فِي ليلةٍ من ليالي الشتاء القارص، يطهُل الودق فِي كل مكانٍ، أشعر وكأن هذا الجو البارد يجعل قلبي يتجمد، ترتجف يدايَ أثر ضياعي، هطول المطر يجعلني اُلملم أفكاري، واقفةٌ مبعثرة المشاعر، لا أعلم إلى أين أذهب؟
يسيرُ البشرُ فِي كل مكانٍ، أنظر هنا وهناك؛ كي أجد مأمني، والطمأنينة التي سُلبت مني، فقدت روحي، وتشتت عقلي، أغمض عينايَ مُعلنةً استسلامي للدمار الذي حل بداخلي، صراعاتُ تجعل قلبي يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة، أسيرُ غير مبالية بشيء؛ فكلِ ما أُريده قد تحطم واختفى، أصبحت تاهةً وكأنني أبحث عن مأوي؛ كي أسكن به وأشعر بالأمان الذي افتقدته سابقًا؛ فقد سلب مني قلبي، والمشاعر التي قدمتها له، حدثني عن وعودٍ كثيرة، ولكن لم يُوفي بتلك الوعود؛ بل تركتني وفللت مني، حينها تحطم كل شيءٍ، شعرت بالضياع، وأصبحتُ شريدةً ألقاها الضاحي، أصبحت خاليةً من المشاعر، أعيشُ جسد بلا روح، أنظر حولي فِي كل مكان، أجد كل شخصٍ يجلس مع الآخر، فهناك يجلس رجل كبير السن على مقعدٍ بجانبِ الطريق ومعه زوجته، التي أصبح الشيب يستحوذ على سوادِ شعرها، وهناك آخرين يسيرون ويتحدثون سويًا، يتشاركون الضحك والمزاح، حينها نظرت نظرة سُخرية على نفسي، وبكيت في صمتٍ وحرقةٍ على ضياع أيامي معه، كنت أعطيه كل شيء بكثرة؛ حتى اعتقد وجودي معه دائمًا، وأصبح لا يهتم بي وبشعوري الذي يأس منه، كان دائمًا يريد دماري، وضياع أفكاري؛ فاليأس دفعني إلى مواجهته، ولكن بدون جدوىٰ فتركني ورحل بعيدًا، وإلى الآن لا أستطيع أن أجد نفسي، وقلبي، أصبحتُ مُفلسة المشاعر، ولا أثق في أحدٍ مرةً أخرى.
گ/إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ الشريدة
فِي ليلةٍ من ليالي الشتاء القارص، يطهُل الودق فِي كل مكانٍ، أشعر وكأن هذا الجو البارد يجعل قلبي يتجمد، ترتجف يدايَ أثر ضياعي، هطول المطر يجعلني اُلملم أفكاري، واقفةٌ مبعثرة المشاعر، لا أعلم إلى أين أذهب؟
يسيرُ البشرُ فِي كل مكانٍ، أنظر هنا وهناك؛ كي أجد مأمني، والطمأنينة التي سُلبت مني، فقدت روحي، وتشتت عقلي، أغمض عينايَ مُعلنةً استسلامي للدمار الذي حل بداخلي، صراعاتُ تجعل قلبي يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة، أسيرُ غير مبالية بشيء؛ فكلِ ما أُريده قد تحطم واختفى، أصبحت تاهةً وكأنني أبحث عن مأوي؛ كي أسكن به وأشعر بالأمان الذي افتقدته سابقًا؛ فقد سلب مني قلبي، والمشاعر التي قدمتها له، حدثني عن وعودٍ كثيرة، ولكن لم يُوفي بتلك الوعود؛ بل تركتني وفللت مني، حينها تحطم كل شيءٍ، شعرت بالضياع، وأصبحتُ شريدةً ألقاها الضاحي، أصبحت خاليةً من المشاعر، أعيشُ جسد بلا روح، أنظر حولي فِي كل مكان، أجد كل شخصٍ يجلس مع الآخر، فهناك يجلس رجل كبير السن على مقعدٍ بجانبِ الطريق ومعه زوجته، التي أصبح الشيب يستحوذ على سوادِ شعرها، وهناك آخرين يسيرون ويتحدثون سويًا، يتشاركون الضحك والمزاح، حينها نظرت نظرة سُخرية على نفسي، وبكيت في صمتٍ وحرقةٍ على ضياع أيامي معه، كنت أعطيه كل شيء بكثرة؛ حتى اعتقد وجودي معه دائمًا، وأصبح لا يهتم بي وبشعوري الذي يأس منه، كان دائمًا يريد دماري، وضياع أفكاري؛ فاليأس دفعني إلى مواجهته، ولكن بدون جدوىٰ فتركني ورحل بعيدًا، وإلى الآن لا أستطيع أن أجد نفسي، وقلبي، أصبحتُ مُفلسة المشاعر، ولا أثق في أحدٍ مرةً أخرى.
عبارات تدور في عقلي دائمًا، تجعل عقلي يتألم صارخًا بي؛ لأتوقف عن التفكير الزائد الذي يدور بداخله، صراع متكرر بين أفكاري، يدور بعقلي الكثير من الأسئلةِ، أُريد إجابات مقنعة لتلك الأسئلة، ولا أجد الجواب الذي يريح عقلي وفكري؛ لتنتهي هذه الدوامة المرهقة، أتساءل: لماذا يستعرضون قوتهم على الضعفاء؟
فهذا ليس مفهوم القوة الحقيقية، فالقوة الحقيقية لا تكمن في القدرة على لَكِم الأقوياء للضعفاءِ؛ بل في القدرة على مواجهة الضعفاء بالرحمة والتفهم، أجد أن الحكيم هو من يتحكم في عصبيته، ويلجأ إلى عقله لحل مصائبه، وارضاءه غيره، واقناعه بوجهة نظره؛ فليس كل شيء يحل بالعصبيةِ، وعندما يجلس القوي مع الضعيف ويحدثه بعقلانية، نجد أن الحياة ذات يسر ولين، نجد المجتمع أكثر صمودًا، وتماسكًا أمام الأعداءِ، هذه الأسئلة التي تكرر بداخلي، أجد عقلي يفكر كثيرًا، ولا أعلم ماذا أفعل؟
أتمنى لو تنتهي كل هذه الخلافات، ويصبح المجتمع أكثر تعاونًا؛ كي يتقدم؛ فعند تعاون القوى مع الضعيف، والغني مع الفقير، نجد المجتمع عائلة واحدة، وكل شخص يُفكر في سعادة غيره، وحل مصائبه، نجد أنفسنا يد واحدة، تسعى للتقدم.
گ/إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ لستُ القوةُ بالمجيءِ على الضعيفِ
عبارات تدور في عقلي دائمًا، تجعل عقلي يتألم صارخًا بي؛ لأتوقف عن التفكير الزائد الذي يدور بداخله، صراع متكرر بين أفكاري، يدور بعقلي الكثير من الأسئلةِ، أُريد إجابات مقنعة لتلك الأسئلة، ولا أجد الجواب الذي يريح عقلي وفكري؛ لتنتهي هذه الدوامة المرهقة، أتساءل: لماذا يستعرضون قوتهم على الضعفاء؟
فهذا ليس مفهوم القوة الحقيقية، فالقوة الحقيقية لا تكمن في القدرة على لَكِم الأقوياء للضعفاءِ؛ بل في القدرة على مواجهة الضعفاء بالرحمة والتفهم، أجد أن الحكيم هو من يتحكم في عصبيته، ويلجأ إلى عقله لحل مصائبه، وارضاءه غيره، واقناعه بوجهة نظره؛ فليس كل شيء يحل بالعصبيةِ، وعندما يجلس القوي مع الضعيف ويحدثه بعقلانية، نجد أن الحياة ذات يسر ولين، نجد المجتمع أكثر صمودًا، وتماسكًا أمام الأعداءِ، هذه الأسئلة التي تكرر بداخلي، أجد عقلي يفكر كثيرًا، ولا أعلم ماذا أفعل؟
أتمنى لو تنتهي كل هذه الخلافات، ويصبح المجتمع أكثر تعاونًا؛ كي يتقدم؛ فعند تعاون القوى مع الضعيف، والغني مع الفقير، نجد المجتمع عائلة واحدة، وكل شخص يُفكر في سعادة غيره، وحل مصائبه، نجد أنفسنا يد واحدة، تسعى للتقدم.
❞ - هذه شخصية نرجسية بامتياز يا جاسمين.
- نعم هذا ما أدركته لاحقًا، فهو من النوع الذي يحتاج إلى شخصيةٍ تافهةٍ تتبعه وكأنها خُلقت لتكون يدين لا تتقنان سوى الانبطاح له والتصفيق الحاد والمستمر دون توقف، وإغراقه بطوفانٍ عارمٍ من عباراتِ الثناءِ والشكر ِالدائمِ، والشعورِ بالثناء والامتنان له حتى على أتفه الأمور، وذلك لإرضاء ذاته وغروره المتواصل.
- وهل تعلمتِ من التجربة يا جاسمين؟
- ابتسمتُ ابتسامةً باهتةً يضمدها التعافي..ما دمتُ أحكي لكِ الآن، فاعلمي أني أكملتُ مراحل الشفاء، وتجاوزت نفقه المظلم.. تعلمتُ الخلاصَ من العلاقات السامة؛ تلك التي كانت تنتشي بالتقليلِ مني أو إحداثِ ثقوبٍ من السلبية والخيبات في سفينة إبحاري نحو التفوق والنجاح، أو حين تستميتُ كي ترفعَ أعلامَ الفشلِ الكئيبةِ على ساريةِ صروحِ نجاحاتي في الحياة.
- كعادتها الهزلية، يا واش يا واش، حكيم روحاني حضرتك!
- لا أنكر أنها تنجحُ في كلِ مرةٍ في إخراجي من أحلك أوقات حزني بطريقة هزلية لا يجاريها فيها أحد.
- قالت: دعيني أتفقُ معكِ يا جاسمين..لا أخفيكِ أني تعلمتُ منكِ الكثيرَ؛ تعلمتُ ألا بطولة في مواجهةِ الكائناتِ السامةِ، بل الحكمة في الابتعاد، فمجاملة الأفاعي جريمة.
- نظرتُ إليها نظرةً حانية في محاولة لإنهاء هذه الحديث الذي يُقلّبُ عليّ أوجاعًا، والتي أتحاشى ذكرها، فأجبتها. ❝ ⏤علاء أبو شحاته
❞ هذه شخصية نرجسية بامتياز يا جاسمين.
نعم هذا ما أدركته لاحقًا، فهو من النوع الذي يحتاج إلى شخصيةٍ تافهةٍ تتبعه وكأنها خُلقت لتكون يدين لا تتقنان سوى الانبطاح له والتصفيق الحاد والمستمر دون توقف، وإغراقه بطوفانٍ عارمٍ من عباراتِ الثناءِ والشكر ِالدائمِ، والشعورِ بالثناء والامتنان له حتى على أتفه الأمور، وذلك لإرضاء ذاته وغروره المتواصل.
وهل تعلمتِ من التجربة يا جاسمين؟
ابتسمتُ ابتسامةً باهتةً يضمدها التعافي..ما دمتُ أحكي لكِ الآن، فاعلمي أني أكملتُ مراحل الشفاء، وتجاوزت نفقه المظلم.. تعلمتُ الخلاصَ من العلاقات السامة؛ تلك التي كانت تنتشي بالتقليلِ مني أو إحداثِ ثقوبٍ من السلبية والخيبات في سفينة إبحاري نحو التفوق والنجاح، أو حين تستميتُ كي ترفعَ أعلامَ الفشلِ الكئيبةِ على ساريةِ صروحِ نجاحاتي في الحياة.
كعادتها الهزلية، يا واش يا واش، حكيم روحاني حضرتك!
لا أنكر أنها تنجحُ في كلِ مرةٍ في إخراجي من أحلك أوقات حزني بطريقة هزلية لا يجاريها فيها أحد.
قالت: دعيني أتفقُ معكِ يا جاسمين..لا أخفيكِ أني تعلمتُ منكِ الكثيرَ؛ تعلمتُ ألا بطولة في مواجهةِ الكائناتِ السامةِ، بل الحكمة في الابتعاد، فمجاملة الأفاعي جريمة.
نظرتُ إليها نظرةً حانية في محاولة لإنهاء هذه الحديث الذي يُقلّبُ عليّ أوجاعًا، والتي أتحاشى ذكرها، فأجبتها . ❝
❞ “إن المرحلة المسماة عند المشتغلين بعلم النفس (عبادة الأبطال) هي مرحلة مرتبطة بالمراهقة، فهل تعكف المجتمعات غير الناضجة على عبادة أبطالها مثلما يفعل المراهقون، بدلا من مواجهة واقعها والتعامل معه وتطويره؟”. ❝ ⏤يوسف زيدان
❞ “إن المرحلة المسماة عند المشتغلين بعلم النفس (عبادة الأبطال) هي مرحلة مرتبطة بالمراهقة، فهل تعكف المجتمعات غير الناضجة على عبادة أبطالها مثلما يفعل المراهقون، بدلا من مواجهة واقعها والتعامل معه وتطويره؟” . ❝