❞ ˝الصداقة˝
يبدو فى هذا الزمان لا يوجد به أصدقاء أوفياء ؛ فالصداقة لها أهمية كبيرة ، ولكن الآن يفهمون معنى الصداقة بمفاهيم خاطئة ، يستغلون بمعنى الصداقة ، يخونون بمعنى الصداقة ، يحدث الكثير من الأشياء الخاطئة بمعنى الصداقة ، لا يعلمون أهميتها ، ولا يعلمون مفهومها الصحيح ، الصداقة أمر هام جدًا فى حياتنا ، الصداقة تحتوى على الكثير من الوعود ، الكثير من الوفاء ، الكثير من الحب ، الكثير من الإهتمام ؛حتى المشاركة فى حل المشاكل ، الصداقة تعنى الحب ، الإهتمام ، المشاركة ، الصداقة تعنى الكثير من المودة ، المثير من الأشياء ، الصداقة أمر هام ، تمنيت لو أمتلك تلك الصديقة التى تنسينى العالم معها ، أردت لو أمتلك تلك الصديقة التى تخفف عنى همومى ، أردت لو شاركنى أحد فى حل مشاكله ، أردت الكثير ، ولكن هناك شيء آخر ، هو أن الصداقة تحتاج إلى أشخاص أوفياء يكونون العون وليس أصحاب المشاكل ، الآن قد فهمت معنى الصداقة ، ولكن لا أجد أحد يأخذ لقب صديقى .
گ/إنجى محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞ الصداقة˝
يبدو فى هذا الزمان لا يوجد به أصدقاء أوفياء ؛ فالصداقة لها أهمية كبيرة ، ولكن الآن يفهمون معنى الصداقة بمفاهيم خاطئة ، يستغلون بمعنى الصداقة ، يخونون بمعنى الصداقة ، يحدث الكثير من الأشياء الخاطئة بمعنى الصداقة ، لا يعلمون أهميتها ، ولا يعلمون مفهومها الصحيح ، الصداقة أمر هام جدًا فى حياتنا ، الصداقة تحتوى على الكثير من الوعود ، الكثير من الوفاء ، الكثير من الحب ، الكثير من الإهتمام ؛حتى المشاركة فى حل المشاكل ، الصداقة تعنى الحب ، الإهتمام ، المشاركة ، الصداقة تعنى الكثير من المودة ، المثير من الأشياء ، الصداقة أمر هام ، تمنيت لو أمتلك تلك الصديقة التى تنسينى العالم معها ، أردت لو أمتلك تلك الصديقة التى تخفف عنى همومى ، أردت لو شاركنى أحد فى حل مشاكله ، أردت الكثير ، ولكن هناك شيء آخر ، هو أن الصداقة تحتاج إلى أشخاص أوفياء يكونون العون وليس أصحاب المشاكل ، الآن قد فهمت معنى الصداقة ، ولكن لا أجد أحد يأخذ لقب صديقى .
❞ الشوريقراطية العربية
بقلم د محمد عمر
ايها السادة اعلموا ان الاعراف هو قنطرة يين الجنة والنار يحتجز عليها فريق من الموحدين الذين كثرت ذنوبهم فحالت بين دخولهم الجنة وكانوا علي التوحيد الذي حال بينهم وبين دخول النار فهم موقوفون عند الله ينتظرون امر الله فيهم. فاما ان يعفوا عنهم فيدخلون الجنة .واما ان يعذبهم في النار علي قدر تفريطهم وما اشبه حالهم بحال العرب الان
انما ورثوا التوحيد والدين من الانبياء لكنهم انخرطوا في الحياة الغربية التي انهكتهم بالشهوات والملذات فهم يحنون الي دينهم وماضيهم الذي هجروه ورغم ذلك فهم يتنافسون ويتسابقون الي متابعة الغرب والانغماس في الشهوات فساروا في شوريقراطية لا هم ادركوا شوري الانبياء ولا حصلوا ديمقراطية الغرب.
يحيون حياة الغربيين ويريدون الجنة مع الانبياء والمرسلين فاني لهم ان يدركوا ذلك.
ايها الاخوة سبق ان بينا ان الشوري في دين الله انما هي مشاورة ولي الامر لاهل الحل والعقد من العلماء والوزراء والخبراء والمتخصصين كل في فنه لمصلحة ابناء الامة وقد جاءت في كتاب ربنا في قوله { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38 وقوله تعالي { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159.
وهذه الشوري لا علاقة لها بالعوام والغوغاء والدهماء انما هي تخص ولي الامر ورجاله وبطانتة من العلماء والخبراء كل في مجاله.
اما الديمقراطية الغربية انما هي مصطلح يوناني لا علاقة له بدين الله انما تقوم علي اختيار مجموعة من الناس لتشكيل مجلس يقال له المجلس التشريعي الذي يقوم بدوره بوضع التشريعات والقوانين التي يحكم بها بقية الناس وقوامها وجود ثلاث سلطات.
السلطة التشريعية :او المجلس التشريعي (مجلس الشعب) الذي يقوم بوضع التشريعات والقوانين وهذا هو دوره المنوط به.
السلطة التنفيذية(الحكومة): وهي تقوم بتفيذ تلك التشريعات والقوانين الموضوعة بواسطة المجلس التشريعي(مجلس الشعب) الذي يشرف بدوره علي ادائها
السلطة القضائية: وهي مستقلة تماما ودورها هو الفصل في القضايا والخصومات بين ابناء الأمة وأفراد الشعب ولا علاقه لها ببقية السلطات التشريعية أو التنفيذية.
هذه هي الديمقراطية الغربية لكن العرب انسلخوا وانسلوا من شوري الانبياء والمرسلين التي تامرهم بالسمع والطاعة في غير معصية الله في المعروف لاولياء الامور.
كما قال الصحابة بايعنا رسول الله علي السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وعلي الا ننازع الامر اهله.
نعم تلك الشوري التي توحد الصف وتجمع الامة وتحافظ علي مقدراتها .
تركها العرب وساروا خلف الديمقراطية الغربية وياليتهم ادركوها لكنهم ساروا الي عشوائية
فبالنظر الي المجالس التشريعية انما قامت علي العوام والدهماء لا تميز بين العالم والجاهل ولا بين الحكيم والسفية ولا الكبير والصغير انما الحاكم فيها هو القدرة علي جمع الاصوات وحشد الناس فصارت مجالس الشعب ضعيفة وصار اعضائها اعضاء تخليص مصالح الدائرة .وليست هذه وظيفتهم
انما هم اعضاء تشريع وسن قوانين لكنهم صارو وسطاء بين الناس وبين الحكومة قاموا بفتح مكاتب لخدمة المواطنين فتري سعادة العضو لطالما يسير يحمل حقيبة تحوي طلبات المواطنين للتوقيع عليها من قبل السادة الوزراء فهذا يرغب في وظيفة لابنه وهذا يرغب في ترخيص لمتجر وثالث يرغب في افتتاح مدرسة او وحدة صحية فهل هذه وظيفة المجلس التشريعي الذي صار اعضاءه وسطاء بين الشعب وبين الحكومة او السلطة التنفيذية لاخذ توقيعات الوزراء علي طلبات المواطنين فان قصر سيادة العضو عن قضاء مصالح الناس فسرعان ما يسب ويضرب وقد يجتمع حوله جماعة من الناس فيلقون به في مجري الماء جذاء تقصيره.
وصارت مسؤولية السلطة التشريعية بدلا من الاشراف علي السلطة التنفيذية ومراقبة اداءها ومدي التزامها بالقوانين والتشريعات صار همهم التقرب لها للتوقيع علي طلبات المواطنين
واما عن السلطة التنفيذية انما دورها التزام الخطط الاستراتيجية والتشريعات التي تنظم حياة الناس وترقي بالمجتمعات فهي لا تعمل لمصلة فرد انما هو اداء مجتمعي متناغم ومنظم يصب في مصلحة المواطنين وهي مراقبه من قبل المجلس التشريعي لكن العرب وظفو الحكومة لخدمة الافراد وقاموا بانفسهم بمراقبة الحكومة ومحاسبتها فان وقع حادث هنا او هناك ثارة ثائرة الناس مطالبين بعزل هذا واستبعاد هذا وإعدام هذا حتي تصوروا ان الوزير مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في وزارته ولا يخفي علي احد منا حادثة القطار التي انتشرت في العالم اجمع وكآن معالي الوزير عليه ان يستقل كل قطار وكل سيارة وكل دراجة وكل شارع وكل ممر يراقب بنفسه ما هذا اليس هذا من ضرب الجنون ؟
ما علاقة الوزير بالحادث ؟
اليس هناك جهة قضائية يقدم اليها المجرم للمحاسبة ام علي الوزير ان يقسم نفسه الي مائة مليون نفس لمتابعة الشارع ؟
والله انه الجنون ايها السادة الوزير يعمل في منظومة للارتقاء بها وفق خطة استراتيجية موضوعة لخدمة البلد وليس عمل فردي مثله مثل مديرة المدرسة التي اقيلت بسبب طالبة تاخرت داخل الفصل فنقوم بفصل المدير اذا ينبغي علي المدير ان يعمل بوظيفة عامل وبواب ومدرس وفرد امن وهلم جرا.
ايضا لو مات مريض بمستشفي فعلينا اقالة سيادة الوزير لماذا لانه هناك حالة ماتت بالمكان الفلاني وما اظن هذا الفكر الا فكر المارقين الخوارج الذين طالما يحتجون بقول عمر وهو من باب الورع لو عثرت دابة في العراق لسئل عنها عمر قالها ورعا اذا ان الله عز وجل يقول{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }البقرة286. ويقول { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا }الطلاق7 ويقول (الا تز وازرة وزر اخري وان ليس للانسان الا ما سعي)
لكن العرب جعلوا محاسبة الوزاء تتم براي الشعب ومسؤلية الوزراء ارضاء الناس وليس تنفيذ استراتيجيات لمصلحة البلاد.
اما عن السلطة القضائية والتي تستقل تماما عن المجالس التشريعية وعن السلطة التفيذية ومهمتها الفصل في الخصومات فان العرب ما رضوا بالشوري وما اقامو ديمقراطية فجعلوها شوريقراطيه وان شئت فقل المهلبة التي ادركتها عقولهم فلطالما تري تجاوز وتداخل في السلطات فتري الناس تريد ان تتدخل في شؤون القضاء يريدون احكاما بعينها وتارة يطالبون بمحاكمات ثورية او شعبية او عاجلة ويقولون نريد الحكم بكذا وكذا فهل هذا من الديمقراطية التي تريدونها
اعلموا ان القضاء هيئة مستقلة لكنهم العرب الغوغاء ينعقون بما لا يفهمون .يصيحون نريد ديمقراطية ثم ينعقون في الشوارع نريد اعدام فلان ونريد سجن فلان ماهذا يقولون راي الشارع او حشد شعبي فهل هذا من مبادي الديمقراطية
ايها الناس انكم تحللتم من شوري الانبياء وما دخلتم في ديمقراطية الغرب وما اشبهكم عندنا باصحاب الاعراف الذين الاصل فيهم الخير لكنهم غرتهم الاباطيل والذخارف والشهوات الغربية فمالو اليها
لكنا نامل في ربنا ان يعفوا عنا وان تدركنا رحمته فنعود الي الشوي التي هي خير من الديمقراطية بل خير من الشوريقراطية التي يعيشها العرب
وفقنا الله واياكم الي الخير..
د محمد عمر. ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ الشوريقراطية العربية
بقلم د محمد عمر
ايها السادة اعلموا ان الاعراف هو قنطرة يين الجنة والنار يحتجز عليها فريق من الموحدين الذين كثرت ذنوبهم فحالت بين دخولهم الجنة وكانوا علي التوحيد الذي حال بينهم وبين دخول النار فهم موقوفون عند الله ينتظرون امر الله فيهم. فاما ان يعفوا عنهم فيدخلون الجنة .واما ان يعذبهم في النار علي قدر تفريطهم وما اشبه حالهم بحال العرب الان
انما ورثوا التوحيد والدين من الانبياء لكنهم انخرطوا في الحياة الغربية التي انهكتهم بالشهوات والملذات فهم يحنون الي دينهم وماضيهم الذي هجروه ورغم ذلك فهم يتنافسون ويتسابقون الي متابعة الغرب والانغماس في الشهوات فساروا في شوريقراطية لا هم ادركوا شوري الانبياء ولا حصلوا ديمقراطية الغرب.
يحيون حياة الغربيين ويريدون الجنة مع الانبياء والمرسلين فاني لهم ان يدركوا ذلك.
ايها الاخوة سبق ان بينا ان الشوري في دين الله انما هي مشاورة ولي الامر لاهل الحل والعقد من العلماء والوزراء والخبراء والمتخصصين كل في فنه لمصلحة ابناء الامة وقد جاءت في كتاب ربنا في قوله ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾الشورى38 وقوله تعالي ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾آل عمران159.
وهذه الشوري لا علاقة لها بالعوام والغوغاء والدهماء انما هي تخص ولي الامر ورجاله وبطانتة من العلماء والخبراء كل في مجاله.
اما الديمقراطية الغربية انما هي مصطلح يوناني لا علاقة له بدين الله انما تقوم علي اختيار مجموعة من الناس لتشكيل مجلس يقال له المجلس التشريعي الذي يقوم بدوره بوضع التشريعات والقوانين التي يحكم بها بقية الناس وقوامها وجود ثلاث سلطات.
السلطة التشريعية :او المجلس التشريعي (مجلس الشعب) الذي يقوم بوضع التشريعات والقوانين وهذا هو دوره المنوط به.
السلطة التنفيذية(الحكومة): وهي تقوم بتفيذ تلك التشريعات والقوانين الموضوعة بواسطة المجلس التشريعي(مجلس الشعب) الذي يشرف بدوره علي ادائها
السلطة القضائية: وهي مستقلة تماما ودورها هو الفصل في القضايا والخصومات بين ابناء الأمة وأفراد الشعب ولا علاقه لها ببقية السلطات التشريعية أو التنفيذية.
هذه هي الديمقراطية الغربية لكن العرب انسلخوا وانسلوا من شوري الانبياء والمرسلين التي تامرهم بالسمع والطاعة في غير معصية الله في المعروف لاولياء الامور.
كما قال الصحابة بايعنا رسول الله علي السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وعلي الا ننازع الامر اهله.
نعم تلك الشوري التي توحد الصف وتجمع الامة وتحافظ علي مقدراتها .
تركها العرب وساروا خلف الديمقراطية الغربية وياليتهم ادركوها لكنهم ساروا الي عشوائية
فبالنظر الي المجالس التشريعية انما قامت علي العوام والدهماء لا تميز بين العالم والجاهل ولا بين الحكيم والسفية ولا الكبير والصغير انما الحاكم فيها هو القدرة علي جمع الاصوات وحشد الناس فصارت مجالس الشعب ضعيفة وصار اعضائها اعضاء تخليص مصالح الدائرة .وليست هذه وظيفتهم
انما هم اعضاء تشريع وسن قوانين لكنهم صارو وسطاء بين الناس وبين الحكومة قاموا بفتح مكاتب لخدمة المواطنين فتري سعادة العضو لطالما يسير يحمل حقيبة تحوي طلبات المواطنين للتوقيع عليها من قبل السادة الوزراء فهذا يرغب في وظيفة لابنه وهذا يرغب في ترخيص لمتجر وثالث يرغب في افتتاح مدرسة او وحدة صحية فهل هذه وظيفة المجلس التشريعي الذي صار اعضاءه وسطاء بين الشعب وبين الحكومة او السلطة التنفيذية لاخذ توقيعات الوزراء علي طلبات المواطنين فان قصر سيادة العضو عن قضاء مصالح الناس فسرعان ما يسب ويضرب وقد يجتمع حوله جماعة من الناس فيلقون به في مجري الماء جذاء تقصيره.
وصارت مسؤولية السلطة التشريعية بدلا من الاشراف علي السلطة التنفيذية ومراقبة اداءها ومدي التزامها بالقوانين والتشريعات صار همهم التقرب لها للتوقيع علي طلبات المواطنين
واما عن السلطة التنفيذية انما دورها التزام الخطط الاستراتيجية والتشريعات التي تنظم حياة الناس وترقي بالمجتمعات فهي لا تعمل لمصلة فرد انما هو اداء مجتمعي متناغم ومنظم يصب في مصلحة المواطنين وهي مراقبه من قبل المجلس التشريعي لكن العرب وظفو الحكومة لخدمة الافراد وقاموا بانفسهم بمراقبة الحكومة ومحاسبتها فان وقع حادث هنا او هناك ثارة ثائرة الناس مطالبين بعزل هذا واستبعاد هذا وإعدام هذا حتي تصوروا ان الوزير مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في وزارته ولا يخفي علي احد منا حادثة القطار التي انتشرت في العالم اجمع وكآن معالي الوزير عليه ان يستقل كل قطار وكل سيارة وكل دراجة وكل شارع وكل ممر يراقب بنفسه ما هذا اليس هذا من ضرب الجنون ؟
ما علاقة الوزير بالحادث ؟
اليس هناك جهة قضائية يقدم اليها المجرم للمحاسبة ام علي الوزير ان يقسم نفسه الي مائة مليون نفس لمتابعة الشارع ؟
والله انه الجنون ايها السادة الوزير يعمل في منظومة للارتقاء بها وفق خطة استراتيجية موضوعة لخدمة البلد وليس عمل فردي مثله مثل مديرة المدرسة التي اقيلت بسبب طالبة تاخرت داخل الفصل فنقوم بفصل المدير اذا ينبغي علي المدير ان يعمل بوظيفة عامل وبواب ومدرس وفرد امن وهلم جرا.
ايضا لو مات مريض بمستشفي فعلينا اقالة سيادة الوزير لماذا لانه هناك حالة ماتت بالمكان الفلاني وما اظن هذا الفكر الا فكر المارقين الخوارج الذين طالما يحتجون بقول عمر وهو من باب الورع لو عثرت دابة في العراق لسئل عنها عمر قالها ورعا اذا ان الله عز وجل يقول﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾البقرة286. ويقول ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾الطلاق7 ويقول (الا تز وازرة وزر اخري وان ليس للانسان الا ما سعي)
لكن العرب جعلوا محاسبة الوزاء تتم براي الشعب ومسؤلية الوزراء ارضاء الناس وليس تنفيذ استراتيجيات لمصلحة البلاد.
اما عن السلطة القضائية والتي تستقل تماما عن المجالس التشريعية وعن السلطة التفيذية ومهمتها الفصل في الخصومات فان العرب ما رضوا بالشوري وما اقامو ديمقراطية فجعلوها شوريقراطيه وان شئت فقل المهلبة التي ادركتها عقولهم فلطالما تري تجاوز وتداخل في السلطات فتري الناس تريد ان تتدخل في شؤون القضاء يريدون احكاما بعينها وتارة يطالبون بمحاكمات ثورية او شعبية او عاجلة ويقولون نريد الحكم بكذا وكذا فهل هذا من الديمقراطية التي تريدونها
اعلموا ان القضاء هيئة مستقلة لكنهم العرب الغوغاء ينعقون بما لا يفهمون .يصيحون نريد ديمقراطية ثم ينعقون في الشوارع نريد اعدام فلان ونريد سجن فلان ماهذا يقولون راي الشارع او حشد شعبي فهل هذا من مبادي الديمقراطية
ايها الناس انكم تحللتم من شوري الانبياء وما دخلتم في ديمقراطية الغرب وما اشبهكم عندنا باصحاب الاعراف الذين الاصل فيهم الخير لكنهم غرتهم الاباطيل والذخارف والشهوات الغربية فمالو اليها
لكنا نامل في ربنا ان يعفوا عنا وان تدركنا رحمته فنعود الي الشوي التي هي خير من الديمقراطية بل خير من الشوريقراطية التي يعيشها العرب
وفقنا الله واياكم الي الخير.
د محمد عمر. ❝
❞ عجيب أمرنا نحن المسلمين !.. نعبد إلها واحدا.. و نطوف حول كعبة واحدة.. و نتوجه في صلاتنا إلى قبلة واحدة.. و نصطف في المسجد صفا واحدا.. و نقول جميعا: آمين.. في نفس واحد.. و مع ذلك لكل منا إسلام خاص به، يختلف عن إسلام الآخر ! و كل منا يفهم الإسلام على طريقته، و يباشره في حياته بمفهومه الخاص !
و قد تفرقت الجماعة الإسلامية إلى سنة و شيعة و أباضية و دروز، بل إن الشيعة نفسها تفرقت إلى زيدية و اثنى عشرية و إسماعيلية و علوية و بهرة و بكتاشية، و خرج منها غلاة عبدوا عليا، و رأوا فيه ابنا لله، و اعتقدوا أن الرسالة أخطأته و نزلت على محمد ! و الأكثرية التزمت جانب الاعتدال و قالت: بل كان أولى بالخلافة.. و لم تزد.. و بين هؤلاء و هؤلاء تعددت الفرق و بعيدا عن الطريق و المذهب اختلف الناس بين مدخلين للإسلام.. المدخل السلفي الأصولي، و المدخل الصوفي.
و في المدخل السلفي تمادى الأصوليون في الشكلية و في الالتزام الحرفي بالنصوص، و في ظاهر سلوكيات المسلم: طريقة إطلاقه لحيته، و تقصيره جلبابه.. و للمرأة: نقابها و حجابها.. و هي الشريعة ذاتها.. بينما اهتمت الصوفية بتطهير الباطن، و مجاهدة النفس، و التربية الخلقية و تحصيل المقامات.. مقامات التوبة و الإخلاص و الصدق و الصبر و الشكر و المراقبة و المحاسبة و التقوى و الورع.. و تركت الظاهر لأهل الظاهر، و قالوا: نحن عمدتنا القلب، و غايتنا اللب و ليس القشر.
و الكل مسلمون و لكن شتان بين فهم و فهم !
و أنا أرى الآن أن القرآن لم ينحصر في أي من هذين المسلكين، بل كان في مجموع آياته يمثل الوسط العدل بينهما، و الجامع الأمين بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن.. و أن المذهبية و الحزبية أفسدت الإسلام تماما.
و القرآن في مجموع آياته شيء غير القرآن في آية واحدة مبتورة من سياقها، أو بضع آيات نزلت في مناسبة، أو حكم متشدد نزل في ضرورته.
و لا يمكن فهم الإسلام إلا من خلال القرآن كله بمجموع آياته.. فهو يفسر بعضه بعضا، و ما غمض في آية توضحه آية أخرى، و ما أجمل في آية تفصله آية ثانية.
و التشديد لا يجيء في القرآن إلا لضرورة.. أما السياق القرآني العام.........؟
فهو العفو و المغفرة و السماحة.
((.. هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ.. )) [ الحج : 78 ]
((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )) [ النور : 61 ]
و سلوك النبي عليه الصلاة و السلام (( و هو المؤشر إلى التفسير الصحيح للقرآن )) هو الحلم بعينه، لا تزمت و لا تشدد و تنطع، و لا وقوف عند الفهم الحرفي للنصوص.. و كمثال: حكاية الرجل الذي جاء يحكي للرسول كيف اختلى بامرأة و نال منها ما يبتغي دون مباشرة.. فأطرق النبي – عليه الصلاة و السلام – و لم يعلق و قام للصلاة، فنزلت الآية:
(( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) )) [ هود ]
فنصح الرجل بالصلاة و الإكثار من النوافل، و لم يقم عليه النبي حد الزنا رغم اعترافه، و اعتبر ما حدث من (( اللمم ))، أي الذنوب التي تغفر، و التي تجبرها الصلاة و التوبة.
و يذكرنا هذا بالمسيح – عليه السلام – حينما رفض أن يرجم (( المجدلية )) الزانية، و قال لمن حوله: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !
و لم يشهد المسيح و لا نبينا – عليهما الصلاة و السلام – من بعده ذلك العصر الرديء الذي نعيش فيه، و الذي تدعو فيه أجهزة الإعلام و أغاني الإذاعة و أفلام السينما و تمثيليات التليفزيون – إلى العلاقات الحرة.. و الأقمار الفضائية التي تباشر الزنا علنا، و جهارا نهارا، و تغري الشباب بالصورة و الكلمة و الحركة إلى المسارعة في قضاء الشهوات، و إلى التسابق في المتع الحرام !
ماذا يكون موقف الشريعة من هذا العصر الذي شاعت فيه البلوى ؟!!
و ماذا يفعل الشباب.. و الزواج بعيد المنال.. هل يدخل في جب تحت الأرض ؟!!
و هل شبابنا في هذا الحال جناة، أم مجني عليهم ؟!
و فقه شيوع البلوى له مكان في شريعتنا، عملا بالمبدأ القرآني، حينما كانت الخمر بلاء شائعا في أول الدعوة، فنزلت الآيات مخففة، تعاتب شارب الخمر و لا تغلظ عليه، و تتدرج في التحريم على مراحل.. و يذكرنا هذا بالفقيه الإسلامي الذي سألوه أن يقيم حد الخمر على الحاكم التتري – و ذلك بعد إسلامه – فرفض، و آثر تركه في غيبوبة السكر ليكف ظلمه عن الناس، و قال: إن تطبيق الشريعة عليه و امتناعه عن الشرب و عودته إلى وعيه و عافيته، سوف تؤدي إلى منكر أشد، بعودته إلى جبروته و ظلمه.
و في هذا يقول العوام: (( نوم الظالم عبادة )) !
و منذ ذلك اليوم سارت كلمة ذلك الفقيه مثلا.. و أصبحت مبدأ مقررا من مبادئ الاجتهاد: له أنصاره.. إنه إذا أدى تطبيق الشريعة إلى منكر أشد كان عدم تطبيقها أولى.. و أنه لابد من فهم الشريعة الإسلامية في إطار مراد الله بها، و قصده من نزولها، و هو صلاح أمر العباد و ليس شقاءهم. فالله تعالى يقول:
(( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )).. و هكذا كان شأن الاجتهاد عند المفسرين الأوائل.. و هكذا كان شأن العقل و الفهم و التدبر و التفكر.. و لم يظهر التشدد و التحجر و الانغلاق على الألفاظ، إلا مع قرون التخلف و توقف الاجتهاد، و ظهور الدعوات الأصولية التي تزايد على بعضها، و يسابق بعضها بعضا في الغلظة و في الرجم و الجلد.
و ليس في كلامنا تهوين من أمر الشريعة، فهي حبة قلب المسلم و سواد عينيه، و لا يملك المسلم العابد أمام كلمة ربه إلا السمع و الطاعة.. و إنما هي الغيرة على الكلمة و قداستها من أن تفهم على غير وجهها، و تستعمل في غير حقها، فتكون ذريعة إلى ظلم بريء.. بل نحن أشد حبا للشريعة من الذين يطبقونها في عمى.
و لقد تكاثر دعاة الأصولية الغلاظ، و تنافسوا في القسوة و في مطاردة المسلمين و إرهابهم بالنصوص، حتى نفروهم من دينهم !
و الله يعلم مسبقا ماذا سيكون شأن هذا العصر الذي نعيشه، من شيوع البلوى فيه، و من انتشار الفساد و الفقر و البطالة و الانحلال، و تكالب الأعداء على الإسلام من كل جانب، و هوان حال المسلمين و انقسامهم و تشتتهم و بوارهم.
و كل هذا يكشف عن عمق القرآن و رحابته و تعدد آفاقه، بحيث تغطي آياته التشريعية كل العصور.. و يكشف عن روح التسامح و إيثار فهم التشريع على الوجه الأصلح لحياة المسلمين.
و هو يكشف أيضا عن المرونة و عدم الجمود، و رفض الغلظة إلا في ضرورتها القصوى حين يقتل القاتل ظلما و بغيا فيتوجب القصاص.. و لهذا اختلف الناس أمام فهم القرآن ، و انعكست نفس كل قارئ في لون تفسيره.. فغلاظ القوم لم يشهدوا من القرآن إلا آيات النكال.. و الرحماء شهدوا رحابة التشريع، و انفساح آفاق التفسير أمام الفهم الأرحب و الأرحم.. و اختلفوا، و الكتاب الذي يقرأونه واحد.. و ما اختلفوا بسبب الكتاب بل بسبب نفوسهم ! و هذه مشكلة الحكومات الأصولية و الفرق المتشددة، و مرضى النفوس و مرضى القلوب، و هواة التشفي من كل جنس !
و لقد نزلت الآيات بهذا التلوين لتمتحن القلوب، و لتمتحن النفوس، و لتختبر المعادن.. و القرآن هو الشاهد على الكل، و هو الحجة.. و لا يصلح القرآن ذريعة لظلم أو جبروت، بل هو قاموس الرحمة بعينه.
و المختلفون من أهل الشقاق و النفاق شهدت أعمالهم على كفرهم.. فما اختاروا بغلظتهم القرآن حكما، بل اختاروا نفوسهم، و آثروا رغباتهم الانتقامية، و اتخذوا من القرآن ستارا و ذريعة لقساوتهم !
و صدق الله العظيم في خطابه لرسوله:
(( مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) )) [ طه ]
فالقرآن هو الباب إلى النعيم، و لا يمكن أن يكون بابا للشقاء، و لا بابا لكل هذا الخلاف و الفرقة و الانقسام.. و لا بابا لكل هذا الإرهاب و الإجرام و القساوة.. و إنما اختلفت النفوس التي تقرأ و تفهم و تفسر.
و لهذا قال ربنا عن قرآنه:
(( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) )) [ البقرة ]
و ما أكثر فساق و مجرمي هذا الزمان، الذين اتخذوا من القرآن ذريعة لإجرامهم و ستارا لإرهابهم ! و هؤلاء هم الذين أضلهم الله بقرآنه.. و كشفهم أمام الناس و أمام نفوسهم، و فضح ضلالهم و كفرهم.
و لا مفر من الاختلاف، بحكم اختلاف النفوس و اختلاف الطبائع، قال ربنا عن الناس:
((.. وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) )) [ هود ]
و هذا الاختلاف أزلي، من قبل أن تولد النفوس و تجيء إلى الدنيا، و سببه ثبوت وصف تلك النفوس في علم الله من الأزل، و هذا الوصف هو ما أرادته النفوس لنفسها أزلا، و ليس ما أراده الله لها. فالله لا يريد إلا الخير لكل الخلق.. و لقد فطر البشر على الحرية و الاختيار، و كانت النتيجة أن اختلفوا حسب أهوائهم.
قال ربنا: (( و لذلك خلقهم )) ليميز الخبيث من الطيب، و لتكون خاتمة كل مخلوق على وفاق نيته.
و كانت العاقبة في النهاية أن امتلأت بهم جهنم، و لم يدخل الجنة إلا القليل، و استلزم الأمر (( الفرز )) و التصنيف، و تفاضل الرتب و المنازل، لأن هذا كان مقتضى العدل، و الله أعدل العادلين.
و كان البديل الآخر أن يستووا عند الله رغم اختلافهم.. أن يستوي القاتل و القتيل، و الظالم و المظلوم، و أن يستوي البر و الفاجر، و هو الأمر المحال !
تعالى ربنا عن مثل ذلك العبث علوا كبيرا.
قال ربنا: (( و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )).. و معنى ذلك أن داخل الجنة لن يدخلها بعمله وحده بل بفضل الله و رحمته، و تلك هي النسمة الربيعية الجميلة التي تهب من أول صفحة في القرآن إلى آخر صفحة.. من أول مفتتح الفاتحة.. بسم الله الرحمن الرحيم.. إلى آخر كلمة.. و الحمد لله رب العالمين بعد أن يتم الحساب. و لقد اختار ربنا لرحمته من استحقها من الخلق.. و هو أعلم بقلوب خلقه، و لولا رحمة ربك لهلكنا جميعا.
و بين النار و الجنة ذلك الخيط الرفيع بين المؤتلف و المختلف.. بين الذين أسلموا للحق و انسجموا معه في كتيبة الخير، و بين الذين أعرضوا و تفرقوا و اقتتلوا.. و ليس بالشعارات و لا بالبطاقات سيكون دخول الجنة ! فما أكثر الذين حملوا شعار لا إله إلا الله و خانوه، و حملوا بطاقة المسلم و لم يسلموا لشيء سوى هوى نفوسهم !
و تظل الوسطية و الاعتدال هي النغمة القرآنية السائدة من أول آياته إلى آخرها.. و الذين تطرفوا في الأخذ بالظاهر، و الذين تطرفوا في الأخذ بالباطن – إنما أخذوا من القرآن ما ناسبهم، و لم يأخذوا به كله.
و محمد – عليه الصلاة و السلام – و هو القرآن الحي الذي يمشي على الأرض – ما عرفناه إرهابيا، و لا عرفناه مجذوبا غائبا عن الوعي في سكرة الوجد مثل مجاذيب الطرق الصوفية، إنما عرفناه يقظا متنبها، حاضر الذهن، عقله مع الناس و قلبه مع ربه، يعيش الواقع و يلتحم بالدنيا، و مع ذلك لا يغفل عن خالقه لحظة.
و ذلك هو الصراط المستقيم.. لا يمين فيه و لا يسار.. بل خط رفيع كالسيف.. من أصابه فقد عرف جادة الإسلام.. و لهذا جعله الله أسوة لنا جميعا، و اختاره قدوة و مثالا.. و أرسله نبيا.. و قال له ما لم يقل لرسول:
(( و إنك لعلى خلق عظيم )). و من أخطأ فهو مسلم بقدر اقترابه من هذا الوسط الأمثل، و هو صاحب الأخلاق بقدر حظه من الاعتدال.
و الأخلاق في أصلها هي الأسماء الحسنى لله.. الكريم، الحليم، الرحيم، الودود، الرؤوف، الصبور، الشكور، البر، العفو، الغفور، الغفار، الرزاق، الحكم، العدل، النافع، الهادي، الرشيد.. فكل هذه أخلاق مثلى.. و لله المثل الأعلى.. و بقدر ما يحصل العبد من هذه الأخلاق يكون عند الله عبدا ربانيا.. و يكون عند الله مسلما حقا.
و في الحديث: (( تخلقوا بأخلاق الله.. إن ربي على صراط مستقيم )). و جمعية تلك الأخلاق هي الأصولية الحقيقية في ديانتنا إلى جانب الإسلام لله في كل شيء، و توحيده و تمجيده، و تسبيحه و عبادته و طاعته، و الإيمان بكتبه و رسله و القدر خيره و شره، و الآخرة و البعث و الحساب..
هذه هي الأصولية.. و لا دخل لها بإرهاب و لا بتطرف، و لا بمظهرية كاذبة، و لا بشكليات فجة..
و يجمع النبي – عليه الصلاة و السلام – كل هذا في جملة واحدة: (( قل: آمنت بالله ثم استقم )).
فيضع كل مكارم الأخلاق تحت كلمة الاستقامة، و كل مقررات الإسلام في كلمة الإيمان.. و ذلك لتأكيد أن الإسلام دين فطرة و بساطة، و ليس فلسفة و حذلقة و تنطعا و جدلا.. فالأمر أبسط من كل هذا.. بل هو ثلاث كلمات !
و أصحاب النيات السليمة يفهمون هذا ببداهتهم و لا حاجة لهم بجدل و لا بتنطع.. و أصحاب النيات الخبيثة.. المشكلة فيهم، و ليست في الدين.. و بين الاثنين ذلك الخيط الرفيع بين الجنة و النار.
و لذلك قال ربنا في أهل الجنة: (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) – أي عن النار مبعدون –
كان هذا أمرا سبق نزولهم إلى الدنيا و هم مجرد نفوس.. و من قبل أن ينزلوا إلى عالم الامتحان و الابتلاء و دنيا أسفل سافلين.
هم إذن أهل الجنة من قديم.. و الآخرون أهل النار من قديم.. و إنما قضى الله بالامتحان و الابتلاء حتى تنقطع الحجة.. و حتى لا يكون لأحد عذر.
و يبقى بعد ذلك السؤال: كيف كنا في ذلك الأزل قبل الخلق ؟ و كيف تفاضلنا ؟ و متى ؟ و أين ؟
أم أنه لا أين، و لا متى في الأزل.. حيث لا حيث.. و حيث لا مكان و لا زمان ؟! و تلك من أسرار الغيب التي لا يعلمها إلا الله، و لن يكشف عنها الستار إلا بعد الموت و البعث.. و العرض مستمر.. و القصة ممتدة فصولا.. و فيها مصيرنا كله.
ضعوا أيديكم على قلوبكم.. فليس الأمر بالهزل !
مقال/ الخيط الرفيع بين الجنة و النار
من كتاب / سواح في دنيا الله
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ عجيب أمرنا نحن المسلمين !. نعبد إلها واحدا. و نطوف حول كعبة واحدة. و نتوجه في صلاتنا إلى قبلة واحدة. و نصطف في المسجد صفا واحدا. و نقول جميعا: آمين. في نفس واحد. و مع ذلك لكل منا إسلام خاص به، يختلف عن إسلام الآخر ! و كل منا يفهم الإسلام على طريقته، و يباشره في حياته بمفهومه الخاص !
و قد تفرقت الجماعة الإسلامية إلى سنة و شيعة و أباضية و دروز، بل إن الشيعة نفسها تفرقت إلى زيدية و اثنى عشرية و إسماعيلية و علوية و بهرة و بكتاشية، و خرج منها غلاة عبدوا عليا، و رأوا فيه ابنا لله، و اعتقدوا أن الرسالة أخطأته و نزلت على محمد ! و الأكثرية التزمت جانب الاعتدال و قالت: بل كان أولى بالخلافة. و لم تزد. و بين هؤلاء و هؤلاء تعددت الفرق و بعيدا عن الطريق و المذهب اختلف الناس بين مدخلين للإسلام. المدخل السلفي الأصولي، و المدخل الصوفي.
و في المدخل السلفي تمادى الأصوليون في الشكلية و في الالتزام الحرفي بالنصوص، و في ظاهر سلوكيات المسلم: طريقة إطلاقه لحيته، و تقصيره جلبابه. و للمرأة: نقابها و حجابها. و هي الشريعة ذاتها. بينما اهتمت الصوفية بتطهير الباطن، و مجاهدة النفس، و التربية الخلقية و تحصيل المقامات. مقامات التوبة و الإخلاص و الصدق و الصبر و الشكر و المراقبة و المحاسبة و التقوى و الورع. و تركت الظاهر لأهل الظاهر، و قالوا: نحن عمدتنا القلب، و غايتنا اللب و ليس القشر.
و الكل مسلمون و لكن شتان بين فهم و فهم !
و أنا أرى الآن أن القرآن لم ينحصر في أي من هذين المسلكين، بل كان في مجموع آياته يمثل الوسط العدل بينهما، و الجامع الأمين بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن. و أن المذهبية و الحزبية أفسدت الإسلام تماما.
و القرآن في مجموع آياته شيء غير القرآن في آية واحدة مبتورة من سياقها، أو بضع آيات نزلت في مناسبة، أو حكم متشدد نزل في ضرورته.
و لا يمكن فهم الإسلام إلا من خلال القرآن كله بمجموع آياته. فهو يفسر بعضه بعضا، و ما غمض في آية توضحه آية أخرى، و ما أجمل في آية تفصله آية ثانية.
و التشديد لا يجيء في القرآن إلا لضرورة. أما السياق القرآني العام.....؟
فهو العفو و المغفرة و السماحة.
((. هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ. )) [ الحج : 78 ]
((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )) [ النور : 61 ]
و سلوك النبي عليه الصلاة و السلام (( و هو المؤشر إلى التفسير الصحيح للقرآن )) هو الحلم بعينه، لا تزمت و لا تشدد و تنطع، و لا وقوف عند الفهم الحرفي للنصوص. و كمثال: حكاية الرجل الذي جاء يحكي للرسول كيف اختلى بامرأة و نال منها ما يبتغي دون مباشرة. فأطرق النبي – عليه الصلاة و السلام – و لم يعلق و قام للصلاة، فنزلت الآية:
(( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) )) [ هود ]
فنصح الرجل بالصلاة و الإكثار من النوافل، و لم يقم عليه النبي حد الزنا رغم اعترافه، و اعتبر ما حدث من (( اللمم ))، أي الذنوب التي تغفر، و التي تجبرها الصلاة و التوبة.
و يذكرنا هذا بالمسيح – عليه السلام – حينما رفض أن يرجم (( المجدلية )) الزانية، و قال لمن حوله: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !
و لم يشهد المسيح و لا نبينا – عليهما الصلاة و السلام – من بعده ذلك العصر الرديء الذي نعيش فيه، و الذي تدعو فيه أجهزة الإعلام و أغاني الإذاعة و أفلام السينما و تمثيليات التليفزيون – إلى العلاقات الحرة. و الأقمار الفضائية التي تباشر الزنا علنا، و جهارا نهارا، و تغري الشباب بالصورة و الكلمة و الحركة إلى المسارعة في قضاء الشهوات، و إلى التسابق في المتع الحرام !
ماذا يكون موقف الشريعة من هذا العصر الذي شاعت فيه البلوى ؟!!
و ماذا يفعل الشباب. و الزواج بعيد المنال. هل يدخل في جب تحت الأرض ؟!!
و هل شبابنا في هذا الحال جناة، أم مجني عليهم ؟!
و فقه شيوع البلوى له مكان في شريعتنا، عملا بالمبدأ القرآني، حينما كانت الخمر بلاء شائعا في أول الدعوة، فنزلت الآيات مخففة، تعاتب شارب الخمر و لا تغلظ عليه، و تتدرج في التحريم على مراحل. و يذكرنا هذا بالفقيه الإسلامي الذي سألوه أن يقيم حد الخمر على الحاكم التتري – و ذلك بعد إسلامه – فرفض، و آثر تركه في غيبوبة السكر ليكف ظلمه عن الناس، و قال: إن تطبيق الشريعة عليه و امتناعه عن الشرب و عودته إلى وعيه و عافيته، سوف تؤدي إلى منكر أشد، بعودته إلى جبروته و ظلمه.
و في هذا يقول العوام: (( نوم الظالم عبادة )) !
و منذ ذلك اليوم سارت كلمة ذلك الفقيه مثلا. و أصبحت مبدأ مقررا من مبادئ الاجتهاد: له أنصاره. إنه إذا أدى تطبيق الشريعة إلى منكر أشد كان عدم تطبيقها أولى. و أنه لابد من فهم الشريعة الإسلامية في إطار مراد الله بها، و قصده من نزولها، و هو صلاح أمر العباد و ليس شقاءهم. فالله تعالى يقول:
(( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )). و هكذا كان شأن الاجتهاد عند المفسرين الأوائل. و هكذا كان شأن العقل و الفهم و التدبر و التفكر. و لم يظهر التشدد و التحجر و الانغلاق على الألفاظ، إلا مع قرون التخلف و توقف الاجتهاد، و ظهور الدعوات الأصولية التي تزايد على بعضها، و يسابق بعضها بعضا في الغلظة و في الرجم و الجلد.
و ليس في كلامنا تهوين من أمر الشريعة، فهي حبة قلب المسلم و سواد عينيه، و لا يملك المسلم العابد أمام كلمة ربه إلا السمع و الطاعة. و إنما هي الغيرة على الكلمة و قداستها من أن تفهم على غير وجهها، و تستعمل في غير حقها، فتكون ذريعة إلى ظلم بريء. بل نحن أشد حبا للشريعة من الذين يطبقونها في عمى.
و لقد تكاثر دعاة الأصولية الغلاظ، و تنافسوا في القسوة و في مطاردة المسلمين و إرهابهم بالنصوص، حتى نفروهم من دينهم !
و الله يعلم مسبقا ماذا سيكون شأن هذا العصر الذي نعيشه، من شيوع البلوى فيه، و من انتشار الفساد و الفقر و البطالة و الانحلال، و تكالب الأعداء على الإسلام من كل جانب، و هوان حال المسلمين و انقسامهم و تشتتهم و بوارهم.
و كل هذا يكشف عن عمق القرآن و رحابته و تعدد آفاقه، بحيث تغطي آياته التشريعية كل العصور. و يكشف عن روح التسامح و إيثار فهم التشريع على الوجه الأصلح لحياة المسلمين.
و هو يكشف أيضا عن المرونة و عدم الجمود، و رفض الغلظة إلا في ضرورتها القصوى حين يقتل القاتل ظلما و بغيا فيتوجب القصاص. و لهذا اختلف الناس أمام فهم القرآن ، و انعكست نفس كل قارئ في لون تفسيره. فغلاظ القوم لم يشهدوا من القرآن إلا آيات النكال. و الرحماء شهدوا رحابة التشريع، و انفساح آفاق التفسير أمام الفهم الأرحب و الأرحم. و اختلفوا، و الكتاب الذي يقرأونه واحد. و ما اختلفوا بسبب الكتاب بل بسبب نفوسهم ! و هذه مشكلة الحكومات الأصولية و الفرق المتشددة، و مرضى النفوس و مرضى القلوب، و هواة التشفي من كل جنس !
و لقد نزلت الآيات بهذا التلوين لتمتحن القلوب، و لتمتحن النفوس، و لتختبر المعادن. و القرآن هو الشاهد على الكل، و هو الحجة. و لا يصلح القرآن ذريعة لظلم أو جبروت، بل هو قاموس الرحمة بعينه.
و المختلفون من أهل الشقاق و النفاق شهدت أعمالهم على كفرهم. فما اختاروا بغلظتهم القرآن حكما، بل اختاروا نفوسهم، و آثروا رغباتهم الانتقامية، و اتخذوا من القرآن ستارا و ذريعة لقساوتهم !
و صدق الله العظيم في خطابه لرسوله:
(( مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) )) [ طه ]
فالقرآن هو الباب إلى النعيم، و لا يمكن أن يكون بابا للشقاء، و لا بابا لكل هذا الخلاف و الفرقة و الانقسام. و لا بابا لكل هذا الإرهاب و الإجرام و القساوة. و إنما اختلفت النفوس التي تقرأ و تفهم و تفسر.
و لهذا قال ربنا عن قرآنه:
(( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) )) [ البقرة ]
و ما أكثر فساق و مجرمي هذا الزمان، الذين اتخذوا من القرآن ذريعة لإجرامهم و ستارا لإرهابهم ! و هؤلاء هم الذين أضلهم الله بقرآنه. و كشفهم أمام الناس و أمام نفوسهم، و فضح ضلالهم و كفرهم.
و لا مفر من الاختلاف، بحكم اختلاف النفوس و اختلاف الطبائع، قال ربنا عن الناس:
((. وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) )) [ هود ]
و هذا الاختلاف أزلي، من قبل أن تولد النفوس و تجيء إلى الدنيا، و سببه ثبوت وصف تلك النفوس في علم الله من الأزل، و هذا الوصف هو ما أرادته النفوس لنفسها أزلا، و ليس ما أراده الله لها. فالله لا يريد إلا الخير لكل الخلق. و لقد فطر البشر على الحرية و الاختيار، و كانت النتيجة أن اختلفوا حسب أهوائهم.
قال ربنا: (( و لذلك خلقهم )) ليميز الخبيث من الطيب، و لتكون خاتمة كل مخلوق على وفاق نيته.
و كانت العاقبة في النهاية أن امتلأت بهم جهنم، و لم يدخل الجنة إلا القليل، و استلزم الأمر (( الفرز )) و التصنيف، و تفاضل الرتب و المنازل، لأن هذا كان مقتضى العدل، و الله أعدل العادلين.
و كان البديل الآخر أن يستووا عند الله رغم اختلافهم. أن يستوي القاتل و القتيل، و الظالم و المظلوم، و أن يستوي البر و الفاجر، و هو الأمر المحال !
تعالى ربنا عن مثل ذلك العبث علوا كبيرا.
قال ربنا: (( و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )). و معنى ذلك أن داخل الجنة لن يدخلها بعمله وحده بل بفضل الله و رحمته، و تلك هي النسمة الربيعية الجميلة التي تهب من أول صفحة في القرآن إلى آخر صفحة. من أول مفتتح الفاتحة. بسم الله الرحمن الرحيم. إلى آخر كلمة. و الحمد لله رب العالمين بعد أن يتم الحساب. و لقد اختار ربنا لرحمته من استحقها من الخلق. و هو أعلم بقلوب خلقه، و لولا رحمة ربك لهلكنا جميعا.
و بين النار و الجنة ذلك الخيط الرفيع بين المؤتلف و المختلف. بين الذين أسلموا للحق و انسجموا معه في كتيبة الخير، و بين الذين أعرضوا و تفرقوا و اقتتلوا. و ليس بالشعارات و لا بالبطاقات سيكون دخول الجنة ! فما أكثر الذين حملوا شعار لا إله إلا الله و خانوه، و حملوا بطاقة المسلم و لم يسلموا لشيء سوى هوى نفوسهم !
و تظل الوسطية و الاعتدال هي النغمة القرآنية السائدة من أول آياته إلى آخرها. و الذين تطرفوا في الأخذ بالظاهر، و الذين تطرفوا في الأخذ بالباطن – إنما أخذوا من القرآن ما ناسبهم، و لم يأخذوا به كله.
و محمد – عليه الصلاة و السلام – و هو القرآن الحي الذي يمشي على الأرض – ما عرفناه إرهابيا، و لا عرفناه مجذوبا غائبا عن الوعي في سكرة الوجد مثل مجاذيب الطرق الصوفية، إنما عرفناه يقظا متنبها، حاضر الذهن، عقله مع الناس و قلبه مع ربه، يعيش الواقع و يلتحم بالدنيا، و مع ذلك لا يغفل عن خالقه لحظة.
و ذلك هو الصراط المستقيم. لا يمين فيه و لا يسار. بل خط رفيع كالسيف. من أصابه فقد عرف جادة الإسلام. و لهذا جعله الله أسوة لنا جميعا، و اختاره قدوة و مثالا. و أرسله نبيا. و قال له ما لم يقل لرسول:
(( و إنك لعلى خلق عظيم )). و من أخطأ فهو مسلم بقدر اقترابه من هذا الوسط الأمثل، و هو صاحب الأخلاق بقدر حظه من الاعتدال.
و الأخلاق في أصلها هي الأسماء الحسنى لله. الكريم، الحليم، الرحيم، الودود، الرؤوف، الصبور، الشكور، البر، العفو، الغفور، الغفار، الرزاق، الحكم، العدل، النافع، الهادي، الرشيد. فكل هذه أخلاق مثلى. و لله المثل الأعلى. و بقدر ما يحصل العبد من هذه الأخلاق يكون عند الله عبدا ربانيا. و يكون عند الله مسلما حقا.
و في الحديث: (( تخلقوا بأخلاق الله. إن ربي على صراط مستقيم )). و جمعية تلك الأخلاق هي الأصولية الحقيقية في ديانتنا إلى جانب الإسلام لله في كل شيء، و توحيده و تمجيده، و تسبيحه و عبادته و طاعته، و الإيمان بكتبه و رسله و القدر خيره و شره، و الآخرة و البعث و الحساب.
هذه هي الأصولية. و لا دخل لها بإرهاب و لا بتطرف، و لا بمظهرية كاذبة، و لا بشكليات فجة.
و يجمع النبي – عليه الصلاة و السلام – كل هذا في جملة واحدة: (( قل: آمنت بالله ثم استقم )).
فيضع كل مكارم الأخلاق تحت كلمة الاستقامة، و كل مقررات الإسلام في كلمة الإيمان. و ذلك لتأكيد أن الإسلام دين فطرة و بساطة، و ليس فلسفة و حذلقة و تنطعا و جدلا. فالأمر أبسط من كل هذا. بل هو ثلاث كلمات !
و أصحاب النيات السليمة يفهمون هذا ببداهتهم و لا حاجة لهم بجدل و لا بتنطع. و أصحاب النيات الخبيثة. المشكلة فيهم، و ليست في الدين. و بين الاثنين ذلك الخيط الرفيع بين الجنة و النار.
و لذلك قال ربنا في أهل الجنة: (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) – أي عن النار مبعدون –
كان هذا أمرا سبق نزولهم إلى الدنيا و هم مجرد نفوس. و من قبل أن ينزلوا إلى عالم الامتحان و الابتلاء و دنيا أسفل سافلين.
هم إذن أهل الجنة من قديم. و الآخرون أهل النار من قديم. و إنما قضى الله بالامتحان و الابتلاء حتى تنقطع الحجة. و حتى لا يكون لأحد عذر.
و يبقى بعد ذلك السؤال: كيف كنا في ذلك الأزل قبل الخلق ؟ و كيف تفاضلنا ؟ و متى ؟ و أين ؟
أم أنه لا أين، و لا متى في الأزل. حيث لا حيث. و حيث لا مكان و لا زمان ؟! و تلك من أسرار الغيب التي لا يعلمها إلا الله، و لن يكشف عنها الستار إلا بعد الموت و البعث. و العرض مستمر. و القصة ممتدة فصولا. و فيها مصيرنا كله.
ضعوا أيديكم على قلوبكم. فليس الأمر بالهزل !
مقال/ الخيط الرفيع بين الجنة و النار
من كتاب / سواح في دنيا الله
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝