❞ وهذا الشعور .. شعور التلقّي للتنفيذ .. كان يفتح لهم من القرآن آفاقاً من المتاع ، وآفاقاً من المعرفة ، لم تكن لتُفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والإطلاع ، وكان ييسر لهم العمل ، ويخفف عنهم ثقل التكاليف ، ويخلط القرآن بذواتهم ، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلي منهج واقعي ، وإلي ثقافة متحركة لا تبقي داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنما تتحول آثاراً وأحداثاً تحوّل خط سير الحياة .. ❝ ⏤سيد قطب
❞ وهذا الشعور . شعور التلقّي للتنفيذ . كان يفتح لهم من القرآن آفاقاً من المتاع ، وآفاقاً من المعرفة ، لم تكن لتُفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والإطلاع ، وكان ييسر لهم العمل ، ويخفف عنهم ثقل التكاليف ، ويخلط القرآن بذواتهم ، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلي منهج واقعي ، وإلي ثقافة متحركة لا تبقي داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنما تتحول آثاراً وأحداثاً تحوّل خط سير الحياة. ❝
❞ أمام بابِكَ كلُّ الخلقِ قد وفدوا
وهم ينادون: يا فتَّاح ياصمدُ
فأنت وحدك تعطي السائلين ولا
يردُّ عن بابك المقصود من قصدوا
والخيرُ عندك مبذول لطالبه
حتى لمن كفروا حتى لمن جحدوا
إن أنت يا ربِّ لم ترحم ضراعتهم
فليس يرحمهم من بينهم أحدُ. ❝ ⏤سلمان العودة
❞ أمام بابِكَ كلُّ الخلقِ قد وفدوا
وهم ينادون: يا فتَّاح ياصمدُ
فأنت وحدك تعطي السائلين ولا
يردُّ عن بابك المقصود من قصدوا
والخيرُ عندك مبذول لطالبه
حتى لمن كفروا حتى لمن جحدوا
إن أنت يا ربِّ لم ترحم ضراعتهم
فليس يرحمهم من بينهم أحدُ. ❝
❞ عم مطاوع يكاد ينكفئ وهو يقدم المشروبات للزبائن، مما يجعلهم يهبون فزعًا حتى يُعينوه قبل أن يهوي على الأرض.
بالقرب من مدخل المقهى يوجد مذياع محفوظ داخل صندوق خشبي موضوع على لوح خشبي مُثبَّت على الحائط، لا يُشغِّله عم مطاوع إلا عندما يحين موعد إذاعة حفل أم كلثوم؛ يعشقها بجنون، أكثر الأوقات استمتاعًا بالسِّت عندما يخلو المقهى من بعض الغرباء الذين يجلسون فيه انتظارًا لوصول القطار أو إقلاعه، عندما يُودِّعون قريبًا أو صديقًا لهم، فيختلي بي عم مطاوع، ليحكي بصوتٍ خافت بعض الجرائم التي حدثت في الماضي البعيد، أصغيتُ له جيدًا عندما حدثني، في هدأة الليل، عن جريمة قتلٍ قد وقعت في الماضي بالقرب من المقهى، وأنَّ مَن قاموا بها ظلوا بضعة أيام يترددون على المقهى ليترصدوا القتيل، قصَّ عليَّ أنه كلما اقترب منهم , و هو يحمل صينية الشاي، كفُّوا عن الحديث بعد أن يُشير أحدُهم بيده أن يصمتوا، وحين يبتعد عنهم تُعاوِد وجوهُهم الاقتراب مرة أخرى كضباعٍ تفترس مِيتة، وفي اليوم الموعود رأى واحدًا منهم وهو يُخرج فَرْدًا روسيًّا، ويطلق مقذوفًا ناريًّا في رأس القتيل، فيفلقها فلقتين، فتتناثر قِطع صغيرة من لحمه تسيل منها الدماء، ويهرب إلى داخل محطة القطار، ويجري بين قضبانها، وبينما ينظر إلى الخلف خوفًا من الإيقاع به، فجأة ظهر قطار بضاعة ألجمه، ظل متجمدًا في مكانه كالمصلوب، فدهسه على الفور ، يمضغ عم مطاوع ريقه ثُمَّ يكمل، إن التحريات كشفت أن القتيل من مدينة فرشوط، وقد لجأ إلى مدينتنا بعد أن قتل ابن عمه بسبب استلاب الأخير منه عشرة أسهم من أرضه، فضربه بالفأس، فشجَّ رأسه نصفين كالبطيخة، وقد حُكم عليه غيابيًّا بالأشغال الشاقة المؤبدة، وهو في مدينتنا منذ خمسة عشر عامًا. بعدما صمت برهة، تنهد وضرب كفيه أخماسًا في أسداس وقال: \"يا ولدي، من قتل يُقتَل ولو بعد حين\".. ❝ ⏤عثمان مكاوي
❞ عم مطاوع يكاد ينكفئ وهو يقدم المشروبات للزبائن، مما يجعلهم يهبون فزعًا حتى يُعينوه قبل أن يهوي على الأرض.
بالقرب من مدخل المقهى يوجد مذياع محفوظ داخل صندوق خشبي موضوع على لوح خشبي مُثبَّت على الحائط، لا يُشغِّله عم مطاوع إلا عندما يحين موعد إذاعة حفل أم كلثوم؛ يعشقها بجنون، أكثر الأوقات استمتاعًا بالسِّت عندما يخلو المقهى من بعض الغرباء الذين يجلسون فيه انتظارًا لوصول القطار أو إقلاعه، عندما يُودِّعون قريبًا أو صديقًا لهم، فيختلي بي عم مطاوع، ليحكي بصوتٍ خافت بعض الجرائم التي حدثت في الماضي البعيد، أصغيتُ له جيدًا عندما حدثني، في هدأة الليل، عن جريمة قتلٍ قد وقعت في الماضي بالقرب من المقهى، وأنَّ مَن قاموا بها ظلوا بضعة أيام يترددون على المقهى ليترصدوا القتيل، قصَّ عليَّ أنه كلما اقترب منهم , و هو يحمل صينية الشاي، كفُّوا عن الحديث بعد أن يُشير أحدُهم بيده أن يصمتوا، وحين يبتعد عنهم تُعاوِد وجوهُهم الاقتراب مرة أخرى كضباعٍ تفترس مِيتة، وفي اليوم الموعود رأى واحدًا منهم وهو يُخرج فَرْدًا روسيًّا، ويطلق مقذوفًا ناريًّا في رأس القتيل، فيفلقها فلقتين، فتتناثر قِطع صغيرة من لحمه تسيل منها الدماء، ويهرب إلى داخل محطة القطار، ويجري بين قضبانها، وبينما ينظر إلى الخلف خوفًا من الإيقاع به، فجأة ظهر قطار بضاعة ألجمه، ظل متجمدًا في مكانه كالمصلوب، فدهسه على الفور ، يمضغ عم مطاوع ريقه ثُمَّ يكمل، إن التحريات كشفت أن القتيل من مدينة فرشوط، وقد لجأ إلى مدينتنا بعد أن قتل ابن عمه بسبب استلاب الأخير منه عشرة أسهم من أرضه، فضربه بالفأس، فشجَّ رأسه نصفين كالبطيخة، وقد حُكم عليه غيابيًّا بالأشغال الشاقة المؤبدة، وهو في مدينتنا منذ خمسة عشر عامًا. بعدما صمت برهة، تنهد وضرب كفيه أخماسًا في أسداس وقال: ˝يا ولدي، من قتل يُقتَل ولو بعد حين˝. ❝