❞❝
❞ مرجعًا في أدب السيرة النبوية، وُلِد محفوظ قبل السحار بعامين في 1911، وتُوفِيَ السحار قبل محفوظ بما يزيد على ثلاثة عقود في 1974، عرف السحار أن محفوظ يدور بقصصه الفائزة بجوائز الدولة على الناشرين، فلا يصادف جدوى باعتباره ليس بعد من المشهورين، فزاد الأمر من إصرار السحار على تأسيس دار نشر، تهتم أول ما تهتم بإبداع المغمورين من شباب الأدباء، حتى أخذ السحار ˝الناشر˝ بيد محفوظ ˝الأديب˝ وهما بعد نحو الثلاثين من العمر في 1943، ليصبح ناشره الأشهر طوال مسيرة محفوظ الإبداعية، صحبة إنسانية ومهنية ملفتة امتدت 35 عامًا، يتوقف بنا مؤلف الكتاب الروائي سامح الجباس عند أهم محطاتها، فلا تخلو رحلة القارئ معه من أسرار روائية شيقة وتستحق التأمل . ❝
❞ يقول إدريس: «هناك ألف طريقة للفّ الحكايات والمرور عليها -خصوصًا إذا كانت تَمُتُّ إلى عالم الممنوعات- مرور الكرام... ولكن ما كان يذهلني ويعجبني في حواديت جدتي تلك أنها كانت في مرحلة تخطت فيها حدود العيب وما يصح وما لا يصح من أخلاق وعادات الطبقة الريفية الوسطى، كانت قد وصلت إلى سن النضج، بل جاوزته إلى ما بعد النضج. تتحدث معي عن كل شيء بصراحة لم أعهدها في حديث الكبار معي، أولئك الذين يعاملونني كـ(عيل) لا يصح أن يعرف الحقيقة... الحقيقة عن بعض الأشياء، خصوصًا الأشياء الممنوع على الصغار أن يعرفوها، فالأب المباشر أو الأم المباشرة يخشيان على ابنتهما أو ابنهما أن يعرف أي شيء عن الجنس مثلًا، جنسه أو الجنس الآخر، فتلك طلاسم لا بد أن تبقى طلاسم إلى أن يعرفها الإنسان بنفسه حين يكبر، وعليه أن يسعى هو لمعرفتها من زملائه وأصدقائه أو بأي طريقة أخرى بعيدًا من المعرفة المباشرة من فم الأب أو الأم... والنتيجة أننا نتعلم ما العيب ولماذا هو عيب، وما الصواب، وما الممنوع، من مصادر جاهلة مشتتة أو من زملاء وأصدقاء، لم يدركوا هذه الأشياء هم الآخرون من آبائهم وأمهاتهم وإنما بالسماع أو التهويش أو التهويل أو الادّعاء أدركوها» . ❝
❞ هذا الكتاب الذي اتخذ شكل حوار مطول أجراه الصحفي النابه مصطفى حمدي مع واحدٍ من أصحاب التجارب الرفيعة؛ رفيعة المقام فعلًا، وعالية القيمة في تاريخنا الموسيقي المعاصر؛ هو لم يُكتب كمذكراتٍ في الأساس، إنما استطاع مؤلفه بذكاء وحنكة أن يحيل المادة المهمة التي تجمعت تحت يديه من جراء المقابلات والأحاديث والحوارات التي جمعته بالموسيقار العبقري هاني شنودة إلى ما أسماه مذكرات هاني شنودة؛ رتبها وأعاد صياغتها في إطارٍ محكم منظم يقوم فيه بدور الراوي المعلق، ثم يتيح الفرصة كاملة لصاحب المذكرات أن يتحدث ويفصح ويحلل ويروي ويفضفض بصوته الخالص ونبراته الخاصة وتعبيراته المدهشة.
استطاع بأمانة ودقة أن يستخلص منها مراحل ومحطات رئيسية في مسيرة حياته الحافلة والعامرة؛ توقف عند الشخصيات الملهمة والمكتشفة على يديه، حلَّل بذكاء ووعي النقلات الفنية والمراحل التطورية في مسيرة الموسيقار الموهوب؛ تلحينا وتوزيعا، عزفا وغناء، موسيقى تصويرية، وتتراتٍ درامية وسينمائية وبرامجية.. كما حدد بدقة مجالات إسهاماته التلحينية، وعطاءاته التجديدية؛ واكتشافاته للأصوات التي بقيت وستبقى شاهدة على نقاء الحس وصدق البصيرة وإشعاع الموهبة . ❝