❞ ومما لفت نظري بشده دون الخوض في تفاصيل الرواية والتي تقوم على فكرة شفاء الروح بتنمية تلك القدرة الفائقة لزيارة الحياةات السابقة للشخص أن تتمكن البطلة من الرجوع إلى لحظة خلقها في مشهد من الرواية غاية في الجمال والسيريالية والخيال فالحقيقة كل ما وصلنا سابقاً عن تناسخ الأرواح أو الكارما لم يصل إلى هذا الحد وربما لم نتخيل قط أن يبلغ هذا المبلغ في فهم تكون الروح وشفائها بزيارة جذورها السحيقة.. ❝ ⏤نوبور ساندو
❞ ومما لفت نظري بشده دون الخوض في تفاصيل الرواية والتي تقوم على فكرة شفاء الروح بتنمية تلك القدرة الفائقة لزيارة الحياةات السابقة للشخص أن تتمكن البطلة من الرجوع إلى لحظة خلقها في مشهد من الرواية غاية في الجمال والسيريالية والخيال فالحقيقة كل ما وصلنا سابقاً عن تناسخ الأرواح أو الكارما لم يصل إلى هذا الحد وربما لم نتخيل قط أن يبلغ هذا المبلغ في فهم تكون الروح وشفائها بزيارة جذورها السحيقة. ❝
❞ راجت تجارة عبد الغني رواجاً عظيماً بعد رحيل صديقه زكريا، كان يضع قبعته الإنجليزية - التي بقت معه من يوم توديعه في الميناء - على مكتبه، وإن تناسى الرجل عملياً، ويوماً جاءه بهاء الدين فقال بعد أن جلس وهو يلحظ مظاهر الازدهار التي بات ينعم بها المكان :
- مبارك لك،.. خير خلف لخير سلف ! إني أكاد أرى عز الدين مبتسماً في مثواه..
وقال عبد الغني في اعتزاز يواري خجلاً :
- لم يكن ليتم الأمر لولا مساعدتك الأولية..
وتساءل بهاء الدين وهو ينظر إلى القبعة :
- بربك.. ولمَ تضع هذه القبعة هنا؟!
وأجاب الشاب مرتبكاً بعض ارتباك :
- إنها لصديق كان قد رحل إلى بروكلين..
وقال بهاء الدين بعد أن مد ساقيه وأرخى كتفيه في مقعده :
- آه.. إنها قبعة الرجل اليهودي، لقد قصت عليَّ هدى قصته، ولا أفهم لمَ وكيف تتبرك بها؟!
وهنا ذكر بهاء الدين شيئاً عن فضل الشيخ محمد رفعت في حياته، وقال عبد الغني وهو يستحضر مشهد زكريا راحلاً فوق باخرة المسافرين :
- ليس التبرك، ولكنه وفاء الصداقة، كان زكريا مصرياً نقياً قبل كل شيء.. ثم ألم يحدث أن وقف النبي لجنازة رجل يهودي؟!
وساد صمت ارتفعت فيه صوت الأطفال يلعبون بكرة من غراء الكلة، وكان ذكر الأنبياء في الحي يقطع جهيزة قول كل خطيب لدى أهله الذين دأبوا على أن يستقوا آداب الحياة والسلوك من الموروث الديني، وإن عدمت ثقافتهم الشعبية من رافد آخر من روافد الثقافة، فقال بهاء الدين في سلام كالذي ينطق بأمر لا يثير عجباً :
- لقد استقلت من مجلس الأمة، كان الأمر برمته أشبه بمسرحية مملة وقد تملصت من دوري فيها في رمية واحدة، إنه ضجيج بلا طحين.. وسوف أعود إلى تجارة الأخشاب (وهنا بوغت عبد الغني بعض مباغتة..)، إنها (التجارة) قلقة غير أنها حقيقية ولا ذرة افتعال فيها، في السياسة يمسك الملك والإنجليز بأعنة الأمر، وأما التجارة فمتروكة لمنطق العرض والطلب، وقد يأسى المرء لخسارة المال ولكنه يقاسي عسفاً أمام قلة الحيلة.. أعني أني سأعود إلى ذاك الحانوت الذي كنت قد أوكلت بتجارته إليك !
وقال عبد الغني وهو يجفف عرقاً :
- كان الحانوت ملكاً لك دوماً، وقد عاد اليوم إلى صاحبه..
ومرت جنازة النيجرو فوقف بائعي الحوانيت على الجانبين يشيعون نعش الفتوة ذا المآثر الغابرة بقراءة الفاتحة، وكاد عبد الغني يقف مع الواقفين لولا أن بهاء الدين احتد عليه قائلاً :
- وهل يقف الحر كي يشيع جنازة قاتل؟!
وقال عبد الغني وهو يأخذ يجلس استجابة لعمه :
- أحبه الناس عدلاً أو ظلماً، (ثم وهو يعود يستقر في جلسته..) آه.. كم أدمى قلبي وفاة الحصان !
<a href=\"http://www.novels365.com\">روايات</a>. ❝ ⏤emad55713
❞ راجت تجارة عبد الغني رواجاً عظيماً بعد رحيل صديقه زكريا، كان يضع قبعته الإنجليزية - التي بقت معه من يوم توديعه في الميناء - على مكتبه، وإن تناسى الرجل عملياً، ويوماً جاءه بهاء الدين فقال بعد أن جلس وهو يلحظ مظاهر الازدهار التي بات ينعم بها المكان :
- مبارك لك،. خير خلف لخير سلف ! إني أكاد أرى عز الدين مبتسماً في مثواه.
وقال عبد الغني في اعتزاز يواري خجلاً :
- لم يكن ليتم الأمر لولا مساعدتك الأولية.
وتساءل بهاء الدين وهو ينظر إلى القبعة :
- بربك. ولمَ تضع هذه القبعة هنا؟!
وأجاب الشاب مرتبكاً بعض ارتباك :
- إنها لصديق كان قد رحل إلى بروكلين.
وقال بهاء الدين بعد أن مد ساقيه وأرخى كتفيه في مقعده :
- آه. إنها قبعة الرجل اليهودي، لقد قصت عليَّ هدى قصته، ولا أفهم لمَ وكيف تتبرك بها؟!
وهنا ذكر بهاء الدين شيئاً عن فضل الشيخ محمد رفعت في حياته، وقال عبد الغني وهو يستحضر مشهد زكريا راحلاً فوق باخرة المسافرين :
- ليس التبرك، ولكنه وفاء الصداقة، كان زكريا مصرياً نقياً قبل كل شيء. ثم ألم يحدث أن وقف النبي لجنازة رجل يهودي؟!
وساد صمت ارتفعت فيه صوت الأطفال يلعبون بكرة من غراء الكلة، وكان ذكر الأنبياء في الحي يقطع جهيزة قول كل خطيب لدى أهله الذين دأبوا على أن يستقوا آداب الحياة والسلوك من الموروث الديني، وإن عدمت ثقافتهم الشعبية من رافد آخر من روافد الثقافة، فقال بهاء الدين في سلام كالذي ينطق بأمر لا يثير عجباً :
- لقد استقلت من مجلس الأمة، كان الأمر برمته أشبه بمسرحية مملة وقد تملصت من دوري فيها في رمية واحدة، إنه ضجيج بلا طحين. وسوف أعود إلى تجارة الأخشاب (وهنا بوغت عبد الغني بعض مباغتة.)، إنها (التجارة) قلقة غير أنها حقيقية ولا ذرة افتعال فيها، في السياسة يمسك الملك والإنجليز بأعنة الأمر، وأما التجارة فمتروكة لمنطق العرض والطلب، وقد يأسى المرء لخسارة المال ولكنه يقاسي عسفاً أمام قلة الحيلة. أعني أني سأعود إلى ذاك الحانوت الذي كنت قد أوكلت بتجارته إليك !
وقال عبد الغني وهو يجفف عرقاً :
- كان الحانوت ملكاً لك دوماً، وقد عاد اليوم إلى صاحبه.
ومرت جنازة النيجرو فوقف بائعي الحوانيت على الجانبين يشيعون نعش الفتوة ذا المآثر الغابرة بقراءة الفاتحة، وكاد عبد الغني يقف مع الواقفين لولا أن بهاء الدين احتد عليه قائلاً :
- وهل يقف الحر كي يشيع جنازة قاتل؟!
وقال عبد الغني وهو يأخذ يجلس استجابة لعمه :
- أحبه الناس عدلاً أو ظلماً، (ثم وهو يعود يستقر في جلسته.) آه. كم أدمى قلبي وفاة الحصان !
❞ #مسابقة_العودة.
#اسكريبت_بعنوان: ملهيات وشواغل رمضان.
المسحراتي: اصحى يا نايم.. وحِّد الدايم..
أم مريم: اللاه.. دا المسحراتي جه أهو، من أولها كدا يا أبو الصيام هتخلي أيامك تجري واحنا مش حاسين ولا إيه! أما أقوم بأه أحضر السحور.
يا حاج إبراهيم، اصحى يا حاج.
الحاج إبراهيم: خير يا أم مريم، الفجر أذِّن ولا إيه؟
أم مريم: لأ يا اخويا لسه بدري.. أنا بصحيك عشان تجيب لنا الزبادي والفول، وأنا هحضر بطاطس محمرة، وبيض مسلوق، وجبنة بالطماطم، و...
الحاج إبراهيم: حيلك حيلك، إيه يا أم مريم دا كله؟ احنا جِمال هتخزن الأكل في معدتها ولا إيه؟!
أم مريم: يا اخويا مش احنا هنبقى صايمين، وهنكون جعانين وعطشانين؟ لازم نتقوى كدا بلقمة تسند قلبنا، مش الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسحروا فإن في السحور بركة»؟
الحاج إبراهيم: وقال كمان يا أم العيال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
أم مريم: ما هو قال بردو يا اخويا: «تسحروا فإن في السحور بركة».
الحاج إبراهيم: البركة في القليل يا أم مريم، زي ما قال -صلى الله عليه وسلم-: «نعم سحور المؤمن التمر». لكن إني أجيب الأكل اللي في البيت كله أكله في السحور يبقى أنا كدا ديناصور بيتسحر يقضي على الأخضر واليابس، كدا أنا هتعب نفسي ومش هقدر أكمل يومي بين شغلي وعبادتي.
أم مريم: الحق عليَّ إني عاوزاكم تتغذوا.
الحاج إبراهيم: الغذا يا أم مريم في رمضان غذا الروح والقلب قبل البطن، اللي ما عرفش يغذي روحه وقلبه بالطاعات طول السنة بيغذيها في رمضان.
أم مريم: طب يلا روح هات الزبادي والفول أحسن الفجر يأذِّن علينا وما نلحقش نتسحر.
الحاج إبراهيم: حاضر يا ستي وهجيب لك خس وجرجير معايا كمان علشان يقللوا العطش في الصيام.
أم مريم: تسلم لي يا حاج وتسلم مجايبك.
*************
على الفطار.
أم مريم: غرفتي السلطة يا مريم؟
مريم: أيوه يا ماما، ورصيتها على الطبلية.
أم مريم: طب تعالي خدي مني الأطباق يلا.
ترص مريم الأطباق ويكون بها كل ما لذَّ وطاب من نِعَم الله عز وجل.
في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة.. صوت الشيخ سيد النقشبندي قُبيل قرآن المغرب:
رمضاااان أهلًا.. مرحبًا رمضاااان
الذِّكرُ فيكَ يطيبُ والقرآن.
ثم قرآن المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت يتلو بعضًا من آيات فرض الصيام في شهر رمضان.
*********
مدفع الإفطااااااار.. اضرب.. بوووووووو
أذان المغرب..
الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر، الله أكبر
...
أم مريم: يلا يا حاج إبراهيم، الفطار جاهز.
الحاج إبراهيم: هشقّ صيامي بتمرة، وهصلِّي المغرب، وبعدين هاجي أفطر.
أم مريم: طب ما هو الأكل جاهز أهو.. الفطار كدا هيبرد، كل الأول وبعدين صلِّي.
الحاج إبراهيم: تعرفي إن اسمه الفَطور مش الفِطار!
أم مريم: يا اخويا دا وقت نصايح! يلا طيب صلِّي وتعالى على طول.
عاد الأب من الصلاة، وتم الإفطار مع العائلة.
أم مريم: حوِّل كدا يا أحمد، هات القناة اللي بعدها لما نشوف الحلقة الأولى من المسلسل علشان نفهم قصته من الأول.
أحمد: يا ماما، ما هو لسه كان فيه مسلسل خلصان على القناة دي.
أم مريم: هات بس ما لكش دعوة أنتَ، هو رمضان يحلى غير بالمسلسلات! دا رمضان في مصر حاجة تانية والسر في التفاصيل يا واد، هههههه.
أحمد: يا ماما السر في تفاصيل شهر رمضان نفسه مش مسلسلاته.
أم مريم: يعني إيه يا واد مش فاهماك؟
أحمد: يعني يا ماما المسلسلات دي هتفيدك بإيه في رمضان؟
أم مريم: أهو بَسلِّي صيامي.
أحمد: الجملة دي يا ماما ناس كتير بتفهمها غلط، كأن الشهر الكريم دا حاجة مُملة وبيحاولوا يسلُّوا نفسهم لغاية ما العيد ييجي، للأسف التسلية في الشهر الكريم بقت بمتابعة البرنامج الفلاني والمسلسل العِلَّاني.
التسلية في الشهر الكريم يا ماما بعد إذن حضرتك هشرحها لك.. تتمثل في الإكثار من العبادات، وأعمال الخير، وختام القرآن الكريم، و...
أم مريم: هو أنا عندي وقت يا أحمد، دا أنا يدوب بروّق الشقة، وأعملكم اللقمة، وألحق أصلي الفرض بالعافية.
أحمد: ممكن وحضرتك بتعملي كل دا تعملي شيء بسيط جدًّا، ألا وهو الذِّكر.
أم مريم: الذِّكر!
أحمد: أيوه يا ماما، طول ما حضرتك بتروقي وبتطبخي تُذكري الله دايمًا، ممكن كمان تشغلي سورة معينة بصوت شيخ بتسمعي له دايمًا وتنوي إنك مع انتهاء الشهر تكوني حفظاها، فهتلاقي نفسك مع التكرار حفظتيها، أو ممكن يوم تخصصيه وتنوي فيه إطعام مجموعة من الناس من أوسط ما نأكل منه.
أم مريم: تصدق فكرة حلوة يا ولا!
أحمد: وفيه أفكار تانية كتير، المهم إنك تغتنمي فرصة الشهر للصالح ليكِ، واللي هيكون معاكِ في صحيفة أعمالك يوم القيامة.
أم مريم: عندك حق يا ولا.. دا أنا كان مضحوك عليَّ والدنيا فتنتني، صحيح صدق الله العظيم لما قال في كتابه العزيز: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
أحمد: الله يفتح عليكِ يا أم مريم، أجيبلك بأه القناة اللي عليها المسلسل؟
أم مريم: بس يا ولا بأه، دا الواحد كان هيروح منه الشهر من غير ما يستفيد بكل دقيقة فيه. أنا نويت والنِّيَّة لله إني مش هتابع حاجة السنة دي على التلفزيون.. يا عالِم يا ابني، السنة دي ربنا بلَّغنا رمضان، السنة الجاية هنكون موجودين على الدنيا ولا لأ.
أحمد: ربنا يديكِ الصحة والعمر يا ست الكل وما يحرمناش منك أبدًا.
أم مريم: طب قوم بأه صلِّي بيَّا أنا وأختك التراويح أحسن أبوك شكله كدا هيصلي في الجامع من بعد ما نزل يتمشى بعد الفطار.
أحمد: مش بابا قال لك اسمه الفَطور! ههههههههه
أم مريم: يا واد اتلم.
أحمد: طب اديني طبق فيه حتتين كنافة وكام واحدة قطايف علشان أقدر أكون الإمام.
أم مريم: قوم يا واد من هنا.. روح اتوضى وتعالى صلِّي بينا، وبعدين كُل اللي أنتَ عاوزه.
أحمد: أنا بحب بس أسلِّي صيامي. ههههههههه
جميعهم: هههههههههههه.
#منى_حلمي.
#فريق_التصحيح.
#آن_الأوان.. ❝ ⏤إسراء فتحي| ملاك الأمل
المسحراتي: اصحى يا نايم. وحِّد الدايم.
أم مريم: اللاه. دا المسحراتي جه أهو، من أولها كدا يا أبو الصيام هتخلي أيامك تجري واحنا مش حاسين ولا إيه! أما أقوم بأه أحضر السحور.
يا حاج إبراهيم، اصحى يا حاج.
الحاج إبراهيم: خير يا أم مريم، الفجر أذِّن ولا إيه؟
أم مريم: لأ يا اخويا لسه بدري. أنا بصحيك عشان تجيب لنا الزبادي والفول، وأنا هحضر بطاطس محمرة، وبيض مسلوق، وجبنة بالطماطم، و..
الحاج إبراهيم: حيلك حيلك، إيه يا أم مريم دا كله؟ احنا جِمال هتخزن الأكل في معدتها ولا إيه؟!
أم مريم: يا اخويا مش احنا هنبقى صايمين، وهنكون جعانين وعطشانين؟ لازم نتقوى كدا بلقمة تسند قلبنا، مش الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسحروا فإن في السحور بركة»؟
الحاج إبراهيم: وقال كمان يا أم العيال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
أم مريم: ما هو قال بردو يا اخويا: «تسحروا فإن في السحور بركة».
الحاج إبراهيم: البركة في القليل يا أم مريم، زي ما قال -صلى الله عليه وسلم-: «نعم سحور المؤمن التمر». لكن إني أجيب الأكل اللي في البيت كله أكله في السحور يبقى أنا كدا ديناصور بيتسحر يقضي على الأخضر واليابس، كدا أنا هتعب نفسي ومش هقدر أكمل يومي بين شغلي وعبادتي.
أم مريم: الحق عليَّ إني عاوزاكم تتغذوا.
الحاج إبراهيم: الغذا يا أم مريم في رمضان غذا الروح والقلب قبل البطن، اللي ما عرفش يغذي روحه وقلبه بالطاعات طول السنة بيغذيها في رمضان.
أم مريم: طب يلا روح هات الزبادي والفول أحسن الفجر يأذِّن علينا وما نلحقش نتسحر.
الحاج إبراهيم: حاضر يا ستي وهجيب لك خس وجرجير معايا كمان علشان يقللوا العطش في الصيام.
أم مريم: تسلم لي يا حاج وتسلم مجايبك.
*************
على الفطار.
أم مريم: غرفتي السلطة يا مريم؟
مريم: أيوه يا ماما، ورصيتها على الطبلية.
أم مريم: طب تعالي خدي مني الأطباق يلا.
ترص مريم الأطباق ويكون بها كل ما لذَّ وطاب من نِعَم الله عز وجل.
في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة. صوت الشيخ سيد النقشبندي قُبيل قرآن المغرب:
رمضاااان أهلًا. مرحبًا رمضاااان
الذِّكرُ فيكَ يطيبُ والقرآن.
ثم قرآن المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت يتلو بعضًا من آيات فرض الصيام في شهر رمضان.
*********
مدفع الإفطااااااار. اضرب. بوووووووو
أذان المغرب.
الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر، الله أكبر
..
أم مريم: يلا يا حاج إبراهيم، الفطار جاهز.
الحاج إبراهيم: هشقّ صيامي بتمرة، وهصلِّي المغرب، وبعدين هاجي أفطر.
أم مريم: طب ما هو الأكل جاهز أهو. الفطار كدا هيبرد، كل الأول وبعدين صلِّي.
الحاج إبراهيم: تعرفي إن اسمه الفَطور مش الفِطار!
أم مريم: يا اخويا دا وقت نصايح! يلا طيب صلِّي وتعالى على طول.
عاد الأب من الصلاة، وتم الإفطار مع العائلة.
أم مريم: حوِّل كدا يا أحمد، هات القناة اللي بعدها لما نشوف الحلقة الأولى من المسلسل علشان نفهم قصته من الأول.
أحمد: يا ماما، ما هو لسه كان فيه مسلسل خلصان على القناة دي.
أم مريم: هات بس ما لكش دعوة أنتَ، هو رمضان يحلى غير بالمسلسلات! دا رمضان في مصر حاجة تانية والسر في التفاصيل يا واد، هههههه.
أحمد: يا ماما السر في تفاصيل شهر رمضان نفسه مش مسلسلاته.
أم مريم: يعني إيه يا واد مش فاهماك؟
أحمد: يعني يا ماما المسلسلات دي هتفيدك بإيه في رمضان؟
أم مريم: أهو بَسلِّي صيامي.
أحمد: الجملة دي يا ماما ناس كتير بتفهمها غلط، كأن الشهر الكريم دا حاجة مُملة وبيحاولوا يسلُّوا نفسهم لغاية ما العيد ييجي، للأسف التسلية في الشهر الكريم بقت بمتابعة البرنامج الفلاني والمسلسل العِلَّاني.
التسلية في الشهر الكريم يا ماما بعد إذن حضرتك هشرحها لك. تتمثل في الإكثار من العبادات، وأعمال الخير، وختام القرآن الكريم، و..
أم مريم: هو أنا عندي وقت يا أحمد، دا أنا يدوب بروّق الشقة، وأعملكم اللقمة، وألحق أصلي الفرض بالعافية.
أحمد: ممكن وحضرتك بتعملي كل دا تعملي شيء بسيط جدًّا، ألا وهو الذِّكر.
أم مريم: الذِّكر!
أحمد: أيوه يا ماما، طول ما حضرتك بتروقي وبتطبخي تُذكري الله دايمًا، ممكن كمان تشغلي سورة معينة بصوت شيخ بتسمعي له دايمًا وتنوي إنك مع انتهاء الشهر تكوني حفظاها، فهتلاقي نفسك مع التكرار حفظتيها، أو ممكن يوم تخصصيه وتنوي فيه إطعام مجموعة من الناس من أوسط ما نأكل منه.
أم مريم: تصدق فكرة حلوة يا ولا!
أحمد: وفيه أفكار تانية كتير، المهم إنك تغتنمي فرصة الشهر للصالح ليكِ، واللي هيكون معاكِ في صحيفة أعمالك يوم القيامة.
أم مريم: عندك حق يا ولا. دا أنا كان مضحوك عليَّ والدنيا فتنتني، صحيح صدق الله العظيم لما قال في كتابه العزيز: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
أحمد: الله يفتح عليكِ يا أم مريم، أجيبلك بأه القناة اللي عليها المسلسل؟
أم مريم: بس يا ولا بأه، دا الواحد كان هيروح منه الشهر من غير ما يستفيد بكل دقيقة فيه. أنا نويت والنِّيَّة لله إني مش هتابع حاجة السنة دي على التلفزيون. يا عالِم يا ابني، السنة دي ربنا بلَّغنا رمضان، السنة الجاية هنكون موجودين على الدنيا ولا لأ.
أحمد: ربنا يديكِ الصحة والعمر يا ست الكل وما يحرمناش منك أبدًا.
أم مريم: طب قوم بأه صلِّي بيَّا أنا وأختك التراويح أحسن أبوك شكله كدا هيصلي في الجامع من بعد ما نزل يتمشى بعد الفطار.
أحمد: مش بابا قال لك اسمه الفَطور! ههههههههه
أم مريم: يا واد اتلم.
أحمد: طب اديني طبق فيه حتتين كنافة وكام واحدة قطايف علشان أقدر أكون الإمام.
أم مريم: قوم يا واد من هنا. روح اتوضى وتعالى صلِّي بينا، وبعدين كُل اللي أنتَ عاوزه.
أحمد: أنا بحب بس أسلِّي صيامي. ههههههههه
جميعهم: هههههههههههه.