تكملة هديه ﷺ في الحج وقف ﷺ في موقفه ، وأعلم الناس أن... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ تكملة هديه ﷺ الحج وقف موقفه وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف ثم سار مِن مُزْدَلِفَةَ مُرْدِفَاً للفضل بن عباس وهو يلبي مسيره وانطلق أسامة زيد رجليه سُباقِ قُريش وفي طريقه ذلك أمر ابن يَلْقُط له حَصى الجمار سبع حصياتٍ ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة كما يفعلُ لا علم عنده ولا التقطها بالليل فالتقط حصيات مِنْ حَصَى الخَذْفِ فجعل يَنْفُضُهُنَّ كَفِّهِ ويَقُولُ ( بأمثال هؤلاء فارموا وإيَّاكُم والغُلُو الدين فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الغُلُوُّ عَرَضَتْ امرأةٌ خَثعَمَ جَمِيلة فسألته عن عَنْ أَبِيهَا وَكَانَ شَيْخاً كَبِيراً يَسْتَمْسِكُ عَلَى الرَّحِلَةِ فَأَمَرَهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهُ وجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَهُ وَجْهِهِ وَصَرفَهُ إلى الشق الآخَرِ وكان وَسِيماً فَقِيلَ : صَرَف وجْهَهُ نَظَرِهَا وقيل صَرَفَهُ نَظَرِهِ وَالصَّوابُ إِنَّهُ فَعَلَهُ للأمَرْين فإنه القصة جعل إليها وسأله آخر هنالك أمِّه فقال إِنَّهَا كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج وقف ﷺ في موقفه ، وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف ، ثم سار مِن مُزْدَلِفَةَ مُرْدِفَاً للفضل بن عباس وهو يلبي في مسيره ، وانطلق أسامة بن زيد على رجليه في سُباقِ قُريش ، وفي طريقه ذلك أمر ابن عباس أن يَلْقُط له حَصى الجمار ، سبع حصياتٍ ، ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة كما يفعلُ من لا علم عنده ، ولا التقطها بالليل ، فالتقط له سبع حصيات مِنْ حَصَى الخَذْفِ ، فجعل يَنْفُضُهُنَّ في كَفِّهِ ويَقُولُ ( بأمثال هؤلاء فارموا ، وإيَّاكُم والغُلُو في الدين ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الغُلُوُّ في الدين ، وفي طريقه تلك ، عَرَضَتْ له امرأةٌ مِن خَثعَمَ جَمِيلة ، فسألته عن الحج عَنْ أَبِيهَا وَكَانَ شَيْخاً كَبِيراً لا يَسْتَمْسِكُ عَلَى الرَّحِلَةِ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهُ ، وجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَصَرفَهُ إلى الشق الآخَرِ ، وكان الفَضْلُ وَسِيماً ، فَقِيلَ : صَرَف وجْهَهُ عَنْ نَظَرِهَا إِلَيْهِ ، وقيل : صَرَفَهُ عَنْ نَظَرِهِ إِلَيْهَا ، وَالصَّوابُ : إِنَّهُ فَعَلَهُ للأمَرْين ، فإنه في القصة جعل يَنْظُرُ إليها وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وسأله آخر هنالك عن أمِّه ، فقال : إِنَّهَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ ، فَإِن حَمَلْتُها لَمْ تَسْتَمْسِكُ ، وَإِنْ رَبَطْتُها خَشِيتُ انَ أَقْتُلَها ، فَقَالَ ( أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : فَحُجَّ عَنْ أُمِّكَ) ، فلما أتى بَطْنَ مُحَسرِ ، حَرَّك ناقته وأسرع السير ، وهذه كانت عادته ﷺ في المواضع التي نزل فيها بأسُ اللَّهِ بأعدائه ، فإن هُنالِكَ أصابَ أصحاب الفيل ما قص الله علينا ، ولذلك سُمِّي ذلك الوادي وادي مُحَسِّر ، لأن الفيل حَسَرَ فيه ، أي : أعيى ، وانقطع عن الذهاب إلى مكة ، وكذلك فعل في سلوكه الحِجْرَ دِيار ثمود ، فإنه تقنع بثوبه ، وأسرع السير ، وسلك ﷺ الطريق الوسطى بين الطريقين ، وهي التي تخرج على الجمرة الكبرى ، حتى أتى منى ، فأتى جمرة العقبة ، فوقف في أسفل الوادي ، وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة وهو على راحلته ، فرماها راكباً بعد طلوع الشمس ، واحدة بعد واحدة ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حصاة ، وحينئذ قطع التلبية ، وكان ﷺ في مسيره ذلك يُلبي حتى شرع في الرمي ، ورمى بلال وأسامة معه ، أحدهما أخذ بخطام ناقته ، والآخر يُظلله بثوبه من الحر. ❝
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج وقف ﷺ في موقفه ، وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف ، ثم سار مِن مُزْدَلِفَةَ مُرْدِفَاً للفضل بن عباس وهو يلبي في مسيره ، وانطلق أسامة بن زيد على رجليه في سُباقِ قُريش ، وفي طريقه ذلك أمر ابن عباس أن يَلْقُط له حَصى الجمار ، سبع حصياتٍ ، ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة كما يفعلُ من لا علم عنده ، ولا التقطها بالليل ، فالتقط له سبع حصيات مِنْ حَصَى الخَذْفِ ، فجعل يَنْفُضُهُنَّ في كَفِّهِ ويَقُولُ ( بأمثال هؤلاء فارموا ، وإيَّاكُم والغُلُو في الدين ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الغُلُوُّ في الدين ، وفي طريقه تلك ، عَرَضَتْ له امرأةٌ مِن خَثعَمَ جَمِيلة ، فسألته عن الحج عَنْ أَبِيهَا وَكَانَ شَيْخاً كَبِيراً لا يَسْتَمْسِكُ عَلَى الرَّحِلَةِ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهُ ، وجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَصَرفَهُ إلى الشق الآخَرِ ، وكان الفَضْلُ وَسِيماً ، فَقِيلَ : صَرَف وجْهَهُ عَنْ نَظَرِهَا إِلَيْهِ ، وقيل : صَرَفَهُ عَنْ نَظَرِهِ إِلَيْهَا ، وَالصَّوابُ : إِنَّهُ فَعَلَهُ للأمَرْين ، فإنه في القصة جعل يَنْظُرُ إليها وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وسأله آخر هنالك عن أمِّه ، فقال : إِنَّهَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ ، فَإِن حَمَلْتُها لَمْ تَسْتَمْسِكُ ، وَإِنْ رَبَطْتُها خَشِيتُ انَ أَقْتُلَها ، فَقَالَ ( أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : فَحُجَّ عَنْ أُمِّكَ) ، فلما أتى بَطْنَ مُحَسرِ ، حَرَّك ناقته وأسرع السير ، وهذه كانت عادته ﷺ في المواضع التي نزل فيها بأسُ اللَّهِ بأعدائه ، فإن هُنالِكَ أصابَ أصحاب الفيل ما قص الله علينا ، ولذلك سُمِّي ذلك الوادي وادي مُحَسِّر ، لأن الفيل حَسَرَ فيه ، أي : أعيى ، وانقطع عن الذهاب إلى مكة ، وكذلك فعل في سلوكه الحِجْرَ دِيار ثمود ، فإنه تقنع بثوبه ، وأسرع السير ، وسلك ﷺ الطريق الوسطى بين الطريقين ، وهي التي تخرج على الجمرة الكبرى ، حتى أتى منى ، فأتى جمرة العقبة ، فوقف في أسفل الوادي ، وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة وهو على راحلته ، فرماها راكباً بعد طلوع الشمس ، واحدة بعد واحدة ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حصاة ، وحينئذ قطع التلبية ، وكان ﷺ في مسيره ذلك يُلبي حتى شرع في الرمي ، ورمى بلال وأسامة معه ، أحدهما أخذ بخطام ناقته ، والآخر يُظلله بثوبه من الحر. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج وقف ﷺ في موقفه ، وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف ، ثم سار مِن مُزْدَلِفَةَ مُرْدِفَاً للفضل بن عباس وهو يلبي في مسيره ، وانطلق أسامة بن زيد على رجليه في سُباقِ قُريش ، وفي طريقه ذلك أمر ابن عباس أن يَلْقُط له حَصى الجمار ، سبع حصياتٍ ، ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة كما يفعلُ من لا علم عنده ، ولا التقطها بالليل ، فالتقط له سبع حصيات مِنْ حَصَى الخَذْفِ ، فجعل يَنْفُضُهُنَّ في كَفِّهِ ويَقُولُ ( بأمثال هؤلاء فارموا ، وإيَّاكُم والغُلُو في الدين ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الغُلُوُّ في الدين ، وفي طريقه تلك ، عَرَضَتْ له امرأةٌ مِن خَثعَمَ جَمِيلة ، فسألته عن الحج عَنْ أَبِيهَا وَكَانَ شَيْخاً كَبِيراً لا يَسْتَمْسِكُ عَلَى الرَّحِلَةِ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهُ ، وجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَصَرفَهُ إلى الشق الآخَرِ ، وكان الفَضْلُ وَسِيماً ، فَقِيلَ : صَرَف وجْهَهُ عَنْ نَظَرِهَا إِلَيْهِ ، وقيل : صَرَفَهُ عَنْ نَظَرِهِ إِلَيْهَا ، وَالصَّوابُ : إِنَّهُ فَعَلَهُ للأمَرْين ، فإنه في القصة جعل يَنْظُرُ إليها وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وسأله آخر هنالك عن أمِّه ، فقال : إِنَّهَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ ، فَإِن حَمَلْتُها لَمْ تَسْتَمْسِكُ ، وَإِنْ رَبَطْتُها خَشِيتُ انَ أَقْتُلَها ، فَقَالَ ( أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : فَحُجَّ عَنْ أُمِّكَ) ، فلما أتى بَطْنَ مُحَسرِ ، حَرَّك ناقته وأسرع السير ، وهذه كانت عادته ﷺ في المواضع التي نزل فيها بأسُ اللَّهِ بأعدائه ، فإن هُنالِكَ أصابَ أصحاب الفيل ما قص الله علينا ، ولذلك سُمِّي ذلك الوادي وادي مُحَسِّر ، لأن الفيل حَسَرَ فيه ، أي : أعيى ، وانقطع عن الذهاب إلى مكة ، وكذلك فعل في سلوكه الحِجْرَ دِيار ثمود ، فإنه تقنع بثوبه ، وأسرع السير ، وسلك ﷺ الطريق الوسطى بين الطريقين ، وهي التي تخرج على الجمرة الكبرى ، حتى أتى منى ، فأتى جمرة العقبة ، فوقف في أسفل الوادي ، وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة وهو على راحلته ، فرماها راكباً بعد طلوع الشمس ، واحدة بعد واحدة ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حصاة ، وحينئذ قطع التلبية ، وكان ﷺ في مسيره ذلك يُلبي حتى شرع في الرمي ، ورمى بلال وأسامة معه ، أحدهما أخذ بخطام ناقته ، والآخر يُظلله بثوبه من الحر. ❝
❞ وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ، وتضرَّعُوا إليهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ { أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرعب } ، وأوحى الله إلى رسوله ﷺ { ان مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ } ، وبات رسول الله ﷺ يصلي إلى جذع شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها ، واصطف الفريقان ، فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ، أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا ، فأبى ذلك أبو جهل ، وجرى بينه وبين عتبة كلام ، وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دَمَ أخيه عمرو ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعَمْراه ، فحمي القوم ، ونشبتِ الحرب ، وعَدَّلَ رسول الله ﷺ الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله ﷺ ، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، يطلبون المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة الأنصار : عبد الله بن رواحة ، وعوف ، ومُعَوِّذ ، ابنا عفراء ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، قالوا : أكفاء كرام ، وإنما نُريد بني عمنا ، فبرز إليهم علي وعُبيدة بن الحارث وحمزة ، فقَتل علي قِرْنَه الوليد ، وقَتل حمزة قرنه عتبة ، وقيل : شيبة ، واختلف عُبيدة وقِرنه ضربتين ، فكَرَّ علي وحمزة على قِرن عبيدة ، فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنَا حتى مات بالصَّفْراءِ ، ثم حمي الوطيس ، واستدارت رحى الحرب ، واشتد القتال ، وأخذ رسول الله ﷺ في الدعاء والابتهال ومناشدة ربه عز وجل ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه فردَّه عليه الصديق ، وقال : بغض مناشَدَتِكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ منجز لَكَ ما وَعَدَكَ ، فأغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة وأخذ القوم النعاس في حال الحرب ، ثم رفع رسولُ الله ﷺ رأسه فقال ( أَبْشِرْ يا أَبَا بَكْر ! هذا جِبْرِيلُ عَلَى تَنَايَاه النقع ) ، وجاء النصر ، وأنزل الله جنده ، وأيد رسوله والمؤمنين ، ومنحهم أكتاف المُشركين أسراً وقتلاً ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ، وتضرَّعُوا إليهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ ﴿ أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرعب ﴾ ، وأوحى الله إلى رسوله ﷺ ﴿ ان مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ ﴾ ، وبات رسول الله ﷺ يصلي إلى جذع شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها ، واصطف الفريقان ، فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ، أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا ، فأبى ذلك أبو جهل ، وجرى بينه وبين عتبة كلام ، وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دَمَ أخيه عمرو ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعَمْراه ، فحمي القوم ، ونشبتِ الحرب ، وعَدَّلَ رسول الله ﷺ الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله ﷺ ، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، يطلبون المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة الأنصار : عبد الله بن رواحة ، وعوف ، ومُعَوِّذ ، ابنا عفراء ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، قالوا : أكفاء كرام ، وإنما نُريد بني عمنا ، فبرز إليهم علي وعُبيدة بن الحارث وحمزة ، فقَتل علي قِرْنَه الوليد ، وقَتل حمزة قرنه عتبة ، وقيل : شيبة ، واختلف عُبيدة وقِرنه ضربتين ، فكَرَّ علي وحمزة على قِرن عبيدة ، فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنَا حتى مات بالصَّفْراءِ ، ثم حمي الوطيس ، واستدارت رحى الحرب ، واشتد القتال ، وأخذ رسول الله ﷺ في الدعاء والابتهال ومناشدة ربه عز وجل ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه فردَّه عليه الصديق ، وقال : بغض مناشَدَتِكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ منجز لَكَ ما وَعَدَكَ ، فأغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة وأخذ القوم النعاس في حال الحرب ، ثم رفع رسولُ الله ﷺ رأسه فقال ( أَبْشِرْ يا أَبَا بَكْر ! هذا جِبْرِيلُ عَلَى تَنَايَاه النقع ) ، وجاء النصر ، وأنزل الله جنده ، وأيد رسوله والمؤمنين ، ومنحهم أكتاف المُشركين أسراً وقتلاً ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين. ❝