرمي بصاحبه في أسفل درك من النار.
فأحسن اختيار مدخلك.
"ظل على هذه الحال بضع سنين إلى أن باغته في إحدى الليالي حلم غريب، حيث رأى في المنام أطفاله الستة الذين ماتوا في يومهم الثاني وفي يد كل واحد منهم برتقالة يرجمونه بها، استفاق من الحلم واستغرب منه جدا. "
إن الصدقات يذهبن السيئات، فلا تحجب رزق أرسله الله لغيرك من خلالك ليصلح عملك وتجني ثماره.
بدأت حكايتي حينما تطوعت للعمل في إحدى المؤسسات، تطوع دام ستة أشهر على أمل التوظيف كما وعدوا منذ البداية، عملت بجد ونشاط، سكبت وابل التفاني وأعطيتهم جل الاهتمام، وبعد انتظار طويل هاتفتني السكرتيرة أنه قد تم صرف راتب لي كمكافأة بسيطة على ما قضيته برفقتهم أغدق عليهم خدماتي دون مقابل.
الإحلام والتوقعات هى ما تخذلنا، فالواقع لم يكن يوما وردي ليحقق أحلامنا ببساطة.
❞ حدثتنا جدتي يوماً أنها كانت تجلسُ عِشاءً بجوارِ موقدِ النار (الكانون) تُلقمُ النار قطعَ الحطب المصفوفةَ بعنايةٍ في كيسٍ كبيرٍ يرقدُ جوارها. يجلسُ جدّي قُبالتها يوزعُ أرغفة الخبز حولَ الموقدِ؛ لتكتسبَ قرمشةً لذيذة ولوناً ذهبياً مُحمراً تتضاعفُ لرؤياه الشهيّة، وتزيدُ برائحته الزكيّة القابليّة، وأجلسَ برّادَ الشاي على حافةِ الموقد حتى يهنؤوا بشايٍ نكّهته ورقاتُ النعناع وأثيرُ الحطب. وفي هذه الأثناء خرجت عمتي إليهم بصينيةٍ كبيرةٍ تحتضنُ ما طابَ مخزون البيتِ من أطباق، زبديةٌ من الفولِ المدمسِ الغارقِ بسيلٍ من زيت الزيتون، صحنٌ ترقدُ فيهِ حباتُ زيتونٍ حديثةَ القطاف مدقوقةً بعنايةٍ ومنقوعةً بالملحِ والفلفلِ والليمون، صحنٌ ثانٍ تمتزجُ فيه اللبنة البيتية بقليلٍ من قطرات الزيت، صحنٌ آخر يتناثرُ فيه فتاتُ الزعتر كلما اهتزّ عنوةً بفعلِ خطى العمةِ المتعجلة، وآخرُ صنعت فيه الدُّقة الفلسطينية بحيرةً مع زيت الزيتون، وآخر تعتمره حباتُ البيض المسلوق، وطبقٌ يتوسطُ المائدة يبرقُ بدبسٍ أسود مع إطارٍ من الطحينيةِ يطوِّقه، وصحنٌ يختبئُ بين الأطباق لعشاق الفلفل الأحمر المطحون مع زيت الزيتون وعصرةٍ من الليمون. وضعت العمةُ الصينيةَ على جذعِ شجرةٍ _قد اقتصه جدي من الأرض وصنعَ منه طاولةً جميلة تُزين جلساتهم المسائية وسطَ كراسي الخيزران والقش_ وذهبت تنادي أخواتها الأربعة، وإخوتها الخمسة للاستمتاعِ بعشاءٍ يسردون خلاله أحداثَ اليوم.
ما إن التفّ الأبناء حول المائدةِ المهيبة، إلا وانهالت على الباب طرقاتٌ مريبة. دخلت البنات يستترنَ في إحدى الغُرف، وخرجَ أحدُ الأبناءِ يكتشفُ طارقَ البابِ أجاء بحزنٍ أم ترف؟!
فتحَ الباب وانهالتْ على وجههِ علاماتُ الخيبة، فهذا جارهم أكيد جاءَ يحملُ كعادتهِ الكثير من الغيبة.
دخلَ بكرشهِ المتهدِّل، ولباسه غيرَ المتبدِّل، وأشداقهِ التي تسعى وراءَ اللُّقم، ولسانهِ الذي يذكرُ كلّ شيءٍ إلّا النِّعم.
دلفَ إلى حيثُ يرقدونَ، أخذتهُ روائحُ الطعامِ والخبزِ المزيون. تهلّلَ وجهه واستبشر، فجاء على موعدِ العشاءِ دون تأخُّر.
ردَّ السلام على عجل، وجلسَ ينتظرُ دعوةً دونَ ملل.
أقسمَ عليه جدّي أن يتذوق، شمّرَ عن ساعديهِ وشرعَ دون تملُّق. راوغَ الأطباقَ كما يراوغُ الثعلبُ الفريسة. نظرَ إليهِ الأبناءُ في دهشةٍ فكأنه غول، فما تركَ في الأطباقِ ولا حتى لقمةَ فول.
شبعَ بعد أن نفدت الأطباق، ابتلت العروق وانتفخت الأشداق.
رفعَ يديه شاكراً حامداً ربّه، ثمَّ تجشَّأ فأراحَ قليلاً قلبَه. ❝ ⏤أريج دكه الشرفا
❞ حدثتنا جدتي يوماً أنها كانت تجلسُ عِشاءً بجوارِ موقدِ النار (الكانون) تُلقمُ النار قطعَ الحطب المصفوفةَ بعنايةٍ في كيسٍ كبيرٍ يرقدُ جوارها. يجلسُ جدّي قُبالتها يوزعُ أرغفة الخبز حولَ الموقدِ؛ لتكتسبَ قرمشةً لذيذة ولوناً ذهبياً مُحمراً تتضاعفُ لرؤياه الشهيّة، وتزيدُ برائحته الزكيّة القابليّة، وأجلسَ برّادَ الشاي على حافةِ الموقد حتى يهنؤوا بشايٍ نكّهته ورقاتُ النعناع وأثيرُ الحطب. وفي هذه الأثناء خرجت عمتي إليهم بصينيةٍ كبيرةٍ تحتضنُ ما طابَ مخزون البيتِ من أطباق، زبديةٌ من الفولِ المدمسِ الغارقِ بسيلٍ من زيت الزيتون، صحنٌ ترقدُ فيهِ حباتُ زيتونٍ حديثةَ القطاف مدقوقةً بعنايةٍ ومنقوعةً بالملحِ والفلفلِ والليمون، صحنٌ ثانٍ تمتزجُ فيه اللبنة البيتية بقليلٍ من قطرات الزيت، صحنٌ آخر يتناثرُ فيه فتاتُ الزعتر كلما اهتزّ عنوةً بفعلِ خطى العمةِ المتعجلة، وآخرُ صنعت فيه الدُّقة الفلسطينية بحيرةً مع زيت الزيتون، وآخر تعتمره حباتُ البيض المسلوق، وطبقٌ يتوسطُ المائدة يبرقُ بدبسٍ أسود مع إطارٍ من الطحينيةِ يطوِّقه، وصحنٌ يختبئُ بين الأطباق لعشاق الفلفل الأحمر المطحون مع زيت الزيتون وعصرةٍ من الليمون. وضعت العمةُ الصينيةَ على جذعِ شجرةٍ _قد اقتصه جدي من الأرض وصنعَ منه طاولةً جميلة تُزين جلساتهم المسائية وسطَ كراسي الخيزران والقش_ وذهبت تنادي أخواتها الأربعة، وإخوتها الخمسة للاستمتاعِ بعشاءٍ يسردون خلاله أحداثَ اليوم.
ما إن التفّ الأبناء حول المائدةِ المهيبة، إلا وانهالت على الباب طرقاتٌ مريبة. دخلت البنات يستترنَ في إحدى الغُرف، وخرجَ أحدُ الأبناءِ يكتشفُ طارقَ البابِ أجاء بحزنٍ أم ترف؟!
فتحَ الباب وانهالتْ على وجههِ علاماتُ الخيبة، فهذا جارهم أكيد جاءَ يحملُ كعادتهِ الكثير من الغيبة.
دخلَ بكرشهِ المتهدِّل، ولباسه غيرَ المتبدِّل، وأشداقهِ التي تسعى وراءَ اللُّقم، ولسانهِ الذي يذكرُ كلّ شيءٍ إلّا النِّعم.
دلفَ إلى حيثُ يرقدونَ، أخذتهُ روائحُ الطعامِ والخبزِ المزيون. تهلّلَ وجهه واستبشر، فجاء على موعدِ العشاءِ دون تأخُّر.
ردَّ السلام على عجل، وجلسَ ينتظرُ دعوةً دونَ ملل.
أقسمَ عليه جدّي أن يتذوق، شمّرَ عن ساعديهِ وشرعَ دون تملُّق. راوغَ الأطباقَ كما يراوغُ الثعلبُ الفريسة. نظرَ إليهِ الأبناءُ في دهشةٍ فكأنه غول، فما تركَ في الأطباقِ ولا حتى لقمةَ فول.
شبعَ بعد أن نفدت الأطباق، ابتلت العروق وانتفخت الأشداق.
رفعَ يديه شاكراً حامداً ربّه، ثمَّ تجشَّأ فأراحَ قليلاً قلبَه . ❝
❞ المجموعة القصصية حدثتني جدتي
للكاتبة أريج دكه الشرفا
قبل أن تبدأ رحلتك مع هذا الكتاب الذي كُتب بقلم فلسطيني أصيل، تعبر الحدود بقطار يقوده القلم، تجتاز معبر رفح دون أوراق رسمية أو تصاريح عبور رغم أنف المعتدين والعابثين بتاريخ بلادنا، لا تنس أن تحمل معك حلم الشعوب العربية أجمعين.
بمجرد تأملك للغلاف ستذهب بخيالك لتجلس بين قدمي تلك الجدة الفلسطينية التي ستروي لك قصص برائحة خير تلك الأرض الصامدة، استنشق ربيع بلادنا وجمالها بلا خريف، تلك الرائحة التي ستصل إليك بمجرد تأمل ذلك الغلاف وما يحمله من أصالة ومعاني لن تندثر أبدًا، سيهدأ خوفك من المستقبل لأنه ما زال فينا تلك الجدة الحكيمة وهذه الطفلة الذكية النبيهة التي تعلمت الدرس بمهارة ستدركها مع بدأ أولى الصفحات حيث إهداء الكاتبة الذي يؤكد أن ما بداخل هذه الأوراق ستكون قصص يملئها الترابط الأسري والحب والعطاء، قصص بطعم جذورنا التي نعتقد أننا نسيناها مع ضغوط الحياة، مذاقها بنكهة خيرات بلادنا وأصالة أهلها، ورائحتها عبير موسم حصاد الزيتون في فلسطين الحبيبة.
تتمتع كاتبة هذا الكتاب بقلم متمكن من حروفه قادر على التعبير بطريقة رغم بلاغتها وتفردها إلّا أنها تصل سريعًا إلى القلب فلا تحتاج لبذل مجهود لقراءة ما بين الأسطر ولا الوصول لما ترمى إليه الكاتبة التي كتبت قصص هذا الكتاب بقلبها قبل قلمها فوصل إلى القلب فورًا.
جاءت المقدمة بوصف ملامح الجدة فيشعر معها القارئ أيًا كان جنسيته العربية أنها ملامح جدته، فنصيحة عليك أن تقرأ المقدمة وتغمض عينيك لتستدعي روح تلك الجدة التي وصفتها الكاتبة بحروف متقنة لتتجسد صورتها أمامك كاملة بشكل وهيئة وصفات وأفعال، ستجد نفسك دون أن تشعر تلتف حولها مع أولئك الأطفال، فتتناسى معهم تلك النيران التي لن تهدأ إلّا بذلك النصر المنشود وتستعد لسماع الحكايات.
قُسمت المجموعة إلى ثلاث أجزاء أولهم يحمل الفكاهة والعبرة، والثاني بمذاق اجتماعي مرير، والثالث حكايات من زمن غابر.
ستعيش على أرض غزة لبعض الوقت، ستكون فرد من عائلة الجدة، أعدك أنك ستبتسم من قلبك، وستفتح شهيتك للطعام فهنا ستجد كل ما لذ وطاب، بوصف دقيق لما هو من خير أراضينا وأجمل أصناف الطعام العربي الشهية.
أنصحك قبل الاستمرار في هذه الرحلة أن تملأ معدتك وتمتنع عن الحمية، فتلك القصص تعد كفاتح للشهية، ستكتشف كثير من أوجه الشبه بين عادات وتقاليد شعوبنا العربية، وستعرف ما كنت تتمنى معرفته عن غزة والحياة بها وأنت تبتسم تلك الابتسامة التي أهدتها لك الكاتبة رغم المعاناة التي يعيشها ذلك المجتمع على مرأى ومسمع العالم أجمع، سوف تعيش القصص مع أبطالها، لتأخذ في الأخير العبرة في سطور موجزة كأقراص الدواء لكل داء ذُكر، بحروف بليغة وموسيقى تطرب الأذن.
ستنهي التسع حكايات الأولى خفيفة الظل بابتسامة لم تفارقك وأنت تقلب في أوراقها، فلقد نجحت الكاتبة في نقل القارئ عبر أثيرها الخاص ليعيش معها تلك الأجواء والطقوس الخاصة بأهل غزة.
ولكنك سرعان ما تعود للواقع وأنت تبدأ القسم الثاني تاركًا الابتسامة أمانة في يد الكاتبة، لتعيش واقع مجتمعاتنا التي أتأكد مع كل قصة أنه متشابه بكل عاداته وتقاليده الحميدة منها والمريرة، ربما مرارة تزيد قسوة عن الاحتلال وتدني الظروف الاقتصادية، فاحتلال القلوب بما يخالف الدين والشرع أكثر مرارة من احتلال الأوطان، وقد نعترف جميعًا أنها عادات ذميمة لئيمة ولكن هذا ما وجدنا عليه آبائنا، ستنهي قصص هذا الجزء وربما تلوم على الكاتبة تلك الابتسامة التي أعطتها لك بيد لتسرقها باليد الأخرى، فزالت الابتسامة واقشعر البدن لقسوة العادات والتقاليد المهترئة.
وبعد هذا الفاصل المرير تجذبك الكاتبة للقسم الثالث في المجموعة، تغسل عقلك من كل ما رمت به داخله بومضات من هموم المجتمع، فتعتذر لك قبل أن تسقطك في عالم الخيال حتى لا تودع مجموعتها مهموم البال بكل تلك الأحوال، فتجد نفسك داخل المغارة، ولكنك لست كعلي بابا سعيد الحظ أو حتى تعيسة لتلتقي بالأربعين حرامي، إنها مغارة مرصودة حكايتها مؤكد ستعرفها بين سطور تلك المجموعة، وستخرج بها مع عبرة لم تخلو منها أي قصة، خيالية كانت أو حقيقية.
خمسة عشرة قصة لكل واحدة مغذى وهدف حافظت عليه الكاتبة منذ أول صفحات كتابها حتى آخرها، بإتقان وبراعة وتمكن محترف، يثبت أن أقلامنا العربية لن تنضب أبدًا، وأن الأدب النسائي جدير بالاحترام والتقدير طالما يوجد به أمثال أريج الشرفا، نساء تستطيع الوقوف أمام طلقات النيران وعبور الأسلاك الشائكة بمهارة لتصل بكلماتها وقصص بلادها لكل من يهمه الأمر، فتُخلد تاريخ بلادها وأرخته بمهارة، ليكون خير عون لأجيال تحاول الحفاظ على بقايا أصالتها المتناثرة مع لاجئين حول العالم.
إذ كنت تبحث عن هويتك المفقودة في تلك الصفحات ستجدها وقبل أن تغلقها ستعرف من سرقها وسبب سرقتها.
أعدك عزيزي القارئ أنك ستغلق الكتاب وتقف احتراما لهذا العمل الذي لم يكن مجموعة قصصية عادية بل كان إبداعًا متكامل يستحق التصفيق.
وأخيرًا وليس آخرًا لا أستطيع أن أتجاهل دور دار ديوان العرب للنشر والتوزيع التي تبنت هذا العمل الرائع وأظهرته للنور بما يليق به وباسم الدار.
❞ المجموعة القصصية حدثتني جدتي
للكاتبة أريج دكه الشرفا
قبل أن تبدأ رحلتك مع هذا الكتاب الذي كُتب بقلم فلسطيني أصيل، تعبر الحدود بقطار يقوده القلم، تجتاز معبر رفح دون أوراق رسمية أو تصاريح عبور رغم أنف المعتدين والعابثين بتاريخ بلادنا، لا تنس أن تحمل معك حلم الشعوب العربية أجمعين.
بمجرد تأملك للغلاف ستذهب بخيالك لتجلس بين قدمي تلك الجدة الفلسطينية التي ستروي لك قصص برائحة خير تلك الأرض الصامدة، استنشق ربيع بلادنا وجمالها بلا خريف، تلك الرائحة التي ستصل إليك بمجرد تأمل ذلك الغلاف وما يحمله من أصالة ومعاني لن تندثر أبدًا، سيهدأ خوفك من المستقبل لأنه ما زال فينا تلك الجدة الحكيمة وهذه الطفلة الذكية النبيهة التي تعلمت الدرس بمهارة ستدركها مع بدأ أولى الصفحات حيث إهداء الكاتبة الذي يؤكد أن ما بداخل هذه الأوراق ستكون قصص يملئها الترابط الأسري والحب والعطاء، قصص بطعم جذورنا التي نعتقد أننا نسيناها مع ضغوط الحياة، مذاقها بنكهة خيرات بلادنا وأصالة أهلها، ورائحتها عبير موسم حصاد الزيتون في فلسطين الحبيبة.
تتمتع كاتبة هذا الكتاب بقلم متمكن من حروفه قادر على التعبير بطريقة رغم بلاغتها وتفردها إلّا أنها تصل سريعًا إلى القلب فلا تحتاج لبذل مجهود لقراءة ما بين الأسطر ولا الوصول لما ترمى إليه الكاتبة التي كتبت قصص هذا الكتاب بقلبها قبل قلمها فوصل إلى القلب فورًا.
جاءت المقدمة بوصف ملامح الجدة فيشعر معها القارئ أيًا كان جنسيته العربية أنها ملامح جدته، فنصيحة عليك أن تقرأ المقدمة وتغمض عينيك لتستدعي روح تلك الجدة التي وصفتها الكاتبة بحروف متقنة لتتجسد صورتها أمامك كاملة بشكل وهيئة وصفات وأفعال، ستجد نفسك دون أن تشعر تلتف حولها مع أولئك الأطفال، فتتناسى معهم تلك النيران التي لن تهدأ إلّا بذلك النصر المنشود وتستعد لسماع الحكايات.
قُسمت المجموعة إلى ثلاث أجزاء أولهم يحمل الفكاهة والعبرة، والثاني بمذاق اجتماعي مرير، والثالث حكايات من زمن غابر.
ستعيش على أرض غزة لبعض الوقت، ستكون فرد من عائلة الجدة، أعدك أنك ستبتسم من قلبك، وستفتح شهيتك للطعام فهنا ستجد كل ما لذ وطاب، بوصف دقيق لما هو من خير أراضينا وأجمل أصناف الطعام العربي الشهية.
أنصحك قبل الاستمرار في هذه الرحلة أن تملأ معدتك وتمتنع عن الحمية، فتلك القصص تعد كفاتح للشهية، ستكتشف كثير من أوجه الشبه بين عادات وتقاليد شعوبنا العربية، وستعرف ما كنت تتمنى معرفته عن غزة والحياة بها وأنت تبتسم تلك الابتسامة التي أهدتها لك الكاتبة رغم المعاناة التي يعيشها ذلك المجتمع على مرأى ومسمع العالم أجمع، سوف تعيش القصص مع أبطالها، لتأخذ في الأخير العبرة في سطور موجزة كأقراص الدواء لكل داء ذُكر، بحروف بليغة وموسيقى تطرب الأذن.
ستنهي التسع حكايات الأولى خفيفة الظل بابتسامة لم تفارقك وأنت تقلب في أوراقها، فلقد نجحت الكاتبة في نقل القارئ عبر أثيرها الخاص ليعيش معها تلك الأجواء والطقوس الخاصة بأهل غزة.
ولكنك سرعان ما تعود للواقع وأنت تبدأ القسم الثاني تاركًا الابتسامة أمانة في يد الكاتبة، لتعيش واقع مجتمعاتنا التي أتأكد مع كل قصة أنه متشابه بكل عاداته وتقاليده الحميدة منها والمريرة، ربما مرارة تزيد قسوة عن الاحتلال وتدني الظروف الاقتصادية، فاحتلال القلوب بما يخالف الدين والشرع أكثر مرارة من احتلال الأوطان، وقد نعترف جميعًا أنها عادات ذميمة لئيمة ولكن هذا ما وجدنا عليه آبائنا، ستنهي قصص هذا الجزء وربما تلوم على الكاتبة تلك الابتسامة التي أعطتها لك بيد لتسرقها باليد الأخرى، فزالت الابتسامة واقشعر البدن لقسوة العادات والتقاليد المهترئة.
وبعد هذا الفاصل المرير تجذبك الكاتبة للقسم الثالث في المجموعة، تغسل عقلك من كل ما رمت به داخله بومضات من هموم المجتمع، فتعتذر لك قبل أن تسقطك في عالم الخيال حتى لا تودع مجموعتها مهموم البال بكل تلك الأحوال، فتجد نفسك داخل المغارة، ولكنك لست كعلي بابا سعيد الحظ أو حتى تعيسة لتلتقي بالأربعين حرامي، إنها مغارة مرصودة حكايتها مؤكد ستعرفها بين سطور تلك المجموعة، وستخرج بها مع عبرة لم تخلو منها أي قصة، خيالية كانت أو حقيقية.
خمسة عشرة قصة لكل واحدة مغذى وهدف حافظت عليه الكاتبة منذ أول صفحات كتابها حتى آخرها، بإتقان وبراعة وتمكن محترف، يثبت أن أقلامنا العربية لن تنضب أبدًا، وأن الأدب النسائي جدير بالاحترام والتقدير طالما يوجد به أمثال أريج الشرفا، نساء تستطيع الوقوف أمام طلقات النيران وعبور الأسلاك الشائكة بمهارة لتصل بكلماتها وقصص بلادها لكل من يهمه الأمر، فتُخلد تاريخ بلادها وأرخته بمهارة، ليكون خير عون لأجيال تحاول الحفاظ على بقايا أصالتها المتناثرة مع لاجئين حول العالم.
إذ كنت تبحث عن هويتك المفقودة في تلك الصفحات ستجدها وقبل أن تغلقها ستعرف من سرقها وسبب سرقتها.
أعدك عزيزي القارئ أنك ستغلق الكتاب وتقف احتراما لهذا العمل الذي لم يكن مجموعة قصصية عادية بل كان إبداعًا متكامل يستحق التصفيق.
وأخيرًا وليس آخرًا لا أستطيع أن أتجاهل دور دار ديوان العرب للنشر والتوزيع التي تبنت هذا العمل الرائع وأظهرته للنور بما يليق به وباسم الدار.
عام 1880م ماتت ملكة تايلاند غرقًا، فقد انقلبَ بها القارب ولم يجرؤ أحد من حراسها على إنقاذها، وقفوا جميعًا يتفرجون عليها وهي تلفظُ أنفاسها لأن القانون كان يقول: لمس الملكة عقوبته الإعدام!
طبعًا لستُ ضد قانون يحفظ لحاكم هيبته إن كان ضمن المعقول ولا يتنافى مع القيم الإنسانية، ما أنا ضده هي تلك القوانين التي تقتل المروءة بين الناس!
لو أن سائق سيارة صدم أحد المارة وهرب، وتركه صريعًا يتخبط بدمه ورأيته أنتَ فأبتْ أخلاقُك إلا أن تحمله وتنقله بسيارتك لأقرب مستشفى ومات في الطريق، هل تضمن ألا يعاملوك كأنك الذي دهسه؟
لو حضرت الشرطة إلى المستشفى وأقسمتَ لهم بالله وحلفتَ على كل الكتب التي أنزلها أن دورك الوحيد في القضية أنك إنسان، أتراهم يتركونك؟
هكذا هم الناس يقتلون المروءة في الناس، سيعاقبونك وستدفع ديته، ليمر غيرك بإنسان ملقى على قارعة الطريق ويمضي لأنه لا يريد أن يصيبه ما أصابك!
إن كثيرًا من قوانينا وتصرفاتنا تقتل المروءة بين الناس!
الذي يستدين مالًا ثم يقرر أن يأكله على صاحبه إنما يريد من الناس ألا يمد أحدهم يده إلى الآخر، وكما قال المثل العامي: لم أمتْ ولكني رأيتُ من مات!
الذي يطرق بابًا طالبًا زوجة فيحسن أهلها إليه، ولا يكلفونه ما لا يطيق، بل ويساعدونه لإتمام زواجه، ثم لا يعاملها بالحسنى، إنما يريد من الناس أن يتعاملوا مع بعضهم على مبدأ من لا يتعب في المهر يسهل عليه الطلاق! كل من كان قد قرر أن يكون شهمًا مع خاطب بناته سيتريث لأن قليل مروءة قد قتل شيئًا من المروءة فيه!
أسوأ ما في الأفعال الخسيسة أنها تجعل الناس ينظرون إلى الخير على أنه مجازفة، وإلى المعروف على أنه محاولة انتحار!
والأمر أوسع من تصرف فردي، وأكبر من حادثة شخصية، إنها سم زُعاف يسري في جسد المروءة حتى يقتلها!
كنتُ صغيرًا عندما حدثتني جدتي عن رجل رغبَ في فرس عند رجل آخر، فطلب منه أن يبيعها له، فأبى، فزاده هذا الرّفضُ إصرارًا، فتطوّع لصُّ ليجلبها له، وذهب حيث يمر صاحب الفرس، وارتمى على قارعة الطريق يُمثّل أنه يتلوى من الألم، فنزل صاحب الفرس وأركب هذا المسكين، وأخذ بلجام الفرس يجرها...
فقال له: لا يليق بك أن تجرني
فقال له: أنت رجل مريض
فقال له: إن كان لابد، فأنا أمسكُ باللجام حفظاً لكرامتك
وعندما ناوله اللجام، استوى على الفرس وهرب بها، فنادى صاحب الفرس عليه، وقال له: إن سألوك عنها فقل أنك اشتريتها، ولا تُحدِّثْ أحدًا بما فعلتَ، إني أخاف أن تموت المروءة بين الناس
. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ لا تقتلُوا المروءَة بين الناس!!
عام 1880م ماتت ملكة تايلاند غرقًا، فقد انقلبَ بها القارب ولم يجرؤ أحد من حراسها على إنقاذها، وقفوا جميعًا يتفرجون عليها وهي تلفظُ أنفاسها لأن القانون كان يقول: لمس الملكة عقوبته الإعدام!
طبعًا لستُ ضد قانون يحفظ لحاكم هيبته إن كان ضمن المعقول ولا يتنافى مع القيم الإنسانية، ما أنا ضده هي تلك القوانين التي تقتل المروءة بين الناس!
لو أن سائق سيارة صدم أحد المارة وهرب، وتركه صريعًا يتخبط بدمه ورأيته أنتَ فأبتْ أخلاقُك إلا أن تحمله وتنقله بسيارتك لأقرب مستشفى ومات في الطريق، هل تضمن ألا يعاملوك كأنك الذي دهسه؟
لو حضرت الشرطة إلى المستشفى وأقسمتَ لهم بالله وحلفتَ على كل الكتب التي أنزلها أن دورك الوحيد في القضية أنك إنسان، أتراهم يتركونك؟
هكذا هم الناس يقتلون المروءة في الناس، سيعاقبونك وستدفع ديته، ليمر غيرك بإنسان ملقى على قارعة الطريق ويمضي لأنه لا يريد أن يصيبه ما أصابك!
إن كثيرًا من قوانينا وتصرفاتنا تقتل المروءة بين الناس!
الذي يستدين مالًا ثم يقرر أن يأكله على صاحبه إنما يريد من الناس ألا يمد أحدهم يده إلى الآخر، وكما قال المثل العامي: لم أمتْ ولكني رأيتُ من مات!
الذي يطرق بابًا طالبًا زوجة فيحسن أهلها إليه، ولا يكلفونه ما لا يطيق، بل ويساعدونه لإتمام زواجه، ثم لا يعاملها بالحسنى، إنما يريد من الناس أن يتعاملوا مع بعضهم على مبدأ من لا يتعب في المهر يسهل عليه الطلاق! كل من كان قد قرر أن يكون شهمًا مع خاطب بناته سيتريث لأن قليل مروءة قد قتل شيئًا من المروءة فيه!
أسوأ ما في الأفعال الخسيسة أنها تجعل الناس ينظرون إلى الخير على أنه مجازفة، وإلى المعروف على أنه محاولة انتحار!
والأمر أوسع من تصرف فردي، وأكبر من حادثة شخصية، إنها سم زُعاف يسري في جسد المروءة حتى يقتلها!
كنتُ صغيرًا عندما حدثتني جدتي عن رجل رغبَ في فرس عند رجل آخر، فطلب منه أن يبيعها له، فأبى، فزاده هذا الرّفضُ إصرارًا، فتطوّع لصُّ ليجلبها له، وذهب حيث يمر صاحب الفرس، وارتمى على قارعة الطريق يُمثّل أنه يتلوى من الألم، فنزل صاحب الفرس وأركب هذا المسكين، وأخذ بلجام الفرس يجرها...
فقال له: لا يليق بك أن تجرني
فقال له: أنت رجل مريض
فقال له: إن كان لابد، فأنا أمسكُ باللجام حفظاً لكرامتك
وعندما ناوله اللجام، استوى على الفرس وهرب بها، فنادى صاحب الفرس عليه، وقال له: إن سألوك عنها فقل أنك اشتريتها، ولا تُحدِّثْ أحدًا بما فعلتَ، إني أخاف أن تموت المروءة بين الناس
. ❝