كان ﷺ إذا دُعي لطعام وتبعه أحد ، أعلم به ربَّ المنزل ،... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ كان ﷺ إذا دُعي لطعام وتبعه أحد أعلم به ربَّ المنزل وقال ( إنَّ هذا تَبِعَنَا فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ وَإِنْ رَجَعَ ) وكانَ ﷺ يتحدث طعامه كما تقدم حديث الخل وكما قال لربيبه عمر بن أبي سلمة وهو يُؤاكِلهُ سَمُ اللَّهَ وكُلْ ممَّا يَليك وربما يُكرر أضيافه عرض الأكل عليهم مراراً يفعله أهل الكرم هريرة قصة شرب اللبن وقوله له اشْرَبْ فَمَا زَالَ يَقُولُ : حَتَّى قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَا أَجِدُ مَسْلَكاً وكان إذا أكل عند قوم لم يخرج حتى يَدْعُو لهم فدعا منزل عبد الله بسر فقالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُم فِيمَا رَزَقْتَهُم وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ ودعا سعد عبادة فقال أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُم الْأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلَائِكَة وصح عنه أنه دخل منزله ليلة فالتمس طعاماً فلم يجده أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَاسْقِ سَقَانِي وَذُكِرَ أن عَمْرو الحَمِق سقاه لبناً أَمْتِعَهُ بِشَبَابِهِ فَمَرَّتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةٌ لَمْ يَرَ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 من تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ كان ﷺ إذا دُعي لطعام وتبعه أحد ، أعلم به ربَّ المنزل ، وقال ( إنَّ هذا تَبِعَنَا ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ ، وَإِنْ شِئْتَ رَجَعَ ) ، وكانَ ﷺ يتحدث على طعامه ، كما تقدم في حديث الخل ، وكما قال لربيبه عمر بن أبي سلمة وهو يُؤاكِلهُ ( سَمُ اللَّهَ ، وكُلْ ممَّا يَليك ) ، وربما كان يُكرر على أضيافه عرض الأكل عليهم مراراً ، كما يفعله أهل الكرم ، كما في حديث أبي هريرة في قصة شرب اللبن وقوله له مراراً ( اشْرَبْ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ : اشْرَبْ حَتَّى قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكاً ) ، وكان ﷺ إذا أكل عند قوم لم يخرج حتى يَدْعُو لهم ، فدعا في منزل عبد الله بن بسر ، فقالَ ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُم فِيمَا رَزَقْتَهُم ، وَاغْفِرْ لَهُمْ ، وَارْحَمْهُمْ ) ، ودعا في منزل سعد بن عبادة فقال ( أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ ، وَأَكَلَ طَعَامَكُم الْأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلَائِكَة ) ، وصح عنه ﷺ أنه دخل منزله ليلة ، فالتمس طعاماً فلم يجده ، فقال ( اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي ) ، وَذُكِرَ عنه ﷺ أن عَمْرو بن الحَمِق سقاه لبناً فقال ( اللَّهُمَّ أَمْتِعَهُ بِشَبَابِهِ ، فَمَرَّتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةٌ لَمْ يَرَ شَعْرَةٌ بَيْضَاءَ ) وكان ﷺ يدعو لمن يُضيف المساكين ، ويثني عليهم ، فقالَ مرَّة ( ألا رَجُلٌ يُضِيفُ هذا رحِمَهُ اللهُ ) ، وقال للأنصاري وامرأته اللَّذَيْنِ آثرا بِقُوتِهما وقُوتِ صِبيانهما ضَيْفَهُمَا ( لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ ). ❝
❞ كان ﷺ إذا دُعي لطعام وتبعه أحد ، أعلم به ربَّ المنزل ، وقال ( إنَّ هذا تَبِعَنَا ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ ، وَإِنْ شِئْتَ رَجَعَ ) ، وكانَ ﷺ يتحدث على طعامه ، كما تقدم في حديث الخل ، وكما قال لربيبه عمر بن أبي سلمة وهو يُؤاكِلهُ ( سَمُ اللَّهَ ، وكُلْ ممَّا يَليك ) ، وربما كان يُكرر على أضيافه عرض الأكل عليهم مراراً ، كما يفعله أهل الكرم ، كما في حديث أبي هريرة في قصة شرب اللبن وقوله له مراراً ( اشْرَبْ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ : اشْرَبْ حَتَّى قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكاً ) ، وكان ﷺ إذا أكل عند قوم لم يخرج حتى يَدْعُو لهم ، فدعا في منزل عبد الله بن بسر ، فقالَ ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُم فِيمَا رَزَقْتَهُم ، وَاغْفِرْ لَهُمْ ، وَارْحَمْهُمْ ) ، ودعا في منزل سعد بن عبادة فقال ( أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ ، وَأَكَلَ طَعَامَكُم الْأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلَائِكَة ) ، وصح عنه ﷺ أنه دخل منزله ليلة ، فالتمس طعاماً فلم يجده ، فقال ( اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي ) ، وَذُكِرَ عنه ﷺ أن عَمْرو بن الحَمِق سقاه لبناً فقال ( اللَّهُمَّ أَمْتِعَهُ بِشَبَابِهِ ، فَمَرَّتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةٌ لَمْ يَرَ شَعْرَةٌ بَيْضَاءَ ) وكان ﷺ يدعو لمن يُضيف المساكين ، ويثني عليهم ، فقالَ مرَّة ( ألا رَجُلٌ يُضِيفُ هذا رحِمَهُ اللهُ ) ، وقال للأنصاري وامرأته اللَّذَيْنِ آثرا بِقُوتِهما وقُوتِ صِبيانهما ضَيْفَهُمَا ( لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ كان ﷺ إذا دُعي لطعام وتبعه أحد ، أعلم به ربَّ المنزل ، وقال ( إنَّ هذا تَبِعَنَا ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ ، وَإِنْ شِئْتَ رَجَعَ ) ، وكانَ ﷺ يتحدث على طعامه ، كما تقدم في حديث الخل ، وكما قال لربيبه عمر بن أبي سلمة وهو يُؤاكِلهُ ( سَمُ اللَّهَ ، وكُلْ ممَّا يَليك ) ، وربما كان يُكرر على أضيافه عرض الأكل عليهم مراراً ، كما يفعله أهل الكرم ، كما في حديث أبي هريرة في قصة شرب اللبن وقوله له مراراً ( اشْرَبْ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ : اشْرَبْ حَتَّى قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكاً ) ، وكان ﷺ إذا أكل عند قوم لم يخرج حتى يَدْعُو لهم ، فدعا في منزل عبد الله بن بسر ، فقالَ ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُم فِيمَا رَزَقْتَهُم ، وَاغْفِرْ لَهُمْ ، وَارْحَمْهُمْ ) ، ودعا في منزل سعد بن عبادة فقال ( أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ ، وَأَكَلَ طَعَامَكُم الْأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلَائِكَة ) ، وصح عنه ﷺ أنه دخل منزله ليلة ، فالتمس طعاماً فلم يجده ، فقال ( اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي ) ، وَذُكِرَ عنه ﷺ أن عَمْرو بن الحَمِق سقاه لبناً فقال ( اللَّهُمَّ أَمْتِعَهُ بِشَبَابِهِ ، فَمَرَّتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةٌ لَمْ يَرَ شَعْرَةٌ بَيْضَاءَ ) وكان ﷺ يدعو لمن يُضيف المساكين ، ويثني عليهم ، فقالَ مرَّة ( ألا رَجُلٌ يُضِيفُ هذا رحِمَهُ اللهُ ) ، وقال للأنصاري وامرأته اللَّذَيْنِ آثرا بِقُوتِهما وقُوتِ صِبيانهما ضَيْفَهُمَا ( لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ ). ❝
❞ وكانت الدولةُ أوَّل النهار للمسلمين على الكفار ، فانهزم عدو الله ، وولُّوا مُدْبِرِينَ حتى انتَهَوْا إلى نسائهم ، فلما رأى الرُّمَاةُ هزيمتهم تركوا مركزهم الذي أمرهم رسول الله ﷺ بحفظه ، وقالوا : يا قوم الغنيمة ، فذكرهم أميرهم عهد رسول الله ﷺ فلم يسمعوا ، وظنوا أن ليس للمشركين رجعة ، فذهبوا في طلب الغنيمة ، وأخْلُو الثَّغْرَ ، وكرَّ فُرسَانُ المشركين ، فوجدوا الثغر خالياً ، قد خلا مِن الرماة ، فجازُوا منه ، وتَمكَّنُوا حتى أقبل آخرهم ، فأحاطوا بالمسلمين ، فأكرم اللهُ مَنْ أكرم منهم بالشهادة ، وهم سبعون ، وتولَّى الصَّحَابة ، وخلص المشركون إلى رسول الله ﷺ فجرحُوا وجهه ، وكسروا رَباعِيَّته اليمنى ، وكانت السُّفلى ، وهَشَمُوا البيضة على رأسه ، ورمَوْهُ بالحِجَارة حتى وقع لشقه ، وسقط في حفرة مِن الحُفَرِ التي كان أبو عامر الفاسِقُ يَكيدُ بها المسلمين ، فأخذ علي بيده ، واحتضنه طلحة بن عبيد الله ، وكان الذي تولى أذاه ﷺ عَمْرُو بنُ فَمِئَةَ ، وعُتُبَةُ بن أبي وقاص ، وقيل : إن عبد الله بن شهاب الزهري ، عم محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، هو الذي شجّه ، وقُتِلَ مصعب بن عمير بين يديه ﷺ ، فدفع اللواء إلى علي بن أبي طالب ، ونشبت حَلَقَتَانِ مِن حلق المِغْفَرِ في وجهه الشريف ، فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح ، وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه من شَدَّةِ غوصِهِمَا فِي وَجْهِهِ ، وامتصَّ مَالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدَّمَ من وجنته ﷺ ، وأدركه المشركون يُريدُونَ ما الله حائل بينهم وبينه ، فحال دُونَه ﷺ نفر من المسلمين نحو عشرة حتى قُتلوا ، ثم جالدهم طلحة أجهضهم عنه ، وترس أبو دُجانة عليه بظهره ، والنبل يقع فيه ، وهو لا يتحرك ، وأصيبت يومئذ عين قتادة ابن النعمان ، فأتى بها رسول الله ﷺ فردها عليه بيده ، وكانَتْ أصح عينيه وأحسنهما. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكانت الدولةُ أوَّل النهار للمسلمين على الكفار ، فانهزم عدو الله ، وولُّوا مُدْبِرِينَ حتى انتَهَوْا إلى نسائهم ، فلما رأى الرُّمَاةُ هزيمتهم تركوا مركزهم الذي أمرهم رسول الله ﷺ بحفظه ، وقالوا : يا قوم الغنيمة ، فذكرهم أميرهم عهد رسول الله ﷺ فلم يسمعوا ، وظنوا أن ليس للمشركين رجعة ، فذهبوا في طلب الغنيمة ، وأخْلُو الثَّغْرَ ، وكرَّ فُرسَانُ المشركين ، فوجدوا الثغر خالياً ، قد خلا مِن الرماة ، فجازُوا منه ، وتَمكَّنُوا حتى أقبل آخرهم ، فأحاطوا بالمسلمين ، فأكرم اللهُ مَنْ أكرم منهم بالشهادة ، وهم سبعون ، وتولَّى الصَّحَابة ، وخلص المشركون إلى رسول الله ﷺ فجرحُوا وجهه ، وكسروا رَباعِيَّته اليمنى ، وكانت السُّفلى ، وهَشَمُوا البيضة على رأسه ، ورمَوْهُ بالحِجَارة حتى وقع لشقه ، وسقط في حفرة مِن الحُفَرِ التي كان أبو عامر الفاسِقُ يَكيدُ بها المسلمين ، فأخذ علي بيده ، واحتضنه طلحة بن عبيد الله ، وكان الذي تولى أذاه ﷺ عَمْرُو بنُ فَمِئَةَ ، وعُتُبَةُ بن أبي وقاص ، وقيل : إن عبد الله بن شهاب الزهري ، عم محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، هو الذي شجّه ، وقُتِلَ مصعب بن عمير بين يديه ﷺ ، فدفع اللواء إلى علي بن أبي طالب ، ونشبت حَلَقَتَانِ مِن حلق المِغْفَرِ في وجهه الشريف ، فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح ، وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه من شَدَّةِ غوصِهِمَا فِي وَجْهِهِ ، وامتصَّ مَالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدَّمَ من وجنته ﷺ ، وأدركه المشركون يُريدُونَ ما الله حائل بينهم وبينه ، فحال دُونَه ﷺ نفر من المسلمين نحو عشرة حتى قُتلوا ، ثم جالدهم طلحة أجهضهم عنه ، وترس أبو دُجانة عليه بظهره ، والنبل يقع فيه ، وهو لا يتحرك ، وأصيبت يومئذ عين قتادة ابن النعمان ، فأتى بها رسول الله ﷺ فردها عليه بيده ، وكانَتْ أصح عينيه وأحسنهما. ❝