❞ ا.معتز متولى
تاريخ و أهمية الرياضة
للرياضة تاريخ و أهمية
الرياضة عبارة عن نشاط جسدي يقوم فيه الجسم ببذل حركة ومجهود ؛ يتصور الكثير من الأشخاص أن الرياضة بمختلف أنواعها ظهرت في العصور الحديثة بعد التطور الكبير الذى حدث للبشرية ولكنها موجودة منذ عصور قديمة وبدائية للغاية فإن الإنسان البدائى كان الأكثر نشاطا وحركة ويقتضى أن يكون في حركة دائمة لكى يستطيع التعايش مع الطبيعة.
وفى سومر القديمة : الحضارة السومارية من أوائل السجلات الرياضية التاريخية ملحمة جلجاش وانكيد ( أصول الملاكمة ) والتى تعود إلى عام 2000 قبل الميلاد.
أما فى الحضارة الفرعونية القديمة وجدت فى بنى حسن نقوش ورسومات تعود إلى عام 2000 قبل الميلاد تشير إلى أن عددا من الرياضات مثل الأثقال والمصارعة والصيد كانت متطورة ومنظمة فى مصر القديمة ولو تأملنا أيضا فى التماثيل اليونانية القديمة نجد العديد من الألعاب والإهتمام بإقامة المباريات والمسابقات الرياضية كما أبرزت أيضاً تلك التماثيل شكل وعضلات وجسد الرياضى فى العصور اليونانية القديمة.
وللرياضة دور وأهمية كبرى ظهر ذلك فى القرارات والمواثيق الدولية حيث أدت الرياضة دوراً حيوياً فى القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وأبرزها القرار 1/ 70 بعنوان تحويل عالمنا خطة التنمية المستدامة 2030 والذى اعتمد عام 2015 وأقر بإستمرار دور الرياضة فى تعزيز التقدم المجتمعى؛ وقرار 4 /70 بعنوان بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى الأولمبي واشترك فى تقديمة 180 دولة والذى اعتمد باجماع الآراء عام 2015
واعتبرت الرياضة عبر تاريخها إحدى الوسائل الإجتماعية لتفريغ الدوافع حيث يجتمع الناس على التفاهم والود فى إطار ترويجي لإزالة التوترات والضغوطات وتحقيق أهداف نبيلة ؛ وتعمل الرياضة أيضاً على تقوية العلاقات بين أبناء المجتمع وتقارب الثقافات العالمية فلا يمكن إنكار أن من يمارسون الرياضة بشكل منتظم ويعتادون على الالتقاء بإستمرار فى الفعاليات والمسابقات العالمية يساهمون بشكل واسع وكبير فى تقارب العلاقات والثقافات.
ومن هنا يتوجب على الجميع ممارسة الرياضة كأسلوب حياة وبشكل دائم لا يرتبط بمكان أو زمان فهى تنشط الجسم وتمنحه الحيوية والطاقة كما تساعد الفرد على تخطى الحالات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب وتساعد على النوم الجيد
الرياضة حقا هى الطريق الذى يوصلنا إلى الصحة الجسدية والنفسية والعقلية.. ❝ ⏤معتزمتولي
❞ ا.معتز متولى
تاريخ و أهمية الرياضة
للرياضة تاريخ و أهمية
الرياضة عبارة عن نشاط جسدي يقوم فيه الجسم ببذل حركة ومجهود ؛ يتصور الكثير من الأشخاص أن الرياضة بمختلف أنواعها ظهرت في العصور الحديثة بعد التطور الكبير الذى حدث للبشرية ولكنها موجودة منذ عصور قديمة وبدائية للغاية فإن الإنسان البدائى كان الأكثر نشاطا وحركة ويقتضى أن يكون في حركة دائمة لكى يستطيع التعايش مع الطبيعة.
وفى سومر القديمة : الحضارة السومارية من أوائل السجلات الرياضية التاريخية ملحمة جلجاش وانكيد ( أصول الملاكمة ) والتى تعود إلى عام 2000 قبل الميلاد.
أما فى الحضارة الفرعونية القديمة وجدت فى بنى حسن نقوش ورسومات تعود إلى عام 2000 قبل الميلاد تشير إلى أن عددا من الرياضات مثل الأثقال والمصارعة والصيد كانت متطورة ومنظمة فى مصر القديمة ولو تأملنا أيضا فى التماثيل اليونانية القديمة نجد العديد من الألعاب والإهتمام بإقامة المباريات والمسابقات الرياضية كما أبرزت أيضاً تلك التماثيل شكل وعضلات وجسد الرياضى فى العصور اليونانية القديمة.
وللرياضة دور وأهمية كبرى ظهر ذلك فى القرارات والمواثيق الدولية حيث أدت الرياضة دوراً حيوياً فى القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وأبرزها القرار 1/ 70 بعنوان تحويل عالمنا خطة التنمية المستدامة 2030 والذى اعتمد عام 2015 وأقر بإستمرار دور الرياضة فى تعزيز التقدم المجتمعى؛ وقرار 4 /70 بعنوان بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى الأولمبي واشترك فى تقديمة 180 دولة والذى اعتمد باجماع الآراء عام 2015
واعتبرت الرياضة عبر تاريخها إحدى الوسائل الإجتماعية لتفريغ الدوافع حيث يجتمع الناس على التفاهم والود فى إطار ترويجي لإزالة التوترات والضغوطات وتحقيق أهداف نبيلة ؛ وتعمل الرياضة أيضاً على تقوية العلاقات بين أبناء المجتمع وتقارب الثقافات العالمية فلا يمكن إنكار أن من يمارسون الرياضة بشكل منتظم ويعتادون على الالتقاء بإستمرار فى الفعاليات والمسابقات العالمية يساهمون بشكل واسع وكبير فى تقارب العلاقات والثقافات.
ومن هنا يتوجب على الجميع ممارسة الرياضة كأسلوب حياة وبشكل دائم لا يرتبط بمكان أو زمان فهى تنشط الجسم وتمنحه الحيوية والطاقة كما تساعد الفرد على تخطى الحالات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب وتساعد على النوم الجيد
الرياضة حقا هى الطريق الذى يوصلنا إلى الصحة الجسدية والنفسية والعقلية. ❝
❞ لست ادري جيدا ماذا فعلت بي يا سيدي؟ ولكنني ادرك انك دخلت الى حياتي سريعا لتبعثر كل ما بداخلي وترحل فجأة... لقد باغتتني بقدومك غير المناسب في الوقت غير المناسب والمكان غير المناسب ...كفاصلة بين جملتين...كرشح بين فصلين...كصاعقة بين لحظتين...كيوم ممطر بين يومين مشمسين... كحرب بين فترتين هادئتين... لا أدري كيف كان دخولك هذا...لا ادري كيف قبلت بأن اسايرك وامشي في طريقك...ان اجيبك عن اسئلتك...ان اشارك في محادثتك...ان اتيه في حضورك الغامض المباغت الذي لم أحسب له حسابا...كنتَ كلحظة خرق هدنة تأتي لتهتك كل المواثيق الكونية والمعاهدات الدولية ...كنتُ في هدنة مع الحب خرقها حبك...لست ادري كيف لم امتنع عن فعل كل ذلك...لقد فقدت كل ما بحوزتي الآن ولم يبقى لي شيء سوى الندم.... ❝ ⏤إيمان رياني
❞ لست ادري جيدا ماذا فعلت بي يا سيدي؟ ولكنني ادرك انك دخلت الى حياتي سريعا لتبعثر كل ما بداخلي وترحل فجأة.. لقد باغتتني بقدومك غير المناسب في الوقت غير المناسب والمكان غير المناسب ..كفاصلة بين جملتين..كرشح بين فصلين..كصاعقة بين لحظتين..كيوم ممطر بين يومين مشمسين.. كحرب بين فترتين هادئتين.. لا أدري كيف كان دخولك هذا..لا ادري كيف قبلت بأن اسايرك وامشي في طريقك..ان اجيبك عن اسئلتك..ان اشارك في محادثتك..ان اتيه في حضورك الغامض المباغت الذي لم أحسب له حسابا..كنتَ كلحظة خرق هدنة تأتي لتهتك كل المواثيق الكونية والمعاهدات الدولية ..كنتُ في هدنة مع الحب خرقها حبك..لست ادري كيف لم امتنع عن فعل كل ذلك..لقد فقدت كل ما بحوزتي الآن ولم يبقى لي شيء سوى الندم. ❝
❞ قراءة في عينيها
ما من يومٍ يمر علينا منذ وهبتني السماء أجمل ما في الأرض إلا ويغازلني بعينيه قبل كلماته : \" أحبك ، اشتقت إليك يا ست النساء \" .
نعم يبادرني بها دون أية مقدمات أو أدنى عتباتٍ يحتاج تجاوزها : \" أحبك فوق خيالات البشر وشطحات العاشقين \" .
يله له من ماكرٍ ! تسرب سحره عبر أيامي وعتمة ليلي حتى أدمنته ، أدمنت كلماته، أدمنت رسائله الصباحية والتي معها اعتدت أن أبادر إلى تحسس هاتفي مع انفلات نور الفجر من رحم الظلام بحثا عن كلمات الحب ومواثيق العشق والوفاء .
وحين حديثنا ما من ثمة مواضيع أرتب لها كعادتي مع كل الناس ، فكل حديثٍ يجمعنا هو خير موضوعٍ
وكل تلاقٍ يضمنا يحتل كل تفاصيلي ، وكيف لا ؟ ومعه يغيب كل الناس فهو الجميع وكل ناسي وأقرب قريبٍ وأعز صديق .
هذا الوغد الذي انتزعني من كل الدنيا فلا أسمع في حضرته إلا صوته وهمسه ولا أرى غير غيرته وخوفه ولهفته تحوطني بحنان أمٍ وشفقة أبٍ وتعلق طفل.
في كل مرة استلم عصا الجدية في حديثنا يفاجئني بكلمة\" أحبك \" فتنفلت مني عصاي وتخونني ذاكرتي وتهاجر من أرضي ملامح الجدية والثبات.
\" ضحكتك تحييني وحزنك أرض يباب \"
ماذا أنا فاعلة مع مثل هذه العبارات التي تجتاح قلبي وتخالط أنفاسي وعتبات ٍ ما اقترب منها غيره ، بل ما ظننت يوما أني أمتلك تلك العتبات .
كيف أخذتني إلى عوالمك ؟ ومتى وقعت أسيرة حبك وفتنة هواك ؟
#AlaaAboushehata. ❝ ⏤علاء أبو شحاتة
❞ قراءة في عينيها
ما من يومٍ يمر علينا منذ وهبتني السماء أجمل ما في الأرض إلا ويغازلني بعينيه قبل كلماته : ˝ أحبك ، اشتقت إليك يا ست النساء ˝ .
نعم يبادرني بها دون أية مقدمات أو أدنى عتباتٍ يحتاج تجاوزها : ˝ أحبك فوق خيالات البشر وشطحات العاشقين ˝ .
يله له من ماكرٍ ! تسرب سحره عبر أيامي وعتمة ليلي حتى أدمنته ، أدمنت كلماته، أدمنت رسائله الصباحية والتي معها اعتدت أن أبادر إلى تحسس هاتفي مع انفلات نور الفجر من رحم الظلام بحثا عن كلمات الحب ومواثيق العشق والوفاء .
وحين حديثنا ما من ثمة مواضيع أرتب لها كعادتي مع كل الناس ، فكل حديثٍ يجمعنا هو خير موضوعٍ
وكل تلاقٍ يضمنا يحتل كل تفاصيلي ، وكيف لا ؟ ومعه يغيب كل الناس فهو الجميع وكل ناسي وأقرب قريبٍ وأعز صديق .
هذا الوغد الذي انتزعني من كل الدنيا فلا أسمع في حضرته إلا صوته وهمسه ولا أرى غير غيرته وخوفه ولهفته تحوطني بحنان أمٍ وشفقة أبٍ وتعلق طفل.
في كل مرة استلم عصا الجدية في حديثنا يفاجئني بكلمة˝ أحبك ˝ فتنفلت مني عصاي وتخونني ذاكرتي وتهاجر من أرضي ملامح الجدية والثبات.
˝ ضحكتك تحييني وحزنك أرض يباب ˝
ماذا أنا فاعلة مع مثل هذه العبارات التي تجتاح قلبي وتخالط أنفاسي وعتبات ٍ ما اقترب منها غيره ، بل ما ظننت يوما أني أمتلك تلك العتبات .
كيف أخذتني إلى عوالمك ؟ ومتى وقعت أسيرة حبك وفتنة هواك ؟
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق ..
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت .. و أنام متى شئت .. و أخلع ثيابي .. و أغني .. و أُطرقع مفاصلي .. و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ...
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي ... لا مسئوليات .. لا هموم .. لا مطالب .. لا واجبات .. فأنا أعزب .. كلمة جميلة حلوة .. هذه الكلمة .. أعزب ..
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني .. و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها .. و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها .. و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني ..
سوف أنام الليلة ملء أجفاني .. تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج .. و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن .. و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران .. و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم ..
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة .. و وِحدة و فراغ .. و فشل .. و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها .. حكاية البيت الدافئ .. و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض .. و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم ..
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات .. فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة .. و الإبن قد لا يمد أجل أبيه .. و ربما أخذ أجله .. و الزوجة قد تكون نكداً .. و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط ..
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي .. و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين ..
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة .. و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة .. و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي .. و أقول أنا حر .. أنا أعزب ..
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما ..
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي .. فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق .. و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي .. و أعود للبيت لأنام ..
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت .. أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز ..
إن بيتك ليس بيتاً .. إنه مجرد سرير سفاري .. جراج .. خيمة كشافة .. تتزود بالتموين من كل رصيف ..
أنت متشرد ..
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب .. فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة .. و إنما أساهم بها في كل البنوك .. أيكون هذا تضييعاً لي .. !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب .. أليس كذلك .. إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى .. و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة .. إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة .. و أنت نفسك لا تثق بنفسك ..
و دمعت عيناها .. و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً .. ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص .. ألست رجلاً مغفلاً ..
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق .. أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه ..
ــ إن الغلب عندك طبيعة .. أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ .. ربما لأني غلبان فعلاً .. و لكني لم أجب بكلمة .. و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف .. ماذا تريد من وراء هذا كله .. في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي ..
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك .. مجرد إحتفاظ .. لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها .. و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج .. و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق .. و خصوصاً إذا كان كلامها في محله ..
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح .. و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي .. ثم عدت فأغلقتهما .. و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي ..
و ماذا أفعل بحريتي ..
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني .. و أفضل البقاء في مفترق الطرق .. أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية .. أم جبن .. أم تغفيل ..إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً ..
الواقعية لا تعلق إمكانياتها .. و إنما تثب و تعمل ..
و أنا أعلق كل شئ على مشجب ..
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي ..فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها .. و تمنت لي أياما طيبة ..
و وضعت السماعة في سكون .. و تلفَتَّ حولي .. و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير .. و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها ..
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة .. و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً .. فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً ..
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم ..
_ إستنى عندك .. خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان ..
و أغلقت الباب .. و عدت أتمشى في الصالة .. ثم بدأت أدير البيك آب .. و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة .. و لكن البيك آب ظل يخشخش ..
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه ..
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة .. و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج .. و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً .. و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة .. و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه .. و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس .. يلوح بذراعيه الرفيعتين ..
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها .. ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون .. تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك ..
_ عفاريت الولاد دول .. عفاريت ..
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة .. و كيف إحتمله فرج عشر سنوات .. و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده .. يجعل كل شئ محتملاً ..
سر لا يفهمه الأعزب ..
ربما .. أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء .. جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال .. أعضائي تهدمت .. عظامي مثل أعمدة معبد .. إنهارت .. و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي .. أهذه هي اللذة .. أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين ..
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء .. لا شأن لي بها .. الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني .. فأسعى إليها كما يسعى النمل .. و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ .. و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة ..
خمس دقائق فقط ..
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق ..
السبت :
سألت نفسي .. ما هو الحب .. و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق .. هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة .. رغبة شخصية لكل منهما في الآخر .. ليس لكونه ذكراً .. و لا لكونها أنثى .. و لكن لكونه فلان .. و لكونها فلانة .. و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب .. كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر .. حتى و لو لم يكن يتكلم .. يصغى إلى صوت وجوده ..
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت .. يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب .. متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج .. أقتله تفكيراً كل يوم .. و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً .. ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي .. ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات .. و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا .. لا يفتأ يسأل .. و يسأل .. يسأل لماذا .. و كيف .. و متى .. و أين
.. و إلى أين ..
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق .
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت . و أنام متى شئت . و أخلع ثيابي . و أغني . و أُطرقع مفاصلي . و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ..
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي .. لا مسئوليات . لا هموم . لا مطالب . لا واجبات . فأنا أعزب . كلمة جميلة حلوة . هذه الكلمة . أعزب .
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني . و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها . و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها . و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني .
سوف أنام الليلة ملء أجفاني . تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج . و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن . و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران . و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم .
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة . و وِحدة و فراغ . و فشل . و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها . حكاية البيت الدافئ . و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض . و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم .
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات . فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة . و الإبن قد لا يمد أجل أبيه . و ربما أخذ أجله . و الزوجة قد تكون نكداً . و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط .
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي . و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين .
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة . و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة . و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي . و أقول أنا حر . أنا أعزب .
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما .
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي . فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق . و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي . و أعود للبيت لأنام .
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت . أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز .
إن بيتك ليس بيتاً . إنه مجرد سرير سفاري . جراج . خيمة كشافة . تتزود بالتموين من كل رصيف .
أنت متشرد .
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب . فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة . و إنما أساهم بها في كل البنوك . أيكون هذا تضييعاً لي . !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب . أليس كذلك . إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى . و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة . إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة . و أنت نفسك لا تثق بنفسك .
و دمعت عيناها . و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً . ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص . ألست رجلاً مغفلاً .
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق . أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه .
ــ إن الغلب عندك طبيعة . أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ . ربما لأني غلبان فعلاً . و لكني لم أجب بكلمة . و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف . ماذا تريد من وراء هذا كله . في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي .
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك . مجرد إحتفاظ . لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها . و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج . و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق . و خصوصاً إذا كان كلامها في محله .
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح . و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي . ثم عدت فأغلقتهما . و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي .
و ماذا أفعل بحريتي .
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني . و أفضل البقاء في مفترق الطرق . أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية . أم جبن . أم تغفيل .إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً .
الواقعية لا تعلق إمكانياتها . و إنما تثب و تعمل .
و أنا أعلق كل شئ على مشجب .
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي .فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها . و تمنت لي أياما طيبة .
و وضعت السماعة في سكون . و تلفَتَّ حولي . و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير . و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها .
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة . و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً . فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً .
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم .
_ إستنى عندك . خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان .
و أغلقت الباب . و عدت أتمشى في الصالة . ثم بدأت أدير البيك آب . و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة . و لكن البيك آب ظل يخشخش .
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه .
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة . و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج . و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً . و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة . و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه . و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس . يلوح بذراعيه الرفيعتين .
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها . ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون . تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك .
_ عفاريت الولاد دول . عفاريت .
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة . و كيف إحتمله فرج عشر سنوات . و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده . يجعل كل شئ محتملاً .
سر لا يفهمه الأعزب .
ربما . أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء . جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال . أعضائي تهدمت . عظامي مثل أعمدة معبد . إنهارت . و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي . أهذه هي اللذة . أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين .
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء . لا شأن لي بها . الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني . فأسعى إليها كما يسعى النمل . و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ . و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة .
خمس دقائق فقط .
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق .
السبت :
سألت نفسي . ما هو الحب . و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق . هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة . رغبة شخصية لكل منهما في الآخر . ليس لكونه ذكراً . و لا لكونها أنثى . و لكن لكونه فلان . و لكونها فلانة . و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب . كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر . حتى و لو لم يكن يتكلم . يصغى إلى صوت وجوده .
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت . يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب . متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج . أقتله تفكيراً كل يوم . و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً . ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي . ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات . و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا . لا يفتأ يسأل . و يسأل . يسأل لماذا . و كيف . و متى . و أين
. و إلى أين. ❝
❞ ظاهرة التلفظ بالطلاق – المُـفجعة – قد أضرت بالمجتمع حديثًا وذلك لاستنادها إلى أمور هزلية تدعو للتلفظ بألفاظ الطلاق وكأنها لعبة في أيدي هؤلاء الرجال الذين لا يقدِّرون عاقبة ما تتفوه به ألسنتهم، كونهم رجالًا مؤاخذين بما ينطقون!
ومن هنا حاول الفقهاء والكثير من المصلحين إيجاد طريقة للحد من هذه الظاهرة التي تتسم بالصبيانية وعدم الرشد.
كثيرًا ما تسبب «التلفظ بالطلاق» في هدم الأُسر وتفتيت الوحدة الاجتماعية. ومع أن الطلاق في الأصل مسؤولية فردية شرعية إلا أن تحقيقه – شكليًّا – في الدولة بين الزوجين ينبغي أن يُراعى فيه عرف الدولة وحال المجتمع.
هل هناك ما يمنع الطلاق على هذه الصورة شرعيًّا وفقهيًا؟
لقد قرر الشرع أن الطلاق مسئولية فردية، وهو عمل شرعي تترتب عليه حقوق. فإذا نُظِّم هذا العمل بقانون منضبط يُراعي الحقوق والمقاصد العامة للاستقرار، كان ذلك أحرى أن يكون اتباعًا للشرع حفاظًا على الوحدة والاستقرار. فلا يوجد عائق شرعي لتنظيم الطلاق على هذا الشكل في المجتمع؛ بل إن الضرورة الاجتماعية والمقاصد الكلية للدين يحثان على تنظيم وتقنين مثل هذه الأمور.
إننا لا نتزندق حينما نؤيد الأستاذ الإمام محمد عبده فيما ذهب إليه، ولا نضرب بديننا ومذاهبنا عرض الحائط، ولا نخفض من قيمة الآراء الفقهية السالفة... ولكننا بإجمال نجتهد وفق المصالح العامة للناس والأُسرة؛ فهذا من مقاصد ديننا وهدف إسلامنا السمح.
فالأولاد لا ذنب لهم في أن تضيع حقوقهم في المجتمع الذي أصبح لا يتعامل إلا بالمواثيق الورقية؛ وقد كانت المواثيق قبلُ عــرفية شفوية بالكلمة لأن الناس قديمًا تغلب عليهم الوفاء وصدق العهد والمعاهدة.. أما اليوم فقد انقلب الحال لغير الحال حتى أصبح المخالف زنديقًا مبتدعًا مُجرمًا في نظر الغلاة!. ❝ ⏤محمد أحمد عبيد
❞ ظاهرة التلفظ بالطلاق – المُـفجعة – قد أضرت بالمجتمع حديثًا وذلك لاستنادها إلى أمور هزلية تدعو للتلفظ بألفاظ الطلاق وكأنها لعبة في أيدي هؤلاء الرجال الذين لا يقدِّرون عاقبة ما تتفوه به ألسنتهم، كونهم رجالًا مؤاخذين بما ينطقون!
ومن هنا حاول الفقهاء والكثير من المصلحين إيجاد طريقة للحد من هذه الظاهرة التي تتسم بالصبيانية وعدم الرشد.
كثيرًا ما تسبب «التلفظ بالطلاق» في هدم الأُسر وتفتيت الوحدة الاجتماعية. ومع أن الطلاق في الأصل مسؤولية فردية شرعية إلا أن تحقيقه – شكليًّا – في الدولة بين الزوجين ينبغي أن يُراعى فيه عرف الدولة وحال المجتمع.
هل هناك ما يمنع الطلاق على هذه الصورة شرعيًّا وفقهيًا؟
لقد قرر الشرع أن الطلاق مسئولية فردية، وهو عمل شرعي تترتب عليه حقوق. فإذا نُظِّم هذا العمل بقانون منضبط يُراعي الحقوق والمقاصد العامة للاستقرار، كان ذلك أحرى أن يكون اتباعًا للشرع حفاظًا على الوحدة والاستقرار. فلا يوجد عائق شرعي لتنظيم الطلاق على هذا الشكل في المجتمع؛ بل إن الضرورة الاجتماعية والمقاصد الكلية للدين يحثان على تنظيم وتقنين مثل هذه الأمور.
إننا لا نتزندق حينما نؤيد الأستاذ الإمام محمد عبده فيما ذهب إليه، ولا نضرب بديننا ومذاهبنا عرض الحائط، ولا نخفض من قيمة الآراء الفقهية السالفة.. ولكننا بإجمال نجتهد وفق المصالح العامة للناس والأُسرة؛ فهذا من مقاصد ديننا وهدف إسلامنا السمح.
فالأولاد لا ذنب لهم في أن تضيع حقوقهم في المجتمع الذي أصبح لا يتعامل إلا بالمواثيق الورقية؛ وقد كانت المواثيق قبلُ عــرفية شفوية بالكلمة لأن الناس قديمًا تغلب عليهم الوفاء وصدق العهد والمعاهدة. أما اليوم فقد انقلب الحال لغير الحال حتى أصبح المخالف زنديقًا مبتدعًا مُجرمًا في نظر الغلاة!. ❝