[مراجعات] 📘 ❞ الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (ماجستير) ❝ بحث أكاديمي ــ سعود بن عبد العزيز بن محمد العريفي اصدار 1998

كتب التوحيد والعقيدة - 📖 فيديوهات بحث أكاديمي ❞ الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (ماجستير) ❝ ــ سعود بن عبد العزيز بن محمد العريفي 📖

█ _ سعود بن عبد العزيز محمد العريفي 1998 حصريا بحث أكاديمي ❞ الأدلة العقلية النقلية أصول الاعتقاد (ماجستير) ❝ عن دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع 2025 (ماجستير): الله تعالى قد فطَر الخلائق كلَّها عبادته والاستسلام لأمره؛ قال : ﴿ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ قَانِتُونَ ﴾ [البقرة: 116] وإنَّ من أعظم مظاهر عبادتها لفاطرها دَلالتها عليه وشهادتها بربوبيَّته وكَماله بما ظهَر فيها آثار صِفاته وأفعاله وكان حِكمة البالغة أنْ خَصَّ بعض خلقه بالابتلاء وحمَّلهم أمانةَ الاختيار لتظهر فيهم آثارُ بحسب ما يصيرُ إليه حالهم الإيمان وملازمة الفطرة الأولى أو معاندتها بالكفران وبنو آدم هذا الفريق المختص بالابتلاء؛ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ [التغابن: 2] وقال: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان: 2 3] لذلك تخلَّفَ بعضهم السجود لله حين سجدت له؛ كما سبحانه أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ مَنْ وَمَنْ الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ [الحج: 18] ثم إنَّ رحمةً منه بهؤلاء المتخلِّفين لربهم المُعانِدين لفِطَرِهم وفاطِرهم أنزل الكتب وأرسل الرسل؛ إعذارًا لهم وإقامةً للحجَّة عليهم روى مسلم بسنده عبدالله مسعودٍ رضي عنه يرفعه: (( وليس أحدٌ أحبَّ العذرُ أجل ذلك أنزَلَ الكُتب الرُّسل)) فوظيفة الرُّسل السلام إنما هي ردُّ الناس إلى فِطَرِهم وبَيان يلزَمُهم مُقتَضياتها؛ توحيد فاطرهم واتِّباع أمره ونهيه ومن ورحمته أيَّد أنبياءَه ورسله بالآيات والبراهين وعزَّزَ دعوتهم بالحُجَجِ والدَّلائل التي شأنها تزيح الفِطَرِ حُجُبَ الشبهات وتنفي القلوب خَبَثَ الشهوات وتستنفذ العقول الظُّلمات بإذن وكان أولاً جعل مخلوقاته الدلالة خالقها وشَهادتها وألوهيَّته وكماله وحكمته وفي برهان الأنبياء يدعون التوحيد والإيمان بالبعث ثم خصَّ به الآيات القوليَّة والحسيَّة الدالَّة صِدق نبوَّتهم وجميع هذه والحُجَج بمثابة الإيقاظ والتذكير للفِطَرِ عرفَتْه قبلُ وغفلَتْ بعدُ نسيَتْه بسبب اجتيال الشياطين ولَمَّا كانت رسالة صلَّى وسلَّم آخِرَ الرِّسالات وخاتمتها وحُجَّة عباده يوم الدِّين كان لها النصيبُ الأوفى والحظُّ الأوفر وفقًا لسنَّة تيسير أسباب الشيء حاجة العِباد وفضلاً حكمة تكون آياتها باقيةً مستمرَّة غير مقيَّدة بزمنٍ مُحدَّد موافقة لاستمراريَّة الرسالة؛ ليقفَ عليها كلُّ طالبٍ للحق وساطة وذلك أبلَغُ قيام الحجَّة كما أنَّه حِكمته جعَلَها معلومةً بالطريق نفسه الذي يُعلَم شَرعُه؛ لتكون أوصَلَ الالتزام بمقتضاها عبادة فلا تقف عند مجرَّد الإيصال المعرفة وهذا ممَّا خصَّت الرسالة الخاتمة؛ بجعْل براهينها الكبرى كامنةً فيما أُوحِي نبيِّها البخاري أبي هريرة رضِي قال: رسول ((ما نبيٌّ إلا وأُعطِي مثله آمَن البشر وإنما أُوتِيته وحيًا أوحاه إليَّ فأرجو أكون أكثرَهم تابعًا القيامة))[2] فبيَّن أنَّ بُرهانه الأعظم اختصَّ بين هو الوحي وأنَّ شأن يُهدَى أكثر غيره آيات النبوَّة؛ لقوَّة حجَّته وظُهور سُلطانه وقد أنكَرَ مَن طلب نبيِّه عدمَ اكتفائهم بالقُرآن؛ فقال: وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ آيَاتٌ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [العنكبوت: 50 52] فدلَّ أراد الإيمانَ ولم يردَّه سوى الدليل والبُرهان لا التعصُّب الهوى القرآن كافٍ غايةَ الكفاية وأنَّه رجاءَ لأحدٍ بعده الإيمان؛ تِلْكَ آيَاتُ نَتْلُوهَا بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ وَآيَاتِهِ [الجاثية: 6] وأنَّ نِعَمِ أمَّة كمالَ وتمامَه ورِضاه له الإسلام دِينًا وحِفظَه القيامة سَعادة المرء الدارَيْن تحصل بصحَّة إيمانيَّة ورسوخه قلبه ولا يكون بوضوح الدَّواعي الحُجَجِ والبَراهِين فقد أتَمَّ النعمة ببيان يضطرُّ الخلق معرفته؛ العلم المفصَّل بخالقهم وبالكون حولهم والحكمة خلقهم منتهى يصيرون وغير ومسائله وما يترتَّب الواجبات آياته المشتمِلَة البراهين القاطعة والدلائل اليقينيَّة سائر أثبتَتْه الرُّسُل مسائل وأصول دعوا اعتقادها والعمل ورتَّبوا الفلاحَ والسعادة الدُّنيا والآخِرة وما مسألةٍ أثبتَها الشرع يمكن الاحتجاج عقلاً وقد جاء دليلُها العقلي النقل عَلِمَ عَلِمَه وجَهِلَه جَهِلَه فبيان الرسول للاعتقاد مقتصرٍ بَيان المسائل بل شاملٌ لتقرير الدلائل وتكميل لدِينه للمسائل وكذلك تبليغ للرسالة وعلى فالابتداع باب كالابتداع سواء بسواء ولقد أخطأ كثيرٌ المتكلِّمين خطأً فادِحًا وضلُّوا ضَلالاً مُبينًا نظَرُوا نصوص أنها دلائل سمعيَّة يصحُّ بها والإفادة منها تقرير بعد إثبات النبوَّة واستقرار أمر وراحوا يستَجدُون والحجج لدِينهم المناهج الفلسفيَّة والطرق الكلاميَّة والأقيسة المنطقيَّة فتحَتْ النَّظرة الخاطئة بابًا عظيمًا للابتداع ومن ثَمَّ يُفتَح لو أنهم قدروا الإلهي حقَّ قدره تكمن أهمية الكتاب أن القضايا العقدية لدينا مبنية أسس عقلية متينة متضمن لتلك الأسس أكمل وجه وقراءة لدى القارئ حصيلة عقبة أمام الدعاوى يروج خلالها الفكر الإلحادي كتب والعقيدة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه العقيده يحتوي علي العديد المتميزة المجال ويشمل القسم جميع والعقيده والتَّوحِيد : هو لُغةً جعلُ الشيءِ واحدًا غيرَ متعدِّد اصطلاح المُسلمين بأنَّ واحدٌ ذاته وصفاته شريكَ مُلكه وتدبيره وأنّه وحدَه المستحقّ للعبادة تُصرَف لغيره ويُعتبر التَّوحيد المسلمين محور العقيدة الإسلاميّة الدِّين كلّه حيثُ ورد القرآن: «وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلِكَ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ فَاعْبُدُونِ» والتَّوحيد يشكِّل نصف الشهادتين ينطق الدخول يُعتَبر الأساس يُبنى باقي المعتقدات التوحيد الكريم جدًّا إنه تخلو سورة سور صفحة صفحاته ذِكر صفات وأسمائه فتجده مرة يُذكِّر مختلف موضوعاته؛ وعبادة وتشريع مقام ونَهيه ووعْده ووعيده وقَصصه وأمثاله[7] جمع جملة الصفات الإخلاص وآية الكرسي وآخر الحشر فقال اللَّهُ إِلَّا الْحَيُّ الْقَيُّومُ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ السَّمَوَاتِ وَمَا ذَا يَشْفَعُ عِنْدَهُ بِإِذْنِهِ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ خَلْفَهُمْ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ عِلْمِهِ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ وَالْأَرْضَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ 255]

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (ماجستير)
بحث أكاديمي

الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (ماجستير)

ــ سعود بن عبد العزيز بن محمد العريفي

صدر 1998م عن دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (ماجستير)
بحث أكاديمي

الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (ماجستير)

ــ سعود بن عبد العزيز بن محمد العريفي

صدر 1998م عن دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
حول
سعود بن عبد العزيز بن محمد العريفي ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن بحث أكاديمي الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (ماجستير):
الله - تعالى - قد فطَر الخلائق كلَّها على عبادته والاستسلام لأمره؛ قال - تعالى -: ﴿ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾ [البقرة: 116].

وإنَّ من أعظم مظاهر عبادتها لفاطرها دَلالتها عليه، وشهادتها بربوبيَّته وكَماله، بما ظهَر فيها من آثار صِفاته وأفعاله.

وكان من حِكمة الله - تعالى - البالغة أنْ خَصَّ بعض خلقه بالابتلاء، وحمَّلهم أمانةَ الاختيار لتظهر فيهم آثارُ صِفاته بحسب ما يصيرُ إليه حالهم من الإيمان وملازمة الفطرة الأولى، أو معاندتها بالكفران.

وبنو آدم من هذا الفريق المختص بالابتلاء؛ قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ﴾ [التغابن: 2]، وقال: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 2 - 3].

لذلك تخلَّفَ بعضهم عن السجود لله - تعالى - حين سجدت الخلائق له؛ كما قال - سبحانه -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحج: 18].

ثم إنَّ الله - تعالى - رحمةً منه بهؤلاء المتخلِّفين عن السجود لربهم، المُعانِدين لفِطَرِهم وفاطِرهم - أنزل الكتب، وأرسل الرسل؛ إعذارًا لهم، وإقامةً للحجَّة عليهم.

روى مسلم بسنده عن عبدالله بن مسعودٍ - رضي الله عنه - يرفعه: ((... وليس أحدٌ أحبَّ إليه العذرُ من الله، من أجل ذلك أنزَلَ الكُتب، وأرسل الرُّسل)).

فوظيفة الرُّسل - عليهم السلام - إنما هي ردُّ الناس إلى فِطَرِهم، وبَيان ما يلزَمُهم من مُقتَضياتها؛ من توحيد فاطرهم، واتِّباع أمره ونهيه.

ومن حِكمة الله - سبحانه - ورحمته أنْ أيَّد أنبياءَه ورسله بالآيات والبراهين، وعزَّزَ دعوتهم بالحُجَجِ والدَّلائل التي من شأنها أنْ تزيح عن الفِطَرِ حُجُبَ الشبهات، وتنفي عن القلوب خَبَثَ الشهوات، وتستنفذ العقول من الظُّلمات - بإذن الله - وكان ذلك أولاً بما جعل في مخلوقاته من الدلالة على خالقها، وشَهادتها بربوبيَّته وألوهيَّته، وكماله وحكمته - وفي ذلك برهان الأنبياء على ما يدعون إليه من التوحيد، والإيمان بالبعث - ثم بما خصَّ به أنبياءَه من الآيات القوليَّة والحسيَّة، الدالَّة على صِدق نبوَّتهم.

وجميع هذه الآيات والبراهين والحُجَج إنما هي بمثابة الإيقاظ والتذكير للفِطَرِ، بما عرفَتْه من قبلُ، وغفلَتْ عنه بعدُ، أو نسيَتْه بسبب اجتيال الشياطين.

ولَمَّا كانت رسالة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - آخِرَ الرِّسالات وخاتمتها، وحُجَّة الله على عباده إلى يوم الدِّين - كان لها من الآيات والبراهين النصيبُ الأوفى، والحظُّ الأوفر، وفقًا لسنَّة الله - تعالى - في تيسير أسباب الشيء بحسب حاجة العِباد إليه، رحمةً منه وفضلاً.

وكان من حكمة الله - تعالى - أنْ تكون آياتها باقيةً مستمرَّة، غير مقيَّدة بزمنٍ مُحدَّد، موافقة لاستمراريَّة الرسالة؛ ليقفَ عليها كلُّ طالبٍ للحق، من غير وساطة، وذلك أبلَغُ في قيام الحجَّة عليه.

كما أنَّه من حِكمته - سبحانه - جعَلَها معلومةً بالطريق نفسه الذي يُعلَم به شَرعُه؛ لتكون أوصَلَ إلى الالتزام بمقتضاها من عبادة الله، فلا تقف عند مجرَّد الإيصال إلى المعرفة، وهذا ممَّا خصَّت به الرسالة الخاتمة؛ وذلك بجعْل براهينها الكبرى كامنةً فيما أُوحِي إلى نبيِّها.

روى البخاري بسنده عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من الأنبياء نبيٌّ إلا وأُعطِي من الآيات ما مثله آمَن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتِيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أنْ أكون أكثرَهم تابعًا يوم القيامة))[2].

فبيَّن أنَّ بُرهانه الأعظم، الذي اختصَّ به من بين الأنبياء هو هذا الوحي، وأنَّ من شأن ذلك أنْ يُهدَى به أكثر من غيره من آيات النبوَّة؛ لقوَّة حجَّته، وظُهور سُلطانه.

وقد أنكَرَ الله - سبحانه - على مَن طلب الآيات على صِدق نبيِّه عدمَ اكتفائهم بالقُرآن؛ فقال: ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [العنكبوت: 50 - 52].

فدلَّ ذلك على أنَّ مَن أراد الإيمانَ، ولم يردَّه عنه سوى طلب الدليل والبُرهان، لا التعصُّب أو الهوى، أنَّ القرآن كافٍ في ذلك غايةَ الكفاية، وأنَّه لا رجاءَ لأحدٍ بعده في الإيمان؛ قال - تعالى -: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الجاثية: 6].

وأنَّ من أعظم نِعَمِ الله - تعالى - على أمَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - كمالَ الدِّين وتمامَه، ورِضاه له الإسلام دِينًا، وحِفظَه لها إلى يوم القيامة.

ولَمَّا كانت سَعادة المرء في الدارَيْن لا تحصل إلا بصحَّة إيمانيَّة، ورسوخه في قلبه، ولا يكون ذلك إلا بوضوح الدَّواعي إليه من الحُجَجِ والبَراهِين - فقد أتَمَّ الله النعمة ببيان ما يضطرُّ الخلق إلى معرفته؛ من العلم المفصَّل بخالقهم، وبالكون من حولهم، والحكمة من خلقهم، منتهى ما يصيرون إليه، وغير ذلك من أصول الاعتقاد ومسائله، وما يترتَّب عليها من الواجبات، وذلك في آياته القوليَّة المشتمِلَة على البراهين القاطعة والدلائل اليقينيَّة، على سائر ما أثبتَتْه الرُّسُل من مسائل وأصول دعوا الناس إلى اعتقادها والعمل بمقتضاها، ورتَّبوا على ذلك الفلاحَ والسعادة في الدُّنيا والآخِرة.

وما من مسألةٍ أثبتَها الشرع يمكن الاحتجاج لها عقلاً إلا وقد جاء دليلُها العقلي في النقل، عَلِمَ ذلك مَن عَلِمَه وجَهِلَه مَن جَهِلَه، فبيان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - للاعتقاد غير مقتصرٍ على بَيان المسائل، بل هو شاملٌ لتقرير الدلائل، وتكميل الله - تعالى - لدِينه شاملٌ للمسائل والدلائل، وكذلك تبليغ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - للرسالة شاملٌ للمسائل والدلائل.

وعلى هذا فالابتداع في باب الدلائل كالابتداع في باب المسائل سواء بسواء.

ولقد أخطأ كثيرٌ من المتكلِّمين خطأً فادِحًا، وضلُّوا ضَلالاً مُبينًا، حين نظَرُوا إلى نصوص الوحي على أنها دلائل سمعيَّة، لا يصحُّ الاحتجاج بها والإفادة منها في تقرير الدلائل إلا بعد إثبات النبوَّة، واستقرار أمر الرسالة، وراحوا يستَجدُون البراهين والحجج لدِينهم من المناهج الفلسفيَّة، والطرق الكلاميَّة، والأقيسة المنطقيَّة.

ولقد فتحَتْ هذه النَّظرة الكلاميَّة الخاطئة إلى نصوص الوحي بابًا عظيمًا للابتداع في الدلائل ومن ثَمَّ في المسائل، ما كان له أنْ يُفتَح لو أنهم قدروا الوحي الإلهي حقَّ قدره.

تكمن أهمية هذا الكتاب في إثبات أن القضايا العقدية لدينا مبنية على أسس عقلية متينة، وفي إثبات أن القرآن متضمن لتلك الأسس على أكمل وجه.

وقراءة هذا الكتاب تكون لدى القارئ حصيلة عقلية تقف عقبة أمام بعض الدعاوى التي يروج من خلالها الفكر الإلحادي.
الترتيب:

#152

0 مشاهدة هذا اليوم

#42K

0 مشاهدة هذا الشهر

#37K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 620.