❞ قَــالَ الله تَعَــالَى : ﴿ وَقُـلْنَ قَـوْلًا مَعْـرُوفًا ﴾ قَـالَ ابْـنُ زَيْـدٍ: قولًا حسنًا جميلًا معروفًا في الخير. ومعنى هذا: أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم. أي: لا تخـاطب المرأة الأجـانب كما تخـاطب زوجـها.. ❝ ⏤إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أبو الفداء عماد الدين
❞ قَــالَ الله تَعَــالَى : ﴿ وَقُـلْنَ قَـوْلًا مَعْـرُوفًا ﴾
قَـالَ ابْـنُ زَيْـدٍ: قولًا حسنًا جميلًا معروفًا في الخير.
ومعنى هذا: أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم.
أي: لا تخـاطب المرأة الأجـانب كما تخـاطب زوجـها. ❝
⏤ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أبو الفداء عماد الدين
❞ دعوة أُم! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تؤنسكِ أحاديث الأولين وأخبار الأمم الغابرة، فكيف إذا كانت أحاديثهم وأخبارهم بصوتِ نبيكِ وحبيبك ﷺ وأنتِ الآن على موعد مع هذا الجمال والجلال، يقولُ لكِ النبيُّ ﷺ: كان جُريجُ رجلاً عابداً، فاتخذ صومعةً، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي... فقالتْ: يا جُريج! فقال: يا رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ أمه، فلما كان الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ: يا جُريج! فقال: أي رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فقالتْ: اللهمَّ لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته، وكانتْ امرأةٌ بغيُّ يُتمثَّلُ بحسنها، فقالتْ: إن شئتم لأفتننه! فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها، فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقعَ عليها، فحملتْ! فلما ولدتْ، قالتْ: هذا من جُريج! فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ، قال: أين الصَّبيُّ؟ فجاؤوا به... فقال: دعوني حتى أُصلي! فصلَّى...، فلما انصرفَ أتى الصَّبيَّ، فطعنَ بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلانٌ الرَّاعي! فأقبلوا على جُريج يُقبلونه، ويتمسَّحون به! وقالوا: نبني لكَ صومعتكَ من ذهبٍ! قال: لا، أعيدوها من طينٍ كما كانتْ. ففعلوا! يا صحابيَّة، الجمالُ نعمة تُصان، فلا تستخدمي جمالكِ وأنوثتكِ سلاح غواية! فهذا فعل الغانيات لا فعل العفيفات، الأنوثة والغنج يأخذان بقلوب الرجال، فحافظي على نفسكِ أولاً، وعلى الناس ثانياً! وقد قال الله لمن هُنَّ أطهر منكِ، زوجات النبيِّ ﷺ: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ عندما تُظهرين أنوثتكِ في غير موضعها، وتكشفين دلالكِ أمام من ليس له، فستكونين محطَّ طمع، ويُظنُّ بكِ أنكِ سهلة المنال! اثبتي أمام البائع في السوق، عرضكِ أغلى من دراهم يحسمها لكِ! حافظي على رباطة جأشكِ أمام زملاء العمل، سمعتُكِ لا تُقدَّر بثمن! لا تفتحي الباب، أو شق منه، ثم تشتكين إذا ما تسلل منه أحد! معالجة الأسباب أهون عليكِ من معالجة النتائج! لتذهب الوظائف إلى الجحيم، إذا كان ثمنها شيءٌ يمسُّ شرفكِ! ما كان لكِ من رزقٍ سيأتيكِ رغماً عن الدنيا كلها، والرزق عند الله لا عند الناس، وما كان عند اللهِ لا يُؤخذُ بمعصيته! يا صحابيَّة، إياكِ والدعاءُ على أولادكِ، فربما صادفتْ دعوتكِ ساعة استجابة فتهلكينهم، دعاء الوالدين فتَّاك! كل ما أصاب جُريج الراهب كان بدعوة أمه، دعتْ عليه أن ينظر في وجوه المومسات، فوافقتْ دعوتها ساعة استجابة فأصابه ما قد علمتِ! رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً في السن يده مشلولة، فسأله: ما الذي أصابك؟ فقال: دعا عليَّ أبي في الجاهلية أن تُشَلَّ، فَشُلَّتْ! فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟! وفي كتاب أزهار الرياض من أخبار القاضي عياض، أن الزمخشري كان مقطوع الرِّجل، فسُئلَ عن ذلك، فقال: هذا بدعاء أُمي! ذلكَ أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً، وربطه بخيطٍ في رجله، فجذبته، فانقطعتْ رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ: قطعَ اللهُ رجلكَ كما قطعتَ رجله! فلما كبرتُ وكنتُ في سفرٍ إلى بخارى لطلب العلم، سقطتُ عن الدابة، فانكسرتْ رجلي، ووجبَ قطعها! أمسكي عليكِ لسانكِ يرحمكِ الله، الأولاد مُتعبون هذه حقيقة، ولكن لكِ من كل هذا التعب أجر التربية! والأولاد يأتون بتصرفاتٍ مستفزة هذا واقع، ولكن الصبر باب من أبواب الجنة! ثم إن الدعوة السيئة على الأولاد لو اُستجيبت، فأنتِ أول من سيكتوي بنارها! لو دعوتِ على ولدٍ أو بنتٍ بعدم التوفيق، فسيأتي هذا الولد وهذه البنت عاقين، ستحرمين نفسكِ من برِّهم في لحظة غضب، عدم التوفيق شقاء! وأي راحةٍ لكِ إذا شقيَ أولادكِ، عودي نفسكِ الدعاء لهم لا عليهم، استبدلي تلك الدعوات الساحقة الماحقة بأُخرى حلوة جميلة! قولي للولد: هداكَ الله! وقولي للبنت: أصلحكِ الله! وأنتِ أول من سيقطف ثمار هدايتهم وصلاحهم! يا صحابيَّة، الصلاة مفزَعُ الصالحين منذ فجر التاريخ، وعندما نزلتْ بجريج هذه التهمة، قال: دعوني حتى أُصلي! فأنجاه الله سبحانه، وبرَّأه من تُهمةٍ نُسبتْ إليه، ليكن اللهُ ملاذكِ الآمن، وحصنكِ المنيع، إذا ضاقتْ بكِ الحيلة تصدَّقي، وإذا سُدَّتْ بوجهكِ الأبواب سارعي في الدعاء، وإذا تعسَّرتْ الأمور فادخلي كهف الصلاة، ما أنجى يونس عليه السلام من بطن الحوت إلا تسبيحه واستغفاره، وما نجا إبراهيم عليه السلام من فرعون وجيشه، إلا بحسن ظنه بالله! وما نجا نوحٌ عليه السّلام بالسفينة المصنوعة من الخشب، إلا لأنه قد ركبَ من قبل سفينة التوحيد! وما نجا النبيُّ ﷺ وصاحبه يوم الهجرة، إلا بالتوكل على الله واليقين بالله! يا أبا بكر: ما ظنك باثنين الله ثالثهما! يا صحابيَّة، أهل المعاصي مرضى قلوب، فاحذريهم! وإنهم يريدون لو كان الناس جميعاً مثلهم، تلك الزانية أزعجها عفاف جُريج، فأرادت أن يكون مثلها! أنتِ بصلاحكِ وعفافكِ تذكرين الناقصين بنقصهم، المرتشي يؤلمه الأمين لأنه بأمانته يخبره كم هو وضيع! والزانية تؤلمها العفيفة لأنها بعفتها تخبرها كم هي رخيصة! ومن قبل قال قوم لوطٍ: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ إن النجس والملوث يختنق بطهارة غيره! يا صحابيَّة، لا تُعيري سمعكِ للذين يقعون في أعراض الناس، اُتهم جريج بالزنا وهو عفيف طاهر، وصدَّقَ قومه التهمة رغم أنها جاءتْ من زانية استأجروها! كم عفيفةٍ ظُلمت، وكم أمينٍ اُتهم بالخيانة، وكم مُتهم هو من تهمته بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فإذا حُملتْ إلى مسامعكِ تُهمة، فاجعليها تقفُ عندكِ ولا تنشريها! فإن كانتْ التهمة حقاً فقد كنتِ رسول إبليس في نشر الفاحشة، وإن كانتْ كاذبة فقد وقعتِ في أعراض الناس، من سترَ سُتِر، والمرءُ لا يأخذُ إلا ما كان يُعطيه! ومن تتبعَ عورات الناس، تتبعَ الله عورته! اُتهمت الصِّديقة مريم بالزنا، واُتهم الكليم موسى عليه السلام بأنه يريد أن يُظهر في الأرض الفساد! واُتهم النبيُّ ﷺ بالكذب والسحر والجنون، فإذا كان هؤلاء لم ينجوا من الناس، فكيف يسلمُ الذين هم من دونهم وكلنا دونهم!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ دعوة أُم! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تؤنسكِ أحاديث الأولين وأخبار الأمم الغابرة، فكيف إذا كانت أحاديثهم وأخبارهم بصوتِ نبيكِ وحبيبك ﷺ وأنتِ الآن على موعد مع هذا الجمال والجلال، يقولُ لكِ النبيُّ ﷺ: كان جُريجُ رجلاً عابداً، فاتخذ صومعةً، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي.. فقالتْ: يا جُريج! فقال: يا رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ أمه، فلما كان الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ: يا جُريج! فقال: أي رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فقالتْ: اللهمَّ لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته، وكانتْ امرأةٌ بغيُّ يُتمثَّلُ بحسنها، فقالتْ: إن شئتم لأفتننه! فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها، فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقعَ عليها، فحملتْ! فلما ولدتْ، قالتْ: هذا من جُريج! فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ، قال: أين الصَّبيُّ؟ فجاؤوا به.. فقال: دعوني حتى أُصلي! فصلَّى..، فلما انصرفَ أتى الصَّبيَّ، فطعنَ بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلانٌ الرَّاعي! فأقبلوا على جُريج يُقبلونه، ويتمسَّحون به! وقالوا: نبني لكَ صومعتكَ من ذهبٍ! قال: لا، أعيدوها من طينٍ كما كانتْ. ففعلوا! يا صحابيَّة، الجمالُ نعمة تُصان، فلا تستخدمي جمالكِ وأنوثتكِ سلاح غواية! فهذا فعل الغانيات لا فعل العفيفات، الأنوثة والغنج يأخذان بقلوب الرجال، فحافظي على نفسكِ أولاً، وعلى الناس ثانياً! وقد قال الله لمن هُنَّ أطهر منكِ، زوجات النبيِّ ﷺ: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ عندما تُظهرين أنوثتكِ في غير موضعها، وتكشفين دلالكِ أمام من ليس له، فستكونين محطَّ طمع، ويُظنُّ بكِ أنكِ سهلة المنال! اثبتي أمام البائع في السوق، عرضكِ أغلى من دراهم يحسمها لكِ! حافظي على رباطة جأشكِ أمام زملاء العمل، سمعتُكِ لا تُقدَّر بثمن! لا تفتحي الباب، أو شق منه، ثم تشتكين إذا ما تسلل منه أحد! معالجة الأسباب أهون عليكِ من معالجة النتائج! لتذهب الوظائف إلى الجحيم، إذا كان ثمنها شيءٌ يمسُّ شرفكِ! ما كان لكِ من رزقٍ سيأتيكِ رغماً عن الدنيا كلها، والرزق عند الله لا عند الناس، وما كان عند اللهِ لا يُؤخذُ بمعصيته! يا صحابيَّة، إياكِ والدعاءُ على أولادكِ، فربما صادفتْ دعوتكِ ساعة استجابة فتهلكينهم، دعاء الوالدين فتَّاك! كل ما أصاب جُريج الراهب كان بدعوة أمه، دعتْ عليه أن ينظر في وجوه المومسات، فوافقتْ دعوتها ساعة استجابة فأصابه ما قد علمتِ! رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً في السن يده مشلولة، فسأله: ما الذي أصابك؟ فقال: دعا عليَّ أبي في الجاهلية أن تُشَلَّ، فَشُلَّتْ! فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟! وفي كتاب أزهار الرياض من أخبار القاضي عياض، أن الزمخشري كان مقطوع الرِّجل، فسُئلَ عن ذلك، فقال: هذا بدعاء أُمي! ذلكَ أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً، وربطه بخيطٍ في رجله، فجذبته، فانقطعتْ رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ: قطعَ اللهُ رجلكَ كما قطعتَ رجله! فلما كبرتُ وكنتُ في سفرٍ إلى بخارى لطلب العلم، سقطتُ عن الدابة، فانكسرتْ رجلي، ووجبَ قطعها! أمسكي عليكِ لسانكِ يرحمكِ الله، الأولاد مُتعبون هذه حقيقة، ولكن لكِ من كل هذا التعب أجر التربية! والأولاد يأتون بتصرفاتٍ مستفزة هذا واقع، ولكن الصبر باب من أبواب الجنة! ثم إن الدعوة السيئة على الأولاد لو اُستجيبت، فأنتِ أول من سيكتوي بنارها! لو دعوتِ على ولدٍ أو بنتٍ بعدم التوفيق، فسيأتي هذا الولد وهذه البنت عاقين، ستحرمين نفسكِ من برِّهم في لحظة غضب، عدم التوفيق شقاء! وأي راحةٍ لكِ إذا شقيَ أولادكِ، عودي نفسكِ الدعاء لهم لا عليهم، استبدلي تلك الدعوات الساحقة الماحقة بأُخرى حلوة جميلة! قولي للولد: هداكَ الله! وقولي للبنت: أصلحكِ الله! وأنتِ أول من سيقطف ثمار هدايتهم وصلاحهم! يا صحابيَّة، الصلاة مفزَعُ الصالحين منذ فجر التاريخ، وعندما نزلتْ بجريج هذه التهمة، قال: دعوني حتى أُصلي! فأنجاه الله سبحانه، وبرَّأه من تُهمةٍ نُسبتْ إليه، ليكن اللهُ ملاذكِ الآمن، وحصنكِ المنيع، إذا ضاقتْ بكِ الحيلة تصدَّقي، وإذا سُدَّتْ بوجهكِ الأبواب سارعي في الدعاء، وإذا تعسَّرتْ الأمور فادخلي كهف الصلاة، ما أنجى يونس عليه السلام من بطن الحوت إلا تسبيحه واستغفاره، وما نجا إبراهيم عليه السلام من فرعون وجيشه، إلا بحسن ظنه بالله! وما نجا نوحٌ عليه السّلام بالسفينة المصنوعة من الخشب، إلا لأنه قد ركبَ من قبل سفينة التوحيد! وما نجا النبيُّ ﷺ وصاحبه يوم الهجرة، إلا بالتوكل على الله واليقين بالله! يا أبا بكر: ما ظنك باثنين الله ثالثهما! يا صحابيَّة، أهل المعاصي مرضى قلوب، فاحذريهم! وإنهم يريدون لو كان الناس جميعاً مثلهم، تلك الزانية أزعجها عفاف جُريج، فأرادت أن يكون مثلها! أنتِ بصلاحكِ وعفافكِ تذكرين الناقصين بنقصهم، المرتشي يؤلمه الأمين لأنه بأمانته يخبره كم هو وضيع! والزانية تؤلمها العفيفة لأنها بعفتها تخبرها كم هي رخيصة! ومن قبل قال قوم لوطٍ: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ إن النجس والملوث يختنق بطهارة غيره! يا صحابيَّة، لا تُعيري سمعكِ للذين يقعون في أعراض الناس، اُتهم جريج بالزنا وهو عفيف طاهر، وصدَّقَ قومه التهمة رغم أنها جاءتْ من زانية استأجروها! كم عفيفةٍ ظُلمت، وكم أمينٍ اُتهم بالخيانة، وكم مُتهم هو من تهمته بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فإذا حُملتْ إلى مسامعكِ تُهمة، فاجعليها تقفُ عندكِ ولا تنشريها! فإن كانتْ التهمة حقاً فقد كنتِ رسول إبليس في نشر الفاحشة، وإن كانتْ كاذبة فقد وقعتِ في أعراض الناس، من سترَ سُتِر، والمرءُ لا يأخذُ إلا ما كان يُعطيه! ومن تتبعَ عورات الناس، تتبعَ الله عورته! اُتهمت الصِّديقة مريم بالزنا، واُتهم الكليم موسى عليه السلام بأنه يريد أن يُظهر في الأرض الفساد! واُتهم النبيُّ ﷺ بالكذب والسحر والجنون، فإذا كان هؤلاء لم ينجوا من الناس، فكيف يسلمُ الذين هم من دونهم وكلنا دونهم!. ❝
❞ وقد حدد الإسلام خروج المرأة من البيت لحاجة وبشروط أخرى تجمل فيما يلي : 1- الخروج للحاجة ، لا للهو وإضاعة الأوقات قال - صلى الله عليه وسلم - : (( أذن لكن .... )) . 2- الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم . 3- اتخاذ الستر الحق عند الخروج ، وذلك أن تستر جميع بدنها [ كما تقدم في الباب السابق عند بيان شروط الحجاب الشرعي ] وأن تغض نظرها في سيرها ، فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة . 4- ترك التعطر أو استعمال أدوات الزينة المعطرة. [ كما تقدم في آيات سورة النور ] . 5- ترك التعطر ولو في الخروج إلى الصلاة في مثل يوم الجمعة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] . 6- لا تمشي وسط الطريق وفي زحمة الرجال [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] . 7- تمشي متواضعة على أدب وحياء لا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة ، فيسمع الناس قرع حذائها ، فيلتفتون ، وربما وقعت الفتنة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] . 8- وإذا حادثت أجنبيًا - غير مَحْرم لها - تحادثه بصوت عادي ، وتسعى جهدها أن يكون خاليًا من الرقة والتكسر والإغراء . قال اللَّه تعالى : { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا } [ الأحزاب : 32 ] . 9- ولا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال ، إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة . جاءت أم خلاد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - - وهي منتقبة - تسأل عن ابنها وهو مقتول ، فقال لها بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة ؟ فقالت : أن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي . فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - : (( ابنك له أجر شهيدين )) قالت : ولم ذلك يا رسول اللَّه ؟ قال : (( لأنه قتله أهل الكتاب ))(3) . 10- فإذا ذهبت إلى دكان أو دائرة فلا تنفرد برجل وقد أغلق الباب عليهما لأن ذلك خلوة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ))(4) . ولا تصافح غير ذي محرم منها من الرجال ، (( ما مس رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة(5) - أجنبية - قط إلا أن يأخذ عليها فإن أخذ عليها - أي العهد والبيعة ، قال : اذهبي فقد بايعتك ))(6). ❝ ⏤أبو ذر القلموني عبد المنعم بن حسين بن حنفي بن حسن بن الشاهد
❞ وقد حدد الإسلام خروج المرأة من البيت لحاجة وبشروط أخرى تجمل فيما يلي : 1- الخروج للحاجة ، لا للهو وإضاعة الأوقات قال - صلى الله عليه وسلم - : (( أذن لكن .. )) . 2- الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم . 3- اتخاذ الستر الحق عند الخروج ، وذلك أن تستر جميع بدنها [ كما تقدم في الباب السابق عند بيان شروط الحجاب الشرعي ] وأن تغض نظرها في سيرها ، فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة . 4- ترك التعطر أو استعمال أدوات الزينة المعطرة. [ كما تقدم في آيات سورة النور ] . 5- ترك التعطر ولو في الخروج إلى الصلاة في مثل يوم الجمعة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] . 6- لا تمشي وسط الطريق وفي زحمة الرجال [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] . 7- تمشي متواضعة على أدب وحياء لا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة ، فيسمع الناس قرع حذائها ، فيلتفتون ، وربما وقعت الفتنة [ كما تقدم أيضًا في آيات سورة النور ] . 8- وإذا حادثت أجنبيًا - غير مَحْرم لها - تحادثه بصوت عادي ، وتسعى جهدها أن يكون خاليًا من الرقة والتكسر والإغراء . قال اللَّه تعالى : ﴿ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ﴾ [ الأحزاب : 32 ] . 9- ولا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال ، إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة . جاءت أم خلاد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - - وهي منتقبة - تسأل عن ابنها وهو مقتول ، فقال لها بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة ؟ فقالت : أن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي . فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - : (( ابنك له أجر شهيدين )) قالت : ولم ذلك يا رسول اللَّه ؟ قال : (( لأنه قتله أهل الكتاب ))(3) . 10- فإذا ذهبت إلى دكان أو دائرة فلا تنفرد برجل وقد أغلق الباب عليهما لأن ذلك خلوة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ))(4) . ولا تصافح غير ذي محرم منها من الرجال ، (( ما مس رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة(5) - أجنبية - قط إلا أن يأخذ عليها فإن أخذ عليها - أي العهد والبيعة ، قال : اذهبي فقد بايعتك ))(6). ❝
⏤ أبو ذر القلموني عبد المنعم بن حسين بن حنفي بن حسن بن الشاهد
❞ الزوجة الرابعة (حفصة بنت عمر بن الخطاب) إحدى زوجات الرسول محمد، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر . فما هي سيرتها؟ نشأتها ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب في مكة، قبل بعثة النبي محمد بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي. وحفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً. في حياة النبي محمد تزوَّجت حفصة من خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي، وأسلما معاً في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفرداً إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب. شارك خنيس في غزوة أحد مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم، وذلك بعد زواج النبي محمد من عائشة، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد خديجة وسودة وعائشة. وكان عمر حفصة وقتها نحو 20 عاماً. وقد اشتكت نساء النبي محمد يوماً من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر عند النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك. فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا، وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ). فاخترن الله ورسوله. شخصيتها عُرف عن حفصة بنت عمر غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى البخاري أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي محمد. وقد ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة. فحَرم الرسول مارية على نفسه . وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. ويقال إن النبي قد طلق حفصة ثم ردها بعد ذلك. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: «صفيَّة بنت يهودي»، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟» ثم قال لحفصة: «اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.» وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء. كما عُرف عنها البلاغة و الفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها، وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين عائشة، بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضاً عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها». وقد روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثاً. وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها. حياة حفصة بعد النبي محمد بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن. قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته، ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عدداً من النسخ. وقد نتج عن هذا كله أن لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن. والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج. دار حفصة بنت عمر وتقع هذه الدار جنوب المسجد النبوي، وكانت حفصة بنت عمر بن الخطاب قد ابتاعت تلك الدار من أبي بكر الصديق، وبقيت في يدها إلى أن أراد عثمان بن عفان توسعة المسجد، فطُلبت منها فامتنعت قائلة:\" كيف بطريقي إلى المسجد، فقال لها عثمان: نعطيك داراً أوسع منها ونجعل لك طريقاً مثلها، فسلمت ورضيت\". وفاتها توفيت حفصة في شعبان 41 هـ بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم. #أمهات_المؤمنين #صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ الزوجة الرابعة (حفصة بنت عمر بن الخطاب)
إحدى زوجات الرسول محمد، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر . فما هي سيرتها؟
نشأتها ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب في مكة، قبل بعثة النبي محمد بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي. وحفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً.
في حياة النبي محمد تزوَّجت حفصة من خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي، وأسلما معاً في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفرداً إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب. شارك خنيس في غزوة أحد مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم، وذلك بعد زواج النبي محمد من عائشة، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد خديجة وسودة وعائشة. وكان عمر حفصة وقتها نحو 20 عاماً. وقد اشتكت نساء النبي محمد يوماً من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر عند النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك. فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا، وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ). فاخترن الله ورسوله.
شخصيتها عُرف عن حفصة بنت عمر غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى البخاري أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي محمد. وقد ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة. فحَرم الرسول مارية على نفسه . وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. ويقال إن النبي قد طلق حفصة ثم ردها بعد ذلك. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: «صفيَّة بنت يهودي»، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟» ثم قال لحفصة: «اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.» وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء. كما عُرف عنها البلاغة و الفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها، وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين عائشة، بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضاً عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها». وقد روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثاً. وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها.
حياة حفصة بعد النبي محمد بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن. قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته، ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عدداً من النسخ. وقد نتج عن هذا كله أن لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن. والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج.
دار حفصة بنت عمر وتقع هذه الدار جنوب المسجد النبوي، وكانت حفصة بنت عمر بن الخطاب قد ابتاعت تلك الدار من أبي بكر الصديق، وبقيت في يدها إلى أن أراد عثمان بن عفان توسعة المسجد، فطُلبت منها فامتنعت قائلة:˝ كيف بطريقي إلى المسجد، فقال لها عثمان: نعطيك داراً أوسع منها ونجعل لك طريقاً مثلها، فسلمت ورضيت˝.
وفاتها توفيت حفصة في شعبان 41 هـ بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم. #أمهات_المؤمنين