[مراجعات] 📘 ❞ حسان بن ثابت لم يكن جباناً ❝ كتاب ــ سليمان بن صالح الخراشي اصدار 1993

التراجم والأعلام - 📖 فيديوهات كتاب ❞ حسان بن ثابت لم يكن جباناً ❝ ــ سليمان بن صالح الخراشي 📖

█ _ سليمان بن صالح الخراشي 1993 حصريا كتاب ❞ حسان ثابت لم يكن جباناً ❝ عن دار طيبة للنشر والتوزيع 2024 جباناً: الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار ينتمي إلى قبيلة الخزرج أهل المدينة كما كان شاعرًا معتبرًا يفد ملوك آل غسان الشام قبل إسلامه ثم أسلم وصار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة توفي أثناء خلافة علي أبي طالب بين عامي 35 و40 هـ حسان الإسلام كانت الجاهلية ميدانًا للنـزاع الأوس والخزرج تكثُر فيها الخصومات والحروب وكان قيس الخطيم وحسان الذي لسان قومه تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين فصارت له الجزيرة العربية شهرةٌ واسعة وقد اتصل بالغساسنة يمدحهم بشعره ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني وقد طابت الحياة ظل النعمة الوارفة الظلال ببلاط الحيرة وعليها النعمان المنذر فحلَّ محلَّ النابغة حين هذا الأخير خلاف مع أن عاد قابوس فتركه مكرهًا أفاد احتكاكه بالملوك معرفةً بشعر المديح وأساليبه ومعرفة الهجاء ومذاهبه ولقد أداؤه الفني شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم واشتمل ألفاظ جزلة قوية وهكذا تمام الأهبة للانتقال محمد نبي الإسلام والمناضَلة دونه بسلاحَي مَدْحِه وهجائه الإسلام لما بلغ الستين عمره وسمع بالإسلام دخل فيه وراح فوره يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة ويدافع والإسلام ويهجو خصومهما قال يومًا للأنصار:«ما يمنع القوم الذين نصروا رسول بسلاحهم ينصروه بألسنتهم ؟!" فقال ثابت: أنا لها وأخذ بطرف لسانه وقال السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بصرى وصنعاء" » ولم وحده غائلة المشركين الشعراء؛ بل يقف جانبه عدد كبير الشعراء صحَّ إسلامهم النبي يثني شعر يحثُّه ذلك ويدعو بمثل: "اللهم أيده بروح القدس" وعطف وقرَّبه منه وقسم الغنائم والعطايا إلا يهجو قريشًا بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما يهجوهم بالأيام هُزِموا ويُعيرهم بالمثالب والأنساب ولو هجاهم والشرك منهم مبلغًا ومما لا شك حسانَ يحظى بمنزلةٍ رفيعةٍ يجلُّه الخلفاء الراشدون ويفرضون العطاء الوقت نفسه فإننا نجد بكر رضي عنه موقفًا خاصًّا الشعر ويبدو انشغاله بالفتوحات وحركة الردَّة تدَع وقتًا يفرغ لتوجيه أو الاستماع إليهم عمر الخطاب يحب خاصةً تكرار للفظ والمعنى روِي كلٍّ الخليفتَين الراشدَين عددٌ الأبيات يؤيده الروح القدس قال وسلم: «"اهجُ فإنه أشد عليهم رشق بالنبل" فأرسل ابن رواحة فقال: "اهجهم" فهجاهم فلم يُرْضِ كعب مالك أرسل فلما حسان: قد آن لكم ترسلوا الأسد الضارب بذنَبه أدلع فجعل يحركه والذي بعثك بالحقَ! لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم : "لا تعجل فإن أبا أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبًا حتى يلخص لك نسبي" فأتاه رجع يا لخص نسبك بالحق!! لأسلنَّك تسل الشعرة العجين قالت عائشة: فسمعت يقول لحسان: "إن روح القدس يزال يؤيدك نافحت ورسوله" وقالت: سمعت يقول: "هجاهم فشفى واشتفى" » شعره اشتهرت مدائحه الغسانيين ومن أشهر وصلنا القصائد لاميته جاء فيها: لله درّ عصابةٍ نادمتهم يوماً بجـِلَّقَ الزمان الأولِ أولاد جفنة حول قبر أبيهمُ قبر مارية الكريم المفضلِ يسقون ورد البريص عليهمُ برَدى يصفّق بالرحيق السلسلِ بـِيضُ الوجوه كريمةُ أحسابهم شمَ الأنوف الطراز الأولِ يغشون تهرّ كلابهم لا يسألون السواد المقبلِ يؤكد الناقدون نظمه افتقر الجزالة وقوة الصياغة كانت ولكنه مقابل يتمتع بقدر الحيوية والرقة والسلاسة ويتوهج آخر بتدفق عاطفي يكشف عما قلبه دفء وحرارة ويتفق النقاد أساليب سلمت الحوشية والأخيلة البدوية ولكن خالطها لين الحضارة ولم تخل بعض الأغراض جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة الفخر والحماسة والدفاع ورسالته ومعارضته وهجومهم ويقول الناقد مصطفى سلام: "لقد غلبت الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته وضرب أمثاله واقتباس الألفاظ الكتاب والسنة وشعائر عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال وأكثر نرى الدعوة توحيد وتنزيهه وتهجين عبادة الأوثان ووصف الشعائر وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب وبعض مدح أصحابه رثاهم " وقال أبو عبيدة: فضل بثلاثة: وشاعر النبوة اليمانيين وقال المبرد الكامل: أعرق قوم فإنهم يعدون ستةً نسق كلهم وهم: سعيد عبد الرحمن حرام حادثة الإفك كان ممن خاض حادثة الإفك فقد روى داود بسند حسنه الألباني عائشة عنها عندما قالت: لما نزل عذري قام المنبر فذكر وتلا أمر بالرجلين وامرأة فضربوا حدهم مسلم أنها تكلموا مسطح وحمنة بينت الروايات تاب ماعدا اعتذر ـ يمدح بما هي له: حصان رزان تزن بريبة وتصبح غرثى لحوم الغوافل حليلة خير الناس دينا ومنصبا نبي الهدى والمكرمات الفواضل عقيلة حي لؤي غالب كرام المساعي مجدها غير زائل مهذبة طيب خيمها وطهرها كل سوء وباطل فإن كنت قلت زعمتم فلا رفعت سوطي إلي أناملي وإن قيل ليس بلائط بها الدهر قول امرئ بي ماحل فكيف وودي حييت ونصرتي لآل زين المحافل النحل لسانه نظرًا لمكانته كشاعر لقي نحل والقصائد يلقه كثير أدت المنافسة والأنصار عهد أمية الصراع القبائل اليمانية (الذين حسان) والقيسية المزيد المختلقة أشار الأولون سلام الجمحي: "وقد حمل يحمل أحد تعاضدت واستبت وضعوا أشعارا كثيرة تنقى " حذف هشام إسحاق خمس عشرة قصيدة منسوبة عشر منها وردت ديوانه ويقدّر الباحثين المعاصرين نسبة الأشعار المنحولة ديوان 60 70% توفي ناهز المائة والعشرين عامًا ورجح المؤرخين زمن معاوية سفيان عام: 50 وعام 54 التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة وهو دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم بزمن يسير حيث حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس يحدث ويقول: يأذن لحديثه ولا ينظر إليه مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل هذه القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية بها حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم متعلّقة الباب تفرّدته الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
حسان بن ثابت لم يكن جباناً
كتاب

حسان بن ثابت لم يكن جباناً

ــ سليمان بن صالح الخراشي

صدر 1993م عن دار طيبة للنشر والتوزيع
حسان بن ثابت لم يكن جباناً
كتاب

حسان بن ثابت لم يكن جباناً

ــ سليمان بن صالح الخراشي

صدر 1993م عن دار طيبة للنشر والتوزيع
عن كتاب حسان بن ثابت لم يكن جباناً:
حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و40 هـ.

حسان بن ثابت قبل الإسلام
كانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنـزاع بين الأوس والخزرج، تكثُر فيها الخصومات والحروب، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج، الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، فصارت له في الجزيرة العربية شهرةٌ واسعة.

وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة، يمدحهم بشعره، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان، وقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارفة الظلال، ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر، فحلَّ محلَّ النابغة، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان، فتركه حسان مكرهًا، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفةً بشعر المديح وأساليبه، ومعرفة بشعر الهجاء ومذاهبه، ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية، وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد نبي الإسلام، والمناضَلة دونه بسلاحَي مَدْحِه وهجائه.

حسان بن ثابت في الإسلام
لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل فيه، وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع عن محمد والإسلام، ويهجو خصومهما.. قال يومًا للأنصار:«ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟!" فقال حسان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال عليه السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء".»

ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء؛ بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صحَّ إسلامهم، وكان النبي يثني على شعر حسان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم أيده بروح القدس"، وعطف عليه وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشًا بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويُعيرهم بالمثالب والأنساب، ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغًا.

ومما لا شك فيه أن حسانَ بن ثابت كان يحظى بمنزلةٍ رفيعةٍ، يجلُّه الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء في الوقت نفسه، فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر- رضي الله عنه- موقفًا خاصًّا من الشعر، ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردَّة لم تدَع له وقتًا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم، في حين نجد أن عمر بن الخطاب يحب الشعر، خاصةً ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى، وقد روِي عن كلٍّ من الخليفتَين الراشدَين عددٌ من الأبيات.

حسان بن ثابت يؤيده الروح القدس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"اهجُ قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل"، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: "اهجهم"، فهجاهم فلم يُرْضِ، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحقَ! لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم.. فقال رسول الله : "لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبًا، حتى يلخص لك نسبي"، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق!! لأسلنَّك منهم كما تسل الشعرة من العجين.. قالت عائشة: فسمعت رسول الله يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، وقالت: سمعت رسول الله يقول: "هجاهم حسان، فشفى واشتفى".»

شعره

اشتهرت مدائحه في الغسانيين قبل الإسلام، ومن أشهر ما وصلنا من تلك القصائد لاميته التي جاء فيها:

لله درّ عصابةٍ نادمتهم يوماً بجـِلَّقَ في الزمان الأولِ
أولاد جفنة حول قبر أبيهمُ قبر ابن مارية الكريم المفضلِ
يسقون من ورد البريص عليهمُ برَدى يصفّق بالرحيق السلسلِ
بـِيضُ الوجوه كريمةُ أحسابهم شمَ الأنوف من الطراز الأولِ
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبلِ

يؤكد الناقدون أن ما نظمه حسان بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية. ولكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة. ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، ولكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم. ويقول الناقد محمد مصطفى سلام: "لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، وأكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول أصحابه أو رثاهم به."

وقال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.

وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.

حادثة الإفك
كان حسان بن ثابت ممن خاض في حادثة الإفك ، فقد روى أبو داود بسند حسنه الألباني أن عائشة رضي الله عنها عندما قالت: لما نزل عذري قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن، فلما نزل من المنبر أمر بالرجلين وامرأة فضربوا حدهم. وكان من بينهم حسان بن ثابت. وقد روى مسلم عن عائشة أنها قالت: وكان الذين تكلموا به مسطح وحمنة وحسان. وقد بينت الروايات أن من خاض في الإفك قد تاب - ماعدا ابن أبي - وقد اعتذر حسان ـ رضي الله عنه ـ عما كان منه. وقال يمدح عائشة بما هي أهل له:

حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
حليلة خير الناس دينا ومنصبا نبي الهدى والمكرمات الفواضل
عقيلة حي من لؤي بن غالب كرام المساعي، مجدها غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها وطهرها من كل سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وإن الذي قد قيل ليس بلائط بها الدهر، بل قول امرئ بي ماحل
فكيف وودي ما حييت ونصرتي لآل نبي الله زين المحافل

النحل على لسانه
نظرًا لمكانته كشاعر الرسول، فقد لقي حسان بن ثابت من نحل الأبيات والقصائد على لسانه ما لم يلقه كثير من الشعراء، كما أدت المنافسة بين قريش والأنصار في عهد بني أمية، ثم الصراع بين القبائل اليمانية (الذين منهم الخزرج قوم حسان) والقيسية إلى المزيد من القصائد المختلقة على لسانه. وقد أشار إلى ذلك النقاد الأولون، يقول ابن سلام الجمحي: "وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد. لما تعاضدت قريش واستبت، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقى." وقد حذف ابن هشام من ابن إسحاق خمس عشرة قصيدة منسوبة إلى حسان، عشر منها قد وردت في ديوانه، ويقدّر أحد الباحثين المعاصرين نسبة الأشعار المنحولة في ديوان حسان بن ثابت بما بين 60 و 70%.

توفي حسان بن ثابت في المدينة ما بين عامي 35 و40 هـ في عهد علي بن أبي طالب عن عمر ناهز المائة والعشرين عامًا. ورجح بعض المؤرخين، أن حسان ابن ثابت: توفي في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان ما بين عام: 50 هـ وعام 54 هـ.
الترتيب:

#7K

1 مشاهدة هذا اليوم

#21K

38 مشاهدة هذا الشهر

#15K

14K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 144.
سليمان بن صالح الخراشي ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
مناقشات ومراجعات
دار طيبة للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية