تكملة هديه ﷺ في الحج ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ تكملة هديه ﷺ الحج ثم رجع إلى مِنى فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه وفضله عند الله وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) وعلمهم مناسكهم وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم وأمر أَن يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع خطبته يَجْنِي جَانٍ إِلَّا نَفْسِه عن يمين القبلة يسارها والناس حولهم وفتح له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ تلك اعْبُدُوا رَبَّكم وصَلُّوا خَمْسَكُم وَصُومُوا شَهْرَكُم وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم وودع حينئذ فقالوا : حجة الوداع وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي وعمن ذبح فقا حَرَجَ قال عبد بن عمرو ما رأيته سئل يومئذ شيء إلا افْعَلُوا وَلَا ابن عباس: إنه قيل الذبح والحلق كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 من تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا
حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك. ❝
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج
ثم رجع ﷺ إلى مِنى ، فخطب الناسَ خُطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحُرمة مكةَ عَلى جميع البلاد ، وأمرهم بالسَّمْع والطَّاعَةِ لِمَن قَادَهُم بِكِتَابِ الله ، وأمَرَ النَّاسَ بِأَخْذِ مَنَاسِكِهِمْ عَنه ، وقال ( لعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ عَامِي هذا ) ، وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناسَ أَن لا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ، وَأَمَرَ بِالتَّبْلِيغِ عَنْهُ ، وأَخْبَرَ أَنَّهُ رَبَّ مُبَلِّغ أَوْعَى مِنْ سَامِع ، وقال في خطبته ( لا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِه ) ، وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهلُ مِنى في منازلهم ، وقال في خطبته تلك ( اعْبُدُوا رَبَّكم، وصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُم ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُم ) ، وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع ، وهناك سُئل عمن حلق قبل أن يرمي ، وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقا ( لا حَرَجَ ) قال عبد الله بن عمرو : ما رأيته ﷺ سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افْعَلُوا وَلَا حَرَجَ ) قال ابن عباس: إنه قيل له ﷺ في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال ( لا
حَرَجَ ) ، ثم انصرف ﷺ إلى المَنْحَرِ بِمنى ، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، وكان ينحرها قائمة ، معقولة يدها اليسرى ، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سني عمره ﷺ ثم أمسك وأمر علياً أن يَنْحَر ما غَبَر من المئة ، ثم أمر علياً رضي الله عنه ، أن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين ، وأمره أن لا يُعطِي الجَزار في جِزَارتها شيئاً منها ، وقال ( نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِنْدِنَا ، وَقَالَ : مَنْ شاءَ اقْتَطَعَ ) ونحر رسول الله ﷺ بِمَنْحَرِهِ بِمنى ، وأعلمهم ( أن مِنِى كُلَّها مَنْحَرٌ ، وأَنَّ فِجَاجَ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ ) وفي هذا دليل على أن النحر لا يختص بمنى ، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزاه ، كما أنه لما وقف بعرفة قال ( وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) ووقف بمزدلفة ، وقال ( وَقَفْتُ هاهنا وَمُزْدَلِفَةٌ كُلُّها موقف ) ، وسُئل ﷺ أن يُبنى له بِمَنى بِنَاءٌ يُظْلَّه مِنَ الحَرِّ ، فقال ( لَا ، مِنَى مُنَاخٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ ) ، وفي هذا دليل على اشتراك المسلمين فيها ، وأن من سبق إلى مكان منها ، فهو أحق به حتى يرتحل عنه ، ولا يَمْلِكُه بذلك. ❝
❞ غزوة الطائف .. في شوال سنة ثمان قال ابن سعد قالوا : ولما أراد رسول الله ﷺ المسير إلى الطائف ، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكَفَّيْنِ : صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي ، يَهدِمه وأمره أن يستمد قومه ، ويُوافيه بالطائف ، فخرج سريعاً إلى قومه ، فهدم ذا الكَفَّيْنِ ، وانحدر معه من قومه أربعمئة سراعاً ، فوافوا النبي ﷺ بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم بِدَبَّابة ومنجنيق ، قال ابن سعد : ولما خرج رسول الله ﷺ مِن حُنين يُريد الطائف ، قَدِمَ خالد بن الوليد على مقدمته ، وكانت ثقيف قد رَمُّموا حِصنهم ، وأدخلوا فيه ما يصلح لهم لسنة ، فلما انهزموا من أوطاس ، دخلوا حصنهم وأغلقوه عليهم وتهيؤوا للقتال ، وسار رسول الله ﷺ ، فنزل قريباً من حصن الطائف وعسكر هناك ، فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديداً ، كأنه رِجْلُ جَرَادٍ حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقُتِلَ منهم اثنا عشر رجلاً ، فارتفع رسول الله ﷺ إلى موضع مسجد الطائف اليوم ، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب ، فضرب لهما قبتين ، وكان يُصلي بين القبتين مدة حصار الطائف ، فحاصرهم ثمانية عشر يوماً ، وقال ابن إسحاق : بضعاً وعشرين ليلة ، ونصب عليهم المنجنيق ، وهو أول ما رمي به في الإسلام ، حتى إذا كان يوم الشَّدْخَةِ عند يوم جدار الطائف ، دخل نفر من أصحاب رسول الله ﷺ تحت دبابةٍ ثم دخلوا بها إلى جدار الطائف ليحرقوه ، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرمتهم ثقيف بالنبل ، فقتلوا منهم رجالاً ، فأمر رسول الله ﷺ بقطع أعناب ثقيف ، فوقع الناس فيها يقطعون ، قال ابن سعد : فسألوه أن يدعها لله وللرحم ، فقال رسول الله ﷺ ( فإني أدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ ) فَنَادَى منادي رسول الله : أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً ، منهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله ﷺ ودفع كُلَّ رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة ، ولم يُؤذن لرسول الله ﷺ في فتح الطائف ، واستشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي ، فقال ( ما ترى؟ ) فقال : ثَعْلَب في جُحْرٍ ، إن أقمتَ عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك ، فأمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب ، فأذن في الناس بالرحيل ، فضج الناسُ من ذلك وقالوا نرحل ولم يُفتح علينا الطائف ؟ فقال رسول الله ﷺ ( فاغدُوا على القتال ) فَغَدَوْا فأصابت المسلمین جراحات ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّا قَافِلُونَ غداً إن شاء الله ) ، فسُرُّوا بذلك وأذعنوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله ﷺ يضحك ، فلما ارتحلوا واستقلوا ، قال ﷺ ( قولوا : آيبون ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وقيل: يا رسول الله ! ادعُ الله على ثقيف ، فقال ﷺ ( اللَّهُمَّ اهْدِ ثقيفاً وائتِ بِهِمْ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ غزوة الطائف . في شوال سنة ثمان قال ابن سعد قالوا : ولما أراد رسول الله ﷺ المسير إلى الطائف ، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكَفَّيْنِ : صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي ، يَهدِمه وأمره أن يستمد قومه ، ويُوافيه بالطائف ، فخرج سريعاً إلى قومه ، فهدم ذا الكَفَّيْنِ ، وانحدر معه من قومه أربعمئة سراعاً ، فوافوا النبي ﷺ بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم بِدَبَّابة ومنجنيق ، قال ابن سعد : ولما خرج رسول الله ﷺ مِن حُنين يُريد الطائف ، قَدِمَ خالد بن الوليد على مقدمته ، وكانت ثقيف قد رَمُّموا حِصنهم ، وأدخلوا فيه ما يصلح لهم لسنة ، فلما انهزموا من أوطاس ، دخلوا حصنهم وأغلقوه عليهم وتهيؤوا للقتال ، وسار رسول الله ﷺ ، فنزل قريباً من حصن الطائف وعسكر هناك ، فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديداً ، كأنه رِجْلُ جَرَادٍ حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقُتِلَ منهم اثنا عشر رجلاً ، فارتفع رسول الله ﷺ إلى موضع مسجد الطائف اليوم ، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب ، فضرب لهما قبتين ، وكان يُصلي بين القبتين مدة حصار الطائف ، فحاصرهم ثمانية عشر يوماً ، وقال ابن إسحاق : بضعاً وعشرين ليلة ، ونصب عليهم المنجنيق ، وهو أول ما رمي به في الإسلام ، حتى إذا كان يوم الشَّدْخَةِ عند يوم جدار الطائف ، دخل نفر من أصحاب رسول الله ﷺ تحت دبابةٍ ثم دخلوا بها إلى جدار الطائف ليحرقوه ، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرمتهم ثقيف بالنبل ، فقتلوا منهم رجالاً ، فأمر رسول الله ﷺ بقطع أعناب ثقيف ، فوقع الناس فيها يقطعون ، قال ابن سعد : فسألوه أن يدعها لله وللرحم ، فقال رسول الله ﷺ ( فإني أدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ ) فَنَادَى منادي رسول الله : أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً ، منهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله ﷺ ودفع كُلَّ رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة ، ولم يُؤذن لرسول الله ﷺ في فتح الطائف ، واستشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي ، فقال ( ما ترى؟ ) فقال : ثَعْلَب في جُحْرٍ ، إن أقمتَ عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك ، فأمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب ، فأذن في الناس بالرحيل ، فضج الناسُ من ذلك وقالوا نرحل ولم يُفتح علينا الطائف ؟ فقال رسول الله ﷺ ( فاغدُوا على القتال ) فَغَدَوْا فأصابت المسلمین جراحات ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّا قَافِلُونَ غداً إن شاء الله ) ، فسُرُّوا بذلك وأذعنوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله ﷺ يضحك ، فلما ارتحلوا واستقلوا ، قال ﷺ ( قولوا : آيبون ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وقيل: يا رسول الله ! ادعُ الله على ثقيف ، فقال ﷺ ( اللَّهُمَّ اهْدِ ثقيفاً وائتِ بِهِمْ ). ❝