█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ (كوكبة من الجن آتية، أكيد هم عائلة تِرمس النجار الجنيّة. أوسعوا دائرتهم أكثر حول الجثة الممدة على المقبرة. هبطت أشباح الأضواء الزرقاء على علو ذراع من الأرض فارتفعت الجثة لأعلى قليلا ليتمدد تحتها بساط حريري لامع بلون الذهب والفضة يحتويها زرقة شفافة. ارتفع البساط حاملا جثة تِرمس النجار وطار بها وكأنه بساط الريح الحريري، وحوله الجن في الأوشحة اللامعة. البشر على الأرض ينظرون لأعلى يتابعون الجنازة اللامعة السابحة في الفضاء الأسود الشفيف، يسبحون ويهللون لله خالق كل الكائنات وأصل كل المعجزات. جنازة لم تحدث ولم تتخيل من قبل. الجنازة الزرقاء تعبر سماء البلدة ثم سماء البحيرة جنوبا، وتتخطى من علوها مزنق الجبال العالية لتختفي، فيكون هذا هو الذهاب الثاني والأخير لتِرمس النجار، حيث لا عودة بعدها.)) . ❝
❞ أريد أن أخفيك بداخل قلبي أكثر واكثر حتي لا يستطيع أحد أن ينظر إليك أخفيك مثلما تخفي الام صغيرها بداخل حضنها حتي لا يستطيع أي شي يا ذي أريدك أن تعرف أنني لن ولم أسمح لي ايه أحد علي وجه الارض أن يقوم بجرح قلبك صدقني إذا فكر أحد في فعل ذلك لسوف اتحول الي وحش قاتل يدمر كل من فكر أن يقترب من صغيري فوالله انت ابني الذي لا اتحمل أن أراه حزين إذا رأيتك حزين لتمنيت أن يكون باستطاعتي أن امحو هذا الحزن من داخل قلبك وأقوم بوضعه داخل قلبي لا تخاف من ايه شي مادمت انا معك أقسم لك انني سوف اظل انتظرك إلي الحد الذي يجعل الصبر يتعجب من شده الصبر والانتظار الذي سوف انتظره لك حتي تأتي وتاخذنى بعيدا عن البشر تأخذني في عالمنا الخاص معك الي حتي النهاية يامن تعهدت أن ابقا معه منذ البداية 🤞🤞🤞 . ❝
❞ أنا آنسة فى الستين .. عشت حياتى الطويلة المريرة كالكوبرى الممدود عبر ثلاثة أجيال .. لم أعرف الحب .. و لا الزواج .
فى العاشرة كنت أحمل أخى الطفل و أغنى له .. و فى الثلاثين كان الطفل قد كبر و تزوج .. فحملت أطفاله .. و الآن و قد كبر أطفال الأطفال .. و تزوجوا .. و بدأت أستقبل على صدرى الهضيم الضامر .. أبناءهم لأعبر بهم السنين الباقية من حياتى .
أنت لا تعرف معنى أن تعيش على الشاطئ .. و تقضى فى الحرمان ستين عاماً .. و أنت عطشان .. لا يمكن أن تعرف هذا لأنك لم تجربه .. فأنت رجل .
و فى صباى كانوا يقولون إن الرجال خُلِقوا للشارع و المدرسة ، و النساء خُلِقنَ للمطابخ .
و كان أبى المتوسط الحال يحلم بتريبة أولاده فى الجامعة .. و كان ثمن هذا الحلم بعد أن ماتت أمى أن أظل فى البيت لا أبرحه ..أطبخ و أغسل و أمسح البلاط .. لأوفر ثمن خادمة و طاهية و غسالة و أعاون أبى على تحقيق حلمه الكبير .
كنت الثمن الذى دفعه جيلنا من لحمه و دمه .. لتدخلوا الجامعة و تتعلموا .. و تقولوا للعالم .. نحن الرجال .
و قد كنت سعيدة بهذه التضحية .
كنت أماً عذراء لأجيال ثلاثة تربوا على صدرى .
لكنى الأن و قد تغيرَت من حولى الدنيا .. أحس أنى غريبة فى عالم غريب .. عالم ملئ بالثرثرة و الغرور و الحب و الإلحاد و الثورة .
بناتى و صبيانى الذين ربيتهم و منحتهم شبابى و عمرى .. ينظرون إلىَّ كأنهم ينظرون إلى تحفة أو أنتيكة .. و يسخرون منى لأنى لا أفهم الوجودية و السياسة و الحب .. و يضحكون علىّ .
لقد انتهت دولتى .. و مطبخى الصغير إحتله الطاهى .. و لم يبقى لى سوى البكاء فى صمت إلى جوار النافذة .
كنت أطمع فى شئ واحد .. هو التقدير .. و لكن حتى هذا لم أحصل عليه .
كم أنا تَعِسَة . ❝
❞ *˝ويصرخ العقل وينهار من أثر تراكمات كثيرة˝*
في ليلةٍ يسود فيها الظلام، تنهار الفتاة وتصرخ بهستيريا على الشخص الذي يقف بجانبها على شاطئ البحر؛ حتى فقدت عقلها بالكامل نتيجة كتمانها لأشياءَ كثيرة، في تلك اللحظة اجتمعت أفكارها وهاجمت عقلها كالوحش المفترس الذي يُهاجم فريسته ويحصل على تلذذه، ولكن تلك الأفكار قد جعلتها تفقد قوتها العقلية وتبكي بجنون كأنها فقدت كل ثقتها بالآخرين ولا تستطيع تحمل شيء أكثر من هذا، تصرخ وتبوح بمخاوفها حتى فقدت صوتها، تتحدث بصراخ وتقول له: اِذهب، اِذهبوا واتركوني لوحدي أرجوكم!
تتحدث بدون وعي وكأنها ترى كل من آذاها أمامها فتنهار غير مباليةٍ بالذي ينظر إليها بألمٍ، ثم تتفوه بكلماتٍ ودموعٍ تسيل على وجنتيها تحرق قلب من يسمع انهيارها، تُريد أن تعيش ألمها بمفردها لكنه لا يريد تركها، يُحاول تهدئتها واحتضانها من الخلف ليستطيع أن يطبطب على قلبها المحترق بالكتمانِ؛ ليزداد انهيارها وتصرخ بأعلى صوتٍ لديها، يتمزق قلبه إلى أشلاءٍ صغيرة لرؤيتها هٰكذا ولكنه لا يستطيع فعل شيء، تقول له: كل نفسٍ أتنفسه يؤلمني، يجعلني أتألم أكثر!
لترتطم قدماها أرضًا ولا تستطيع الصمود أكثر من ذلك، ثم تقول: أشعر وكأنني لو قفزت إلى البحر، لو قفزت إلى أسفل سوف أرتاح من الضجيج الذي يستحوذ على عقلي وقلبي...
يركض إليها ويحتضن وجهها بكفيه ثم يقول لها: اِهدئي يا عزيزتي، ألم تتجاوزي أكبر من هذه الأشياء من قبل؟ تنظر إليه وتستكين بين أحضانه ثم تقول له: أشعر وكأن الجميع يخدعني حتى نفسي..
فيرق قلبه عليها ويشدد من احتضانها فتلين تقاسيم وجهها ويشعر بثقلها على كتفيه، ينظر إليها لِيجدها نائمة فيقبل جبينها ثم يقول لها: أعدك ألا أترككِ يا عزيزتي، أعدك أن أعوض قلبك عما رآهُ.
ثم يحملها ويسير بها إلى الطريق الذي سيغير حياتها، لتنعم وسط عشقه وتتناسى ما مرت به.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ من داخل فيلا ˝عبد العظيم˝ رجل الأعمال الشهير والذي تقاعد مبكراً بعد تعرضه لحادثٍ منذ عدة سنوات جعله قعيداً وفاقداً للنطق، تجالسه ابنته ˝سهام˝ أمامه تتصفح بعض المواقع الإلكترونية على جهازها النقال؛ فهي مهندسة ديكور تبلغ من العمر أربعين عاماً، عادت من ˝إنجلترا˝ بعد حياة دامت خمسة عشر عاماً، جميلة، وتتسم بالذكاء وبعشقها للعمل، والآن تدير شركة والدها، تجلس وهي منغمسة في التصفح، ولكنْ عيناها تراقبان هاتفها من حين لآخر، تشوب ملامحه بعض تجاعيد القلق، ينظر لها والدها، وماء عينيه يسيل على خديه عاجزاً عن التحدث أو الحركة، نظراته تتحدث عن الألم الذي يعجز عن النطق به، تبادله النظرات، وهي تعلم سر الألم الذي يعتصر داخله.
رن جرس هاتفها، حملته لتجيب سريعاً:
-˝ماذا فعلت؟˝.
أجابها في سعادة عارمة:
-˝غداً سيتم الأمر˝.
لانت ملامحها قليلاً، ثم أجابته:
-˝حسناً، سأكون هناك في الرابعة عصراً˝.
أنهت ˝سهام˝ المكالمة، والابتسامة تتسع بين شدقيها، فقد خف ثقل ما كانت تحمله من قلق داخلها، اقتربت من والدها، مالت نحوه قائلة:
-غداً سننتهي من تلك اللعنة˝ . ❝