❞ وقد عرفت الآن و فقط ماذا عنى درويش حين قال : على هذه الأرض ما يستحق الحياة سنبقى على هذه الأرض رغما عنهم ،سنبقى في منامهم كابوسا وفي يقظتهم غصة. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ وقد عرفت الآن و فقط ماذا عنى درويش حين قال : على هذه الأرض ما يستحق الحياة سنبقى على هذه الأرض رغما عنهم ،سنبقى في منامهم كابوسا وفي يقظتهم غصة. ❝
❞ تقدموا به حتى أوقفوه على خشبةِ التنفيذ، قيَّدوه بالأحزمة كي يشلُّوا حركته.. حاول أن يصرخَ لكنَّ الصرخاتِ وقفت في حلقِه.. بلَّل ملابسَه من شدة الرعب.. نبضاتُه تضربُ صدرَه بعنف، تُمزِّق ضلوعه.. ركبتاه تتخبَّط تصارعا.. أنفاسُه تغيبُ لثوانٍ ثم تعود.. مِنصَّةُ الحكم بالإعدام أَصبحت جاهزةً.. الحبل ملفوفٌ حول عنقِه.. عيناه بارقتانِ.. الخوفُ من موتٍ محتومٍ جعل أَطرافهُ ترتعشُ؛ حتى خُيِّلَ لهُ أنهُ مات قبل أن يُوضع حبلُ المشنقةِ حوْلَ رقبتِه...! دخل في إغماءٍ، وكأنهُ يرِيدُ أن يمرَّ بسرعةٍ إلى ظلامٍ وسكونٍ أَبَدَيينِ، وُضِع على رأْسِه غطاءٌ أَسْودُ اللَّوْنِ، تمنَّى لدقيقةٍ أن يكونَ كابوساً مزعجاً سيستفيق منه، أو أنَّ أحداً ما يتدخل لإنقاذه من الموت.. فتح عينيه داخل الغطاء ظلامٌ دامسٌ لا يرى سواه.. هز رأسه.. حرَّك قدميه المكبلتين.. شعر بالحبل يضيق على عنقه.. عاد مسرعاً لسكون جسدِه خوفًاً أن يختنق، نهج بشدَّةٍ.. صرخ بينه وبين نفسِه: -أنقذوني- فُتحَتِ الطبليَّةُ أَسفلَ قدميه؛ فسقط في بئرٍ عمقُها أَربعةُ أمتارٍ.. احتقن وجهُه؛ حيثُ مال إلى اللون الأزرق، وبرز لسانُه، ولازال قلبُه يخفق بشدة.. حين أخرجوه لم ينتبهوا أنَّ قلبَه لازال ينبض، لفُّوه ببطانيةٍ ووضعوه خارجَ الغرفة، نظر إليه العميد مصطفى وتنفَّس الصُّعَدَاءَ رغم أنه ما زال يتساءل بذهولٍ:
-كيف عرف...؟
هكذا أرباب الفواحش يعرفون بعضهم البعض؛ وكأن بين جبينهم تكتب معاصيهم ليقرأها كل مبتلٍ بها. إنها الحقيقة التي يتغافل عنها أصحاب القلوب المريضة؛ فلا تظن نفسك قادرًا على إخفائها، فلولا ستر ربك لمَ استطعت أن تقيم ظهرك بعد انحنائه؛ ولمت اختناقا من رائحة ذنوبك النتنة...
إرم العهد الحديث ط5
رواية | يوسف حسين
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2024
#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك 📚. ❝ ⏤
❞ تقدموا به حتى أوقفوه على خشبةِ التنفيذ، قيَّدوه بالأحزمة كي يشلُّوا حركته. حاول أن يصرخَ لكنَّ الصرخاتِ وقفت في حلقِه. بلَّل ملابسَه من شدة الرعب. نبضاتُه تضربُ صدرَه بعنف، تُمزِّق ضلوعه. ركبتاه تتخبَّط تصارعا. أنفاسُه تغيبُ لثوانٍ ثم تعود. مِنصَّةُ الحكم بالإعدام أَصبحت جاهزةً. الحبل ملفوفٌ حول عنقِه. عيناه بارقتانِ. الخوفُ من موتٍ محتومٍ جعل أَطرافهُ ترتعشُ؛ حتى خُيِّلَ لهُ أنهُ مات قبل أن يُوضع حبلُ المشنقةِ حوْلَ رقبتِه..! دخل في إغماءٍ، وكأنهُ يرِيدُ أن يمرَّ بسرعةٍ إلى ظلامٍ وسكونٍ أَبَدَيينِ، وُضِع على رأْسِه غطاءٌ أَسْودُ اللَّوْنِ، تمنَّى لدقيقةٍ أن يكونَ كابوساً مزعجاً سيستفيق منه، أو أنَّ أحداً ما يتدخل لإنقاذه من الموت. فتح عينيه داخل الغطاء ظلامٌ دامسٌ لا يرى سواه. هز رأسه. حرَّك قدميه المكبلتين. شعر بالحبل يضيق على عنقه. عاد مسرعاً لسكون جسدِه خوفًاً أن يختنق، نهج بشدَّةٍ. صرخ بينه وبين نفسِه: -أنقذوني- فُتحَتِ الطبليَّةُ أَسفلَ قدميه؛ فسقط في بئرٍ عمقُها أَربعةُ أمتارٍ. احتقن وجهُه؛ حيثُ مال إلى اللون الأزرق، وبرز لسانُه، ولازال قلبُه يخفق بشدة. حين أخرجوه لم ينتبهوا أنَّ قلبَه لازال ينبض، لفُّوه ببطانيةٍ ووضعوه خارجَ الغرفة، نظر إليه العميد مصطفى وتنفَّس الصُّعَدَاءَ رغم أنه ما زال يتساءل بذهولٍ:
- كيف عرف..؟
هكذا أرباب الفواحش يعرفون بعضهم البعض؛ وكأن بين جبينهم تكتب معاصيهم ليقرأها كل مبتلٍ بها. إنها الحقيقة التي يتغافل عنها أصحاب القلوب المريضة؛ فلا تظن نفسك قادرًا على إخفائها، فلولا ستر ربك لمَ استطعت أن تقيم ظهرك بعد انحنائه؛ ولمت اختناقا من رائحة ذنوبك النتنة..
إرم العهد الحديث ط5
رواية | يوسف حسين
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2024 #اسكرايب#اقرأ#جدد_مكتبتك 📚. ❝
❞ `بكاء السحاب`
في ليلةٍ يسودها الأعاصير، وظلمة الليل، السماء الملبدة تعلو المباني الضخمة، صوتٌ يهز المكان بأكمله، رياح تتطاير هنا وهناك، عاصفة قوية تُعلن الحرب عليها، تقف في منتصف الطريق بترنح، مرتدية فستانًا خفيفًا باللون الوردي، وشعرها المنسدل على ظهرها بلونه الأشقر الفاتح، عيونها التي تشبه العشب، تنساب منها الدموع، وتتسابق لتهطل على وجنتيها بغزارة، وفجأة اشتدت العواصف، واختلط الجو، وصدرت أصواتًا قوية جعلت قلبها يهتز بقوةٍ، وكأنه سيقتلع من مكانه، ثم هدأ الصوت قليلًا، وبكى السحاب بغزارةٍ؛ لتختلط دموعه بأدمع الفتاة التائه، هكذا اختلط ألم قلبها بألمِ جسدها، وشهدت السماء على معاناتها، تسير خطوة تلو الأخرى، والودق يبلل أطرافها، كانت تستقبله تارةً بحفاوة، وتارةً أخرى بدموعها، ولكن بمرور الوقت قلت قوتها، وأعطت الأذن لقدميها بالسقوطِ، تنظر لما حولها بتوجسٍ، وخوف، تخشى الأصوات التي تملأ المكان، تتمنى لو يوجد أحدًا معها؛ ليؤنس وحدتها، ولكن ذكرياتها تُهاجمها؛ يرتجف جسدها بقوةٍ، لم يكن من برودة الجو؛ بل كان من تلك الذكرى التي تأسر عقلها، وتستحوذ عليه، ياليتها كانت مجرد كابوسًا؛ ليزول ألم قلبها، تتحامل على قدميها؛ لتعود إلى منزلها، وبعد عدة محاولات، استطاعت ذلك، عادت إلى جحيمها من جديد، يتسرب الآسى بداخلها، لم تحتمل كل هذا، تتساءل: ماذا فعلت لتصبح مدمرةً هكذا؟! وجدت إنها لم تنسى ماضيها المؤلم، تتوقف عنده منذ زمنٍ، ألم يحن الوقت لتنسى كل هذا؟!
> إنجي محمد \"بنت الأزهر\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞ `بكاء السحاب`
في ليلةٍ يسودها الأعاصير، وظلمة الليل، السماء الملبدة تعلو المباني الضخمة، صوتٌ يهز المكان بأكمله، رياح تتطاير هنا وهناك، عاصفة قوية تُعلن الحرب عليها، تقف في منتصف الطريق بترنح، مرتدية فستانًا خفيفًا باللون الوردي، وشعرها المنسدل على ظهرها بلونه الأشقر الفاتح، عيونها التي تشبه العشب، تنساب منها الدموع، وتتسابق لتهطل على وجنتيها بغزارة، وفجأة اشتدت العواصف، واختلط الجو، وصدرت أصواتًا قوية جعلت قلبها يهتز بقوةٍ، وكأنه سيقتلع من مكانه، ثم هدأ الصوت قليلًا، وبكى السحاب بغزارةٍ؛ لتختلط دموعه بأدمع الفتاة التائه، هكذا اختلط ألم قلبها بألمِ جسدها، وشهدت السماء على معاناتها، تسير خطوة تلو الأخرى، والودق يبلل أطرافها، كانت تستقبله تارةً بحفاوة، وتارةً أخرى بدموعها، ولكن بمرور الوقت قلت قوتها، وأعطت الأذن لقدميها بالسقوطِ، تنظر لما حولها بتوجسٍ، وخوف، تخشى الأصوات التي تملأ المكان، تتمنى لو يوجد أحدًا معها؛ ليؤنس وحدتها، ولكن ذكرياتها تُهاجمها؛ يرتجف جسدها بقوةٍ، لم يكن من برودة الجو؛ بل كان من تلك الذكرى التي تأسر عقلها، وتستحوذ عليه، ياليتها كانت مجرد كابوسًا؛ ليزول ألم قلبها، تتحامل على قدميها؛ لتعود إلى منزلها، وبعد عدة محاولات، استطاعت ذلك، عادت إلى جحيمها من جديد، يتسرب الآسى بداخلها، لم تحتمل كل هذا، تتساءل: ماذا فعلت لتصبح مدمرةً هكذا؟! وجدت إنها لم تنسى ماضيها المؤلم، تتوقف عنده منذ زمنٍ، ألم يحن الوقت لتنسى كل هذا؟!