❞ فكذلك القلب ، إنما يَيبس إذا خلا من توحيد الله و حبه و معرفته و ذكره و دعائه ، فتصيبه حرارة النفس ، و نار الشهوات ، فتمتنع أغصان الجوارح من الامتداد إذا مددتها ، و الانقياد إذا قُدتها ، فلا تصلح بعدُ هي و الشجرة إلا للنَّار { فويلٌ للقاسية قُلوبهم مِّن ذكر الله أولئك في ضلال مُّبين} [الزمر :22] ، فإذا كان القلب ممطورا بمطر الرحمة ، كانت الأغصان ليِّنة مُنقادة رطبة ، فإذا مددتها إلى أمر الله انقادت معك ، و أقبلت سريعة لينة وادعة ، فجنيت منها من ثمار العبودية ما يحمله كل غصن من تلك الأغصان و مادتها من رطوبة القلب و ريِّه ، فالمادة تعمل عملها في القلب و الجوارح ، و إذا يبس القلب تعطلت الأغصان من أعمال البِّر ؛ لأن مادة القلب و حياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح ، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية ، و لله في كل جارحة من جوارح العبد عبودية تخُصُّه ، و طاعة مطلوبة منها ، خلقت لأجلها و هيئت لها .. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فكذلك القلب ، إنما يَيبس إذا خلا من توحيد الله و حبه و معرفته و ذكره و دعائه ، فتصيبه حرارة النفس ، و نار الشهوات ، فتمتنع أغصان الجوارح من الامتداد إذا مددتها ، و الانقياد إذا قُدتها ، فلا تصلح بعدُ هي و الشجرة إلا للنَّار ﴿ فويلٌ للقاسية قُلوبهم مِّن ذكر الله أولئك في ضلال مُّبين﴾ [الزمر :22] ، فإذا كان القلب ممطورا بمطر الرحمة ، كانت الأغصان ليِّنة مُنقادة رطبة ، فإذا مددتها إلى أمر الله انقادت معك ، و أقبلت سريعة لينة وادعة ، فجنيت منها من ثمار العبودية ما يحمله كل غصن من تلك الأغصان و مادتها من رطوبة القلب و ريِّه ، فالمادة تعمل عملها في القلب و الجوارح ، و إذا يبس القلب تعطلت الأغصان من أعمال البِّر ؛ لأن مادة القلب و حياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح ، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية ، و لله في كل جارحة من جوارح العبد عبودية تخُصُّه ، و طاعة مطلوبة منها ، خلقت لأجلها و هيئت لها. ❝
❞ ما رأينا قط في تركيب هذا الكون المعجز شيئا خارجا عن موضعه، ولا شيئا زائدا في موضعه، فلم نظن مثل ذلك في الجهة التي بنا من حكمة الله، جهة السعد والنحس؟ يا بني، إنما قربت النعمة من فلان لأن القدر يسوقها إليه، وإنما بعدت النعمة عن فلان لأن القدر يسوقها إلى غيره، وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه، فربما سعى الفرد بكل سبب فلم يفلح، ثم يقع له سبب لم يمتهد له وسيلة قط فإذا هو عند بغيته، وإذا هو قد ملأ يديه مما كان قد يئس منه، فلا يكون عجبه كيف خاب في الأولى بأشد من عجبه كيف نجح في الثانية! وهذا هو مظهر إرادة الله، فإن صادف من بعض النفوس الضعيفة حسدا أو غيظا أو سخطا أو منافسة أو نحو ذلك مما يكون مظهرا لضعف الإيمان في النفس، تحول المعنى إلى لفظ يحمل كل هذه العواطف الوحشية، فليس الكلمة التي تسلب الإنسان قوة نفسه وتكاد في إبهامها تسلب الأقدار قوة الحكمة أيضا وهي كلمة الحظ، ألا ترى أن أحدا من الناس لا يتعلل بهذه الكلمة ولا يحتج بها ولا يسكن إليها إلا من غيظ أو سخط أو حسد أو عجز أو ما هو بسبيل من هذه المعاني؟ قال \"الشيخ علي\": فلم يبق من معنى الحظ إلا أن يقال: ولم وفق فلان، ولم خذل الآخر وما هو بدونه، وربما كان أحق منه، وربما كانت المنفعة به أكثر والنعمة عليه أظهر؟ ولم كان ذلك سعيدا، وبأي شيء صار سعيدا؟ وهذا شقيا، وبأي شيء عاد شقيا؟ إلى نسق طويل من هذه المسائل التي لا تجيب عليها السماء ولا تكف عنها الأرض أبداً ...
ولكن، يا هذا لم تخفي أنت وحشيتك المهذبة وتكتم الغيظ والسخط والحسد، ثم تحتال على أن تخرج هذه المعاني الخشنة في ألفاظ لينة، وأن تعترض على القدر في أسلوب من التسليم والرضا، وتطرح بينك وبين الله لفظة إن لم يكن معناها مخاصمة القضاء فمحاسبته، وإلا فمعتبة عليه! وهل تعلم أنت ما هي شعوب الحوادث وفنونها، وما الذي سيفعله المجدود حين تقبل عليه الدنيا، والمحروم حين تدبر عليه النعمة، وماذا يكون مما يترتب على الحرمان أو ينشأ عن الحظ، وهل تدري لما أساء بعض الأغنياء حمل الغنى دون البعض، ولم أحسن بعض الفقراء حمل الفاقة دون البعض، ولم ابتليت طائفة بالتمني وابتليت غيرها بالضجر مما تتمناه الأولى، وحبب إلى تلك ما بغض إلى هذه، ولم انتزعت النعمة بعد أن استمكن حبلها، وأقبلت الأخرى بعد أن استيأس أهلها؟ ...
مصطفى صادق الرافعي، المساكين. ❝ ⏤هيام فهيم
❞ ما رأينا قط في تركيب هذا الكون المعجز شيئا خارجا عن موضعه، ولا شيئا زائدا في موضعه، فلم نظن مثل ذلك في الجهة التي بنا من حكمة الله، جهة السعد والنحس؟ يا بني، إنما قربت النعمة من فلان لأن القدر يسوقها إليه، وإنما بعدت النعمة عن فلان لأن القدر يسوقها إلى غيره، وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه، فربما سعى الفرد بكل سبب فلم يفلح، ثم يقع له سبب لم يمتهد له وسيلة قط فإذا هو عند بغيته، وإذا هو قد ملأ يديه مما كان قد يئس منه، فلا يكون عجبه كيف خاب في الأولى بأشد من عجبه كيف نجح في الثانية! وهذا هو مظهر إرادة الله، فإن صادف من بعض النفوس الضعيفة حسدا أو غيظا أو سخطا أو منافسة أو نحو ذلك مما يكون مظهرا لضعف الإيمان في النفس، تحول المعنى إلى لفظ يحمل كل هذه العواطف الوحشية، فليس الكلمة التي تسلب الإنسان قوة نفسه وتكاد في إبهامها تسلب الأقدار قوة الحكمة أيضا وهي كلمة الحظ، ألا ترى أن أحدا من الناس لا يتعلل بهذه الكلمة ولا يحتج بها ولا يسكن إليها إلا من غيظ أو سخط أو حسد أو عجز أو ما هو بسبيل من هذه المعاني؟ قال ˝الشيخ علي˝: فلم يبق من معنى الحظ إلا أن يقال: ولم وفق فلان، ولم خذل الآخر وما هو بدونه، وربما كان أحق منه، وربما كانت المنفعة به أكثر والنعمة عليه أظهر؟ ولم كان ذلك سعيدا، وبأي شيء صار سعيدا؟ وهذا شقيا، وبأي شيء عاد شقيا؟ إلى نسق طويل من هذه المسائل التي لا تجيب عليها السماء ولا تكف عنها الأرض أبداً ..
ولكن، يا هذا لم تخفي أنت وحشيتك المهذبة وتكتم الغيظ والسخط والحسد، ثم تحتال على أن تخرج هذه المعاني الخشنة في ألفاظ لينة، وأن تعترض على القدر في أسلوب من التسليم والرضا، وتطرح بينك وبين الله لفظة إن لم يكن معناها مخاصمة القضاء فمحاسبته، وإلا فمعتبة عليه! وهل تعلم أنت ما هي شعوب الحوادث وفنونها، وما الذي سيفعله المجدود حين تقبل عليه الدنيا، والمحروم حين تدبر عليه النعمة، وماذا يكون مما يترتب على الحرمان أو ينشأ عن الحظ، وهل تدري لما أساء بعض الأغنياء حمل الغنى دون البعض، ولم أحسن بعض الفقراء حمل الفاقة دون البعض، ولم ابتليت طائفة بالتمني وابتليت غيرها بالضجر مما تتمناه الأولى، وحبب إلى تلك ما بغض إلى هذه، ولم انتزعت النعمة بعد أن استمكن حبلها، وأقبلت الأخرى بعد أن استيأس أهلها؟ ..
❞ جيد انك هنا توقعت ذلك فهذا مكانك المفضل لأسرارك ، إذن ما الأمر ؟ أصابني القلق من نبرة صوتك هل انت بخير هل حدث شيء لك او معك ؟ لا داعى للصمت انا قادرة على فهمك من خلال نظرتك ، تعالي بجانبي أريدك معي حتى في حزنك دعني أمسك بيديك أولا ، وثانيا اعلم أنني بعيدة عنك وآسفة حقا ولكن دائما ادثرك بدعائي في صلاتي فكيف القلب عن القلپ يغيب ، ثالثا لا اريد أن أعلم منك شيء أو اثقل عليك فى حديثي ولكن أود أن أخبرك أنى هنا دائما وأن الله يسمعك وعالم بذلك الضجيج الذي يمتلك قلبك ولا يردك خائبا ابدا ، لا أحب أن اشاهدك بهذا الضعف وتلك الهزيمة ،انت اقوى بكثير من ذلك ، دعنا نتبادل الصمت اذن .
لم يكن لدى شك بأنها ستأتي الي على الفور بمجرد أن حدثتها ولكن في كل مرة تبهرني وتسقطني في حبها ، كنت أنصت إليها وهي تحدثني بتلك الكلمات ويدها اليسرى ممسكة بيداى ويدها اليمنى ترفق على رأسي وتواسيها وكأنها تحاول أن تشعرني بالأمان واى أمان ودفء وهي تحتضنني بين ذراعيها وتبث في اذني حروفها اللينة العذبة ، لم أخبرها بشيء في البداية ولكنها احتوت موقفي وتقاسمت همي ، و تذرف عيناي الدموع وهي تمسحها بأناملها حتى أخرجت لها كل ما في نفسي من صراع حتى توقفت و هدأ قلبي وبث شكواه وقمت معها و شاركتني مشروبها المفضل، وعدت إلى منزلى وكلي فخر بأن هناك من يهمه امري .
الكاتبة / آية علي جابر عباس. ❝ ⏤الكاتبة آية علي جابر عباس
❞ جيد انك هنا توقعت ذلك فهذا مكانك المفضل لأسرارك ، إذن ما الأمر ؟ أصابني القلق من نبرة صوتك هل انت بخير هل حدث شيء لك او معك ؟ لا داعى للصمت انا قادرة على فهمك من خلال نظرتك ، تعالي بجانبي أريدك معي حتى في حزنك دعني أمسك بيديك أولا ، وثانيا اعلم أنني بعيدة عنك وآسفة حقا ولكن دائما ادثرك بدعائي في صلاتي فكيف القلب عن القلپ يغيب ، ثالثا لا اريد أن أعلم منك شيء أو اثقل عليك فى حديثي ولكن أود أن أخبرك أنى هنا دائما وأن الله يسمعك وعالم بذلك الضجيج الذي يمتلك قلبك ولا يردك خائبا ابدا ، لا أحب أن اشاهدك بهذا الضعف وتلك الهزيمة ،انت اقوى بكثير من ذلك ، دعنا نتبادل الصمت اذن .
لم يكن لدى شك بأنها ستأتي الي على الفور بمجرد أن حدثتها ولكن في كل مرة تبهرني وتسقطني في حبها ، كنت أنصت إليها وهي تحدثني بتلك الكلمات ويدها اليسرى ممسكة بيداى ويدها اليمنى ترفق على رأسي وتواسيها وكأنها تحاول أن تشعرني بالأمان واى أمان ودفء وهي تحتضنني بين ذراعيها وتبث في اذني حروفها اللينة العذبة ، لم أخبرها بشيء في البداية ولكنها احتوت موقفي وتقاسمت همي ، و تذرف عيناي الدموع وهي تمسحها بأناملها حتى أخرجت لها كل ما في نفسي من صراع حتى توقفت و هدأ قلبي وبث شكواه وقمت معها و شاركتني مشروبها المفضل، وعدت إلى منزلى وكلي فخر بأن هناك من يهمه امري .
❞ الظلام سائد والأمطار مستمرة والأرض موحلة والزحام حول القبر يزداد، والجثة الممدة رائقة مطمئنة وجهها بشوش راضي. المزدحمون بما فيهم من رجال أشداء وشباب، من الهيبة لا يستطيع التقدم أكثر من الجثمان المهيب، الكل كوّن حول الجثة حلقة واسعة، تقدم أحد أحفاد ترمس بمصباح وقربه في خوف من وجه الجثة. همس أولا ثم بصوت عال أقسم بأن الجثة لجده ترمس. تقدم عدد من العواجيز الذين شاهدوه حقيقة وهم صغار, فأكدوا أن الجثة جثة بطلهم ترمس النجار. ساعة زمن في الليلة الباردة، وناس البلدة ومعهم الغرباء من التجار، يتلون الآيات الدينية؛ فهو صاحب الفضل على الجميع، وبسببه نمت البلدة وتعملقت، وصارت مصدر رزق للألوف، وينبوع ثروات للتجار وأصحاب المهن. سمعوا من الأعالي ما يشبه تراتيل زقزقات عصفورية، وصفير خافت خاشع يصاحبه. نظروا حيث السماء السوداء، خالية من القمر، فقط نجوم متناثرات تبرق في تَعَبّد. شاهدوا أضواء خفيفة لينة كأوشحة زرقاء تتمايل تقترب مع النسائم والزقزقات الرقيقة الحانية مستمرة.. ❝ ⏤حجاج حسن محمد
❞ الظلام سائد والأمطار مستمرة والأرض موحلة والزحام حول القبر يزداد، والجثة الممدة رائقة مطمئنة وجهها بشوش راضي. المزدحمون بما فيهم من رجال أشداء وشباب، من الهيبة لا يستطيع التقدم أكثر من الجثمان المهيب، الكل كوّن حول الجثة حلقة واسعة، تقدم أحد أحفاد ترمس بمصباح وقربه في خوف من وجه الجثة. همس أولا ثم بصوت عال أقسم بأن الجثة لجده ترمس. تقدم عدد من العواجيز الذين شاهدوه حقيقة وهم صغار, فأكدوا أن الجثة جثة بطلهم ترمس النجار. ساعة زمن في الليلة الباردة، وناس البلدة ومعهم الغرباء من التجار، يتلون الآيات الدينية؛ فهو صاحب الفضل على الجميع، وبسببه نمت البلدة وتعملقت، وصارت مصدر رزق للألوف، وينبوع ثروات للتجار وأصحاب المهن. سمعوا من الأعالي ما يشبه تراتيل زقزقات عصفورية، وصفير خافت خاشع يصاحبه. نظروا حيث السماء السوداء، خالية من القمر، فقط نجوم متناثرات تبرق في تَعَبّد. شاهدوا أضواء خفيفة لينة كأوشحة زرقاء تتمايل تقترب مع النسائم والزقزقات الرقيقة الحانية مستمرة. ❝