والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان بالمال باليد فعلى كُلِّ مسلم يُجاهد بنوع من هذه الأنواع أما بالنفس ففرض كفاية وأما ففي وجوبه قولان والصحيح لأن الأمر بالجهاد به وبالنفس القرآن سواء وعلّق النجاة النار ومغفرة الذنب ودخول الجنة وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك أعطاهم ما يُحبون النصر والفتح القريب سبحانه أنه { اشترى الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } وأعاضهم عليها وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كتبه المنزلة التوارة والإنجيل والقرآن ثم أكد بإعلامهم لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالى بأن أمَرَهُم يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه أعلمهم هو الفوز العظيم فليتأمل العاقد مع ربه عقد التبايع أعظم خطره وأجَلَّه فإن الله عز وجل المشتري والثمن جنات النعيم والفوز برضاه والتمتع برؤيته هناك والذي جرى يده أشرف رسله وأكرمهم الملائكة والبشر وإن سِلْعَة شأنها لقد هيئت لأمر عَظِيمٍ وخَطْبٍ جَسيم مَهْرُ المحبة والجنَّةِ بذل النفس والمال لمالكهما اشتراهما المؤمنين فما كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان ، وإما بالمال ، وإما باليد ، فعلى كُلِّ مسلم أن يُجاهد بنوع من هذه الأنواع ، أما الجهاد بالنفس ، ففرض كفاية ، وأما الجهاد بالمال ، ففي وجوبه قولان ، والصحيح وجوبه لأن الأمر بالجهاد به وبالنفس في القرآن سواء ، وعلّق النجاة من النار به ، ومغفرة الذنب ودخول الجنة ، وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك ، أعطاهم ما يُحبون من النصر والفتح القريب ، وأخبر سبحانه أنه ﴿ اشترى من الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ ، وأعاضهم عليها الجنة ، وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كتبه المنزلة من التوارة والإنجيل والقرآن ، ثم أكد ذلك بإعلامهم أنه لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالى ، ثم أكد ذلك بأن أمَرَهُم بأن يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه ، ثم أعلمهم أن ذلك هو الفوز العظيم ، فليتأمل العاقد مع ربه عقد هذا التبايع ما أعظم خطره وأجَلَّه ، فإن الله عز وجل هو المشتري ، والثمن جنات النعيم والفوز برضاه ، والتمتع برؤيته هناك ، والذي جرى على يده هذا العقد أشرف رسله وأكرمهم عليه من الملائكة والبشر ، وإن سِلْعَة هذا شأنها لقد هيئت لأمر عَظِيمٍ وخَطْبٍ جَسيم ، مَهْرُ المحبة والجنَّةِ بذل النفس والمال لمالكهما الذي اشتراهما من المؤمنين ، فما للجبان المُعرِضِ المُفْلِس وسَوْم هذه السلعة ، باللَّهِ مَا هُزِلَتْ فيستامها المفلسون ، ولا كَسَدَت فيبيعها بالنسيئة المُعْسِرُونَ لقد أقيمت للعرض في سوق من يُرِيد ، فلم يرضَ رَبُّهَا لها بثمن دون بذل النفوس ، فتأخر البطالون ، وقام المحبُّونَ ينتظرون أيهم يصلح أن يكون نفسه الثمن ، فدارت السلعة بينهم ، ووقعت في يد ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أعِزَّةٍ عَلى الكَفِرِينَ ﴾. ❝
❞ والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان ، وإما بالمال ، وإما باليد ، فعلى كُلِّ مسلم أن يُجاهد بنوع من هذه الأنواع ، أما الجهاد بالنفس ، ففرض كفاية ، وأما الجهاد بالمال ، ففي وجوبه قولان ، والصحيح وجوبه لأن الأمر بالجهاد به وبالنفس في القرآن سواء ، وعلّق النجاة من النار به ، ومغفرة الذنب ودخول الجنة ، وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك ، أعطاهم ما يُحبون من النصر والفتح القريب ، وأخبر سبحانه أنه { اشترى من الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } ، وأعاضهم عليها الجنة ، وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كتبه المنزلة من التوارة والإنجيل والقرآن ، ثم أكد ذلك بإعلامهم أنه لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالى ، ثم أكد ذلك بأن أمَرَهُم بأن يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه ، ثم أعلمهم أن ذلك هو الفوز العظيم ، فليتأمل العاقد مع ربه عقد هذا التبايع ما أعظم خطره وأجَلَّه ، فإن الله عز وجل هو المشتري ، والثمن جنات النعيم والفوز برضاه ، والتمتع برؤيته هناك ، والذي جرى على يده هذا العقد أشرف رسله وأكرمهم عليه من الملائكة والبشر ، وإن سِلْعَة هذا شأنها لقد هيئت لأمر عَظِيمٍ وخَطْبٍ جَسيم ، مَهْرُ المحبة والجنَّةِ بذل النفس والمال لمالكهما الذي اشتراهما من المؤمنين ، فما للجبان المُعرِضِ المُفْلِس وسَوْم هذه السلعة ، باللَّهِ مَا هُزِلَتْ فيستامها المفلسون ، ولا كَسَدَت فيبيعها بالنسيئة المُعْسِرُونَ لقد أقيمت للعرض في سوق من يُرِيد ، فلم يرضَ رَبُّهَا لها بثمن دون بذل النفوس ، فتأخر البطالون ، وقام المحبُّونَ ينتظرون أيهم يصلح أن يكون نفسه الثمن ، فدارت السلعة بينهم ، ووقعت في يد { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أعِزَّةٍ عَلى الكَفِرِينَ }. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان ، وإما بالمال ، وإما باليد ، فعلى كُلِّ مسلم أن يُجاهد بنوع من هذه الأنواع ، أما الجهاد بالنفس ، ففرض كفاية ، وأما الجهاد بالمال ، ففي وجوبه قولان ، والصحيح وجوبه لأن الأمر بالجهاد به وبالنفس في القرآن سواء ، وعلّق النجاة من النار به ، ومغفرة الذنب ودخول الجنة ، وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك ، أعطاهم ما يُحبون من النصر والفتح القريب ، وأخبر سبحانه أنه ﴿ اشترى من الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ ، وأعاضهم عليها الجنة ، وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كتبه المنزلة من التوارة والإنجيل والقرآن ، ثم أكد ذلك بإعلامهم أنه لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالى ، ثم أكد ذلك بأن أمَرَهُم بأن يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه ، ثم أعلمهم أن ذلك هو الفوز العظيم ، فليتأمل العاقد مع ربه عقد هذا التبايع ما أعظم خطره وأجَلَّه ، فإن الله عز وجل هو المشتري ، والثمن جنات النعيم والفوز برضاه ، والتمتع برؤيته هناك ، والذي جرى على يده هذا العقد أشرف رسله وأكرمهم عليه من الملائكة والبشر ، وإن سِلْعَة هذا شأنها لقد هيئت لأمر عَظِيمٍ وخَطْبٍ جَسيم ، مَهْرُ المحبة والجنَّةِ بذل النفس والمال لمالكهما الذي اشتراهما من المؤمنين ، فما للجبان المُعرِضِ المُفْلِس وسَوْم هذه السلعة ، باللَّهِ مَا هُزِلَتْ فيستامها المفلسون ، ولا كَسَدَت فيبيعها بالنسيئة المُعْسِرُونَ لقد أقيمت للعرض في سوق من يُرِيد ، فلم يرضَ رَبُّهَا لها بثمن دون بذل النفوس ، فتأخر البطالون ، وقام المحبُّونَ ينتظرون أيهم يصلح أن يكون نفسه الثمن ، فدارت السلعة بينهم ، ووقعت في يد ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أعِزَّةٍ عَلى الكَفِرِينَ ﴾. ❝
❞ قدوم وفد النخع على رسول الله ﷺ .. وقَدِمَ عليه ﷺ وَفْدُ النَّخْعِ ، وهُمْ آخِرُ الوفود قدوماً عليه في نصف المحرم سنة إحدى عشرة في مئتي رجل ، فنزلوا دار الأضياف ، ثم جاؤوا رسول الله ﷺ مقرِّينَ بالإسلام ، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل ، فقال رجل منهم ، يقال له : زرارة بن عمرو : يا رسول الله ! إني رأيتُ في سفري هذا عجباً ، قال ﷺ ( وما رأيت ؟ ) ، قال : رأيتُ أتاناً تركتها في الحي كأنها ولدت جدياً أسفَع أحوى ، فقال له رسول الله ﷺ ( هَلْ تَرَكْتَ أَمَةٌ لَكَ مُصِرَّةٌ عَلَى حَمْل ؟ ) قال : نعم ، قال ﷺ ( فإنَّها قَد وَلَدَتْ غُلاماً وهُوَ ابْنُكَ ) ، قال : يا رسول الله ! فما باله أسفعَ أحوى؟ فقال ﷺ ( ادنُ مِنِّي ) ، فدنا منه ، فقال ﷺ ( هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتمه ؟ ) ، قال : والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ ، وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ ، قال ﷺ ( فَهُوَ ذُلِكَ ) ، قال : يا رسول الله ورأيتُ النعمان بن المنذر عليه قرطان مُدَملجَانِ ومَسكتان قال ﷺ ( ذلكَ مَلِكُ العَرَبِ ، رَجَعَ إِلَى أَحْسَن زِيهِ وبَهْجَتِهِ ) ، قال يا رسول الله ! ورأيتُ عجوزاً شمطاء قد خرجت من الأرض ، قال ﷺ ( تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا ) ، قال : ورأيتُ ناراً خرجت من الأرض ، فحالَتْ بيني وبين ابن لي يقال له : عمرو وهي تقولُ : لَظَى لَظَى ، بصير ، وأعمى ، أطعموني أكلكم أهلكم ومالكم ، قال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمان ) ، قال : يا رسول الله ! وما الفتنة ؟ قال ﷺ ( يَقْتُلُ النَّاسُ إمَامَهُمْ ، وَيَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْباق الرأس ، - وخالف رسول الله ﷺ بين أصابعه ـ يحسب المسيء فيها أنه محسن ويَكُونُ دَمُ الْمُؤْمِن عِنْدَ المُؤْمِن فيها أَحلَى مِنْ شُرْبِ المَاءِ ، إِنْ مَاتَ ابنُكَ أَدْرَكْتَ الفِتْنَةِ ، وإِن مِتَ أنت أَدْركَها ابنك ) ، فقال : يا رسول الله ! ادع الله أن لا أدركها ، فقال له رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُها ) ، فمات وبقي ابنه ، وكان ممن خلع عثمان. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم وفد النخع على رسول الله ﷺ . وقَدِمَ عليه ﷺ وَفْدُ النَّخْعِ ، وهُمْ آخِرُ الوفود قدوماً عليه في نصف المحرم سنة إحدى عشرة في مئتي رجل ، فنزلوا دار الأضياف ، ثم جاؤوا رسول الله ﷺ مقرِّينَ بالإسلام ، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل ، فقال رجل منهم ، يقال له : زرارة بن عمرو : يا رسول الله ! إني رأيتُ في سفري هذا عجباً ، قال ﷺ ( وما رأيت ؟ ) ، قال : رأيتُ أتاناً تركتها في الحي كأنها ولدت جدياً أسفَع أحوى ، فقال له رسول الله ﷺ ( هَلْ تَرَكْتَ أَمَةٌ لَكَ مُصِرَّةٌ عَلَى حَمْل ؟ ) قال : نعم ، قال ﷺ ( فإنَّها قَد وَلَدَتْ غُلاماً وهُوَ ابْنُكَ ) ، قال : يا رسول الله ! فما باله أسفعَ أحوى؟ فقال ﷺ ( ادنُ مِنِّي ) ، فدنا منه ، فقال ﷺ ( هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتمه ؟ ) ، قال : والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ ، وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ ، قال ﷺ ( فَهُوَ ذُلِكَ ) ، قال : يا رسول الله ورأيتُ النعمان بن المنذر عليه قرطان مُدَملجَانِ ومَسكتان قال ﷺ ( ذلكَ مَلِكُ العَرَبِ ، رَجَعَ إِلَى أَحْسَن زِيهِ وبَهْجَتِهِ ) ، قال يا رسول الله ! ورأيتُ عجوزاً شمطاء قد خرجت من الأرض ، قال ﷺ ( تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا ) ، قال : ورأيتُ ناراً خرجت من الأرض ، فحالَتْ بيني وبين ابن لي يقال له : عمرو وهي تقولُ : لَظَى لَظَى ، بصير ، وأعمى ، أطعموني أكلكم أهلكم ومالكم ، قال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمان ) ، قال : يا رسول الله ! وما الفتنة ؟ قال ﷺ ( يَقْتُلُ النَّاسُ إمَامَهُمْ ، وَيَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْباق الرأس ، - وخالف رسول الله ﷺ بين أصابعه ـ يحسب المسيء فيها أنه محسن ويَكُونُ دَمُ الْمُؤْمِن عِنْدَ المُؤْمِن فيها أَحلَى مِنْ شُرْبِ المَاءِ ، إِنْ مَاتَ ابنُكَ أَدْرَكْتَ الفِتْنَةِ ، وإِن مِتَ أنت أَدْركَها ابنك ) ، فقال : يا رسول الله ! ادع الله أن لا أدركها ، فقال له رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُها ) ، فمات وبقي ابنه ، وكان ممن خلع عثمان. ❝